رواية دمية في يد غجري
الفصل الثالث عشر 13 و الرابع عشر 14
بقلم سمسم
لم تنطق بكلمة فماذا تقول له هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه ؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا "وتين" علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى:"عيزاك انت انت يا" ثائر" ومش عايزة حاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:'عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"
ثائر:"وتين وتين انتى روحتى فين مالك مسهمة كده ليه بكلمك مبترديش"
فاقت من تخيلاتها على صوته يحدثها فتصريحها له بحبها لم يكن سوى حلم من مخيلتها افاقت منه على صوته ينادى باسمها
وتين:"ها انت كنت بتقول ايه معلش ماخدتش بالى اصل سرحت شوية"
ثائر:"كنت بسألك بتعيطى ليه يا وتين ايه اللى مضايقك"
وتين:"لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت اهلى فعيطت دى كل الحكاية"
ثائر بعدم اقتناع :" انتى متأكدة من الكلام ده يا وتين"
وتين بتعب:"ايوة مش يلا بينا احسن ما نتأخر على" مريم" و"رمزى" علشان الصراحة انا مش فيا حيل اناهد واجادل معاك علشان انت مبتقتنعش بسهولة وانا دماغى وجعانى"
ثائربغيظ:" دماغك وجعاكى! ماشى يلا بينا ولينا كلام تانى مع بعض"
وتين:" لا تانى ولا تالت هو انت ليه لما اقولك على حاجة مبتصدقش وتفضل تزهق فيا لحد ماهتجبلى انهيار عصبى"
ثائر بنصف ابتسامة وبرود:" الف سلامة عليكى من الانهيار العصبى يا" وتين" هو انا يرضينى برضه ان يجيلك انهيار عصبي لاء متقوليش كده"
وتين بنفاذ صبر:" الصبر من عندك يارب"
ثائر ببرود:" مش يلا يا آنسة وتين"
هبطوا الى الأسفل وجدوا "مريم" و"رمزى" بانتظارهم
رمزى:" ايه يا عمنا ده كله بتلبس انا قربت انام وانا قاعد"
ثائر:" خلاص جيت اهو يا اخويا بس ايه الشياكة دى كلها"
رمزى:" ليه حد قالك عليا ان انا معفن ولا ايه دا انا مفيش فى شياكتى اتنين"
مريم:" ايوة افضلوا اتكلموا على ما نوصل السينما يكون الفيلم خلص"
ثائر:" علشان خاطرك انتى بس يا حبيبتى"
مريم بابتسامة:" تسلميلى يا عمو ياقمر انت"
وتين فى سرها:" أمر بالستر الله يسامحه على اللى بيعمله فيا"
ذهبوا جميعا الى السينما قام "رمزى" بشراء التذاكر فاقترحت "مريم "على "وتين" ان يذهبوا لشراء الفشار ذهبت "وتين" معها وظل "ثائر" مكانه حتى عاد اليه" رمزى"
رمزى:''هم راحوا فين "مريم" ووتين"
ثائر:" راحوا يشتروا فشار"
مريم:" احنا جينا اهو مش يلا بينا ولا ايه"
ثائر:"يلا يا حبيبتى"
عندما تسمع منه هذه الكلمة تسأل نفسها كيف سينطقها لمحبوبته فهى تسمعه يقولها لابنة اخيه بما يكنه من حب وخوف لابنة اخيه فما بال عندما ينطقها للمرأة التى ستكون زوجته حقاً .فربما عندما يتزوج من "سيلا' سيمطرها بوابل من عبارات الغزل التى ستخرج منه تتمكن من حواسها فهى لا تصدق ان يمكن ان تظل" سيلا"
ببرودها هذا كثيرا وخاصة اذا توود لها رجل مثله.فلو تبادلت الأدوار واصبحت هى حقاً زوجته وتسمعه يخبرها بكل تلك العبارات التى تسمع عنها فربما ستسقط صريعة الهوى
جلست "وتين" و"مريم" بين" ثائر "ورمزى "وتين" بجانب "ثائر" و"مريم" بجانب" رمزى' بدأ عرض الفيلم على تلك الشاشة الكبيرة وساد الصمت وانطفأت الأنوار اندمجت "وتين" فى مشاهدة الفيلم لدرجة انها بدأت اكل الفشار وبدأت تضع منه فى فم" ثائر" بدون وعى منها وبدون انتباه كان مستمتعا بذلك ويبتسم من حين لاخر فربما هى تظن انها تضع الفشار فى فم" مريم" ولكنه تمنى ان لا تلاحظ ذلك وتظل هكذا يشعر بملمس اصابعها على شفتيه التى جعلته يغمض عينيه من وقت لاخر فمالها تلك الفتاة كأنها اصبحت تتفنن فى ارسال تلك التيارات الحارقة فى قلبه وجسده ولكن ضغط بأسنانه بدون قصد منه على أطراف اصابعها فصدر عنها أنين خافت
وتين بوجع:"اااه ايدى يا مريم انتى هتاكلى ايدى حرام عليكى"
مريم بصوت منخفض:"هو انا عملت حاجة فيكى يا وتين"
وتين:"بأكلك فشار تقومى تعضينى"
مريم:"فشار ايه انتى مأكلتنيش حاجة"
وتين:"لا والله انا عمالة اكلك فشار بقالى شوية"
مريم:"احلفلك ان مكلتش حاجة حضرتك كنتى بتأكلى عمو ثائر"
فتحت عيناها على وسعهما كيف لم تلاحظ ذلك نظرت بهدوء جوارها وجدته يبتسم لها شعرت بأن وجهها اصبح شديد الاحمرار من فرط خجلها
ثائر:"انتى مالك فى ايه"
وتين:"انت سايبنى ااكلك وانا فكراك مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"هو فى حد يلاقى حد يأكله ويقول لاء ما تكملى جميلك بقى واعتبرى انك معرفتيش انه انا واكلينى فشار"
وضعت "وتين" الفشار بين يديه وهى تريد معجزة تنقذها من هذا الاحراج ومن كلامه الذى تسمعه منه لاول مرة منذ معرفتها به
ثائر بغيظ:"بقى كده انا اللى غلطان ان عضيت صوابعك"
انتهوا من مشاهدة الفيلم خرجوا من السينما فى طريقهم الى المطعم الذى سيتناولون فيه العشاء
رمزى:"يلا بينا على المطعم بقى انا حاجزلكم فى مطعم راقى جدا حكاية"
ثائر:"والله تلاقيك فى الآخر عازمنا على عربية فول ولا كبدة فى الشارع"
رمزى:"عيب عليك يا صاحبى انا اعمل كده دا انا "رمزى" برضه"
مريم:"هتودينا فين بقى يا رمزى"
رمزى بحب وبهمس:"هوديكم مكان جنة يا حوريتى"
ثائر:"حبيبى خف ها واحترم نفسك بقى احسن ما اضلملك الليلة دى ها"
رمزى بغيظ:"انت بتطلعلى منين نفسى اعرف"
وتين بابتسامة:"استهدوا بالله ويلا نشوف هنروح فين بلاش خناق"
رمزى:"علشان خاطرك انتى و"مريم" بس يا وتين"
ثائر:"انت هتمشى ولا اخدهم واروح أحسن انت رغاى ومش هتخلص فى يومك"
رمزى:"يلا بينا يا غجرى"
ثائر:"والله لولا ان النهاردة عيد ميلاد مريم ومش عايز ازعلها كنت خليتك تبات النهاردة فى المستشفى"
مريم باندفاع:"بعد الشر عليه"
رمزى بابتسامة:"تسلميلى يا مريم"
وصلوا الى المطعم فكان حقا مكان راقى جدا جلسوا على الطاولة المحجوزة لهم تناولوا العشاء وبعد الانتهاء لاحظوا قدوم احد الجرسونات يحمل بيده قالب حلوى به صورة ل"مريم" بمناسبة عيد ميلادها
مريم بفرح:"ايه ده وكمان تورتة"
رمزى...دى اقل حاجة علشانك يا "مريم" كل سنة وانتى طيبة"
مريم:" وانت طيب وتسلم يا رمزى"
ثائر:"من امتى الحركات الشيك دى"
رمزى...هو انت بتدينى فرصة اعمل حاجة انا ييجى منى وربنا بس ادينى انت فرصتى بس وهوريك العجب"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:" وانتى طيبة يا "وتين" وتسلمي يا حبيبتي"
قامت "مريم "بتقطيع قالب الحلوى بابتسامة مشرقة وقلب يتراقص من الفرحة فهى الآن سعيدة جدا
بعد الانتهاء ارادت "مريم "و"وتين" الذهاب إلى الحمام
وتين بهمس:"مريم تعالى نروح الحمام"
مريم:'ماشى يلا بينا"
ثائر:"انتوا رايحين فين"
مريم:"هنغسل ايدينا وجايين يا عمو"
ذهبت "مريم" و"وتين" لاحظ "ثائر" ان هناك شابين ينظرون اليهم عقد حاجبيه ولاحظ ايضا انهم ذهبوا خلفهم
ثائر:"رمزى قوم"
رمزى:" نقوم نروح فين فى إيه اللى حصل"
ثائر:"فى شابين شكلهم كدا ماشيين ورا "مريم" ووتين"
رمزى:"ايه نهارهم مش فايت"
تتبع "ثائر" هذان الشابان وجدهم يدخلون الحمام الرجالى استمع هو و"رمزى" الى كلامهم
الشاب الاول:" شايف القطتين اللى كانوا قاعدين دول"
الشاب الثانى:"اااه حاجة تهبل الاتنين يتاكلوا اكل"
الشاب الاول:'يلا بينا نستناهم قبل ما يرجعوا للتربيزة بتاعتهم يمكن الصنارة تشبك"
الشاب الثانى:''بس هم كانوا قاعدين مع اتنين ليكونوا اجوازهم"
الشاب الاول:"انا بصيت فى ايدهم كويس مفيش دبل ولا حاجة ممكن يكونوا قرايبهم"
الشاب الثانى:"ماشى يلا بينا دا احنا هنتسلى والا البت اللى لابسة فستان وردى دى يخربيت جمال امها بعنيها اللى بتلمع زى عينين القطط
الشاب الاول:"تبقى حلال عليك اخد انا البت التانية هى حلوة اوى هى كمان دول حاجة عظمة أوى تفتح النفس المقفولة"
استمع كل من "رمزى "وثائر" لكلام هذان الشابان ابتسم "ثائر" ابتسامة خبيثة تحمل نوايا شريرة حسناً هل ينوى هذان الشابان التطاول على زوجته وابنه أخيه فليعلمهم درس صغيرا لن ينسوه علم "رمزى" علام تدل تلك الابتسامة قام "ثائر" بخلع جاكيته وقام بثنى اكمام قميصه وخلع ساعته اعطاهم لرمزى
ثائر:" استعنا على الشقا بالله "
رمزى:'انا اهو بقولهالك لاول مره انا عايزهم شاورما"
ثائر:"بس كده وهجبلك معاهم بطاطس محمرة وكانز علشان تهضم"
