رواية الأمانة
الفصل الخامس العشرون 25
بقلم نرمين قدرى
قال أسر بغضب :بصي يا كريمان انا مش مسؤل عن طريقه تفكيرك المريضة مش حاخش جوا مخك علشان اقنعك بحاجة انتي مش عاوز تقتنعي بها اصلا ومش حتقتعني غير باللي في دماغك كل اللي مطلوب منك خليكي في شغلك و ما تشغليش بالك بحد ملكيش في بقي اقرب من مين او بعد عن مين ده ما يشغلكيش
وقدام الكل يا كريمان لو صدر منك التصرف ده تاني اعتبري نفسك برا الشركه خالص انا مش حسكت لحد من العملا يعدل علينا وعلي طريقتنا مفهوم
قالها وتركه المكتب باكمله و هو في قمة غضبة
دخل أسر الشالية بتاعه دون أن يتكلم مع أحد كان يود أن يتلقي أنفاسه و يهداء قليلا قبل الاجتماع الثاني
دخلت علية حياة وهي في قمة غضبها منه قالت بصوت يملاءه الغضب :. بشمهندس أسر اخر مرة حسمح لك تكلمني بطريقه دي قدام اي حد لو سمحت زي انا ما يحترمك اقل واجب انك انت كمان تتحترمني لكن انت حتي مش عاوز تعمل للقرابة اللي بنا حساب
قبل ما تعمل العرض اللي عملته قدام الناس علشان تبان انك المدير الأمر الناهي اعرف الاول سبب تأخيري وبعدين احكم اذا كنت حتزعق ولا حتسامع وانت اصلا ملكش عليا علشان تزعقلي كل اللي بيني وبينك شغل وبس اخصم من المرتب لكن متزعليش ولا تجرحني باي كلمة
وسبب تاخيري علشان ما كنتش في السرير ولا قدام المرايه بتزوق زي ما حضرتك قلت انا اللي اخرني أن ابن اخوك كان سخن و جنة كانت لوحدها معاه فا كنت بطمن علية يعني ما كنتش بلعب ولا بدلع
ظل أسر ملتزم الصمت وهو ينظر لها و هي تتكلم و الدموع عالقة في عينيها وبدون اي مقدمات قام بحركة فجائية التهم شفتيها في قبله طويلة
الصدمة شلت حركة حياة و لم تتفوه باي كلمة و لكنها خرجت مسرعة دون أن تنظر له
انهمكت حياة طول اليوم في الشغل وحاولت أن تتناسي ما صدر منه ولكن بداخلها شعور غريب مختلف محسسها بالانتعاش والنشوي وعلي وجهها شبه إبتسامة غريبة
وهي ماشية في الموقع التقت بمازن ابتسمت له اقترب منها وقال وهو يضحك :
ايقوناتنا الجميلة النشيطة ايه اخبارها بصراحة تاخدي اكتساح في الشغل محدش محصلك شعله نشاط ايه يا بنتي أن لبدنك عليك حق ما تعبتيش انتي حتي ما اختيش استراحة الغدا زينا مواصلة شغل من الصبح
قالت حياة وهي تنظر لقدمها : لاء طبعا تعبت و حموت و امشي حافية رجلي خلاص وقفت عليا من التعب بصراحة هلكت شغل طول النهار واقفة علي رجليه و مش مخلية حد ياخد باله من التعب اللي انا في علي قد ما تعبت علي قد منا مش خليت حد يشمت فيا
وبدأت سحابة دموع تتجمع في عينها
ثم دارتها بمرحها المعتاد وقالت بشقاوة :
بص بقا انا حعمل حاجة مجنونة وفجاءة قلعت الكوتشي و ماشت حافية و حملت الحذاء في يدها
انفجر مازن ضاحكا بصوت الفت نظر أسر ليه وقال:
يا بنت الناس انا شوفت مجانين كتير بس اقسم بالله ما شوفت حد في جنانك بجد بتفصليني ضحك علي عمايلك
التفت لهم اسر و ذهب إليهم خفضت حياة عينيها مسرعة فور لمحها قدوم أسر ناحيتهم
أغمضت حياة عينيها في خجل شديد. و قالت :سلام بقي يا مازن حطير ارتاح علشان حموت و متنساش أن في حفله بليل يلا سلام و جرت مسرعه دون الانتظار رد منه و قبل وصول أسر لهم
ضحك أسر علي طفوليتها و أقترب من مازن وقال له :
خير بتضحكوا وصوتكم مسمع لآخر المشروع خير يارب
رفع مازن عينه ينظر لصديقة و يقول بحرص:
في ايه يا أسر هو الضحك كمان ممنوع في الشغل بصراحة انت مزودها قوي راعي البت شوية هي مش حتصبر علي طبعك اللي شبه الدب ده اهدي كده عليها حياة شغاله شغل اربع مهندسين و ماقلتش اه ولا قالت عاوزة مساعده من حد كلما رحنا راحة الغدا وهي فضلت شغاله بلاش تضيعها من ايدك بعجرفتك الكدابه دي
و سابه ومشي دون أن ينتظر منه رد
جرت حياة حافية اتجاة الشالية و هي في طريقها خبطت في ماجي التي بدورها أن شاهدت منظرها و هي ممتلئة بالأتربة و حافية القدمين و اثار الشغل واضحة عليها
أنتهزتها فرصة تحرق دمها نظرت لها بقرف و قالت :
ايه يا بتاعة انتي فتحي وانتي ماشية و ايه القرف ده ايه اللي عملاه في نفسك ده دايما اصلك غالب عليكي مش حتنسي انك تربية حواري ماتعرفيش تبقي ليدي انثي حتفضلي كده بيئة بجد منظرك و ريحتك وشكلك يع يقرف الكلب بصراحة مش عارفه أسر مخليكي وسطينا و انتي بلمنظر المقزز المقرف ده ازاي يع يع بجد
رفعت حياة حاجبيها وأخذت نفس عميق ونظرت لها بلا مبلاه وتركتها وماشت وكأنها لم تتحدث من أصله
دخلت الشالية و أغلقت الباب خلفها ورمت حذائها في الارض و انهارت في البكاء وحضنت نفسها بذراعيها فاهي اعتادت أن تداوي جرحها بنفسها اخذت وقت في الانهيار
قامت وقت امام المرأه وفصلت تحدث نفسها وتقول لنفسها بتحدي :
بقيت كل يوم اقول لنفسي اجمدي ، مفيش وقت تنهاري .. لحد لما مبقتش حاسة بحاجة خالص انا لازم اكون قوي و مش ابين ضعفي لاي حد خلقة ربنا
ثم فاقت لنفسها و قامت بغيسل وجهها وأخذت نفس عميق ثم أخذت حقيبتها ونزلت علي اكبر مول في المنتجع اشترت كل ما تريده ورجعت الشاليه ولا احد شعر بها
اخدت قسط من الراحة و فاقت علي صوت المنبه
وجدت انه قد حل المساء وقرب معاد الحفل فاقت ونظرت لنفسها في المراه بتحدي و قالت ماشي يا ماجي لو خليتك متعرفيش تبصي في المرايه تاني قامت حياة وفتحت الأغراض التي اشترتها قفد اشترت فستان بلون الموف القاتم بجميع إكسسوارات وحذاء عالي و وضعت المكياج المناسب وعطر منفرد و فكت شعرها و تركته ينسدل خلفها ووضعت عليه وره من نفس لو الفستان بفصوص الماظ وكأنها أميرة خارجة من الروايات الأسطورية
نظرت لنفسها في المراه و اعجبت بنفسها بشده فكانت فعلا شديدة الجمال
نظرت لنفسها طويلا وتذكرت قبله أسر لها اقشعر جسدها كله و ابتسمت بل وضحكت كلما تذكرت نظرات ماجي و كريمان و هما الاثنان بيتحدوا بعض مين فيهم اللي حتفوز بيه ضحكت وقالت في نفسها بسخرية:
هما الاتنين هبل اقسم بالله يتمنون أنه يحبهم ومين اللي حتفوز
ثم ضحكت وقالت في نفسها أيضا بس انا اللي فازت به..
و هما الاتنين يتمنون حبك يا اسر وانا من حصلت عليه. وسرقت نبص قلبك منهم انا حاسيت بنبضك لما بوستني
هما مشغلون بك وانا من يشغل تفكيرك..
هم يقرؤن ما تكتب غلابه بس انا اللي بحضنك بين السطور..
هم يقصون قصص الحب..وانا من تعيشها معك. يا اسر يا فضالي لما نشوف يا انا يا هما بس ورحمة ابويا ما حخليهم يتهنوا بيك لحظة وحفرجهم أنه سابهم علشان خاطر بنت الحواري و حوريهم حياة لما تتجنن و تأخذها تحدي مع نفسها
نظرت حياة لنفسها نظرة تفحصية ثم عزمت علي الخرج ليهم بكل ثقة وقوة
وتعتمدت أن تخرج متأخرة كي يكون الكل قد أجتمع
خرجت حياة في جنح الليل عندما يفقد المرء خطواته وتموج أفكاره وتذوب ساعاته في بحار العدم عندما تستكين اللحظات وتجمد الدموع وتعجز الكلمات عندما يبحث المرء في طيات الكون قاطبة يفتش عن إنسان يلملم بقايا نفسه القديمة ثم يزج بها في قلب هذا الإنسان عله يجد فيه مؤنسا عله يجد عنده الأمل الذي توارى خلف غياهب الماضي عندها يقف المرء مستندا على أكتاف الحنان المنتظر بشغاف قلبه يقف كالطفل الذي تذبحة اللحظات و يؤلمه الحرمان يقف متتظرا كلمات نعم كلمات. توقظ فيه ما قد مات من بقايا نفسه هكذا الصراع كان داخل حياة ولكنها ظلت تمشي بخطواط ثابته لثبت الكل أن واثق الخطواط يمشي ملكا
دخلت عليهم حياة الحفلة وفجأة