رواية أسير عينيها الفصل الخامس والاربعون 45 والسادس والاربعون 46 الجزء الرابع بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها

الفصل الخامس والاربعون 45 والسادس والاربعون 46 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال

مد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها نظر لقسمات وجهها للحظات معدودة لتتبدل الصورة امامه رآها هي لينا بدلا عنها، اشتاق لها يرغب في تلك اللحظات فقط في أن يهرب إلى أحضانها كطفل صغير خائف، عاود النظر لتلك النائمة ليتنهد حائرا مشفقا عليها، ولكن ليس للقلب حيلة هو لم ولن يحبها أبدا، أخطأ هو يعلم، ليت الندم إفادة بعد تلك السنوات، تنهد مد يده يحاول إيقاظها بخفة حمحم يهتف باسمها:.


- شهد، شهد، شهد فوقي يا شهد، شهد

لحظات وبدأت تحرك رأسها للجانبين تقطب جبينها تحاول فتح جفنيها تطلب الأمر دقائق إلى أن بدأت تفتح عينيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأته يضطجع جوارها، يستند على ذراعه، لحظات وبدأت المشاهد تتوالي امام عينيها آخر ما تتذكره انه احتضنها يهمس في أذنيها

« اوعدك اني الليلة دي هعوضك عن كل اللي فات ».


وبعد ذلك لا شئ لا تتذكر شيئا ذاكرتها صفحة بيضاء، حاولت الاعتدال في جلستها لتشهق فجاءة حين رأت وضعها تشبث بالغطاء تختفي تحته عينيها متسعتين في صدمة، لفت رأسها سريعا نحوهه لتراه يتحرك يلتقط قميصه يرتديه، بلعت لعابها تهمس بصوت خفيض مضطرب:

- هو ايه اللي حصل

التف لها يغلق ازرار قميصه بخفة اعطاها شبح ابتسامة باهتة يردف في هدوء:

- اللي كان المفروض يحصل انتي مراتي ودا حقك عليا.


اعتدلت في جلستها تلف الغطاء حولها تخفي جسدها، لملمت خصلات شعرها تهمس بخفوت خجل:

- اااا، اانا بس مش فاكرة حاجة خالص

ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة التقط رابطة عنقه يعقدها كما تفعل لينا، توجه ناحيتها يربط على وجنتها برفق قطب جبينه يردف متسائلا:

- انتي بتنسي دايما كدة، لو الموضوع بيتكرر كتير قوليلي عشان نلحق نكشف او اجيبلك دكتور.


بلعت لعابها لتضطرب حدقتيها، تنسي! هي تنسي لا لا لا هي لا تنسي، ربما تنسي، أدوية القلب الخاصة بها تؤثر على ذاكرتها هل من الممكن ذلك، بلعت لعابها رفعت وجهها له تحاول الابتسام حركت رأسها ايجابا تسأله:

- أنت رايح فين؟

اعطاها ابتسامة صغيرة ليلتقط سترة حلته يرتديها يغمغم على عجل:

- عندي شغل كتير ما ينفعش اتأخر اكتر من كدة، آه أنا سيبلك فلوس كتير في درج الكوميندو، مش عايزة حاجة.


رفعت وجهها تنظر له للمرة الاخيرة قبل أن يغادر حمحمت تهمس بصوت خفيض:

- عايزة اسافر، معاك، ممكن

أولاها ظهره كور قبضته يشد عليها يشد على اسنانه بعنف تعالت أنفاسه الحادة للحظات، ليردف بخواء:

- هشوف ظروفي لو ينفع، عن إذنك

قالها ليخرج من باب الغرفة ومن الشقة بأكملها فتح بابها يبحث عن حذائه ليقطب جبينه متعجبا اين ذهب حذائه، احتدت عينيه يهمس متوعدا:

- اما وريتك يا حسام الكلب.


اخرج هاتفه يطلب رقم حسام، لحظات واتاه صوت ابنه وهو يحاول تقليد صوت انثوي:

- الهاتف الذي تحاول الاتصال به بيصيع حاليا، برجاء عدم الاتصال مرة اخري

قاطعه خالد يهمس بنبرة خائفة مفزوعة:

- حسام مش وقت هزار امك تعبانة جداا تعالا بسرعة

قاطعه حسام يصيح مفزوعا:

- ماما، أنا جاي حالا...


قالها ليغلق الخط سريعا بينما ابتسم خالد في مكر يتوعد له بالاسوء، لم تمر سوي دقائق وسمع خالد صوت خطوات حسام وهو يركض متجها إلى أعلي، لحظات وفتح حسام الباب بالمفتاح الخاص به دخل يهرول إلى الداخل ينادي على والدته ليجد خالد يجلس على مقعد امام الباب يضع ساقا فوق اخري يعقد ذراعيه أمام صدره، ازدرد ريقه يبتسم قلقا مردفا:

- هي ماما كويسة

ابتسم خالد، ابتسامة سوداء غاضبة اشار بيده إلى غرفة شهد يردف ساخرا:.


- ماما نايمة يا حبيب ماما، البيه بقي واخد جزمتي ليه

نظر حسام سريعا إلى الحذاء ليعاود النظر لوالده ابتسم في اتساع يردف في دهشة:

- هي دي جزمتك بجد يا سبحان الله شبه الجزمة اللي كان نفسي اجيبها الخالق الناطق، نفس اللون...

ابتسم خالد ساخرا يحرك سبابته وابهامه على ذقنه الملتحي يردف متهكما:

- أنت عارف الجزمة اللي في رجلك دي بكام، ب400 دولار

توسعت عيني حسام في دهشة ليبدأ بصوت خفيض يجري تلك العملية الحسابية:.


- 400 دولار والدولار النهاردة ب 15,66

يعني 400 × 15,66 هار احوس 6,264، هاراحوس الجزمة دي اغلي مني أنا شخصيا

رفع حسام وجهه ينظر لابيه في ضيق خلع الحذاء من قدميه ضرب كف فوق آخر يتمتم مغتاظا:.


- ناس أغنية غني فاحش ليه يعني 6,264 جنية ليييه بتمشي لوحدها، دي لو هتروح مشواريري بدالي مش هتبقي بالمبلغ دا كله، جايب جزمة ب6 تلاف جنية وبتديني أنا 200 جنية دا أنا ما حصلتش رباط الجزمة، على رأي الأستاذ تامر حسني إن كنت مفلس خالص خالص وما حلتكش جنية قول على الجزمة الباتا اللي أنت لابساها انها سينية.


ظل حسام يعبر عن غيظه إلى ان دخل غرفته بمعني أصح فر إلى غرفته يوصد الباب عليه لينظر خالد في اثره بدهشة يضرب كفا فوق آخر يتمتم متحسرا:

- يا خيبتك في خلفتك الهطلة يا خالد يا سويسي.


في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف، وقف جاسر أمام غرفة سهيلة أخذ نفسا قويا يستعد لاخبارها كل شئ كور قبضته يدق الباب، لا مجيب فقط يسمع صوت بكائها العالي تنهد يحرك المقبض ليدخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه كانت ترتمي بجسدها على الفراش كجنين حزين خائف تبكي بحرقة، اقترب منها حتى بات جوارها تماما نزل على ركبتيه جوار رأسها يمسح بيده على شعرها بحنان لترفع وجهها في تلك اللحظة رأي في عينيها الحمراء الباكية نظرة عتاب خذلان ألم، كأنها تخبره أنا اعترفت بحبي آمنتك على قلبي لما فعلت بي ذلك، مد يده يمسح المتساقط من دموعها ابتسم لها يردف في مرح باهت:.


- وحشتني سهيلة الشقية قلقاستي اللي ما بتبطلش شقاوة وحركة ومقالب

أغمضت عينيها لتنهمر سيول دموعها تضغط على شفتيها بعنف لتكبح صوت بكائها ليردف هو:

- أنا عارف أنك مصدومة فيا، إنت آسف أول حاجة اني شديت شعرك بالغباء دا، تتقطع ايدي قبل ما افكر اعملها تاني، أنا ما بحبش شهيناز يا سهيلة.


فتحت عينيها سريعا ما أن نطق تلك الجملة لتقطب ما بين حاجبيها تنظر له متعجبة، حرك هو رأسه إيجابا فتح فمه ليخبرها بكل شئ حين انفتح باب الغرفة فجاءة دون سابق إنذار وظهرت شاهيناز تقف عند الباب تبسط يسارها خلف ظهرها، ابتسمت باتساع ما أن رأته وكأن سهيلة غير موجودة من الأساس:.


- جاسر أنت هنا أنا دورت عليك في البيت كله، حبيبي انا نفسي في كيوي اوي وماما شروق بتقول أنا بتوحم، ممكن تجبلي كيوي عشان خاطر ابنك حبيبك

انتفضت سهيلة تقف فوق فراشها تنظر لشاهيناز تكاد تحرقها بنظراتها لتصرخ فيها بشراسة:

- امشي اطلعي برة، برة اياكي تدخلي اوضتي تاني، يلا برة.


نظرت شاهيناز لجاسر في صدمة مما تقول تلك الفتاة بينما نظر جاسر لسهيلة في حزن يعلم أنها تتألم تحترق، اتجه ناحية شاهيناز يجذب يدها يخرجها من الغرفة يغلق الباب لتصرخ سهيلة بحرقة تلقي الوسادة بعنف على الباب المغلق...

في الخارج كتف جاسر ذراعيه أمام صدره رمي شاهيناز بنظرة باردة يردف في ضيق:.


- اللي انتي عملتيه دا قمة قلة الأدب والذوق يا شاهيناز، كان ممكن تتصلي بيا مش تدخلي اوضتها بالشكل دا، هي مراتي زيها زيك، اتفضلي روحي اوضتك وأنا هبعتلك اللي انتي عايزاه

نظرت له ببراءة القطط لتدمع عينيها تنظر له نادمة نكست رأسها أرضا، لتتوجه إلي غرفتها

دخلتها لتغلق الباب خلفها، تنهد جاسر تعبا كاد أن يدخل لغرفة سهيلة مرة أخري حين وجد احدي الخادمات تأتي نحوه مسرعة وقفت امامه تقول في احترام:.


- سي جاسر بيه، في ناس مستنينك في المندرة

حرك رأسه إيجابا بالتأكيد أصحاب تلك المشكلة التي أخبره والده عنها، تحرك يتجه إلى تلك الغرفة الخارجية المنفصلة عن البيت حمحم بهدوء ما أن دخل يردف في رزانة:

- السلام عليكم.


اتجه إلى داخل الغرفة يجلس على احد الوسائد الكبيرة على الأرض بين رجلين فالغرفة لم يكن فيها مقاعد فقط وسائد كبيرة مصفوفة بشكل خاص فيما يسمي ( قعدة العرب )، جلس جاسر ليقطب احد الرجال جبينه نظر لجاسر يسأله:

- اومال فين الداكتور رشيد

ابتسم جاسر في هدوء نظر للرجال حوله اربع رجال تحديدا كل اثنان يجلسان على كل جانب، اردف في هدوء تام:.


- دكتور رشيد تعبان شوية، وأنا ابنه الكبير ودراعه اليمين واسد مكانه ولا نا انفعش يا عم حامد

ابتسم الرجل في حرج ليردف سريعا:

- لا ازاي طبعا يا باشمهندس دا أنت زينة الشباب والله

ربت جاسر بكفه على صدره ابتسم يردف برحابة:

- تعيش يا عم حامد، خير ايه اللي حصل

حمحم حامد الجالس جواره بخفة ليردف قائلا:.


- صلي على النبي يا باشمهندس أنا والحج حسين اتفقنا اننا نشتري حتة أرض ونأجرها ودفعت التلت وهو دفع التلتين واتفقنا أن المكسب يكون أنا التلت وهو التلتين والخساير علينا بالنص تمام

حرك جاسر رأسه إيجابا يستمع إلى ما يقول حامد باهتمام ليكمل الأخير:

- واتفقنا على كدة بالبوق يا باشمهندس من غير ما نكتب عقود، جاي دلوقتي الحج حسين عايز يشلني تلتين الخساير وهو التلت، دا يرضيك يا باشمهندس.


تحرك جاسر برأسه متجها ناحية الرجل الذي يجلس على يساره ابتسم له يردف في رزانة:.


- يا حج حسين العقد شريعة المتعاقدين أنت كتبت عقد بلسانك ومضيت عليه بايدك اللي سلمت على ايد عم حامد، ايدك اللي هتشد عليك يوم ما تقف قدام ربك، ترضي بحكمي أنت كدة بتظلم الراجل اللي آمنك وبعدين تحسبها أنت بتاخد التلتين يعني خسارتك اقل ومكسبك انما عم حامد بياخد التلت يعني مكسبه أقل وخسارته اكتر، لما تشيله التلتين يبقي مش هيكسب خالص ولا ايه يا حج حسين...


اضطربت حدقتي الاخير يكسو الندم قسمات وجهه ليحرك رأسه إيجابا يردف:

- عداك العيب يا باشمهندس، حقك على رأسي يا عم حامد، وهيمشي اتفاقنا زي ما كنا متفقين عليه من الأول، ما تزعلش مني يا حامد احنا صحاب وعشرة عمر بس الشيطان شاطر

ابتسم الرجل الآخر ليتصافح الرجلان تعلو البسمة ثغر كل منهما بينما ابتسم جاسر، نظر حامد لجاسر يردف ممتنا:

- الداكتور رشيد ربي زينة الرجال ربنا يباركلك يا ابني.


عند باب الغرفة تتخفي خلف الستائر صبا الصغيرة تمسك بهاتفها تسجل فيديو لكل ما حدث في الجلسة، ابتسمت ما ان انتهت لتركض سريعا إلى داخل البيت قبل أن يخرج الرجال تتوجه سريعا إلى غرفة والدها، دقت الباب تدخل سريعا قفزت جواره على الفراش تصيح في حماس:

- بابا بابا عايزة اوريك حاجة بص شوف.


نظر رشيد لها غاضبا على افعالها الطفولية تلك ليلتقط بيده السليمة الهاتف منه يشاهد بالطبع فيديو سخيف كما ظن، توسعت عينيه يشاهد الفيديو باهتمام وابتسامة واسعة تلوح على ثغره، ها هو ابنه يثبت له أنه قادر على حل تلك المشاكل برزانة لم يعهدها منه قبلا، ارتسمت ابتسامة فخورة على شفتيه، يعيد تشغيل ذلك الفيديو مرة اخري.


بينما في الأسفل وقف جاسر في الحديقة ينظر إلى نافذة غرفة سهيلة المغلقة، لا يعرف متي ستسنح له الفرصة لاخبارها بما يريد، ما كاد يتحرك لداخل البيت سمع صوت يردد خلفه:

- ابو الاجسار

التفت خلفه ليجد مراد صديقه كما ظن يوما أنه صديقه يقف خلفه يحمل حقيبة سفر صغيرة، رسم جاسر ابتسامة واسعة على شفتيه اقترب من مراد يعانقه بود يردف في سعادة:

- ابو الأمراض حمد لله على سلامتك يا جدع اوعي تكون جاي تعدينا.


ضحك مراد بخفة ليلف جاسر ذراعه حول كتف مراد يتجه به إلى داخل المنزل، كل منهما يفكر، في لحظة تجمدت عيني مراد على تلك الصغيرة التي تنزل سلم البيت، بلع لعابه بإشتهاء ينظر لجسد الصغيرة صبا برغبة اشتعلت بين اوصاله!


في فيلا خالد السويسي، اوقف خالد سيارته في حديقة المنزل كما اعتاد أن يفعل نزل منها ليتجه إلى منزله، بينما كانت تقف هي تراقبه من شرفة غرفتها، تشعر بقلق غير مبرر لا تعرف سببه قلبها يؤلمها، في الساعات الفائتة كانت تشعر بألم بشع يخترق قلبها، ألم لا سبب له، خالد يرحل من بين أحضانها، تشعر به مشتت حائر يخفي عنها شيئا، ولكن ترى ما يخفي ولماذا يخفيه من الأساس، خرجت من أمواج أفكارها العاتية حين شعرت بيده تلتف حول خصرها يدفن رأسه في خصلات شعرها يستنشق عبيرها المسكر، ابتسمت هي تهمس له برفق:.


- اتأخرت

شعرت به يزيد من عصرها بين أحضانه كأنه يزرعها في قلبه تسمع همس نبرته المثقلة:

- أنا ما اقدرش اتأخر عليكي، انتي عارفة أنا بحبك قد ايه

قطبت جبينها متعجبة من نبرة صوته الغريبة المتعبة حاولت أن تتحرر من بين يديه لتلتف له ولكن شدد على عناقها بلعت لعابها تسأله قلقة:

- مالك يا خالد أنت كويس

شعر به يحرك رأسه نفيا يهمس لها بشغف:.


- أنا ما ببقاش كويس طول ما أنا بعيد عنك، لما ببقي في حضنك ساعتها بس ببقي كويس، انتي وحشاني اوي يا لينا، حاسس اني بقالي سنين ما شوفتكيش

تلك المرة خرجت من بين ذراعيه رغما عنه التفت له تقف على اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها ابتسمت تتمتم في حنو:

- حبيبي، أنا دايما جنبك، مالك يا خالد حساك تعبان

حرك رأسه نفيا يبتسم لها لتشهق حين حملها بين ذراعيها يعود بها إلى داخل الغرفة يردف في اشتياق:.


- انتي بس وحشاني، وحشاني اوي عايز أحس بيكي جوا حضني، اتدفي بيكي، أنا بحبك اوي يا لينا

قطبت جبينها تنظر له متعجبة هي اعتادت على كلمات العشق والغزل من خالد ولكن تلك المرة الأمر مختلف خالد به شئ لا تفهمه، خالد يزرعها بين احضانه بعنف كانت قد نسته قبل سنوات وحقا الليلة كانت الليلة الاسوء التي جمعتهم سويا.


بالقرب من غرفتهم تحديدا في غرفة بدور نظرت لصغيرها النائم جوارها على الفراش وصغيرتها النائمة في مهدها الصغير لتدمع عينيها ألما تتحسر على حالها صحيح أن خالد لم يبخل عليها بشئ قط ولكن يبقي شعورها بأنها غير مرغوب فيها بسببه هو، فتحت ( البوم ) الصور الخاص بها معه، ادمعت عينيها وهي تنظر للصور التي جمعتها بزوجها السابق، تشعر بألم قوي ينخر في قلبها كيف دق قلبها لمن لا قلب له، رفعت عينيها عن الصور أمامها لتتذكر في تلك اللحظة مقابلة حمزة الاخيرة معها.


Flash back.


كانت في الحديقة تجلس على العشب الأخضر في الليل تستند بظهرها على أحدي الاشجار الكبيرة تنظر للنجوم شاردة حين شعرت فجاءة بأحد ما يجلس أمامها نظرت أمامها سريعا لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت حمزة يجلس أمامها يعقد ساقيه، بلعت لعابها متوترة، ذلك الرجل غريب تصرفاته ناحيتها غير مفهومة ابداا ماذا يريد منها لماذا يستمر في الظهور أمامها بتلك الطريقة الغريبة بلعت لعابها مرة تليها اخري لتسمع صوته ذو البحة الخاصة يقول:.


- بدور أنا حابب اتكلم معاكي كلمتين ينفع

رفعت وجهه له سريعا تحرك رأسها إيجابا بخفة ليبتسم هو يردف:

- بصي يا بدور أنا عارف إن التجربة اللي مريتي بيها صعبة وعارف كمان أنك مش سهل تنسيها، بس لو تبصي للموضوع من زاوية تانية هتلاقي نفسك كسبانة، كنتي هتنطفي يا بدور لو فضلتي عايشة مع واحد يستنزف روحك، هيكرهك فئ نفسك وفي ولادك.


اخفضت رأسها لتتجمع دموع حارقة تغزو مقلتيها قبضت على كفها ليصمت هو للحظات اخذ نفسا قويا يستعد لتفجير القنبلة:

- تتجوزيني يا بدور

رفعت وجهها ناحيته عينيها متسعتين حتى آخرهما تنظر له في صدمة لا تصدق ما يتفوه به، جمدت الصدمة دمائها لتراه يبتسم في هدوء حمحم يكمل كلامه:.


- أنا عارف طبعا أنك اتصدمتي من كلامي، وعارف أنك ممكن تقولي عليا مجنون فرق السن بينا كبير، دا غير انك بتقولي لاخويا يا بابا، انا مش هقولك اني بحبك وواقع في غرامك، أنا بس هقولك اني محتاجلك، محتاج احس ان في واحدة بتشاركني حياتي أنا كان ممكن اتجوز من زمان بعد موت مراتي بس ما حستش اني انجذبت لاي واحدة، غيرك، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس بحاجة غريبة بتجذبني ناحيتك، عارف اني كلامي مش منطقي ولا يمت للعقل بصلة، بس كان لازم اقوله، صدقيني أنا هخلي بالي كويس اوي من خالد وسيلا هكون ليهم الأب، انا مش بضغط عليكي ليكي كامل الحق أنك توافقي او ترفضي، هستني ردك.


قالها ليقم من مكانه ينفض الغبار عن ملابسه تركها ورحل بينما تجلس هي كالصنم عقلها يرفض استيعاب حرف واحد مما قيل

Back

خرجت من طوفان أفكارها العاتية على صوت رنين هاتفها اتجهت ناحيته تلتقطته لتجد رقم غريب، فتحت الخط تضع الهاتف على اذنها تهمس بخفوت:

- السلام عليكم مين معايا

لحظات صمت قصيرة وسمعت حمحمة تعرفها تلاها صوته الزرين الهادئ:

- وعليكم السلام يا درة، أنا حمزة.


توسعت عينيها اختفت أنفاسها لتقبض على مفرش الفراش الجالسة عليه لا تجد ما تقوله سمعته هو يكمل:

- أنا بعتذر لو ازعجتك، أنا كنت متصل اطمن على الولاد اخبار خالد وسيلا إيه

بلعت لعابها الجاف تحاول إيجاد صوتها المبعثر لتهمس في ارتباك ظاهر:

- كوويسين الحمد لله، شكرا لسؤال حضرتك

ومرة أخري عاد الصمت يطبق عليهم، صمت طويل يعبث بقلبها انتفضت حين سمعت صوته يردف في هدوء:.


- أنا لسه مستني ردك يا درة، كنتي موافقة او رافضة، مش هزعجك اكتر من كدة، سلام يا درة

قالها ليغلق الخط لتبلع هي لعابها تنظر للهاتف هي حقا لا تعرف بما تجيب.


على جانب آخر بعيد جدا عن ذلك الجانب خلف مكتبه الفاخر يجلس ابعد هاتفه عن أذنه يعلو ثغره ابتسامة صغيرة نظر لاسمها على شاشة هاتفه تنهد يردف مع نفسه متمنيا:

- يا أما نفسي توافقي يا درة حمزة السويسي.


على صعيد قريب منه تحديدا غرفة المكتب المجاورة لمكتبه يجلس أدهم خلف مكتبه متأنقا بحلته السوداء قميصه الرمادي يعمل على جهاز الحاسب امامه على تطوير أحد برامج الحاسوب، لتتحرك يده ناحية المجلد الخاص بصورها نقر عليه لينتفتح الكثير والكثير من الصور لها ارتسم على ثغره ابتسامة حانية ينظر لصورها، ابتسامة سرعان ما اختفت، وقف من مكانه يتجه إلى تلك. النافذة الضخمة التي تحتل حائط بأكمله وقف امامها يدس يديه في جيبي سرواله يزيح رابطة عنقه قبلا، ينظر للخارج أيام منذ جاءوا منذ أن حطت الطائرة أرض دبي وهو لم يعد للبيت صباحا في العمل، ومساءا يتجه إلى أحد الفنادق ليقضي ليلته فيه، لا يرغب في رؤيتها يعرف أن قلبه الاحمق سيضعف ما أن يراها يحاول تجنبها قدر الإمكان، ولكن كيف وهو يراها في كل شئ تتجسد أمامه في لحظة بطلة أحلامه في كل ليلة، تنهد بعنف يمسح وجهه بكف يده ليجفل على صوت رنين هاتفه، التقطه من جيب سرواله ينظر للرقم ( هاشم ) الحارس الذي عينه لمراقبه مايا حتى يحميها ويخبره بما تفعل تلك المجنونة، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه يردد في هدوء:.


- ايوة يا هاشم

سمع صوت الطرف الآخر يهتف مترددا:

- أدهم باشا، في حاجة حصلت، مايا هانم راحت نايت كلاب مع واحدة صاحبتها وعمالة تشرب وترقص

اتسعت حدقتي ادهم غضبا احمرت عينيه تطلق شرر غاضب كور قبضته يشد عليها ليصيح فيه:

- وأنت كنت فين يا حيوان دا أنا هطلع عينيك، قولي العنوان بسرعة.


أخبره الحارس بعنوان الملهي، ليركض مسرعا خارج الشركة قفز في سيارته يقود بجنون متجها للملهي بعد دقائق وصل للعنوان قفز من السيارة إلى داخل الملهي اتجه، وقف يبحث عنها بعينيه هنا وهناك لتشتعل عينيه غضبا حين رآها تتمايل على ساحة الرقص بين أحضان شاب، توجه ناحيتها يحرق الأرض تحت قدميه، جذبها بعنف بعيدا عن الشاب ليلكم الأخير بعنف اسقطه أرضا يجثو فوقه يخرج شحنه غضبه فيه، بينما تقف هي شبه واعية تمكن الخمر من عقلها، قام أدهم عن الشاب قبض على مرفقها يجذبها خلفه بعنف لخارج الملهي وهي تصرخ فيه أن يتركها توجه إلى سيارته يلقيها فيها قفز جوارها خلف مقعد السائق يضعط على دواسة البنزين بعنف لتنطلق بهم تشق غبار الطريق صرخت هي فيه تحاول ضربه:.


- أنت عايز مني ايييه، إنت مش سبتني مش عايز حتى تشوفني جاي دلوقتي ليه

اوقف السيارة فجاءة لترتد بعنف في كرسيها قبض على ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها:

- جاي اشوف اختي وهي بترقص في احضان الرجالة

احتدت عينيها لتصدمه في صدره بقوة تحاول دفعه بعيدا عنها تصرخ بقهر:

- وأنت مالك مالكش دعوة بيا أنا مش اختك، فاهم مش أختك، مالكش اي دعوة بيا.


اسودت عينيه ينظر لها في حدة يتوعد لها في نفسه ابتسم ابتسامة سوداء غاضبة ليقترب من اذنيها يهمس في خبث ارعبها:

- عندك حق انتي مش اختي بس طالما انتي بقي بتحبي ترقصي في حضن الرجالة يبقئ أنا اولي ولا ايه

قالها لتنطلق ضحكاته العالية غمز لها بطرف عينيه يردف مغمغما في مكر:

- اربطي حزام الامان يا روحي عشان طريقنا طويل، وسهرتنا صباحي!


كم الوقت الآن لا يعرف ولا يهم من الأساس لا يصدق من الأساس أن ما حدث قد حدث فعلا كان فقط يعتقد أنه حلم سعيد طالما حلم به وها هو أخيرا يتحقق منذ ساعة وهو ينظر لها وهي نائمة بين أحضانه تتعلق به، مد يده يزيح خصلات شعرها التي تخفي قسمات وجهها التي تحرق قلبه عشقا ابتسم يطيل النظر لها، لن يمل لو بقي الدهر كله ينظر لها بتلك الطريقة ولكنه حقا اشتاق لها بدأ يمسح بيده برفق على وجهها يهمس باسمها بصوت خفيض لحظات وبدأ عقلها يستجيب لنداءه بتمهل بدأت تفتح عينيها ببطئ، وقعت عينيها عليه لحظات تنظر له ببلاهة عقلها لازال يترجم ما يحدث لتتوسع عينيها فجاءة شهقت بقوة تبتعد تختبئ تحت غطاء الفراش تصيح فيه حانقة:.


- يا قليل الأدب يا منحرف يا أسفل

تعالت ضحكاته الصاخبة يبعد الغطاء عن وجهها قبل جبينها قبلة طويلة يهمس بحنو:

- صباحية مباركة يا عروسة، قومي كفاية كسل الدنيا ليلت علينا، تحبي ننزل نتعشا تحت ولا نطلب الاكل هنا

غطت وجهها بالغطاء تصيح فيه من تحته:

- احبك تطلع برررررة.


تعالت ضحكاته يقرر الخروج من الغرفة يغتسل في الحمام الخارجي رفعت وجهها بعد دقائق من أسفل الغطاء تبحث عنه في الغرفة تنهدت براحة حينما لم تجده جلست على الفراش تلملم خصلات شعرها المبعثرة، تبتسم ببلاهة، قامت سريعا تغتسل وتبدل ثيابها إلى احد فستانيها الرقيقة وقفت أمام مرآتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم خجلة بحالمية، وضعت القليل من عطرها تخرج من الغرفة تبحث عن زيدان تحركت خطوتين تنظر لطاولة الطعام الشهية لتبلع لعابها باشتهاء اقتربت سريعا من الطعام تلتقط بعض لقيمات تأكلها سريعا تبحث بعينيها عنه لتنادي باسمه بصوت مختنق من كثرة ما في فمها من طعام:.


- زيدان أنت فين يا زيدان يا ابني الاكل هيبرد، دا أنت غتت انت فين يا ابني

شعرت بحركة خلفها لتصرخ فجاءة حين شعرت به يحملها خرج بها في اتجاه حمام السباحة يردد متوعدا:

- أنا غتت هنا، دا أنا هعملك وجبة لاسماك حمام السباحة

وقف بها عند حافة الحوض لتتعلق برقبته اسبلت عينيها تهمس له بنعومة:

- زيزو حبيبي أنا لوليا حبيبتك.