رمزى:"يلا يا بطل وانا هراقبلك الجو هنا ومش هخلى حد يدخل لحد ما تخلص واقفل الباب وراك"
دخل "ثائر "ومن سوء حظ هذان الشابان انهم بمفردهم فى الحمام اغلق الباب خلفه استند عليه يضم ذراعيه على صدره تعجب الشابان من تصرف "ثائر" ولماذا ينظر اليهم بهذه الطريقة
ثائر:"كنت بتقول ايه يا حبيبى انت وهو بقى مين القطتين اللى عجبونكم دول"
الشاب الاول:'انت مين انت وبتتكلم كده ليه"
ثائر:'انا عمو يا حبيبى متخافش انا هعرفكم غلطكم بس"
الشاب الثانى:"انت مجنون ولا ايه وعايز ايه وقفلت الباب ليه"
ثائر:"انا بس قفلته مش عايز حد يقطع علينا لحظتنا الحلوة دى انا وانتم"
الشاب الاول:'انت عايز مننا ايه وتقصد ايه بكلامك ده"
ثائر:"هتعرف دلوقتى انا اقصد ايه"
هجم "ثائر" عليهم يناولهم من الصفعات والضربات مماجعلهم غير قادرين على الحركة فكلما يتذكر ان هذا الشاب الذى بين يديه كان يمدح جمال زوجته وخاصة عيناها يزيد فى ضربه أكثر فلا يحق لاحد النظر الى تلك العينان سواه كان "رمزى" بانتظاره خارج الحمام لاحظ قدم احد الاشخاص
رمزى:'حضرتك رايح فين"
الرجل :"هدخل الحمام"
رمزى:" للأسف الحمام هنا فى مشكلة كبيرة والسباك جوا بيصلحها فحضرتك فى حمام فى الدور التانى ممكن تدخله"
الرحل:"اه ماشى شكرا"
انصرف ذلك الرجل وجد "رمزى" "ثائر" يخرج من الحمام بعد ان قام بغسل يده ووجهه بعد العراك
رمزى:"عااااااش يا وحش ادى الهمة ولا بلاش"
ثائر:"هات الجاكت والساعة زمان "مريم" و"وتين" بيدوروا علينا"
ارتدى ساعته وجاكيته وعادوا الى الطاولة كأن شئ لم يحدث
وتين:'انتوا كنتوا فين ده كله"
ثائر:'كنا فى الحمام"
مريم:"انتوا اتأخرتوا هناك اوى ليه كده"
رمزى:"خلاص احنا جينا اهو مش يلا بينا بقى نمشى ولا ايه"
مريم:"بسرعة كده مش هنقعد شوية"
رمزى:" ماهو قبل البوليس ما ييجى ونقضى بقية الليلة فى القسم"
وتين باستغراب:'بوليس ايه وقسم ايه"
ثائر:"ولا حاجة "رمزى' بيحب يهزر بس كفاية كده ويلا بينا نروح'"
عادوا الى المنزل دخلت "مريم" و"وتين" نادى "رمزى" على" ثائر"
رمزى:'ثائر انت مش ناوى تقول لمريم بقى حرام عليك انا استويت"
ثائر:'ياعم هقولها دا انت زنان اوى"
رمزى:"ما تخلص يا عم بقى ايه ده هتفضل معذبنى كده كتير'
ثائر:"خلاص هكلمها ماشى"
رمزى:"اما اشوف ولو وافقت تخلص امتحان ونتجوز ماشى انت فاهم ولا لاء"
ثائر:'انت كمان بتأمرنى يا حيوان"
رمزى:"حيوان! انت بتشتمنى يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:"بقى كده طب متخلنيش احلف انك مش هتشوف ضفر مريم الا لما تخلص دراستها خالص"
رمزى:'اهون عليك يا "ثائر "يا حبيبى دا انت برنس والله برنس"
ثائر:'دلوقتى بقيت برنس ما كنت غجرى وشوارعى من شوية"
رمزى:"ما تاخدش على كلامى خالص ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يلا غور روح نام ورانا شغل الصبح"
رمزى:" حاضر هغور كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر:" يلا يا جزمة من هنا"
رمزى:''تصبح على خير"
ثائر:"وانت من اهله"
انصرف رمزى دلف "ثائر" الى المنزل وجد كل من" مريم" و"وتين" ذهبوا الى غرفهم قام بالدق على باب غرفة" مريم"
ثائر:"مريم انا عمو ادخل"
مريم:"ادخل ياعمو"
فتح "ثائر" الباب ودلف الى الغرفة جلس على اريكة موضوعة في الغرفة طلب منها ان تجلس بجواره
ثائر:"تعالى يا مريم اقعدى جنبى عايز اكلمك فى موضوع مهم"
مريم:"خير يا عمو حصل حاجة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى متخافيش كده دى حاجة تخصك"
مريم:"خير قول انا سمعاك"
ثائر:"رمزى طلب ايدك منى رأيك ايه"
سمعت "مريم" ذلك هرب الكلام منها شعرت بتزايد دقات قلبها فهل حقا "رمزى" طلبها للزواج
مريم بكسوف:"عمو انت بتقول ايه"
ثائر:"اللى سمعتيه يا مريم ها اقوله ايه علشان هو قرفنى الصراحة من كتر الزن"
مريم:"اللى حضرتك تشوفه"
ثائر:"انا عايز اعرف رأيك لان مش انا اللى هتجوزه انتى موافقة"
هزت رأسها علامة الموافقة بدون ان تنطق حرف واحد
ثائر بابتسامة:" ماشى الف مبروك يا حبيبتى"
مريم:"الله يبارك فيك وتسلملى يارب"
ثائر:'يلا انتى نامى وارتاحى تصبحى على خير"
مريم:"وانت من اهله يا عمو"
بعد خروجه من الغرفة واغلق الباب خلفه ظلت "مريم" تقفز من شدة فرحتها فاليوم اجمل يوم بحياتها فاليوم عيد ميلادها وايضا "رمزى" طلب يدها للزواج"
خرج من غرفة "مريم" صعد متجه الى غرفته ولكن نفسه اغرته بالطرق على باب غرفة "وتين" فهو يريد ان يراها قبل نومه وبالفعل سبقته يده فى الطرق على الباب قبل ان يقنعه عقله ويذهب إلى غرفته
وتين:"ايوة مين اللى بيخبط"
ثائر:"انا ثائر"
وتين:" آه ثوانى بس"
قامت سريعا بارتداء اسدالها بعد ان كانت ترتدى ملابس للنوم قامت بفتح الباب رأته بتلك الطلة الجذابة التى تشعرها بانفلات قلبها من بين ضلوعها
وتين:"ايوة فى حاجة"
ثائر:"لاء بس كنت عايز اقولك تصبحى على خير"
وتين:"وانت من أهله"
سمعت "وتين" رنين هاتفها ذهبت للرد عليه اراد معرفة من يتصل بها فى هذا الوقت فدخل خلفها رأت "وتين" رقم لا تعرفه
وتين:'الو مين"
ولكنها لا تسمع رد على الطرف الآخر فقامت بغلق الهاتف
ثائر:"مين ده اللى بيتصل عليكى فى الوقت ده"
وتين:"مش عارفة محدش بيرد جايز نمرة غلط"
ثائر بهجوم:'نمرة غلط ! "
وتين:'ايوة وفيها ايه دى عمر ما حد رن عليك من نمرة غلط"
ثائر:"لما تلاقى رقم غريب ماترديش تانى انتى فاهمة"
وتين:"ما يمكن يكون فى حاجة حصلت علشان كده برد لكن لو حد بيستظرف بعمله بلوك ثم ان حضرتك بتكلمنى ليه كده انا حرة اعمل اللى اعمله انت ملكش تحاسبى"
امسكها من ذراعها ضغط عليه بقوة وهو يجز على اسنانه من الغيظ بسبب سلوكها وأسلوبها فى الرد عليه
ثائر:"اتكلمى معايا عدل احسن ليكى يا" وتين" واعرفى انتى بتكلمى مين انتى فاهمة ولا مش فاهمة"
وتين بتحدى:"سيب دراعى انت وجعتنى انت هتستقوى عليا علشان ربنا رزقك بشوية قوة و عضلات "
ثائربغضب:"صدقينى لو محترمتيش نفسك فى الكلام مش دراعك بس اللى هيوجعك يا وتين وهندمك ندم عمرك"
وتين:"انت قصدك ايه بكلامك ده"
ثائر:'قصدى انك تعرفى انتى بتتكلمى مع مين علشان متجبيش لنفسك الكلام والمشاكل"
وتين باستهزاء:"حاضر ياعمو ولا أقولك يا "ثائر" بيه "
ثائر:"برضه بتستهزئى بكلامى يا وتين"
وجد نفسه يقترب منها يحيط وجهها بين يديه يقتص من تلك الشفاه الساخرة شعرت بأنه سحب انفاسها اصابت حواسها الشلل فهو كأنه يعاقبها ولكن تحول العناق من عقاب الى لهفة وشوق فازداد قربه منها بشكل لم يحدث من قبل وجدت نفسها تضع يديها حوله تهمس بإسمه من شفتيها فهو اول مرة يسمع منها اسمه بهذه الطريقة
وتين بهمس مرتجف:"ثائر"
ظل "ثائر" يعانقها بقوة فهو لا يريد افلاتها من يده اراد ان تظل هكذا تردد اسمه بهذا الهمس المرتعش من شفتيها
خفض يده من على وجهها وضع احدى يديه خلف عنقها كأنها غضن شجرة ربما سيقتلعه من مكانه اذا هى تحدته فى تلك الحالة المتيمة التى أصبح عليها ولكنها لم تفكر فى الاساس ان تتحداه فقلبها كان يخفق بين جدران قلبها كطائر حبيس بانتظار الخروج والخلاص وتلك الغمغمات التى تصدر منه فهى الآن باتت تحت رحمته وهيمنته وربما سيتطور الأمر أكثر من ذلك ولكن العقل كأنه فى سبات عميق لا يسعفهم بشئ ولكن ربما عاد التعقل الآن و تذكرت انه لايجب ان يفعل ذلك ويجب ان تبتعد عنه حالا فقامت بدفعه فى صدره حتى تستطيع ابعاده عنها
وتين:"بس ايه اللى انت بتعمله ده ابعد عنى اتفضل اخرج برا برا"
ثائر بأنفاس مقطوعة:"انا مش هحذرك تانى يا وتين انا اه مش عايزك تبقى ضعيفة بس بلاش تتمردى عليا انا ماشى والا العقاب المرة الجاية هيندمك"
قال ما لديه خرج من الغرفة صافعا الباب بقوة لدرجة ان "وتين" اهتز جسدها من شدة الصوت جلست على السرير تفكر فى كلامه ولكن قلبها لا يفكر فى سوى ماحدث بينهم منذ قليل فهذه اول مرة يعانقها بهذا الشكل اول مرة يقبلها أحد فى حياتها اغمضت عينيها وظلت تتذكر إحساسها عندما كانت بين أحضانه يعانقها بتلك القوة التى بعثرت مالديها من قوة أعصاب وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة نفسها فمن الافضل لها الا تثير حنقه مرة أخرى حتى لا يعاقبها بهذا الشكل
***
قابلت هيام أسامة فى احدى الكافتريات لمعرفة ماذا يريد منها ولماذا طلب منها ان يقابلها
هيام:"ايوة يا "أسامة" فى ايه كنت عايزنى فى ايه"
أسامة:"الصراحة يا" هيام" كنت عايز اكلمك بخصوص خطوبتنا"
هيام:"ايوة قول سمعاك"
أسامة:'شكلنا كده مش هنقدر نكمل مع بعض"
هيام:"ليه بقى بتقول كده"
أسامة:"مش شايف فى بينا اى توافق خالص"
هيام:"توافق ! ولا علشان خلاص حبيبة القلب اتجوزت"
أسامة:"تقصدى ايه "
هيام بحقد:''وتين انت مش برضه كان عينك منها وكنت ناوى تخطبها هى بس يا خسارة اهى خلاص طارت بس احب اقولك ان الصور اللى اتبعتتلك دى انا اللى صورتها ل"وتين" وانا اللى بعتهالك و"وتين" ملهاش علاقة اصلا بالواد ده "
أسامة بذهول:"انتى بتقولى ايه"
هيام:'اللى سمعته "وتين"مكنتش ليها علاقة بحد وانت صدقت الصور وخطبتنى انا"
أسامة:"ليه عملتى كده"
هيام:"ماهى مش هى كل حاجة حلوة تاخدها وانا افتكرت لما اخدك منها هبقى احسن منها بس طلعت غلطانة لانها اتجوزت واحد أحسن منك مليون مرة وبرضه طلعت هى الكسبانة"
أسامة:"دا انتى طلعتى حقودة اوى منك لله خلتينى ظلمتها"
هيام:"ابقى روح اتأسفلها يمكن تقبل اسفك وادى دبلتك اهى"
تركت الدبلة على المنضدة امامه ثم ذهبت فى طريقها كان الندم يتأكله فهى حقا مظلومة وهو اضاعها من يده عاد الى المنزل تعجبت والدته من هيئته
نادية:'مالك يا أسامة فى ايه"
أسامة:"وتين طلعت مظلومة يا ماما الصور مكنتش حقيقية"
نادية:"انا مش فاهمة حاجة من اللى انت بتقوله ده"
أسامة:"هيام هى اللى قالتلى انها بعتتلى الصور وان" وتين" ملهاش علاقة بحد وانها هى كانت عايزة تبوظ جوازى من "وتين" بأى طريقة علشان كده بعتتلى الصور دى"
نادية:"كان قلبى حاسس ان "وتين" متعملش كده"
أسامة:"اعمل ايه انا دلوقتى"
نادية بهدوء:"خلاص يا "اسامة" "وتين" اتجوزت انساها وابتدى حياتك من جديد"
لم يقتنع بكلام والدته ولكن ماذا يفعل حتى يكفر عن ذنبه فى حق تلك الفتاة التى لم يحب غيرها
***
"فى الجامعة"
كان يلتفت يمينا ويسارا لعله يلمح تلك الفتاة مرة اخرى فهو منذ ان قابلها اول مرة ظل يتردد على ذلك المكان لعله يراها مرة أخرى لمحها قادمة فجلس فى مكان بعيد حتى يراقبها بحرية
مريم:'هى الامتحانات مش عايزة تيجى ليه خلينا نخلص"
وتين:"هانت فات الكتير مبقاش الا القليل"
مريم:"بس دى ماشية ببطئ اوى"
وتين:"والله ده كله علشان رمزى"
مريم:"بس يا وتين متكسفنيش الله بقى"
وتين:"ربنا يسعدكم يا حبيبتى"
مريم:"ويسعدك انتى كمان يا وتين"
وتين بتنهيدة:شكلى مش مكتوبلى السعادة خالص"
مريم:"ليه بتقولى كده انتى ان شاء الله هتشوفى سعادة الدنيا دى كلها"
وتين بتمنى:"يسمع منك ربنا يا مريم وده يحصل فعلا"
أصبحت سعادتها مرتبطة به فمنذ اخر موقف بينهم صارت تحترس فى تعاملها معه حتى لا تثير عصبيته ولكنها لا تمنع نفسها من اختلاس النظرات اليه عندما يكون حاضرا فى اى مكان وعندما تشعر أنه ربما سيكتشف أمرها تلهى نفسها بأى شئ فإلى متى ستظل تعذب نفسها بهذه الطريقة
مريم:"ها انتى روحتى فين كده"
وتين:"ها لا انا هنا اهو مرحتش فى حتة"
مريم:"وتين انتى محبتيش خالص"
وتين:"ليه بتسألى السؤال ده"
مريم:"انا اللى اعرفه ان فى واحد كان عايز يتجوزك بس محصلش نصيب هو انتى كنتى بتحبى الشاب ده"
وتين:"كان بيتهيألى انى بحبه على أساس انه هو اللى كان هينقذنى من حياتى فى البيت اللى كنت عايشة فيه بس اكتشفت ان انا غلطانة والحمد لله ان احنا متجوزناش"
مريم:"ليه بتقولى كده"
وتين:"هو طلع واحد بياخد بالمظاهر وبس مبيحكمش عقله وبيحكم على الحاجة من غير ما يتأكد واظن لو كنا اتجوزنا كان اى موقف بينا كان هيتصرف بتهور من غير ما يفهم الظاهر انه من النوع المتسرع فى قراراته"
مريم بلؤم:"طب وعمو ثائر"
وتين بتوتر:"ماله عمك ثائر"
مريم:"ايه الاخبار"
وتين:"انا مش فاهمة انتى عايزة توصلى لايه"
مريم:"يعنى انتى عايزة تقنعينى انك حتى مش معجبة بعمو ثائر"
وتين:"انتى كلامك غريب اوى النهاردة يا مريم"
مريم:"والنبى عليا انا انتى مبتشوفيش نفسك وانتى بصاله بتبقى عاملة ازاى"
وتين:"ببقى عاملة ازاى يعنى"
مريم:"بتبقى متيمة اوى ومبتشليش عينك من عليه هو فاضل شوية بس وتقوليله بحبك"
صعقت "وتين" من كلام" مريم" فهل حقا يبدو الحب واضحا على محياها الى هذه الدرجة ف"مريم" لاحظت ذلك فخشيت ان يلاحظ هو الآخر
وتين بتلعثم:"هو بيبقى باين عليا اوى كده"
مريم:"اه لدرجة انا اهو لاحظت وقولتلك"
وتين بخوف:"مريم متقوليش لحد علشان خاطرى"
مريم:"مالك يا بنتى خايفة ليه كده هو الحب عيب ولا حرام ثم ده يبقى جوزك هو عيب الواحدة تحب جوزها"
وتين:"انتى عارفة ظروف جوازنا ايه ثم متنسيش ان عمك خاطب "سيلا"
مريم:"ياريتك تقدرى تخليه يسيبها دا يبقى جميل مش هنساهولك العمر كله"
وتين:"هو انتى ليه مبتحبهاش يا مريم"
مريم:"وهى فيها ايه يتحب هى جميلة وشيك وكل حاجة بس انسانة وصولية انتى متعرفيش انها كانت عايزة تبعدنى عن عمو"ثائر "علشان يخلالها الجو"
وتين:"تبعدك عنه ازاى"
مريم:"قعدت تقوله انت لامتى هتفضل شايل همها وهى مبقتش صغيرة والكلام الفاضي ده بس عمو رد عليها وقالها انه عمره ما هيتخلى عن ابدا حتى لو انا اتجوزت"
وتين:'عمك فيه كل شئ ونقيضه"
مريم:"ازاى يعنى"
وتين:"انه ممكن يكون قاسى فى تصرفاته بس فى نفس الوقت حنين وان خطيبته بالجمال ده ولسه متجوزوش اللى اعرفه ان الرجالة دايما تجرى ورا الست الجميلة بس هو تحسى كأنه عادى كده ولا على باله"
مريم:"ده بسبب انه مبيحبهاش"
وتين:"طب ما يسيبها ايه اللى جابرة على انه يعمل كده"
مريم:"عقله هو اللى جابره على كده"
وتين:"مش فاهمة"
مريم:"عمو عايز يتجوز جواز عقل مش جواز حب بالرغم من انه كان معجب اوى بقصة حب جده وجدته فعلشان كده نفسى ان انتى تعيشى معاه وتكملوا حياتكم مع بعض لانه يستاهل يحب ويتحب "
وتين:'انتى عيزانى اعمل ايه يعنى"
مريم:'اهو ده اللى عايز تفكير نعمل ايه علشان عمو يسيب "سيلا" ويركز معاكى"
وتين:"ههههه مريم انتى جعانة"
مريم باستغراب:"بتسألى ليه احنا في ايه ولا ايه"
وتين:"علشان شكلك ابتديتى تجيلك تهيؤات يا حبيبتى"
مريم...هو فين التهيؤات دى ده جزائى يعنى ان عيزاكى تعيشى مبسوطة مع عمى القمور ده"
وتين:"قمور ! بس ردود فعله بتبقى غير متوقعة خالص"
مريم بضحك:"دا احلى حاجة فيه شخصيته اللى مش مفهومة دى مجنن اللى حواليه"
وتين:" طب يلا بينا بقى نحضر المحاضرة علشان نروح"
بعد انتهاء المحاضرات واثناء خروجهم من الحرم الجامعى ليصلوا الى سيارتهم فالسائق ذهب لتزويد السيارة بالوقود فخرجوا لملاقاته خارج الجامعة .سيارة سوداء ينتظر سائقها خروج تلك الفتاة التى ينوى ان يقضى عليها بتلك السيارة فربما الحظ كان حليفه لانها ستخرج الآن من باب الجامعة فهو رأى السائق الخاص بهم وهى يخرج تاركة الفتاتين فى انتظاره
مريم:" دا كله بيفول العربية هو الاسطى رجب تاه ولا ايه"
وتين:" زمانه جاى تعالى نستناه برا على ما يرجع"
مريم:" يلا بينا"
هاهى قد حانت اللحظة الحاسمة قام بتشغيل السيارة متجه صوب تلك الفتاتين ولكن قد ألهم الله "وتين" ان تنظر بحانبها فرأت تلك السيارة تتجه نحوهن بسرعة جنونية شعرت بالذعر ولم تدرى بنفسها الا وهى تسحب "مريم" بقوة حتى سقطوا على الأرض سوياً فارتطم وجه "وتين" بالأرض مسبب لها بذلك جرح فى جبهتها
مريم برعب:" وتين وتين انتى كويسة"
وتين بألم:" الحمد لله"
مريم بخوف:" احنا كنا هنموت دلوقتى يا وتين"
وتين:" الحمد لله ربنا ستر بس ازاى هو سايق العربية بالسرعة المتخلفة دى"
مريم:" وتين انتى انجرحتى فى دم على وشك"
وتين:" دى حاجة بسيطة المهم انك كويسة"
مريم:" دى تانى مرة تنقذى حياتى يا وتين"
شعرت بها "وتين" انها ربما على وشك البكاء ف" مريم" حساسة جدا حاولت التخفيف عنها
وتين بابتسامة مزاح:" يلا يا ستى عدى الجمايل"
مريم:" قومى يلا نروح المستشفى
وتين:" ملوش لزوم دى حاجة بسيطة"
مريم:" لاء يلا العربية جت اهى"
امام اصرار" مريم "عليها بالذهاب الى المستشفى وافقت "وتين"
*"*"*
"فى الشركة"...كان يذرع غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً من فرط غيظه مما حدث نظر اليه "رمزى" فهو يعرف انه الآن فى حالة عصبية شديدة بسبب ما حدث من خطيبته
رمزى:"اهدى بقى يا ثائر"
ثائر بعصبية:'اهدى ! ازاى يعنى وهى" سيلا" تفكر تعمل حاجة زى دى ازاى من ورايا"
