رواية أسير عينيها الفصل الثمانون 80 الجزء الرابع بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها

الفصل الثمانون 80 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال

فزع كلمة هينة للغاية عن ذلك الشعور القاتل الذي أصاب قلبه فتت روحه بعثر شتات نفسه وهو يري صغيره يتهاوي ارضا يرتوي العشب تحته بدمائه المراقة غدرا، صدمت جمدت جسده ينظر بأعين شاخصة فزعة لكفي يديه التي تغرقهما دماء طفله الصغير، صرخة ابنته باسم كان ناقوس الخطر الذي انتشله من حالة الفزع تلك، ارتمي علي ركبتيه جوار جسد ادهم يحتضن رأسه بين احضانه يصرخ فيه فزعا:

- أدهم، أدهم، أدهم فتح عينيك يا أدهم، أدهم.


فتح الأخير مقلتيه بقدر ضعيف للغاية ابتسم لتنساب الدماء من بين شفتيه رفع كفه يمسك بأصابع يد والده يتمتم مبتسما بصوت خفيض بالكاد سمعه حمزة:

- فاكر يا بابا لما قولتلي زمان واحنا بتدربني علي ضرب النار، ما تخافش من صوت الرصاص يا أدهم، الرصاصة اللي هتموتك مش هتسمع صوتها، كان دايما حق، أنت دايما عندك حق...

بدأت نبرته تتقطع يخرج صوت هامس مرتجف:

- اااا نن ااا، اااا سسس ف، سسسس ااا مح ن...


ولم يستطيع أن يكمل حرف جملته الأخير اغمض عينيه لترتخي يده الممسكة بيد والده توسعت عيني حمزة فزعا تسكب الدموع بلا توقف يصرخ مرتعدا:

- اااادهم، اادهم

لحظات واندفعت مايا كسهم منطلق ناحيتهم قبضت علي تلابيب ملابس ادهم تهزه بعنف تصرخ بجنون:

- اااااادهم، رد عليا يا ااااادهم، مش هتموت يا اااادهم.


استجمع حمزة آخر ذرة ثبات باقية في روحه قام يحمل جسد ادهم بمشقة يتحرك به مهرولا الي سيارته تركض مايا خلفه تحاول مساعدة أبيها، بدور تقف هناك اصابتها الصدم بخرس تنظر لما يحدث بأعين مدهوشة فزعة، هرولت ناحية غرفة الحارس، تخبره أن يساعد حمزة، ما إن دخلت الي الغرفة وضعت يدها علي فمها تكبح صرختها الفزعة حين رأت الحارس ملقي أرضا تنساب الدماء من رأسه، التفت برأسها ناحية حمزة لتعاود النظر للحارس لا تجد ما تقوله، شلت الصدمة لسانها ارتجف جسدها بعنف من هول ما يحدث، لم تجفل سوي علي صوت سيارة حمزة التي اسرعت تشق غبار الطريق ووقفت هي أمام جسد الحارس الملقي أرضا لا تعرف حتي ما تفعل.


علي صعيد آخر في منزل جاسم الشريف، في حديقة المنزل تحديدا، لم يزر النوم جفنيها سوي اقل القليل حين اغمضت عينيها ليلا رأت صورته تتجسد أمامها وهو يحتضن تلك السيدة مشهد لن يخرج من قلبها ابدا، شدت قبضتيها تحاول حتي البكاء لا شئ، عينيها ترفض أن تزرف دمعة واحدة، قلبها لا يتوقف عن الصراخ من الألم، بينما عقلها ساكن تماما متعب، لا يرغب حتي في أن يفكر فيما سيحدث قادما، والعجيب في الأمر أنها لم تشتاق إليه، وكأن عشقه بالكامل اُنتزع من جسدها بأكمله، ولكن لما يظل قلبها يصرخ، كلما مر ذلك المشهد أمامها ربما هو جرح انوثتها الذي لن يندمل، تكاد تجن، تشعر بمخالب حادة تمزق روحها كلما جاءت صورته أمام عينيها، شدت علي أسنانها بعنف لتنساب فقط دمعة واحدة من مقلتيها، دمعة تمردت علي الجميع ونزلت تروي خديها بنيران الخذلان والهزيمة.


لم يكن الابنة أفضل إطلاقا من حال الأم، في غرفة لينا السويسي بالأعلي تحركت تزرع الغرفة ذهابا وايابا تقبض يسراها تشد علي خصلات شعرها باليمني، تكاد تمزق شفتيها من كثرة العض عليها غيظا، تلك الصفراء هي من رأتها من قبل، جاءت معه يقول أنها خطيبته والادهي ترتدي ملابسها تتحرك بإريحية وكأنها مالكة المنزل، ستبيت في نفس المنزل مع والدها وزيدان، خطيبته اذا تلتصق به كالغراء، لاء هي ليست كذلك بالطبع ليست، زيدان يقول تلك الكلمات حتي تصل إليها، يظن أنه سيغظيها بتلك الخدعة القديمة التي استخدمها والدها قبلا لن يحدث، لن تقع فريسة فخه بتلك السهولة، وقفت في منتصف الغرفة تتنفس بعنف تصيح بصوت حاد غاضب:.


- انا هوريها ازاي تدخل اوضتي وتلبس هدومي، أكيد فيلم عامله زيدان باشا، فاكر أنه كدة هيخليني اغير عليه دا بعده، أنا هوريكوا

هرعت إلي دولاب ملابسها انتشلت اول ما وقعت عينيها عليه، لتهرع الي المرحاض تبدل ثيابها، خرجت بعد لحظات تلملم خصلات شعرها في دائرة كبيرة فوق رأسها، التقطت حقيبة يدها تتحرك لأسفل سريعا نزلت درجات السلم تركض فتحت باب المنزل تمد بخطواتها الي الخارج، وقفت حين سمعت صوت والدتها تسألها:.


- رايحة فين يا لينا، بتجري ليه كدة

التفتت خلفها لتري والدتها، تنهدت حزينة تنظر لإنطفاء مقلتيها ابتسامتها الشاحبة قسمات وجهها المجهدة، تحركت للخلف بدلا من الأمام، جلست علي المقعد جوار والدتها تنهدت ألما تربت علي يد والدتها تسألها قلقة:

- ماما انتي كويسة

ابتسمت لينا ابتسامة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، لتزفر الاخري حزنا تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لها:.


- لا يا ماما مش كويسة، ماما انتي عارفة أن أنا اكتر واحدة رافضة معظم تصرفات بابا خصوصا تحكمه الزيادة في كل حاجة في حياتنا، بس دا ما ينفيش ابدا اني عارفة أنه بيحبنا اوي، وخصوصا أنتي أنا عارفة بابا بيحبك قد ايه، بابا بيحبك أكتر من الكل، أكتر مني أنا بنته اللي من دمه، انا ما ببررش ليه، بس أكيد في سبب بابا مستحيل يتجوز عليكي، الا لو في سبب قهري خلاه يعمل كدة...


ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي لينا الشريف تحرك رأسها نفيا ابتعدت بعينيها عن ابنتها تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ، تهمس بجملة واحدة:

- انتي كنتي عارفة أن حسام اخوكي مش كدة

حمحمت الاخري متوترة بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تهمس مرتبكة:

- ايوة

توسعت عيني لينا في ألم التفت برأسها ناحية ابنتها تنظر لها مصدومة تهمس لها بحرقة:

- وليه خبيتي عليا ليه ما قولتليش.


ازدردت لينا لعابها مرة أخري، لا تعرف حقا ما تقول لتواسي والدتها تنهدت تسترسل بنبرة كسيرة خفيضة:

- يا ماما أنا ما عرفتش غير بعد، أنا قصدي عرفت صدفة وأنا في المستشفى بعد اللي حصلي لي من زيدان

اغمضت لينا « السويسي » عينيها بألم ليمر في رأسها تلك الذكري المريرة، ارتجفت نبرتها تعاود ما تقول:.


- حسام هو اللي عالجني، لولا وجوده جنبي وقتها كنت أكيد هموت، كنت مرعوبة منه يقرب مني بعد اللي حصلي من زيدان، فقالي الحقيقة وأنه اخويا، وبعدين بابا طلب مني اني ما قولكيش لحد ما يمهد ليكي الموضوع

ادمعت عيني لينا وهي تسمع من فم ابنتها حزنا عليها لتسارع تجذبها الي أحضانها تعانقها بقوة شدت لينا علي جسد والدتها تغمر رأسها بين أحضانها، لتسمع والدتها تتمتم بصوت خفيض باكي:.


- أنا آسفة اني وافقت علي جوازك من زيدان وفضلت اقنعك توافقي، ما كنش اعرف اني كدة بكرر نفس اللي حصلي زمان معاكي، سامحيني يا بنتي أنا آسفة

ابتسمت لينا ابتسامة باهتة تبتعد عن أحضان والدتها تمسح من سقط من دموعها برفق تغمغم بمرح باهت:

- المكتوب علي الجبين يا ماما، أنا هروح مشوار سريع مش هتأخر، سلام

قامت لينا تقبل جبين والدتها لتبتسم الأخيرة يآسه تتمتم مع نفسها يآسة:.


- نسخة من أبوها لما يكون خارج يعمل مصيبة يقولي رايح مشوار سريع، ويبوس راسي، يا تري رايحة تعملي ايه يا لينا

استقلت لينا سيارة اجري تملئ للسائق العنوان الذي لا يستغرق سوي دقائق قليلة من منزل جدها، ربما تعمد جاسم شراء منزل قريب من ابنته، حتي يكون جوارها بأكبر قدر ممكن...


