رواية دكتور نساء
الفصل السادس 6
بقلم فريدة الحلواني
الكبرياء ....سلاح ذو حدين ...اذا لم تكن تجيد استخدامه فلا تعبث به ...حتي لا تكون اول من يجرح من نصله الحاد
صدمه ...زهول....عدم تصديق لما سمعته توا
تصنمت و كانها تمثالا حجري بعدما سمعته يرد عليها قائلا : حبيبي عامله ايه...سامحيني يا روحي كان عندي حاله معرفتش ارد عليكي
ظلت تفتح فمها و تغلقه في محاوله منها ان تخرج حرفا واحد و لكنها فشلت
كل ما استطاعت فعله ان تحرك يدها بالهاتف كي تري اسمه داخلها لتتاكد انه هو ...و كان صوته ليس تاكيدا كافيا ....كاد قلبها ان يتوقف بالفعل
اما ذلك الخبيث ...فقد رد لها الصاع صاعين ....هزته بكلمه حبيبي التي قالتها امام الجميع ...لتكيد غريمتها
و هو اوقعها بكلمه روحي و التي قالها عمدا حينما كانت لمياء تقف بجواره حتي يجعلها تفقد الامل فيه
و لكن....ما له يشعر برعشه اصابته و اراد ان يقول المذيد و لكن....قد عاد طبيبنا المغرور الي ارض الواقع هو الاخر بعدما انسحبت لمياء كمدا من امامه
دون اي مقدمات و كان احدهم صفعها فوق وجنتها كي يفيقها من تلك الحاله
و كان صوته بمثابه تلك الصفعه حينما قال بطريقه فجه : خبر ايه ...زن زن متصله تلت مرات....خير يا بت العبايده ايه الي خلاكي تنزلي من برجك العالي و تتصلي بيه
بمنتهي الزهول ...و الهدوء العاصف سالته دون ان تهتم بسخريته المبطنه : كت هتجول لمين الحديت الي فالاول
ابتسم بشماته علي تلك الحاله التي تمر بها و قد وشي بحالها المهزوز
رد بفظاظه : كان في ناس جاري مطيجهمش ...جولت الكلمتين الناسخين دول لجل ما يفكرو اني رايد اتحددت ويا مرتي لحالي شوي
صمت للحظات ثم ذاد تجبره حينما اكمل : اوعاكي تكوني مفكره اني في يوم ممكن اجولهالك ....يبحي اتخبلتي فعجلك و الله
المهم ....عايزه ايه
هل تعلمون النار التي تشتعل داخل الانثي حينما يمس احدهم كبريائها....فما بالك ان جرحها فيه
عادت اليها روح العزه و الكرامه اذ قالت له بغرور و قوه تنافي انهيارها الداخلي : ههههه و انت مفكر حالك اني صدجت ....و لاني مالاساس ممكن اسمحلك تجولي الحديت الناسخ ديه ....لو واخد بالك يا دكتور لما سمعتك ...مرديتش عليك ...جولت يا امن بتجولهم لحدي جارك....يا امن عجلك ساح و مفكرني حدي تاني
لااااااا....هذا كثير ...لن يتحمل كل هذا التكبر و الاهانه التي لم يجرأ احدهم علي فعلتها من قبل
عثمان بغضب : جسما بالله يا بت العبايده ....صمت للحظات ...عجز ان يتوعدها ...اصبح زهنه خاليا من كثره فورانه
تنفس بقوه ثم اكمل : شوفي ...مش هجولك هعمل ايه....خلي عجلك يصورلك ايه الي هيوحصل فيكي لحد ما اعاودلك....و فقط ...اغلق الهاتف في وجهها ثم اخذ يدور حول نفسه داخل غرفه مكتبه
يريد ان يذهب اليها الان ...يقتلها...ينتقم منها....علي اهانته...ام علي قلبه الذي اصبح يخفق بشده بمجرد ان يتذكرها
اما هي ....كانت حقا مرتعبه ...و لاول مره تعترف بخطأها الفادح في حقه....منذ البدايه هي من بدات بالخطأ و بدلا عن اصلاحه ذادته سوءا
زفرت بحنق ثم قالت : يا حزنك يا رغد ...طينتيها فوج نفوخك...هتلاجيها منيه و لا من خيتك الي هتشيلك الروب ....يا مري يا مري ....
صعدت الخادمه الي الاعلي ثم طرقت الباب و حينما سمعت الاذن دلفت و هي تقول : ست شاديه ...الحاجه ام وهدان تحت و رايده تشوفك
قطبت بين حاحبيها و قالت بنزق : وااااه ...اني مش فايجالها دلوك ...دي وليه رطاطه
الخادمه : احولها نعسانه
شاديه : لااااه ...هنزلها و امري الي الله
بعد الكثير من كلمات الترحيب المبالغ فيها ...و الكثير من الاحاديث الجانبيه التي اصابتها باضجر
قررت ان تنهي تلك الجلسه الممله
شاديه : خير يام وهدان جولتي ريداني في خدمه
ام وهدان : ايوه صوح ...بجولك ...هي الست بسنت مهتجيش البلد ليه....من يوم فرحها و مجاتش
شاديه : مانتي خابره جوزها مشاغله كتير في مصر
ام وهدان : اؤوه صوح....سمعت انه عنديه شركه كبيره هناك...الله يذيده
شاديه : امين ...هتسالي عليها ليه
ام وهدان : الهي تتستري رايده تتوصتيلي عنديها لجل ما تخلي جوزها يشغل وهدان عنديه
الواد معاه شهاده كبيره و نفسه يدلي مصر يشتغل بيها
نظرت لها شاديه و قالت بسخريه مبطنه : المعهد الفني شهاده كبيره ...ايوه صوح....من عنيه هجولها و ارد عليكي
ظلت المراه تدعي لها الي ان رحلت و تركتها تفكر في حلا لهذا المأزق
في مكان اخر ...بل في بلدا اخر بعيد كل البعد عن تلك القريه....كانت تجلس فتاه في اوائل العشرينات تدخن سيجارا رفيع...و معها رجلا يبدو عليه الثراء
يدعي حاتم
حاتم : يا بسنت الشغل كده مش هينفع....انتي قولتي جوزك جاي يمضي العقود و انا حطيت في حسابك اول دفعه ....هنبدا امتي بقي
ردت عليه بدلال متعمد : ايه يا حاتم بيه انت مش واثق فيا ...من بكره اسحبهم من البنك و ارجعهملك لو حابب
حاتم : لا طبعا مش ده الي اقصده ...بس انا شايف ان انتي الي شايله الشغل كله يبقي ادام هو مش موجود معظم الوقت يبقي يعملك توكيل بدل العطله دي....ده بيجي يوم و يختفي شهر
مثلت الحزن ببراعه و قالت : اعمل ايه ...اهله مقويينه عليا...خايفين لاطمع و اخد كل حاجه لنفسي ...بكت و هي تكمل : انا الي شايله كل حاجه ...و هو و لا في دماغه
انا تعبت يا حاتم ...انا بدات انسي اني ست و ليا حقوق مش بيفكر حتي انه يدهالي
شيطانه....تعرف من اين توسوس لابن ادم
تعلم مداخله جيدا
و قد القت الفكره داخله عقله و تركته يهيأها له كما يشاء
و هو كان صيدا سهلا لها بعدما ابتلع الطعم دون اي عناء
قام من مجلسه ليحاورها ...ضمها بزراعه كي يحتويها داخل احضانا محرمه و هو يقول : اهدي يا بسنت ...انتي ست جميله و اي راجل يتمناكي
معقول ...معقول جوزك مش مقدر كل الجمال ده ...اكيد اتجنن
ابتسمت بخبث من بين دموعها الكاذبه ثم قالت بوهن و هي تتشبث به : يا ريته يفهم كده ...بالعكس ...ده كل يوم بيخوني مع واحده ...وصلت لاعز صحباتي خاني معاها يا حاتم....قالت اسمه بنبره مثيره ثم اكملت بكاء
اما هو مثل اي رجل تحركه فقط شهوه ذائفه....يقضي وقتا ممتعا ...و لكن مهما طال هذا الوقت سينتهي
و يظل الذنب الاعظم هو ما يكتب في صفيحته ...الا من تاب و رحمه ربه من هذا الجرم الشنيع
عاد من القاهره محملا بحقائب كثيره مليئه بالهدايا و الالعاب لجميع الاطفال ....قلبه اجبره الا يحرجها امام عائلته ...اشتري ما قالت عليه امامهم ...لما....رغم توعده لها ....لا يعلم....حقا لا يعلم
مالت تحيه علي ابنتها و همست بخبث : اطلعي يا بت ...جايب لعب كد ايه لجل ما السنيوره طلبت منيه
عائشه : ماهو جايب للكل ياما اهه
تحيه : با خايبه ...امال رايداه يحيب لولدها بس و يركب نفسه العيبه
اطلبي منه شويه دهبات لجل ما تظهري جدامها انك احسن منيها ...اسمعي حديت امك.....شوفتي لما عدلتي خلجتك بجي زين معاكي و بيعاملك احسن مالاول
كانت تقف داخل المطبخ تعد بعض الحلويات التي طلبتها منها نرجس و الاطفال ....سمعت صوته بالخارح و برغم انها ارادت ان تهرول اليه ...الا انها تمالكت حالها و ظلت بالداخل
اما هو فكان يبحث عنها بعيناه تحت نظرات امه المراقبه له ....فجأه سمع صراخها
اول من كان ينتفض و يهرول تجاهها
وجدها تقف تبكي بحرقه و تحاول ان تبعد ثيابها التي انسكب عليها الحليب الساخن و الخادمه تحاول ان تخلعه عنها
جن جنونه حينما راي ساقيها بداو في الظهور صرخ بجنون : بتعملي ايه يا مخبله انتي
الخادمه برعب : بجلعها العبايه البن ادلج عليها
كان في ذلك الوقت و دون تفكير يحملها بين زراعيه و يهرول بها الي الخارج ليصعد بها تحت نظرات مشتعله من الغيره ...و اخري مشفقه
لحق به الجميع و قبل ان يدلفو خلف الجناح صرخ بهم دون شعور لما يتفوه به : خليكم بره ...مرتي مهتتعراش جدام حدي....و فقك اغلق الباب بقدمه خلفهم حتي دون ان ينظر لامه التي كانت تقف مع الجميع
اما تلك الباكيه الما خطي خجلها علي ما تعانيه و قالت برفضا قاطع و هو يضعها فوق الفراش : اني زينه ...مفياش حاجه
مد يده كي يرفع عبائتها ليكشف عن جرحها فتمسكت بها جيدا و هي تقول بدموع : واااااه ...كنك احنيت اياك ...هتعمل ايه
غضبا اتي من الجحيم تملك منه ....رغم القلق الذي ينهش صدره خوفا عليها ...الا انه حقا اصبح لا يري امامه الا رفضها لها
بمنتهي التجبر ...ترك طرف العبائه ثم مد يده للاعلي ليشقها نصفين ...لم يهتم بصرختها و لكنه قال : اني دكتور جبل ما اكون جوزك....دكتور نسا ...خابره يعني ايه ....كلت ديه بشوفه ميت مره فاليوم و لا هياثر فيا
اكمل بغضب جعلها حقا تخاف : بعدي يدك لجل ما اسوف الحرج
ابعدت يدها ثم اغمضتت عيناها خجلا و الما ....اصطبغ وحهها باللون الاحمر القاني و ارتعش جسدها بمجرد ان لمست يداه الخشنه جسدها الناعم
تفحص الجرح ثم اتي ببعض الدهانات و قام بوضعها عليها
في باديء الامر كان يتابع ما يفعله بمهنيه بحته....و لكنه فالنهايه و اثناء ما كان يوزع الدهان فوق مكان الاحمرار ....لم يشعر بيده التي اصبحت تسير فوقها بحميميه
و لم يشعر بجسده الذي مال فوقها ليكمل تلم المعزوفه الحلوه ....تناغمت يده مع شفتيه....اصبح مثل اصابع البيانو ...هم عباره عن لونان فقط ...و لكنهما يصنعون اعزب الالحان ...و اعزبها
اما هي ...نسيت المها....و لم تتذكر خجلها....بل شعرت انها مغيبه عن الواقع
و الواقع يطرق فوق الباب كي يعيدهم اليه
