×

رواية سراج الثريا الفصل التاسع 9 والعاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة


 رواية سراج الثريا

الفصل التاسع 9 والعاشر 10

بقلم سعاد محمد سلامة


بعد مُضي خمس أيام وها هو اليوم السادس


كان ومازال، رغم ذلك مازال


خبر زواج سراج وثريا هو المفاجأة التى  أذهل دوي صداها ليس بالبلدة فقط بل المدي كان واسعًا،بين حاسد وحاقد، وغير مستوعب كيف حدث هذا فجأة بالأخص العريس لم يسبق له الزواج سابقًا ليتزوج من أرملة أحد أقاربه وربما هذا هو السبب ،والأغرب هو إحتفال العُرس الذى إمتد سبع ليال


تقترب على الانتهاء 


وها هو اليوم السادس 


او كما يُلقب"ليلة الحناء"


صباحً بمنزل ثريا 


فتح ممدوح عينيه بإنزعاج بسبب تلك الأصوات العالية لأغاني الأعراس المرحة  التى تصدح بالمنزل،  يصفع الوسادة على أذنيه مُتأففًا، لكن لا فائدة، نهض جالسًا يتنفس بضجر من ثم نهض من فوق الفراش وخرج من الغرفة، كان مازال يشعر بالنعاس


لكن لوهله إنتفض بخضة حين قامت إحد النساء بإخراج صوت عالى وهي على مقربه منه 


فاق من الخضه على تلك الضحكة التى جلجلت نظر نحوها سُرعان ما إبتسم بإنشراح قلب عكس ما يشعر به من عدم قبول لزواج ثريا من شخص آخر من عائلة العوامري،لكن لم يُبدي إعتراض،هي صاحبة الشآن وهي من عانت بسببهم 


مازال يتذكر أن لولا دماؤه ما كانت مازالت تعيش الى الآن ولا يعلم بذلك السر سوا هو وخالته سعدية فقط...وهي من تعود لبراثنهم مره أخري ولا يعلم سبب لذلك يعلم جيدًا أن ثريا ليست ممن يستهويهن لا. المال ولا السُلطة 


إقتربت تلك التى ضحكت تقول بحياء:


صباح الخير يا أستاذ ممدوح معليشي صوت الزاغيط صحاك من النوم.


تبسم لها قائلا بمرح:


صباح الخير يا رغد،فعلًا مش بس صحاني من النوم ده كمان خضني.


بإبتسامة عذبه تفوهت:


عقبالك. 


لاول مره يُلاحظ عذوبة بسمتها فوق ثغرها وذاك الحياء الواضح على وجنتيها اللتان شبه ظهر عليهن إحمرار  فاتن... سُرعان ما غض بصره لائمًا نفسه وتنحنح قائلًا: 


هروح أخد دوش وأسيب البيت كله ستات.


تبسمت له نفس البسمه،وتتبعته بعينيها تنظر له بهيام،فى نفس اللحظة كانت تدلف سعدية ولاحظت ذلك،تبسمت لذلك وتمنت أن تكون تلك رغد،كإسمها 


تعود برغد الحياة لقلب ممدوح البائس التعيس الحظ.


كذالك تمت لـ ثريا ان يكون سراج هو العوض بداخلها شعور مختلف من ناحية سراج لكن رغم ذلك عارضت وتتمني ان لا يخيب حدس قلبها. 


❈-❈-❈


ظهرًا 


بمنزل رحيمة 


فتحت باب الدار  بادعاء الزعل قائله بلوم: 


مش معاك مفتاح للدار ليه مدخلتش من غير إزعاج، وبعدين إيه اللى آخرك إكده، الحنه فاضل عليهل كام ساعة.. 


أنا جولت أبوك جالك بلاها خالتك تحضر الحِنة.


ضحك إسماعيل قائلًا:


والله أنا كنت مناوب فى المستشفى،وجاي منها عليكِ،حقك عليا، ومتخافيش معايا العربيه هنوصل بدري. 


تبسمت بحنان له قائله: 


انا اللى هنحني العروسه بيدي، جولى يا لا 


هي حلوة زي ما سراج جالي، حسيت  إنه مش بيقول الحقيقة 


صمت ثم عاودت الحديث بتقليد لطريقة رد سراج عليها:


"آه حلوة،عادي يعني انا من أمتي بيفرق معايا الجمال،أهي زي أى ست والسلام". 


ضحك إسماعيل  قائلًا: 


والله يا رورو أنا مخدش بالى منها أوي شوفتها مره أو إتنين ومركزتش، بس كلها كم ساعة وتشوفيها وتحكمي بنفسك. 


إبتسمت بتوافق قائلع: 


عجبالك يا واد يا إسماعيل 


جلبي حاسس إنكم  هتتجوزوا ورا بعض


"كر فر"(بسرعة) وعتفرحوا جلبي بزينة الصبايا. 


أومأ لها موافقًا... فهو الاخر إتخذ القرار، وبقي التنفيذ فى أقرب وقت... لن يتمهل كثيرًا. 


❈-❈-❈


مساءً بالحناء 


كم كان حضورها الليلة لتلك الحناء أمرًا صعبًا عليها، تجلس بين النسوة ترسم بسمة قبول ولو بيديها لنهضت وذهبت نحو تلك المُحتالة ثريا وصفعتها لا بل قامت بخنقها أمام النسوة دون إهتمام، لكن من وضعها بهذا الموقف هو إصرار سراج، عارضت فى البدايه لكن تقبلت على مضض، تتلاعب حتى لا يفهم سراج نواياها البغيضة، أخفتها لديها يقين أن ثريا لن تحصل على قلب سراج هي مجرد زهوة أو رغبة شعر بها نحوها،بسبب إنقاذه لها، حين حملها بين يديه ربما آثارت رغبة بداخله...  سُرعان ما ستزول بالحصول عليها، عِناده واضح أنه ليس عشقًا، والتأكيد على ذلك هو إصراره على إقامة حِناء وليلة عُرس يُعرضها لتلامز وتغامز النساء أنها ليست عروسًا بِكر... 


غامت عينيها بلمعة يقين ورسمت بسمة قبول أمام النسوة حتى لا تُثير انظراهن نحوها ويتركن النظر الى ثريا يحرقنها بتلك النظرات 


 


سُرعان ما غامت نظرة عينيها بنظرة غِل وحقد حين رأت تلك السخيفه رحيمة تحمل إيناء الحناء وذهبت نحو ثريا تبتسم لها، بادلتها ثريا البسمة،لأول مره ترا تلك السيدة لكن شعور بالألفة نحوها بجعلها تبتسم لها رغم ضيقها من ذاك الموقف البغيض 


إنزاحت والدة ثريا جلست مكانها رحيمة  وجذبت يد ثريا قائله بإصرار وهي تنظر نحو ولاء بنظرة كيد وإغاظه قائله:. 


مرت سراج واد أختى رحمة الله يرحمها الليله بعمل بوصيتها إني أحني مرته بيدي. 


كادت تعترض ثريا لكن رغمًا عنها تركت يديها 


لـ رحيمة التى رسمت لها الحناء بعنايه، ثم نهضت تحمل إيناء الحناء وقامت بحركات راقصه تشغل عقل النساء عن التدقيق بالنظر نحو ثريا، أثارت حقد ولاء بعد ان نجحت بإلهاء النساء لبعض الوقت،وركزوا بالغناء والرقص غير منتبهين للعروس مما جعل ملامحها تنفرج قليلًا... 


لكن عادت لمعة عين ولاء بعد ان هدأ الصخب وعادت تلك النظرات، لكن 


رأفت رحيمة بـ ثريا التى تجلس بين النساء تشعر كآنها مُسختهن يتغامزن ويتلامزن عليها، سبب آخر كي يزيد حقد وكُره قلبها لـ سراج هو من وضعها بهذا الموقف السخيف الغليظ على قلبها 


كآن رحيمة شعرت بها، نهضت واقفة وسحبت يد ثريا وجذبتها كي تنهض معها، كانت نجاة لها، نهضت معها بطواعية سارت خلفها الى أن توقفن أمام صنبور المياة،وقالت لها:.


الحنه نشفت إغسلي يدك.


إمتثلت ثريا، وغسلت يديها، كان آثر الحناء واضحًا بيديها، تبسمت لها رحيمة  وجذبتها معها وذهبن الى تلك الغرفة الصغيرة التى تستخدمها ثريا  غرفة مكتب المحاماة 


كان الباب الآخر مفتوحًا... قبل أن تسألها ثريا عن سبب مجيئهم الى هنا كان الجواب هو دخول سراج الى الغرفة عبر الباب الخارجي...عبس وجهها،بينما تبسم سراج لـ رحيمةالتى جذبته من يده...نظر الى ثريا  


كانت عابسة بوضوح رغم ذلك كانت جميلة بزي الحناء،كآن عبوسها اعطاها جمالًا،بالتأكيد تُخفض وجهها ليس حياءً منها فهو على يقين هي لا تمتلك ذلك ... 


بينما هي حقًا أخفضت وجهها ليس حياءًا بل كي تكبت دمعة عينيها التى من الجيد أنها مازالت مُتماسكة بين أهداب عينيها، لا تود النظر لاي أحد كل ما تود أن تنتهي الليلة، لكن جذبت رحيمة يدها اليُسري، كذالك يد سراج اليُسرى 


ثم ضمتهما بين يديها للحظات ثم أبعدت يديها عنهما وضعتها بصدرها وأخرجت علبة صغيره كانت تُشبه علب الحلوي الصغيرة، وشعرت بغصه وهي تفتحها تنظر الى ما بداخلها قائله: 


كانت آخر أمنية لـ رحمة هى تزور الكعبة وإتحققت قبل موتها بفترة صغيرة 


وجتها بعد ما رجعت 


عطتني صندوج صغير وجالت لى 


ده أمانه عِنديكِ يا رحيمة انا عارفه عمري هيبجي جصير 


دى دبل جبتها من الحجاز لولادي التلاتة 


امانه عندك تعطي لكل واحد مِنيهم الدبلة اللى مكتوب عليها إسمه،كمان فى تلات دبل دهب تبجي لعرايسهم.


غصبًا سالت دمعة عينيها بمآساة،سريعًا جففتها بيديها وتبسمت حين ضمها سراج وقبل رأسها،بينما تفاجئت ثريا بفعلة سراج تلك،لكن لم تُبالي بالتأكيد هي لديها مكانة خاصة لديه فهي مقام أمه الثانية...رفعت رحيمة وجهها وتبسمت لـ سراج وأعطته إحد الخاتمين قائله:


خُد لبس عروستك الدبلة.


نظر سراج الى الخاتم ثم الى رحيمة التى تبسمت له بإيماءة تحثه على فعل ما طلبته،تنهد بوضوح،كاد...


لكن لم تُعطيه رحيمة فرصة للإعتراض حين قالت:


مش إنكتب كتابكم تبجي مرتك ومش حرام تمسك يدها.


غصبًا عن ثريا إنفلتت شفاها بضحكه،تهكمت بداخلها،فعن أي حرام تُحدث هذا الحقير بنظرها....بنما لاحظ سراج بسمة ثريا إغتاظ منها وبلا إنتظار جذب يدها اليسري مره أخري وقام بوضع الخاتم فى بنصرها،لكن تحدثت ثريا:


الدبلة واسعة عليا.


تبسمت رحيمة قائله:


 مفيش مشكله، سراج يبجي ياخدها للصايغ يضيجها على مجاس صباعك، وبكره بعد الچواز والخِلفه هتربربي ومش بعيد تضيق عليكِ وجتها.


ضحكت ثريا غصبًا 


ظن سراج انها ضحكت من حديث رحيمة،بل هي كانت ضحكة حسرة فى قلبها...


بينما مدت رحيمة يدها بالخاتم الآخر لـ ثريا قائله:


لبسي سراج الدبلة وبلاش يدك ترتعش.


تبسم سراج مُتهكمًا وهي ترعش يد تلك الوقحة...


بلا إعتراض أخذت الخاتم منها وتماسكت وهى تضعه بينصر سراج بصعوبة لضيق الخاتم قليلًا  


ضحكت رحيمة قائله:


هي بالعكس،دبلتها واسعه وإنت دبلتك ضيجه،إن شاء الله ربنا هيعوضكم ببعض.


تهكمت ثريا هي لم تعُد تنتظر عوضًا بعدما نالت من خيبات أمل...


بينما سراج أومأ غير مُبالي هو لا ينتظر سوا شئ واحد من ثريا وهي تعلمه جيدًا.


بـ دار العوامرى 


  بعد إنتهاء الحِناء 


بالمندرة 


جلست ولاء تزفر نفسها بغضب ساحق قائله: 


لاه واللى غاظني أكتر رحيمة، بتتصرف كآنها أم العريس جدام النسوان، بس أجول إيه كله من سراج معرفش سبب لإكده، لو عاشجها كنت عذرته حساه بيعمل إكده عِناد فينا. 


أومأ عُمران يشعر بحسرة قائلًا:


ومعرفش ليه بيعند،مع إن كان الف بِنته من أعيان تتمني منه إشارة  وهو...


قاطعته ولاء بلوم عليه:


لو واحد غيره كان إتعظ منك... زمان عملت إكده وفى الآخر... 


توقفت ولاء بعد أن أصابت هدفها وهي 


 تُذكره بما لم ينساه  يومًا أنه كان  فعب مثل سراج،وتمسك بالزواج من من دون المستوى،لكن هنالك فرق بيهم،هو كان عاشق عن حق،سراج ليس مثله والدليل حين تجادل معه قبل أيام وحاول إقناعه بالعدول عن ذلك الهُراء،بل الغباء


  


[بالعودة الى  صباح ثاني تلك الليله الذى أخبرهم فيها بقرار زواجه من ثريا خلال أسبوع] 


كان الوقت باكرًا 


شعر عمران بآرق،بسبب شبه عدم نومه طوال الليل،نهض وخرج من غرفته ذهب الى غرفة سراج فتحها كما توقع سراج قد إستيقظ ويمارس بعض التمارين الرياضيه،توقف عنها يلهث وهو ينظر الى والده لديه يقين عن سبب مجيئه الى غرفته بهذا الوقت الباكر،فالبكاد الشمس أشرقت،تفوه بلهاث:


صباح الخير يا أبوي.


أومأ له عمران قائلًا:


كفايه تمارين لحد إكده،وتعالي نجعد نتحدت إشوي.


ترك سراج تلك التمارين وذهب خلف عمران وإنتظر أن يجلس أولًا ثم جلس خلفه...


زفر عمران نفسه بضجر قائلًا:


بص يا ولدي أنا مش هلف وأدور،إنت تنسي الحديت الماسخ اللى جولته عشية إمبارح.


رغم فهم سراج لكن راوغ سائلًا:


أني مش فاهم قصدك  حديت إيه اللى ماسخ يا أبوي.


نظر له عمران قائلًا بنهي:


حديت جوازك من بِت الحناوي، دي مش من مجامك ولا من مجام نسب عيلة العوامري، وإن كان عالأرض أنا أقدر أجبرها تتنازل عنِها غصب عنِها... بلاش تتعس نفسك بجوازة.... 


قاطعه سراج: 


بس جوازي من ثريا مش هدفي الأرض وطالما تقدر ترجع الأرض منها ليه معملتش إكده من زمان. 


زفر نفسه بضيق وضجر مُفسرًا: 


مش راضي أفرض عليها غصب عشان الناس متجولش إني بستجوي(بستقوي) على ست... 


لكن إنك تتجوزها عشان إكده لاه. 


نظر له سراج قائلًا: 


ومين اللى قال إني بتجوزها عشان إكده مش يمكن فى سبب تاني.


تسأل عمران:


وإيه هيكون السبب التاني.


أجابه سراج وهو يُركز بالنظر الى عينيه:


واضح إنها وراثة يا أبوي 


ثريا..... 


توقف للحظة قبل أن يعاود القول بتلميح: 


عجباني وداخلة مزاجي.


فهم عمران تلميح سراج أن ثريا لا تفرق عن والدته، وهو لا يفرق عنه لكنه لم يبوح بعشقها طريقة حديثه  تُثبت أنها مجرد إشتهاء لا أكثر... 