رمزى:"ليه هى مكنتش قيلالك على الموضوع ده"
ثائر:"ولا جابتلى سيرة وهى عارفة ان انا مبحبش اعمل صفقات مع شركة "الغرباوي" بسبب سمعتها تروح هى سيادتها وتعمل الصفقة معاهم ومش بس كده لاء تعمل الصفقة على اساس ان انا همولها كأن انا اللى هعمل معاهم الصفقة وهو طبعا ما صدق اللى حصل لقاها فرصة"
رمزى:"انت تكلمها وتيجى بسرعة علشان تلغى التعاقد ده قبل ما يتنفذ"
ثائر:"انا كلمتها حضرتها تليفونها مقفول مش عارفة مختفية فين انا لو شوفتها معرفش انا ممكن اعمل فيها ايه"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على الباب انفتح الباب دلفت منه "سيلا "بابتسامة فهى كأنها لم تفعل شئ نظر لها "ثائر" بغيظ شديد فهى حتى لا يبدو على وجهها الندم مما فعلته
سيلا:"هاى ثائر"
ثائر:"ايه اللى انتى عملتيه ده يا" سيلا" ازاى تعملى صفقة مع شركة" الغرباوي" من غير ما اعرف"
سيلا ببرود:"وفيها ايه ده بيزنس يا حبيبى"
رمزى:"سيلا انتى عارفة ان "ثائر" مبيحبش يعمل صفقات مع شركات مجهولة بالنسبة له فانتى كان لازم تحترمى ده ومتروحيش تعملى صفقة انتى مش عارفه هتموليها منين أساساً"
سيلا:"انت يا "ثائر" وعدتنى انك هتمول الصفقة دى مش كده"
ثائر:"انا مكنتش اعرف انها مع "بدر الغرباوي" سورى يا "سيلا" انا مش هخلى اسمى يتهز فى سوق البيزنس علشان خاطرك"
سيلا:"انت بتتخلى عنى يا "ثائر" فى وقت زى ده"
ثائر:"انا متخليتش عنك بس مفيش مبرر اخاطر باسمى علشان سيادتك تبقى مبسوطة وسعيدة بالصفقة دى"
سيلا بدموع زائفة:"انا فاكرة انك بتحبنى ومش هترفض طلبى''
ثائر:"هو يا اقبل بغلطك يا اما مبقاش بحبك هو الحب فى نظرك ان لازم اطاطى لكل تصرفاتك انتى تلغى التعاقد ده فورا يا اما انتى استحملى ومويلى الصفقة انا مش هدفع فلوس لحد يا سيلا"
هى تعلم انه اذا اتخذ قراره بشأن اى شئ فلا يستطيع احد ان يثنيه عن قراره بالرغم من الغيظ المتملك بقلبها الا انها حاولت تصنع الهدوء والبرود فمن الأفضل أن تسايره حتى لا تخسره
سيلا:"خلاص يا حبيبى انا هلغى التعاقد بس انت متزعلش منى"
رمزى:''اظن كده افضل يا سيلا وبلاش مخاطرة زى دى تانى"
ثائر:"سيلا بعد كده اى حاجة ناوية تعمليها لازم يبقى عندى علم بيها انتى فاهمة ولا لاء"
سيلا:"رمزى ممكن تسيبنا شوية لوحدنا"
رمزى:"عن اذنكم"
خرج "رمزى" من غرفة المكتب ابتسمت له ابتسامة جميلة مغرية ولكنها لم تأثر به فعيناه تطلق شرارات من الغضب
سيلا:"حبيبى خلاص متزعلش منى"
ثائر:".........
سيلا:"خلاص بقى ميبقاش قلبك قاسى كده يا ثائر"
قالت ذلك اقتربت منه تريد وضع يدها على صدره ولكنه سبقها فالتقط يدها قبل ان تصل اليه
سيلا بغيظ:"خلاص بقى يا "ثائر" قولتلك سورى"
ثائر:"مش بكلمة آسفة الموضوع يخلص ثم انتى ملكيش حق انك تلمسينى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة انتى خطيبتى مش مراتى علشان تقربى منى او تلمسينى او انا المسك فى حدود فى تعاملنا مع بعض"
هو حقاً لايريد ان تقترب منه لاينشد سوى قرب تلك العنيدة سليطة اللسان التى أصبحت الآن عندما تراه تختفى من أمامه كأنها رأت شبحاً .فهو كأنه يريد ان يدخر تلك اللمسات والقرب لها هى وحدها صاحبة تلك العيون اللامعة التى أصبح لا يرى غيرها
سيلا:"هو انت ليه كده"
ثائر بعدم فهم:"مش فاهم تقصدى ايه"
سيلا:"احنا من ساعة ما اتخطبنا مبتخلنيش اقرب منك او انت حتى حضنتنى مرة واحدة او بوستنى"
ثائر:"احضنك وابوسك بتاع ايه هو انتى مراتى علشان اعمل كده معاكى ده اعمله معاكى لما تبقى مراتى وفى بيتى غير كده لاء"
سيلا:"على العموم كنت عايزة اقولك ان مهندس الديكور خلاص هييجى بكرة علشان يظبط الجناح"
ثائر:"انتى بقالك فترة بتقولى جاى ومبيجيش"
سيلا:"كان عنده شغل كتير ولسه يادوبك فاضى وقالى هييجى بكرة يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر بإحباط:"ان شاء الله"
سمع رنين هاتفه رأى اسم "مريم" ينير الشاشة فتح هاتفه ليعلم ماذا تريد
ثائر:" ايوة يا حبيبتى فى ايه"
مريم بدموع:" عمو تعال بسرعة احنا في المستشفى"
سمع ذلك هرب الدم من عروقه فماذا حدث اوصلهم الى المستشفى حاول تهدئتها حتى يذهب اليها
ثائر:" اهدى يا حبيبتى وقوليلى فى ايه"
قصت عليه" مريم" ما حدث اليوم أمام الجامعة من انه كان من الممكن ان تصطدمهن إحدى السيارات وجد نفسه يخرج من مكتبه سريعاً استغربت" سيلا" من حالته
سيلا:" فى ايه يا ثائر وانت بتجرى ليه كده"
ثائر:" مريم ووتين فى المستشفى كانوا هيعملوا حادثة"
سمع رمزى ذلك هو الآخر عندما كان يريد ان يتحدث مع ثائر بشأن بعض الاوراق ولكنه عندما سمع ان حبيبته كانت من الممكن ان يحدث لها سوء وجد نفسه يجرى هو الاخر خلف "ثائر" يستقل سيارته يتبع سيارة" ثائر" التى يصطحب بها "سيلا" ايضا فهى اصرت عليه بالذهاب معه
وصلوا الى المستشفى قابل "مريم" بلهفة
ثائر:" مريم انتى كويسة" وتين" كويسة هى فين"
مريم:" الممرضة بتعملها إسعافات جوا بس هى الحمد لله كويسة"
قالت ذلك وبكت اخذها فى أحضانه ليهدئ من روعها فهو يعرف ان ابنة أخيه عندما تبكى تدخل فى حالة نفسية سيئة لذلك هو لا يريدها ان تبكى
رمزى:" اهم حاجة انكم كويسين يا ''مريم" متعيطيش"
مريم:" احنا كنا خلاص هنموت لولا ستر ربنا"
ثائر:" الحمد لله انكم كويسين"
سيلا ببرود:" الف سلامة عليكى يا مريم"
مريم من غير نفس:" الله يسلمك يا سيلا"
خرجت "وتين" من الغرفة تضع احدى اللاصقات الطبية على جبينها رأها اقترب منها بلهفة هى ايضا وبدون وعى لما حوله وضع يده يتحسس تلك اللاصقة
ثائر:" انتى كويسة فى حاجة بتوجعك يا وتين"
وتين بخجل:" الحمد لله وقولت ل"مريم" مفيش داعى تقلقكم بس هى مسمعتش الكلام"
ثائر بحنان:" بعد الشر عليكى يا وتين"
وتين بتوتر:" شكرا"
ذهبوا الى المنزل جميعا ماعدا" سيلا" التى ذهبت الى منزلها و تسأل نفسها عن سر لهفة واهتمام "ثائر" بهذه الفتاة
عندما وصلت إلى المنزل صعدت الى غرفتها سريعاً حتى قبل ان يتمكن من سؤالها عن اى شئ فهى لا تريد مواجهته على الاقل ليس الآن فهى بالرغم من التسلح بتلك الشجاعة الا انها من داخلها مرتعبة بشدة مما حدث والذى كان ربما سيودى بحياتها وحياة "مريم"على الاغلب فهو لو اقترب منها يتحدث معها بهذا الحنان فلربما سترتمى فى أحضانه تبكى على صدره تنشد منه الأمان والطمأنينة
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فيما قالته لها مريم عندما كانوا بالجامعة بأنها تريدها ان تكون هى زوجة عمها عوضاً عن "سيلا" فهل حقا سيأتى اليوم وتصبح هى زوجة" ثائر "والمتربعة على عرش قلبه ذلك القلب الذى يبدو ان لديه مناعة ضد الحب
كانت تعبث بهاتفها وجدت اغنية للمطربة جنات فهى تحب اغانى تلك المغنية وهى اغنية( عجبانى شخصيته)
فكل كلمة فى الاغنية تنطبق على حالتها التى تعيشها مع ذلك ال"ثائر" ظلت تستمع الى الاغنية وهى تطلق تنهيدة من الوقت للآخر وتتذكره فهى فى حالة شبه مغيبة عما حولها لم تنتبه لذلك الواقف على الباب الذى يضع يده بجيبه ويستند على الباب وينظر لها بابتسامة وهو يراها بهذا الشكل كأنها فى عالم اخر انتهت الاغنية وخرجت من تلك الحالة التى سيطرت عليها سمعت صوته انتفضت من مكانها
ثائر:" حلوة الاغنية بس هو مين ده اللى عجباكى شخصيته للدرجة دى وهتموتى عليه"
وتين بتلعثم"ههو انت هنا من امتى"
ثائر:"مجاوبتنيش على سؤالى هو مين ده اللي عاجبك كده للدرجة دى يا وتين انطقى"
حدته فى الكلام جعلت جسدها ينتفض من وقت لاخر فهو على ما يبدو انه غاضب بشدة
وتين بجرأة مزيفة:"وانت مالك انت بتسأل ليه"
ثائر:"انتى بتقولى انا انت مالك انا هعرفك مالى ولا مش مالى يا وتين"
وتين بخوف:"انت هتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى متستعجليش على رزقك"
وتين:"اتفضل اخرج برا"
ثائر:"هششش صوتك ده مسمعوش خالص انتى فاهمة"
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين"
البارت الرابع عشر
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:" هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين"
وتين بخوف:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
