رواية أسير عينيها
الفصل السادس والاربعون 46 الجزء الثاني
بقلم دينا جمال
جلست فريدة جوار زينب على الأريكة تنساب دموعها بصمت، لتهتف زينب بقلق: مالك يا فريدة ايه اللي حصل انتي متخانقة انتي وجاسم طيب
هزت رأسها ايجابا هتفت بنحيب: جاسم يا زينب جاسم طلع متجوز عليا
شهقت زينب بعنف تضرب بيدها على صدرها: يالهوي، متجوز عليكي مين وامتي وازاي دا حصل
قبل بضع ساعات.
كان مستطحا على فراشه ينظر للفراغ بشرود يعيد حساباته من البداية عمره يمر امام عينيه كشريط سريع عرف نفسه جيدا، شخص اناني انتهازي لا يهمه سوي مصلحته يحقد على ذلك الرجل فقط لأن ابنته تحبه، لينتهي به الحال يتآمر ليأذي ابنته او بمعني آخر ليعيدها إليه كما صور له شيطانه حتى يبرر لنفسه أفعاله الدنيئة، انتبه من شروده على صوت زوجته بجانبه: خير يا جاسم أنت كويس.
هز رأسه نفيا بشرود، لتهتف هي سريعا بقلق؛ مالك يا جاسم انت تعبان اطلبك دكتور
اخذ نفسا عميقا يزفره بحرارة يهتف بشرود: أنا وحش اوي يا فريدة، أنا اسوء بني آدم على وجه الارض، فضلت آذي في بنتي وأنا فاكر ان أنا كدة بحبها، فاكر انها لما تكرهه هتحبني.
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها: دلوقتي بس فهمت أنك كنت بتأذيها، مش أنت بس اللي اذيتها، أنا كمان ساعدتك بصمتي وسلبيتي في حق بنتي لما كنت بقول في نفسي جاسم بيحب بنته ومستحيل يأذيها، حاولت اكفر عن ذنبي لما اشتركت مع محمد في اللعبة اللي رجعتها لخالد تاني
نظر لها بندم يهمس بألم: مش لينا بس اللي اتأذت بسببي، شمس كمان اتبهدلت كتير بسببي
عقدت جبينها باستفهام تسأله بقلق: شمس مين.
ابتسم بمرارة: من اكتر من عشرين سنة لما كنت لسه محامي صغير بكون نفسي عشان اكبر ويبقي ليا اسم، كنت بتدرب في مكتب محامي كبير كنت بسافر بالشهور وما برجعش غير يومين بس كل كام شهر، كنت دايما بلح عليكي انك تجيبي لينا وتيجي تعيشي معايا وانتي دايما كنتي بترفضي بحجة أن لينا متعلقة بخالد ومش هتقدر تبعد عنه
هزت رأسها ايجابا بقلق: ايوة دا حصل بس أنا ليه بتفتح في كلام قديم مر عليه سنين طويلة
واتقفل.
هز رأسه نفيا بهدوء: ما اتقفلش الماضي كان فيه إنسان أناني كان مستعد يدوس على اي حد عشان مصلحته، كنت محتاج احس ان في حد معايا بيشاركني حياتي، وكانت هي روحية بنت عم عبده عامل البوفية، بنت جميلة أوي الف مين بتمناها، عرضت على ابوها مبلغ كبير مقابل أني اتجوزها في السر.
شهقت فريدة بفزع تنظر له بذهول ليكمل بألم؛ 3 شهور وبعد كدة قررت اخدكوا واسافر، طلقتها غيابي من غير ما اشوفها، يمكن لو كنت شوفتها ساعتها ما كنتش طلقتها لأنها للأسف كانت حامل، وخلفت شمس، شمس اللي ماعهاش حتى ابتدائية من قلة الفلوس، شمس اللي قبل ما تم حتى عشرين سنة اتجوزت واحد اكبر مني عشان فلوسه واحد بيضربها ويعذبها، شمس اللي لولا خالد كانت هتفضل في العذاب دا طول عمرها، أنا لازم ارجع بنتي لحضني لازم اعوضها عن اللي فات، مش هفضل طول عمري اجمع في فلوس واكبر في اسمي وبناتي حياتهم بايظة بسببي.
وقفت فريدة تنظر له بذهول تصرخ بألم: إنت ايه يا اخي نمرود ولا فرعون ولا اييييييييه، دلوقتي ضميرك صحي كان فين ضميرك وأنت بتتجوز عليا، قصرت في حقك في ايه، ليه حرام عليك والست الغلبانة اللي أنت رمتها دي ذنبها ايه، منك لله يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك، طلقني يا جاسم
هز رأسه نفيا بعنف نظر لها بندم يهتف سريعا: فريدة سامحيني أنا آسف.
ابتسمت ساخرة: لاء يا جاسم أنا اللي آسفة، آسفة اني ضيعت سنين عمري مع شيطان، آسفة إني خلفت بنت شافت منك المر والويل، آسفة على كل لحظة حبيتك فيها، طلقني يا جاسم ودا آخر كلام عندي، وابعد عن بنتي كفاية كدة
Back.
هتفت باكية: طلعت على المطار عشان اسافر لأمي بس مالقتش طيارات طالعة تركيا غير بعد يومين
ربطت زينب على كتفها بحنان: دا بيتك يا فريدة، هاتي لوليتا وتعالي معايا ارتاحي انتي شكلك تعبان وبكرة بإذن الله ربنا كل حاجة هتبقي كويسة.
اوصلت زينب فريدة إلى احدي الغرف تركتها لتهدأ قليلا لتنزل هي إلى أسفل تحمل الصغيرة جلست على الأريكة تهتف مع نفسها؛ عيني عليكي يا فريدة الناس كلها خيبتها السبت والحد وانتي خيبتك ما وردت على حد
لتجد محمود يهتف من خلفها بمرح: مش معقول يا زينب كل ما ادخل اللاقيكي بتكلمي نفسك، ايه دا لوليتا
اخذها من بين ذراعي زينب يداعبها بحنان اجلسها على قدميه ينظر لزينب يسألها بجد: ايه اللي حصل.
تنهدت بحزن تهتف بضيق: اقولك ايه بس منك لله يا جاسم يا ابن أم جاسم الراجل الواطي بعد السنين دي كلها يطلع كان متجوز على فريدة وعنده بنت من مراته التانية
هز رأسه إيجابا بهدوء يحثها على الإكمال: وبعدين
مصت شفتيها بتهكم: ولا قبلين فجاءة ضميره صحي واعترف لفريدة انه كان متجوز، ففريدة طلبت الطلاق وكانت عايزة تسافر عند أمها تركيا بس مالقتش طيارات غير بعد يومين فأنا قولتلها تفضل هنا.
هتف بجد: تمام كدة احسن بردوا، وأنا هروح لجاسم وافهم منه
ابتسمت بحب: طب يا حبيبي اطلع غير هدومك على ما احط الغدا
غمز لها بوقاحة: حبيبي لالالا انتي بتجرجيني للرذيلة وأنا بصراحة بحبها
اتسعت عينيها بخجل من وقاحته: يا راجل عيب اختشي مش كفاية آخر مرة الواد عمر شافنا، وبعدين عيب البنت الصغيرة.
لاعب حاجبيه بعبث يهتف ساخرا: البت الصغيرة دي ابوها بيعمل انيل من كدة هيطلع البت منحرفة، ابنك وانا عارفه كويس ما شافش ربع ساعة تربية
دفعته بضيق تدافع عن ولدها: لاء على فكرة بقي أنا ابني متربي احسن تربية دا بيتكسف من خياله
اتسعت عينيه بدهشة يهتف ساخرا: لاء هو فعلا خجول لدرجة انه اتجوز اربع مرات بس، فاكرة يوم عيد ميلاده لما
فضحنا ابن المفضوحة قدام الناس كلها.
لكزته في كتفه تجز على أسنانها بغيظ: مفضوحة هااا روح يا محمود مالكش كلام معايا تاني
كادت ان تقوم ليجذب يدها سريعا يبتسم بخبث يغمز لها بوقاحة: انتي زعلتي ولا ايه يا زوزو دا انتي اللي في الحتة الشمال
ابتسمت بدلال: يا راجل عيب بقي بطل قلة أدب
هتف بمكر: احنا قلة الأدب فينا بس ربنا هادينا.
اوعي بابا الروش اوي، هتف بها عمر بمرح وهو يدخل من باب المنزل لينظر محمود له بغيظ يهتف بضيق: انت ايه اللي جابك يا زفت مش قولت عندك شغل كتير وهتتأخر، مش عارف استفرد بامك شوية
لاعب حاجبيه بمرح يبتسم بخبث: وأنت بتستفرد بيها في الصالة ليه، ليهتف بحسرة مصطنعة: ابهات آخر زمن ابويا وامي في الصالة يالا هول الصاعقة، ايه الاوفر دا ما عادي يعني ما هم متجوزين.
اعطي الصغيرة لزينب يهتف بتوعد: دا ما ينفعش معاه الشبشب دا هياخد بالحزام على وش امه، خد هنا ياض
فر عمر هاربا يضحك بمرح وخلفه والده، لتضحك زينب على افعالهم الطفولية نظرت للصغيرة التي تضخك ببراءة لا تعي ما يحدث حولها لتبتسم بمكر حملتها متجهه بها إلى اعلي.
اتسعت عينيها بدهشة لا تصدق أن هو من يقف أمامها نطقت بصعوبة: بابا
هز رأسه إيجابا بألم ينظر لها نظرات غريبة مزيج من الندم والشوق والالم، نظر لاسلام الواقف بجانبه يهمس بارتباك: ممكن تسيبوني مع بنتي شوية
هز إسلام رأسه إيجابا، اتجه ناحية والدته ياخذها ليخرج بها من الغرفة التفت إلى جاسم يهتف بتحذير: إياك تزعلها، شمس حامل والدكتورة قالت الزعل غلط عليها.
هز رأسه إيجابا بلهفة ليخرج إسلام من الغرفة مغلقا الباب خلفه، صمت ساد المكان اقترب ناحية فراشها يجلس جوارها لتشيح بوجهها بعيدا تكبح دموعها لتشعر به يبسط كف يده على بطنها برفق يهمس بحنان؛ مبروك يا حبيبتي
ابعدت يده ببرود ظلت تنظر بعيدا لتهمس بصوت مختنق باكي: إنت عاوز مني ايه
انسابت دموعه ألما يهمس بندم؛ عايزك تسامحيني يا بنتي.
نظرت له بألم لتنساب دموعها رغما عنها لتهتف ساخرة: اسامحك بالسهولة دي، أنا عمري ما هسامحك، انت مستحيل تكون اب ولا حتى بني آدم، أنا شوفت الذل والويل بسببك كنت بتبقي نايم في قصرك على سريرك وأنا نايمة على البلاط في عز التلج
هتف بانفعال يحاول تبرير موقفه وهو يبكي: أنا ما كنتش اعرف ان عندي بنت والله ما كنت اعرف.
صرخت بألم: عذر اقبح من ذنب، ذنبها ايه أمي الست الغلبانة أنها وثقت فيك وحبتك ورضيت تتجوزها في السر، عشان ترميها رمية الكلاب من غير حتى ما تشوفها ولا حتى تسأل عنها، ولما عرفت ان عندك بنت دا ما كنش من قريب على فكرة انا حامل في الشهر الرابع ليه ما فكرتش تسأل عني ليه ما جتليش ولا مرة، أنا عمري ما هسامحك
اتسعت عينيها بدهشة حينما جذب كف يدها يقبله يهتف بألم: ابوس ايديكي يا بنتي سامحيني.
جذبت يدها سريعا تنظر له بذهول ليكمل بألم: آخر مرة تعبت فيها الدكتور قال لاختك إن عندي ذبحة صدرية، أنا اللي قولتله يقول كدة الحقيقة ان عندي سرطان في الدم وما فضلش في عمري كتير، مش عايز اموت وانتي زعلانة مني يا بنتي
شهقت بفزع تضع يدها على فمها تهز رأسها نفيا بعنف لتضربه بقبضتيها على صدره تصيح بألم
: ليييه ليييه دا أنا ما صدقت بقي ليا أب ليه عايز تشمي تاني ليه عايز تسيبني تاني.
امسك قبضتيها يبتسم بحزن: أنا عايزك بس تسامحيني يا بنتي واللي انتي عيزاه بعد كدة انا هعمله
نظرت له بألم للحظات لتندفع تلقي رأسها في صدره تعانقه بقوة تنتحب كطفلة صغيرة وهو يمسد على شعرها بحنو هتفت من بين دموعها بألم: أنا مسمحاك بس انت افضل معايا.
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه ليخرجها من بين ذراعيه يمسح دموعها برفق: كفاية عياط، اسلام قالي الزعل غلط عليكي عشان اللي في بطنك، ايه رأيك تيجي تعيشي معايا في الفيلا
همست بقلق: واسلام!
ابتسم بهدوء: يجي معانا
هتفت بحيرة: مش عارفة إسلام هيوافق ولا لاء
ربط على شعرها برفق: مالكيش دعوة باسلام أنا هقنعه يوافق، المهم انتي موافقة.
هزت رأسها ايجابا تبتسم ببراءة ليبتسم بحزن: تعرفي يا شمس ان فيكي شبه كبير من لينا نفس برائتها وطيبتها، قرص ذقنها برفق: وزي القمر زيها
لتسأله بلهفة: هي لينا فين صحيح، بقالي كتير ما شوفتهاش
شردت عينيه بألم يبتسم بتصنع: لينا مسافرة مع جوزها هترجع قريب إن شاء الله
هتفت بخجل: هو أنا ممكن اطلب من حضرتك
هز رأسه إيجابا سريعا: اومري يا حبيبتي من الف لمليون تحت أمرك.
ابتسمت بيأس تهز رأسها نفيا: الدنيا مش كلها فلوس يا بابا، أنا عايزة أنام في حضن من وأنا صغيرة وكان نفسي أنام في حضن بابا
ابتسم بسعادة يهز رأسه إيجابا ليخلع حذائه ويتسطح جوارها يأخذها بين احضانه يلاعب خصلاتها بحنان، همس بألم؛ تعرفي ولا مرة لينا قالتلي أنا عايزة أنام في حضنك، كانت دايما بتنام في حضن خالد ومن هي بيبي صغيرة.
رفعت وجهها تنظر له ببراءة تهمس بهدوء: طب ليه حضرتك ما روحتش ولا مرة خدتها وقولتلها تعالي نامي في حضني يا حبيبتي
عقد جبينه بتعجب، صحيح لما لم يفعل ذلك لما يبدأ هو، لما انتظر البداية من طفلته الصغيرة تنهد بألم ليضم الاخري بحنان.
وقفت خارج صالة المصارعة امام محمد تسأله بحيرة: خير يا محمد
تنهد بضيق يهتف بهدوء: بصي يا لينا أنا وخالد وزيدان وحاتم كنا أعز أربع اصدقاء من زمان أوي زيدان توفاه الله في عملية من العمليات
همست بحزن: الله يرحمه
محمد: آمين يا رب، بعد زيدان ما مات كنا مثلث الشر زي ما بيقولوا زيدان كان الطيب اللي فينا
عملنا كل إلى نفسنا فيه بس من غير طبعا ما نغضب ربنا.
حاتم كان خاطب بنت كان اسمها سمرا على حد ما اتذكر آه تقريبا كان اسمها سمرا و كان بيحبها جدا
بعد خطوبتهم بأسبوع، كنت قاعد أنا وخالد على قهوة مستنين حاتم موبايل خالد رن فبيرد لقي سمرا خطيبة حاتم
خالد: ايوة مين معايا
سمرا بلهفة: أنا سمرا يا خالد
عقد جبينه يسألها بتعجب: سمرا مين
سمرا: خطيبة حاتم
حمحم بتعحب: احم آه ازيك يا آنسة سمرا
هتفت بلهفة: سمرا بس يا خالد، خالد أنا مش عارفة افكر في حد غيرك، أنا بحبك.
هتف بحدة: انتي اتجننتي ايه إلى انتي بتقوليه دا
سمرا: بقول الحقيقة أنا بحبك يا خالد، بحبك أوي مش عارفة اتعامل مع حاتم مش شيفاه هو دايما شيفاك مكانه
صرخ باشمئزاز: انتي اقذر من اني ارد عليكي، واغلق الخط سريعا وقص على محمد ما حدث
محمد: هنقول لحاتم
زفر بضيق: مش عارف حقيقي مش عارف
باااااك
هتفت بحدة: ايه البجاحة دي ازاي تعمل كدة
محمد: خالد ساعتها قالي اننا ما نقولش لحاتم، لحد ما نشوف هنتصرف ازاي.
لحد ما جه اليوم الأسود راحت الزفتة إلى اسمها سمرا قالت لحاتم أنها حامل، وأن خالد ضحك عليها وعمل معاها علاقة
اتسعت عيني لينا بذعر: لا لا لا مستحيل خالد يعمل كدة
محمد: هو فعلا ما عملش حاجة حاتم راح يومها لخالد وفضلوا يتخانقوا والأثنين طحنوا بعض حوشت بينهم بالعافية وحاولت افهم من حاتم حكالي على إلى قالتهوله سمرا.
صرخ خالد غاضبا: وأنت ازاي تصدق اننا أعمل كدة انا بردوا هخون صاحبي
حاتم غاضبا: وهي هتكدب ليه
هز رأسه إيجابا بهدوء: ماشي يا صاحبي هي مش كدابة كلمها واعرف منها أنا عملت معاها كدة أمتي ولا يوم ايه
وانا مسؤول أنك تعرف كل إلى حصل في اليوم اللي هتقول عليه وبالشهود
حاتم غاضبا: ماشي يا خالد الماية تكدب الغطاس
بااااك.
محمد: وعشان هي كدابة وربنا كشف كدبها اليوم إلى هي قالت عليه كان يوم كتب كتاب خالد على رحاب وفضلنا سهرانين احنا الثلاثة لوش الصبح مع بعض وبتنا كلنا عند خالد
لينا: وايه إلى حصل بعد كدة
محمد: حاتم نزل ضرب فيها فاعترفت له أنها بتحب خالد وأنها حاولت تجذبه ليها اكتر من مرة ولكنه رفض
هتفت بضيق: يا بجاحتها وبعدين الهانم نيلت ايه تاني
محمد: انتحرت
شخصت عينيها بصدمة: انتحرت، ليه.
محمد: عشان خسرت حاتم وما عرفتش تطول خالد
هتفت بتعجب: تقوم تنتحر
محمد: ومن الحب ما قتل
لينا: طيب ليه حاتم بيقول انه ليه طار عند خالد
محمد: من ساعة ما سمرا ماتت وحاتم مقتنع ان خالد السبب في موتها وأنها لو ما كنتش شافته ما كنتش حبته ولا انتحرت
رفعت حاجبيها بدهشة تهتف بتعجب: دا مجنون ايه الهبل دا
محمد: من ساعتها وخالد وحاتم اتحولوا من اصدقاء لأعداء، عشان كدة حاتم جه هددك النهاردة
شهقت بصدمة: أنت عرفت منين.
محمد: ريان قالي ما تشغليش بالك أنا هخلص الموضوع دا على بكره بالكتير
لينا مبتسمة: متشكرة اوي يا محمد
وانا ماليش نصيب في الابتسامات إلى بتتوزع دي
هتفت ببرود: لاء ما فيش
عض على شفتيه بغيظ يهتف ببرود ظاهري: بقالكوا ساعة بترغوا دي المباراة خلصت
محمد؛ ومين إلى كسب
خالد: علاء، يلا عشان نتعشي
لينا: لاء انا مش جعانة عن اذنكوا أنا طالعة انام
خالد: ما فيش نوم من غير عشا.
ابتسمت ببرود: اعلي ما في خيلك اركبه أنت مش هتمشي كلامك عليا
زمجر غاضبا: لينا، اتظبطي لاظبطك
وقفت امامه تصرخ بحدة: هتعمل ايه هتجلدني ولا هتكسر دراعي ولا هتغتصبني حدد بالظبط نوع العقاب
هتف محمد سريعا محاولا تهدئه الوضع: صدقيني يا لينا خالد اتغير
ابتسمت ساخرة: وأنا كمان اتغيرت عن اذنكوا
تركتهم ورحلت غاضبة فدفع محمد خالد في كتفه يهمس بحدة: وراها.
هرول خلفها يهتف بلهفة: لينا لينا استني أسرع في خطواته إلى أن وصل اليها وامسك ذراعها: استني يا لينا
لينا غاضبة: افندم
همس بندم: لينا أنا آسف والله ما هزعلك تاني بس سامحيني
صاحت بحدة عشم إبليس في الجنة
ابتسم بحنان: لاء عشم خالد في قلب لوليتا الأبيض.
بلعت لعابها بصعوبة تنظر لابتسامته الدافئة يصرخ قلبها بألم، تود احتضانه بقوة ليصرخ عقلها يوقظها لتجذب يدها من يده بعنف تصرخ غاضبة: سيب دراعي يا خالد، انت ايه يا اخي ما بتحسش بقولك بكرهك، بكرهك حل عني بقي
فرت هاربة إلى غرفتها توصد بابها جيدا تبكي بألم فهي تقول اكرهك وقلبها يقول اعشقك تقول ابتعد عني وقلبها يهتف برجاء لا تتركني.
حمزة يا حبيبي، هتفت بها زينب بابتسامة واسعة وهي تدخل من باب الغرفة لتجد مايا تجلس بعيدا عنه وهو يشاهد التلفاز بخواء
امتعضت بتعجب: انتوا قاعدين كدا ليه دا منظر عرسان دا، قومي يا مايا تعالي معايا عشان نحضر الغدا
هزت رأسها ايجابا سريعا لتتجه زينب ناحية حمزة تضع الصغيرة على بطنه تهتف بحزم: وأنت خد بالك من لوليتا.
اتسعت عينيه بدهشة فتح فمه ليعترض ليجد والدته قد خرجت بالفعل، نظر للصغيرة الجالسة على بطنه بضيق ليجدها تنظر له بدهشة تضحك ببراءة، ليجد نفسه يبتسم رغما عنه اتسعت عينيه بدهشة حينما وجدها تميل بجسدها على صدره تنام عليه براحة وكأنها مهدها الواسع ليضع يده برفق على رأسها يربط على شعرها القصير بحنان تعجب هو منه احضر الغطا يضعه عليها وهي نائمة فوق صدره برفق يهمس بحنان: نامي صغيرتي، احلام حلوة مثلك.
تأكد أنها نامت لينسحب من جوارها برفق تحرك بهدوء يخرج من باب الغرفة، ليجد إسلام يقف امامه سألها بلهفة: شمس كويسة
همس بصوت خفيض: ما تقلقش دي بنتي هي نايمة ممكن اتكلم معاك كلمتين
هز رأسه إيجابا ليصطحبه إلى صالة المنزل الصغيرة هتف جاسم بهدوء: بص يا ابني أنا واحد مريض ايامه في الدنيا بقت معدودة، فمعلش لو تسمح الكام يوم اللي فضلنلي اخد بنتي تعيش معايا.
هتف إسلام بحزن: ولو انه هيبقي صعب اني أعيش من غيرها بس أنا ما عنديش مانع
هتف جاسم سريعا: مين قالك انك هتعيش من غيرها، شمس مش هترضي تيجي من غيرك
اراد ان يعترض ليهتف جاسم سريعا: عشان خاطرها وخاطري هي أيام وهترجعوا لحياتكوا تاني
هز رأسه إيجابا امام نظرة الرجاء والندم التي تحتل عيني ذلك الرجل.
في المعسكر ليلا في غرفة حاتم دقات على باب الغرفة فتح ليجد محمد امامه وقبل أن ينطق بحرف كان كف محمد يهوي على وجهه بعنف اتسعت عيني حاتم بدهشة ليهتف محمد بحدة: من امتي واحنا بندخل الحريم في مشاكلنا يا صاحبي رايح تهدد مرات صاحبك انت عارف لو خالد عرف هيعمل فيك ايه
صرخ حاتم بغضب: هو السبب في موتها.
امسك من تلابيب ملابسه يصرخ بحدة: انت مصدق نفسك مصدق ان خالد يخونك أنت بنفسك اتأكدت انها كدابة محمله ذنب مالوش علاقة بيه ليه، نفضه بعنف يهتف ببرود: ما تزعلش من اللي هعمله
خرج محمد ليتهاوي هو ارضا يتذكر اخر مقابلة بينهما
اتسعت عينيه بذعر وهو يراها واقفة فوق ذلك السطح تود إلقاء نفسها من فوقه
هتف بذعر: سمرا لا يا سمرا عشان خاطري لاء.
صرخت بجنون: انت مالكش خاطر عندي أنا ما بحبكش وعمري ما حبيتك من زمان وانا بحبه هو اتخطبتلك عشان ابقي قريبة منه بس هو ما بيحبنيش
في لحظات كان جسدها يهوي ارضا
فاق من شروده يصرخ بألم: انت السبب لو ما كنتش حبتك ما كنتش ماتت وسابتني.
في تلك الفيلا الصغيرة
جلس رفعت على كرسي صغير أمام ذلك الرجل يهتف بخبث: فهمت يا مسعد
مسعد بخبث: ما تقلقش يا باشا دا أنا مسعد الجن اللي رصاصته عمرها ما خابت أبدا
رفعت: حلو اخفي انت بقي لحد ما ابلغلك بالميعاد والمكان
رحل ذلك الرجل ليبتسم رفعت بشر يهتف بتوعد: نهايتك قربت اوي اوي يا خالد!
دخل منزله ليلا يصفر ببرود اغلق الباب التف ليدخل إلى الغرفة لتتسع عينيه بدهشة حينما رآها حورية فاتنة بلع ريقه بارتباك ليجد قدميه يتحركان ناحيتها رغما عنه جلس على ركبتيه أمامها يبعد خصلاتها الثائرة التي تغطي صفحة وجهها الهادئة البريئة، فتحت عينيها بثقل تسبل جفنيها بدهشة مصطنعة تهمس بنعومة: على، إنت جيت امتي.
حمحم بجد يستعيد بروده من جديد ليقف امامه واضعا كفيه في جيبي بنطاله يهتف ببرود: لسه جاي دلوقتي، أنتي ايه اللي منيمك هنا وايه اللي انتي لابساه دا
قامت من على الأريكة بحركة خاطفة هندمت شعرها، وقفت امامه تبتسم بدلال تبسط كفيها على صدره: كنت مستنياك الظاهر اني نمت غصب عني
ابعد يديها ببرود: عايزة ايه يا لبني.
عضت على شفتيها بغيظ من تجاهله لتبتسم بدلال تتقدم منه مرة اخري لفت ذراعيها حول عنقه تهمس ببطئ: عايزة اصالحك، يا لولو إنت بقالك اكتر من اسبوعين زعلان مني، وأنا سمعت كلامك وما بقتش بروح الشغل، وبردوا زعلان مني، بتخرج الصبح من غير ولا كلمة وبتيجي بليل من غير ولا كلمة، للدرجة دي هانت عليكي لبنى حبيبتك.
ظلت تنظر لعينيه تسبل جفنيها بدلال، بينما هو صامت تماما حدث ما لم تتوقعه رفع يديه يفك يديها من حول رقبته ببرود يبتسم ساخرا: انتي اللي بعتي الأول، وأنا ما بشتريش اللي باعني
جزت على أسنانها بغيظ تهتف بحدة خفيفة: يعني ايه يا على.
اشار إلى ما ترتدي يبتسم ساخرا: يعني كل اللي انتي عملاه دا يأثر فيا بمزاجي، مرواحك الشغل كان بمزاجي، نمردتك وفرعنتك كانت بمزاجي، حتي لما عرفت أنك بتاخدي الحبوب دي وعدتها أول مرة عدتها بمزاجي، بس واضح ان في ناس المعاملة الطيبة ما تنفعش معاهم، وعلي فكرة أنا لسه عند كلمتي قريب هجيب عروستي الجديدة ونيجي نونسك يا لولو
تحرك خطوتين ليسمعها تصرخ بغيظ: على جثتي يا على مش هتتجوز غيري انت فاهم.
التفت لها برأسه يضحك ساخرا: لاء مش فاهم
دخل إلى غرفته لتهرول خلفه تصرخ بحدة: طلقني لو هتتجوز غيري يبقي تطلقني
ابتسم ببرود يربط على وجهها برفق: لما تشوفي حلمة ودنك
دفعت يده بعنف تصرخ بحدة: لو انت راجل طلقني
نظر لها يبتسم بشر مد يده يقبض على فكها بعنف يهمس بتوعد: اللي قبلنا قالوا اتقي شر الحليم إذا غضب، وأنا طول المدة اللي فاتت كنت بحاول اجنبك شري، بس انتي ما بتحرميش
القاها على فراشه بعنف يبتسم بتوعد.
جلس جاسم مع محمود في غرفة الصالون في فيلا محمود
محمود برزانة: بس يا جاسم ما كنش ينفع لللي عملته، وطالما هو موضوع قديم واتقفل ايه اللي خلاك تقول لفريدة.
هز جاسم رأسه نفيا يهتف بتعب: أنا عارف اني غلطت لما اتجوزت على فريدة بس الماضي ما اتقفلش الماضي مكمل مع بنت عندها عشرين سنة بنتي يا محمود بنتي اللي غلطت في حقها كتير اوي وجه الوقت اني اعوضها، العمر ما بقاش فيه قد اللي راح يا صاحبي، معلش بس ممكن تنهدلي فريدة.
هز رأسه إيجابا بهدوء خرج من الغرفة متجها ناحية زوجته التي تجلس جوار فريدة على طاولة صغيرة في المطبخ، حمحم بجد ليتلفت انتباههم: مدام فريدة، جاسم عايز يشوفك
هزت رأسها نفيا بعنف تهتف باكية: مش عايزة اشوف وشه
واهون عليكي يا فيري، هتف بها جاسم بحنان وهو يقف خلف محمود، لتنظر له بعتاب تشيح بوجهها بعيدا
محمود: تعالي يا زينب عايزك.
هزت رأسها ايجابا ليخرج كلا من زينب ومحمود وتبقي فريدة بصحبة جاسم، اتجه جاسم ناحيتها يجلس جوارها التقط كف يدها يحتضنه بين كفيه يهمس بندم: بصيلي يا فريدة
لفت وجهها ناحيته ليري عينيها المنتفختين من البكاء وجهها الشاحب انفها الصغيرة الحمراء.
رفع كف يدها يقبله بحنان: سامحيني يا فريدة صدقيني لو رجع بيا الزمن عمري ما كنت هعمل كدة، أنا كنت اناني ما بفكرش غير في نفسي وبس، فريدة خلاص ما بقاش في عمري قد اللي راح، أنا واحد ايام في الدنيا بقت محسوبة.
عقدت جبينها بقلق ليكمل بألم: أنا عندي سرطان يا فريدة، وفي مراحله الاخيرة ما ينفعش معاه علاج أنا بس كان نفسي اجمع شمل العيلة قبل ما اموت، نفسي تسامحوني على غبائي وانانيتي، نفسي اتدفي بيكوا قبل ما اسيبكوا
هزت رأسها نفيا بعنف تنساب دموعها بغزارة، رفعت يديها تحتضن وجهه بين كفيها تنتحب باكية: لاء يا جاسم ما تقولش كدة أنا مش هقدر اعيش من غيرك دا أنت كل حاجة ليا في الدنيا.
قبل كفي يدها يهمس بحنان: وانتي دنيتي كلها يا فريدة، أنا عارف اني غلط في حقك وفي حق لينا واهو ربنا بيخلص حقكوا مني، عشان خاطري ارجعي معايا نعيش أنا وانتي وشمس سوي
نظرت له بألم تهمس بعتاب؛ هعيش أنا وبنت مراتك في بيت واحد.
امسك كف يدها يهتف بجد: انتي مش مرات أب يا فريدة ولا عمرك هتكوني انتي اطيب واحن ام في الدنيا، وأنا واثق انك هتعاملي شمس زي لينا، شمس غلبانة اوي يا فريدة وشافت كتير اوي في حياتها، محتاجة حنيتك وطيبتك ما تحرمهاش منهم يا فريدة
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتهتف بخوف: بس يا جاسم أنت لازم تتعالج
هز رأسه إيجابا يبتسم بتعب: حاضر يا فريدة لو رجعتي معايا هتعالج
هزت رأسها ايجابا بلهفة: هغير هدومي حالا.
خرجت من المطبخ سريعا لتبدل ملابسها وتحضر حقيبتها قابلتها زينب تسألها بخبث: يا سيدي يا سيدي على الحب ما استحملش تباتي بعيد عنه ليلة واحدة
ابتسمت فريدة بخجل لتهتف سريعا: صحيح هي فين لوليتا
هتفت زينب سريعا برجاء: ما تسبيها معايا يا فريدة
هزت رأسها نفيا: لالالا لينا موصياني عليها قبل ما تسافر.
زينب بعتاب: لو هي غالية عندك قيراط فهي غالية عندي 24 دي بنت الغالي، عشان خاطري يا فريدة صدقيني لوليتا هتعمل اللي أنا ما قدرتش اعمله
عقدت جبينها باستفهام من كلامها الغريب لتتنهد باستسلام: ماشي يا زينب بس عشان خاطري خلي بالك منها
زينب: هتوصيني على حفيدتي يا فريدة دا اعز الولد ولد الولد دا أنا هشيلها في عينيا وقوف رأسي.
ابتسمت فريدة برضا ودعت زينب بعدما تركت معها حقيبة مستلزمات الصغيرة متجهه إلى منزل جاسم.
دخلت زينب غرفة حمزة لتجده ينظر للصغيرة بابتسامة حانية همست بصوت خفيض: مش هتاكل
هز رأسه نفيا بهدوء يهمس بصوت خفيض خوفا من ايقاظ الصغيرة: لاء مش جعان
اقتربت منه تريد أخذ الصغيرة ليعقد جبينه بضيق يهز رأسه نفيا بعنف: سيبيها
زينب: يا ابني هتتعبك ما تنساش ان عندك ضلعين مكسورين
همس بحدة: هي مش تعباني.
ربطت على كتفه برفق: طب يا ابني لو احتجت حاجة اندهلي، صحيح أنا هاخد مايا بكرة تكشف عشان نطمن على اللي في بطنها
هز رأسه إيجابا بلامبلاة لتتركه زينب وتخرج من الغرفة ابتسمت بخبث تهتف في نفسها: أنا عارفة أنك حنين يا حمزة وان لوليتا هي اللي هتخرج حمزة وتبعد الزفت اللي اسمه إياد.
في اليوم التالي تم استدعاء حاتم للعودة للقاهرة وارسال قائد آخر يتولي تدريب مجموعته
جلست مايا جوار زينب في السيارة متجهين إلى عيادة الطبيبة
على فراش طبي تحرك الطبيبة جهاز السونار على الظاهر من بطنها
الطبيبة بهدوء: لاء تمام الجنين تمام، تحبي تسمعي صوت نبضاته.
هزت رأسها ايجابا بلهفة تلتهم شاشة السونار بعينها تشعر بسعادة تغمر كيانها زادت اضعافا حينما سمعت صوت دقات قلب صغيرها تعاتبها على تفكيرها في قتله انسابت دموعها بعنف
تهمس بصوت مبحوح: هو حضرتك ممكن تسجليلي الصوت
هزت الطبيبة رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتعطيها اسطوانة عليها صوت نبضات قلب الصغير وصور له في السونار، كتبت لها بعض الفيتامينات.
خرجت بصحبة زينب من غرفة الطبيبة لتهتف بابتسامة واسعة سعيدة: سمعتي دقات قلبه يا ماما، أنا آسفة
اختفت ابتسامتها تنظر ارضا بحرج لتربط زينب على كتفها بحنان، رفعت وجهها الباكي تنظر لزينب تهمس بألم: أنا وحشة اوي، يا رتني ما قبلت اياد، ولا حبيته، ما كنتش اذيت خالد ولينا
زينب برفق: كلنا بنلغط يا حبيبتي وندمك دا اكبر دليل على انك إنسانة كويسة، بس مالقتيش اللي يوجهك للصح.
عادا للمنزل، كانت مايا تحتضن تلك الاسطوانة بشدة كأنها كنز ثمين التفت لزينب تهتف بلهفة: انا عايزة لاب توب
زينب: خدي من عمر معاه واحد
هزت رأسها ايجابا بارتباك لتصعد لأعلي سريعا وقفت امام غرفة عمر تبلع ريقها بارتباك دقت الباب عدة مرات ليفتح عمر باب الغرفة، رمقها بنظرات احتقار يهتف بضيق: خير
همست بتوتر: هو يعني ممكن تدني اللاب توب بتاعك خمس دقايق، عايزة اوري اياد قصدي حمزة حاجة مهمة.
زفر بضيق يهز رأسه إيجابا دخل إلى غرفته ليعود بعد قليل يحمل جهاز اللاب توب، شركته بابتسامة واسعة اتجهت ناحية غرفة حمزة فتحت الباب لتشخص عينيها بذهول حينما رأت، حمزة يجلس على فراشه والصغيرة تجلس بطنه يحمل طبق طعام صغير
يبتسم باتساع يهتف بمرح: الطيارة رايحة فين على بوق لوليتا، هممم يا عسل
والصغيرة تدلل تغلق فمها عمدا حتى يلعب معها
هتف ببرود وهو ينظر ناحية مايا: مالك واقفة متنحة ليه.
هزت رأسها نفيا لتتجه ناحيتهم جلست جوارهم على الفراش تفتح جهاز اللاب توب لتري صورة فتاة جميلة تغطي شاشة الخلفية وضعت الاسطوانة في المخرج الخاص بها ليبدأ الصوت، نظرت له بابتسامة واسعة ليعقد جبينه باستفهام: صوت ايه دا
أمسكت كف يده تبسطها على بطنها برفق تهمس بسعادة: دقات قلب دا.
بلع لعابه بارتباك يشعر بدقات قلبه تتسارع بروده قارصة تغزو أطرافه، حرك كف يده ببطئ على بطنها كأنه يستشعر وجود صغيره بداخلها لترتسم لأول مرة ابتسامة عذبة على شفتيه.
مر 10 أيام بأحوال مختلفة منذ الحادثة الأخيرة بين على ولبني وهي تتجنب الحديث معه تماما دائما ما يري نظرة عتاب وألم في عينيها، فريدة كالعادة غلب حنانها طباعها احبت شمس كابنتها وخاصة عندما عملت انها حامل، حمزة اصبح المربية الرسمية للوليتا الصغيرة لا يدع احد يحملها سواه يطعمها ويدللها تنام على صدره، يشعل بفرحة عارمة بذلك الطفل الذي ينمو بين احشاء مايا ولكنه يخفيها دائما، هدى وعزام علاقتهم في تحسن مستمر.
لينا تتجنب الحديث مع خالد بشتي السبل بينما أصبحت على علاقة وطيدة مع ريان اصبحت صديقها المقرب وحكت له عن حياتها السابقة مع خالد دون ان تذكر له الحادثة الأخيرة وكان رده
ريان: على فكره هو بيعشقك بجنون و بيخاف عليكي جدااا بس مش عارف يعبر عن الخوف دا فبيتحول لغضب، خالد عامل زي الطفل الصغير عارف ان مهما عمل مامته هتسامحه عشان هي بتحبه
أما مباراة المصارعة فكانت على أشدها والغالب فيها هو علاء.
خالد: أنا تعبت يا محمد بقالها عشر أيام بتتعامل معايا على إني هوا والزفت إلى اسمه ريان دا لازقلها طول الوقت
محمد: مش أنت إلى غلطت استحمل بقي نتيجة غلطك
همس بندم: غلطت وندمت وعايزها بس تسامحني
محمد: طب أنا عندي خطة حلوة، هتخليك تعرف تقرب منها
خالد: ماشي قول
محمد: اسمع...
في صباح اليوم التالي كانت لينا جالسة بجوار ريان على طاولة الإفطار عندما دخل خالد ومعه محمد
همس بضيق: شايف ابن ال...
محمد: اهدي ونفذ إلى قولتلك عليه
خالد: ماشي اما نشوف
محمد مبتسما: صباح الخير يا لينا، صباح الخير يا ريان
لينا/ ريان: صباح النور
خالد: صباح الخير
ريان: صباح النور يا افندم
خالد: والدكتورة مش هترد
اشاحت بوجهها بعيدا ببرود
ليهتف محمد بخبث: بقولك يا لينا صحيح انتي بتعرفي تنامي كويس في الأوضة دي
عقدت حاجبيها بتعجب من سؤاله الغريب: آه ليه يعني
خالد بخبث: خلاص بقي يا محمد عشان ما تخافش
محمد: صح صح عندك حق.
هتفت بضيق: هو ايه إلى ما تخافش وعندك حق، في ايه
محمد: ما سألتيش نفسك ليه ما حدش قاعد معاكي في الدور التالت
لينا: لاء عادي، هو في ايه يا محمد
كبح ابتسامته يهتف بجد: اصل يا ستي من مدة طويلة كان في هنا عاملة نظافه كانت بتنضف المكان وتروقه الصبح وتنام في اوضة في الدور الثالث بليل في يوم قبل ما تنام كانت مولع بجاور الجاز دا عرفاه
لينا: آه شوفته في الافلام.
محمد: ايوة هو دا المهم ولعته ونسيته ونامت، فالبتاع ولع في الاوضة
اتسعت عينيها بصدمة: وماتت
خالد ساخرا: لاء اتشوت بس
محمد: آه طبعا ماتت ومن ساعتها كل ما حد يسكن في الدور دا يشوف عفريته الست دي وهي بتصرخ فيه بشكلها المرعب بعد ما اتحرقت طبعا
بلعت لعابها بخوف تتسارع دقات قلبها فزعا لتهتف بخوف: على فكرة انت بتكذب عشان أنا قاعدة في الاوضة دي بقالي عشر أيام وما شوفتش حاجة اشمعني بتقولي النهاردة يعني.
هتف ببراءة: عشان النهاردة ذكري وفاتها وهي بتظهر في اليوم دا بس على فكرة انا مش بكذب عليكي أنا شوفتها بنفسي وخالد كمان شافها
حركت مقلتيها ناحية خالد ترجوه ان ينفي ما سمعت تهمس بخوف: أنت فعلا شوفتها
كبح ضحكته بصعوبة يهتف ببرود: آه وصدقيني مش هتحبني تشوفيها خالص
ريان: ما تخافيش يا دكتورة ما عفريت الا بني آدم، شعلي انتي قرآن في الاوضة وما فيش حاجة هتقدر تدخلك مهما كانت.
نظر خالد لريان بحدة وغضب فقابله الاخير بنظرات تحدي ثابتة
قام خالد ومعه محمد لإنهاء بعض الاوراق لاقتراب نهاية المعسكر
وجلست لينا تأكل افطارها
نظرت امامها فوجدت شاب طويل القامة مفتول العضلات كالبقية وسيم إلى حد ما
لينا: مين حضرتك
رد الرجل: مش هتعرف الدكتورة عليا يا ريان
ريان بضيق: دا علاء بطل المصارعة
لينا مبتسمة: لينا الشريف
علاء: مبتسما بخبث: اهلا وسهلا يا دكتورة منورة الوحدة
لينا مبتسمة: متشكرة.
علاء: يا تري بقي بتعرفي ترقصي، اصل انا ناوي اكسب مباراة المصارعة دي بأي تمن
ريان بضيق: بقولك ايه يا علاء بطل رخامتك دي واتكل على الله
علاء ضاحكا: ماشي يا عم، ثم اكمل غامزا هنيالوا يا عم ريان
تعالت ضحكاتهم السخيفة التفت علاء ليغادر فوجد خالد خلفه ينظر له بغضب
ازدرد ريقه بخوف: فففهد باشا
خالد: 300 ضغط حالا
علاء: ححاضر يا باشا
ذهبت معهم إلى صالة التدريبات تراقبهم كالعادة فجاءة وجدت علاء يقف امامها.
يهتف بحدة: 300 ضغط عشان وقفت اتكلم معاكي دقيقة واحدة، دا انتي غالية اوي عند الباشا
لينا بحدة: احترم نفسك يا بتاع أنت، لوريك شغلك
ضحك ساخرا: شغلي آه، انتي يا شبر ونص هتوريني أنا شغلي، كبيرك هتروحي تعيطي للباشا
كلماته المستفزة جعلت الدماء تشتعل في عروقها
نظرت له بكره كورت قبضتها بغضب وعلي حين غرة فاجاءته بلكمه عنيفه في فكه السفلي، صرخ بغيظ: آه يا بنت ال
محمد سريعا: الحق.
