رواية خادمة القصر
الفصل الثامن 8
بقلم اسماعيل موسى
وكان ادم الفهرجى كلما جلس على سطح القصر رأى تلك الفتاه، باهتت الملامح، الجالسه على الطريق رأسها بين ركبتيها محدقه بشرفات القصر.
وقت العصريه !! باتت رؤيتها كل يوم امر معتاد بالنسبه لادم الفهرجى، حتى انه قام برسمها خلال لوحاته، جالسه مثل قديسه ووجه غامض، ثم فكر ادم الفهرجى انها من الممكن أن تكون فتاه مسكينه تحتاج لمساعده وجلوسها امام القصر انما لقلة حيلتها.
طلب ادم الفهرجى الخادمه شهد وأمرها ان تذهب لتلك الفتاه وتسأل عن قصتها، ان كانت فى حاجه لمساعده عليها ان تجلبها لداخل القصر
لمح محمود البستانى شهد تسير ناحيت بوابة القصر، انتى رايحه فين يا بت؟
قالت شهد، ادم بيه شاف بنت قاعده قدام صور القصر وباعتنى اجيبها عنده لو كانت محتاجه مساعده
فكر محمود البستانى، بنت مين دى إلى قاعده جنب اصوار القصر؟
انا بخدم هنا من زمن طويل وعمرى ما شفت فتاه من بنات القريه بيتجرأو ويقعدو قدام القصر
صرخ محمود البستانى فى شهد، ارجعى انتى القصر وانا هروح اشوف حكاية البنت دى ايه
خرج البستانى من القصر وسار تجاه الناحيه الشماليه حتى اقترب من ديلا، عنيه لمعت لما شافها قاعده جنب الصور، انتى يا بنت بتعملى ايه هنا؟ يلا امشى انجرى ولا عايزانى اجرجرك من شعرك لحد بيتكم، الباشا امرنى اخدك من ايدك واوصلك لابوكى عشان يربيكى، لكن انا هعمل بأصلى واسيبك تمشى لوحدك
نهضت ديلا بحزن، تركت مكانها ومشيت ناحيت بيتها، الهذه الدرجه يكرهها ادم الفهرجى ولا يرغب برؤيتها؟
وكان حزنها مضاعف، لقد فقدت اخر آمل لها، الحلم الذى كانت تتغذى عليه، رجوعها للقصر مرفوعة الرأس بعد أن يعرف ادم بيه الحقيقه.
وتذكر محمود البستانى كل ما حدث بينه وبين ديلا وكيف هربت من ايده اكتر من مره، تذكر جسدها الذى لمسه بالكاد ثم تبخر، وقصد دكان القريه لشراء علبة سجاير، خلال الطريق خاطبته سعديه، امرأه اربعينيه تبيع الخضروات، هو انت مش ناوى تتجوز يا منيل انت؟
ابتسم محمود البستانى بلؤم، ايه؟ عندك عروسه ليه؟
غالى والطلب رخيص بس متنساش الحلاوه بتاعتى
فتح البستانى فمه، مين يا سعديه؟
صرخت سعديه، ديلا بنت محمود النزاوى
تصلب جسد محمود البستانى وقرب من سعديه، بتقولى ايه يا وليه انتى؟
زى ما بقلك كده، ابوها حالف يجوزها لأول واحد يطلبها، البنت حلوه وخساره والله
لم يكدب محمود البستانى خبر، اخذ بعضه على منزل محمود عبد النزاوى والد ديلا وطرق الباب
كان الراجل غاطس فى سروال ابيض طويل يغطى سيقانه النحيله، وفلنه نص كم ممزقه
جلس البستانى واحتسى الشاى الذى صنعته والدة ديلا، انا طالب بنتك للجواز يا محمود وهدفع مهر كويس
تملل محمود فى جلسته ورد بغضب حتى من غير مهر انا موافق، انا عايز اخلص من البنت دى بعد ما جابت راسى فى الطين
طيب نقراء الفاتحه يا عم محمود؟
نقراء الفاتحه وكتب الكتاب والفرح الاسبوع إلى جاى ولا اقلك مش لازم فرح هخدها على كده خليها تغور من وشى
غادر البستانى منزل والد ديلا يتنطط من الفرح، ديلا ستصبح ملكه، سيريها العذاب الوان تلك اللعينه التى شقت دماغه
ثم ابتسم بشراهه وتلوى طيف ديلا داخل عقله، هذا الجسد وتلك القسمات سوف تصبح ملكه وحده، سينغلق عليهم باب واحد ويتمتع بانوثتها ودلالها
دخل والد ديلا على ابنته التى كانت مضجعه على سرير مكسر من الخشب
فزى قومى يا بت، فيه عريس اتقدملك وانا وافقت عليه
كانت ديلا تعلم أن هذا اليوم قريب وانه آت لا محاله، كانت مدركه لتعاستها وان الحياه لن تمنحها السعاده
زعق والد ديلا مش عايزه تعرفى عريسك مين؟
مكنش فارق مع ديلا اسم العريس، لقد حكم عليها بالحزن والتعاسه فظلت صامته دون كلام
قال والد ديلا عريسك محمود البستانى
سمعت ديلا الكلمه التى اخترقت اذنها وانهار جسدها على الأرض، سقطت من طولها كأنها ميته
صرخ والد ديلا، لو كنتى فاكره دلع البنات ده هياخد معايا تبقى غلطانه، كتب الكتاب والفرح الاسبوع إلى جاى
ثم ترك ديلا فاقده للوعى وصرخ فى زوجته ادخلى رش عليها شوية ميه خليها تفوق
شقت والدة ديلا بصله قربتها من أنف ابنتها ورشت عليها نقط ماء حتى استعادة وعيها
وكان وجه ديلا قاتم اصفر مثل زهره زابله وعيونها دامعه نازله مثل شلال
بلاش دا والنبى يا امى، جوزونى لأى واحد غيره انا راضيه والله ومش هفتح بقى لكن بلاش ده يا امى وراحت تبكى وتنوح.
قالت ام ديلا، والدك امر يا بتى وانا مليش كلام بعد كلامه
صرخت ديلا ببكاء انا هقتل نفسى لو جوزتونى للراجل دا يا امى، والله حرام إلى بيحصل معايا ده
وكان والدها يسمع كلامها، كاتم لغضبه، وسمع صراخ ديلا مش هجوزه، مش هجوزه
القصه بقلم اسماعيل موسى
سحب والد ديلا عصا غليظه يحشر بها باب المنزل كل ليله قبل نومه اقتحم باب غرفة ديلا، دفع والدتها خارج الغرفه واغلق الباب، ثم صرخ هو انتى محدش مالى عينك يا بت انتى، عايزه تفضحينا تانى؟
ارتمت ديلا على قدمى والدها وراحت تقبلهم، بلاش دا والنبي يا ابوى، جوزنى اى واحد غيره، عشان خاطرى يا ابوى بلاش محمود البستانى.
صرخ والد ديلا، انتى هتتجوزى إلى انا اخترته، انا اديت الراجل كلمه عايزه تطلعينى عيل يا بت وسط الرجاله، عايزاهم يقولو معرفش يربى بنته!؟
ابوس ايدك يا ابوى بلاش محمود، هعيش خدامه هنا جوه البيت وطول عمرى مش هطلب حاجه؟
رفص محمود النزاوى جسد ديلا بعيد عنه، وبرقت عينيه من الغضب ولوح بالعصا فى الهواء، الظاهر انا معرفتش اربيكى يا بت، وضرب ديلا بالعصا عدت ضربات سريعه متتاليه فى كل نواحى جسمها، انا هموتك من الضرب يابت، هخليكى تروحى بيت جوزك مكسحه، عايزه الناس تاكل وشى؟ مش كفايه إلى عملتيه قبل كده؟
وانهال بالضرب على الجسد البض وجعلت ديلا تصرخ وتركض داخل الغرفه من الألم ووالدها يلاحقها بالضرب حتى حشرها جوار الباب ولم تستطع ديلا الفكاك منه
استسلمت ديلا للضرب، كانت حاميه دماغها بايديها والنزاوى نازل ضرب فيها
صرخت والدة ديلا، مش كفايه يا حج البنت هتموت فى ايدك
فتح النزازى باب الغرفه وصرخ فى وجه زوجته، كله منك انتى ياوش الفقر، لو كنتى عرفتى تربى بنتك مكنش حصل كل ده
ترك النزاوى جسد بنته متكوم على الأرض وغادر الغرفه نحو مقهى القريه كان يحتاج ان يدخن، ان يظبط مزاجه ان ينسى كل ما حدث...