رواية غاليتي
الفصل الثالث 3
بقلم فريدة الحلواني
في بعض الاحيان نقابل شخصا ...نشعر اننا نعرفه منذ زمن...بل نحفظه عن ظهر قلب ...نفهم ما يدور بداخله دون حديث
و لكن الصعب هنا ...حينما يكون هذا الشخص يتسم بصفات مشتركه معك...و الاهم اذا كان من بين تلك الصفات...العند و الكبرياء
يا الله ...هنا ستقوم حربا دروس بينكما دون مبرر او سببا يذكر
و السؤال هنا ...لمن ستكون الغلبه...حقا لا نعرف
جزت علي اسنانها غيظا بعدما قال لها بتعالي : اقعدي ...خلينا نفهمك عالي مطلوب منك
انتي اصلا اتاخرتي و اخرتينا ...و يا ريت متتكررش
رد سعد بتملق : معلش يا ريس امسحها فيا ...اخر مره
نظر له ببرود ثم قال بوقاحه : انت مالك...اسمك غاليه....هنا هي في شغل يعني ملكش اي علاقه بيها....مراتك في بيتكم مش هنا
شعرت بالدم يغلي داخل راسها....ليس غضبا علي هذا الحقير الذي وضعها في ذلك المكان...و لكن من هذا المغرور الذي تيقنت ان القادم معه ليس بهين
نظرت له بثقه و قالت : حضرتك قول الي مطلوب و انا هنفذه ...مش محتاج شرح كتير انا بفهم كويس...و بسرعه
لما يشعر انها بدأت العناد معه ...لما يريد ان يحطم راسها ...
هز راسه بهدوء ثم قال : تمام...هنشوف يآم العريف
كادت ان ترد عليه الا ان ابوذياد الذي كان ؤلاحظ كل هذا ...تدخل سريعا و هو يقول بشرح : كل الي عليكي انك هتكوني معايا فالعربيه
هندخل المكان الي الباشا هيهجم عليه الاول .....
ظل يشرح لها ما عليهم فعله ...و هي تعطيه كامل تركيزها
و بعدما انتهي ...وضعت ساقا فوق الاخري بغرور ثم قالت : تمام...فهمت
كاد ان ينهرها الا ان ابو ذياد مال عليه و قال بهمسا راجي : اقسم بالله دي قعدتها الي بتعملها ديما حتي لما جات البيت عند الجماعه هزرو معاها و قالولها ليه العوجان ....قالتلهم ان دي طريقه قعدتها حتي في بيتها و مش عارفه تغيرها
نظر له بغضب ثم قال بهمجيه : طب فهمها انها تتلم قدامي ...فاكره نفسها في رحله بروح امها
لا تعلم لما ابتسمت بداخلها بعدما استشفت ان ملامحه المتجهمه بسبب تلك الجلسه التي ما تذيدها الا هيبه و غرور
اخرج من درج مكتبه جهازا صغيرا ثم مده لها و هو يقول بوقاحه : ده جهاز هنسمع عن طريقه كل حاجه بتحصل ...ادخلي الحمام شوفي هتحطيه فين
نظرت له بغضب ثم قالت : حضرتك يا ريت الاسلوب يبقي الطف من كده
رد بهمجيه : الطف دي عند صحابك ياختي...انتي رايحه تقابلي تجار مخدرات مش رايحه النادي ...انجزي خلينا نخلص يلااااا
ليس هي من انتفضت من صرخته الغاضبه ...بل الرجال المزهولون مما يحدث ايضا
حتي زوجها خاف كثيرا من غضبه و لكنه لم يستطع التدخل و لا نهرها امامهم
بعد ان اغلقت الباب خلفها بقوه طفيفه ...زفر بحنق ثم قال لاحد الضباط الواقف امامه : عرفتلي موسي النجار فاضله قد ايه و يطلع...و اهله دنيتهم ايه
الضابط : فاضله سبع شهور يا ريس...واهله شغالين بس علي خفيف ...تقريبا كده هو الي بيقولهم كل زياره يعملو ايه
سعد : عشان دماغه سم ...هو الي ممشي عيله النجار كلها ...عشان كده خايفين يدوسو فالشغل و هو غايب
هز حسن راسه بهدوء ثم قال : هو ده الي انا محتاجو....تابعلي معاد خروجه ...و اهله مش عايزهم يغفلو عنك...و خلي القسم يغمض عينو عنهم اليومين دول...اهو يبقي قدمنا له السبت ....نشوف بقي هو هيقدملنا ايه
تمت مهمتها بنجاح لم يتخيله احد ...لدرجه ان من يراها يعتقد انها تعمل معهم منذ سنين
عادو الي المكتب مره اخري و لكن مصاحبين معهم ثلاث رجال بعد ان تم القبض عليهم متلبسين ببيع كميات كبيره من المخدرات
جلست امامه بتباهي و هي تسمع ابو ذياد يمدح في ذكائها امام ذلك المغرور
و الذي كان في الاصل يستمع لكل حرف قيل عنها
ابو ذياد : ههههه الراجل ياعيني لسه هيعترض و يكبرها علينا ...لقيت ام سيلا هبت فيه خلته يتكتم
سعد بتفاخر طمعا في المكافاه : اااه سمعناها و هي بتقلب الطربيزه عليه...لا و بتهدده انها مش هتمم البيعه
حسن باعجاب لم يداريه : صراحه عجبتيني...لولا الي عملتيه كانت العمليه باظت...الله ينور عليكي يا ....غاليه
صمته للحظه حتي يفصل بين حديثه و نطقه لاسمها ...ابتسامتها التي تكاد ان تلمحها ...كل هذا جعل خافقها يهتز بجنون ...رغم ثباتها الظاهري
غاليه : الحمد لله يا باشا ..تمت علي خير...مبروك ...وقفت كي تستاذن للذهاب و هي تقول : اي اوامر تانيه
حسن : ايه مش عايزه تاخدي مكافأتك ...و لا ابعتهالك مع جوزك
رغما عنها ردت بلهفه : لاااا ...هستلمها انا لو سمحت
جز سعد علي اسنانه كمدا و هو يتوعد لها بداخله
اما حسن فقد اعتقد بتلك اللهفه انها حقا عبده للمال كما قال زوجها
ابتسم بحانب فمه بسخريه ثم قال : طب بالراحه ...علي مهلك ...محدش هياكل حقك يعني
خجلت كثيرا مما فعلته فقالت مصححه : ااا...لا مقصدش...
عالعموم ..الي تشوفو حضرتك
اشعل سيجاره ثم قال و هو يشير الي احد الارائك الموضوعه في ركن بعيد نسبيا ؛ اقعدي هناك لحد ما اخلص ...ساعه بالكتير
جلست مكان اشارته ...اخرجت هاتفها كي تتصل بصديقتها لتطمأن علي ابنتها ...و في نفس الوقت تطمأنها علي عودتها سالمه
غاليه بهمس : ايوه يا منه ..انا رجعت الحمد لله طمنيني سيلا عامله ايه
منه بلهفه : الحمد لله ..دانا كنت هتجنن عليكي و مش قادره اتصل زي ما نبهتي عليا
كان يراقبها دون ان يلاحظه احد ممن يقفون امامه او يجلسون
جلستها التي تنم علي قوه شخصيتها..
شعرها المنسدل بدلال
اما ما جعله يجن...ذاك البنطال الذي يصف جمال جسدها...يا تري مع من تتحدث بكل هذا الاهتمام
سؤال مر علي عقله و لم يجد له اجابه غير شكه انها تقيم علاقه مع احدهم....فتلك المرأه استحاله ان تكون زوجه لشخص مثل سعد و لا تخونه
ان بعض الظن أثم...صدق ربي ...دائما ننهال بالاتهامات و الشكوك علي من امامنا دون ان نعلم ما هي حياته او ما عاناه...دائما تأخذنا المظاهر كي نحكم عليهم بما ليس فيهم
داخل فيلا ايهاب الحداد والد نورهان
نجدها تجلس مع ابويها تقص لهم ما حدث مع ذبيده و شعورها بالغضب يتفاهم من نظره ابيها الغير راضيه ...و بعد ان انتهت
وجدت امها و تدعي اميره تقول بغيظ : و انتي مردتيش عليها ليه يا بنت...اذاي تسبيها تهينك كده
نورهان : رديت يا مامي بس اخر كلام قالته بعصبيه و سابتني و مشت ...حرفيا مش طايقه اشوفها....انااااا ...انا تتهمني اني جريت وراء ابنها...و انتي الي طلبتي منها تقربنا من بعض