انتفض فحاه حينما سمع صوت زوجته التي تغلي بالخارج تقول بغل : طمني يا عثمان ....الحرج جامد و لا ايه...كلت ديه هتكشف عليها
انقذته امه التي قالت بغضب : انا جولتلك هملوهم لحالهم و شويه و نبجي نطمن عليها ....ايه الي يوجفنا اكديه
تلك الثواني المعدوده التي اتخذتها امه في حديثها ...كانت كفيله ان تجعله يجمع شتاته قليلا ليرد عليهم قائلا : اطمنو ....بسيطه ان شاء الله ...هتغير خلجاتها و ترتاح اشوي
عائشه بغيظ : انت هتبيت عنديك ...انهارده يومي
صرخ بغضب اخيرا وجد سببا ليخرجه : عييييشه ....هاسود عيشتك لو ما غورتيش من اهنيه
ذهب الجميع ....ابتعد عنها دون ان يتفوه بحرف ....دلف الي الشرفه ليدخن سيجاره لا يلجأ لها الا حينما يكون في شده غضبه ...او منشغلا في امرا هام
اما هي ....لم تقوي علي التحرك كي تبدل ثيابها الممزقه ...ليس بسبب جرحها بل....بسبب ساقيها التي شعرت انها لن تحملها...سحبت الشرشف بصعوبه و كانه يزن اطنانا
حقا اعصابها تالفه لا تقوي علي فعل شيء...سترت جسدها به ....اغمضت عيناها....ظلت تسترجع ما حدث منذ دقائق معدوده ....و برغم انه لم يكن وقتا طويلا الا انه كان كافيا ان يجعلها في حاله ....تتمني الا تخرج منها
اما هو ...سيجارته اصبحت اثنان ثم ثلاث ...حقا سيجن ...ما تلك الحاله التي تملكت منه....اين غضبه منها...اين توعده لها
بل الادهي ...اين انتقامه منها....حزر نفسه كثيرا حتي لا يقع في فخ بهائها مثل اخيه
و اليوم ....اليوم فقط اعطي له كامل الحق ان يعشقها بتلك الطريقه التي ادت الي انه يفضل الموت علي الا يعيش بدونها
اشتعلت النار داخل صدره ...هل يشعر بالغيره من اخاه الراحل ....عشقها ...لمسها ...تمتع بما يتمني هو و لكن محرما عليه
لن يقوي علي الابتعاد ...و لن يستطع الاقتراب ...سيري كل ما يفعله معها بعين اخيه
و الاهم ...هي ...سيكون من الافضل بالنسبه لها ...هو ...ام اخيه الراحل
كل هذا كان يدور بداخله
مما جعله يشعر بالجنون فاخذ يضرب في سور الشرفه عله ينفث عن ذلك الغضب الحارق
و لكن....حقا فشل في ذلك....هي ....هي من اشعلت النار و عليها ان تطفأها
اتجه اليها مثل الثور الهائج حتي انها انتفضت زعرا حينما دفع باب الشرفه بقوه ...و قبل ان تساله ماذا حدث
وجدته ينقض عليها و يجزبها من خصلاتها بغباء و يقول بغل : اني صبرت عليكي كتير....انطجي ....خوي جتل حاله ليه ....كتي هتهمليه ليه.....كان عاشجك صوح....كتي بتتمنعي عنيه ...و لا من كتر ما اتمتع بيكي مبجاش جادر يعيش من غيرك
كانت تبكي ...فقط تبكي ...هل يسالها حقا عن سبب وفاه اخيه...ام يحاسبها علي عشقه لها.....لا يعلم هو....و لا تفهم هي
كل ما يحدث الان ضربا من الجنون
هزها بقوه وهو يصرخ : انطجي ...اني شياطين الارض كلياتها جدامي دلوك ...مهصبرش عليكي كتير اااااني
امسكت كفه كي تحاول ابعاده و يدها الاخري وضعتها فوق موضع الحرق الذي كان حقا يؤلمها ثم قالت بوهن : معميلتش حاجه ...و حيات بوي ما عيملت شي واصل ....نظرت له من بين دموعها و قالت بنبره تقطر حزنا مزقت قلبه : متظلمنيش يا دكتور ....
و دون شعور منها وجدت حالها تكمل بتوسل : انتي بالذات دونا عن الخلج...ظلمك ليا هيجتلني ....اااااه
قبل ان يسالها لما ....ارتعش رعبا عليها حينما صرخت من الالم التي تشعر به و لا تقوي علي تحمله
و القلب في تلك اللحظه اصبح هو المسيطر الوحيد في هذا الموقف...اذ امره امرا واجب النفاذ ان يضمها داخل صدره....فهو لم يقوي علي تحمل دموعها ...و عتابها المستتر داخل حروفا تصرخ وجعا
ضمها بقوه حانيه للغايه....ملست علي خصلاتها التي كان يجذبها منذ قليل
همس بصوتا متحشرج يقطر الما : اهدي ...خلاص مش هنتحددت دلوك ...ضمها اكثر و قال بصوت خرج متوسلا : بكفياكي بكي ...الحرج هيشد عليكي اكده
اراحت راسها فوق صدره و قالت بهمس من بين شهقاتها : موجوعه يا دكتور ...مجدراش اتحمل
رد دون ان يفكر حتي في معني ما يتفوه به : هيطيب ...كل جرح و ليه دوي ....اطمني
كلمات في ظاهرها حديثا عن الالم الظاهري ...اما باطنها معني اعمق خرج من قلبا يأن الما و....شوقا....و عشقا لن يخرج الي النور بعد
مر وقتا لن نعرف قدره و هما علي تلك الحاله ...و كل ما يسيطر عليهما سكينه...هدوء ...استراحه محارب يريد ان يكمل حربه ...
ثغره تحرك دون اراده ليلثم اعلي راسها ثم قال : بجيتي احسن دلوك
حاولت الابتعاد كي ترد عليه و تهرب ايضا من تشبثها به ...و لكن قبل ان تتفوه بحرف ...وجدت حالها لا تستطع الابتعاد اكثر بعد ان تعلق السلسال التي ترتديه في زر قميصه
تظر الي السلسال و تذكر انها لا تخلعه عنها ابدا مثل باقي الحلي ....هنا انار عقله باشياء لم يفكر بها قبلا...فهي لا تملك الكثير اذا اين كل ما جلبه لها اخيه
و هنا ايضا تحكمت فيه غيرته بعد ان اشتعلت مره اخري بسبب تلك الافكار
و قبل ان تحاول ابعادها بتمهل كي لا تقطع امسك يدها بقوه و قال : ليه دي بالذات مهتجلعهاش من رجبتك
هو الي جايبهالك صوح...غاليه عنديكي....اكمل بجنون ...كان ايه مناسبتها بجي
هزت راسها رفضا و قالت بحنين : لااااه ....مش هو الي كان جايبها....نظر لها بعدم تصديق فاكملت : دي بتاعت امي الله يرحمها ...شاديه لبستني اياها من وانا عندي عشر سنين...جالتلي دي وصيه امك الله يرحمها متجلعهاش من رجبتك واصل
اغمض عينه غضبا من حاله....فيما كنت تفكر ايها المخبول
تطلع لها بهدوء ثم سالها برفق : طب ليه مهتلبسيش دهبات كتير و لا الالماظ الي عنديكي ....اني ملاحظ ان كام حاجه بس الي معلجه عليهم
سؤال يظهر عادي....و لكن في حقيقه الامر هو اول خيط في بحثه عن الحقيقه
رغد : دول دهبات اهلي ...كل حدي فيهم جايبلي هديه ...غير الي بوي كان جايبهولي و اني بت
عثمان : طب وينها حاجتك ...شبكتك ...كل الي اشترهولك فهد الله يرحمه
ابتلعت ريقها برعب و لم تجد ردا علي اسالته المنطقيه ...
لاحظ هو ارتعاش جسدها و عيناها التي اهتزت حدقتيها....ليس بالصغير حتي لا يعلم او يشعر بخوفها
فكر بحكمه ...يحتويها ...يعطيها الامان...حتي يصل الي الحقيقه التي سترضي قلبه قبل عقله
كوب وجهها بحنو...امطرها بنظرات لاول مره تراها ....قال بصوتا حاني : جولي يا رغد....ليكي الامان مني ...مهما كان الي هتجوليه ....بس اعرف ...ريحيني يا بت الناس ...الحيره عم تنهش في جلبي و عجلي ....وعد مني ليكي مهما كان الي هتجوليه ...مهأذيكيش ...
بكت ...كل ما فعلته بكت ثم قالت بقهر : ....