إنتفض عمران واقفًا بغضب قائلًا بإمتثال: 


إنت حُر، أنا جولت أنصحك، متنساش إنها ارملة واد عمتك اللى لما تعرف جلبها هينجرح مهما كان كانت مرت ولدها الوحيد. 


خرج عمران مُسرعًا يشعر بغضب، لكن سُرعان ما هدأ وهو يعاود طريقة سراج فى الرد عليه تيقن ان ثريا ليست أكثر من نزوة وقت وهو ليس ساذج ليقع بفخها، ليعثُر منها على ما يريد وتنطفئ زهوتها لديه دون خسائر... 


بينما نهض سراج وتوجه ناحية شباك الغرفة داعبت قسوة آشعة شمس الشروق عيناه لوهله أغمض عيناه ثم فتحها وعاد ينظر أمامه من بعيد كان هنالك طيف سُرعان ما إختفي،لم يهتم بذلك وزفر نفسه وعاود مره أخري لممارسة تلك التمارين الشاقة.


[عودة]


عاد عمران من ذلك على ذم ولاء لـ زوجة عمران قائله بتوبيخ:


جيبالي شربات،فرحانه جوي،روحي هاتيلي جهوة سادة،راسي هتتفرتك.


إمتثلت زوجته لذلك تكبت دمعة عينيها،بينما لم يُبالي عمران بذلك،وظل الصمت لدقائق الى أن دلفت إيمان تحمل صنيه صغيرة بين يديها وتوجهت نحو عمتها قائله عن قصد:


أمي فى ستات لسه فى الدار بتبارك  فرحانين بحِنة أخوي سراج، قولت أجيب لحضرتك القهوة، عشان أكيد الصداع واجع راسك. 


تبسم عمران لها بمودة، بينما زغرت لها ولاء بضيق تلك الصغيرة تُثير غضبها الذي إزداد الى شياط حين إدعت إيمان رعشة يدها وهي تمد يدها بصنية القهوة وعمدًا سكبتها على فخذ ولاء التى إنتفضت واقفة بغضب تسب إيمان التى إدعت بالكذب انها لم تقصد وبررت ذلك كثيرًا تُثير غضب ولاء  تُخطئ أمام عمران الذى إحتوى الموقف قائلًا: 


حصل خير معليشي يا ولاء، خلاص يا إيمان روحي هاتي أي دهان مُرطب لعمتك. 


وافقت إيمان وهي تعتذر بكذب قبل ان تخرج  من الغرفه، ثم وقفت على جانب الغرفة تركت عنان ضحكاتها... ردًا على إستقلال ولاء من شآن والدتها. 


بينما قسوة آلم فخذ ولاء  جعلها تقول بغضب: 


يوم أسود من أوله،من الصبح أصحي على نواح أختك على ولدها وجباحة أرملته اللى هتتجوز من العيله، ودلوك على حرق الجهوة.


تنهد عمران قائلًا:


هدي أعصابك يا ولاء،بلاش تتعصبي إكده،جلبي حاسس إن الجوازة دي مش هتستمر كتير،وسراج هيزهق منيها زي ما غيث ندم ولو مش عُمره الجصير كان طلجها قبل ما تكمل أربعين يوم...اللى زي ثريا ميعمرش. 


❈-❈-❈


بمنزل ثريا


كعادتها حين تشعر بآرق تجلس خلف ذاك الشباك تسند يديها فوق الحرف تضع رأسها فوق يديها، تنظر نحو ذاك القمر الذى أصبح يتقلص حجمه  لإقتراب نهاية الشهر وبداية شهر آخر، كان رغم ذلك هلالً بازغًا 


تذكرت ليلة حِنائها الاولى 


كان هنالك أمل بقلبها وقتها لكن سُرعان ما إنطفئ مثل ذاك الهلال الذي ينطمس أسفل بعد السحاب قبل أن يبزُغ مره أخري، ذكريات مريرة تمُر برأسها كذالك همس وتلامز النساء يطن بأذنيها، مواقف تفرضها عليها الحياة التى لا تعلم تسير بها الى أين مثل تلك الثُريات التى تحاوط الهلال تسير بلا معرفة لأي إتجاه منها من يقترب من الهلال ويُشكل منظرًا رائع وأخري تنطمس خلف السُحب المُظلمة... هكذا مثلما يفعل معها القدر. 


بـ دار العوامري... 


نظر سراج الى ذاك الخاتم الذى ببنصر يده، حاول خلعه لكن لضيقه إستصعب ذلك تركه دون محاوله أخري يستطيع خلعه بسهوله، لكن لم يُبالى بذالك، 


وتذكر وعيده بتأديب ثريا عن ما تفوهت به بوقاحة حين أخبرها أنه سيتزوجها. 


[تذكر قبل أيام] 


فى البداية لم تنتبة ثريا الى قوله الآمر، لكن سُرعان ما ضحكت بهستريا قائله! 


أكيد بتهزر يا سراج. 


تنرفز سراج قائلًا: 


لاء مش بهزر يا ثريا. 


ضحكت أكثر قائله: 


تبقى إتجننت...او مخك طار يا سراج، راجع دكتور نفساني... 


قاطعها بغضب وهو يقبض على عضد إحد يديها بقوة ينظر لها بغضب قائلًا: 


ثريا. 


قطبت على ضحكتها ونظرت لعينيه بغضب من قبضة يده على عضدها وحاولت نفض يده بغضب قائله: 


إبعد عني يا سراج بلاش... 


-بلاش إيه... عاوزه قد إيه مهر. 


حاولت نفض يدهُ لكن هو مازال مُتمسك بعضدها، نظرت لعيناه شعرت بإرتجاف فى قلبها، كانت مثل نظرة عين "غيث" لها 


كآنها تراه أمامها، بسبب رياح قويه اثارت بعض الغُبار إنطرفت عينيها، أغمضتهما،لحظات كانت مثل دهر من الزمن ترا نظرات بغيضة لها وهي تقف عاريه بغرفة النوم والنوافذ مفتوحة بأوجع أيام البرد ترتعش 


حدث ذلك بعد أن جردها غيث من ثيابها عنوة،ينظر لها بنظرات ليست رجل لزوجته بل لعاهرة أو صورة بغلاف مجلة فاحشة،نظرات تجعلها تشعر بالغثيان وتود لو تحترق فى الحال وتُصبح رمادًا...شعرت بهزة فى جسدها،كذالك دوخه طفيفة قبل أن تفتح عينيها وتجد سراج ينظر لها،وقد تبدلت نظرته وهو يشعر بإرتجافها أسفل يده كذالك عينيها اللتان توهجا بإحمرار،لم يشفق بذلك وظل ينظر لها،بينما هي تفوهت بإدعاء الوقاحة:


عاوز تتجوز من ست سبق نامت فى حضن راجل غيرك.


ضغط بقوة فوق عضد يدها يكاد يسحقه قائلا بنفس الوقاحة:


يمكن رغبة ولما أنولها تنتهي بسرعة بس وقتها بأكدلك هتطلعي خسرانه يا ثريا.


عاودت الضحك غصبًا...أي رغبة لدية بها،هي هيكل أنثي فقط،وأي خسارة ستخسرها أكثر مما خسرته سابقًا،فكر عقلها سريعًا،لما لا تنتقمي من ما فعله بكِ سابقًا حين آمر ذاك الوغد بإغتصابك وخرج من ذلك بشهامة يتحدث عنها الجميع  بعد أن تبدلت الحقيقة لصالحه...هو يستحق إمرأة مثلك خاوية الأحساس والجسد مجرد هيكل.. 


نظرات كل منهم للآخر تحدي وإحتداد وإنتظار لرد فعل الآخر...


خالفت ثريا توقع سراج وقالت بإستبياع:


موافقة أتجوزك يا سراج.


خفف سراج من قبضة يدهُ توقع أن تساوم او تدعي الرفض قليلًا تعزيزًا لنفسها...تبدلت نظرته الى زهو هو يعلم أنه تظن بزواجها منه لن يُطالبها بإعادة قطعة الأرض.


رياح عاصفه آخري هبت جعلتهما الإثنين يغمضا عيناهم لحظات،ثم فتحا عيناهم 


سحبت ثريا يدها من قبضة سراج،وسارت لبضع خطوات تُعطيه ظهرها... قبل أن يقول سراج:


متفقناش على تفاصيل الفرح اللى بعد أسبوع يا ثريا،ولا إنت إتراجعتي .


توقفت تغمض عينيها للحظات ثم فتحتهما بغضب وإستدارت تنظر له قائله بسؤال:


فرح مين؟.


إقترب بخطوات بطيئه:


فرحنا أنا  مش لازمه إشهار، أنا راجل عازب ومن حق أهلي يفرحوا بيا بعُرس سبع ليالي.


تهكمت بضحك وإستقلت قائله بقصد:


سبع ليالي بس 


إنت حفيد العوامري المفروض تعمل شهر بحاله ولا أقوله تمانيه وتلاتين ليلة كويس هما نفس عدد الليالي اللى عشتها مع غيث.  


صك على أسنانه قائلًا: 


بكفي سبع ليالي  اوفر الباقى مش يمكن... 


أجابته هي:


يمكن تطلع جوازة خسرانه،بلاش أوهام أنا وافقت على جواز مجرد إشهار،مش هيصة وفرح.


أجابها بمكر:


وهو فى إشهار أكتر من الهيصة والفرح... 


قدامك سبع ليالي بحالهم قبل ما.... 


نظرت عينيه أكملت بقية حديثه الفج وإن كانت أسوء من الحديث. 


أومات رأسها وتبسمت بإغاظة: 


فهمت دماغك يا سراج، إنت عاوز تكمل دور الشهامة،وانا موافقة، أهو الغلابه هيدعولى بعض ما ينوبهم نصيب من خير السبع ليالي... ياريت غيث كان عمل كده كان نفعه ثواب فى آخرته يكفر عن سيئاتهُ. 


"غيث" 


تتعمد ذكر إسمه كي يشعر  أنه يأخذ فتات ما تبقي من غيره 


بينما هو يشعر بغضب من ذكرها لـ غيت  كآنها 


كانت تكن له مشاعر، بالتأكيد كانت تخدعة والدليل عدم مكوثها بمنزله حتى إنتهاء أيام العزاء بل سارعت بالمغادرة وكذالك طلب ميراثها منه. 


أبتلع كل منهم ريقه الجاف وأومأ برأسه بموافقة


[عودة] 


على صوت رنين هاتفه 


عاد ينتبه، أخرج الهاتف من جيبه، ونظر إليه تنهد بآسف وهو يقرأ تلك الرسالة الرومانسيه حسم أمره،كي ينهي أمالها الواهية... وأرسل لها رسالة مُرفقة  بصورة له وهو يجلس بين الرجال،ونص أسفلها 


"لقد تزوجت بأخري والليله كانت الحناء والعُرس غدًا". 


لم يهتم بعد ذلك وأغلق هاتفه وألقاه على الفراش وتمدد عليه، يضع يديه أسفل رأسه يشغل عقله صورة ثريا العابسة قبل قليل. 


❈-❈-❈


إنتهت الليلة


وسطع نهار آخر جديد بنهاية اليوم سيتم الزفاف 


بـ دار سهيله 


دلفت إحد النساء تحمل صندوقً كبير قائله: 


أنا 


"عدلات" 


بشتغل فى دار عمران بيه  العوامري 


سراج بيه بعتني مخصوص بالصندوق ده ليكِ 


تبسمت لها قائله: 


عارفاكي يا عدلات ناسيه اني كنت متجوزه من غيث العوامري والبيوت جنب بعضها. 


تبسمت لها قائله بهمس: 


أنا عارفة شوية عن طباع المرحوم غيث بيه، سراج بيه عكسها خالص، فرق السما من الأرض. 


ضحكت ثريا، فهي لا ترا فرق، بل غيث كان يُخفي مساوؤه عنها، لكن سراج واضح جدًا أمامها... تهكمت سائله: 


بس إيه اللى فى الصندوق ده. 


اجابتها عدلات: 


والله ما أعرف، أفتحيه وشوفيه انا لازمن أرجع للدار، إنتِ عارفه زحمة شغل الفرح، انا جلبي إرتاحلك والله،الست "راضين"مرات عمران بيه زيك إكده ملهاش فى اللوع،وزي البلسم عالجرح،هتنوري الدار . 


تبسمت ثريا، بينما قبل أن تُغادر عدلات قامت بالزراغيد كثيرًا...


لم تهتم ثريا وذهبت نحو ذاك الصندوق قائله:


أما أشوف سراج باعت إيه فى الصندوق يمكن تكون قُنبلة وتنفجر فيا وأرتاح منه. 


فتحت الصندوق، ليها كانت قُنبلة مثلما قالت كان أهون 


ضيقت  عينيها  بغضب مُستعر قائله: 


مفكرني بِِت بنوت


باعت لى  فستان فرح، بالتوكيد جاصد يحرق فى دمي، لما الخلق تسخر مني وتاخدني متله فى لسانها، مش مكفيه إنى كنت مُسخة النسوان عشية امبارح، وماله إنت اللى إختارت يا سراج. 


❈-❈-❈


مساءًا 


بـ دار العوامرى 


بشقة بمساحة المنزل الواسعة 


كانت غير مُجهز بها سوا غرفة نوم فقط وبضع مقاعد بالردهة 


كان الثلاث  شباب مُجتمعين معًا


تحدث آدم: 


خالتي رحيمة  صحيت من بدري وطلبت مني تروح دار  أهل مراتك.


"مراتك"


إهتز قلبه لتلك الكلمة التى تخُصه بملكية لتلك المُحتاله   


بينما تسائل إسماعيل: 


مش كنت تستني شهر عالاقل وتجهز  فرش الشقة دي وتتجوز فيها واسعه وكمان مش زي الاوضة بتاعتك اللى تحت. 


أجابه سراج: 


أنا عجباني أوضتي كمان واسعة، وبرتاح فيها أكتر. 


ضحك آدم وغمز بعينيه قائلًا: 


براحتك  بس الشقه كانت هتبقى أوسع، ومقفوله عليك إنت ومراتك،محدش هيزعجكم. 


نظر له سراج قائلًا: 


بطل غمز منك له وكفايه رغي ويلا إتفضلوا شوفوا طريقكم عاوز أجهز، خلاص بقينا العصر وقت الفرح قرب. 


غمز إسماعيل وهو يضع يده على وجنة سراج قائلًا: 


متنساش تحلق دقنك عشان تبقى ناعمة تحت إيد العروسة. 


غمز آدم هو الآخر قائلًا: 


وشعرك كمان إبقى سرحه، إحنا ممكن نساعدك ونـ... 


نظر لهما بغيظ...بنفس الوقت صدح رنين باب الشقه...ذهب إسماعيل وفتح الباب،رحب بـ إيمان التى دلفت تحاول إصدار أصوات مرحه قائله:


فين العريس كنت عاوزه....


 قاطع سراج قولها وهو يدفع كل من آدم وإسماعيل وجذب يد إيمان قائلًا: 


وفري زراغيدك اللى شبه صوت السلعوة


ويلا خدوا بعض كده وكل واحد يشوف طريقه  مش عاوز إزعاج، عاوز دماغي يبقى رايق.


قام بدفعهم نحو باب الشقة حتى 


غادروا بضحك، وتركوه يستعد لـ ليلة عُرسهُ. 


بعد صلاة العشاء بوقت قليل 


أمام منزل ثريا 


ترجل سراج من سيارته نظر الى تلك السيارات التى رافقته بالتهليل،ثم ذهب الى نحو داخل المنزل، بمجرد ان دلف من الباب وقف مشدوهًا للحظات 


         بـ   «صدمة مُذهلة»


يتبع....


🔥🔥🔥🔥


قبل قليل 


بـ دار مجدي السعداوي


كُن تجلسن سناء وحنان تُشاهدن أحد الأفلام 


الى أن جاء مشهد عُرس بالتلفاز، تبسمت سناء وبلا قصد منها قالت: 


إمبارح كنت فى حِنة ثريا، اللى هتتجوز واد عُمران العوامري الكبير، مش عارفه ليه لما بصيت فى وشها حسيت إنها مضايجه، قلبي وجعني عليها جوي... أكيد من  نظرات الستات لها، وكمان عمة جوزها شكلها ست حربايه حسيت كده، رغم ان اعرفها إسم وشكل بس، بس مرتاحتش لها. 


نظرت حنان لها بإستفهام سائله: 


انا شوفت الست دي كذا مره فى البلد حسيت وهي ماشيه نافخه نفسها كده، بس ليه زعلتي العروسة عليها. 


تنهدت بآسي قائلة: 


مش عارفة صعبت عليا وهي طول الوقت تبص على إيديها،خايفه ترفع راسها زي اللى مكسوفه أو مضايقه يمكن عشان إتجوزت قبل إكده، سمعت همس النسوان بيقولوا عليها عنيها  جِبحه مع إنها مرفعتش عينيها، بس يمكن عشان عازبة، حديت الناس كتير... بس البلد كلها بتتحاكي على العُرس سبع ليالي طبعًا مش العريس من عيلة العوامري أغنى عيلة فى الصعيد كله تقريبًا...


قبل أن تُكمل سناء حديثها 


دلف مجدي مُتهكمًا وهو ينظر ناحية التلفاز ثم الى زوجته بإستهجان قائلًا:


مين اللى أغنى عيلة فى الصعيد  اللى بتتحدتي عنِها دي؟.


إرتبكت سناء وتوترت تجلي صوتها بنحنحه...تهكم مجدي قائلًا:


مالك صوتك راح،كنتم بتتحدتوا عن مين،ولا أجولك،بالتوكيد عن عُرس واد عمران العوامري اللى مسيطر على عقول ولسان الناس...بس أنا مش شايف حاجه محصلتش قبل إكده،هما عيلة العوامري إكده طبعهم بيحبوا الفشخرة الكتير،سبق فى عُرس عُمران العوامري الأول أنا فاكر إنه كان إكده دي فشخره معروف هدفهم من وراها،يلا همي منك ليها حضروا العشا أنا جعان،طول اليوم كنت مع أخوي فى المستشفى،معرفش حفظي راح مصر ومش عاوز يرجع،بتصل عليه جالي لساه الشغل منتهاش جدامه أسبوع كمان،ربنا يسهل ويعاود عشان ننجز فى شىون العمل إهنه، أخوه زي ولدي وياريته  حتى  نافع  فى العلام،شباب العيله دى مفيش من وراهم منفعه،مفيش غير حفظي ياريت بجية شباب العيلة زيه،نفسي يتعلموا من شباب عيلة العوامري ببجي بينهم نار وفى وقت الجد يلتفوا جنب بعضيهم،ويبقوا يد واحدة عشان إكده لهم سطوة.


شعرت حنان برجفة وهي تنهض خلف سناء،لابد أن تتحدث مع آدم قبل ان يعود حفظي كي يتقدم لها رسميًا لا داعي للتأجيل أكثر. 


❈-❈-❈


بسفح الجبل 


كانت هنالك راقصة غانية تتمايل أمامه بخلاعة بزي فاضح، وهو ينفُخ دخان تلك الآرجيلة شبة مسطول عيناه تنظر نحو تقاسيم جسدها بإشتهاء بفكر سارح  يتشوق أن تكون من تتمايل هي من سلبت قلبه منذ أن قابلها أول مرة بمكتب أحد المحامين، 


[عودة الى قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبًا]


بمكتب أحد أشهر المحامين كان على موعد سابق معه من أجل إحد القضايا الخاصة بشآن أمركتابة عقد لقطعة أرض إشتراها من أحد الفلاحين من أجل توسيع أحد مجالح الكتان، كان بموسم الصيف وتأخر عن ميعادهُ لوقت قليل،ربما هذا كان لسوء حظه فأثناء دخوله الى مكتب المحامي كاد يصتطدم بتلك التى تُغادر المكتب، توقفت قبل أن تحتك به وأخفضت وجهها بخجل، كان له مفعول السحر عليه وهو ينظر لها تنحنح قائلًا: 


معليش كنت مستعجل ومخدتش بالي. 


رفعت وجهها قليلًا لم تنظر له،لكن وضحت ملامح وجهها الجميله فى الحال إخترقت قلبه،سُرعان ما غادرت دون حديث،فى البداية لم يظُن أنها إحد المتدربات مع المحامي،ظنها إحد الموكلات له، كان هنالك موظفًا فى الإستقبال لاحظ ذلك، نهض واقفًا بترحيب يقول: 


قابيل بيه الأستاذ "موسى" فى إنتظار حضرتك من بدري. 


تبسم وعيناه مازالت تُتابع خروج ثريا قائلًا: 


كان عندي شغل كتير، بس جولي مين الصبيه الحلوة اللى خرجت دلوك دي. 


تبسم الموظف: 


دي ثريا، متخرجه من كلية الشريعة الإسلاميه، وجايه تتدرب تحت إيد الأستاذ موسى. 


لمعت عين قابيل سائلًا: 


من عندنا من البلد إهنه. 


أومأ له الموظف: 


إيوه، خالها "الحج مختار الحناوي" هو اللى أتوسط ليها عند الاستاذ تدرب معاه...حتى محذر عليه بلاش تتأخر فى الرجوع للدار،بنت بجي وخايف عليها من الشباب اللى بتسهر عالجهاوي.


لمعت عين قابيل بشعور يتمكن من قلبه لاول مره ظل ينظر فى أثرها  لكن فاق ذلك على نحنحة الموظف نفض ذلك مؤقتًا لوقت لاحق ظلت دفينة قلبه يتابعها من بعيد ينتظر فرصه ولن يتواني أن يتقدم لها،لكن كان هنالك عقبة هى خِطبته لإبنة عمه  المفروضة عليه بكلمة العادات والتقاليد الباليه... مرت فترة كان يتحجج ويذهب الى مكتب المحامي، لكن لم يحدث حديث بينهم نهائيًا فقط نظرات ربما لم تنتبه لها كان هذا خطأوه الأول، والخطأ الثاني كان ذهابه مع  غيث بإحد المرات غيث كان الأوفر حظًا إستطاع الحديث معها بسهولة دون قيد، بدأ يتوغل ويُشغل عقلها بمعسول كلامه ورِقة أفعاله جعلها توافق ببساطة على الزواج به خطفها من أمامه بكل سهولة.


فاق من سكرة هيامه العقلي على لمسات تلك الغانية التى أخذت من يده خرطوم الآرجيله تتنفس منها وتُزفر الدخان بوجهه،غامت عينيه بالنظر لها وقد فاق على حقيقة تلك الغانيه وزال صاحبة الخيال،قرر عقله لا داعي للإنتظار لما لا تفعل مثلما فعل غيث سابقًا وتحاول إشغال عقلها بنفس الطريقة،نهض بترنُح كاد يقع،لكن تماسك بأحد جُدران الكهف،نهضت تلك الراقصه خلفه تحاول إثارته بدون حياء،نفضها بعيد عنه وخرج من ذاك الكهف إستنشق نسمة هواء،ربما هى ما ساعدته على العودة للوعي مره أخري وهو يسير بدروب الجبل،حاسمًا عقله بكل خطوة إنتهي زمن التعقُل،وإن أرادت إيناس ذاك الجنين الذى برحمها سيتزوج بأخري وتكون مساومة عادلة.   


❈-❈-❈


بـ دار ثريا 


تهدلت بسمة سراج وتبدلت الى غيظ وغضب وهو يرا تلك المُحتالة ترتدي ثوب يُشبة عباءة عربية باللون العسلي المُزخرف بالتطريز كذلك بعض اللولو المُذهب، لم ترتدي ثوب العُرس الذي أرسله لها، بالتأكيد فعلت ذلك عنادًا به، صك أسنانه بغضب لولا الواقفين لكان صفعها، لا فى البداية كان شق ذاك الثوب أولًا وقطعه قطع صغيرة يستطيع شنقها بها لاحقًا، لكن تمالك ذاك الغضب حين خرجت رحيمة من خلفها تُصفق وتُغني بمرح، تسحبها من يدها تسير بها نحوه، وجذبت يدها وضعتها بيده، أخذها منها وسط تجمُع نسائي يشدوا بالاغاني الفلكلورية،غادر المنزل وهي برفقته الى أن توقفا أمام تلك السيارة المُزينة بالزهور،قبضة يد سراج على يدها جعلتها رغم تآلمها ضحكت بعد أن كانت عابسة،فتح لهما السائق باب السيارة دخلت ثريا وهو خلفها جلس الى جوارها يُزفر نفسه قائلًا:


إطلع عالدار.


تبسمت ثريا قائله:


مش كنت بتجول إن هنروح قاعة زفاف.


ضغط على أسنانه ورمق ذلك الزي عليها بإزدراء وتعمد الوقاحة قائلًا: 


لاء غيرت مزاجي،العباية دي مُثيرة أوي عليكِ  مالوش لازمة نضيع وقت فى مظاهر فارغة.


رغم مغزى حديثه الوقح التى فهمته لكن لا تعلم لما لم تشعر بالرهبة وإبتسمت مما زاد فى غيظ سراج...الذي إلتزم الصمت دقائق الى أن توقفت السيارة أمام دار عمران العوامري...ترجل من السيارة،وقف يتنفس الهواء لثواني قبل أن ينحني ويمد يدهُ لـ ثريا كي تترجل هى الأخري من السيارة،بالفعل لم تتردد ووضعت يدها براحة يده لم تُخفي بسمتها وهي تشعر بقبضة يده على كف يدها بقوة،تعمدت الذهاب نحو مُقدمة السيارة،وجذبته خلفها سار بضيق وتعجب حين أخذت بعض الزهور التى كانت تُزين بها السيارة جمعت منها شبة باقة صغيرة،صك أسنانه وجذبها مره أخري حين إقتربت منهم رحيمة وسعديه ونجية والدة ثريا كذالك إلتف حولهم بعض النساء مره أخري وهو يدلف الى داخل المنزل يُهللون للعرسان،توقف قبل ان يدلف الى داخل المنزل لصعوبة السير البطئ 


بسبب تلك النساء المحاوطات لهما شعر بإختناق من ذاك الموقف كآنه مُدبر منها عمدًا 


على يقين أنها نفسها تبغض ذلك لكن عنادًا فيه ترسم بسمة كيادة.


بعد دقاىق بطيئة دلفا الى رُدهة دار عمران كان فى إستقبالها كل من 


فهيمة زوجة عمران كذالك إستقبال فاتر ولاء التى عمدًا ذهبت نحو سراج وإحتضتنه تُهيمن كآنها هي والدته وسلمت عليها بفتور،ترحيب من إيمان البشوشة وخادمات المنزل،كذالك كل من 


آدم وإسماعيل التى تعرفهما سابقًا كذالك عمران الواقف بعيدًا،ذكريات تمر أمام عيناه يومًا كان هكذا يدلف بزوجة عشقها لكن لم يكُن العشق كافيًا لنيل السعادة...دقائق أخري لو زادت ستختنق ثريا رغم بسمتها المُستفزة لبعض من حولها...


بالفعل إنتهت تلك الدقائق وصعد بها الى غرفة نومه،فتح لها الباب،دخلت ثم هو خلفها يغلق الباب بقوة،أخفت بسمتها،وقفت بمنتصف الغرفة تدعي البرود وهى تُقرب تلك الزهور من أنفها تستنشق عبقها بإستفزاز  لـ سراج الذي يتقدم نحوها بخطوات بطيئه تفترس ملامحها بغضب 


وهي تستنشق تلك الوردات 


غفلها وجذبها بقوة من عضدي يديها وضغط عليهما بقوة ينظر الى وجهها التى تبدلت ملامحه من إستفزاز الى ترقُب، بالأخص شعرت برهبة قديمة عادت لقلبها كانت تلك القبضة نفس قبضة يدي غيث...إرتعشت...


ندمت...ذمت نفسها كيف وافقت تعود لتلك المشاعر الرهيبة مرة أخري،نظرت حولها بريبة لوهلة قبل أن يُخفف سراج قبضتي يدها عن عضديها قائلًا بغضب


 بقوة عليه أرغمها أن تنظر له، تنفس بغضب قائلًا: 


ملبستيش الفستان اللى بعته ليكِ مع عدلات ليه؟. 


رغم تآلمها من قبضة يد سراج لكن تبسمت تنظر لعينيه دون رد   


إحتدت نظرة عيناه كذالك قبضة يده على عضدها قائلًا بإستفهام: 


قصدك إيه، إنتِ وافقتي عالجواز محدش غصبك. 


حاولت نفض يده عنها لكن هو مازال متمسكًا بها بقوة، نظرت لعيناه مره أخرى قائله: 


إنت قولتها وافقت بمزاجي، ومزاجي ملبسش فستان زفاف. 


عاود السؤال بغضب وإحتقان: 


ملبستيش فستان الزفاف اللى بعته ليكِ مع عدلات ليه؟.


إزدردت ريقها وحاولت الثبات قائله: 


هو فى حد بيلبس الكفن مرتين يا سراج. 


نظر الى عينيها كان بها لمعه خاصة، لم يستطيع تفسيرها وكاد يسألها ماذا تقصد لكن خفض بصره نحو شِفاها اللتان تضمهما وهي تبتلع ريقها لوهله لم يُفكر وإنحني وكاد يُقبلها لكن...


بينما هى تحجرت الدمعه بعينيها آبت النزول 


من بين أهدابها،ضمت شفتاها تحاول كبت مشاعر الغضب بداخلها،ثم رفعت وجهها رأت إنحناء رأس سراج وإقترابه من شفتاها كانت لن تسمح له،لكن كان هنالك عقبة أخري أمام سراج وهو صدوح رنين هاتفه الذي أفاقة من ذاك الشعور،ترك عضديها وأخرج هاتفه نظر له ثم لها،فتح الإتصال وضع الهاتف على أذنه يسمع 


ثم قال بإمتثال:


تمام  ساعة بالكتير وأكون عندك.


أغلق الهاتف ونظر نحو ثريا التى تُمسد عضديها بيديها وتحدث بأمر:


أنا خارج دلوقتي،وإياك تخرجي من باب الأوضة لحد ما أرجع ولينا حساب عالجلابيه اللى إنتِ لبساها دي.


تهكمت بإحتقان ولم تُبالي بتهديده،زفر نفسه وهو يتوجه ناحية باب الغرفة ثم عاود رمقها بوعيد،غادر الغرفة وأغلقها خلفه بالمفتاح من الخارج،إستغربت ذلك وذهبت نخو باب الغرفه وكادت تتحدث لكن لم تُبالي وهي تتمعن بالغرفه ذات الأثاث الوثير 


غرفة واسعة بمساحة منزل والدتها لا بل أكبر منها، لم يلفت نظرها أي شيئ بالغرفة لم تعُد يُذهلها أي شيئ سابقًا مع غيث عاشت فى شقة واسعة كانت سجنًا بشع، تهكمت برأسها تنهدت بغصة قائله:


هنا سجنك الجديد يا ثريا.


ذهبت نحو خزانة الملابس فتحت ضلفه خلف أخري الى أن وجدت ثياب نسائيه جذبت منامة حريرية صيفيه بنصف كم  ، ذهبت الى الحمام  أنعشت جسدها بحمام هادئ وخرجت نظرت الى صنية الطعام الموضوعه بالغرفة لم تُبالي، لا تشعر بجوع هى تود النوم فقط منذ ليالي لم تنام جيدًا، وبالاخص الليله الماضية كانت كلما تذكرت نظرات النساء لها تسبب لها آرق، لكن الليله إنتهت تلك المِحنه التى وضعها بها سراج، نظرت بالغرفه 


كان هنالك فراش كبير، كذالك آريكه أسفل ذاك الشباك الزحاجي، وعِدة مقاعد، فكرت أن تنام فوق الفراش، ذهبت نحوه وتمددت عليه رغم ليونته الواضحة لكن شعرت أنه جامد، حاولت النوم لكن لم تستطيع،نهضت من فوقه بضجر ذهبت تجلس على تلك الآريكه وتمددت بساقيها فتخت تلك الستائر،تنظر الى السماء،كانت ليلة شبيهه بليلة زفافها الأولى نجوم ولا قمر ظاهر،او ظاهر بعيدًا،تذكرت ليلة زفافها على غيث...هو الآخر تركها بعد أن دخل بها الى الشقه الخاصه بهم


[بالعودة الى تلك الليلة]


إستغربت ترك غيث لها بعد أن آتاه إتصال هاتفي،بعدما كان يحاول إستمالتها بوقاحة فجة منه  كي تمتثل الى رغبته بها، وهي تشعر بالخجل والرهبه النفور بنفس الوقت، إبتعد عنها وقام بالرد على الإتصال ولاخظت تبدل ملامحه الرائقة السابقة الى غضب وتجهم أغلق الهاتف ولم ينظر لها وغادر الشقه 


عاد بعد وقت طويل ظلت فيه هي ساهدة تنظر من الشرفه بين الحين والآخر تستشعر قلقًا عليه،والظنون تتلاعب بها،بعد وقت طويل أذن الفجر،نهضت تتوضأ وقامت بالصلاة ثم عادت تنتظر الى أن سمعت صوت فتح باب الشقة خرجت من غرفة النوم توقفت تنظر له بصدمة وهى ترا ملابسه شبه إختفى لونها بسبب الدماء الكثيفة عليها،فى البداية إقتربت منه بقلق ولهفه سألته:


غيث إيه الدم اللى على خلجاتك ده،إنت كويس؟.


دفعها عنه بغضب قائلًا:


أنا كويس،روحي حضري لى الحمام عشان أتسبح.


بفضول أو بإرادة معرفة سبب تلك الدماء عادت تسأله:


إيه سبب الدم اللى مغرقك ده؟.


دفعها بعنف كادت تقع أرضًا قائلًا بإستهجان:


جولت لك حضري لى الحمام إنتِ مين عشان تفتحي لى تحقيق.


صمتت وإمتثلت ذهبت نحو الحمام حضرت له الحمام،وعادت للغرفة لكن وقفت مصعوقه حين سمعت حديث غيث على الهاتف وهو يؤكد بشرر:


خلاص مش هيقدر يتحدت تاني،أنا جتلته ورميت چتته لديابة الجبل،سبق جولت تمن الخيانة الموت،وهو كان خاين وكان بيساوم 


بس ميعرفش أنه بيساوم مين كلب حقير كان تمنه رصاصة فى الراس،عشان يبجي عِبرة لغيره يفكر يغدر بينا..يعرف إن محدش هيتاوي چتته،هتبجي واكل للديابة.


قطب على بقية حديثه حين سمع شهقة ثريا الخافته التى سقطت تلك المنشفة من يدها أرضًا،وجه نظره لها بنظرة كفيلة بجعلها تغيب عن الوعي،أغلق الهاتف بدون إهتمام،وذهب نحوها بخطوات مُتمهله عيناه تنضب بشرر ناري،وهي مثل التى تيبس جسدها فى محله 


رغم ذلك يبتسم بوحشيه،جذبها من خصرها عليه بعنف ينظر لها يلعق شفتاه بإشتهاء مُقزز


قائلًا بغضب:


إنتِ سمعتي إيه؟.


تلجلجت وإرتجفت وتعلثمت بسؤال آبله منها:


إنت جتلت؟


جتـ جتلت مين وليه؟.


لم يهتم بذلك وهو يضع رأسه بعُنقها يلثمه بأنفاسه،لكن هي شعرت بإحتراق عنقها،حاولت الفكاك من أسره،لكن كان مُتمسكًا  بقوة يديه تضغط على خصرها تكاد تتوغل الى عظامها، حاولت الفكاك تلوت بين يديه ما كان هذا الا أن يزيده إثارة وإشتهاء، بصعوبه إستطاعت الفكاك من أسره وخرجت من الغرفة مُسرعه توجهت الى غرفة أخري بالشقه دخلت وأغلقت باب الغرفة عليها بالمفتاح من الداخل


إنهارت ساقيها وجلست تستند بظهرها على باب الغرفه تكبت شهقاتها مع دموعها، بعد أن لحقها غيث لكن كانت الاسرع وأغلقت على نفسها، وقف يطرق الباب قائلًا  ببرود: 


هسيبك الليله بس على ما تقدري تفهمي كويس، بس بلاش تسوقي فيها أنا مش بصبر كتير، يلا تصبحِ على خير يا حلوة.


لم تستطيع الرد عليه كآنها فقدت صوتها،أو حقًا خافت من نظرات عيناه المتوحشة .


[عودة] 


 عادت حين شعرت بهزة قويه فى جسدها وإرتجفت ليس شعورًا بالبرد بل شعورًا بالضياع مازال يُلاحقها حتى فى أحلامها وصحوتها، تركها هيكل أنثي خاوية خالية من المشاعر باردة، لفت نظرها ذاك الشهاب الذي شق السماء، قديمًا كانت حين تراه تغمض وتتمني أمنيه واحدة هي السعادة فقط 


السعادة بعِلم يرفع من شآنها درست القانون ارادت الدفاع عن من يستحق 


السعادة بـ رجُل يصونها 


لم تجد ذلك فى زيجاتها الأولى بل حطمها وها هو آخر يأخذها مُحطمة لكن يستحق ذلك 


هو مثل غيث 


ليلة نفسها تُعاد مره أخري...


سأل عقلها


أين ذهب،وهل سيعود ملابسه ملوثة بالدم كمثل غيث.


جاوبها عقلها:


غار فى داهية إن شاله ما يرجع أنا شاغلة راسي بيه ليه، غلطتي يا ثريا لما وافقتي عالجواز منه، بس هو يستحق ست زيي تمُر فى حياته تكرهه فى الصنف كله بعد كده. 


بين شقوق تلك الجبال، كانت كاشفات بأيدي جنود وضباط يصعدون بأصوات هامسة كي لا يُثيرون الإنتباة ويفر المجرمين الماكثون بأمان بسفوح ذاك الجبل، صعدوا الى بداية الجبل، لكن كان المُراقب الذي يحرس الجبل،رأي بعض تلك الانوار الخافتة،وهرول ناحية رئيس الجبل وحذره،مما سبب صدمة وفقد الإدراك،هرول كي ينجوا بعمره تاركًا خلفه البقية بعد أن أطلق بوق الإنذار،هرولوا جميعًا يخرجون  بين السفوح الى الشقوق التى قد يستطعوا الهرب منها،لكن كانت بدأت 


المداهمة...وحدث تراشق بين هؤلاء الفارون الخارجون عن القانون،ورجال الجيش وقائدهم الذي كان معهم دقائق ساعات تراشق والغلبة كانت للجيش الذي صفى عناصر كثيره من عُتاد الإجرام وقبض على آخرون.


بعد وقت قبل الفجر بدقائق 


بمكتب مديرية آمن قنا...


وقف اللواء يمدح فى بسالة سراج قائلًا: 


العمليه تمت بنجاح، تعاون بين رجال الجيش والشرطة، تم القبض وتصفية عناصر إجراميه كانت واخدة الجبل مأوي لها، ضربة قويه صحيح فى بعض المجرمين أكيد هربوا بس عالأقل نجحنا إننا نحرز كميات سلاح كمان ممنوعات كبيرة كانت هتضر البلد، طبعًا سبب رئيسي فى نجاح العمليه هو القائد سراج، مبروك الترقية مقدمًا واضح إن وش العروسة عليك حلو، بس طبعًا إياك تسامحك إنك سيبتها ليلة الدخلة  وطلعت مُداهمة أكيد هتحتاج لمجهود عشان تصالحها. 


تهكم سراج لنفسه فالبتأكيد لن يفرق مع ثريا هذا، لكن تبسم لقول اللواء: 


تمام كده مازالت مهمتك مستمرة هنا فى الصعيد، محتاجين مجهودات ضابط كُفأ وجسور زيك، بس طبعًا رجعت لأجازتك وأي معلومات طبعًا الوسيط موجود. 


تبسم سراج قائلًا: 


الوسيط مُصاب يا أفندم وأعتقد هيحتاج هو كمان فترة نقاهه العمليه تمت فى فترة وجيزة جدًا. 


تبسم  القائد قائلًا: 


تمام أنتم الإتنين فى أجازة بس بلاش تتعودوا عالانتخة،لسه قدامكم مهمات كتير ناجحه لصالح آمن البلد . 


تبسم سراج وأدي التحيه العسكريه وغادر ذاك المبني الحكومي


عائدًا لتلك المُحتاله بترقب من عقله ترا هل مازالت مُلتزمة ولم تغادر الغرفة 


دقائق وكان الجواب


❈-❈-❈


تسلل الى المنزل خِلثة كما خرج منه سابقًا الجميع يظنه مع زوجته فى الغرفة يقضي وقت مُمتع بينما هو يشعر بإرهاق بدني بعد تلك المُداهمة التى إستمرت لساعات، 


فتح باب الغرفة ودخل يضع إحد يديه على عُنقه يُمسدها من الآلم، تفاجئ  بضوء بالغرفة ساطع فى البداية استغرب ذلك وظن أن   ثريا مازالت  مُستيقظة،نظر نحو الفراش لم يجدها، بالتبعية جالت عيناه بالغرفه رأها غافيه على تلك الآريكة تقوس ساقيها،بمنامه ناعمة ومحتشمة،تبسم بإستهزاء،ذهب نحو تلك الآريكه 


نظر لها وهي نائمه لوهله فكر فى إيقاظها،لكن فكر بالتأكيد لن يسلم من سلاطة لسانها،وهو مُرهق وغير قادر على مجادلتها،ذهب نحو حمام الغرفه خلع ثيابه التى بها آثار دماء...ألقاها بتلك السله الخاصه بالملابس الغير نظيفه،شعر بآلم حين لامست المياه جسده بسبب بعض الخدوش والكدمات،وضع بعض المراهم المُسكنة على جسده وخرج من الحمام يرتدي سروالًا فقط  عاري الصدر،نظر نحو تلك الغافية على الآريكه والتى زامت ربما بسبب عدم راحتها بالنوم على تلك الآريكه،رغم إرهاق جسده إقترب منها وحملها 


ظن أنها قد تصحوا،بالفعل فتحت عينيها للحظات ثم أغمضتها مره أخري ظنًا أنها تحلم حتى بالحلم حدوث ذلك مستحيل عادت للنوم دون وعي ولا إهتمام 


وضعها فوق الفراش وسرعان ما إنضم لجوارها غافيًا هو الآخر.   


❈-❈-❈


بعد مرور عِدة أيام 


مازال حديث 


البلد كلها  عن زواج سراج وثريا 


وربما صدفة قدريه أفضل من ميعاد سابق 


أثناء سيره بالبلدة عائدًا من المشفى بعد زيارته اليوميه لأخيه المحجوز بالمشفى، تقابل مع ذاك الشاب الذي قطع الطريق  وتوقف أمامه... 


رمقه لوهله بلا إهتمام،وكاد يُكمل طريقه لكن 


رفع آدم يده له مُصافحًا يقول: 


أنا آدم عمران العوامري. 


نظر مجدي ليد آدم لوهله قبل أن يمد يده ويصافحه... تبسم آدم قائلًا: 


فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه سوا. 


نظر له مجدي بإستخبار سائلًا: 


وإيه هو الموضوع  المهم ده؟. 


أجابه آدم بإيجاز: 


موضوع مهم مش هينفع نتكلم فيه وإحنا واقفين فى الشارع إكده... عارف إنك مش هتستقبلني فى دارك ممكن نقعد فى أي مكان. 


وافق مجدي قائلًا: 


تمام فى إستراحه فى المحلج ممكن نتحدت فيها بـ... 


قاطعه آدم: 


الأفضل نتحدت دلوك.


إستغرب مجدي من إصرار آدم وزاد فضوله لمعرفة ذاك الآمر الهام وأومأ موافقًا. 


❈-❈-❈


بدأت إيمان العودة للدراسة مره أخري،لكن بعد إنتهاء محاضراتها ذهبت الى مركز الشباب كما تعودت، وبالأخص الفترة الماضيه بعد غياب جسار الذي قال أن أجازته ليومين فقط وإمتدت لوقت أطول من ذلك،لم يتلاعب بها الفضول،وشعرت بإنبساط،لكن إستغربت أثناء دخولها الى داخل مركز الشباب بسماع أصوات تمرينات الكارتيه،كان ذلك فى البدايه قبل أن تزفر نفسها بالتأكيد عاد ذاك الغليظ مره أخري 


دخلت الى قاعة التمرين،لكن تفاچئت به يجلس على مقعد وإحد يديه مُعلقه بعنقه بحامل طبي لم تستطيع إخفاء بسمتها وهي تقترب منه سائله بشبه شماته:


خير إيه اللى حصلك يا كابتن،إنت خبطت فى موتوسيكل،لاء مش حادثة موتوسيكل اللى تسبب الإصابه والتشوهات اللى فى وشك دي 


أكيد حادثة توكتوك.


رف قلبه حين رأها ولا يعلم سبب لذلك،لكن حين سمع قولها الواضح به التشفى،تفوه بتفسير:


 واضح جدًا إنها لا حادثة موتوسيكل، ولا توكتوك، أنا كنت فى ماتش Street fight 


(قتال شوارع)... والماتشات دي معروفه. 


نظرت له بإستفسار  سائله: 


وإيه يجبرك تدخل ماتشات من النوعيه الرخيصة دي، كل شئ فيها مُباح 


ضرب فى أي مكان فى الجسم وبأي شئ. 


أجابها ببساطة عن عمد: 


كنت فى رهان وكسبته وخدت من واراه مبلغ مالي كويس. 


تبدلت نظرتها الى إزدراء قائلة: 


بلاش تتكلم فى النوعيه دى من الماتشات قدام الاطفال... أنا بعلمهم إن الرياضة أخلاق مش إستقواء وحرب شوارع قذرة. 


نظر لها بنظرة إعجاب وأخفي بسمته. 


❈-❈-❈


بـ دار العوامري 


رغم مرور أيام على زواجهم لكن كان هنالك هُدنة بينهم، كل منهم يحاول، الا يُثير إهتمام الآخر  حتى سراج ظن أن ثريا قد تلجأ للإغراء كي تجذبه لها، لكن هي تلتزم بزي بسيط من منامات شبه مُحتشمة رغم أنها أحيانًا تكون مُفسرة لمعالم جسدها،لكن تتعمد الإبتعاد عنه حتى نومهم بفراش واحد تلتزم الطرف بعيد عنه،وهو يفعل ذلك مُتعمدًا منه..


خرج من الحمام مُتعمدًا بسروال فقط  عاري الصدر،كانت تقف  أمام المرآة تضع كُحلًا بعينيها حين رأت إنعكاس وقوفه خلفها 


لم تُحايد النظر لإنعكاسه بالمرآة اكملت وضع كُحل حتى شعرت بأنفاسه قريبه من عُنقها 


إستدارت تنظر له لم تُحايد بصرها عنه 


لكن هو نظر الى عينيها اللتان رسمتهما بكُحل رفيع أظهر أهدابها الكثيفة، لكن تخابث قائلًا: 


شايف إنك مش مكسوفه وأنا واقف قدامك. 


ضحكت  سائله: 


وهنكسف ليه، هي أول مره أشوف راجل نصه عريان، سبق وشوفت راجل عريان بالكامل، ناسي إنى كنت متجوزه قبل إكده وعادي يعني. 


نظر لها بغيظ وجذبها من عضديها قائلًا: 


واضح إن معندكيش حيا، تمام يا زوجتي الوقحة 


إعملي حسابك المسا هنتمم الناقص فى جوازنا. 


فهمت حديثه نظرت له وسُرعان ما إرتبكت وشعرت بتوتر، لكن لم تُظهر ذلك، وأومأت رأسها بلا مبالاة، بينما شعر سراج بغيظ أقوي، وهو يفكر 


بطريقة يستطيع بها 


             «كسر عِصيانها» 


يتبع....


🔥دمتم ساالمين 🔥.



             الفصل الحادي عشر من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة
تعليقات