رواية خادمة القصر الفصل السادس 6بقلم اسماعيل موسى

رواية خادمة القصر

الفصل السادس 6

بقلم اسماعيل موسى

فتحت ديلا عنيها بصعوبه تتلفت حواليها، خايفه تكون نامت على رجل ادم الفهرجى، لتفاجيء انها راقده فوق سريرها متغطيه بالبطانيه


 نهار اسود، زعقت ديلا المخضوضه ؟ حصل ايه؟ مين جبنى هنا؟ وازاى انا نمت اصلآ؟

معقول يكون ادم بيه هو الى شالنى ودخلنى غرفتى؟ اصل انا بنام زى الميته!!

طيب دخلنى ازاى؟ جرنى مثلا؟

معقول ادم بيه يكون شالنى؟ ولمسنى؟ ! وبداء عقلها يسرح فى تصورات غير منتهيه وإبتسامه كبيره تغطى وجهها المتورد بلون الكاكا وسرت رعشه فى جسدها، ليست رعشة رعب ولا خوف، بل رعشة قرب وإلتصاق، شعرت ديلا بلذه تغمرها وان الكون بحاله لا يمكنه ان يسع فرحتها!!  


       ثم 


سمعت سعال ادم الفهرجى فى الرواق وتذكرت ميعاد الإفطار، قامت بسرعه مهرولة  ناحيت المطبخ، أعدت الاكل ورصته على الطاوله من غير ما تتكلم ووقفت بثبات من غير حركه

تضع عينها اللئيمه ذات الجمال على ادم الفهرجى


وضع ادم لقمه فى فمه، أتمنى تكونى نمتى كويس امبارح، قال ادم بنبره مرحه


همست ديلا __والله يا بيه انا غاطسه وسط هدومى من

الكسوف ومش عارفه اوريك وشى ازاى

سامحني يا بيه اوعدك طول عمرى مش هفتح بقى ولا اقول اقعد معاك ولا مقعدش معاك انا مكانى المطبخ اصلآ


إبتسم ادم الفهرجى !! لأنها تعرف قدرها فليست كل الفتيات يتمتعن بالجرأه ليعترفن بالحقيقه، الفتيات يحببن سماع الكلمات العذبه ويعشقن المواربه والطرق الملتويه فى الحب


وكان ادم يتذكر ما حدث بالأمس، يديها التى التفت حول عنقه ببراءه، الجسد الما*ئع الذى حمله وغاص داخله، حتى وهى نائمه بدت مبتسمه كشعلة يونانيه ، لقد تشعلقت بعنقه ورفضت ان تتركه مما اضطره ان يجلس جوارها 

كان خجل من تلك التفاصيل التى حدثت  ولا يرغب فى تذكرها 


سامحني يا ادم بيه لكن فيه سؤال محيرنى ومكسوفه اقوله


رفع ادم ايده، قولى يا ديلا


هو انا وانا نايمه عملت حاجه ضايقتك؟ اصل انا بخاف ازعلك حتى لو كنت نايمه

وانبهر ادم من سلاسة وصفها وحسن تعبيرها وكيف استطاعت بمجرد كلمتين التعبير عن نفسها


بعد كده لما تنامى تدخلى غرفتك، الفوضى والتسيب إلى حصل امبارح ده مش ممكن يحصل تانى


ديلا، حاضر يا بيه، حاضر ، اصل الحقيقه انا مش بحب اشوفك قاعد لوحدك من غير ما حد يونسك بتصعب عليا

قصر كبير ملوش اخر وحضرتك وحيد فيه


وشعر ادم بالوجع، شعور مؤذى ان تكون وحدتك نابعه من داخلك ولا علاقه لها ب الأماكن او الازمنه ولا البشر


ماذا تحاول أن تفعل تلك الفتاه  البربريه؟

لما؟ تنبش فى أعماقى وتؤجج المشاعر التى تخلصت منها منذ زمن طويل، لقد انتهيت ان تورطك فى علاقه بشريه قد يعنى هلاكك

البشر مؤذين خاصه النساء وانا قلبى موصد، اغلقته بالقفل والمفتاح ولا رغبه لدى فى معايشة تلك الأوقات المأساويه  مره اخرى فلا يوجد شخص يستحق أن تقضى  الليل تكافح دموعك  من أجله 


وكلما شعر ادم الفهرجى براحه فى الكلام مع ديلا شعر بالقلق

هذة الاحاسيس والمشاعر ماتت ولابد ان تظل ميته

ثم لماذا اسمح لها بالكلام، وكان عقله يصرخ خائنه، خائنه

لكن خائنه لمن؟

ما الذى يربطه بها ويشعر من خلاله بالخيانه، انها مجرد خادمه وهو رب عملها


انا بحب اقضى اوقاتى لوحدى يا ديلا، أجد سعادتى فى العزله والبعد عن الناس


ديلا _-دا كلام برضك يا بيه؟ واحد زيك متعلم وقارى كتب كتيره يقول الكلام ده، مفيش احسن من الرفقه


نظرت ديلا ناحيت ادم الفهرجى، كان قلبها يدق بسرعه، خائفه الصبيه ان يقفز قلبها خارج صدرها ويفضحها، حزينه لبعد المسافات، وكانت كلما شعرت بعاطفه نحو ادم بكت

انها مجرد خادمه وهو صاحب القصر

تأملت هذا الوجه الوسيم واشاحت برأسها لبعيد، بعيد جدا حيث البيت الطينى وقلل المياه، الطشت والغسيل والاوانى القديمه

القصه بقلم اسماعيل موسى 


وكان هناك نبع انفتح داخل قلبها تسيل مشاعره نحو المصب، ادم


انا بفكر اطلع للتخيم فوق التله محتاج اشم هواء نقى، من فضلك حضرى شنطتى والخيمه المتنقله


ابتسمت ديلا طبعا انا هخرج معاك يا بيه؟


صمت ادم، ثم قال بحزم لا، انتى هتفضلى هنا فى القصر انا هاخد محمود


شعرت ديلا بحزن وفقد، لكن ما باليد حيله، احنت رأسها وقالت حاضر


اعدت ديلا كل الأشياء التى امر بها ادم الفهرجى وكانت مستيقظه صباح اليوم التالى عندما تحرك الباشا رفقة محمود البستانى نحو التله


محمود البستانى، فين الحجات إلى طلبها الباشا يا بت انتى؟

ديلا __ كل حاجه جاهزه فى الشنط


البستانى طيب يلا غورى من هنا!

نظر محمود البستانى تجاه ادم الفهرجى الذى كان مشغول بحصانه، ثم اخفى حقيبه تحت كومة قش وانطلق مع الباشا ناحيت التله


بعد ساعه وصلا التله، امر ادم البستانى ان ينصب الخيمه على بال ما يغير هدومه


صرخ البستانى، البنت دى غبيه قوى يا باشا وفتح الحقيبه امام عيون ادم، البنت نسيت تحط الخيمه


انا هروح اجيب الخيمه وارجع بسرعه يا باشا، قبل ما الشمس تبقى سخنه هكون هنا


نزل محمود البستانى  التله وترك ادم الفهرجى يتجول بين الأشجار والازهار وركض ناحيت القصر


والله واحلوت يا واد يا محمود، القصر فاضى هتاخد راحتك المره دى محدش هينقذها من بين ايديك


دخل البستانى القصر وصرح بغضب، انت يا بت يا غبيه

فين الخيمه بتاعت الباشا؟


ديلا ___والله حطيتها جوه الشنطه


البستانى امشى انجرى على المخزن، انتى نسيتى الخيمه يا حلوه


تابع البستانى ديلا وهى تركض ناحيت المخزن نادبه حظها السيء، اكيد ادم بيه زعلان منها


انطلق البستانى خلف ديلا ناحيت المخزن الذى يقع فى اخر القصر....


            الفصل السابع من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات