رواية أسير عينيها الفصل السادس والاربعون 46 والسابع والاربعون 47 بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل السادس والاربعون 46 والسابع والاربعون 47

بقلم دينا جمال


وصلت طائرتها الي وجههتها هي ليست حمقاء لتعود للنيران بقدميها لذلك اتجهت الي تركيا ستذهب الي جدتها استقلت سيارة اجري متجهه الي بيت جدتها في تلك المزرعة الريفية الصغيرة

وقفت السيارة ترجلت منها ليداعب النسيم العليل صفحة وجهها برفق

حاسبت السائق لتخطو داخل المزرعة وجدت جدتها تقف كعادتها تسقي ازهار عباد الشمس المفضلة لها، اتسعت ابتسامة جاكلين ما أن رأتها لتفتح ذراعيها لها بحنان.


القت حقيبتها تهرول الي حضن جدتها تجهش في البكاء

ربطت جاكلين على رأسها بحنان: ما بها صغيرتي

لينا باكية: أنه لا يحبني جاكلين كان فقط يخدعني لأجل عمله أنا أعشقه جاكلين

اخذتها جدتها الي منزلها الريفي الصغير اجلستها على الاريكة، احضرت لها كوبا من الماء

جاكلين بحنان ؛ اشربي صغيرتي واهدي قليلا أنا لا أفهم منكِ شيئا

اخذت بعض الرشفات من الكوب لتسمح جدتها دموعها بحنان: اخبريني ما حدث ولكن دون بكاء.


بدأت تقص عليها كل شئ منذ أن عادت لذالي أن رأت الملف

جاكلين بضيق؛ ولماذا لم تستمعي له

لينا باكية: لا اعرف جاكلين رفض عقلي ذلك أنا احتاجه جاكلين سأموت دونه

جاكلين بحنان: لا تقولي ذلك عزيزي سيصبح كل شئ بأفضل حال

هزت رأسها نفيا تهتف باكية: لاء اعتقد ذلك لقد اخبرني أنه لن يقبلني لقد أصبح يكرهني أنا اكرهه واعشقه ماذا أفعل جدتي ارجوكي أخبريني أنا أحترق دونه.


جاكلين بحنان: تذهبين للنوم وغدا نتحدث هيا عزيزتي لابد أنك ِ متعبة للغاية من السفر

اصطحبت جاكلين لينا الي احدي الغرف نظرت الي جدتها وهي تدثرها بالغطاء تهتف باكية: دائما ما كان يفعل ذلك كان يستقيظ ليلا حتي يتأكد اني لم القي بالغطاء بعيدا

مسدت جدتها على شعرها بحنان: سيعود صغيرتي أنه يعشقك

لينا باكية: لن يعود هو من اخبرني بذلك

جاكلين بحنان: بالتأكيد كان يمزح معكي نامي صغيرتي صباحا سيصبح كل شئ على ما يرام.


نظر عمر الي ياسمين يهتف بحزن: انا مش قادر اشوفه بالحالة دي عصبيته وزعيقه احسن بكتير من حزنه

ياسمين بحزن: هنعمل ايه يعني يا عمر لينا سافرت

عمر بجد: هنعمل اي حاجة انا مش هسيبه كدة

ياسمين: معاك

عمر: هكلم محمد ونشوف هنعمل ايه

دخل غرفته واغتسل وبدل ملابسه تمدد على فراشه تنساب الدموع من عينيه رغما عنه

ان نزعوا قلبه من مكانه سيظل ينبض بعشقه لها

يا ليتك يا قلبي لم تعشقها حد الجنون.


كيف لي ان اتخلص من لعنة حبك

كيف احرر نفسي من اسر عينيكي

ارحميني يا من ملكتي فؤادي

دق باب غرفته فمسح دموعع سريعا

خالد: ادخل

دخلت ياسمين الي الغرفة

خالد: خير يا ياسمين

ياسمين مبتسمة بخجل: اصلي بصراحة خايفة انام لوحدي في الشقة دي

ابتعد الي احد جانبي الفراش

خالد: تعالي

ذهبت ياسمين ونامت بجانبه

ياسمين: خالد

خالد: امممم

ياسمين: انت كويس

خالد: آه، نامي يا ياسمين

بعد دقائق دق الباب مرة اخري ودخل عمر.


ابتسم ساخرا: خير يا عمر خايف تنام لوحدك انت كمان

عمر مبتسما ببلاهة: بصراحة اه الاوضة بتاعتي فيها اصوات غريبة

ابتسم بسخرية: عندك السرير واسع

عمر: لاء خليك بيني انا وياسمين

خالد ساخرا: ليه هبقي محرم بينك انت واختك

نام خالد في منتصف الفراش وعلي جانبيه عمر وياسمين

عمر: خالد

خالد: نعم

عمر مبتسما ببلاهة: احكيلي حدوتة

ياسمين: اه وانا كمان عايزة حدوتة

خالد بضيق: نايم جنب عيال في عيال ابتدائي انا.


ياسمين بإلحاح: عشان خاطري يا لودي

انكمش وجهه بغضب في لحظه

خالد غاضبا: ما تقوليش الكلمة دي تاني

ياسمين بخوف: حاضر حاضر

خالد بحنان: معلش يا ياسمين ما تزعليش تحبي حدوتة ايه يا ستي

ياسمين: ست الحسن والجمال

خالد: ماشي يا حبيبتي

ياسمين: خالد هو انا ينفع انام في حضنك

فرد احد ذراعيه فنامت ياسمين عليه.


عمر بغيط طفولي: اشمعنا ياسمين انا كمان عايز انام في حضنك

ابتسم بألم ليفرد ذراعه الآخر فنام عمر عليه شعر انه والد هذين الطفلين الكبيرين

بدا يقص الحكاية الي ان تعب ونام هو مرت

مرت ايام كثيرة حزينة على الجميع

خالد يحبس نفسه في صومعة حزنه رسم الحزن خطوطه بحرفيه على وجهه فبدأ أكبر من عمره لأعوام لا يتكلم مع احد الا قليلا جدا قطع كلامه نهائيا مع محمد صديقه.


يصر ياسمين وعمر يوميا ان يناما في غرفته وان يحكي لهما احدي الحكايا حتي يشغلاه عن الحزن ليلا

اما عند لينا هو يوم واحد تتكرر تستيقظ صباحا على صوت جدتها الحنون التي لم تفارقها ولو للحظة واحدة حتي أنها اصبحت تنام بجانبها ليلا عندما شعرت بها تبكي ليلا تنادي عليه في أحلامها، أصبح البعيد كالحلم بالنسبة لها

الي ان جاء ذلك اليوم بالكاد وصل من عمله حتي وجد هاتفه يرن برقم غريب

المتصلة: السلام عليكم.


خالد: وعليكم السلام، من معايا

المتصلة: احم مش حضرتك العقيد خالد محمود السويسي

خالد بهدوء: ايوة انتي مين

المتصلة: احم أنا تالا يا افندم، الي حضرتك انقذتها من حوالي شهر من الحرامي افتكرتني

هز رأسه إيجابا: آه تمام، خير حضرتك

تالا: أنا استنيت حضرتك كتير تيجي تاخد الجاكت بتاعك بس واضح أن حضرتك نسيته وبصراحة أنا كنت مكسوفة اكلم حضرتك

خالد بغموض: ماشي يا آنسة تالا انا هاجي اخده بكره الساعة 8

تالا: تشرف حضرتك.


خالد: مع السلامة

اغلق الخط ليتنهد بحزن

خالد في نفسه: لازم انساكي

في اليوم التالي وقرابة الساعة الثامنة اخيرا اتصل جاسم بلينا فوجد الهاتف مفتوح

لينا باكية: ازيك يا بابا وحشتني

جاسم غاضبا: انتي ازاي تسافري من غير ما تقوليلي ازاي تسافري اصلا

لينا: خليني بعيد احسن ليا وللكل.


جاسم غاضبا: وانتي شايفة انك كدة هتبقي كويسة قدامك تلت ايام بالكتير وترجعي مصر تاني ولو ما جتيش لهتكوني بنتي ولا اعرفك وهموت وانا غضبان عليكي

لينا سريعا: بعد الشر عليك يا بابا بس...

جاسم مقاطعا: الي عندي قولته يا بنت الشريف، سلام

اغلق الخط دون أن يسمع ردها

في شقة خالد

وقف يتأنق امام مرآه غرفته يسرح شعره ويهذب لحيته التي غزتها تلك الشعيرات البيضاء بسبب حزنه وضع عطره المميز ارتدي ساعته الفضية الثمينة.


لتدخل ياسمين تصفر بإعجاب ايه يا عم الحلاوة دي، رايح فين كدة

التقط هاتفه ومفاتيحه قائلا باقتضاب وهو يرحل

خالد: رايح أخطب!


المرأة لا تضرب إلا بالمرأة، مقولة قالها أحد الحكماء

يجلس في سيارته أمام منزلها طبيعة عمله اكسبته ذاكرة حديدة يستطيع حفظ الأماكن بأدق التفاصيل حتي وإن رآها مرة واحدة

ازاح نظارته الشمسية قليلا ينظر ناحية تلك العمارة السكنية بغموض

انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة من مراقبته لهاتف جاسم عرف أنها ستعود قريبا

فقرر تلقينها درسا لن تنساه حتي تفكر ألف مرة قبل أن تشك في حبه، تلك البلهاء كم يعشقها!


أما تلك الفتاة ستكون فقط وسيلة لتحقيق غايته التي ما أن يصل إليها، سيخبرها وبكل أسف أن علاقتهم ستكون فاشلة لذلك يجب أن ينفصلوا وسيعوضها بما تريد

والجميع يعلم أن أمام لغة المال تصمت جميع الألسنة

نزل من سيارته يغلق زر حلته السوداء التقط باقة الورود وعدة هدايا باهظة الثمن متجها الي منزلها صعد خطوات المنزل ببطئ يتذكر تلك المعلومات التي عرفها عنها

( تالا نور حسين، في التاسعة عشر من عمرها.


الثانية الثانية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

من أسرة ميسورة الحال الي حد ماااا )

وصل أمام باب منزلها يدق الباب بثبات لحظات انتظار الي أن فُتح الباب سريعا ليري رجل في منتصف الأربعينات

نور مبتسما: خالد باشا مش كدة

هز رأسه إيجابا بهدوء

نور مرحبا: اتفضل يا افندم، يا اهلا وسهلا

دخل الي منزل ذلك الرجل يتحرك خلفه الي أن وصل به الي غرفة الصالون.


وضع ما في يده طاولة صغيرة ليهتف نور بابتسامة صغيرة: ما كنش في داعي لتعب حضرتك

رد بهدوء: لا أبدا دي حاجة بسيطة

نور سريعا: اتفضل يا باشا اتفضل اقعد أنا والله مش عارف اشكرك ازاي على الي عملته مع بنتي

خالد: لا شكر على واجب يا عمي دا واجبي وانا بأديه

نور مبتسما: والله يا ابني الي زيك خلصوا اليومين دول

جلس على احد المقاعد ليجد تلك الفتاة تدخل مرة أخري تحمل سترته.


تالا مبتسمة بارتباك: الجاكت بتاع حضرتك أنا قولت أن حضرتك هتيجي عشان تأخده لما حضرتك اتأخرت لقيت الكارت بتاع حضرتك فيه بصراحة اترددت كتير اكلم حضرتك معلش أنا متصلة متأخر

نظر لها بغموض يشعر بتأنيب ضميره ما ذنب تلك الفتاة ليشركها في لعبته لذلك قرر أن...

خالد بهدوء: معلش يا أستاذ نور ممكن فنجان قهوة مظبوط

نور: آه طبعا يا باشا دقيقة واحدة.


خرج نور سريعا من الغرفة ليعود بعد مدة ليست قصيرة في يده فنجان من القهوة

نور مبتسما: القهوة يا باشا

خالد مبتسما: خليها شربات بقي، بصراحة يا عمي أنا طالب منك ايد بنتك

نظرت تالا ووالدها الي بعضهما بدهشة

نور بجد: خشي جوة يا تالا

هزت رأسها ايجابا سريعا لتفر للداخل سريعا

نور بجد: ممكن اعرف إنت عايز تتجوز بنتي ليه

ابتسم بهدوء؛ عشان يبقي عندي بيت وزوجة واستقر ويبقي عندي أطفال.


نور بجد: ما جبتش سيرة أنها هتحبها يعني

رد بهدوء: الحب مش مهم اهم حاجه المودة والرحمة الي قال عليهم ربنا وأنا اوعدك اني هحافظ عليها

نور: احم بس أنا ما عرفش حاجة عنك خالص

ارجع ظهره في ظهر المقعد يهتف بهدوء: خالد محمود السويسي، عقيد في إدارة مكافحة المخدرات، 31 سنة، مُطلِق

نور: احم ممكن اعرف سبب الطلاق

خالد بهدوء: اختلاف في وجهات النظر طلبت الطلاق فطلقتها مش أنا الي أعيش مع واحدة غصب عنها.


نور بحيرة: والله أنا مش عارف اقولك ايه على العموم أنا هاخد رأي البنت عن اذنك اسألها

ذهب نور الي الداخل فوجد ابنته وزوجته يقفان يسترقان السمع

نور: طبعا انتوا سمعتوا كل حاجة ها يا تالا يا حبيبتي ايه رأيك

نجلاء ( والدة تالا ): هي دي عايزة رأي

هو دا عريس يترفض موافقة طبعا

نور: لو عايزة فرصة تفكري...

قاطعته تالا بتوتر: لاء يا بابا أنا موافقة بس لازم يبقي فيه فترة خطوبة الأول عشان نتعرف على بعض.


نور: اكيد يا حبيبتي

تركهم وعاد اليه يهتف بابتسامة واسعة؛ مبروك يا عريس

خالد مبتسما: يبقي نقرا الفاتحة

قرأ نور وخالد الفاتحة ونجلاء تطلق الزغاريد السعيدة أما هي فتقف شاردة تفكر في ذلك الرجل الغامض

قام خالد وصافح نور

خالد: هكلم حضرتك نتفق على ميعاد الخطوبة

نور: ما لسه بدري يا ابني

خالد مبتسما: متشكر يا عمي عن اذن حضرتك.


جلست على كرسي خشبي في الحديقة تتلاعب نسمات الهواء بخصلات شعرها الثائرة كتلك المشاعر في قلبها، دمعات هاربة تتساقط شوقا له صدقا لا تعلم كيف قضت تلك الأيام بدونه

اجفلت على يد وضعت على كتفها برفق صوت جدتها الدافئ يهتف بحنان مرح: اخبريني صغيرتي من أين تأتين بكل تلك الدموع

ابتسمت بحزن لتجلس جدتها جوارها: تعليمين انتي حمقاء تماما وهو أحمق أيضا كلاهما يحتاج الي درس قاسي

زفرت بألم: لا اريد العودة جاكلين.


جاكلين: كاذبة يا صغيرتي انتي تريدين العودة الآن قبل غدا حتي تركضي إليه

هتفت بنبرة باكية حزينة: توقفي جدتي أنا بالكاد أستطيع العيش دونه

مسدت جدتها على شعرها تهتف باستغراب من حالتها: لما اصبحتي بذلك الضعف صغيرتي

عقدت جبينها تنظر لجدتها هاتفه باستفهام: ماذا تعنين

جاكلين بحنان: انتِ تعلمين ما أعني، هل تلك هي لينا التي قضت سبعة أعوام بمفردها.


ابتسمت بسخرية: لم أكن بمفردي تماما كان إياد وتمارا ويوسف معي دائما

جاكلين بضيق: على من تكذبين إياد ويوسف وتمارا كانوا فقط أصدقاءك، أنا لا أصدق أن تلك الفتاة التي امامي الآن هي نفسها تلك الفتاة التي كانت تأتي إلي كل عام تصرخ بسعادة تحمل شهادة تفوق والكثير من الصور لرحلاتها الممتعة، أين ذهبت تلك الفتاة.


تنهدت بألم: انتِ لا تعلمين شئ جدتي، لقد أبصرت في الدنيا على وجهه، هو كل شئ بالنسبة لي أبي وأخي وصديقي وحبيبي جدتي أنا عشت كل تلك السنوات بتلك القواعد التي طالما ما كان يخبرني بها، رسمت له صورة في مخيلتي دائما ما كنت أحدثها واستشيرها في كل شئ، ولكن عندما عدت إليه محوت تلك المعلومات نسيت كل شئ كنت أعرفه تركت روحي تغرق في طفوان عشقه أنا أموت دونه جدتي سحقا لعقلي الاحمق الذي يرفض مسامحته.


جاكلين بحنان: إذا ستعودين

هزت رأسها ايجابا: نعم لقد حجزت في طائرة غد سأذهب لاضب ملابسي، سأشتاق اليكِ جدتي

عانقتها جاكيلن بحنان: وأنا ايضا صغيرتي

دلفت الي غرفتها تضب ملابسها في حقيبتها، القت الحقيبة على الفراش ليسقط منها ذلك الدفتر الأسود نظرت لها باستفهام لتسسع عينيها بدهشة دفتر مذكراته التي حرصت على أخذه معها، كيف نسيته كل تلك المدة

امسكته بأصابع مرتجفة جلست على الفراش فتحت الصفحة الأولي.


فتحت اول صفحة لتري خط طفولي للغاية ومع ذلك جميل ومنمق، قرأت الموجود في أول صفحة والذي كان تعريف عنه

( انا خالد محمود محمد السويسي بحب اسمي اوي عندي خمس سنين النهاردة فتحت عينيها وسوفتها ضغننة اوي عينيها حيوة اوي )

قلبت بعض الصفحات بلهفة

(النهاردة لينا بدأت تنطق اسمي انا سعيد اوي انها بتقوله حتي لو غلط انا بقي اسمي هالد )

جحظت عينيها بصدمة مما تقرأ

قلبت بعض الصفحات سريعا.


( النهاردة لينا رجعت تعيط من الحضانة وعرفت ان في واد حمار ضربها انا بكرة هضربه زي ما ضربها )

ومرة اخري مازالت تحت تأثير ذهول ما تقرأ

( النهاردة عيد ميلاد لينا العاشر انا سعيد اوي أن هديتي عحبتها كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى )

ومرة أخرى.


( انا حاليا عندي 18 سنة في ثانوية عامة بقالهم 3 سنين منعين لينا انها تنام في حضني اد ايه وحشني حضنها الصغير بفضل جمبها احكيلها حدوتة لحد ما تنام وبعدين امشي انت بحبك اوي يا لينا لو في يوم قريتي المذكرات دي هتعرفي انا بحبك اد ايه )

ومرة أخرى.


( الضحكة الي في حياتي خلاص راحت، عمي جاسم خد لينا ومشي، مش عارف انا عايش ازاي من غير ما اسمع ضحكتها ضحكتها او حتي صوتها، هلاقيكي يا حبيبتى حتي لو اخر يوم في عمري )

ومرة أخرى

( انا ما بحبش رحاب بس عينيها شبه عينيكي يا حبيبتى دايما شايفك قدامي عمري ما شوفتها هي انا هخليها نسخة منك وحشتيني اوي يا حبيبتي )

ومرة أخرى.


( انا دلوقتي العقيد خالد السويسي اسم ومكانة وقوة وقسوة، الرجل الذي لايعرف الرحمة، بس مستعد ارجع تاني خالد لو رجعتيلي يا حبيبتى، وحشتيني اوي يا لوليتا ارجعي بقي )

ومرة أخرى

( انا أسعد واحد في الدنيا النهاردة اخيرا شوفتك تاني، اتفقت أنا ورفعت اننا نعمل لعبة على جاسم عشان يصدق فعلا أن حياتك في خطر ويوافق على جوازنا، حتي لو ما وافقش أنا مش هضيعك من ايدي تاني أبدا ).


اغلقت الدفتر تنظر أمامها بذهول عينيها متسعتين حتي آخرهما، حمقاء غبية بلهاء لما لم تسمعه لما حرمت نفسها من ذلك العشق الذي كان يغرقها فيه

أسرعت تضع اغراضها في الحقائب سريعا عازمة على العودة في الحال.


انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة حين رأي اسمها في كشف اسماء القادمين غدا

اخرج هاتفه يتصل بنور يخبره بأن حفل خطوبته سيكون بعد غد في فيلا والده.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والأربعون


في صباح اليوم التالي

وصلت الطائرة انهت لينا اجراءات الوصول واستقلت سيارة اجري وذهبت الي منزلها

دخلت البيت سريعا

فريدة سريعا وهي تحتضنها: وحشتيني اوي يا حبيبتي

لينا: وانتي كمان يا ماما فين بابا

فريدة: في مكتبه يا حبيبتى

ذهبت الي مكتب والدها سريعا

جاسم: ادخل

دخلت الي الغرفة تفرك يديها بتوتر

جاسم. مبتسما بسخرية: حمد لله على السلامة يا دكتورة

لينا: الله يسلمك يا بابا، حضرتك وحشتني اوي

جاسم ساخرا: بجد!


علي اساس ان حضرتك عملتي اعتبار ليا لما خدتي بعضك وسافرتي

انسابت دموعها كالعادة على وشك أن تأخذ لقب بطلة العالم في البكاء

لينا باكية: بابا صدقني انا كنت فاهمة غلط

رق قلب جاسم لمنظر ابنته الباكية فقام سريعا

يعانقها بحنان

خرج جاسم بها الي خارج المكتب

جاسم: رحمة هاتي للينا عصير

انتفضت من حضن والدها تهتف سريعا بلهفة: لا يا بابا ما فيش وقت انا لازم اروح لخالد أنا كنت فاهمة غلط كان لازم اسمعه.


همت بالذهاب حين رن جرس المنزل فتحت احدي الخادمات، لتتسع ابتاسمتها حسن رأته جالت عينيها على تفاصيل وجهه بشوق هرولت ناحيته تنظر له مبتسمة بعشق: خااالد وحشتني أوي أنا كنت لسه...

لم يكن شوقه يقل عنها فشوقها له نقطة في بحر شوقه لها للحظات اراد التراجع عن تلك الخطة امام لهفة عينيها الاسرتين ليهز رأسه نفيا سريعا

قاطعها عندما نظر خلفه يهتف بابتسامة واسعة: تعالي يا حبيبتي انتي مكسوفة ولا ايه.


دخلت تلك الفتاة تنظر لهم بتوتر لتسرع بامساك يده نقلت نظراتها بينها وبين يدها التي تعانق يده

هتفت بصدمة: خالد مين دي

ابتسم بخبث ليرفع كف تلك الفتاة يقبله هاتفا بسعادة مصطنعة: دي تالا خطيبتي

هزت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد يمزح تعرفه هو يعشقها لاء قد أخبرها أنه لن يسامحها هل نسيها بتلك السرعة ليذهب لتلك الفتاة

اجتاح دوار حاد عقلها لتغمض عينيها سامحة لعلقها بأن يرتاح من تلك الصدمة قليلا.


اتسعت عينيه بفزع عندما شعر بها تغمض عينيها لم يكن يظن أنها ستفقد الوعي نفض يد تلك الفتاة من يده ليركض تجاهها التقطها بين ذراعيه قبل أن تسقط ارضا حملها يضعها على الأريكة يرش الماء على وجهها برفق يكاد قلبه يفجر قفصه الصدري من الخوف

تنهدت براحة عندما وجدها تحاول فتح عينيها

ليذهب من أمامها يقف بجانب تلك الفتاة.


فتحت عينيها بصعوبة لأول وهلة شعرت بأنها تراه عندما سقطت في ذلك البئر لم تشعر بالألم بل شعرت بالأمان، اعتدلت في جلستها تفرك جبينها بألم لتجده مازال واقفا هتف بتهكم ما أن استيقظت: سلامتك يا دكتورة، ما تنسوش بقي مستنيكوا بكرة بإذن الله وبالذات انتي يا دكتورة

نظر الي تلك الفتاة يهتف بابتسامته الحنونة: يلا يا حبيبتي عشان ما نتأخرش.


هزت رأسها ايجابا ليمسك يدها متجها بها الي الخارج القي نظرة خاطفة ناحيتها ليري تلك الدموع الحبيسة في عينيها

ركب سيارته مع تالا وانطلق الي منزل والدها ليعود بعدها الي شقته

خالد: ياسمين، عمر موا حاجتكوا هنرجع بيت العيلة تاني

ياسمين: اشمعنا يعني دلوقتي

خالد: عشان تحضروا خطوبتي

ياسمين وعمر معا: خطوبة ميين

خالد بضيق: خطوبتي أنا ايه الغريب في كدا

ياسمين بدهشة: انت هتخطب و لا خطبت هي لينا رجعت.


خالد: انا ما خطبتش لينا لما نروح هفهمكوا كل حاجة

ضب عمر وياسمين اغراضعم وذهبوا إلى منزل والدهم

استقبلتهم والدتهم بترحاب شديد وخصوصا خالد التي ارتمت بين ذراعيه تبكي

محمود: حمد لله على السلامة يا اولاد

خالد: الله يسلمك، انا جاي ابلغكوا خبر مهم

زينب: خير يا حبيبي

خالد: انا خطبت

محمود غاضبا: يعني ايه خطبت وخطبت مين بقي ان شاء الله.


خالد: خطبت زي ما الناس بتخطب عادي يعني، اما مين بقي فهي بنوتة صغيرة في تانية كلية اسمها اسمها ايه استني عشان نسيته، اه اه تالا

زينب بدهشة: طب ولينا

خالد ببرود: مالها لينا خلاص انا ولينا اتطلقنا فبقيت حر اعمل الي انا عايزه المهم انا كنت بستأذنك يا حج اعمل الخطوبة في جنينة الفيلا دي

محمود: اعمل الي تعمله يا خالد بس ما ترجعش تندم.


ما إن رحل هرولت هاربة الي غرفتها ستفعل اي شئ لاجل أن يسامحها امسكت هاتفها تطلب رقمه بأصابع مرتجفة قلب يخفق بألم عينان يغمان في بحر من الدموع.


كان هو في تلك الاثناء يجلس في غرفتها على فراشها حينما رن هاتفه. التقطه ينظر الاسم ليبتسم بألم لا يعلم هل هو بالفعل يعاقبها أم يعاقب نفسه

فتح الخط وضع الهاتف على اذنه دون ان يتكلم سمع صوت نفسها العالي فعلم انها كانت تبكي اغمض عينيه يصفع رأسه في الحائط خلفه بألم

ظل الخط بينهما مفتوح لمده طويله كل منهما يسمع صوت نفس الاخر الي ان فرت دمعة هاربة من عينيه ليغلق الخط سريعا ثانية اخري ويهرول إليها.


مساءا في منزل محمد

انتشر خبر خطوبة خالد كالنار في الهشيم

فاجتمع محمد وعمر وياسمين ولبني وعلي

عمر بضيق: اتصرف يا محمد

ياسمين بحزن: خالد حالته صعبة اوي

لبني بضيق: على اساس ان مش هو السبب

ياسمين بحدة: لاء مش هو السبب خالد بيعشق لينا

لبني ساخرا: بأمارة انه راح خطب واحدة

صفع الطاولة امامه بحدة يهدر بغضب

محمد غاضبا: ولا كلمة لحد ما الضيف يوصل

بعد مدة قصيرة وصل احدهم ودق الباب ودخل

الشخص: معلش اتأخرت عليكوا.