قبل ان ترد عليها وجدت ابيها يقول : ماهو ده الي حصل
صرخت اميره بغضب : اااايهاب
رد عليها بصراحه جعلتهم يموتون غيظا : انتو هتكدبو الكدبه و تصدقوها....كل كلمه قالتها الحاجه صح
انتي و بنتك كنتو هتموتو عليه و مرتاحتيش غير لما اتجوزها....و يا ريت قدرتي قيمته و لا حاولتي تحافظي عليه
غرورك عاميكي و مفكره ان مفيش ست ذيك...برغم ان في كتير احسن منك
تقدري تقوليلي قدمتي لحسن ايه من يوم ما اتجوزك غير الكبر و العنجهيه الفارغه
ابنك بقي اطول منك و لسه متخيله انك بنت تمنتاشر سنه و الرجاله هتموت عليكي...لا و كمان شايفه نفسك كتير عليه
وقف من مجلسه ناويا الرحيل و لكنه قال قبلها : هقولهالك لاخر مره ....انتي معاكي راجل قليل لو لقيتي زيه في الزمن ده ...حافظي عليه عشان لو ضاع منك ...متلوميش غير نفسك
و فقط....اتجه نحو مكتبه دون اضافه حرفا اخر
اما هي نظرت لامها بغضب و قالت : شايفه يا مامي...عاجبك الي بابي بيقولو ده
اميره بغرور : سيبك منه ...المهم انك عارفه قيمه نفسك يا قلب مامي....قوليلي بقي هتعملي بارتي عيد جوازك فين السنه دي
نورهان بغيظ : كان نفسي اعمله فالساحل ...بس اكيد البيه مش هيحضر زي ما عملها من سنتين
و خلي منظري زي الزفت قدام صحباتي
اميره : اعمليه في الفيلا عشان باباه يجبره انه يحضر و ميكسفناش قدام الناس
صمتت للحظات ثم قالت بخبث : بقولك يا نوري....اختك مش مرتاحه مع الزفت جوزها و ناويه تطلق....ايه رايك تحاولي تقربيها من طه
نورهان : طه...ههههه ...ملقتيش غيره الي كاره كل الستات بسبب طليقته...معتقدش ان بعد الي شافه منها ممكن يأمن لوحده ست
اميره : انتي هتقارني اختك بالي كان متجوزها ...اكيد لا ...حاولي بس تجسي نبضه و تتكلمي عنها كتير قدامهم ...و انا هخليها تزورك من وقت للتاني يكون هو موجود
مرت ساعتان .....انهي فيهم عمله و تجهيز اوراق القضيه التي اتمها علي اكمل وجه
قضتهم هي في العبث بهاتفها بعد ان انتهت محادثتها مع منه....غابت عما حولها و هي تضع سماعات الاذن لتسمع بعض الاغاني المفضله لديها
يكفيها لذه الشعور انها تستنشق انفاسه التي تخرج منه في نفس مكان جلوسها
عطره الذي تغلغل داخل شرايينها....رغم بشاعه موقفها امامه ...الا انها لن تترك هذا الاحساس يقتل فرحتها بوجودها معه في نفس المكان و لكل تلك الفتره ...التي لم تكن تحلم بنصفها حتي
فاقت من شرودها علي يد تسحب السماعه من اذنها بقوه....
انتفضت و هي تلتف لتوبخ من فعل تلك الفعله الجريئه و التي لن تقبلها
الا انها اهتزت حينما وجدته مائلا عليها بنصف جسده ...يتطلع لها بغيظ مليء بالاعجاب و هو يقول : بقالي ساعه بنادي عليكي
ابتلعت لعابها بوجل و هي تقول بصوت مرتعش : سوري مخدتش بالي
اعتدل ثم قال بابتسامه هاذئه : سوري
وقفت بعصبيه و هي تقول ردا علي استهزاءه : حضرتك انا معايا السن ترجمه الماني ...و اخده كورسات فرنش و انجلش ...و شويه اسباني بس مكملتش
يا ريت بلاش تقلل من حد انت متعرفش عنه حاجه
حقا اصابته الدهشه مما جعله يسأل بتعجب : انتي كل ده...و متجوزه سعد....طب ازاي
غامت عيناها بسحابه حزن دارتها سريعا و لكنه التقطها ببراعه و هي تقول : النصيب
...
لم يرد ان يطيل الامر معها فهي لا تعنيه ...تحرك من امامها و هو يقول : تعالي استلمي مكافأتك ...احنا خلاص خلصنا
جلس خلف مكتبه يعد النقود التي ينوي اعطائها لها تحت نظراتها المتعجبه من المبلغ الذي تراه امامها
مد يده بالمال و هو يقول : يلا مش خساره فيكي ...لو واحده غيرك كنت ادتها نص دول ....اكمل بمغزي فهمته : بس انتي عجبتيني
التقطت منه النقود بكبرياء و هي تقول مصححه ما قاله حتي لا يعتقد انها صيدا سهلا : تصحيح حضرتك....اسمها شغلك عجبني
جز علي اسنانه غيظا من طريقتها المتعاليه و التي لم يجرؤ احد علي ان يفعلها معه
هل يصمت ...لا و الله رد بوقاحه : شغل ايه يا حاجه ...اخرك مرشده انتي فاكره نفسك بترجمي لوفد في السفاره
انتفضت من مقعدها و قالت بغضب مكتوم : و حضرتك الي طلبتيني ...معتقدش ان شغاله فالمخدرات و مضطره اعمل كده عشان تسيبني اشتغل براحتي
و لا قبضت عليا و انا بشم مثلا و حطيت شغلي معاك قصاد انك تخرجني
نظرت داخل عينه بقوه و اكملت و هي تشير علي جانب راسها باصبعها السبابه ....انا هنا بمزاجي ...مش لاي سبب تاني
و...فقط....تركته و غادرت سريعا قبل ان يرد عليها ردا لا تعلم ماذا ستفعل بعده
اما هو ...فاق من صدمت ردها عليه حينما سمع الباب يغلق ...طرق علي مكتبه بغل و قال : يا بنت الكلب ...طب و حيااات امي لكون جايبك تحت رجلي و كاسر مناخيرك الي رفعاها دي ...
اما هي....رغم وجعها من حديثه الا انها كانت فخوره بحالها لعدم سكوتها ...لن تسمح له او لاي شخص مهما كان ان يقلل منها ابدااااا
لم تنتظر زوجها بل لم تسال عنه بعدما خرجت من المكتب ...تحركت بكبرياء امام اعين الواقفين تاركه المكان باكمله
اشترت العديد من الالعاب لابنتها الحبيبه ...مع جلب العديد من علب الدواء التي تحتاجه دائما ...مع بعض الاطعمه الجاهزه
عادت الي منزلها الصغير و بداخلها فرحه عارمه ....ليس من اجل المال الذي حصلت عليه ....بل من اجل ابنتها التي ستطير فرحا بعدما تري ما جلبته لها
و بالفعل ...حينما جلست في شقتها مع منه التي حضرت مع سيلا كي تطمان عليها و تعرف ما حدث لها
كانت الصغيره تحتضن امها و تقبلها بسعاده طاغيه بعدما رات كل تلك العرائس التي كانت تحلم بامتلاكها يوما
منه بمزاح : يا بت اتهدي بقي هريتي خدها بوس ...عايزه اقولها كلمتين و امشي
سيلا : اصل فرحانه اوووي يا خالتو ...كان نفسي في العروسات دي من زمان
احتضنتها غاليه بحنو و قالت : ان شاء الله كل الي نفسك فيه هجيبه ...انتي تؤمري يا لولو
كادت منه ان تتحدث الا انها انتفضت معهم بعدما دخل عليهم سعد و ملامحه توشي بحدوث كارثه
وقف قبالتها بعدما نظر لتلك الحقائب الملقاه حوله و قال بغل : نهااار ابوكي اسود....انتي بعزقتي القرشين قبل ما يباتو فالبيت
غاليه : و انت مالك ...انت دافعلي حاجه من جيبك
علم سعد انه لن يطول منها شيئا ...هجم عليها ماسكا خصلاتها دون ان يهتم بصراخ الطفله و لا ترجي منه له ثم قال : هاتي بقيت الفلوس يا بت....اياكي مفكره ان هسيبك تمسكي قرش يا روح امك
منه بمحايله : اهدي ياخويا و صلي عالنبي ...اتفاهمو بالعقل
صرخت غاليه و هي تحاول ان تخلص شعرها منه : مش هطول مني جني ...انت قولت الفلوس دي لعمليه البت ...يبقي عايز تاخدها لييييه
رد عليها بجنون : يكش تموت و نرتاح منها ....هاتي الفلوس احسنلك...تركها و قام بسحب حقيبتها
قلب محتوياتها ارضا كي يبحث عن المال...و حينما لم يجده …..هجم عليها يضربها بعنف و غل
لم يهتم بصراخ ابنته و رعبها لدرجه انها تبولت في ملابسها
اما منه حاولت جاهده ابعادها عنه و كانت تتمني ان يكون زوجها حاضرا كي يساعدها و لكنه لم يعد من عمله الي الان
و بين صراخ...و توسل....و مقاومه
جائتها النجده من الله حينما صدح هاتفه بتغمه وضعها خصيصا لرب عمله حتي اذا كان نائما او مشغولا يرد عليه فالحال
ابتعد عنها و هو يقول بغباء : الباشا اللي نجدك مني يا بت الكلب....هرد عليه و هكمل عليكي
بينما كانت تقترب منها منه كي تحتضنها ...كانت هي كمن وجد حقا طوق النجاه
حينما نطق اخر جمله انار عقلها بشيئا واحد الا وهو....الباشا هو الي هينجدي منه
لم تفكر مرتان بينما هو يتحدث بصوت مرتعش يبرر بكاء الطفله التي تحاول كتم صراخها بعدما نظر لها بتهديد
صرخت غاليه بقهر : الحقني يا باشا...ابوس ايدك هيموتني انا و بنتي
تصلب سعد مكانه و نظر لها باجرام بينما سمع حسن يقول باستغراب : في ايه عندك يا سعد
رد كذبا : اااا...ابدا يا باشا انت عارف...اااا
قاطعته بصراخ اقوي : ابووووس ايدك الحقنا ...انا واقعه في عرضك
اوقف حسن سيارته جانب الطريق حينما شعر داخله بوخذه المته بسبب توسلها....تلك الشامخه لن تذل حالها لاحد الا اذا كان الامر جلل و اكبر من طاقتها
قال له بامر لا يقبل النقاش : اديني مراتك
سعد برعب : يا باشا...متشغلش ....
قاطعه بصياح غاضب : ادهااالي
مد لها الهاتف و هو يشير انه سيقتلها اذا ما تفوهت بشيء
اما هي ....ايقنت انت تلك فرصتها الوحيده للتخلص من ذلك الجحيم التي تعيش فيه...اما ان تستغلها ...او ستظل باقي حياتها هكذا
فليذهب كبريائها الي الجحيم...ابنتها اهم
امسكت الهاتف بيد مرتعشه و هي تقول بصعوبه من بين بكائها و الم جسدها : باشا
سكينا حاد غرز داخل صدره حينما سمع نبرتها التي تحاكي الاموات فقال باهتمام يملأه الحنو : ايه الي حصل
ردت بحسم يملأه الرجاء : و غلاوت اي حاجه عندك ...تعالي انجدني منه
تذامن توسلها مع صراخ منه حينما رات سيلا تقع ارضا بعدما دفعها هذا الحقير بغل
اما هي صرخت بقهر ...بنتي ....القت الهاتف من يدها دون اهتمام و هرولت تجاه الفتاه التي كاد ينقطع نفسها من شده البكاء
ضمتها بخوف و هي تصرخ بجنون متناسيا امر الهاتف الذي ما زال مفتوحا : عايز تموت بنتك يا ابن الكلب....و رحمه ابويا لهوديك في ستين داهيا...منك لله
نظر حسن لابو ذياد الجالس جانبه داخل السياره و قد سمع بعضا مما حدث بسبب علو الصوت ثم قال : تعرف بيت سعد العرص ده
نظر له الرجل باستغراب فبدأ بقياده السياره وهو يقول بغضب : اخلص تعرفه....
ابو ذياد بوجل : ايوه يا ريس ساكن في ......
لم يفكر مرتان ...انطلق بسرعه جنونيه تجاه العنوان الذي عرفه بسهوله.
مهما كان يمتلك من صفات سيئه و قلبا حجري ...الا انه حقا رجل لا يستطع ابدا التخلي عن شخص استنجد به
اما ذلك الجبان ظل يتصل به كثيرا و لكنه لم يتلقي ردا....اخذ يسب في زوجته بابشع السباب و لم يتخيل ابدا ان حسن الجيزاوي سيحضر الي منزله
لم ترد عليه بل اهتمت بتبديل ثياب ابنتها التي شحب وجهها من كثره البكاء و الرعب الذي عاشته
هي لا تعلم ما القادم ...و لكن بداخلها يقين انه سيأتي ...لما هذا الشعور حقا....لا تعرف
و بينما كانت منه تحاول تهدئته وجدو الباب يطرق بقوه
هرول تجاهه ...بهت وجهه حينما وجده امامه
ابتسم بارتعاش و هو يقول : باشاااا...حضرتك هنا بنفسك داحنا زارنا النبي
نظر له بغضب و هو يزيحه من طريقه....تطلع حوله بغيظ حينما راي هيئه المكان الذي تنم علي فحش ماحدث....العابا محطمه....
محتويات حقيبتها ملقاه ارضا ....جارتها الباكيه
و فالاخر ...هي...هي التي خرجت من غرفه ابنتها بشعرا مشعث و اثار الضرب ظاهره بوضوح علي وجهها
نظرت له بعين خاليه من الحياه و بداخلها الف شكوي و عتاب لا يعلم سببه
زم ابو ذياد شفتيه بغل كي يكتم غضبه ...اما حسن ...حقا لم يستطع تحمل ما راي
امسكه من تلابيبه و قال بغضب : ده اخرك ...تتشطر عالنسوان ...انما تبقي راجل لااااا
حد يعمل في اهل بيته كده يا عرص
سعد بخوف : ااا...يا باشا ...انت مش فاهم حاجه...لو عرفت عملت ايه هتعزرني
نظرت هي و منه بزهول و لكن لم يتوقعو ما سيقول كي يدافع عن حاله
حسن : مهما كان الي عملته ....تعمل فيها كدددده
سعد بافتراء : لو لما الاقي مراتي بتكلم راجل غيري حقي اقتلها
كداااااااااااب
تلك الكلمه التي خرجت بصراخ من غاليه و منه في نفس الوقت ...اخرجته سريعا من صدمته
و ما جعله يدهش حقا هو دفاع ابو ذياد حينما نطق بكلمه حق : تصدق انك #### و #### ...نظر لحسن و اكمل : باشا ...انت عارفني مبدخلش بيتي اي حد
و مش بسمح للجماعه انهم يصاحبو اي حد....الشهاده لله الست ام سيلا ...ست بميت راجل
حتي الحاجه من يوم ما عرفتها و هي بتشكر فيها و ديما بتكلمها تطمن عليها و برغم ان ام سيلا مش بتحكي حاجه عن حياتها
الا انها كانت حاسه انه ابن كلب و خساره يكون معاه ست زيها
نظر له حسن بنظره خرجت من الجحيم و قبل ان ينطق وجظ غاليه تهرول تجاه هاتفها الملقي ارضا
التقطته سريعا ثم التفت اليه ...مدته له و هي تقول بدفاع مستميت عن شرفها الذي يريد ان يلوثه ذلك الحقير : تليفوني اهووووو
سالت دموعها قهرا و هي تكمل : خده معاك خلي حد يراجع كل الارقام و المكالمات الي فيه مش انهارده بس ...من شهر ...اتنين...ان شالله من خمس سنين من اول ماجبته...لو لقيت اي مكالمه مع راجل اعمل فيا الي انت عايزه
يصدقها...لا يعلم لما...و لكن خبرته تحتم عليه ذلك ...شعور بداخله يخبره بذلك
لم يرد عليهاو لكن ارسل لها نظره اطمأنان حقا....ربتت علي قلبها المذبوح و احتوتها
حسن بقوه : ابو ذياااااد....خد العرص ده و انزلو استنوني تحت
اعقب قوله بترك ثيابه دافعا اياه نحو الباب
لم يقوي علي الاعتراض ...بل ذهب بخنوع و بداخله يعلم ان القادم ليس بهين ...و ان رب عمله سيحاسبه حساب الملكين اذا ما وشت به زوجته و قصت له ما يفعله معها
جلس علي احد المقاعد ثم اشعل سيجاره كي يهدأ حاله قليلا...نفث دخانها و قال بامر : اقعدو
جلست الاثنان جوار بعضهما بصمت
نظر لهم تباعا ثم قال لغاليه : احكيلي ايه الي حصل عشان يعمل فيكي كده ...او يقول عليكي كده
غاليه : اسفه اني عطلتك ...او خليتك تشوف كل ده....مفيش حاجه حصلت بس انا كنت عايزاه يبطل ضرب فيا عشان خاطر البنت
استشف كذبها خاصا حينما وجد منه تنظر لها بغيظ و قبل ان يرد عليها سمع منه تقول بغضب : انتي لسه هتسكتي
ربنا بعتلك الي يخلصك من العذاب الي عايشه فيه انتي و بنتك....انتي هبله يا بت...احكي للباشا وهو هيقف معاكي
صرخت بها بقهرو كبرياء انثي ترفض ان تظهر كسرتها امام احد غاصتا هو : بااااااس ...اسكتي
كان يطلعهما بتمعن منتظرا ما سيقال علي احر من الجمر
لم تعيرها اي اهتمام بل قالت بحسم حتي تخلص صديقتها من ذلك الجحيم التي تحي فيه منذ اثني عشر عاما :...