رواية أسير عينيها الفصل الرابع والثلاثون 34 والخامس والثلاثون 35 الجزء الثاني بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الرابع والثلاثون 34 والخامس والثلاثون 35 الجزء الثاني

بقلم دينا جمال

في فيلا خالد السويسي

تهاوت ارضا جوار باب المنزل ضامة ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها تنظر أمامها بخواء دموعها تنساب دون توقف، كلماته تدوي في اذنيها كالرصاص ( طالما مش لاقي راحتي في بيتي يبقي ما تزعليش لو دورت عليها برة).


وضعت يديها على اذنيها تمنع نفسها من سماع تلك الجملة من اختراق عقلها بعنف، اجشهت في بكاء مرير تعرف ان غيرتها زادت عن الحد ولكن ماذا تفعل هناك جرح غائر في قلبها شعورها بالنقص يسيطر على تفكيرها، شردت عينيها في الفراغ، عليها أن تصالحه لن تسمح له بالذهاب لاخري ستفعل اي شئ ليبقي معها حتى لو، لأول مرة يضلها عقلها في الطريقة.


قامت سريعا متجهه إلى غرفتها اغتسلت، خرجت من المرحاض فتحت دولابها ناحية ذلك الرف البعيد، ابتسمت بتوتر تلتقط تلك القطعة منه، هزت رأسها نفيا سريعا تعيدها مكانها، عقدت جبينها تفكر لتمد يدها تأخذها مرة اخري، بدلت ملابسها صففت شعرها ووضعت بعض الزينة والكثير من العطر، سمع صوت سيارته في الاسفل لترتدي مأزر قطني طويل نظرت لمظهرها نظرة أخيرة ابتسمت بتوتر اخذت نفسا عميقا تشجع به نفسها، لتتجه ناحيه باب الغرفة فتحته متجهه إلى أسفل لتقابله في منتصف السلم تقريبا ابتسمت بتوتر تهمس بارتباك: حمد لله على السلامة.


زفر بتعب: الله يسلمك

امسكت يده تجذبه خلفها إلى اعلي تبتسم له بتوتر وصلا إلى الغرفة لتترك يده نظرت له بابتسامة صغيرة مرتعشة

سألها بقلق: مالك يا لوليتا، انتي كويسة

هزت رأسها ايجابا تبتسم بارتعاش، جذبت يده تجلسه على الأريكة

لينا: احم ممكن تقعد على الكنبة دي

خالد: حاضر

جلس على الاريكة يريح ذراعيه على مسندها

لينا: بص غمض عينيك

خالد ضاحكا: ابص ولا اغمض عيني

ابتسمت بخجل: غمض عينيك.


هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: حاضر

اغمض عينيه وانتظر قليلا: ها افتح

لينا: ثواني ثواني، أوعي تفتح، فتح

فتح عينيه ليجده تقف أمامه على شفتيها إبتسامة مرتعشة، عقد جبينه بتعحب: ايه اللي انتي لابساه دا

اتسعت عينيه بغضب، حينما أدرك ما تحاول فعله، صغيرته تحاول إغوائه بذلك الفستان الفاضح، اتجه ناحيتها يقبض على مرفق يدها يزمجر بغضب: ايه اللي انتي عملاه دا

بلعت لعابها بذعر: اااانا، ااانا.


قاطعها يصرخ بغضب: انتي ايه وزفت ايه بتغريني يا لينا للدرجة دي شيفاني حيوان بمشي ورا غرايزي

هزت رأسها نفيا بعنف تهمس بذعر: أنا بس كنت عايزة اصالحك

رمقها بنظرات احتقار واشمئزاز يهمس بأسي: كان كفاية تقولي آسفة

جذب يدها خلفه بعنف متجها إلى مرآه غرفتهم الكبيرة يهتف بقرف: بصي اتفرجي بقي دي لوليتا، لوليتا إلى كان اجمل حاجة فيها برئتها وخجلها، انتي عارفة أنا شايفك مين مايا رفعت.


شهقت بفزع أمسكت بذراعه تهتف سريعا: انا أسفة يا خالد ارجوك ما تزعلش مني

همس بحزن: لاء يا لوليتا انا زعلان، زعلان على بنتي أكتر ما انا زعلان على مراتي، زعلان انها بترخص نفسها حتى ولو لجوزها، انا قولتلك بدل المرة ألف أنا عمري ما هبص لواحدة غيرك، إن اللي حصل دا مالكيش ذنب فيه ومش هيقلل منك ولا من حبك في قلبي درجة واحدة انتي اللي مصرة تهدمي كل اللي بينا عشان شوية خيالات في دماغ، يا خسارة يا لوليتا.


نظر لها بضيق ليرتكها ويخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه.


سقطت هي ارضا على ركبتيها امام المرآة تبكي بصمت لاحت منها نظرة خاطفة إلى نفسها إلى المرآة لتشعر بالغثيان من مظهرها الرخيص ركضت إلى المرحاض تمزق ذلك الفستان تمسح آثار تلك الزينة بعنف تمتزج دمعاتها الحارة مع دفعات المياة العنيفة التي تلقيها في وجهها بعنف، إلى هذا الحد وصل بها الحال مثل مايا، نظرت لوجهها في المرآه لتري شبح امراءة شاخبة عينيها حمراء ذابلة من كثرة البكاء شعرها مبثل مبعثر من آثار الماء عروق زرقاء صغيرة تظهر بوضوح أسفل عينيها، نظرت لصورتها تعنف نفسها داخلها: انتي اللي غلطانة، انتي عارفة هو بيحبك قد ايه ليه مصرة تدمري الحب دا، كيف اللي عملتيه الأيام اللي فاتت، كنت بتبقي عارفة وواثقة انه ما بيخنكيش ومع ذلك كنت مصرة تهدمي حياتكوا، خرجت من المرحاض ترتدي احدي منامتها البسيطة نزلت لتعتذر منه.


جلس في تلك الحلقة مع أصدقائه تدوي ضحكاتهم الشيطانية في ارجاء المكان

عزام ضاحكا بخبث: بس يا سيدي قولتها انتي من طريق واني من طريق كل اللي بينا انتهي والحب كان اوهام

تعالت ضحكات أصدقائه مرة اخري ليهتف احدهم بمكر: وااه يا عزام دا أنت ما فيش حرمة عدت من تحت ايديك

اخذ عزام نفسا عميقا من سيجارة الحشيش التي في يده يهتف ساخرا: ليه يا عم هو اني كنت جيت جنبك.


تعالت ضحكات الآخرين ساخرين من ذلك صديقهم الذي اطاح عزام بجبهته ارضا

ليرد احدهم بمكر: ما عدا البت اللي اسمها فرح

اخذ عزام نفسا قويا من سيجارته يزفره بضيق: بت ال(، ) بعد ما استناها كل اكدة ما اطولهاش كله بسبب خالد طلعلي زي عفريت العلبة اني كنت خلاص، يلا بقي اهي راحت لصاحب نصيبها

رد ذلك الشاب مرة اخري: ودلوقت هتقعد فاضي اكدة.


ابتسم عزام بخبث: فاضي ازاي بس، دا اني محضر لصيدة جديدة انما ايه حاجة اكدة كيف لهطة القشطة في دبلوم صنايع المدرسة اللي في آخر البلد

ليصيح احد الشباب معترضا: حرام عليك اكدة يا عزام، انت ايه يا اخي ما عندكش ولايا

ضحك عزام ساخرا؛ لا ما عنديش، ما فيش غير البت هدي ودي عيلة اصغيرة أمها ما هتخرجهاش من البيت واصل، يعني ما عنديش اللي اخاف عليه، احنا عليتنا كليتها رجالة بشنبات.


نظر له ذلك الشاب بضيق: كما تدين تدان يا عزام

تركهم ورحل ليسمع عزام يصيح من خلفه ساخرا؛ يا شيخ حسونة تعالا بكار ورشيدة جايين تعالا

هز رأسه نفيا بيأس من أفعالهم القذرة ليتركهم ويرحل، بينما جلس عزام مع أصدقائه يشربون تلك المخدرات يخططون للإيقاع بفريستهم الجديدة.


نزلت على سلم البيت الكبير سالت الخادمة: فتحية هو الباشا خرج

فتحية: لاء يا هانم، الباشا في مكتبه.


هزت رأسها ايجابا تحاول السيطرة على دقات قلبها الهادرة من الخوف اتجهت ناحية مكتبه دقت الباب مرة اثتين ثلاثة، لا مجيب فتحت الباب فتحة صغيرة تطل بوجهها منها لتراه يقف امام الحائط الزجاجي يضع يديه في جيبي بنطاله ينظر للحديقة بشرود، تقدمت ناحيته بخطوات بطيئة إلى ان وقفت خلفه مباشرة تفرك يديها بتوتر انفاسها متقطعة بخوف همست بندم: أنا آسفة

لم يتحرك قيد أنملة لم يظهر اي ردة فعل على ما قالت.