محمد: ولا يهمك يا فارس تعالا اقعد

جلس فارس معهم على الطاولة

محمد: بصوا يا جماعة انا في دماغي خطة عشان نرجع لينا لخالد وهحتاج مساعدتك كتير يا فارس

فارس: انا معاك طبعا بس عايزني اعمل ايه

محمد بهدوء: تخطب لينا

صاح الجميع في صوت واحد: نعم يا أخويا

فارس سريعا بفزع: أنت عايز خالد يقتلني

محمد بهدوء: ما يقدرش يعملك هي مش مراته دلوقتي

فارس بخوف: لا يا عم ماليش دعوة.


محمد بضيق: بقولك ايه من غير رغي اسمعني، اسمعوني كلكوا

بدا محمد يقص عليهم خطته

ياسمين: تفتكر هننجح

محمد: ان شاء الله لبني انا عايز لينا تحضر حفلة خطوبة خالد لازم تقنعيها باي شكل

لبني: حاضر هحاول

علي بصوت منخفض: ما انتي بتعرفي تقولي حاضر اهو

لبني صارخة بحدة: بقولك ايه يا بتاع انت مالكش دعوة بيا

علي غاضبا: البتاع دا يبقي جوزك يا ست هانم وقسما بربي لو ما لميتي نفسك لهديكي علقة يا لبني.


لبني ضاحكة بسخرية: يا امي يا امي خاف يا عيد

محمد غاضبا: اسكتوا انتوا الاتنين احنا في ايه ولا ايه على الله حاجة من الي قولتها ما تتنفذش، يلا اتفضلوا

خرج الجميع من منزل محمد

علي: اركبي اوصلك

لبني: لاء

علي غاضبا: يا بنتي اركبي ما تخلنيش اقل ادبي عليكي في الشارع

لبني: اعلي ما خيلك اركبه

علي بتوعد: قدامك دقيقة واحدة والقيكي في العربية والا هزعلك يا لبني.


رمقته بتهكم جاءت لتتحرك لتجده يقبض على رسغ يدها بعنف يهتف من بين أسنانه بهسيس مستعر: والله العظيم يا لبني لو ما ركبتي العربية ما انتي راجعة بيتكوا وهاخدك على عندي وابقي خلي جاسم بيه المحامي الكبير يوريني شطارته

ازدردت ريقها بتوتر او بمعني أصح خوفا ذهبت ناحية سيارته ركبت على الأريكة الخلفية

علي بضيق: سواق الهانم انا انزلي اركبي قدام

لبني: لاء دا الي عندي

علي بغيظ: ماشي يا لبني.


وصل على الي المنزل فنزلت لبني دخلت الي منزلها سريعا الي غرفة لينا

وجدتها جالسه على الفراش تضم ساقيها لصدرها تنظر أمامها بضياع دموعها لا تجف

لبني مبتسمة: مساء الفل على احلي لوليتا

ردت عليها بابتسامة شاحبة: مساء الخير يا لبني

لبني بحنان: لسه بتعيطي يا حبيبتى انسيه بقي زي ما هو نسيكي.


هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بألم: ما اقدرش يا لبنا ما اقدرش يا رتني كنت سمعت كلامه يا رتني ما شكيت في حبه وحشني اوي اوي نفسي في حضنه اوي بس خلاص ضاع مني خالد سابني انا مش هعرف اعيش من غيره يااارب خدني يااارب.


لبني سريعا: بعد الشر عليكي يا حبيبتي كل حاجة هتتصلح ان شاء الله نامي انتي وارتاحي

في اليوم التالي، مساءا

دخلت لبني حجرة لينا فوجدتها كالعادة تجلس تبكي زفرت بحزن كيف ستقنعها أن تحضر ذلك الحفل

لبني بضيق: كفاية بقي يا حبيبتى هيحصلك حاجة من كتر العياط دا

لينا باكية: يا ريت اموت وارتاح

لبني: بعد الشر بقولك ايه قومي يلا البسي

نظرت لها باستفهام لتكمل بابتسامة متوترة

لبني: عشان نخرج نغير جو.


لينا: لا مش عايزة

دق باب الغرفة ودخل جاسم

جاسم بحزن: لسه بردوا بتعيطي كفاية يا حبيبتى خلاص وعيشي حياتك

هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بهستيريا: مش هقدر والله مش هقدر انتوا ليه مش حاسين بيا، النهاردة خطوبة خالد خلاص هو بقي بيكرهني ومش عايزاني تاني أنا عارفة إني غلطت عشان خاطري قوله يسامحني قوله لوليتا عايزة بابا قوله لوليتا آسفة.


اتجهت لبني ناحيتها أمسكت كتفيها تهزها بقوة تصيح فيها بحزم: فوقي بقي يا لينا حرام عليكي الي انتي بتعمليه في نفسك دا، خليكي اندبي ونوحي وهو يخطب ويتجوز ويعيش حياته هتفضلي طول عمرك طفلة ساذجة

تذكرت في تلك اللحظة تلك الملاحظة التي خطها بيديه ( لينا شخصية ساذجة تشبه الاطفال في برائتهم وفي عندهم ايضا )

ابعدت يدي لبني ببرود تسمح دموعها بعنف نظرت ناحية والدها تهتف بهدوء؛ إنت هتروح يا حبيبتي.


هز رأسه إيجابا: آه يا حبيبتي عمك محمود عزمني

لينا مبتسمة بهدوء: طب ممكن حضرتك تستناني انا هلبس واجي معاك

هز رأسه نفيا بعنف يردف بحزن: بلاش يا لينا، بلاش يا بنتي

أمسكت يده برجاء: ارجوك يا بابا عشان خاطري

تنهد بألم على حال ابنته: حاضر يا حبيبتي هستناكي تحت يلا يا لبني.


خرجا من الغرفة لتذهب ناحية المرحاض بخطي ميتة لا حياة فيها غسلت وجهها بالماء بعنف نظرت لانعاكسها شبه الحي بنظرات جامدة خالية من الحياة، اتجهت ناحية خزانة ملابسها اختارت فستان أسود سوارية ضيق ينزل على اتساع اخذت حجاب فضي اللون حذاء ذو كعب رفيع حقيبة سوارية صغيرة

أدوات الزينة الخاصة بها.


بعد نصف ساعة كانت تقف أمام المرآه تنظر الي صورتها الجديدة بخواء دائما ما كانت تضع القليل من مستحضرات التجميل بشكل ضئيل جدا ولكنها اليوم عملت على جعل تلك الأدوات تحدد تفاصيل وجهها حتي حجابها اخرجت خصلة كبيرة من شعرها من تحت حجابها، لقد نضجت الطفلة على حد اعتقادها

نزلت لأسفل لينظر لها الجميع بدهشة، بدون تعليق واحد منها على ما هم فيه ذهبت الي سيارة والدها.


ركبت بجانب لبني على الأريكة الخلفية وفي الإمام جاسم وفريدة

وصلت السيارة الي فيلا محمود السويسي فرأت الحديقة المزينة بالزهور والانوار

لتبتسم بألم

سلم محمود عليهم ومن بعدهم زينب

ومن ثم ياسمين

ياسمين مبتسمة: واااو قمر يا لينا

لينا ببرود: شكرا

عمر لمحمد بذهول: نهااار اسود شايف لينا عاملة ايه دا خالد هيعلقها

محمد مبتسما بخبث: اما نشوف ايه الي هيحصل.


اصطحبهم محمود الي احدي الطاولات جلست عليها نظرها معلق بتلك الكوشة بعد دقائق ستشاركه اخري فيها أي ألم ألقت نفسها فيه

انتقض قلبها عندما دخلت سيارته علقت عينيها به وهو ينزل من السيارة يلتف حولها ليفتح لتلك الفتاة الباب كما كان يفعل معها فرت دموعها رغما عنها حين التقط يد تلك الفتاة يقبلها بحنان، اصطبحها الي تلك الكوشة يساعدها على الجلوس بجانبه لتأخذ مكانها في قلبه.


بحث بعينيه عنها هنا وهناك الي أن رآها بشكلها الجديد، جز على اسنانه بغيظ يهتف بتوعد: ماشي يا لينا وحياة أمك لوريكي

جاءت نجلاء تطلق الزغاريد بسعادة تمسك علبة حمراء بها شبكة العروس، هدرت أنفاسها بسرعة ألم حينما رأته يضع خاتمه في أصبعها.


ابتعدت سريعا بصدمة تهز رأسها نفيا بعنف وقفت بجانب تلك الغرفة التي يستخدمها كصالة للتدريبات تبكي بحرقة نسيها لم يعد يحبها سيتزوج من اخري ستمكث معه في منزلها، سيضمها ليلا ويحضر لها الهدايا ويغازلها بكلامه الرائع

شهقت خوفا عندما ظهر أمامها فجاءة.


«وقف ينظر لها بصدمة عينيها جاحظتين بدهشة لا يصدق أنها هي من ستصبح زوجة اخيه »

لبني لبني استني، هتف بها على سريعا وهو يحاول اللحاق بها استطاع بصعوبة أن يمسك بيدها يمنعها من التقدم

علي سريعا: لبني أنا آسف أرجوكي سامحيني أنا ما بنامش الليل من عذاب ضميري

ضحكت بتهكم: وهو الي زيك اصلا عنده ضمير

علي بندم: أنا عارف اني غلطت غلطة بشعة بس عشان خاطري سامحيني.


لبني ضاحكة بتهكم: وانت مين ضحك عليك وقالك أن ليك خاطر عندي

علي بندم: أنا عارف اني مستحيل يبقي ليا خاطر عندك بس انتي ليكي خاطر كبير اوي عندي لبني أنا بحبك والله العظيم بحبك اوي

نظرت له بغموض تهتف بجد: لو بتحبني زي ما بتقول طلقني واديني فرصة احاول اسامحك فيها مين عارف

هز رأسه إيجابا بحزن: حاضر يا لبني بكرة بعد خطوبة لينا هطلقك، عن إذنك.


نظرت له بشوق ألم حزن ندم عتاب سعادة ابتسمت وبكت اشتاقت له للغاية حتي ملامحه الغاضبة الذي هو عليها الآن اشتاقت لها ايضا

اخرج منديل من جيبه يسمح زينة وجهها بعنف

يهتف بحدة من بين أسنانه: ايه القرف الي انتي عملاه في وشك دا يا هانم

مدت يد بعنف يدس تلك الخصلة أسفل حجابها يكمل بغيظ: انتي فاكرة نفسك رقاصة بس الحق مش عليكي الحق عليا أنا عشان ما عرفتش اربيكي.


تركته يتحدث يغضب فقط تسمتع له اشتاقت الي نغمات صوته بجنون انتبه الي تحديقها العاشق فيه ليهتف بسخرية: ما اكنتش اعرف إني أمور اوي كدا، عن إذنك يا دكتورة

تشبثت بذراعه برجاء عندما هم بالرحيل؛ إنت رايح فين

خالد ساخرا؛ رايح لخطيبتي يا دكتورة

هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بألم؛ إنت ما بتحبهاش صح أنت بتحبني أنا، أنا لوليتا حبيبتك صح صح.


خالد ببرود: كنتي، فاكرة أنا اتحايلت عليكي قد ايه عشان تسمعيني ومع ذلك ما رضتيش ساعتها أنا قولتلك هترجعي ندمانة واديكي رجعتي، بس أنا بقي مش عايزك

نزع يده من يدها ببرود، سلام يا دكتورة

تركها وعاد إلى الحفل

وقفت مكانها للحظات اشعرها بالذل في لحظات الهذة الدرجة لن يعد يطيقها هرولت تأخد حقيبتها تركض خارج الحفل تركض تبكي لا تري أمامها بسبب تلك الدموع التي تغشي عينيها فلم تري تلك السيارة.


ولكنه رآها ليصرخ بفزع: حاااااسبي يا ليناااااا

تجمدت مكانها أمام السيارة ابتسمت بألم تغمض عينيها سترحل عن الدنيا وما فيها شهقت عندما شعرت بتلك اليد تجذبها اليه بعيدا عن السيارة لتفقد الوعي بين ذراعيه

حملها مسرعا ودخل الي الحفل

زينب بقلق: حطها هنا يا ابني

وضعها على احد الكراسي ووقف امامها يحاول افاقتها

اما هو فكان يقف يستشاط من الغضب حين التفت ذراع فارس حول خصر لينا وعندما حملها بين ذراعيه.


جثي فارس على ركبتيه امامها يهتق فيها بقلق

فارس: لينا، فوقي يا لينا حبيبتي فوقي يا حبيبتي

فتحت عينيها بصعوبة كل شئ ضبابي ما عدا هو رأته يجلس أمامها ينظر لها بحنان اعتقد أنه هو من يجلس مكان فارس لذلك وبدون تفكير ألقت بنفسها داخل صدره تبكي

ربط فارس على رأسها بحنان

فارس: بس يا حبيبتي اهدي خلاص

شخصت عينيها بفزع عندما سمعت صوته لتنتفض بعيدا عنه بحثت بعينيها عنه فوجدته جالس بجوار تلك الفتاة ( خطيبته).


لينا في نفسها بحسرة: للدرجة دي بتحبها

فارس بقلق: لينا انتي كويسة

نظرت اليه بحزن وهزت راسها ايجابا

جاسم: كفاية كدة يا حبيبتي يلا نمشي

هزت رأسها إيجابا دون أن تنطق بحرف

كان يقبض على مقبض كرسيه بشدة يحارب رغبته في الذهاب اليها واخفاءها بين ذراعيه وقتل هذا الفارس الذي وضع يده عليها.


اشتعلت عينيه غضبا عندما انحني بجذعه وحمل لينا بين ذراعيه لو ان النظرات تقتل لسقط فارس صريعا من شرارات الجحيم المنبعثة من عيني خالد

وضع فارس لينا في سيارة جاسم ثم ركب سيارته وذهب خلفهم.


يقف في شرفته بعد انتهاء الحفل فبعد رحليها مباشرة طلب من أخيه ان ينهي الحفل بعذر أنه متعب ويريد أن يرتاح

سمع دقات على باب الغرفة ليأذن للطارق بالدخول

زينب بحزن: مبروك

رد باقتضاب: شكرا

زينب بعتاب: ليه يا خالد

خالد: كدة احسن ليا وليها

زينب بخبث: على فكرة لينا اتقرا فتحتها

خالد غاضبا: يعني ايه اتقرا فتحتها وعلي مين

زينب بخبث: وانت زعلان ليه انت مش طلقتها ورحت خطبت هي كمان من حقها تتجوز.


خالد غاضبا: تتجوز ودي مين بقي ان شاء الله عريس الغفلة

زينب: فارس ابن عمها

اظلمت عينيه بغضب بدا صدره يعلو ويهبط بجنون ترك والدته

نزل سريعا الي غرفة التدريبات وبدا يزأر بغضب ارتدي قفازات الملاكمة وظل يصارع هذا الجوال المسكين حتي انهكه التعب

فذهب الي احد المقاعد جلس عليه واضعا وجهه بين كفيه يخطط للاسوء.


اما عند لينا

عادت الي المنزل ودخلته سريعا وقبل ان تهرب الي غرفتها استوقفها

فارس سريعا: لينا لو سمحتي استني

ردت بشحوب: خير

فارس: عمي جاسم انا طالب ايد لينا

شخصت اعينهم جميعا بذهول فيما عادا لبني فهي تعرف الخطة

تجمدت الدموع في عيني لينا لو كانت في موقف اخر لذهبت وصفعت فارس واخبرته انها تحب خالد فقط لا غير

ولكن خالد تخلي عنها وجرح كرامتها قاومت دموعها بصعوبة ونطقت بصوت منخفض متحشرج من البكاء.


لينا: انا موافقة

تركتهم وفرت الي غرفتها تبكي فلم يعد لها الا الدموع ونيس دربها

سريعا أخبرت لبني محمد بموافقة لينا على الزواج من فارس فاخبر محمد زينب وطلب منها اخبار خالد....


الفصل الثامن والاربعون والتاسع والاربعون من هنا


  لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا


تعليقات