وكالعادة ضعف قلبه امامها لينزلها ارضا ينظر لعينيها يتوه فيها ليراها تقترب منها تعلقت برقبته، تهمس جوار اذنه بنعومة:

- زيزو غمض عينيك عايزة اوريك حاجة

حرك رأسه إيجابا يغمض عينيه يمني نفسه بالكثير ليشعر بها تبتعد عنه قليلا، لتختفس انفاسه فجاءة حين فعته تلك القصيرة من الخلف ليسقط في حمام السباحة خرج من تحت الماء ليراها تركض تجاه الغرفة تضحك شامتة:

- تعيش وتاخد غيرها يا زيزو.


ابتسم متوعدا ليستند بيده على حافة المسبح خرج من الخوض يركض خلفها يصيح ضاحكا:

- اما وريتك يا اوزعة تعالي هنا يا بت

قالها ليغلق باب الغرفة في وجوهنا بعنف، يهرول خلف سعادته.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والأربعون


سيارته تشق الطريق تخترقه بعنف كسهم نار غاضب، يقبض بعنف على مقود سيارته عينيه السوداء الغاضبة لا تحيد عن الطريق امامه، عروقه يديه تصيح غاضبة، صورتها وهي ترقص في أحضان ذلك الشاب لا تحيد من أمام عينيه، هو من ابعد نفسه رغما عنه تحمل صراخ قلبه العاشق كل ليلة فقط حتى لا يؤذيها حتى لا يخون ثقة ابيه وها هي الآن تتمايل بين أحضان رجل آخر، على المقعد المجاور له كانت شبه واعية لما يحدث خوفها من نبرة أدهم المميتة كان كصفعة ايقظت جزء من عقلها بينما ظل الباقي تحت تأثير الخمر نائم، التفت لادهم تبتسم بثمالة للحظات تعالت ضحكاتها بهستيريا ليسمعها تتشدق متهكمة منه:.


- لاء حقيقي هايل برافو، خوفتني جدا جدا يعني، هتعمل ايه يعني هتغتصبني، go ahead أنا كدة كدة بقيت بكرهك، مش محتاج تعمل كدة عشان تزود كرهك جوا قلبي

أوقف السيارة فجاءة على جانب الطريق، ضغط المكابح بعنف لتقف في منطقة صحراوية شبه فارغة التفت لها برأسه يرميها بنظرات حادة غاضبة، رأي الدموع تتساقط من مقلتيها تبتسم، ابتسامة واسعة متألمة التفتت أن برأسها تنظر لعينيه:.


- أنا عارفة أنك بتراقبني، الجاسوس بتاعك مكشوف أوي، أنا اللي عملت كدة عشان تيجي، انت كنت واحشني اوي يا أدهم، من ساعة ما جينا ما شوفتكش، أنا ما وحشتكش.


اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر يخفي لهفة عينيه التي تصرخ بحبها، انتفض جسده يُصعق بموجات عشقها المحرم للجميع حين مدت كفها تمسك كف يده تضغط عليه بقوتها الضعيفة، التفت لها تحركت رأسه تعاند عقله تحركت مقلتيه تمتزج مع مقلتيها للحظات طووويلة اختفي فيها الزمن سمعها بقلبه قبل أذنيه تهمس بصوتها الناعم:.


- أنت وحشتني اوي، اوي، يا أدهم، كنت غبية عشان سمعت نصيحة سوزي، بس ما كنتش عارفة اعمل إيه، أجي اقولك أدهم أنا بحبك، أدهم أنا بحبك!

انفجرت دقات قلبه داخل صدي صدره تطرق بعنف ناعم، اختفت أنفاسه وعينيه ترفضان الابتعاد عن غابات عينيها المشتعلة بعشقه...


اقترب منها حتى امتزجت انفاسه بعبق أنفاسها كان يرغب فقط أن يعبر لها عن عشقه بطريقته هو، لحظات لم تكتمل صوت رنين هاتفه اوقفه في منتصف الطريق، ابتعد عنها يسب المتصل في نفسه، التقط هاتفه ليقطب جبينه في تعجب، تركها سريعا ونزل من السيارة وابتعد يختفي في ظلمة الصحراء بينما تجلس هي تبحث عنه بعينيها، ظلام صمت لا يسمع سوي صوت أنفاسها الهادرة حتى صوته وهو يتحدث في الهاتف اختفي، فتحت باب السيارة تلتفت حولها بلعت لعابها تصيح باسمه بنبرة مرتعشة خائفة:.


- ااادهم، يا ااادهم، اادهم انت فين

تحركت في اتجاه الطريق الذي سار منه بالكاد ترى على إضاءة الأعمدة التي تنير الطريق الرئيسي، وهو في الداخل المكان مظلم معتم، تحركت بضع خطوات لتشهق بعنف حين اصطدمت بأحد ما يقف أمامها لتصرخ باسم أدهم:

- اااااااادهم

هدأ جسدها حين سمعت صوته:

-اهدي يا مايا دا أنا

تنهدت براحة تلتقط أنفاسها لتشعر بيده تلتف حول كتفيها يعود بها إلى السيارة، التفت له تسأله ما أن جلست في السيارة:.


- أنت روحت فين يا أدهم ومين كان بيكلمك

حرك رأسه نفيا مزيج من العواصف الهائجة يشتعل في رأسه التفت برأسه لها يعطيها شبح ابتسامة باهتة:

- تليفون شغل، هرجعك البيت واروح عندي مشوار مهم

حركت رأسها نفيا بعنف تمسك ذراعه تهمس بنبرة حزينة شبه باكية:

- أدهم، ممكن تبطل تقفل في موضوعنا أنت بتحبني ولا لاء...

ابتسم لها ليميل يقبل جبينها أمسك كف يدها يرفعه أمام فمه يلثمه بقبلة حانية:.


- بحبك، بس أنا دلوقتي عندي مشوار مهم لما ارجع منه هتوضح حاجات كتير...

ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا ليدير هو محرك السيارة وفف أسفل عمارتهم السكنية الفاخرة نظرت له تبتسم سعيدة لوحت له وداعا ليعيطيها ابتسامة صغيرة ما أن اختفت من أمام عينيه ادار محرك سيارته يشق غبار الطريق تلك الجملة التي قالها المحقق الخاص الذي استأجره لمعرفة من هو والده وأين يعيش.


« والد حضرتك اتقتل من سنين، وفي معلومات بتأكد أن حمزة السويسي ليه ايد في قتله »!


جلست على فراشها سارحة عينيها شاردة في الفراغ، لما عاد لتلك الشخصية المتملكة القاسية، ماذا حدث؟ لما تشعر به حائر مشتت ضائع يخفي عنها شيئا، تعرفه اكثر مما يظن، توجهت بعينيها ناحية باب المرحاض حين سمعت صوته يُفتح، لتجده يخرج من المرحاض يجفف شعره بمنشفة صغيرة، ابعد المنشفة عن وجهه يبتسم له، اعتاد أن تبتسم له ما أن تراه ولكن تجهم وجهها حزين عينيها اخافه، اقترب منها سريعا يجلس أمامها على الفراش مسح بيده على وجهها يسألها قلقا:.


- مالك يا لوليتا

نظرت له تقطب جبينها متعجبة أحقا لا يعلم، بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا مسحت وجهها بكفيها، تمشط شعرها بأصابعها تحاول تصفية عقلها من اي فكرة بائسة مقلقة تطرقه بعنف، لتراه يتحرك من مكانه اتجه إلى مرآه الزينة التقط مشطها الخاص عاد لها ابتسم يجلس بالقرب منها بمشط خصلات شعرها برفق يغمغم في هدوء:

- يا لينا أنا اتعالجت وعمري ما هرجع زي ما كنت ابدا، مش عايزك تخافي.


التفت لها برأسها تنظر له للحظات لتخفض رأسها تنهدت تهمس بخفوت حزين:

- أنا مش خايفة، لاء خايفة، حضنك كان قاسي يا خالد، فكرني لما كنت بتحضني زمان، عشان تقولي انتي بتاعتي

رسم ابتسامة مرحة مزيفة على شفتيه يعبث في خصلات شعرها برفق:

- دا خيالك يا حبيبتي من كتر قراية الروايات البطل فيها قاسي شرير، بيضحك على البطلة ويطلع قاسي شرير وبعد ما بيتعالج بيكتشفوا أن هو بردوا لسه قاسي شرير.


خرجت من بين شفتيها ضحكات خفيفة مرحة رفعت وجهها تنظر له مبتسمة ليطبع قبلة حانية على جبينها عانقها يهمس لها بشغف:

- بحبك، اوعي تخافي مني ابدا

حركت رأسها ايجابا تغمر وجهها في صدره لتحتل أنفها رائحة عطره الهادئة التي بثت لها احساس رائع بالامان ابتسمت تشدد على عناقه:

- ربنا يخليك ليا يا حبيبي وما يحرمني منك ابداا، خالد أنا عايزة اسافر معاك.


رفع حاجبيه متعجبا للحظات شعر بالقلق تلك الجملة سمعها قبل ساعات من شهد والآن يسمعها من لينا ترى أهي فقط صدفة، أم أنها تعلم شيئا حرك رأسه إيجابا يهمس لها:

- حاضر يا حبيبتي، هاخد اجازة من شغلي ونسافر.


على صعيد آخر في أسيوط تحديدا، جلس مراد وجاسر في غرفة الضيوف، متجاورين ربت جاسر على ساق مراد يردف ببشاشة مبتسما:

- نورت بيت اخوك يا صاحبي

ابتسم مراد يربت على ذراع جاسر يردف:

- منور بأصحابه يا صاحبي، أنا كنت جايلك زهقان بصراحة من اسكندرية قولت اجرب عيشة الريف، وفي مشكلة في حسابات المطعم جبتلك الورق معايا وأنا جاي

قام جاسر يجذب مراد من كفه يتحرك به لخارج الغرفة يقول في مرح:.


- بقولك يا عم مراد احنا مش هنروح من بعض في حتة، تعالي نتعشي الأول وبعدين اعمل اللي تحبه

على طاولة العشاء جلس مراد جوار جاسر، ليجلس امامهم شاهيناز وشروق وصبا، نظر جاسر يبحث عن سهيلة لا اثر لها، وجه انظاره لصبا يسألها:

- اومال سهيلة فين يا صبا

رفعت الأخيرة رأسها عن الطبق أمامها، تنظر لجاسر تردف بخفوت:

- مش عايزة تاكل يا ابيه بتقول مالهاش نفس.


حرك رأسه إيجابا يتنهد يآسا من أفعالها ليجفل على جملة والدته حين اردفت بطيبة كعادتها تحادث مراد:

- منورنا والله يا ابني

ابتسم مراد في تهذيب يقول بنبرة خافتة:

- دا نورك والله يا ست الكل...

ابعد عينيه عن والدة شقيقه ليتجه بها ناحية صبا الصغيرة التقت عينيه بعينيها للحظات لتحمر وجنتي صبا خجلا تخفض رأسها سريعا بينما ابتسم هو في توسع عقله ينسج الكثير من الخطط الشيطانية.


في اليوم التالي تحديدا بعد الظهيرة، كان خالد يتجه إلى مستشفي الحياة يحمل مجلد كبير نوعا اتجه تلقائيا إلى مكتب حسام دق الباب ليدخل، ابتسم حسام ما أن رأي والده ليقم سريعا يعانقه يقول في مرح:

- الا قولي يا بابا صحيح لما الجزمة ب6000 جنية البدلة دي بكام

ضحكت خالد بخفة يصدمه على رأسه من الخلف برفق يقول مبتسما:

- يا واد بطل لماضة أنا مستعجل أصلا، كنت جاي اديك حاجة مهمة.


وضع المجلد امامه على المكتب، كتف ذراعيه أمام صدره يردف في هدوء:

- دي أوراقك يا بيه، من النهاردة اسمك في كل الاوراق الرسمية والحكومية حسام خالد محمود السويسي، وهتلاقي بطاقتك وشهادة ميلادك، وفيزا باسمك في الظرف

ابتسم حسام يفتح الظرف ينظر للأوراق ليعاود النظر لابيه شعر من نظرة عينيه أنه يود قول شيئا آخر واستشف ما هو، ابتسم يقول في هدوء:.


- عارف يا بابا إنت عايز تقول ايه، انا في كل حتة حسام خالد السويسي، ما عدا هنا هفضل حسام مختار عادل

ابتسم خالد لذكاء ابنه يحرك رأسه إيجابا سريعا تنهد يقول:

- لحد بس ما امهدليها الموضوع يا حسام، لينا حساسة جدا وأنا ما اقدرش اقولها الحكاية خبط لزق كدة

ابتسم حسام يحرك رأسه إيجابا يعطي لوالده نظرة هادئة تطمئه:

- عارف يا بابا زيدان يا اما حكالي عن قصة حبكوا الكبيرة، بس قولي الأول الفيزا فيها كام.


قال جملته الاخيرة بنبرة مرح ضاحكة ليضحك خالد بخفة يتجه لخارج الغرفة يقول ساخرا:

- 200 جنية يا خفيف سلام يلا

خرج خالد ليمسك حسام بالمجلد اخرج بطاقته الجديدة ينظر لاسمه الجديد، هوية جديدة استند بجسده على حافة مكتبه يطالع البطاقة في يده للحظات طويلة، مد يده في المجلد ليجد مفتاح سيارة داخل تتعلق به ورقة صغيرة كتب فيها ( عربية عدلة بدل زوبة اللي أنت راكبها دي عرتنا ).


ضحك بخفة لتدمع عينيه لو كانت اخبرته والدته بالحقيقة منذ سنوات لكان تربي بين أحضان والده وليس كغريب يتعرف على نفسه يوما بعد يوم، اجفل من شروده حين هرعت احدي الممرضات إلى غرفته تصيح بهلع:

- دكتور حسام بسرعة حالة ولادة متعسرة، المريضة بتنزف بشكل بشع

القي البطاقة من يده ليهرع إلى خارج الغرفة يقوم بواجبه.


بينما على صعيد آخر، خرجت لينا من غرفة العمليات بعد إجرائها جراحة عاجلة، تحركت تمشي في الممر إلى غرفتها، لتلمح طيف خالد يرحل بعيدا، قطبت جبينها متعجبة لما يرحل، دائما ما ينتظرها حين يأتي هرولت خلفه تنادي باسمه ولكنه قد رحل بالفعل، توجهت إلى موظف الاستقبال تسأله علها فقط تتوهم:

- هو خالد باشا جه من شوية

حرك الموظف رأسه إيجابا ينظر لها متعجبا أليست هي زوجته حمحم يقول في هدوء:.


- ايوة يا دكتورة سأل على مكتب دكتور حسام واعتقد راحله هناك.