نظرت الى الباب فالباب مفتوح على مصراعيه واذا كانت سعيدة الحظ ريما تصل الى الباب قبل ان يقترب منها حاولت ان تطلق ساقيها للريح وتهرب منه الا انه كان اسرع منها فالتقط يدها قبل ان تخرج من الباب ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى ومما زاد رعبها انه قام بغلق الباب حتى لا تفكر ان تفعل ما كانت تنوى فعله وهى ان تهرب من الغرفة ظلت تتراجع وهى خائفة حتى اصطتدمت بحائط خلفها كان يقترب منها بخطوات ثابتة وهى تتمنى حدوث معجزة تنقذها الآن وصل اليها كان قريبا منها فلا يفصله عنها سوى خطوة او اثنين لم ترفع رأسها يدور بعقلها مئات الافكار تعصف به فماذا سيحدث الآن؟ لم يتحرك من مكانه كأنه سعيد برؤيتها هكذا وهى خائفة
ثائر بأمر:"بوصيلى يا وتين ارفعى رأسك وبوصيلى"
لم تقوى على رفع وجهها الى وجهه فأقصى ما وصل له نظرها عنقه الذى رأت به ذلك العرق المنتفض من الغضب عند قاعدة أسفل عنقه
ثائر:"مش بقولك بوصيلى انتى ليه مبتحبيش تسمعى الكلام انا مبحبش اكرر كلامى كتير يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى ارحمنى بقى انت ايه ليه واقفلى على الواحدة دايما عايزنى ابررلك تصرفاتى انت ناقص تقولى مش لازم تتنفسى طالما انا مش موجود انا مش لعبة فى ايدك افهم بقى انا بنى ادمة من لحم ودم بنى ادمة هو انت بتتلذذ بتعذيبى وقهرتى الرحمة شوية"
ثائر:"بس انتى لعبتى انا يا وتين لعبتى انا وبس"
وتين:"خلاص مش هبقى لعبتك تانى كفاية اوى عذاب لحد كده"
ثائر:"قصدك ايه يا وتين بكلامك ده"
وتين:"يعنى خلاص كفاية كده انا مش قادرة استحمل اكتر من كده انا مش هبقى مبسوطة لما انت توصلى لحافة الانهيار او الجنون"
ثائر:"يعنى عايزة ايه دلوقتى يا وتين وضحى كلامك"
وتين:"عيزاك تسيبنى فى حالى وترحمنى شوية وشيلنى من دماغك"
ثائر:"ولو ده محصلش هتعملى ايه يا وتين ها قولى حابب اسمع انتى هتعملى ايه"
وتين بتعب:" انا عايزة اطلب منك طلب ممكن اعتبره رجاء شخصى منى"
ثائر:"طلب ايه ده اللى انتى عوزاه"
وتين بدموع:'طلقنى وسيبنى امشى من هنا مش لازم افضل قاعدة هنا اكتر من كده"
طلاق ! هل تفوهت بهذه الكلمة الآن ؟ هل تريد ان تنفصل عنه وتبتعد عنه؟ هل اساء معاملتها الى هذه الدرجة التى كانت السبب فى انها تريد الانفصال قبل الوقت المحدد لهم بالانفصال
ثائر بتوهان:"وتين انتى بتقولى ايه طلاق ايه اللى بتتكلمى عنه ازاى قدرتى تقولى الكلمة دى اصلا ازاى قدرتى تنطقيها"
وتين:"مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده خلاص تعبت انا كنت فكراك هتخلصنى من العذاب اللى انا فيه انت اه عيشتنى فى مستوى كويس مكنتش احلم بيه بلبس احسن لبس بنام فى بيت مكنتش احلم ادخله بس كل ده مع معاملتك ليه بالقسوة ده ميلزمنيش انا عندى اعيش حتى فى اوضة بس اكون مرتاحة احسن ما اعيش فى قصر و ابقى مش مرتاحة"
ثائر بذهول:"للدرجة دى انا كنت بعاملك وحش يا وتين وكنت قاسى معاكى معملتش اي حاجة كويسة ليكى"
وتين بتعب:"لو سمحت ممكن تسيبنى ولو فعلا انت موافق على الطلاق خلاص كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر كفاية اوى لحد كده لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وانا خلاص صبرى وطاقتى نفذوا"
ثائر:"باين عليكى انك بتكرهينى اوى يا وتين"
وتين:"ياريتنى اقدر أكرهك فعلا مكنش هيبقى فى مشكلة"
ثائر:'وتين انا مش فاهمك ولا بقيت عارف انتى عايزة ايه بالظبط"
وتين:"ولا عمرك هتفهمنى طالما كل تفكيرك ان انا لعبتك اللى تتحكم فى مصيرها واللى لازم تسمع وتقول حاضر ونعم حتى لو على حساب أعصابها ونفسيتها المهم ترضى غرورك كراجل انك فارض سيطرتك وهيمنتك عليا"
ثائر:" ياااه دا انتى شايلة اوى فى قلبك منى بس طلاق مش هطلقك يا وتين انتى فاهمة مش هطلقك وشيلى الفكرة دى من دماغك خالص انتى هتخلصى منى فى حالة واحدة بس لما أموت"
قال ذلك واولاها ظهره خرج من غرفتها مغلقاً الباب خلفه اتجه الى غرفته وهو يزفر بضيق ارتمى على السرير ينظر بشرود الى سقف الغرفة لا يتحرك به شئ سوى دقات قلبه التى تعلن انه مازال على قيد الحياة فجسده باكمله فى حالة سكون شديد ظل يفكر ماذا يفعل حتى ينتزع منها ذلك الخوف القابع بقلبها تجاهه؟ فهو كلما حاول ان يتعامل معها بلطف يحدث شئ ويجد نفسه يتصرف بدون تعقل وكل هذا بسبب ذلك الاحساس الذى ابتدى يملأ قلبه فهو أصبح يغار بشدة اصبح لايتمنى سوى ان تكون بين ذراعيه مجرد تفكيره ان ربما هناك احد غيره فى حياتها يصيبه ذلك بالجنون والغيرة العمياء يريد ان يكون هو فقط من يستحوذ على عقلها يريد ان يكون هو فقط من يسكن قلبها لايريد ان ينعم احد غيره بلمسة يدها فهو حتى الان لم ينسى عندما عانقها اول مرة فكلما يتذكر رجفة جسدها بين يديه ولفظها اسمه من بين شفتيها يريد الذهاب اليها وتكرار ذلك مرارا وتكرارا حتى يشعر بالاكتفاء والارتواء
ثائر:"انا كده شكلى اتجننت على الآخر وده كله بسببها دا انا فى حياتى شوفت ستات وبنات اشكال والوان ليه دى اللى عايزها تبقى قريبة منى ليه دى اللى حاسس ان انا هموت وتبقى بتاعتى وليا لوحدى مش عايزها تنطق غير اسمى انا وبس ضحكتها وابتسامتها يكونوا ليا انا وبس نظرة عنيها تبقى ليا انا وبس"
ظل يحدث نفسه حتى غفى فى النوم وهو لم يشعر بالوقت كأنه يهرب بالنوم من تلك الأفكار التى اصبحت مثل الاثقال تثقل قلبه وعقله
***
"فى منزل سمير"
علم "سمير" و"عايدة" بشأن فسخ خطبة "هيام" و"اسامة" اراد الاستفسار منها عن سبب حدوث ذلك او لماذا قام "أسامة" بفسخ تلك الخطبة؟
سمير:'وايه اللى حصل خلالكم تفسخوا الخطوبة يا هيام"
هيام:"بيقول مفيش توافق بينا بس انا عارفة هو عمل ليه
كده"
عايدة:"وهو عمل ليه كده يا "هيام "ايه السبب"
هيام بحقد:"علشان البرنسيسة وتين"
سمير:"وايه علاقته بوتين وهو ماله ومالها اصلا وكان عايز منها ايه"
هيام:"شكله كان عينه منها الاستاذ"
عايدة:"طب طالما كان عينه منها خطبك انتى ليه يا هيام"
هيام بتوتر:"معرفش اهو غار فى داهية مع السلامة راح واحد يبجى بداله مليون هو مفيش غيره فى الدنيا دى"
عايدة:"يعنى تطلع البت وتين اشطر منك فى دى كمان هتفضلى طول عمرك خايبة ومش فالحة فى حاجة"
هيام بغيظ:" الله فى ايه يا ماما هو انتى كل شوية تسمعينى الكلمتين دول"
عايدة:"وياريتهم بيجيبوا معاكى نتيجة يا هيام"
سمير:"خلاص اللى حصل حصل و"وتين" احنا منعرفش حاجة عنها من ساعة ما اتجوزت زى ما تكون ما صدقت انها تخرج من البيت ده"
هيام:"دى تلاقيها بس العز والهنا اللى عايشة فيهم منسينها كل حاجة ومنسينها اسمها"
ثم اكملت بهمس:" ولا جوزها ده كمان دى ينسى الواحدة اسمها بحلاوته دى"
انفجرت براكين الحقد و الغل فى قلب تلك الفتاة بعد تفكيرها ان "وتين" دائما ما يكون الحظ حليفها فبالرغم مما كان يحدث لها الا ان دائما يكون حظها وفيرا
سمير:"على فكرة انا نويت اتجوز يا أمى"
عايدة:"ومين دى بقى اللى عينك منها يا سمير ان شاء الله"
سمير:"دى تبقى أميرة"
هيام:"أميرة مين اوعى تكون قصدك أميرة بنت سالم جارنا"
سمير:"ايوة هى دى عندك مانع يا هيام ولا ايه"
هيام:"دى بت قوية ومحدش بيعرف يتكلم معاها ولا حد بيعرف ياخد منها حق ولا باطل"
عايدة:"هى عجباك يا سمير يعنى"
سمير:"ايوة وان شاء الله نروح نخطبها وحسك عينك يا "هيام" تعملى حركة ملهاش لازمة وتبوظى الجوازة كفاية جوازتك اللى بوظتيها"
قال تلك الكلمات هب واقفا ذهب الى غرفته فهو يعرف اخته حق المعرفة فهى تحب مضايقة من حولها ولا تترك احد بحاله كأنها تشعر باللذة عندما تضايق من حولها
هيام بغيظ:"شايفة ابنك بيقول ايه يا ماما شايفة كلامه"
عايدة:"وانتى ايه اللى مضايقك فى الجوازة دى يا عيان هو حر هو انتى اللى هتتجوزيها ولا هو"
هيام:'البت أميرة دى مش سهلة ومحدش بيمشى عليها كلمة ولو سمير اتجوزها هتقرفنا فى عشيتنا ومش هنعرف نمشى عليها كلمة"
عايدة:"وهى تقدر دا انا هوريها شغل الحموات على أصوله وهتبقى زى البت "وتين" تمشى بكلمتى وباشارة منى"
ابتسمت "هيام" لكلام أمها فهى منذ ان تزوجت "وتين" لم تجد من تضايقه بتصرفاتها الغريبة والحقودة
هيام:"يعنى هتخليها تخدمنا زى البت "وتين" ما كانت بتخدمنا كده"
عايدة:"اومال هستتها ولا ايه دى تخدمنا والجزمة فوق دماغها بس مش عايزين نبين حاجة قدام اخوكى دلوقتى "
هيام:"متخافيش مش هيعرف حاجة وهنبينله ان احنا مبسوطين بجوازته دى وان احنا هنشلها على كفوف الراحة كمان"
بعد ان اردفت بتلك الكلمات علت صوت ضحكتها من تخيلها ان ربما ستأتى الى المنزل فتاة أخرى غير "وتين" وستفرض عليها هى وامها سيطرتهم مثلما كانوا يفعلوا مع تلك المسكينة
***
منذ اخر لقاء بينهم وهم اصبحوا يتجنبون لقاءهم سويا كأنهم اذا اجتموا بمكان واحد لن يضمن احد منهم رد فعله تجاه الآخر كانت تسير على غير هدى تتحسس بيدها وريقات تلك الورود فهى سارت فى الجنينة بأكملها كأن ساقيها ترفض الراحة فهى تريد ان تسير هكذا حتى يغلبها التعب وتذهب الى غرفتها حتى لا تفكر به وبما حدث بينهم آخر مرة فهى طلبت منه الطلاق ولكنه قابل طلبها بالرفض القاطع فهى مازالت تتذكر حدة صوته عندما أخبرها انه لن يتركها الا بموته ظلت تفكر كثيراً لماذا قال لها ذلك وهو يعلم انه ربما سيأتى الوقت الذى ستترك به هذا المنزل ولكنها ربما ستخرج من هنا محطمة
كان يتأملها وهى تسير هكذا بين الورود كأنها لوحة ابدع فى رسمها فنان مبدع فهو اخذ قراره بأنه لن يضايقها بعد الآن ولكن كل مرة يتخذ هذا القرار يعود ويتصرف معها بشكل غير لائق بسبب غيرته التى اصبحت تعميه ولا تجعله يفكر بمنطق سوى سمع طرق على باب الغرفة آفاق من تأمله لتلك الحورية التى تسير بالحديقة كأنها تسير بجنة خاصة بها اذن للطارق بالدخول
ثائر:" ايوه ادخل"
حسنية:"ثائر بيه "سيلا" هانم تحت ومعاها مهندس الديكور اللى هيعمل الديكور للبيت"
ثائر:" اه ثوانى وجاى وراكى"
حسنية:"عن اذنك يا ثائر بيه"
ثائر:" اتفضلى"
خرجت "حسنية" من الغرفة عاد يتأمل تلك الجميلة مرة اخرى يلقى عليها نظرة أخيرة قبل خروجه من الغرفة
هبط من غرفته وجد "سيلا" تجلس كعادتها كأنها ملكة ويجب ان يخضع لها الجميع ولكن ليس هو من يخضع لها
ثائر:اهلا وسهلا نورتوا البيت"
سيلا:"اهلا بيك يا حبيبى انا جيت انا والباشمهندس علشان يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر:" تمام تشربوا ايه"
فى ذلك الوقت دخلت "وتين" تحمل بين أحضانها مجموعة من الورود قامت بقطفها من الحديقة تبتسم ابتسامة خفيفة اُخذ بشكلها الفاتن كان يتمنى ان تهديه تلك الورود مع ذلك الخجل الذى يبدو جلياً على وجهها والذى يقسم انه لم يرى أنثى تفتنه بابسط الطرق مثلما تفعل معه هذه الفتاة فكل فعل منها يجعله يرغبها اكثر فأكثر حتى بات قلبه يحرضه على قربها حتى وان كانت غير راغبة فى هذا القرب فهو يريدها وحسب حتى بات أمره يحيره
وتين بابتسامة:"السلام عليكم"
كلهم:"وعليكم السلام"
سيلا من غير نفس:"اهلا بيكى يا وتين"
شعرت بالسخرية فى لهجتها ففضلت الصمت وعدم الرد فهى اصبحت حتى لا تهتم بما تقوله او تفعله فهى وصل امرها الى حد الامبالاة بتصرفات اى أحد فيكفى ما تشعر به من ألم فى قلبها الذى من الظاهر لن يكتب له السعادة والفرح فى حياتها
لم يصدق عيناه فهل هذه هى تلك الفتاة التى منذ ان قابلها عن طريق الصدفة وهو يذهب الى ذلك المكان لعله يراها مرة اخرى فهو لا يصدق تلك الصدفة الجميلة التى جعلته يقابلها وجهها لوجه مرة أخرى
عقدت "وتين" حاجبيها بتفكير تريد ان تتذكر اين رأت ذلك الرجل فهى تشعر انها قابلته قبل هذه المرة ولكن أين ؟ فعقلها لا يسعفها
حاتم باستغراب:"مش انتى اسمك "وتين" برضه"
وتين:" هو انت حضرتك تعرفنى قبل كده"
حاتم:" معقولة انتى مش فكرانى"
وتين:''حاسة ان الشبه مش غريب بس مش قادرة افتكر"
حاتم:"انا "حاتم" اللى شنطته كانت ضايعة وانتى لاقتيها واتصلت عليكى وجت اخدتها"
وتين بابتسامة:"اه افتكرت حضرتك الباشمهندس حاتم الانصارى"
حاتم:"ايوة انا يا آنسة وتين"
وتين بابتسامة:" تشرفنا"
حاتم:" دا الشرف ليا انا وفرصة سعيدة"
كان "ثائر"واقفا يتابع الحوار بقلب يكاد ينفجر بين ضلوعه من فرط ذلك الإحساس المسيطر على قلبه الآن فمن اين تعرفه؟ ولماذا تبتسم تلك الإبتسامة الآن؟ فهى لا يحق لها الابتسام لاحد غيره
ثائر بغيرة قوية:"لا والله انتوا تعرفوا بعض بقى ايه الصدف السعيدة دى"
سيلا:"غريبة اوى الحكاية دى صحيح"
حاتم:"لا غريبة ولا حاجة مش بيقولك صدفة خير من الف ميعاد"
وتين:"عن اذنكم"
صعدت إلى غرفتها راى عينيه تتبعها حتى اختفت من أمامهم لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟ فهو يريد اقتلاع عينيه من مكانها لانه ينظر اليها ينظر الى احدى ممتلكاته وليست اى ممتلكات فهى الاقرب والاعز على قلبه
ثائر بغضب:"فى حاجة يا باشمهندس حضرتك بتبص على ايه"
حاتم:"ها ولا حاجة ممكن اعاين الجناح علشان نشوف هنعمل فيه ايه"
ثائر:"اتفضل معايا"
صعد أمامهم تباطئت خطواته امام غرفتها ولكن ليس هذا الوقت المناسب لمعرفة ماذا بينها وبين هذا الرجل
بعد ان تمت معاينة الغرفة قام" حاتم" بتسجيل ما سوف يفعله لتحويل هذه الغرفة الى غرفة جديدة تماما
حاتم:"خلاص كده انا سجلت كل حاجة وان شاء الله الشغل هيعجبكم"
سيلا:"انا عايزة حاجة محصلتش يا حاتم ماشى"
حاتم:"متقلقيش هخليهولك احلى جناح يليق بيكم"
ثائر بغيظ:"اتمنى علشان انا مبحبش الشغل اللى بيبقى اى كلام"
حاتم:'متقلقش انا بشتغل فى مجال الديكورات من زمان حتى قبل ما اخلص دراسة وممكن تسأل عنى وتعرف شغلى بيبقى عامل ازاى وان شاء نبدأ من بكرة"
سيلا:"ماشى يا حاتم ومش هوصيك بقى"
حاتم بابتسامة:'بس كده من عنيا الاتنين"
اراد "حاتم" رؤيتها مرة أخرى قبل ان يذهب ولكنه سيراها كثيرا الايام القادمة.منذ ان رأه "ثائر" ينظر اليها وعقله يوسوس له بأن لايجعله يطأ هذا المنزل بقدمه مرة أخرى
***
منذ علم "رمزى" بموافقة "مريم" وهو صار يعد الايام ويحسب الدقائق حتى يحين موعد كتب كتابهم فهو هائم فى أحلامه لم يخرج من تلك الحالة الا بسبب صوت "ثائر" الذى يصرخ به
ثائر:"رمزززززى انت يا بنى ادم"
رمزى:"ايه يا عم فى ايه جبتلى طرش فى ودانى متهدى صوتك ده شوية يا ثائر يا ساتر يارب على حنجرتك"
ثائر:"يعنى انا عمال اكلم فى نفسى من الصبح يابارد"
رمزىببرود:"خير فى مصيبة ايه الجديدة اتحفنى"
ثائر:"اتخانقت مع وتين"
رمزى:'ها اللى بعده هو انت اصلا بتخانق دبان وشك ايه الغريب فى ان اتخانقت مع "وتين" يعنى ده الطبيعى بتاعك"
ثائر:"دى طلبت منى الطلاق يا رمزى مش عارف هى طلبت كده ازاى"
رمزى:'شوفت عمايلك السودة وصلتها لايه انا قولتلك هييجى عليها وقت وتطفش من وشك ومن الدنيا كلها"
ثائر:"والله انا نفسى اقوم اغيرلك ملامح وشك يا بارد"
رمزى:"ماشى ياعم ها وانت قولتلها ايه بقى رديت عليها بايه"
ثائر:"قولتلها ان انا مش هطلقها ومش هسيبها الا بموتى"
رمزى:"ثائر"
ثائر:"نعمين يا اخويا عايز ايه"
رمزى:"عايزك تقولى الصراحة انت حبيت وتين اوى كده"
ثائر:"هو انا بغير عليها اوى بتغاظ لما بتكلم حد غيرى لما بشوفها بتعيط قلبى بيوجعنى لو شفتها تعبانة او مجروحة بحس كأن انا اللى تعبان مش هى ده يبقى ايه"
رمزى:"دا انت كده غرقت يا حبيبى فى عشقها مش بس حبيتها اسألى انا بس هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"لازم افكر يا "رمزى" انا اصلا كنت مسافر فكده كده مش هنتجوز زى ما يكون سبحان الله ربنا كل شوية يأخر جوازنا لحكمه لا يعلمها غيره"
رمزى:"مش جايز دى اشارة من ربنا علشان تسيب "سيلا" وتعيش مع "وتين"
ثائر:"جايز لما ابعد اعرف احكم عقلى وافكر بهدوء"
رمزى:" هو انت هتسافر امتى"
ثائر:" كمان اسبوع وقصدك هنسافر امتى انت جاى معايا يا حبيبى"
رمزى:"لا والنبى واجى معاك اعمل ايه ان شاء الله"
ثائر:"انت ناسى انك المحامى بتاعى يا فالح وانا مسافر فى شغل فلازم تبقى معايا"
رمزى:"واحنا هنقعد قد ايه هناك بقى ان شاء الله"
ثائر:"شهر"
رمزى:"يالهوتينى شهر يا مفترى بحاله كده كتير اوى انا مقدرش ابعد عن هنا شهر بحاله"
ثائر:"اهو لما نرجع تكون "مريم" و"وتين "خلصوا امتحانات"
رمزى بهمس:"حسبى الله ونعم الوكيل"
ثائر:"سمعتك يا حيوان على فكرة وانت بتتحسبن عليا"
رمزى:"انت ودانك دى ايه ردار يا اخى انت ناقص تسمع افكارى كمان"
ثائر:"انت بتنق عليا كمان يا جزمة"
رمزى:" بس يا غجرى"
ثائر:" قوم غور من قدامى علشان انا فى اللحظة دى مش طايقك"
رمزى:"ولا انا كمان طايق اشوف شكلك كاتك القرف فى شكلك يا اخى"
اخذ" ثائر " بعض من الاوراق الموضوعة أمامه على المكتب يقذفها فى وجه "رمزى" الذى كان يبتسم على انه استطاع ان يثير أعصابه ابتسم "ثائر" على تصرفات صديقه التى لا يغيرها ابدا فبالرغم من ذلك فلا احد يستطيع تهدئة "ثائر "عندما يغضب غير صديقه" رمزى"