ما هي الا دقائق ووقفت سيارة الاجري أمام منزل والدها، نزلت تعطي للسائق، فتح لها الحراس الباب لتتوجه الي الداخل مشت عبر الحديقة الي باب المنزل الداخلي اخرجت مفتاحها تضعه في قفل الباب، فتحت بهدوء شديد ليقابها صمت مخيف، لا صوت لا حركة، ربما لأن الوقت لا يزال باكرا فالجميع نيام، تحركت بخفة تصعد إلي الأعلي، توحشت قسمات وجهها في شراسة، تبحث عن تلك الشقراء، توجهت مباشرة الي غرفتها فتحت بابها تخطو الي الداخل لتتوسع عينيها تتأجج غضبا، تلك الصفراء تنام بإريحية شديدة علي برأسها ترتدي أحدي منامتها الصيفية، شدت علي أسنانها بعنف لتقترب منها مندفعة قبضت علي خصلات شعرها تصيح فيها بشراسة:.


- انتي يا بتاعة أنتي، أنتي مين ومين دخلك هنا، انتي كدة حرامية أنا هوديكي في ستين داهية

استيقظت انجليكا فزعة تشعر بألم بشع جراء امساك لينا لخصلات شعرها صرخت من الآلم تصيح فيها بحدة:

- What are you doing , are you crazy

اشتعلت عيني لينا غضبا لتلقي حقيبتها أرضا تهمس متوعدة:

- أنا هوريكي جنان عيلة السويسي علي أصوله.


اندفعت لينا تحاول ضرب انجليكا كانت فقط كانت تظنها فتاة مدللة هشة كلعبة باربي صغيرة، توسعت عينيها في دهشة حين دفعتها انجليكا بعنف مخيف تصيح فيها محتدة:

- Don t touch me

دفعتها لينا بعنف لتسقط انجليكا علي الفراش تصيح فيها بشراسة:

- انتي بتزقيني با بتاعة انتي، امشي اطلعي برة اوضتي برة.


في اييه، ايييه اللي بيحصل هنا، صدح صوت خالد الغاضب من عند باب الغرفة المفتوح، ليأتي زيدان يتبعه حسام يركضان ناحية مصدر الصوت الجميع يتسأل:

- في ايه يا خالي، ايه اللي حصل يا بابا

وقبل أن ينطق أحدهم بحرف قفزت انجليكا من مكانها تهرول ناحية زيدان احتضنت ذراعه تخفي وجهها داخل صدره تغمغم مرتجفة:

- زيدان، آبدها آني زيدان، ضربتني وشدت شآعري وأنا نايمة زيدان، أنا مش آملتلها هاجة.


وحقا لم يصل لاذن زيدان حرف واحد مما قالت، خرجت عقله عن حيز الزمان والمكان، حين رآها تقف أمامه، فراق قصير أشبع قلبه شوقا إليها، عادت دقات قلبه تؤلمه من عنف طرقاتها تاهت عينيه يسبح في قسمات وجهها يرتوي حد الشبع وقلبه لا يعرف معني الشبع في عشقها، يظل شريد جائع لا يرتوي الا بها، كم رغب في تلك اللحظة أن يهرول إليها ينطفئ نيران قلبه بعناق قلبها، كور قبضته يشد عليها بعنف حين مر فجاءة في رأسه جملتها « بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمت » كيف نسي قلبه الأحمق أنها قد نسيته من الأساس وعلي أعتاب الزواج من غيره بمنتهي البساطة وكأنها لم تحبه يوما، حمحم بعنف يبتعد بعينيه عنها رفع يده الاخري يربت علي رأس انجليكا برفق نظر لخالد يردف متضايقا:.


- جري ايه يا خالي، أنا جايبها تضرب في بيتك

نظر خالد لزيدان محتدا من التصاق تلك الفتاة به وعدم إبعاده لها عنه، ليعاود النظر لابنته حمحم يردف غاضبا:

- ايه يا لينا اللي انتي عملتيه دا، وبعدين انتي جيتي امتي...

توسعت عينيه فزعا في اللحظة التالية ليقترب منها سريعا أمسك بذراعيها يسألها قلقا:

- لينا كويسة...

حركت رأسها إيجابا تنظر لتلك التس تلتصق بذراع زيدان بغل شديد يكاد يحرقها، تنهد خالد براحة يتمتم محتدا:.


- اللي خلاكي تضربيها بقي

ابعدت لينا ذراعيه عن يدي والدها تكتفهم أمام صدرها نظرت لتلك الفتاة بشراسة لتعاود النظر لوالدها ابتسمت تردف ببساطة:

- أنا دخلت اوضتي لقيتها لابسة هدومي ونايمة علي سريري وحضرتك عارف اني ما بحبش حد ياخد حاجتي

شددت علي كلمتها الأخيرة ليبتسم خالد ساخرا فهم جيدا لما ترمي ابنته، كتف هو الآخر ذراعيه امام صدره العريض يتمتم ساخرا:.


- تقومي ضرباها ونعمة التربية اللي ما عرفتش اربيها بصراحة، اعتذري منها حالا يلا

توسعت عيني لينا في حدة تعتذر من تلك الصفراء لن يحدث أبدا، لن تسمح لها بالانتصار عليها ابداا، بعيدا يقف حسام يبتسم يآسا، شقيقته تغار يري ذلك جيدا في عينيها في نظراتها التي تحاول استراقها ناحية زيدان، في نظراته المشتعلة ناحية انجيلكا، تدخل لينقذها من ذلك الموقف اقترب منهم يلف ذراعه حول كتفي لينا ابتسم ابتسامة باهتة يتمتم:.


- خلاص يا بابا حصل خير...

التفت ناحية زيدان وانجيلكا يعتذر مبتسما:

- أنا آسف يا انجليكا بالنيابة عن لينا..

ابعدت انجليكا وجهها عن ذراع زيدان التفتت ناحية حسام تبتسم إبتسامة صغيرة ناعمة تحرك رأسها إيجابا، لتشتعل لينا غيظا كم أرادت أن تنقض عليها وتمزق تلك الابتسامة اللعوب من فوق شفتيها، حمحم خالد بخشونة يجذب انتباههم إليه:

- خلاص كل واحد يروح اوضته

انتفضت لينا من جوار حسام تصيح محتدة:.


- البتاعة دي تخرج من اوضتي ما تفضلش فيها ثانية واحدة وتقلع هدومي أنا بتقرف

شهقت ناعمة حزينة خرجت من بين شفتي انجليكا نظرت لزيدان بأعين دامعة واسعة كجرو صغير برئ غمغمت حزينة:

- أنا بتآة، يآني إيه بتآة زيدان.


انفجر خالد ضاحكا ليشاركه حسام في الضحك بينما تقف لينا تنصهر غيظا، ضم زيدان شفتيه يمنع نفسه بصعوبة من الضحك حمحم بقوة يحاول بشتئ الطرق الا يضحك، يتذكر أحد مشاهد المسلسل قديم شهير للغاية حمحم يتذكر رد البطل ليخبرها بهدوء وهو بالكاد يمنع ضحكاته:

- something good.


تعالت ضحكات خالد من جديد ليضرب حسام كفا فوق آخر يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، اما انجليكا فابتسمت باتساع التفتت للينا تنظر لها تقول مبتسمة:

- thank you أنتي كمان بتآة آلي فكرة

وقع حسام علي ركبتيه ارضا تنساب دموعه مما قالت تلك الشقراء توا خاصة مع نظرات عيني لينا المشتعلة أما خالد فلولا كبريائه لسقط جوار ابنه ينفجر هو الآخر ضحكا علي ما يحدث غمغم حسام من بين ضحكات الصاخبة:.


- يا عم ابقي هاتها كل يوم يا عم

نظرت لينا لحسام في غيظ تشد علي أسنانها لتركله في ساقه بعنف تأوه ينظر لها متألما مسد قدمه يهمس حانقا:

- طب هي متغاظة أنا مالي ما عرفتش تتشطر علي الحمار بتتشطر علي البردعة، يعني ايه بردعة اصلا.


قاطع الصمت صوت رنين هاتف خالد التقطه من جيب بنطاله ليظهر رقم المستشفي نظر لحسام للحظات قلقلا يتمني أن يكن الأمر علي ما يرام حتي لا تختفي تلك الضحكات التي تزين ثغر صغيره، تنهد قلقا فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يتمتم:

- السلام عليكم

سمع الطرف الآخر يجيب بلباقة:.


- عليكم السلام خالد باشا، أنا دكتور منير. حضرتك مستشفي بتاعت لندن اتواصلت معانا وبلغتنا أن الطيارة هتبقي جاهزة لاستقبال الحالة بعد ساعتين في مطار القاهرة الدولي

تنهد بارتياح يحرم رأسه إيجابا يردف:

- تمام هكون عندك في أسرع وقت

اغلق الخط يلتف لهم ليري حسام يقف أمامه مباشرة ينظر له قلقا حرك رأسه نفيا يبعد أي فكرة سيئة عن رأسه يهمس بصوت خفيض خائف:

- دي المستشفى صح، ماما كويسة مش كدة هي كويسة.


ابتسم خالد يحرك رأسه إيجابا مد يده يربت علي وجه صغيره قص له ما قاله الطبيب ليغمغم حسام متلهفا:

- أنا هسافر مع والدتي مش هسيبها لوحدها

جاء صوت زيدان من خلفهم يغمغم في حدة:

- وأنا هسافر مع حسام

التفت حسام لصديقه يحرك رأسه نفيا يرفض ما يقول:

- أنت عبيط يا إبني تروح فين، هتوقف شغلك وحياتك عشان خاطري

ترك زيدان انجليكا تقدم يقف أمام حسام أمسك بذراعيه يغمغم مبتسما:

- واضحي بحياتي عشان خاطرك يا صاحبي.


ادمعت عيني حسام ليعانق صديقه بقوة للحظة فقط قبل ان يجفل كلاهما علي صوت تصفيق بطئ تلاه صوت خالد الساخر:

- تراني اتأثرت والله، حلو اوي فيلم سلام يا صاحبي الجزء الثاني دا بدل بركات ومرزق زيدان وحسام، لا انت ولا هو هينفع تسافروا، الباسبور والتأشيرة والطيارة كل دا راح فين يا باشا إنت وهو

التفت حسام لأبيه اقترب منه يمسك بكف يده يترجاه متلهفا:.


- بابا أنت تقدر تعمل كل دا بمكالمة تليفون، ارجوك أنا مش هينفع اسيب والدتي

اقترب زيدان من صديقه وقف جواره يتمتم في هدوء:

- وأنا مش هينفع اسيب حسام لوحده.


زفر خالد حانقا من أفعالهم، كاد أن يصيح فيهم أن يتوقفوا عن أفعال الاطفال تلك، ليتوقف يتذكر محمد صديقه منذ ولادته تقريبا، لولا محمد لكان سقط كثيرا، محمد دائما كان الذراع التي يستند عليها في أصعب أوقاته وزيدان وحسام كل منهما ذراع الآخر الآن تنهد يحرك رأسه إيجابا:.


- حسام هتطلع علي المستشفي، ادي الباسبور بتاعك لزيدان، زيدان هتاخد الباسبور بتاعك وبتاع حسام وهتطلع علي (، ) هيخلصلكوا الدنيا أنا هكلمه دلوقتي، بسرعة يلا الطيارة فاضل عليها أقل من ساعتين

تحرك حسام سريعا من الغرفة، وزيدان خلفه قبل أن يخرج وجد أحدهم يمسك بيده نظر للفاعل لتتوسع عينيه في دهشة، انجليكا نسي أمرها تماما، قبضت علي ذراعه تسأله خائفة:

- وأنا زيدان، أنت هتسيب أنا، أنا اايزة اسافر مآك.


تنهد لا يعرف ما حل تلك الورطة التي وقع فيها

دون إرادته، أمسك بكف يدها يجذبها خلفه يتمتم مبتسما:

- تعالي معايا يا انجليكا

تحرك زيدان بصحبة تلك الشقراء للخارج، تحت نظرات لينا القاتلة، التفتت لوالدها لتراه يتحدث في الهاتف تبدو أنها مكالمة مهمة جداا، تحركت ساقيها تبحث عنهم

عند نهاية الممر الطويل وقف زيدان أمام انجليكا يحجبهم عن الرؤية عمود ضخم من الجرانيت الأبيض عقد زيدان ذراعيه امام صدره يغمغم متضايقا:.


- انجليكا ما ينفعش تسافري معايا بأي حال من الأحوال

قطبت جبينها حزينة ودمعات خفيفة نزلت من مقلتيها:

- ليه زيدان أنا آيزة سافر مآك، أنت ليه قول لاء

خرجت منه ضحكة خافتة يحرك رأسه يآسا من تلك الطفلة، حمحم في خشونة يردف بحزم:.


- انجليكا إحنا هنا في مصر بلد شرقي ليه عادات وتقاليد، يعني سافرك معايا من الغردقة لهنا وكون تباتي في نفس المكان اللي أنا فيه، أو في رجالة غريبة عنك دا غلط، ما ينقعش يا انجليكا اخدك معايا وأنا مسافر، أنا آسف بس إحنا ما فيش بينا اي رابط

قطبت جبينها تسأله متعجبة:

- يآني ايه رابط زيدان

ضحك بخفة تنهد يردف مبتسما:

- يعني ما فيش بينا اي علاقة تربطنا يا انجليكا.


حركت رأسها نفيا بعنف قطبت جبينها محتدة تمسك ذراعه بكفيه تغمغم سريعا بوله:

- لا فيه، أنا بهبك، بهبك يا زيداني

وضعت يدها علي فمها تمنع صوت شهقة حادة كادت أن تنبثق من بين شفتيها تلك الصفراء تحبه، اخيرا وجدتهم لما يقف بها هناك مختفيان عن الرؤية شدت علي يسراها تغرز أظافرها في كفها بعنف تتنفس بحدة، بالطبع زيدان سيرفض حبها، زيدان يحبها هي مهما حدث، هوي قلبها أرضا تفتت لشظايا قاتلة حين سمعته يهمس لها:.


- وأنا كمان بحبك يا انجليكا بحبك اوووي

حركت رأسها نفيا بعنف تنفي ما سمعت اذنيها توا، يحبها بتلك البساطة نسيها وأحب غيرها، وهي الحمقاء التي أكلها الندم علي عدم إعطائه فرصة أخري، كبحت دموعها بعنف لن تبكي من باعها ابدا، سمعت صوت صيحة الفتاة السعيدة، لتبتعد هي للخلف تهرب مما سمعت، من المكان بأكمله

بينما صاحت انجليكا سعيدة حين سمعت اعترافه بعشقها رمت جسدها بين أحضانه تتمتم فرحة:

- بجد زيدان أنت بتهب أنا.


اختنق من عنف عناقها ليبعدها عنه يسعل بخفة حرك رأسه إيجابا يتمتم مبتسما:

- ايوة يا انجليكا بحبك، بس زي أختي

As my sister عشان تفهيمها بشكل اوضح، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس اني مسؤول عنك كأنك بنتي او أختي الصغيرة

كسي الوجوم ملامحها مطت شفتيها بحركة حزينة حركت رأسها نفيا بعنف فتحت فمها تريد أن تتحدث ليبادر زيدان قائلا بتلهف:

- انجليكا أنا كدة هتأخر في عربية بسواق تبع خالي هترجعك الغردقة، ماشي.


اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا بحزن طفي فوق قسمات وجهها، رفعت وجهها قليلا تهمس له حزينة:

- أوادني أنك هتقولي أنت هتيجي امتي من السفر.


ابتسم يحرك رأسه إيجابا، بعد قليل كانت انجليكا تجلس في احدي سيارات خالد، اخرجت رأسها من نافذة السيارة تلوح لزيدان بحرارة تبتسم له، ليعطيها شبح ابتسامة صغيرة يلوح لها وداعا بخفة، غادرت السيارة المكان التفت ليغادر هو ليراها تقف خلفه لا يفصلهم سوي خطوتين علي الأكثر، كور قبضتيه يشد عليها بعنف كأنها مكابح تكبح زمام مشاعره الجارفة تهدجت أنفاسه يبعد مقلتيه عنها رغما عنه قبل أن ينطق بحرف سمعها تتمتم ساخرة:.


- واضح أنك بتحبها أوي

قطب جبينه متعجبا للحظات لا يفهم عن من تتحدث، قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه، توجه بعينيه لها رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يردف:

- ما اعتقدش إن دا شئ يفرق معاكي، أحبها او لاء، كل اللي بينا خلص خلاص

رفعت رأسها لأعلي قليلا بإيباء تحركها إيجابا تبتسم متهكمة تردف بلامبلاة:

- أكيد خلص، بس Really، ذوقك مش حلو

حرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول يردف ساخرا:.


- عندك حق هو فعلا مش حلو بس، دا حلو أوي، عن اذنك.


تجاوزها مغادرا المكان بالكامل وقفت هي مكانها أنفاسها تغلي علي مرجل الغضب، وجهه اشتغل بنيران الغيرة قلبها ينفجر من الغيظ والألم!، رؤيته بعد طول غياب داعبت اوتار قلبها بلحن حاني حزين، لحن تقطعت اوتاره بما سمعته يقول، بتلك البساطة أحب اخري، ضحكت ساخرة علي حالها ولما لا يفعل، أليست تقريبا علي وشك الزواج من آخر، عادت ادراجها للداخل لتجد والدها يجلس علي احدي المقاعد أمامه كوب قهوة، البيت خلي من الجميع عداه هو والخدم، اقتربت تجلس علي مقعد قريب منه ليعتدل يستند بمرفقيه علي فخذيه يسألها قلقا:.


- لينا عاملة إيه طمنيني عليها

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تغمغم متعجبة:

- هتكون عاملة إيه يعني بعد ما عرفت أن حضرتك متجوز عليها اكيد متدمرة، ما اعتقدش أنها كلت او شربت اي حاجة من إمبارح، ليه يا بابا، ليه تعمل كدة فينا كلنا

تسارعت دقات قلبه قلقا، أغمض عينيه يشد عليها، يتخيل حالها الآن بالطبع أبشع ما يكون، هب واقفا يغمغم سريعا:

- قومي يلا هنروحلها.


تحرك للخارج سريعا وخلفه ابنته ما أن فتح باب المنزل توسعت عينيه فزعا حين رأي بدور تقف أمامه، منظرها مروع بشع صاح فيها قلقا:

- بدور في ايه انتي عاملة كدة ليه؟!


عودة إلي أسيوط في منزل الشيخ طاهر، نظر رشيد في ساعة يده قلقا، الساعة اقتربت من الحادية عشر ظهرا، نظر لغيث النائم علي المقعد المجاور له، ليقترب من جاسر يهز جسده برفق يحاول إيقاظه بخفة:

- جاسر، جاسر اصحي يا إبني، جاسر فوق.


شيئا فشئ بدأت جاسر يحرك مقلتيه فتح عينيه بقدر ضئيل نظر لوالده يبتسم ابتسامة شاحبة متعبة، يشعر بألم بشع يطرق في رأسه استند علي مرفقيه يحاول أن يعتدل في جلسته، ليسنده رشيد سريعا الي أن اعتدل جالسا يقطب جبينه متعجبا ينظر حوله لذلك البيت يعرفه شكلا، عاد ينظر لوالده يسأله متعجبا:

- في ايه يا بابا هو مش دا بيت الشيخ طاهر بردوا احنا هنا بنعمل إيه.


استيقظ غيث علي صوت جاسر يحرك عظام رقبته المتيبسة نظر ناحية جاسر يغمغم بصوت مرِح ناعس:

- حمد لله علي السلامة يا عم، حرام عليك دا أنت عيشتنا ليلة ولا افلام الرعب، أنا بقيت مرعوب يطلعلي عفريت من تحت الكرسي دا

ضحك رشيد بخفة يصدم غيث برفق علي رأسه يغمغم:

- هيطلعلك عفريت في بيت شيخ الجامع يا أهبل

جاسر ينظر لهم متعجبا لا يفهم حقا ما يحدث حمحم يسألهم متضايقا:

- ممكن تفهموني أنا هنا ليه، انا مش فاكر حاجة خالص.


أنا هفهمك يا جاسر، حمد لله علي سلامتك الأول...

جاء صوت الشيخ طاهر من عند باب الغرفة المفتوح من الداخل، التفت الجميع إليه ليبتسم طاهر دخل يحمل صينية طعام متوسطة الجحم وضعها علي الطاولة الصغيرة أمامهم يقول مبتسما:

- يلا بسم الله لقمة هنية تكفي مية زي ما بيقولوا

جلس طاهر جوار جاسر علي الأريكة ليلتفت جاسر له يغمغم في ضيق:

- أنا مش عايز أكل أنا عايز افهم أنا مش فاكر حاجة خالص.


ربت طاهر علي يد جاسر يغمغم مبتسما بصوت هادئ:

- سمي الله وركز وحاول تفتكر

قطب جاسر جبينه يحاول تذكر ما حدث لما ذاكرته بيضاء لتلك الدرجات شيئا فشئ بدأت الذكريات تتدافع الي رأسه، توسعت عينيه فزعا كيف حدث ذلك، كيف فعل بها ذلك، لم يتحكم في ذاته لم يكن يتحكم في أي شئ وكأنه آلة مسلوبة الإرادة تنفذ فقط، حرك رأسه نفيا بعنف التفت لطاهر يصيح مفزوعا:

- في اييه، أنا ما عملتش كدة، مش أنا اللي كنت بعمل كدة...


ابتسم طاهر حزينا علي حاله، حرك رأسه إيجابا تنهد يتمتم برفق:

- مش إنت فعلا يا إبني، جاسر أنت كنت مسحور معمولك عمل، عشان يفرق بينك وبين مراتك ويخليك بالبلدي كدة خاتم في صباع مراتك الاولانية

توسعت عيني جاسر في صدمة حرك رأسه نفيا

يصيح مذهولا:

- لاء طبعا الكلام دا مستحيل

عقد طاهر جبينه يسأل جاسر متعجبا:.


- ليه يا ابني مستحيل السحر مذكور في القرآن وفي ديانات تانية والحمد لله ربك قدر ولطف واتفك العمل، حصن نفسك بأذكار الصباح والمساء وما تكسلش في صلاتك تاني، هي اللي هتحميك من شر كل مؤذي

شد جاسر قبضته تهدجت أنفاسه غضبا احمرت مقلتيه لا يفكر سوي في الإنتقام التفت جاسر لطاهر يغمغم محتدا:

- شاهيناز اللي عملت كدة صح

حرك طاهر رأسه إيجابا ينظر لجاسر حزينا، ليلتفت لوالده يهمس له راجيا:.


- بابا احكيلي كل اللي أنا عملته الفترة اللي فاتت ارجوك عشان خاطري

تنهد رشيد يحرك رأسه إيجابا ليقص له ما حدث منذ أن بدأ فجاءة دون سابق إنذار تتغير تصرفاته بالكامل، ادمعت عيني جاسر حزنا علي حبيبته التي كان اول من اذاها دون أن يدري، تذكر تلك الورقة التي دسها في جيب سرواله ليهب سريعا يبحث عنها اخرجها من جيب سرواله يفتحها يقرأ ما كتبت بأحرف نازفة:.


- أنا حتي مش عارفة أنا بكتبلك الورقة دي ليه وأنا عارفة وواثقة أنك بتكرهني وإن وجودي من عدمه مش هيفرق في حياتك، أنا بكرهك اوي يا جاسر، رفعتني بحبك لسابع سما عشان ترميني في سابع، أنا بكرهك وهفضل أكرهك طول عمري، علي فكرة أنا حامل والجنين دا أنا هنزله عشان مش عايزة اي حاجة تفكرني بيك، طلقني.


تهاوي علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه يشهق في بكاء عنيف قاسي، ينتفض جسده من عنف بكاءه، هرع رشيد إليه يعانقه ليرتمي جاسر بين ذراعيه يصيح بحرقة:

- أنا اذيتها اوي يا بابا، اذيتها اوي، بتقولي انها حامل وهتسقط اللي في بطنها، مش عايزة حاجة تفكرها بيا

توسعت عيني رشيد فزعا التقط الورقة من يد جاسر يقرأ ما فيها، ليبعد جاسر عنه بعنف يصيح فيه:.


- أنت لسه هتقعد تعيط، قوم الحق مراته، أنا اللي هربتها، خليت السواق يوصلها عند ابوها في القاهرة، قوم اجري الحقها

هب جاسر سريعا يحرك رأسه إيجابا، تحرك للخارج قبل أن يخرج التفت لابيه يغمغم سريعا:

- بابا مش عايز حد يعرف خالص باللي حصل هنا خصوصا شاهيناز

حرك رشيد رأسه إيجابا سريعا ليهرول جاسر الي الخارج يبحث عن اي سيارة اجري تقله إلي القاهرة.


ضغط خالد مكابح السيارة بعنف تشق غبار الطريق يحاول الاتصال بصديقه مرارا وتكرارا، اجاب محمد اخيرا يغمغم متلهفا:

- ايوة يا خالد عرفتلك هما في مستشفي ايه، مستشفي (، ) عارفها

أدار خالد عجلة القيادة بعنف يلتف مع الطريق ليصيح في صديقه:

- تجري علي فيلا حمزة بدور جاتلي منهارة تقولي انها شافت جثة الحارس في أوضته، عايزك تقلبلي الدنيا وتجبلي اللي حاول يقتل اخويا

غمغم محمد سريعا:.


- ما تقلقش أنا في طريقي ومعايا البحث الجنائي وهنوصل للي عمل كدة ما تقلقش

اغلق خالد الخط مع صديقه يدهس المكابح تحت قدميه بعنف أمامه فقط صورة بدور وهي تخبره مرتجفة باكية:

- ااادهم، حممزة، ادهم جري علي حمزة وقف قدامه وفجاءة وقع علي الأرض ودم كتير، والحارس كان في الأوضة علي الأرض دم، مات.


من تلك الكلمات المبعثرة المرتجفة كون جمل مفيدة مرعبة، أهمها أن أحدهم حاول قتل أخيه وادهم ضحي بنفسه فداءا له، وثانيا حارس منزل أخيه قُتل هو الآخر، من الجيد أن بدور علي ما يرام هي والصغيرين

وصل أخيرا الي عنوان المستشفي التي أخبره بها صديقه، نزل يركض، حقا تعب قلبه من الركض خلف مشاكل تلك العائلة، بعد طول ركض وصل اخيرا الي حيث رأي أخيه يقف أمام غرفة العمليات، هرع إليه يسأله فزعا:

- حمزة طمني علي أدهم.


انهارت آخر ذرة ثبات عند حمزة ما أن رأي أخيه ليرتمي بين ذراعيه ينوح باكيا كطفل باكيا:

- ابني بيموت يا خالد بقالهم اكتر من خمس ساعات جوا، يا رب، يا رب خليهولي، أنا كنت هسامحه والله كنت هسامحه، وهخليه يتجوز مايا، جري وقف قدامي وخد عني الرصاصة، ياريته ما كان جه، ياااارب...

ربت خالد علي رأس أخيه يحاول تهدئته، يهمس لها بترفق:

- بإذن الله هيبقي كويس اهدی إنت بس وادعيله.


ياااارب، صاح بها حمزة برجاء يفتت قلبه، لم تمر سوي لحظات وانفتح باب غرفة العمليات ليهرع حمزة وخالد ومايا ناحيته، امسك حمزة بذراعي الطبيب يصيح فيه قلقا:

- طمني ابني، ابني حالته ايه

تنهد الطبيب حزينا ليردف مكملا:

- أنا آسف!


       الفصل الواحد والثمانون من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا

تعليقات