ابتعدت عن مكتب موظف الاستقبال تقطب جبينها تتساءل في نفسها، حسام لما آتي لحسام، ولما لم ينتظرها، دون تفكير مرة اخري توجهت لمكتب حسام تفكر طوال الطريق سر زيارة خالد الغريبة لحسام، وقفت امام مكتب حسام دقت الباب عدة مرات لا مجيب، حركت مقبض الباب لتدخل إلى الغرفة لا أحد الغرفة فارغة، تنهدت في حيرة تكاد تأكل عقلها، التفت لتغادر لتلمح عينيها شئ غريب لافت حقا للنظر ملقي على مكتب حسام، مفتاح سيارة لامع تتعلق به ورقة امسكتها تفتحها لتقراء تلك الجملة قطبت جبينها تبتسم في عجب الخط ليس بغريب عليها، الكثير من الاوراق الفوضوية فوق المكتب لمحت تحت بعض الاوراق طرف بطاقة ربما هو الفضول الذي دفعها لالتقاط تلك البطاقة، مدت يدها تود امساكها لتنتفض سريعا حين جاء صوت حسام من خلفها مباشرة يسألها بتلهف:.


- دكتورة لينا في حاجة

التفت له سريعا تبتسم في حرج بما تبرر له أنه كانت تبحث بين أغراضه، وقفت تحمحم لتردف فئ توتر:

- ها لا ابدا، اصل موظف الاستقبال قالي أن خالد عندك فكنت جاية اشوفه

ابتسم حسام في هدوء ليتقدم سريعا من المكتب يلملم الاوراق الخاصة بالمستشفى يخفي البطاقة خلفها وضعها في درجه الشخصي معها المجلد ليغلق عليهم بالمفتاح يردف مبتسما:.


- هو كان جاي لحضرتك ولما مالقكيش جه يستني حضرتك هنا، بس جاله تليفون مستعجل، عن إذن حضرتك عشان في حالة مستعجلة أنا كنت جاي اجيب التقرير بتاعها.


قالها ليخرج من الغرفة يحمد الله في نفسه أنه وصل في الوقت المناسب، بينما ظلت لينا تقف مكانها تفكر، شئ ما خاطئ تشعر به خالد يخفي شيئا وحسام يساعده لما أخفي الاوراق بتلك السرعة وذلك الظرف والعبارة على مفتاح السيارة حلقة مفرغة تدور فيها بلا توقف، تنهدت تخرج من غرفة حسام تفكر فقط تفكر.


في شقة عمر تحديدا في غرفة سارة وسارين كل منهن تجلس على فراشها أمامها الكثير والكثير من الكتب الخاصة بالمادة القادمة التي ستمتحن فيها، سارة تنظر للاوراق امامها شاردة فيه لم تتكن تتخيل أبدا، إن يحتل جزء من تفكيرها، بل ربما تفكيرها كله، تراه تقريبا بعد كل امتحان يقف بسيارته بعيدا يبحث عنها بعينيه كأنه فقط يود أن يطمئن أنها أجابت بشكل صحيح ابتسامة صغيرة احتلت شفتيها اجفلت على صوت دقات رسالة قادمة إلى هاتفها فتحتها لتجد عدة رسائل منه هو، فضول هو فقط فضول فتحتها لتجد الكثير من الصور صفحات بها الكثير من الكلمات في نهاية تلك الصور الكثيرة رسالة قصيرة منه.


( دي ملخصات ساهلة لمادة الأحياء، دي المادة الوحيدة اللي قدرت افهما بما دكتور وكنت فاشل في العربي )

توسعت عينيها في دهشة لتعيد فتح تلك الصور من جديد هل قام بعمل تلخيص للمادة بأكملها لأجلها، لم تعرف بما تردف صدمة قوية الجمت تفكيرها، لتجد يدها تتحرك تلقائيا تكتب كلمة واحدة ( شكرا )

رأي رسالتها ولم يرد، وكأي انثي تعشق النكد اغتاظت من تلك الحركة لتشد على أسنانها تهمس في حنق:.


- دا ما بيردش عليا، أنا غلطانة اني عبرته ورديت عليه الأول

فتحت الصور من جديد تنظر للصفحات لتتنهد تهمس بكبرياء:

- عارف لولا عامل ملخصات سهلة أنا كنت عملتلك بلوك وقولت لعمو خالد.


بينما بالقرب منها على فراش سارين تجلس على فراشها تركيزها بأكمله منصب على الأوراق امامها تود لو تنتهي الامتحانات اليوم قبل الغد، حتى تجتمع معه لا تصدق كأنه فقط حلم جميل تتمني الا تستيقظ منه ابدا، اجفلت على صوت رنين هاتفه لتجده هو التقطت أنفاسه التي تهرب ما أن يضئ اسمه على شاشة الهاتف، وضعت الهاتف على اذنها حمحمت تهمس خجلة:

- احم السلام عليكم ازيك يا عثمان.


سمعت ضحكة خفيفة تصدر منه ليرد عليها بصوت ضعيف مجهد:

- وعليكم السلام، أنا بخير الحمد لله

انقبض قلبها من صوته الضعيف نبرته المتهكالة لتتحرك من الفراش اتجهت إلى الشرفة وقفت فيها تسأله سريعا قلقة:

- مالك يا عثمان صوتك تعبان اوي

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه تنهد يهمس لها:

- الجلسة بتاعت العلاج الطبيعي كانت مرهقة شوية ما تقلقيش.


هي لم تكن فقط مرهقة بل كانت بشعة صعبة لدرجة أنه بكي ما أن انتهي الطبيب وخرج عاد يسألها:

- المهم انتي طمنيني، عاملة ايه في امتحاناتك

ارتسمت ابتسامة حزينة مشفقة على شفتيها قلبها يكاد يتفتت من حزنها عليه، ادمعت عينيها تحاول أن تتحكم في نبرة صوتها الباكية:

- تمام الحمد لله، بس بجد كويس أنك بدأت جلساتك

سمعت ضحكته الساخرة ليردف بعدها متهكما:.


- هي جلسة واحدة وحلفت ما هي متكررة تاني، انا مش لاقي صحتي في الشارع، المهم انا كنت متصل اطمن عليكي، بما أن كله تمام، هنام لأني مش قادر افتح عينيا من التعب

ودعته تغلق معه الخط تنهدت حزينة تنظر لشاشة هاتفه ابتسمت تردف بخفوت:

- تصبح على خير يا حبيبي.


عادت تكمل ما كانت تفعل لتجد والدتها في الغرفة تجلس على فراشها، وسارة امامها طبق كبير به بعض الشطائر وكوب حليب كبير، ومثله على فراشه جلست على فراشها لتقترب والدتها منها تسرح شعرها بأصابعها برفق تسألها بحنو:

- كنتي بتكلمي مين يا حبيبتي

نظرت لوالدتها للحظات في صمت لتعاود النظر في الأوراق أمامها حمحمت تردف متوترة:

- عثمان كان بيطمن عملت ايه في الامتحان.


تنهدت تالا حانقة هي غير راضية تماما عن علاقة ذلك الشاب بابنتها، مدت يدها برفق تبسطها أسفل ذقن سارين ترفع وجه ابنتها ليواجهها ابتسمت تردف في هدوء:

- سارين انتي فعلا شايفة أن عثمان هو الشاب المناسب ليكي، عثمان اللي كنا بنشوفه كل يوم والتاني مع بنت شكل، هتقوليلي تاب ومش هيعمل كدة تاني، طب ما هو يمكن لما يرجع يمشي تاني يرجع زي الاول وساعتها هيركنك على الرف...


حركت سارين رأسها نفيا بعنف تنفي ما تقول والدتها لتكمل تالا كلامها:

- هيبقي شكلك حلو وهو قاعد جنبك على الكوشة بالكرسي ابو عجل، حبيبتي ربنا يشفيه بس دا عاجز يا سارين، هيعرف ياخدك وتتفسحوا في شهر العسل مثلا دا ابسط مثال، يا سارين صدقيني في ألف شاب أحسن من عثمان ألف مرة، عثمان ما ينفعكيش يا سارين الناس هتتريق عليكي يا بنتي، فكري في كلامي من هنا لحد ما تخلصي امتحاناتك، وانتي حرة يا سارين.


ربت تالا على رأسها برفق لتتركها وتخرج من الغرفة تاركة خلفها عاصفة افكار قوية زرعتها في عقل ابنتها تزعزع ثبات قلبها الصغير العاشق.


في الحمام الخاص الملحق بغرفتهم في الفندق وقفت أمام المرآه تنظر لانعاكس صورتها بذلك الفستان الرقيق تلتف حول نفسها ابتسمت تشجع نفسها لتلتقط مئزر المرحاض القطني ترتديه فوق ملابسها، تفكر فئ شئ ما تقوله له ليخرج عدة ساعات من الغرفة لتكمل هي تجهيز مفاجئتها الخاصة، خرجت من المرحاض لتراه يأخذ الطعام من خدمة الغرف، جاء بصحبة الطعام ورقة دعوة لحفلة ستقام بعد قليل، ابتسمت هي تمسك بالورقة، اقتربت منه تقبل خده تحرك الورقة امام وجهه:.


- في حفلة كمان نص ساعة

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يقبل وجنتها يهمس لها بحنو:

- تحبي ننزل

حركت رأسها نفيا لفت ذراعيها حول عنقه تلاعب خصلات شعره برفق تردف مبتسمة:

- احبك أنت تنزل شوية...

قطب جبينه متعجبا من كلامها لتقف على اطراف أصابعها تهمس جوار أذنه بخفوت:

- اصلي بصراحة عايزة اجهز حاجة ومش هتنفع وأنت هنا فممكن تنزل شوية على ما اخلص.


ابتسم لها في عشق يحرك رأسه إيجابا لتعانقه بسعادة أمسكت بيده تدفعه إلى الغرفة تردف بتلهف:

- يلا غير هدومك بسرعة وانزل ولما ارن عليك اطلع

ضحك عاليا توجه لداخل الغرفة بينما تقف تنتظره بالخارج خرج بعد دقائق يرتدي قميص اسود وسروال من نفس اللون من خامة الجينيز قضمت اظافرها في غيظ توجهت ناحيته تمسكه من تلابيب ملابسه تهمس حانقة:.


- عارف لو بصيت لواحدة من السياح وأنت مز كدة، هطلع جينات عيلة السويسي كلها تخيل بقي هعمل ايه

ضحك يقرص أرنبة أنفها برفق لتدفعه ناحية باب الغرفة تهتف بتلهف:

- ما تطلعش قبل ما ارن عليك، وما تبصش لواحدة غيري لاقتلك...

ابتسم يآسا يتحرك لأسفل، بينما هرولت هي سريعا خلعت المئزر القطني ليظهر فستانها تحته ابتسمت في حماس، لتتوجه سريعا تعد المفاجأة.


بينما اتجه هو لأسفل جلس على احدي الطاولات يراقب الحاضرين بملل معظمهم رجال اعمال بصحبة سدياته تفنن في اظهار اجسادهن من تحت تلك الملابس التي تعري ولا تستر

وجد نفسه يقارن بينهن وبين معشوقته

نظراتهن الجريئة المغوية مقابل نظرة عينيها الخجولة

ملابسهن الفاضحة مقابل ملابسها البرئية التي تشببها

ضحكات عالية رقيعة، ضحكات خفيفة لطيفة تمس اوتار قلبه، لم يفتن بأي منهن هي فقط.


من رجحت كفة عشقها في قلبه لتتغلل في كل خلية في جسده لتقيده بقيود عشقها الخاصة، اجفل على صوت النادل جواره يسأله باحترام:

- مساء الخير يا افندم تحب حضرتك تشرب ايه، عندنا wine هايل في فودكا وفي...

قاطعه زيدان قبل أن يكمل سيل ما يقول:

- عصير أناناس

قطب النادل جبينه متعجبا مما قال ليرد في دهشة:

- عصير أناناس!

رفع زيدان حاجبه الأيسر مستهجنا ما فعل ابتسم يردف ساخرا:

- اه، عندك مانع.


حرك النادل رأسه نفيا سريعا حمحم في حرج يهتف سريعا:

- لاء طبعا، ثواني يا افندم.


قالها ليرحل من امامه بينما ظل زيدان يجوب المكان بعينيه ينظر للحضور باشمئزاز، ينظر لهاتفه بين لحظة واخري ينتظر مكالمتها، فتح هاتفه يشاهد الصور التي التقطاها معا، ليضع له النادل كوب العصير جواره على الطاولة، التقطته يشكر النادل يرتشف منه وهو يشاهد تلك الصور وابتسامة واسعة تغزو شفتيه، دقائق هي فقط دقائق وبدأ يشعر برأسه يثقل وحرارة لاهبة تنبعث من جسده، دقاته سريعة تتضارب بعنف جسده يتعرق كأنه يقف تحت أشعة الشمس الحارقة، حرك رأسه نفيا بعنف يحاول أن يستيقظ من تلك الحالة التي تملكته، لحظات وبدأ يشعر بجسده يترنح بعنف، قام يحاول التحرك، بدأ يضحك بصوت عالي بهستيريا ينظر له الجميع ببرود ذلك المشهد معتاد في مثل تلك الحفلات، توجه إلى غرفته بالكاد يستطيع التحرك لحق به أحد العمال يسنده يسأله:.


- حضرتك كويس يا بيه

دفعه زيدان بعنف نظر له يضحك بصخب ليهتف فيه بحدة:

- أنا رايح للوليا حبيبتي، ابعد عني

بدأ يتحرك يستند على الجدران عقله انسحب تماما خاصة مع تلك الحرارة اللاهبة التي تحرق كسجده كالنيران، وقف أمام غرفتهم بالكاد عرفها، قضي عشر دقائق كاملة يحاول فتح الباب، وأخيرا فتحه، دخل يترنح في مشيته يصيح باسمها بصوت عالي:

- لولياااااااااااا، لولياااااااا.


خرجت لينا فزعة على صوته الغاضب كانت تشمط خصلات شعرها تركت المشط من يدها تهرول الخارج قطبت جبينها قلقة ما أن راته بلعت لعابها تسأله بحذر:

- زيدان أنت طلعت ليه أنا لسه ما اتصلتش بيك، زيدان مالك يا زيدان أنت كويس.


انتفض قلبها خوفا تعود للخلف بحذر حين رأته ينظر لها بتلك الطريقة كأنه حيوان مفترس وجد فريسته للتو، تأكدت في تلك اللحظة أن به شئ خاطي هرولت إلى الغرفة تحاول إغلاق بابها لتصرخ فزعة حين دفع الباب من الخارج بعنف، دخل إلى الغرفة يقف حائلا بينها وبين الباب ابتسم في توسع إبتسامة شيطانية يردف بتلذذ:

- لوليا، بحبك..


الفصل السابع والاربعون والثامن والاربعون من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا

تعليقات