***
بدأ "حاتم" العمل في المنزل كان يختلس النظرات اليها من وقت لآخر رأها تجلس فى الحديقة وجد نفسه يذهب اليها من غير ارادة منه فهو يريد ان يتكلم معها
كانت "وتين" بانتظار مريم فهن يبذلن اقصى جهودهن فى المذاكرة فالامتحانات على وشك ان تبدأ رفعت رأسها عندما سمعت صوت خطوات تقترب وجدته "حاتم"
حاتم:"السلام عليكم ازيك يا آنسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام الحمد لله"
حاتم:"تضايقى لو قعدت معاكى شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حضرتك عايز منى حاجة"
حاتم:"لاء بس سيبت العمال بيشتغلوا وقولت انزل الجنينة لقيتك قاعدة "
وتين:"انا كنت مستنية "مريم" علشان نخلص مذاكرة"
حاتم:أنتى فى سنة كام فى الكلية"
وتين:"فى سنة رابعة"
حاتم:"انا ليا معارف كتير فى كلية الهندسة ممكن اوصى عليكى لو تحبي"
وتين باستغراب:"شكرا انا مش محتاجة توصية من حد وان شاء الله الامتحانات تبقى كويسة
دلف "ثائر"الى المنزل لمحها تجلس معه غلى الدم فى عروقه واستشاط غضباً وغيظاً وجد نفسه يقترب منهم بامارات الغضب الجلية على وجهه التى لو واجه بها "حاتم" سيحرقه بتلك النظرات الجحيمية التى تنطلق من عيناه الآن وهو يراه يحدثها
حاتم:"اهلا يا ثائر بيه"
ثائر:" اهلا بيك يا باشمهندس حاتم اتمنى تكون قربت تخلص الجناح اللى شكله مش ناوى يخلص فى سنته ده"
حاتم:" ان شاء الله قريب وكل حاجة هتخلص"
ثائر:" اتمنى تخلص بسرعة و عن اذنك تعالى يا وتين"
قال ذلك سحب "وتين" من يدها يجرها خلفه وهو على وشك تحطيم عظام معصمها فى يده كانت لا تستطيع مجاراته فى مشيته لماذا يقبض على معصمها بتلك القوة فيديها اصبحت تؤلمها بشكل كبير وصل الى غرفتها قام بدفعها على السرير سقطت على الفراش وهى لا تصدق ما يفعله اقترب منها ظلت تبتعد حتى وصلت الى اقصى طرف السرير اقترب منها بوجه مكفهر من الغضب
ثائر بغضب:"انتى ايه اللى قعدك تتكلمى معاه ها كان بيقولك ايه"
وتين:"انا كنت قاعدة وهو جه كنت مستنية مريم علشان نكمل مذاكرة"
ثائر بغضب شديد وغيرة:"انا مش عايز اشوفك قاعدة معاه تانى انتى فاهمة انتى مراتى شايلة اسمى انا انتى بتاعتى انا وبس ومفيش حد هيقدر ياخدك منى يا وتين مفهوووم
قال جملته بكل ما يحمله من غضب على نقطة الضعف لديه فتلك الفتاة تجعله يتصرف بدون ان يعى ماذا يفعل او ماذا يقول فكل امر متعلق بها يجد نفسه بتصرف بدون تعقل
وتين:"انت بتزعقلى ليه انا معملتش حاجة "
ثائر:"كلامى مش هكرره تانى يا" وتين" تسمعى الكلام وانتى ساكتة مفهوم ولا مش مفهوم"
بعد ان هدأت ثورة غضبه لاحظ عينيها تلمع بسبب تلك العبرات التى ربما ستتساقط الآن لماذا يفعل بها ذلك؟
وجد نفسه يقترب منها نظرت اليه بعيون دامعة مد اصابع يده يمسح تلك الدموع التى تساقطت على وجنتيها
ثائر بحنان :"خلاص يا "وتين" اسكتى متعيطيش"
وتين بدموع:'لحد امتى هتفضل تجرحنى كده وبعدين تقولى متعيطيش لحد امتى قولى رد عليا"
اسند جبينه على جبينها وسط دهشتها اغمض عينيه و يديه تحتضن وجهها
ثائر:'انا مش عارف انا ليه بعمل فيكى كده يا"وتين"
بس خلاص انا مسافر وهترتاحى منى ومن تصرفاتى اللى عارف انها ضايقتك "
بعد ان قال مالديه طبع قبلة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة وهى جالسة مكانها هل ما شعرت به فى نبرة صوته هو الندم ولكن اخبرها انه مسافراً فإلى اين سيذهب ويتركها هنا مشتاقة اليه؟ فبالرغم من كل ما يفعله فإن حبها له لم يضعف او يخف بل يزداد فى قلبها كل يوم يمر عليها وهى فى بيته
***
"فى شركة بدر الغرباوى".جالسا على كرسيه ينفث دخان سيجاره الغالى يتذكر منظر ذلك الحارس وهو غارق في دماءه بعد ان اخبره انه فشل فى التخلص من "مريم العمرى" فهو كان يظن انه على وشك الايقاع به ولكن لم يحدث ذلك عندما دلفت سيلا الى مكتبه بتلك الملامح التى تدل على الفشل الذريع فى تحقيق أيضاً ما يريد علم انه سيسمع منها ما يزيد كرهه اكثر ل"ثائر"
بدر باستغراب:"سيلا مالك كده داخلة زى ما يكون ماتلك حد بشكلك ده"
سيلا:"ثائر عرف بموضوع الصفقة وطلب منى الغيها والا مش هيمولها"
بدر:"وهو مين اللى قاله اصلا على الموضوع ده يا سيلا"
سيلا:"ثائر مش نايم على ودانه دا بيعرف كل حاجة وهو قاعد فى مكتبه ولما حاولت اقنعه بالصفقة رفض"
بدر بابتسامة خبيثة:"وانتى يا حبيبتى مش عارفة تأثرى عليه بدلعك وجمالك ده"
سيلا:"مفيش حاجة بتأثر فى "ثائر" ابدا دا بيكلمنى بالحلال والحرام زى ما تقول كده عنده ثبات انفعالى"
بدر:"يعنى ايه الكلام ده امال انا عامل كل ده ليه وخليتك تقربى منه ليه مش علشان نضرب ضربتنا ونضيعه خالص واخلص منه هو وبنت اخوه"
سيلا:"اعمل ايه اكتر من اللى بعمله ثم انت حتى كمان معرفتش تخلص من مريم وجت البت اللى اسمها "وتين" دى وانقذتها"
بدر:"امال ايه فايدة جمالك ده كله يا سيلا مش عارفة تخليه رهن اشارتك وتخليه خاتم فى صباعك"
سيلا:"صدقنى لو "ثائر" عرف اللى بينى وبينك مش هيرحمنا يا "بدر" وهيخلص علينا دا غجرى وانا عرفاه ملوش عزيز ولا غالى غير بنت أخوه"
بدر:"وانا مش هسيبه فى حاله لازم اخلص القديم والجديد منه واصفى حسابى مع عيلة العمرى"
اقترب منها جذبها مرة واحدة حتى اصطدمت بصدره وضعت يدها تلقائيا حول عنقه تبتسم له ابتسامة مغرية
سيلا:"مش هتبطل القسوة دى يا بدر"
بدر:"مبقتش عجباكى قساوتى دلوقتى ولا الاستاذ" ثائر" بهت عليكى"
سيلا:"ثائر مبيقربش منى ولا بيلمسنى بيقول لما ابقى مراته وانت بقى هتخليه يتجوزنى انا كنت بأجل الجواز جايز نقدر ناخد منه اللى احنا عاوزينه قبل الجواز بس الظاهر مفيش فايدة"
بدر:"يبقى لازم تتجوزيه يا ما تخليه يكتبلك كل حاجة بيملكها ياما نخليكى ارملته وبرضه هتورثيه"
سيلابضحكة عالية:"انا مشفتش فى عقلك ده فى الشر انت ايه شيطان"
بدر:"بس لازم يا حبيبتى الجوازة تتم فى اسرع وقت"
سيلا:"بس هو مسافر وهيغيب شهر بحاله"
بدر:"يبقى لازم لما يرجع تتجوزوا انتى فاهمة يا "سيلا" لازم منضيعش الفرصة دى من ايدينا"
سيلا:"ماشى يا حبيبى هتجى عندى ولا انا اجيلك النهاردة"
بدر:"انتى عايزة ايه يا حلوة"
سيلا:"وحشتنى وعايزة اقعد معاك يا حبيبى شوية"
بدر:"خلاص هجيلك انا النهاردة بس حضريلنا سهرة محصلتش من سهراتك الحلوة"
تعالت صوت ضحكاتها التى ملأت المكتب وهى تحتضنه بكل جرأة وعدم خجل مما تفعله
***
تجلس امام شرفتها واضعة يدها على وجهها هائمة فى افكارها فغداً سيسافر ولن تراه لفترة طويلة كيف ستتحمل ذلك فمنذ ان اخبرها بموعد سفره وهو اصبح يتجنبها حتى لا يصدر منه فعل او قول يجعلها تستاء منه اكثر سمعت طرق على باب الغرفة ظنت ان القادم ربما تكون "مريم" او "حسنية" فلم تتحرك من مكانها فأذنت للطارق بالدخول
وتين:"ادخل"
انفتح الباب رأت الطارق هبت واقفة فالقادم لم يكن سوى زوجها نظر اليها وهى بتلك الحالة كانت لاترتدى حجابها فهذه اول مرة يراها بتلك الصورة ويرى تلك الخصلات الحريرية المسدلة على ظهرها وحول وجهها زاغت عيناها فى كل مكان ماذا تفعل الآن؟ قبضت بيدها على ملابسها كأنها تستمد قوتها
وتين بتلعثم:"ففى حاجة"
ثائر:"جيت علشان اسلم عليكى قبل ما اسافر الصبح"
وتين:"انت خلاص مسافر بكرة"
ثائر:"ايوة ميعاد الطيارة الصبح"
وتين:"تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله
ثائر:" الله يسلمك
لاحظت اقترابه منها وبدون مقدمات تناول يديها بين يديه شعرت برجفة تحتل جسدها ونبض عنيف فى قلبها وحرارة قوية تنبعث من وجهها
ثائر بتنهيدة:"وتين انا عايز اقولك متزعليش منى على اى حاجة عملتها وضايقتك وانا عارف ان انا ضايقتك كتير واتسببت فى دموعك وزهقتك برضه بس كل ده هينتهى لما ارجع ان شاء الله كل ده هيخلص"
وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة"
ثائر:"يعنى لما ارجع من السفر القرار اللى انتى هتاخديه انا هنفذهولك اى ان كان القرار اللى هتاخديه"
وتين:"وانت ليه بتقولى الكلام ده دلوقتى"
ثائر:"علشان عارف انك مبقتيش قادرة تستحملى تصرفاتى معاكى وانا كمان هتأخر فى السفرية دى شوية فأنتى هيبقى ليكى الحرية انك تفكرى براحتك وكمان هريحك منى شوية علشان تعرفى تفكرى بهدوء وتاخدى القرار اللى يريحك"
هى لا تريد تلك الراحة تريده ان يظل امام عيناها شعرت بالقلق من كلامه ولا تعرف هذا الخوف الذى سيطر عليها وجدت نفسها تسحب يدها من يده وتضعها حول عنقه واضعة رأسها على صدره تحتضنه بقوة فمن اين اتتها هذه الجرأة لتفعل ذلك ؟فعقلها لم يسعفها بشئ فهى تتصرف بدون وعى منها كأنها مغيبة عما حولها فكل ما يهمها الآن انها لا تريده ان يبتعد عنها حتى اذا وصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه
وتين:"ثائر متسافرش علشان خاطرى خليك معايا"
ثائر:"ليه مش عيزانى اسافر يا وتين"
وتين:''كلامك خوفنى مش عارفة ليه كأنك هتسافر وهتسيبنى فى الدنيا دى لوحدى ومش هيبقى ليا حد وهرجع وحيدة من تانى من غير سند"
هل ما يشعر به فى نبرة صوتها خوفاً عليه هل حقا هى يهمها أمره؟ وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه مقبلا لها بحب وشغف فربما لن تتاح له هذه الفرصة مرة أخرى لاحظ ترددها فى بادئ الأمر فهى تبادله العناق بخجل شديد كأنها تريد ان تتناسى نفسها فى أحضانه فكل حركة تردد منها تجعله يقترب اكثر يريد نزع ذلك التردد منها ان يجعلها ترغب به مثلما تحرقه رغبته فيها اراد ان تشعر بتلك النيران التى شبت فى جميع حواسه فالأن لن يستطيع ان يبتعد حتى وان كانت هى تريد ذلك ولكنها قد ارسلت عقلها فى سبات عميق لاتريده ان يستيقظ الآن تريد فى تلك اللحظة ان ما يتحكم بها هو قلبها وليس عقلها وهذا ما كان ثم لم يعد لديها اى مقاومة
لايصدق ما حدث فهى الآن بين ذراعيه تنام بكل تلك البراءة والهدوء فهى أصبحت زوجته قولا وفعلاً وهو حتى الآن لا يعرف كيف حدث ذلك فماحدث كأنه حلم كان يتمناه منذ دق قلبه لها اغمض عينيه بابتسامة عريضة على شفتيه يتذكر تلك اللحظات الرائعة والتى لم يتصور انها ستكون بمثل تلك الروعة فهى قد سلبته عقله بتلك البراءة التى تمتلكها وبذلك الخجل والجهل الذى تتعامل به فى اولى خطواتها فى حياتهم الزوجية فهو اصبح الآن عاشق متيم لتلك الفتاة الراقدة بين ذراعيه الآن قام بطبع قبلة على رأسها وهى غارقة فى احلامها غفى فى النوم هو ايضا وهى بين ذراعيه دافنة وجهها فى عنقه يشعر بحرارة انفاسها على عنقه ترسل رعشات يهتز لها قلبه بين ضلوعه
"فى الصباح"..فتحت عيناها ببطئ وجدت نفسها فى أحضانه سحبت نفسها بخجل شديد وتمنت أن لا يفيق الآن فظلت تأنب نفسها لماذا انجرفت وراء مشاعرها ؟ فالأن عاد اليها عقلها بعد ان كانت قامت بالغاءه ليلة أمس فقلبها حرضها على الاستسلام له لتنعم بشعور القرب منه ولكن اثناء انسحابها سمعت صوت همهمة صادرة منه اقتربت منه لكى تتبين ما يحدث نفسه بها فى احلامه
ثائر:"متسبينيش خليكى معايا لاء استنى "سيلا" سيلا"
كأن احد صفعها بكل قوة على وجهها هل ما حدث بينهم لم يكن سوى رغبة رجل فى امرأة فقط و أن "سيلا" هى من تحتل تفكيره ويذكرها فى أحلامه جرت على الحمام قامت بتشغيل المياة تتساقط بقوة على رأسها وجسدها تحاول كتم صوت بكاءها وشهقاتها التي كانت تمزق نياط قلبها
وتين بدموع:"انا اللى غبية غبية انتى ليه مفكرة انه ممكن يحبك او يفكر فيكى تطلعى ايه شوفتى وصلتى نفسك لايه محدش هيبقى خسران غيرك وهو هيروح ويشوف حياته معاها وانتى هتفضلى كده متشعلقه فى حبه ومش طيلاه"
جلست على ارضية الحمام شعرت انها لن تستطيع الصمود اكثر من ذلك وضعت رأسها بين ركبتيها لتكمل بكاءها ولوم نفسها وتأنيب ضميرها الذى بدأ ينهش قلبها وعقلها الآن.استيقظ ثائر من النوم نظر بجواره فلم يجدها فأين ذهبت؟ سمع صوت الماء فى الحمام نظر الى الساعة وجد انه يجب ان يسرع حتى يستطيع اللحاق بطائرته قام من على السرير ارتدى ملابسه ذهب الى الغرفة التى يقيم فيها دخل الى الحمام لاخذ شاور سريع خرج ارتدى ملابسه أدى صلاته كانت جميع اغراضه تم ترتيبها بعد ان انتهى هبط الى اسفل كانت "وتين' انتهت وهبطت هى الأخرى لتناول الافطار مع "مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"صباح الخير"
وتين ومريم:'صباح النور"
تحاشت النظر اليه فهى لا تريد ان تتذكر ماحدث بينهم جلست تتصنع البرود اصابه التعجب من صنيعها فهو يتذكر كيف كانت بين يديه فكانت مثل قصيدة من الشعر العذب فهو الدنيا لا تسعه من شدة سعادته ان "وتين" اصبحت ملكه قولا وفعلا وان لم يكن عليه المغادرة الآن كان ظل بجوارها يكتشف خباياها التى لا تكف ليلة واحدة لاكتشافها فما اجمل ان يكون هو زوجها وملقنها فنون الحب والعشق فهى كصفحة بيضاء اللون وسوف يدون بها كل تلك الاحاسيس والمشاعر التى لم يشعر بها مع احد غيرها سيخبرها بما فعلت به بتلك البراءة التى تمتلكها سيخبرها ان قلبه أصبح الآن ملك لها هى فقط هى من تسكنه وستظل ساكنته لما تبقى من حياته ولن يأخذ احد غيرها هذا القلب الذى كان بات يصدق انه من ثلج ولكن جاءت تلك الفتاة بحرارة عشقها تذيب ذلك الثلج الذى كان يحيط قلبه فقلبه اصبح الآن يتوقد بحرارة الحب والعشق
ثائر:"انا لازم امشى دلوقتى حالا فخلوا بالكم من نفسك ماشى"
مريم:"تروح وترجع بالسلامة يا عمو خلى بالك من نفسك انت كمان"
ثائر:"تسلميلي يا حبيبتى"
وتين ببرود:"مع السلامة تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله"
ما هذا البرود الذى يكتنف صوتها وتصرفاتها هذا الصباح فكرا قليلا هل ندمت على ما حدث بينهم ؟هل هو من احرجها واجبرها على ان تتقبله كزوج ؟هل كانت تريد ان تبقى الامور بينهم بدون ان يحدث ذلك لعل عندما يحين موعد انفصالهم تكون قد احتفظت بقلبها وجسدها للشخص الآخر الذى سترتبط به بعد منه ...شخص آخر فهو سيمحى من الوجود اى شخص يفكر فى اخذها منه او ابعادها عنه فليس بعد ان اتحدت روحه بروحها تنفصل عنه وتبتعد فهو لن يتحمل ذلك فهى له وستظل له حتى اخر نبضة من نبضات قلبه ...قلبه الذى كان يظن انه لن يغرم ويعشق فى يوم من الأيام ولكن جاءت تلك الفتاة كاسرة كل القواعد والحدود التى رسمها لنفسه لتجعله عاشق لها راغبا بها بشدة اصبح لديه هوس بامتلاكها قلبا وجسدا وروحا
ثائر:"الله يسلمك تحبوا اجبلكم ايه معايا عايزة ايه يا مريم"
مريم:"عيزاك ترجعلنا بالسلامة ومفيش مانع اى هدية حلوة منك كده ههههه"
ثائر:"هههه بس كده من عنيا الاتنين"
مريم:"تسلملى عينيك يا عمو"
ثائر:'وانتى عايزة ايه يا "وتين' اجبهولك انتى كمان"
وتين بضيق:"مش عايزة منك حاجة شكراً متشغلش نفسك بيا"
قبل ان يرد عليها سمع صوت "رمزى" وهو أتى من الخارج يريده ان ينتهى حتى يستطيعوا اللحاق بالطائرة
رمزى:"ما يلا يا عم الحلو الطيارة هتفوتنها هتقضيها وداع
سلام يا "وتين" سلام يا مريم"
وتين:" الله يسلمك يا رمزى"
مريم بكسوف:"لله يسلمك يا رمزى تروحوا وترجعوا بالسلامة ان شاء الله"
رمزى بهيام:"تسلملى دعواتك الحلوة اه و ادعيلى ارجع بقى ونكتب الكتاب"
شعرت مريم بالخجل نظرت الى الارض وهو لا يريد ان يتحرك من مكانه بعد رؤيتها بهذا الخجل
ثائر:"يلا بينا يا رمزى"
خرج من المنزل يشعر بالضيق من اسلوب "وتين" فى كلامها معه لماذا تتحدث بهذه الطريقة ؟فهو كان يتخيل ان تودعه وداعا خاصا قبل سفره ولكن كلامها معه ببرود وضيق كأنها تريد الخلاص منه في اقرب وقت وبأى طريقة كأنها لاتريد ان ترى وجهه بعد الآن
رأته يخرج من المنزل لم تستطيع منع دموعها التى تساقطت على وجنتيها فهى كانت تريد توديعه بشكل لائق ولكنها لم تستطيع بسبب صدمة ماحدث منه هذا الصباح
وتين بهمس ودموع:"تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى فى حفظ الله ورعايته وترجع بألف سلامة"
"فى المطار"
وصل "ثائر" و"رمزى" الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ "رمزى" سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:"مالك يا" ثائر" فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة"
رمزى:"متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة"
ثائر:"لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء"
رمزى:"عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط"
ثائر:"كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين"
رمزى:"متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل"
ثائر بتفكير:"تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية على ايه"