ظل ثابتا نظراته جامدة مرتكزة على نقطة امامه في الفراغ مدت يدها لتمسك بذراعه ولكنها توقفت في المنتصف عندما سمعته يهتف ببرود: ما تلمسنيش

انسابت دموعها تهمس بأسف: انا أسفة، والله أسفة كنت فاكرة ان انا كدة بصالحك

حمقاء اشغلت كلماتها فتيل غضبه من جديد التفت إليها في لحظة يقبض على ذراعيها بعنف يصرخ بغضب: كدة بتصالحيني للدرجة دي انتي شيفاني حيوان.


هزت رأسها نفيا سريعا تبكي بعنف: أنا آسفة والله أسفة، عاقبني بالطريقة التي تعجبك بس ارجوك ما تزعلش مني

كرر ساخرا: اعاقبك، انتي ليه بتعملي كدة انتي مش حاسة انتي بتعملي فيا ايه

انتي بنتي أنا إلى علمتك كل حاجة فاكرة لوليتا عيب تتكلمي مع ولد

لوليتا ارفعي ايدك قبل ما تجاوبي في الفصل لوليتا اتكلمي مع المدرسين باحترام

لوليتا اي حاجة تحصلك مهما كانت ما تخافيش وتيجي تحكيهالي.


لوليتا البسي جيب طويلة وانتي رايحة المدرسة

لوليتا اختاري اصدقائك كويس

لوليتا ما تكلميش حد غريب في الشارع

لوليتا انتي أميرة، ملكة مش من حق اي احد يتكلم معاها، انتي غالية اوي اغلي عندي من كنوز الدنيا ما ينفعش ترخصي نفسك حتى لو ليا

القت نفسها في صدره تبكي بعنف: أنا آسفة، والله مش هعمل كدة تاني

مسد على شعرها برفق يهمس بتوعد: عارفة لو عملتي كدا تاني هعمل فيكي زي ما اللي حصل في الحارة.


شخصت عينيها بفزع تهتف سريعا: مستحيل ابدا ابدا هعمل كدة تاني

اخرج من صدره يمسح دموعها برفق يقبل جبينها بحنان؛ يا بت والله بحبك، اعمل ايه عشان تصدقي اني بحبك

ابتسمت بخبث: نط من فوق الفيلا

هتف بحماس: لو دا هيثبتلك اني...

اكملت بوله: انك ايه

هتف باشمئزاز: اوه في عينيك عايزاني اموت يا بنت الجزمة

اتسعت عينيها بذهول، رن هاتفه في تلك اللحظة ليجده جده رد سريعا

خالد: السلام عليكم.


مندور بعتاب: وعليكم السلام يا واد ولدي ايه يا خالد ما اتوحشتش جدك، سنتين يا خالد ما تطلش على جدك ولا مرة واحدة، طب تعالا طل عليا مرة قبل ما اموت

هتف سريعا: بعد الشر عليك يا جدي بس اصل...

مندور مقاطعا بحزم: ما بسش، اني عايز اشوفك تجيب مرتك وبتك وتيجي بكرة، اني ما شوفتش بتك من ساعة ما اتولدت مش بيقولوا اعز الولد ولد الولد، دي بقي ولد ولد الولد

خالد: اصل يا جدي الشغل ما ينفعش...


قاطعة مندور مرة اخري بحزم: خالد لو ما جتش قلبي مش هيرضي عنك وهموت وأنا غضبان عليك

خالد سريعا؛ بعد الشر عليك يا جدي، حاضر حاضر بكرة الصبح بإذن الله هنكون عندكوا

ودع جده واغلق الخط ينظر للينا التي هتفت بهدوء: أنت هتسافر

هتف بهدوء: هنسافر، كلنا بكرة الصبح أسيوط، جدي عايزني

بلعت ريقها بخوف: ما بلاش أنا يا خالد

ابتسم بثقة؛ يا بت ما تخفيش، هو انا كنت خليت حد يأذيكي اولاني.


هزت رأسها نفيا ليكمل بهدوء: ومستحيل اخلي حد يأذيكي ابدا

شبت على اطراف اصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بخجل: بحبك يا لودي

ابتسم بعشق يشدد على عناقها: بعشقك يا قلب لودي

في أسيوط، صاح مندور بصوت عالي: رسمية بت يا رسمية

جاءت رسمية مسرعة: ايوة يا ابوي

مندور بحزم؛ ايوة خلي البنته ينضفوا اوضة خالد، ومالكيش دعوة بمرته لما تيجي، البت طلعت صاخ سليم واحنا ظلمناها.


لوت شفتيها بضيق تبتسم باصفرار؛ حاضر يا ابوي، أنا بنفسي اللي جهزلهم اوضتهم عن اذنك يا أبوي

ابتعدت تتمتم في نفسها بحنق: آه يا اني، ماشي يا لينا صبرك عليا

اتجهت إلى غرفتها تاخذ ذلك الكيس الاسود من دولابها متجهه إلى غرفة خالد بدأت تبعثر الفراش المرتب فتحت تلك الحقيبة السوداء تاخذ منها قطع الملابس تلقي بعض منها على الفراش والبعض الآخر على الأرض

دخلت هدي تسألها بفضول: بتعملي ايه يا اما.


شهقت بخوف: هو انتي يا مخفية وقعتي قلبي، ابدا دا أنا هفكر المحروسة باللذي مضي، هسيبلها هدومها المقطعة اللي غرقناه في دمها عشان لما تدخل الأوضة تفتكر اللي حصل وما تفكرش تتفرعن علينا، وانتي ما تنسيش اللي قولتلك عليه

هزت هدي رأسها ايجابا: اني حفظت اللي قولتيلي عليه بالحرف

مصت رسمية شفتيها بتهكم: طب يلا يا مزغودى روحي شوفيلك حاجة تعمليها.


خرجت هدي من الغرفة، لتكمل رسمية ما كانت تفعل إلى أن انتهت لتبتسم بانتصار: اكدة زين، اما نشوف يا بت الشريف يا أنا يا أنتي.


ليلا في سرايا مندور السويسي

كانت جالسة في غرفتها شاردة تفكر فيما سيحدث قلبها وعقلها يرفضان تلك الخطة الدنيئة ولكنها حلها الوحيد لتتخلص من قهر والدتها التي لم تلاقي منها الحنان ابدا، تنهدت بضيق لتتسع عينيها بفزع حينما سمعت صوت اشياء تسقط من ذلك الممر، خرجت من غرفتها تنظر حولها بترقب، لتقطب جبينها باستفهام: عزام

تقدمت ناحيته؛ عزام مالك يا عزام.


كان يتحرك بهذيان فقد اسرف في شرب تلك المخدرات والخمور حد الثمالة، نظر لها وابتسم بخبث لتبلع ريقها بخوف من نظرته؛ عزام مالك يا عزام بتبصلي اكدة ليه

اتسعت ابتسامته الشهوانية يتلهم جسدها بعينيه، تراجعت للخلف ببطئ امام نظراته المخيفة تريد الاختباء داخل غرفتها لتجده يتقدم ناحيتها بخطوات سريعة مترنحة، فتحت فمها لتصرخ لتجد يده تقبض على فهما بعنف يبتسم بخبث؛ تؤتؤتؤ اوعاكي تصرخي يا حلوة.


عضت كف يده بعنف ليتأوه بألم، قبض على شعرها بغل: يا بت ال...

هدي صارخة: الحق...

لم تكد تكمل الجملة حينما جذبه لأول غرفة قابلته اغلق الباب عليهم وبدأ يخلع ملابسه وهي تنزل له بذعر تهز رأسها نفيا بخوف تبكي: لع يا عزام أحب على يدك اني بت عمتك ما تعملش فيا اكدة، احب على يدك

اقترب منها في لمحة يلقيها على الفراش بعنف، لتدوي صرخاتها في ارجاء المنزل، استيقظت رسمية وعثمان ومندور يبحثون عن مصدر الصراخ.


رسمية بفزع؛ بتي، بتي فين، بتي بتصرخ ليه

عثمان سريعا؛ الصوت جاي من اهنه من أوضة خالد

ركضت رسمية ناحية الغرفة تطرق بابها بعنف تصيح؛ بت يا هدي افتحي يا بت، بتصرخي ليه يا بت

هدي صارخة؛ بعدوه عني يا اما، الحقوني

ومن ثم بدأت صرخات ذبيحة منتهكة تدوي المكان

لطمت رسمية خديها تولول: يا مرك يا رسمية اكسر الباب يا عثمان.


احضر عثمان مسدسه اطلق رصاصة على قفل الباب لينفتح دفعت رسمية الباب بعنف لتدخل إلى الغرفة لتشخص عينيها بفزع سقطت ارضا تلطم خديها تبكي وتولول؛ يا مرك يا رسمية، يا فضيحتك السودا يا رسمية، يا وقعتك المطينة يا رسمية، بتك ضاعت يا رسمية، ابنك ضيع بتي يا عثمان.


كان اشبه بجثة ملقاة على الفراش غارقة في دماء عذريتها وعزام يقف امام الفراش عينيه متسعتين بفزع لا يصدق انه هو من انتهك برائتها، مفعول الخمر الذي سيطر عليه ذهب في لحظات حينما هوت يدي والده على وجهه يلطمه جنون توقف ورسمية تصرخ وتولول

رسمية صارخة: اني السبب اني السبب، جيت اكسرها، كسرت بتي، دا ذنبها، كنت عايزة اذلها، ذليت بتي، يا مرك يا رسمية يا مرك.


مندور بحدة: اكتمي خالص كفياكي ولوله، بكرة هيبقي كتب كتاب عزام على بتك، وأنت يا عثمان ربي ولدك ولا اقولك اني هجيب اللي يربيه صح

تركهم وذهب إلى غرفته يلتقط هاتفه يتصل به.


عقدت جبينها بضيق من صوت الهاتف المتكرر من ذلك المزعج الذي يتصل في تلك الساعة المتأخرة

لينا بنعاس: خالد، خالد اصحي يا خالد موبيلك بقاله ساعة بيرن

فتح عينيه يزفر بحنق سيقتل من يتصل في تلك الساعة وضع الهاتف على أذنه يهمس بنعاس: الو، اتسعت عينيه بفزع ليهب من على الفراش يهتف سريعا: أنا جاي حالا مسافة السكة

فتحت عينيها تسأله بقلق: في ايه يا خالد.


هتف سريعا: ما اعرفش جدي كان بيبكي وعمال يقولي تعالي دلوقتي اكيد في مصيبة

قامت هي الاخري: طب أنا جاية معاك

بدل ملابسه وهي الاخري فعلت حمدت الله أنها قد ضبت حقيبة السفر، بدلت للصغيرة أيضا ملابسها ليستقلوا سيارته سريعا

لينا: خير يا خالد بإذن الله خير

هز رأسه نفيا بعنف؛ مش خير في مصيبة اكيد جدي عمره في حياته ما نزل دمعه عشان حد كان بيبكي زي الاطفال، اكيد في مصيبة حصلت.


صمتت لا تعرف ما تقول ربطت حزام الامان حولها تضم صغيرتها جيدا كادت السيارة تطير من سرعتها، الطريق الطويل لم يتجاوز ساعتين ووصل دخل يركض إلى المنزل يبحث بعينيه هنا وهناك، ركض إلى غرفة جده في ليجده جالسا على الفراش ينكس رأسه بخزي يبكي بعنف، ركضت نايحته يهتف بقلق: جدي مالك يا جدي ايه اللي حصل لا عاش ولا كان اللي يخلي دمعة من عينيك تنزل دا أنا اهد الدنيا على دماغه.


رد مندور بصوت مبحوح: عزام، عزام اغتصب هدي بت عمتك!


شخصت عينيه حتى كادت تخرج من مكانها ابتسم رغما عنه من وقع تلك الصدمة يهتف سريعا: أنت بتهزر يا جدي صح، بتهزر

ولكن نظرة واحدة لجده الذي يخفض رأسه بخزي عينيه تنساب منها الدموع دون توقف أكدت له قال

رد مندور بصوا منكسر حزين: عزام حط رأسنا في الطين، جبلنا العار.


رد بأسي: لا عاش ولا كان اللي يحط رأسك في الطين يا جدي رأسك هتفضل مرفوعة لفوق، اغمض عينيه يحاول السيطرة على دموعه ليتذكر في تلك اللحظة انه نسي زوجته وابنته، نظر خلفه سريعا ليجدها تقف على باب الغرفة تحمل الصغيرة تنظر له بأسي فهي أيضا سمعت ما قاله الجد

صرخ قلبه بألم، تردد صرخاته داخل جوفه ومنعها فمه من الخروج.


قام من جوار جده عينيه مشتعلة عروقه بارزة تصرخ تزمجر اشتعلت الدماء في رأسه، نظر للينا يهتف بهدوء: خليكي جنب جدي ما تتحركيش من هنا مهما سمعتي

هزت رأسها ايجابا دخلت إلى الغرفة ليخرج هو منها، جلست جوار جده الذي ينظر لأسفل مازال يبكي، شعرت بالشفقة عليه حتى وإن كانت تحمل ذكري سيئة لهم، مدت يدها تضعها على كتفه برفق تهمس بارتباك: ما تعيطش يا جدو.


رفع وجهه ينظر لها ليجدها تبتسم بارتباك ليهمس بخزي: دا ذنبك يا بتي، كلنا ظلمناكي وخلينا خالد يتجوزك غصب عنك، ربنا خدلك حقك مننا كلنا، سامحيني يا بتي

مدت أصابعها تمسح دموع عينيه تبتسم بعذوبة: مسمحاك يا جدو ومش زعلانة تعرف أنا كان نفسي يبقي جدو مش شوفتش جدو بابا ماما غير مرة واحدة بس، وبابا جدو اللي هو باباه ما شوفتوش خالص، ممكن اقولك يا جدو

ابتسم مندور رغما حزنه: طبعا يا بتي.


ابتسمت بود تحمل الصغيرة تضعها بين احضانه: خد بقي يا جدو شيل حفيدتك

حملها مندور ليبتسم بسعادة من ذلك الملاك البرئ الذي يحمله بين يديه قبل جبينها بحنان: هي عتتكلم

لينا: بتقول بابا وماما بس مكسر، نظرت لابنتها الصغيرة تبتسم بحنان: لوليتا قولي جدو، نطقتها ببطئ عدت مرات ج، د، و

لتضحك الصغيرة ببراءة تصيح بصوتها الطفولي: تدو

ضحك مندور بسعادة يضم الصغيرة بحنان.


شخصت عيني لينا بفزع حينما سمعت صوت صرخات تهز اركان البيت تهتف بخوف: ايه الصوت دا

مندور؛ ما تخافيش.


طوي الارض تحت قدميه متجها لغرفة عزام دفع الباب بقدمه ما أن وصل اليها لينفتح الباب بعنف دخل ليجد عزام يجلس ارضا يخفي وجهه بين يديه، نظر ناحيته سريعا حينما انفتح الباب بتلك الطريقة، ضحك خالد ساخرا يهتف بتوعد: بتعيط! دا أنا هخليك تبكي بدل الدموع دم.


خلع سترته يلقيها بعيدا شمر عن ساعديه يبتسم بشر، ليتجه ناحيه عزام يعامله معاملة جوال الملاكمة يفرغ غضبه كله فيه، دوي صوت صراخ عزام حتى وصل للينا في غرفة الجد، وقف يلهث صدره يعلو ويهبط بسرعة يغطي الدماء قبضتيه نظر لعزام الملقي ارضا تحت قدميه لن تستطع رؤية ملامح وجهه من كثرة الدماء التي تخرج منه، يبكي تنساب على وجنتيه دموعه ممتزجة بدمائه.


بالكاد خرج صوته ضعيفا يحمل نبرة ألم: اني غلطان واستاهل أكتر من اكدة لو عايزة تموتني تبقي رحمتني من عذاب ضميري

قاطعه خالد يضحك ساخرا: هو اللي زيك عنده ضمير.


انسابت دموع عزام بعنف: أنت ما تعرفي حاجة، كنت بعاملها كيف اختي الصغيرة، كنت بشوف معاملة عمتك ليها، دايما بتعاملها بقسوة، على ما كانت بتصعب عليا، بس كنت بقول عشان ما تغلطش كيف ما بشوف من البنات، اني عمري ما هسامح حالي على اللي عملته فيها، على رأي حسونة داين تدان

نظر له باشمئزاز: اوعي تكون فاكر أن دموع التماسيح دي هتأثر فيا لولا الفضيحة أنا كنت قتلتك، بس للأسف مكتوبلك عمر.


تركه وخرج من الغرفة، ذهب إلى غرفة هدي ودق الباب مرة اثنتين ثلاثة، ليجد احدهم يضع يده على كتفه، التف ليجده عثمان

ينظر لأسفل بخزي همس بحزن: هدي في أوضتك

هز رأسه إيجابا يهتف ببرود: ابعت هات دكتور الوحدة لعزام.


اتجه إلى غرفته دق الباب وتلك المرة أيضا لم يحصل على إجابة فتح الباب بقدر بسيط، ليجد هدي مسطحة على الفراش ترتدس عباءة سوداء تنظر لسقف الحجرة دموعها تنساب دون توقف، فتح الباب ودخل ينظر للملابس الممزقة حوله يعقد جبينه بتعجب ملابس زوجته وسط تلك الملابس

جثي على ركبتيه جوار فراشه يهمس بحنان: هدي

التفت برأسها له لتنساب دموعها قهرا، وضع يده على رأسها يربط عليه برفق: بس يا حبيبتي، كل حاجة هتبقي كويسة.


هزت رأسها نفيا تبكي بعنف تصرخ بهستيريا: ما هتبقاش اني خلاص ضعت، اااااااه منك لله يا عزام، منك لله يا اما انتي السبب، انتي السبب، دا ذنب مرتك، دا ذنب مرتك

امسك يديها التي تلطم بها وجهها يحاول السيطرة على حركتها الهائجة يهتف بقلق؛ هدي اهدي يا ماما اهدي يا يا حبيبتي.


هدي صارخة؛ انتي السبب يا اما، اني كنت عايزة اخلص من سجنها عشان اكدة وفقت على خطتها، يا رتني ما وافقت، اااااه يا خالد، اني حاسة ان روحي بتصرخ جوايا، ياااااارب خدني ياااااارب

جذب رأسها يخبئها في صدره يربط على شعرها بحنو، انسابت دموعه حزنا عليها: بس يا هدي ما تقوليش كدا يا حبيبتي، والله كل حاجة هتبقي كويسة.


قبضت على قميصه تبكي بقهر، وهو يربط على شعرها برفق ظل صامتا قلبه يتفتت على تلك الصغيرة وما حدث لها، شعر بشهقاتها تهدأ سألها بحذر: هدي انتي نمتي

هزت رأسها نفيا تهمس بصوت مبحوح: تعرف بعد اللي حصل امي حتى ما جتش خدتني في حضنها ولا مرة واحدة

تنهد بألم عمته قاسية للغاية حتى بعدما حدث لابنتها لم تحنو عليها ولا مرة واحدة.


أبعدها عنه برفق يبتسم بحنان حمحم يهتف بحذر: يا حبيبتي اللي حصل مالكيش ذنب فيه أنا عارف أنه مش سهل أنك تنسيه بس...

قاطعتها تمسك بيده تهتف برجاء: احب يدك خدني معاك مش عايزة اعيش اهنه، إن شاء ابقي خدمتك إنت ومرتك

قطب جبينه يهتف سريعا: ايه اللي انتي بتقوليه دا خدامة ايه، هاخدك معايا بس بنتي واختي هشيلك فوق رأسي مش خدامتي

بلع ريقه يهتف بحذر: بس الأول لازم تتجوزي عزام.


اتسعت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا بعنف: لا يا خالد، ابوس يدك ما عوزاش اتجوزه، ما عوزاش اشوفه

امسك كتفيها يهتف بحزم: هدي اهدي واسمعيني، بعد اللي حصل لازم تتجوزي عزام لازم يبقي في عقد جواز، هنكتب الكتاب ولو عايزة تطلقي بعدها بيوم هخليه يطلقك، ماشي يا حبيبتي، صحيح انتي تميتي ال 18 ولا لسه

هزت رأسها ايجابا تهمس بصوت مبحوح؛ اول امبارح

ابتسم يهتف بسعادة: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي.


اخرج من جيبه ( انسيال ) ذهبي رقيق على شكل نبض كان قد اشتراه للينا، لفه حول معصمها برفق يبتسم: ايه رايك

ادمعت عينيها بسعادة تضم يدها لصدرها: جميل اوي متشكرة قوي يا خالد

ربط على شعرها برفق: يا بت دا انتي اختي الصغيرة، ربنا يعلم معزتك في قلبي قد ايه.


نظرت لابتسامته الصادقة بخزي، كيف كانت ستفعل ذلك ها هي قد اخذت عقابها ويزيد، لم يعد هناك ما تخسره، أمسكت يده تهمس بحذر وهي تلفت حولها: خالد اني عايزة اقولك حاجة مهمة

ربط يدها يرد بهدوء؛ قولي يا حبيبتي ما تخافيش.


قصت له خطة والدتها بأكملها، وما رأتها تفعل في غرفته قبل قدومهم لتشخص عينيه بذهول مما يسمع، انسابت دموعها في النهاية: اني غلطت اني سمعت كلامها بس والله يا خالد اني كنت بس عايزة اخلص من قسوتها، اديني خدت جزائي، اني آسفة سامحني

كل حلفائك خانوك يا ريتشرد، أهذه هي عائلته جميعهم يسعون كالذئاب فقط خلف حفنة من الأموال، ابتسم رغما عنه مستحيل أن يقسو على تلك الصغيرة يكفي ما حدث لها.


ربط على يدها بحنان؛ مسامحك يا حبيبتي، بس ما تقوليش لامك أنك قولتيلي حاجة تمام

هزت رأسها ايجابا ليكمل: أنا هنزل واطلعلك لينا

قام من مكانه قبل جبينها يبتسم لها بحزن، نزل لأسفل رأسه يكاد ينفجر لا يصدق أن الحقد ممكن أن يصل بأقرب الناس إليه إلى تلك الدرجة، التفت خلفه حينما سمع صوت عمته تهتف بلهفة؛ انت جيت يا ولدي، لتندب بصوت عالي: شوفت اللي حصلنا، خلاص بت عمتك ضاعت.


انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة ليتركها متجها إلى غرفة جده لتقطب رسمية جبينها بتعجب مما حدث

اكمل طريقه لغرفة جده ليسمع صوت ضحكاتها العذبة التي جعلته يبتسم تلقائيا دخل من باب الغرفة المفتوح يبتسم بمكر: الله الله يا سي جدو علقت المزة اللي حيلتي.


اتسعت عينيها بخجل من كلامه ليضحك جده تقدم يجلس في المنتصف بين جده ولينا يمسك ذراع جده ينظر للينا بعند طفولي: دا جدي أنا انكمشت ملامحها بحزن مصطنع ليضحك مندور عليهم امسك خالد من اذنه يهتف بحزم مصطنع: لا اني جدها هي واعاك يا ولد السويسي تفكر تزعلها

ضحك بحرج: احم جدي يا ودني، قصدي ودني يا جدي عيب كدة أنا شحت عنده 33 سنة برستيجي بقي في الارض خالص

عقد مندور حاجبيه باستفهام: بت يا لينا

لينا: نعم يا جدو.


مندور: دوري اكدة على الأرض يمكن تلاقي البتاع دا اللي اسمه برستيجه

حمحم بحرج: انت بتقصف جبهتي يا جدو ماشى ماشي

زفر مندور بحزن يهتف بجد: عملت ايه

ابتسم يريط على يده المجعدة بفعل السن: ما تقلقش يا جدي بكرة بإذن الله هنكتب كتابهم كل حاجة هتتصلح بإذن الله

دخلت رسمية الغرفة تنظر للينا بحقد لاحظه خالد جيدا همست بانكسار: ممكن اطلب منك طلب يا ولد اخوي.


هز رأسه إيجابا بهدوء، ينظر لها بشك لتكمل بتوسل: احب على يدك يا ولدي ستر على بتي أنا ما هطمنش عليها مع عزام، ابوس يدك اتجوزها إن شاء الله شهر واحد وبعد اكدة ابقي طلقها

مندور بحدة: انتي اتجنيتي يا رسمية...

قاطعه خالد يهتف بهدوء: معلش يا جدي ثواني، يعني انتي عيزاني اتجوز هدي يا عمتي

هزت رأسها ايجابا بلهفة ليبتسم بمكر: وأنا موافق!


شهقت لينا بفزع بينما تهللت اسارير رسمية بسعادة: تعيش يا ولد اخوي اني ما هنساش جميلك دا واصل

ابتسم بمكر يهتف بخبث: بس ما تجبيش سيرة لحد خالص، الكلام اللي اتقال هنا ما يطلعش برة، احنا هنخليها مفاجأة لهدي بكرة ماشي يا عمتي

هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة؛ طبعا طبعا تسلم يا خالد يا رب وتعيش

خرجت رسمية من الغرفة لتنظر لينا له بألم صرخ في عينيها، نظر ناحية جده: هسيب حفديتك معاك شوية وراجع.


مندور: في عينيا، بس يا خالد

خالد: هنتكلم يا جدي

قبض على يد لينا يخرج بها من المنزل تلفت حوله بحذر ليتأكد ان لا احد يراه نظر لها ليجد دموعها تنساب زفر بضيق يسمح دموعها ومن ثم بدأ يقص عليها ما يدور في رأسه لتشخص عينيه بفزع: معقولة!

هز رأسه إيجابا بهدوء: عشان كدة أنا عايزك تمثلي أنك حزينة ومنهارة لحد بكرة ماشي يا حبيبتي.


ابتسمت تمسح دموعها بعنف، لتركض إلى المنزل وهو خلفها وقفت في ساحة المنزل تصرخ فيه وهي تبكي؛ أنت حيوان أنا بكرهك

مش عايزة اعيش معاك طلقني لو عندك دم طلقني

صرخ بحدة: طلاق مش هطلق واعلي ما في خيلك اركبيه، غوري يلا من وشي اتخفي في اي داهية مش عايز اشوف وشك

وضعت يدها على فهما تبكي ركضت إلى اعلي لتبتسم رسمية التي تقف تراقبهم من بعيد بانتصار.


ليلا بعدما نامت هي والصغيرة واطمئن على هدي، خرج من المنزل يسير بغير هدي يفكر فيما حدث وما يحدث رفعت، خاله، رسمية عمته، جميع أقاربه يتأمرون ضده، اقترب من تلك الأرض الخالية ليسمع صوت شهقات عالية صرخات تدعو برجاء، يعرف صاحب ذلك الصوت اقترب ناحيته ببطئ ليرفع حاجبيه بدهشة، عزام! يجلس على ركبتيه ارضا يرفع رأسه للسماء ينوح بندم: يااااارب يااااارب إني عارف إني غلطت واذيت بنات كتير مالهمش ذنب، يارب إنت العدل شربتني من نفس الكاس، انا بيدي دبحت بنت عمتي اللي كنت بعتبرها كيف اختي، يارب سامحني يا رب، يا رب خلاص أنا توبت كان قلم قوي اوي فوقني متأخر قوي، بس خلاص اني توبت والله توبت، وهعوضها عن اللي عملته فيها، يا رب سامحني يا رب.


نظر خلفه سريعا حينما شعر بتلك اليد توضع على كتفه مسح دموعه بعنف يهتف بدهشة؛ خالد أنت بتعمل ايه اهنه

جلس بجانبه يهتف بهدوء: انت فعلا توبت

انسابت دموعه يهمس بندم: والله توبت ونفسي ربنا يسامحني

رد خالد بهدوء: بتعرف في ميكانيكا العربيات

عقد عزام حاجبيه باستفهام: مش قوي يعني بس ليه عتسأل.


هتف بهدوء: هتاخد هدي وتسافر هتعيش في شقة صغيرة في السيدة قدامها ورشة ميكانيكا هتكسب من عرق جبينك مش فلوس ابوك، هناك ما حدش يعرفك ولا انت تعرف حد، في جامع صغير جنب الورشة صلي كل ما الأذان يأذن وادعي ربنا يسامحك ولو عوزت مساعدة في الورشة روح لاسلام معاك في نفس العمارة في الدور التالت شاب جدع يعرف ربنا والدته ست طيبة هتدي لهدي الحنان اللي ما شافتوش من أمها، خد لهدي أن شاء شكولاتيه صغيرة، سمعها كلام حلو بس كلام يبقي صادق من قلبك مش اللي كنت بتضحك بيه على البنات الصغيرين.


اخرج مفتاح من جيبه: دا مفتاح شقة في الرابع عشان الشقة اللي تحت ساكن فيها إسلام، موافق خد المفتاح ونمشي بكرة بعد الفجر، مش

قبل ان يكمل كلامه اخذ عزام المفتاح منه نظر له بامتنان يهمس بخزي: تفتكر هدي هتسامحني

ابتسم يهتف بهدوء: الستات دول ما فيش اطيب واهبل منهم كلمة حلوة تنسيها كل الزعل

قوم يلا نروح.


في صباح اليوم التالي، ذبحت الاضاحي وفرقت على البلدة وعلقت الاضواء وبدأ الجميع يستعد لحفل زفاف أبناء عائلة السويسي، ورسمية تكاد تطير من الفرح فخطتها تسير كما رسمت حتى وإن اختلفت بعض التفاصيل

دخل خالد غرفة هدي يحمل حقيبة بلاستيكية وجدها جالسة مع رسمية ليبتسم باتساع: فستان العروسة لاحلي عروسة

ابتسمت بحزن: عروسة!


ابتسم بسعادة؛ آه طبعا وست العرايس كمان، يلا اجهزي عشان اروح اجهز أنا كمان دي الليلة ليلتي، غمز لعمته بطرف عينيه لتبتسم رسمية بسعادة تطلق الزغاريد العالية

خرج من الغرفة متجها لغرفته

أسدل الليل استاره لتضئ الانوار المختلفة ارجاء المكان جلس مع الرجال في الخارج يرتدي حلة سوداء تحتها قميص ابيض يضع على كتفيه عباءة سوداء يجلس عزام بجانبه يرتدي عباءة بيضاء على كتفه شال أسود.


المعروف أن نجل العائلة الكبير سيتزوج الأميرة الصغيرة

كانت رسمية في قمه سعادتها وهي تجلس جوار ابنتها تطلق الكثير من الزغاريد العالية بينما تجلس هدي لا تعي ما يحدث لما والدتها سعيدة لتلك الدرجة

دخلت احدي الفتيات تصيح بسعادة: المأذون جه، المأذون جه

ليدخل بعدها خالد وعزام ومندور والماذون

وقف خالد يصيح بصوت عالي: يلا كله برة خلاص الفرح خلص نظرت السيدات لبعضهم بحرج لينسحبوا واحدة تلو الأخرى.


هتفت رسمية بضيق: ليه اكده يا وادي

غمز لها يهمس بخبث: اصلنا مش عايزين ننشر غسيلنا قدام حد غريب

عقدت جبينها باستفهام لم تفهم ما يقول ذهب إلى تلك الاريكة التي يجلس عليها المأذون يجلس بجانبه يخرج البطاقة، ليجلس عزام على الجانب الآخر

همس عزام بخزي: اني آسف يا عمتي، خليني حتى اكفر عن غلطتي وابقي وكيلها النهاردة.


لوت شفتيها بضيق تبتسم باصفرار، وضع عزام يده في يد خالد، يرددان خلف المأذون لتتسع عيني رسمية بفزع حينما هتف خالد بابتسامة واسعة: زوجتك موكلتي هدي موسي الطحاوي، وقبل عزام الزواج

المأذون: زواج مبارك بإذن الله، بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

صرخت بغيظ: اني عتملوا ايه مين اللي اتجوز بتي

وقف عزام يهتف بجد: إني يا حماتي

اتسعت عينيها بفزع لتشير ناحية خالد تهتف بذهول: طططب وخالد.


وقف هو الآخر يهتف بابتسامة ساخرة: أنا وكيل العروسة، نظر ناحية المأذون يهتف بجد: شرفتنا يا شيخنا

رحل المأذون لينظر خالد لعمته يهتف ساخرا وهو يفتح ذراعيه بحركة درامية: دلوقتي نقدر نتكلم ونظهر المستخبي ونكشف الحقائيق، حلو جو المسلسلات دا مش كدة

اتجه ناحيته عمته يبتسم بتهكم يهتف ساخرا؛ الغدر لما بييجي من اقرب الناس ليك بيبقي وحش اوي يا عمتي وانتي غدرتي مرة واتنين وتلاتة والتالتة تابتة زي ما بيقولوا.


اول مرة لما جينا أنا ولينا هنا وسمعتينا واحنا بنتكلم في الأوضة ورحتي قولتي لجدي وزودتي والفتي من عندك، اقولك بقي على المفاجأة أنا يومها ما لمستش لينا كل اللي حصل دا كان فيلم من تأليفي واخراجي وبطولتي، عشان مش انا الراجل اللي يفرض نفسه على مراته غصب، همس بألم عملتها زمان وندمت ندم عمري.


نظر لعمته بغضب يضحك ساخرا يهتف بدراما؛ المرة التانية لما عرفتي أنها سقطتت وكنتي جاية تشمتي فيها ولما ما عرفتيش والحجة زينب الله يباركلها وقفتك عند حدك، كنت عايزة تلبسيني مصيبة.


نظر لجده: عارف يا جدي عمتي كانت عايزة تعمل ايه، كانت عايزة تحطلي منوم في اي حاجة هشربها وتحط هدي جنبي بعد ما تقطع هدومها وتجيب دم من فروجة عشان يبان أن أنا اغتصبتها ولما عرفت أن أنا لينا جاية معايا راحت جابت هدومها المتقطعة ترميها في الاوضة عشان لما تدخل الاوضة تفكرها باللي حصل وتفضل دايما كاسرة عينها، نظر لعمته باشمئزاز: أنا نفسي اعرف الغل اللي جواكي دا كله ليه، دي بنتك الصغيرة ما شافتش منك حنية ابدا، كل دا عشان الفلوس يا عمتي ملعونة الفلوس اللي تخلي الاهل يعملوا كدة في بعض.


صرخت رسمية بغيظ: ايوة اني عملت اكدة عشان فلوسك وعشان اخلص من المخفية هدي اني اصلا ما كنتش بحب ابوها وما كنتش عايزة اخلف منه، ليه جدك يكتبلك نص الورث لحالك

عثمان: ما حصلش ابوي كاتب نص الورث باسمك انتي وهدي والنص التاني باسمي اني ومحمود اخوكي يعني انتي واخدة قدي اني واخوكي.


اقترب مندور منها ليهوي كف يده على وجهها بعنف يهتف بحدة: طول عمرك متفرعنة وما شيفاش حد غيرك واني ما برضاش اتكلم ظلمتي جوزك الراجل الغلبان وانتي اصلا ما هتحبهوش، انت عارف يا خالد عمتك بتكره مرتك ليه اكدة لأنها كانت عتحب جاسم ابوها وراحت قالتله اني بحبك بس هو ما كنش بيحبها، اوعي تكوني فكراي نايم على وداني يا رسمية

كان الجميع ينظر لها ما بين ضيق وقرف واشمئزاز وغضب لتفر سريعا تهرب إلى غرفتها.


تصفع الباب خلفها

وقفت خلف الباب تبكي يتردد في أذنيها ذلك الحديث القصير: جاسم اني عحبك، عحبك قوي قوي

جاسم باشمئزاز: انتي ما بتزهيقش يا رسمية قولتلك أنا ما بحبكيش ولا عمري هحبك وبعدين أنا خلاص اتجوزت وبحب مراتي ابعدي عن طريقي والا والله هروح لابوكي اقوله

لذلك تكرهها هي ابنه غريمتها الذي فضلها هو عليها.


في الخارج، جلس خالد جوار هدي يقص عليها ما رآه بالأمس وما تحدث فيه هو وعزام

هزت رأسها نفيا تبكي بعنف: اني عمري ما هسامحه

امسك يدها يهتف بجد: مش انتي بتثقي فيا، هزت رأسها ايجابا دون تردد ليكمل: ادي نفسك فرصة وانا هديكي رقم موبيلي لو في اي وقت لقيتي نفسك مش قادرة تقبليه اتصلي بيا وأنا هخليه يطلقك في نفس اليوم

ابتسمت بارتعاش ليربط على يدها برفق لتهز رأسها ايجابا.


خالد بجد: طب يلا اجهزوا هنمشي دلوقتي عشان نوصل مع طلوع الصبح

بعد قليل كان خالد ولينا وعزام وهدي يستقلون سيارة خالد متجهين إلى العاصمة.


وقف أمام طائرته الخاصة يبتسم بخبث، عا قد انهي كل ما يشغله وهو الآن مستعد تماما للذهاب إليها

ابتسم بخبث لتظهر أنيابه الناصعة: انتظريني صغيرتي، هي فقط ساعات وستصبحين بين ذراعي.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون


جلست جوار هدي على الأريكة الخلفية بينما جلس عزام جوار خالد في الامام انطلقت السيارة بسرعة معتدلة تخترق ظلام الليل الحالك

وضعت لينا الصغيرة النائمة على قدميها، لتنظر لهدي التي تنظر للفراغ بشرود تنساب دموعها رغما عنها لتسمحها سريعا

مدت يدها تربط على كتفها بحنان، انتفضت جسد هدي بفزع، لتهمس لينا لها بحنان؛ اهدي يا هدي، انتي كويسة

هزت رأسها ايجابا بالكاد استطاعت رسم ابتسامة صغيرة شاحبة على شفتيها.


كان عزام ينظر اليها من خلال مرآه السيارة الاماميه، اغمض عينيه بألم من حالها يشعر بالاشمئزاز من نفسه على ما فعله بها، أمسكت لينا برأس هدي تضعها على كتفها تهمس بحنان: نامي يا حبيبتي لسه بدري على ما نوصل

وضع رأسها على كتف لينا تغمض عينيها لتناسب دموعها العالقة بعينيها دون توقف

تنهد خالد بحزن على حالها، ليوقف سيارته جوار ذلك المحل، نزل منها ليغيب قليلا ومن ثم عاد وهو يحمل بعض علب المثلجات ( آيس كريم).


استقل السيارة تلك المرة بجانبهم على الأريكة الخلفية، اعطي لينا احدي العلب، ليربط على شعر هدي بحنان يهمس برفق: هدي، دودو، قومي يا حبيبتي

فتحت عينيها الحمراء المنتفخة من شدة بكائها تنظر له بألم، ابتسم بحزن يجذبها برفق ناحيته وضع علبة المثلحات بين يديها حمحم بحرج: أنا ما اعرفش بتحبيها بايه فجبتلك شكولاتة زي لينا، لو مش بتحبي الشوكولاتة اغيرهالك.


هزت رأسها نفيا تنظر للعلبة في يدها بشرود تتساقط دموعها بقهر، ليجذبها لصدره يهمس برفق: هتعدي، هتعدي والله أنا عارف أنها صاعبة عليكي بس هتعدي، انتي بس اهدي

القت تلك العلبة من يدها لتسقط ارضا تقبض على قميصه تبكي بقهر، تحاول كتم صرخاتها الذبيحة، ادمعت عيني لينا حزنا عليها

همس عزام بألم: خالد، أني مستعد اطلق هدي واروح أعترف في القسم اني اغت...


رمقه بنظرات نارية مشتعلة ليبتلع باقي حديثه، ينظر لهدي بألم صرخ في حدقتيه

بعد مدة طويلة نامت هدي على صدر خالد لينظر لعزام هامسا بحدة: اقعد مكاني وسوق وأنا هقولك تمشي ازاي.


هز عزام رأسه إيجابا سريعا ليستقل مقعد القيادة يمشي حسب تعليمات خالد، كانت تنظر له طوال الوقت لم تشعر بالغضب أو الغيرة حينما احتضن تلك الفتاة صدقا شعرت بالشفقة لما حدث لها، هي أكثر من يعرف وجعها فقد ذاقت ذلك العذاب من قبل، ولكن ما ضايقها بالفعل حنانه الزائد الذي يغمر به تلك الفتاة، بينما يحرمها هي منه، فقط القليل ما اصبحت تحصل عليه ضمت صغيرتها لصدرها تبتسم بحزن، رغم ما يفعل لا يمكنها سوي أن تعشقه بكل حالاته، رغما عنها بدأت تغمض عينيها تشعر بالنعاس يزحف لعينيها ببطئ، لتستلم للنوم بعد قليل، لتشعر به يلف حلته حول كتفيها برفق حتى لا تستيقظ اي منهما.


في الصعيد جلس مندور في غرفته ينظر للفراغ بشرود، ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه حينما يتذكر تلك الصغيرة ابنه حفيده التي أسرت قلبه ببرائتها، فاق على صوت عثمان يهتف بحيرة بعد ان دخل إلى الغرفة: اني ما عارفش يا ابوي إنت ليه وافقت على سفر عزام وهدي.


تنهد مندور يهتف برزانة: اكدة احسن، هما الاتنين محتاجين البداية دي، هدي لازم تبعد عن قسوة امها اللي ما شافتش غيرها طول عمرها، وعزام لازم يبقي راجل يكسب من عرق جبينه فلوسك الكتير هي اللي فسدته

زفر عثمان بحزن يهمس بخزي: اني حاسس اني في كابوس ما ممدقش إن ولدي يعمل اكدة في بت عمته

اني اللي غلطان ما عرفتش اربي من لأول، ورسمية اني ما عرفش ازاي تفكيرها يوصل بيها لاكدة.


كاد مندور أن يتحدث حينما سمعوا صوت ارتطام قوي من الخارج خرج عثمان يركض وخلفه مندور يستند على عكازه، وجدا رسمية متسطحة ارضا أسفل السلم يبدو أن سقطت من عليه يخرج الدماء من رأسها بغزارة

صرخ عثمان بفزع، بينما ظل يقف ثابتا لم تتغير تعابيره ابدا.


بعد شروق الشمس بقليل وصلت السيارة إلى الحارة اوقف عزام السيارة أمام مدخل العمارة

همس خالد بجد: الشقة في الدور الرابع خد شنطك أنت وهدي من شنطة العربية واطلع واحنا هنحصلك

كاد أن ينزل حينما سمع صوت خالد: استني، اشار إلى الورشة المغلقة: الورشة اللي قدامك هي دي اللي هتشتغل فيها من النهاردة هتبدا شغل

هز عزام رأسه إيجابا لينزل من السيارة.


اتجه بنظره للينا حينما بدأت تتململ بنعاس، فتحت عينيها تبتسم بنعاس كالطفلة الصغيرة تهمس بصوت مبحوح من النوم؛ احنا وصلنا

هز رأسه إيجابا لتتسع عينيه بدهشة حينما هبت سريعا تهتف بلهفة؛ طب انا عايزة اشوف شمس، اصلها وحشتني اوي اوي اوي

هز رأسه إيجابا، ينظر ناحية هدي يوقظها برفق: هدي، دودو، صح النوم، قومي يا حبيبتي وصلنا.


فتحت عينيها تفركها بنعاس تنظر حولها بصدمة لتغشي الدموع حدقتيها؛ يعني ما كنش كابوس، ما كنش كابوس، ابوس يدك يا خالد، ابوس رجلك أنا ما عيزاش اعيش معاه، ما هقدرش اشوفه، دا دبحني قوي يا خالد، نظرت ناحية لينا تهتف بتوسل: احب على يدك على لينا خديني معاكوا، وانا هعيش خدامتك طول عمري.


امسك كتفيها يهتف بحزم: هدي مش عايز اسمع الهبل دا تاني، خلاص اللي حصل حصل لو العياط هيرجع اللي راح كنا عيطنا كلنا، ادي لنفسك فرصة شهر واحد، لو ما قدرتيش تعيشي معاه اوعدك اني هطلقك منه، وكلمة شرف مني انه عمره ما هيتعرضلك بسوء تاني

لينا سريعا؛ يا خالد لو هي مش...

قاطعها يهتف بحزم: مش عايز اسمع ولا كلمة، اسمعي الكلام يا هدي لو فعلا واثقة فيا وعارفة اني عايز مصلحتك اسمعي كلامي.


ماذا في يدها هزت رأسها ايجابا باستسلام لتسمعه يهتف بمرح: أنا عايزك تطلعي عينيه تخليه يقول حقه برقبتي ماشي يا حبيبتي

ابتسمت بتصنع تهز رأسها ايجابا، بينما يصرخ قلبها من ذلك الحرج النازف داخله.


نزل من السيارة ومن بعده هدي لف ذراعيه حول كتفها يصعد بها لأعلي تاركا اياها داخل السيارة تنظر في أثره بشرود، نزلت خلفهم تصعد على سلم البيت، وقفت امام تلك الشقة تدق الباب برفق لتسمع صوت تلك السيدة قادما من الداخل: ايوة حاضر ياللي بتخبط

انتظرت قليلا لتري سعاد تفتح لها الباب هتفت بسعادة حينما رأتها تعانقها بقوة هي والصغيرة: لينا يا حبيبتي يا بنتي، وحشتيني وحشتيني اوي يا حبيبتي.


أغمضت عينيها ترتسم ابتسامة هادئة على شفتيها: وانتي كمان يا طنط وحشاني أوي، عاملة ايه وبدور وشمس اخبارهم ايه

سعاد مبتسمة؛ بخير يا حبيبتي كلنا كويسين، بدور راحت المدرسة من شوية وشمس جوا بتحضر الفطار اصلنا بنفطر كلنا مع بعض، تعالي خشيلها

أعطت الصغيرة لها دخلت إلى شقة سعاد ومنها إلى ذلك المطبخ الصغير تقترب من اختها المنهكمة في تحضير الطعام بخطوات هادئة بطيئة لتصرخ بمرح وهي تعانقها: شموسة وحشتيني اوي.


شهقت شمس من الخوف؛ هاااا، لينا اخيرا جيتي انتي ما تعرفيش وحشتيني قد ايه

قرص خدها برفق: طب اتصلي بيا طالما وحشتك

ابتسمت شمس بحرج: اصلي بصراحة مش معايا رقمك، وإسلام اتكسف يقول لجوزك يجيب الرقم

ابتسمت بحنان لأختها الصغيرة: طب هاتي يا ستي موبيلك اسجلك نمرتي، ولا اقولك هاتي نمرتك انتي أسهل وأنا هتصل بيكي

املتها شمس الرقم لتدونه لينا على هاتفها باسم ( شموسه ).


وضعت يدها على رأس اختها تداعب خصلاتها القصيرة الصفراء: قوليلي بقي يا ستي عاملة ايه مع إسلام

توهجت وجنتيها بخجل تهمس: بحبه اوي يا لينا، إسلام أحن واطيب إنسان في الدنيا دي كلها وطنط سعاد بجد ربنا يسعدها بتعملني ولا كأنها امي، بجد أنا ربنا راضي عني عشان اتجوزت راجل طيب زي إسلام

هتفت بصدق سعيدة من سعادته اختها؛ ربنا يسعدك دايما يا حبيبتي

نظرت شمس لها للحظات تهتف: انتي بقي مالك عينيكي حزينة ليه كدة.


ابتسمت تهتف سريعا؛ لا لا لا ما فيش حاجة خالص أنا كويسة جدا

شمس: لينا أنا صحيح عشت معاكي مدة قليلة بس انتي عاملة بالظبط زي الكتاب المفتوح سهل الواحد يعرف مالك

تنهدت بحزن تبتسم بتصنع: صدقيني أنا كويسة، أنا بس كنت قلقانة بقالي كتير ما شوفتكيش، شمس عشان خاطري ابقي تعالي زوريني، خالد ما بيرضاش يخرجني لوحدي، وهو اليومين دول مش فاضي خالص

شمس مبتسمة: حاضر يا حبيبتي

لينا سريعا: صحيح، مامتك واخوكي فين.


ابتسم شمس بامتنان: عمو راشد جه خدهم ماما قالتلي ان وداهم شقة حلوة اوي وكبيرة، وكمان قدم لعطي في مدرسة وبيبعتلهم مبلغ كبير كل شهر، بجد ربنا يباركله ويرزقه

لينا مبتسمة: عمو راشد طيب جدا وحنين، لتندثر ابتسامتها تهمس بألم: عكس بابا خالص

ابتسمت شمس ساخرة: في دي مصدقاكي اوي، تصدقي انه حتى ما فكرش يتصل بيا او يجيلي ولا مرة زي ما اكون مش فارقة معاه.


ابتسمت لينا بمرح تلكثها في كتفها برفق: خلاص بقي مش هنقلبها نكد، وركزي مع سيمو حبيب القلب، عايزة ابقي خالتو بقي

ابتسمت شمس بخجل تبسط يدها على معدتها تهمس بخفوت: اقولك على ايه

نظرت لينا ليدها التي تبسطها على معدتها بابتسامة واسعة تهتف بسعادة؛ انتي حا

وضع شمس يدها على فم لينا سريعا؛ هشش، انا لسه ما قولتش لحد أنا لسه اصلا عارفة امبارح.


ابتسمت لينا بخبث: ايوة يا عم عايزة تعمليها مفاجأة لسي سيمو، بس بجد أنا فرحانة اوي عشانك

عانقتها بقوة تهمس بحنان: مبروك يا شموسة ربنا يسعدك كمان وكمان.


في تلك الشقة التي كان يقطنها رشدي بعد رحيله أجر خالد بعد العمال اللذين قاموا بتجديد الشقة وجعلها كالجديدة وضع بها اثاث جديد واغلقها، دخل إلى الشقة يلف ذراعيه حول كتف هدي يحثها على السير، إلى أن اجلسها على احدي

المقاعد وقف أمامها يهتف بجد: بصي يا حبيبتي هنا فيه اربع أوض نوم، اختاري الاوضة اللي تعجبك

هزت رأسها ايجابا بشرود دموعها تتساقط رغما عنها، جلس بجانبها يتنهد بتعب: طب انتي بتعيطي ليه.


ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها: ما بقتش فارقة، اني ما شوفتش يوم حلو من يوم ما اتولدت، ودلوقت ما بقاش عندي حاجة اخسرها، كله راح

فتح فمه ليتحدث لتقم هي تتحرك بخواء كأنها فقط آلة اتجهت ناحية حقيبة ملابسها تحملها ومن ثم اتجهت ناحيته احدي الغرف دخلت لتوصد الباب عليها بالمفتاح

مسح وجهه بعنف، ليجد عزام يقف بعيدا ينظر لباب الغرفة المغلق بألم.


قام متجها اليه يربط على كتفه بحزم اخرج مفتاح الورشة يضعه في كف يده: مش هوصيك على هدي

هز رأسه إيجابا يهمس بحزن: ادعيلي بس هي تسامحني

القي نظرة اخيرة على باب غرفتها المغلق ليتركهم ويرحل نزل إلى سيارته، فلم يجدها اتسعت عينيه بذعر حينما لم يجدها في السيارة، للحظات أصابت بروده قارصة جميع أطرافه، تذكر جملتها ( شمس وحشتني اوي)

صعد يركض إلى اعلي مرة اخري دق على باب شقته التي يسكنها إسلام حاليا، لا مجيب.


ليتجه إلى تلك الشقة المقابلة يصفع بابها بقبضته بعنف

ليأتيه صوت سعاد تهتف بسخط: طيب ياللي بتخبط أنت بترزع كدة ليه هتكسر الباب

انتظر لحظات ليجد سعاد تفتح له الباب

ليهتف سريعا بلهفة: لينا هنا

هزت رأسها ايجابا: ايوة جوا تعالا

هز رأسه نفيا بهدوء؛ متشكر، معلش نديهالي.


كانت تثرثر هي وأختها تضحك بمرح لتندثر ابتسامتها حينما سمعت دقاته القوية، دخلت سعاد بعد دقائق: على عيني والله يا بنتي انك تمشي على طول كدة، بس جوزك عايزك

ابتسمت باصطناع تهز رأسها ايجابا لتودع اختها ومن بعدها سعاد: ابقي سلميلي على البت بدور كتير اوي

سعاد مبتسمة: حاضر يا حبيبتي خلي بالك انتي من نفسك، وكلي كويس شكلك هفتان اوي

ظلت تتلو عليها وصايا الأم الخائفة على ابنتها.


إلى أن وصلت لباب الشقة كان يقف هو نظر لها بحدة ما ان رآها ليقبض على رسغ يدها يجرها خلفه إلى سيارته دون أن ينطق كلمة واحدة

اجلسها في سيارته ليجلس خلف المقود

ظل صامتا بضع لحظات ليلتفت لها يصرخ بحدة؛ انتي ازاي تخرجي من العربية من غير ما تقوليلي

ابتسمت في نفسها ساخرة، ها هو يعود من جديد هتفت بهدوء: أنا قولتلك أن شمس وحشتني، إنت ما ادتنيش فرصة اكمل كلامي، خدت هدي في حضنك وطلعت.


هتف بسخط: اوعي تكوني غيرانة من هدي كفاية اوي اللي حصلها

همست بألم؛ أكيد لاء، أنا أكتر واحدة حاسة بوجعها

مسح وجهه بكف يده بعنف، ليدير محرك السيارة انطلق بهدوء، دون ان ينطق بكلمة واحدة

تحدث بهدوء بعد صمت طويل: كان قلبي هيقف لما نزلت العربية ومالقتكيش، خوفت ليكون حصلك حاجة ولا مشيتي ومش هشوفك تاني، صدقيني أنا عايش في رعب من فكرة أنك هتمشي ومش هشوفك تاني، انتي مش هتسبيني صح.


التفت بوجهه لها يهز رأسه إيجابا برجاء: صح، اني عارف اني ساعات كتير بقسي عليكي بس دا من حبي وخوفي...

قاطعه تهمس بألم: القسوة عمرها ما كانت دليل على الحب يا خالد القسوة بتولد الخوف، والخوف بيولد الكره، وانا مش عايزة اكرهك والله

شردت عينيه في الفراغ تلك الجملة سمعها من قبل تلك الجملة قالها له عمر قديما.


في حديقة فيلا جاسم تجلس فريدة بصحبة زينب تتحدث بحزن واضح من قسمات وجهها: مش عارفة والله يا زينب اعمل ايه جاسم خلاص اتجنن مش راضي يخليني اكلم البنت وخد مني الموبايل، وقطع الخط الأرضي، ومحرج على الشغالين أن هما يساعدوني، ومش راضي يخليني اروحلها، أنا قلبي بيتقطع عليها، كويس انك جيتي.


أخرجت زينب هاتفها من حقيبتها تهتف سريعا وهي تلتفت حولها؛ خدي بسرعة كلميها وانا هاجيلك كمان يومين اجبلك معايا موبايل ابقي خبيه عشان جاسم ما يشوفوش ولما يخرج ابقي اتصلي بيها

ابتسمت بامتنان تطلب رقم ابنتها بأصابع مرتجفة متلهفة، دقائق وسمعت صوت ابنتها.


في السيارة، سمعت صوت رنين هاتفها أخرجته لتقطب جبينها باستفهام حينما رأت الرقم: دي مامتك

خالد: طب ردي ليكون في حاجة

فتحت الخط سريعا تهتف: ايوة يا طنط

فريدة باكية: لينا يا حبيبتي وحشتيني اوي يا حبيبتي، انتي عاملة ايه وصحتك بتاكلي كويس

انسابت دموعها تهتف بعتاب: كدة يا ماما، كل دا ما تسأليش عني، نستيني خلاص.


فريدة باكية: لاء والله العظيم يا بنتي ابدا ابوكي مش راضي يخليني اكلمك هفهمك كل حاجة بس المهم دلوقتي، تعالي يا لينا انتي وحشاني اوي ونفسي اشوفك

هزت رأسها ايجابا سريعا: حاضر يا ماما هجيلك، مسافة السكة

ابتسمت فريدة بسعادة: هستناكي وهعملك كل الاكل اللي بتحبيه ما تتأخريش يا حبيبتي

اغلقت مع والدتها تمسح دموعها بعنف لتسمعه يسألها؛ هي امك بتتكلم من موبايل امي ليه

هتفت ساخرة: ايه خايف على رصيد مامتك.


صفعها على رقبتها من الخلف برفق: يا غبية دا معناه ان واحدة فيهم عند التانية

عبست بضيق تدلك رقبتها برفق: مامتك هي اللي عند مامتي

صممت للحظات تفكر لتنظر له تبتسم بخبث تهتف بدلال: خالد، لودي، حبيبي

التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يردد بتهكم: خالد ولودي و حبيبي في جملة واحدة، عايزة ايه يا لينا.


ضربته بقبضه يدها على ذراعه برفق تهتف بضيق به بعض الدلال: اخس عليك، انت وحش، بقي انا ما بدلعكش غير لما اكون عايزة منك حاجة

صفعها مرة اخري على رقبتها يضحك بثقة: عيب عليكي، دا اللي ربي خير من اللي اشتري

وأنا مربيكي على ايديا وعارفك اكتر من نفسك

هتفت بضيق: يا عم بقي ايدك تقيلة، أنا عايزة اروح عند ماما بقالي كتير ما شوفتهاش

هز رأسه إيجابا بهدوء: ماشي هوديكي وأنا راجع من الشغل، هاجي اخدك.


اتسعت حدقتيها بدهشة: بالسهولة دي!

ابتسم بخبث يهز رأسه نفيا: لاء طبعا ما فيش حاجة من غير مقابل

ضيقت عينيها تنظر له بضيق: انتهازي عاوز ايه

ابتسم بحنان: ما تزعليش مني وتعتبري اللي فات مات ونبدأ من جديد

ابتسمت بسعادة تهتف سريعا: بجد، يعني مش هتقسي عليا تاني

رد ببطئ ليأكد كلامه: ابدا ابدا

ابتسمت بسعادة تهتف سريعا؛ طبعا موافقة، أنا بحبك اوي اوي اوي يا خالد.


بلع لعابه يتحدث بمكر: طب اتلمي بقي، عشان احنا في العربية وأنا ما عنديش اي مانع اننا نتمسك فعل فاضخ في الطريق العام

صرخت بغيظ تضربه بحقيبة يدها: انت قليل الأدب

ضحك بمرح عازما في نفسه على البدء من جديد دون خوف او قسوة.


دق باب غرفتها ليطمئن عليها، نظر إلى صينية الطعام التي يحملها في يده، لقد ظل يبحث كثيرا إلى أن وجد محل يبيع طعام جاهز

نادها بقلق حينما طال صمتها: هدي، افتحي يا هدي، طب خدي الوكل واقفلي تاني، هدي اكدة هيجرالك حاجة من قلة الوكل، هدي وحياة اغلي حاجة عندك افتحي.


انفتح الباب فجاءة ليجدها تقف أمامها عينيها حمراء كالدم بشرتها شاحبة شفتيها ترتجفان صرخت في وجهه بانهيار: بعد عني بقي يا اخي اني ما طيقاش ابص في وشي، ما طيقاش أحس أن نفسك معايا في نفس المكان، خلاص ما بقاش عندي غالي تحلفني بيه، ابويا مات قبل ما اتولد، وامي ما شوفتش منيها غير ظلم وقهر وقسية، حتي شرفي انت خدته، انت دبحتني، ما حدش فيكوا عيحس بالنار اللي جوا قلبي، عارف يعني تقعد مع الإنسان اللي قتلك في بيت واحد، تبقي مضطر تشوف أكتر إنسان بتكرهه في حياتك، بس عشان الفضيحة، الفضيحة اللي ماليش اي ذنب فيها، بس بردوا الغلط عندي اني، انت اقذر من الحيوانات، اني بكرهك يا عزام، بكرهك وبتمني موتك، وبكره جسمي اللي خدته غصب عني، سقطت على ركبتيها ارضا تصرخ بانهيار تشد شعرها تلطم بيديها على وجهها: يااارب، ياارب خدني بقي ياااارب، ياااارب أنت الرحيم، ارحمني بقي وخدني، اني ما هستحملش العذاب دا، ياارب.


رمقته بنظرة اشمئزاز واحتقار لتعود غرفتها صافعة الباب خلفها توصده عليها بالمفتاح جيدا.


في فيلا الشريف

دق باب الفيلا فذهبت الخادمة لتفتح فوجدت

الخادمة: مين حضرتك

الرجل: جاسم باشا موجود

الخادمة: ايوة موجود اقوله مين

الرجل: چو

الخادمة: طب اتفضل حضرتك

دخل ذلك الرجل ليتبعه ذلك الشاب والفتاو

وبعد قليل جدا خرج جاسم يبتسم باتساع: چو حمد لله على سلامتك يا صاحبي مقولتليش ليه انك جاي، كنت استقبلتك في المطار.


عانق جاسم يوسف الدهشوري صديقه58 عاما مهندس كمبيوتر هاجر هو وأسرته إلى امريكا منذ أكتر من عشرون عاما توفت زوجته بعد سفرهم بخمسة اعوام

إياد الأبن الاكبر يبلغ من العمر 33 عاما طويل القامة ذو جسد رياضي ضخم، يمتاز بشعره الاصفر الداكن المائل للبني وعيونه الخضراء.


أما اخته الصغري تمارا فتاة في 27 من عمرها فتاة رقيقة مرحة ذات قامة متوسطة وبشرة خمرية وعيون سوداء واسعة كعيون المها ورثتها عن ابيها وشعر اسود طويل غجري

ابتسم جاسم لاياد بغموض ليرد اياد الابتسامة ولكن بطريقة ساخرة متجها إلى احد المقاعد يضع قدما فوق اخري ليظهر حذائه الاسود اللامع، اخرج سيجارة الثمين يشعلها ببرود ينفث دخانها بتلذذ.


في الخارج اوصلها امام باب الفيلا قبل جبينها بحنان: خلي بالك من نفسك أنا هخلص على طول واجيلك

ابتسمت تهز رأسها ايجابا نزلت من السيارة، دخلت إلى الفيلا لتجد الخادمة ترتب تلك الطاولة التي كانت تجلس والدتها عليها بصحبة زينب: اومال ماما فين

الخادمة؛ في المطبخ هي وزينب هانم

ابتسمت تهز رأسها ايجابا، لتعدل من وضعية صغيرتها على ذراعها متجهه إلى داخل.


الفيلا، تنظر حولها باستفهام لتتسع عينيها بفزع سقطت حقيبتها من يدها حينما وجدته جالسا أمامها ابتسامته الشيطانية الخبيثة تتراقص على شفتيه همست بذعر: اياد..


الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون من هنا 


لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا

تعليقات