اشار خالد بكفه يوقف يبتسم بثقة: سيبها، انا واثق في تلمذيتي دي متدربة على ايدي
نسي علاء انه يتعامل مع امرأة حاول تسديد لها لكمة قوية لها ولكن لينا كانت أسرع منه تفادت لكمته بخفة
هرع ريان اليهم مسرعا ولكم علاء في وجهه
ريان غاضبا: أنت اتجنتت بتمد ايدك على واحدة ست
علاء غاضبا: بتضربني يا ريان طب وحياة امي لربيك
( وحياة امي انا ما حد هيربيك غيري ).
ما ان التفت علاء خلفه حتى فاجئته لكمه خالد الغاضبة التي اطاحته ارضا والدماء تسيل من فمه
خالد: قوم، لما تتحب تستقوي ما تستقاوش على واحدة يا ست، عشان دا عيب كبير اوي في حق الرجالة ولا أنت مش منهم
بعد الانتهاء من التدريب ذهبوا لتناول طعام العشاء في المطعم
جلست لينا على الطاولة شاردة لا تأكل
خالد: ما بتاكليش ليه
لينا: هااا
خالد: دا انتي مش معانا خالص
لينا: عايزة اكلم لوليتا
خالد: تفرق معاكي اوي.
نظرت له بحدة: طبعا تفرق معايا دي بنتي
خالد: طالما هي بنتك ازاي تسبيها لوحدها وتيجي هنا
هتفت بضيق: هي مش لوحدها أنا سيباها مع ماما
زفر بضيق يهز رأسه إيجابا لتهتف هي بخمول:
في تدريبات تانية النهاردة
خالد: لاء
لينا: طب انا طالعة انام عن اذنكوا
محمد ضاحكا: خلي بالك للعفريته تطلعلك.
سحقا، لقد كانت نسيت ذلك الموضوع المخيف تماما رمقته بغيظ ومن ثم تركتهم وصعدت إلى غرفتها تهتف في نفسها: اهدي يا لينا، اكيد محمد بيقول كدة عشان يخوفك انتي دكتورة هتصدقي التخاريف دي بردوا
اخذت نفسا عميقا تسيطر به على خوفها.
ذهبت ناحية حقيبتها واخذت ملابسها وذهبت ناحية المرحاض الصغير لتغتسل وتبدل ملابسها، وبينما هي تجفف شعرها ارتطمت يدها بزجاجة غسول الشعر فسقطت ارضا وسقط قلب لينا معها من الخوف، خرجت من الحمام سريعا تغلق بابه جيدا صدرها يعلو ويهبط بسرعة من الخوف
لينا: اهدي يا لينا ما فيش حاجة آه صحيح ريان قالي شغلي قرآن
ذهبت ناحية هاتفها وحاولت تشغيله فوجدت بطاريته قد نفدت
لينا بغيظ: يييييي البطارية خلصت والشاحن مع ريان.
ولأن الهواء كان شديد تلك الليلة كلما حرك شئ في غرفتها واو ارتطم بالزجاج تتلفت حولها بخوف لالالا، يا ماما انا خايفة اوي
صعدت على الفراش وضمت ركبتيها لصدرها وظلت تتلفت حولها بخوف
في الأسفل
هتف بقلق: أنا خايف على لينا دي بتخاف من خيالها منك لله يا زفت
محمد ضاحكا: الله وأنا مالي يا لمبي
القي عليه فردة حذائه فأصابت رأسه: ااااه صحيح أخرة خدمة الغز علقة
يوسف ضاحكا: بقيت بيئة اوي يا محمد.
محمد: بس ياض، يا خالد دلوقتي لينا لما كانت بتخاف كانت بتعمل ايه
خالد: بتستخبي في حضني
ابتسم بخبث: تبقي هي محتاجة دلوقتي ايه
بادله الابتسامة يهتف بحمسا: حضني يا ابن اللذين طب اوعي بقي انا طالعلها
محمد: بس اوعي حد يشوفك وانت طالع
خالد: لاء ما تقلقش، يلا سلام
تركهم وخرج من الغرفة وصعد إلى الدور الثالث، رأه ذلك الشخص وهو يصعد لأعلى فابتسم بخبث: دي هتحلو اوي.
دق باب غرفتها فسمعها ترد بصوت مرتجف خائف: مين، مين إلى برة
خالد: أنا خالد يا حبيبتي افتحي
انفتح الباب سريعا تلقي بنفسها في صدره تحتضنه بقوة تبكي بخوف: أنا خايفة اوي
تحرك بها إلى داخل الغرفة واغلق الباب خلفه
خالد: هششششش اهدي يا حبيبتي انا هنا
بعد أن هدأت قليلا وهرب الخوف بعيدا بعدما رأي حصن الأمان الذي شيده حضنه الدافئ ابتعدت عنه بضيق: أنت ايه إلى جابك هنا.
نظر لها متفحصا مأزر الحمام الأزرق الذي ترتديه شعرها المبتل وجنتيها المتوردتين من الغضب ولمعة عينيها التي يعشقها
وجد لسانه يقول تلقائيا بنبرة عاشق: انتي حلوة اوي، كل مرة بشوفك فيها بتبقي أحلي من المرة إلى قبلها
زادت حمرة وجنتيها ولكن تلك المرة من الخجل اخفضت بصرها بخجل: أنت امشي
ابتسم بخبث يهتف ببراءة: براحتك خليكي قاعدة مع العفريتة لوحدك.
اتسعت عينيها بفزع تحرك يديها في الهواء بنفي: لالالا عشان خاطري ما تمشيش
هتف ببراءة: مش انتي قولتي امشي
نظرت ارضا بخجل تهمس بخوف: أنا خايفة أنام لوحدي
رفع ذقنها ببطء فرفعت بصرها تنظر إلى وجهه المبتسم بحنان: ينفع تخافي وأنا موجود
بتلقائية بريئة هزت رأسها نفيا
ضمها إلى صدره يمسد على شعرها المبتل بحنان قبل قمة رأسها بشغف يهمس بشوق: وحشتيني.
صدح بها قلبها وأنت ايضا أنا اموت بدونك يا هذا، دفعته بضيق تركته ودخلت إلى الحمام وبدلت ملابسها بأحدي منامتها الطفولية التي يعشقها
وخرجت تنظر له بحدة عندما وجدته نائم على الفراش
لينا بحدة: أنت ايه إلى نيمك هنا
خالد: اومال هنام فين
لينا: على الأرض
هتف بحدة: نعم يا اختي لاء خلاص مش لاعب عن اذنك انا نازل انام على سريري أحسن
لينا: أحسن بردوا
خالد غاضبا: ماشي يا لينا ما ترجعيش بقي تقولي خايفة.
كاد أن يخرج حينما سمعها تهمس...
لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا