رواية الماسة المكسورة الفصل السادس والثلاثون 36 جزء ثاني بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل السادس والثلاثون 36 جزء ثاني 

بقلم ليله عادل


احد الكافيهات السادسة مساءً 

نشاهد ياسين يجلس على إحدى الطاولات يحتسي فنجان القهوة الساخنة بهدوء. بعد دقائق، اقتربت منه هبة، ويبدو عليها القلق.

 هبة بصوت قلق: في إيه يا ياسين؟ مختفي بقالك يومين، خضتني عليك. وبعدين ما فهمتش حاجة من الرسالة اللي بعتها.


 ياسين بجدية: ماسة اتخطفت.


اتسعت عينا هبة بصدمة وقالت بصوت عالٍ: اتخطفت!


أشار ياسين بيده وهو ينظر حوله: وطي صوتك، فضحتينا.


 هبة بدهشة وصدمة: أوطي صوتي؟ إنت بتقول لي مرات أخوك اتخطفت! عايزني أكون عاديّة؟ اتخطفت إزاي؟


ياسين بتوتر: أعداء هجموا على الفيلا، خطفوها وقتلوا كل الحراس.


هبة بصدمة: يا نهار أسود! خطفوها من جوه الفيلا كده بكل بساطة؟


نظر ياسين حوله مرة أخرى، ثم قال: مش ملاحظة إن صوتك عالي؟ اهدي شوية.


ردت هبة بانفعال: أهدى إيه؟ أنا مش مصدقة. طب هي فين؟ عاملة إيه؟ جبتوها؟ اتكلم.


 ياسين مطمئنًا: أكيد جبناها. يعني أنا قاعد قصادك إزاي؟ سليم جابها في نفس اليوم.


وضعت هبة يديها على جبينها، ثم أعادت شعرها للخلف بصدمة، قائلة: طب الحمد لله.


نظر ياسين إليها لوهلة دون أن يعرف ما يقول، ثم نادى الجرسون وطلب لها كوبًا من الليمون. بعدها قال: هبة، لازم تعرفي إن دي أول مرة تحصل لنا. عندنا مشاكل، بس بتبقى خاصة جوه المجموعة. ممكن يسرقوا مننا مخزن أو يحرقوا شحنة، لكن توصل لخطف حد؟ دي أول مرة. مش عايزك تقلقي.


هبة بأسف:أنا ما فكرتش في الموضوع ده، بس زعلانة على ماسة. الشيء صعب. هي صغيرة وأكيد يا عيني مرعوبة.


 ياسين: مش عارف. إحنا ما بنتكلمش كتير. هي أصلاً عازلة نفسها عننا، بس أكيد هتبقى كويسة.


سألت هبة: هو ينفع أشوفها؟


 ياسين: استني هشوف إذا كانت موجودة ولا لأ.


رفع ياسين هاتفه واتصل. بعد قليل، أتى صوت ماسة من الطرف الآخر.


الو ياسين، إزايك؟


 ياسين: الحمد لله. إنتِي عاملة إيه؟


ماسة: تمام.


سأل ياسين: هو انتي فين في القصر.


ماسة: لا انا كنت عند ماما وخلاص هركب العربية وراجعة. 


ياسين: طب كويس عشان هبة بس عايزة تيجي تشوفك.


ماسة: خلاص أعتقد عقبال ما آجي تكونوا وصلتوا


ياسين: خلاص ماشي.


أغلق الخط ونظر لهبة: هي راجعة من عند مامتها نشرب الليمون ونتحرك.


هبة: طب إنت عامل ايه؟؟؟ انت كويس؟؟ 


ياسين: تمام وإنتي؟؟ 


جاء الجرسون وضع المشروب وغادر 


هبة: الحمدلله وأنا تمام.


قصر الراوي.


غرفة استقبال الضيوف الثامنة مساءً 


نرى هبة وياسين يجلسان و يتحدثان 


ياسين: أنا بلغتهم هتنزل حالا.


هبة بخجل: أنا مكسوفة أوي يعني جيت من غير ماتعرف عيلتك.


نظر لها ياسين وهو يبتسم: إيه العبط ده إنتي تيجي هنا في أي وقت مافيش حاجة اسمها طلب إذن.


أثناء حديثهم اقتربت منهم فايزة التي كانت تنظر بإستغراب تبسمت: إنتي هنا أزيك.

وقفت هبة وصافحت فايزة بإحترام: إزاي حضرتك.


فايزة: أنا الحمد لله.. كدة يا ياسين ماتقولش إن هبة هتيجي كنا استقبلناها بطريقة تليق بيها.


هبة: الحقيقة هي جت صدفة كنا في النادي بنتكلم ولما عرفت إن ماسة حصل لها موضوع الخطف  فحبيت آجي أطمن عليها وخصوصا إني نفسي أتعرف عليها فأعتقد ده أنسب وقت.


نظرت فايزة لها وهي تعقد ما بين حاجبيها بإنزعاج فيبدو أنها لم يعجبها ماتريده هبة بالتعرف على ماسة قالت: يعني إنتي جاية هنا بس علشان تتعرفي على ماسة؟


هبة: بالظبط. 


نظرت لها فايزة لوهلة وهي تمرر عينيها عليها فلم يأتي في مخيلتها للحظة أنها من هذا النوع الذي من الممكن أن تتقبل ماسة وتحب أن تتعامل معاها وليس مثلهم.. قالت بالإنجليزية(  enjoy ) استمتعوا عن إذنكم


قالت كلماتها تلك وبدأت بالتحرك وأثناء خروجها تقابلت مع ماسة رمقتها من أعلى لأسفل وتحركت

اقتربت ماسة من هبة بينما هبة نظرت لها بإبتسامة مشرقة.


ماسة بلطف وهي تصافحها: إزيك عاملة إيه؟؟ 


هبة: تمام حمد لله على سلامتك. أول حاجة علشان البيبي ثاني حاجة علشان موضوع الخطف الصراحة أنا أول ما عرفت باللي حصل قلت لازم أجي أشوفك.


ماسة بلطف: أنا كمان من زمان نفسي أتعرف عليكي بس الفترة إللي فاتت حصل فيها حاجات كثير كدة ورا بعض ( أشارت بيدها ) اتفضلي اقعدي 


جلستا لكن بقي ياسين متوقفا نظر لهما قائلا: طب خليكوا إنتم مع بعض وأنا هاشوف أي حاجة أعملها لما تخلصي رني عليا يا هبوش ماشي.


ماسة: ما تخليك معانا.


ياسين: لا خليكم على راحتكم.


تحرك ياسين إلى الخارج وظلت هبة مع ماسة 


هبة: عارفة لما ياسين حكالي على قصتك مع سليم وكلامه عنك يعني كنت شغوفة جداً أتعرف عليكي مش عارفة ليه.


ماسة تبسمت: يمكن عايزة تتعرفي على الخدامة اللي اتجوزت ابن البشوات عاملة إزاي 


هبة بتوضيح: لا خالص والله العظيم أنا حبيت أتعرف على البنت اللي ياسين مش بيبطل يتكلم كلام حلو عليها.


ماسة: ياسين برده حد جميل ومحترم جدآ وأنا والله نفسي أتعرف عليكي وقت ما كلمتك في التليفون بس زي مقولتلك في حاجات كتير حصلت لنا الفترة إللي فاتت، ورا بعض شغل سليم وتعب الحمل والإجهاض، والدروس والامتحانات والخطف عارفة أنا حاسة من ساعة مارجعت مافيش راحة بس كل حاجة بتحصل في معادها بتبقى حلوة. 


هبة: أكيد أنا بصراحة قلت خلاص بقى مابديهاش بعد إللي حصل ده لازم أجي أشوفك أنتي إحساسك بعد حوار الخطف ده تخطتيه فعلا ولا.


ماسة بتوضيح بنوع من الأنين: مش تخطي بالمعنى التخطي، لسة جوايا خوف، تجربة صعبة وقاسية جداً، ربنا مايكتبها لحد، يمكن إللي مقويني شوية إن سليم جنبي وبيدعمني، وإني شفت الشخص إللي خطفني مات

مدت وجهها بشفتيها بعدم معرفة وحيرة: مش عارفة يمكن أنا قوية وأنا مش واخدة بالي.


هبة بعقلانية: بصي هي تجربة أكيد صعبة، بس جميل إنك ماعشتيش فيها أكتر من اللازم وأكيد إنتي قوية.


هبة بحماس: المهم إيه رأيك نبقى أصحاب ونخرج سوا


ماسة: موافقة جداً أنا أصلاً نفسي يبقى ليا أصحاب أخرج معاهم تعرفي أنا ما ليش أصحاب خالص هنا، بس الفترة دي صعب... سليم مانع عليا الخروج خايف عليا جدآ.


هبة: حقه بس مش لازم الفترة دي، لما الموضوع يعدي بس ليه مالكيش أصحاب أمال بتخرجي إزاي بتعملي إيه في يومك؟


تنهدت ماسة بملل: والله ملل على طول عند ماما  أو في الدورس وبخرج مع أختي سلوى.


هبة بتودد: لا خلاص إنتي بس سليم يفك عنك الحصار ويبقى مطمن عليكي ونخرج وأعرفك على  أصحابي هتحبيهم خالص.


ماسة: موافقة جداً ( تساءلت على استحياء) هو أنا ممكن أسألك يعني عاملة إيه مع ياسين مبسوطه.


هبة بتودد: اسألي أي حاجة إحنا مش اتفقنا هنبقى أصحاب، والله أنا وياسين علاقتنا تمام وكل مدى علاقتنا بتقوى.


ماسة: على فكرة ياسين من الشخصيات الكويسة جداً حد محترم أوي هو أول واحد اتعرفت عليه في القصر لإنه كان بيجي المزرعة طول عمره إنسان خلوق ومحترم وطيب.


هبة: ده حقيقي تعالي بقى اعرفك عليا.


وأخذتا تتبادلان الأحاديث المختلفة وكانت فايزة تراقبهم من أعلى الدرج بإختناق فهي لا تريد هذه العلاقة.


         ❤️ـــــــــــــ بقلمي ليلة عادل ــــــــــــــــــــ ❤️ 


قصر الراوي الحادية عشر مساء 


_الحديقة 


نشاهد ماسة تجلس فى الحديقة وهى تستمع إلى موسيقى هادئة بالقرب من النار فى أجواء باردة وهي تقرأ كتاب.


اقترب منها سليم بابتسامة جذابة وهو يقول:


سليم بمغازلة: قاعد لوحدك في البرد ليه يا جميل؟


تبسمت ماسة والتفتت برأسها له، اقترب حتى توقف خلفها مباشرة عدل لها الشال الذي تضعه فوق فستانها الشتوي، قبلها من أعلى رأسها، وتحرك وجلس بجانبها.


أمسك سليم يدها وقبلها منها وهو يقول: وحشتيني يا قطعة السكر عاملة إيه؟


ماسة تساءلت: الحمدلله، خلصت شغل أخيرا؟


سليم وهو يهز رأسه بنعم: قولت أضغط نفسي النهاردة عشان أخدك ونسافر كام يوم من بكرة إيه رأيك؟


اتسعت عينا ماسة بسعادة: بجد يا سليم ولا بتهزر.


سليم وهو يهز رأسه بإيجاب بإبتسامة: أيوة بجد، هو أنا عمري هزرت في الحاجات دي..


هزت رأسها بنفي وبحماس .. أكمل سليم بتفسير: هو أنا مش كنت واعدك بعد ماتخلصي امتحانات هوديكي سيوة ! إنتي عارفة طبعاً الأحداث إللي حصلت، فحبيت نخطفلنا كدة كام يوم قبل ما المشروع الجديد ياخد كل وقتي ها !! جاهزة ... (قرصها من خدها بمداعبة) .. يا ماستى الحلوة.


ماسة بحماس: أناجاهزة من ساعة ماخلصت امتحانات، بس الباشا مسافر عادي ولا هيكلموك ونرجع زي إسكندرية؟


سليم بلطف: مش بتثقي فى جوزك وكلامه ووعوده.


ماسة وهي تقبله من خده: بثق طبعاً يا كراميلتي.


سليم: بس فيه حاجة صغيرة هنغيرها.


ماسة بترقب:إيه؟


سليم: هنروح الأقصر وأسوان بدل سيوه.


ماسة بتذمر طفولي:إشمعنا بقى؟


سليم:عشان أحنا في الشتا ياروح سليم.


ماسة: سيوة مشتى يا أستاذ.


سليم تبسم: عارف والله بس هل حضرتك هتمسكى نفسك ومش هتنزلي ميه! ولا هتفضلى تتحايلى عليا تنزلي وتعيطى وتتنططي؟!


ماسة بإعتراض: أنا ما بعملش كدة هو أنا طفلة.


ركز سليم النظر فى عينيها بمعنى (إنتى مابتعمليش كدة ؟؟) 


تبادلت معه تلك النظرة وتبسمت واعترفت


ماسة: ماشى خلاص باتحايل عليك بس مش بقعد أخبط فى الأرض، وبعمل زى العيال الصغيرة (ضحكت) مش مهم سيوة نروح أسوان حتى لو كوكب زحل، أي حاجة المهم نسافر مع بعض.. 


سليم بحماس: وهنسافر فى المركب كمان إيه رأيك؟


ماسة: الله حلو أوى أنا اتحمست أوي. 


فردت يدها بحماس وأحاطت رقبته بذراعيها وضمته بشدة وقبلته من خده، ابتعدت قليلا ومسكت يده باهتمام تساءلت:حبيبي أحضرلك العشا ؟


سليم: توء اتعشيت في المجموعة أوعي تكوني مستنياني !


ماسة تبسمت بطفولة: الصراحة لا كنت جعانة أكلت.


سليم وهو يداعبها من أنفها: بس إحنا ممكن نشرب حاجة مع بعض إيه رأيك؟


ماسة بحماس: ماشي .. (نهضت وهى تنظر له) تحب تشرب إيه؟


سليم نهض وهو يخرج شفتيه السفلية: مش عارف تعالي نعمله مع بعض.


حركت رأسها بالموافقة، أحاطت خصره بذراعها و أحاط هو رقبتها بذراعه من الخلف وتحركا وتوجها إلى المطبخ.


وأثناء ذلك تحدثت ماسة: على فكرة ماما سألت على موضوع الحراس وإن إحنا هنبيع الفيلا، قولتلها إني معرفش وإني مابسألكش وإني لسة عارفة منها.


سليم:كويس إنك قولتلها كدة.


_ المطبخ


_ كان هناك ثلاثة من الخادمات يقومن بإعداد بعض الأطعمة للغد، فور دخولهما توقفا بجانب بعضهم.. 


إحدى الخادمات :سليم بيه حضرتك عايز حاجة؟


سليم بتهذب: لا لو سمحتم أخرجوا برة سيبونا لوحدنا.


هزو رؤوسهم بإحترام وخرجوا.


وجه سليم جسده فى زاوية ماسة: تشربي إيه يا قطعة السكر؟


ماسة وهى تضم شفتيها: مش عارفة.


سليم: هعملك نسكافيه برغوة وأوعدك إني مش هاكتر اللبن.


ضحكت ماسة: ماشي أنا هقعد أتفرج عليك.


وبالفعل بدأ سليم بعمل النسكافيه، كانت تشاهده ماسة بابتسامة جذابة وتبادلا الضحكات، بعد الإنتهاء اقترب سليم منها و هو يحمل المج ويقدمه لها 


سليم بحب: اتفضلي يا مولاتي 


تناولته منه واحتست القليل.


سليم تساءل: ها مظبوط والرغوة كتيرة.


ماسة: يجنن يا كراميلتي ... 

(قبلته من شفتيه قبلة صغيرة) 


سليم بتوسل طفولي يليق به: واحدة كمان بليز بليز.


ماسة: فوق طيب.


سليم بإعتراض طفولي: لا حالا ماليش دعوة.


ماسةوهى تضحك: طيب بس بتعمل كدة ليه ههههه؟ 


اقتربت منه وقبلته قبلة خاطفة، وقبل أن تبتعد جذبها سليم عليه كاد أن يقع النسكافيه عليهما، وأخذ يلتهم شفتيها بعشق بعد دقائق ابتعد وهو يقول.


سليم: هى دى البوسة مش التطعيم بتاعك.


ضحكت ماسة: إنت فظيع، يلا خلينا نطلع أوضتنا 

وأحكيلى هنعمل إيه بقى أكيد محضر برنامج.


سليم: طبعاً.


أمسكا المجات وتحركا وصعدا الدرج حيث غرفتهما..


اليوم التالي


_ نشاهد بعض الحراس يهبطون الدرج وهم يحملون حقائب سفر، كانت تجلس فايزة وفريدة فى الأسفل، رفعت عينيها نحوهم، ثم نهضت وتوجهت لهم.


فايزة بتساؤل: إيه الشنط دى؟


أحد الحراس: شنط سليم بيه وماسة هانم.


فايزة بتعجب وهى تتك على كلمة: سليم !!


وأثناء ذلك هبط سليم ومعه ماسة. 


فايزة :مسافر إزاي دلوقتي؟


سليم بجدية: إيه المشكلة أنا مظبط كل حاجة في المجموعة متتقلقيش، المهم ماتعملوش حاجة من دماغكم.


فايزة: ما اقصدش المجموعة إنت إزاي هتسافر بعد حادثة الخطف ده مافاتش يومين.


سليم بلا مبالاة توقف أمامها على آخر درج: بردو فين المشكلة؟


اقتربت فريدة: مامي عندها حق ماينفعش تسافر دلوقتي.


سليم بإستنكار: بالعكس ده أفضل توقيت.


فايزة بشدة: بطل عناد عايز تقتل نفسك.


سليم بكبرياء وغرور لا يليق إلا به، قرب وجهه من وجهها: أنا لو فضلت هنا هيفتكرونى خايف، وأنا مابخفش، أنا سليم الراوي ابن عزت الراوي وفايزة رستم آغا صح.


هزت فايزة رأسها بإيجاب : يستحيل حد يراجعك عن إللي في دماغك.


سليم:بالظبط.


تبسم سليم ابتسامته المستفزة، اقترب منها

رفعت عينيها نحوه بترقب ووضع قبلة على خدها وابتعد بنبرة، وقال بنبرة سايكو: باااي يا فايزة هانم.


شبك كفه بكف ماسة وتحركا للخارج.


فايزة وهى تنظر لآثاره: أخوكي اتجنن على الأخر.


فريدة وهى تنظر لإثارة تبسمت: ماهو طول عمره مجنون ...

لفت بجسدها فى زاوية فايزة أكملت بعقلانية:

ـ بس أوعي تنكري إنه أنضف ولادك الشباب،كفاية إنه مش طماع.


إلفتت فايزة بزاويتها بهدوء وأجابتها: عمري مانكرت ولاهنكر، عشان كدة اخترته يكون الكبير بعد عزت، لإني متأكدة إنه مش هيطمع ولا هيخون بالعكس هيكّبر الفلوس، بس عنده وغروره مشكلة، سليم ما بيسمعش غير سليم وده هيوقعه في مشاكل كتير أوي.


فريدة: إن شاءالله مش هيحصل حاجة.


فايزة: أتمنى.


بقلمي ليلة عادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩♥️


((خلال 3 أيام ))


في أماكن مختلفة وأوقات متفرقة بين مدينتي الأقصر وأسوان،


حيث تتجلى عظمة الحضارة المصرية القديمة وسحر الطبيعة الخلابة.


مظهر عام للأقصر وأسوان، نرى المدينة تحتضن نهر النيل في صورة مهيبة، حيث تنتشر المعابد الفرعونية كالشواهد على عظمة الماضي. يظهر معبد الكرنك الشهير بصفوف أعمدته الضخمة، ومعابد فيلة التي تحتضنها المياه، ووادي الملوك والملكات المليء بالأسرار، وجزيرة إلفنتين بأطلالها الساحرة.


كما نشاهد سليم وماسة وهما يتجولان بين المعابد الفرعونية. كانت ماسة مبهورة بكل تفاصيل تلك الأماكن، إذ لم يسبق لها زيارة هذه المواقع العريقة. تقف أمام الأعمدة المزخرفة بإبداع، تتلمس النقوش البارزة على الجدران، وتشعر وكأنها عادت إلى زمن الفراعنة.


أخذا يلتقطان الصور معًا وسط أجواء من السعادة والانسجام. ركبا مركبًا شراعيًا في نهر النيل، يستمتعان بالمناظر الطبيعية التي تحيط بهما. جربا ركوب الجِمال والأحصنة والكرِتة، وزارا الأماكن الترفيهية المليئة بالفرح. عبر الجبال المحيطة، انطلقا في مغامرة على المطاط، ثم تجولا بين البازارات السياحية، حيث اقتنيا تذكارات تعكس عظمة المكان.


على الاتجاه الآخر، تظهر سلوى وهي تحاول الاتصال بمكي، لكنه لا يجيب. بدا واضحًا أنه يحاول التهرب من المواجهة. كان مكي يشعر بصراع داخلي عميق؛ قربه من سلوى أشعره بأنه يقترف خطأ بحقها وبحق نفسه، فهي لم تتجاوز السادسة عشرة بعد. تلك المشاعر التي يحملها لها بدت ثقيلة عليه، كأنه يعيش خطًا لا يستطيع تقبله.


على اتجاه اخر، نشاهد عزت الراوي وهو يعيش أجمل أوقاته في عاصمة السحر والجمال، باريس. يظهر مع عشيقته الحسناء نانا، حيث يستمتعان بليالٍ مترفة بين الأضواء والمقاهي. عزت، في مراهقته المتأخرة، يبدو مستمتعًا بهذا الحلم الذي يعيشه مع فتاة في عمر ابنته فريدة، غير مكترث بالتناقضات التي تحيط به.


( بعد مرور ثلاث أيام )


مدينة أسوان


معبد أبو سمبل، الثانية عشرة ظهراً


تحت أشعة الشمس الساطعة، تظهر عظمة معبد أبو سمبل بتماثيله الضخمة المنحوتة على الجبال، حيث يقف سليم وماسة وسط هذا المكان الساحر، يرتديان ملابس مريحة مناسبة لأجواء الرحلة.


كان المرشد السياحي يروي لهما قصة المعبد العظيم، يحكي عن الملك رمسيس الثاني، وعن روعة تصميمه الذي يتناغم مع أشعة الشمس مرتين في العام. ماسة تنظر حولها بانبهار، وكأنها تحاول حفظ كل تفاصيل المكان في ذاكرتها.


بعد فترة، تركهما المرشد بمفردهما ليستكشفا المكان على طريقتيهما.


ماسة، وقد أمسكت يد سليم بابتسامة عريضة، قالت بسعادة غامرة: المكان حلو أوي يا سليم. كل الأماكن اللي روحناها مش هنا بس، حتى الأقصر كانت جميلة جدًا. خلينا شوية كمان، أكيد فيه أماكن لسه ما روحناهاش، ولا إيه؟


نظر إليها سليم مبتسمًا وقال: أكيد لسه فيه أماكن كتير. أنتِ عايزة نزور كل حاجة مرة واحدة؟


ضحكت ماسة وقالت: طبعًا! مش عارفة ليه حاسة إن الأماكن دي مش مجرد آثار، دي بتتكلم وتحكي عن زمان، عن ناس عاشوا هنا وتركوا كل ده ورحلوا.


قال سليم وهو ينظر نحو المعبد: عندك حق، بس جمال المكان الحقيقي هو إنك هنا معايا أنا مبسوط ان رحلة عجبتك


ماسة بتأييد: جداً.... خصوصاً لما جينا بالسفينة زي فيلم حرامية في كجي تو.. خلينا نروح بيها كمان..


.

سليم وهو يضحك ويقلب عينه لأعلى بيأس: يادي الأفلام إللي مش هتبطلي تاخدي منهم معلومات. 


زمت شفتيها بتذمر طفولي: بس ماتنكرش إن فيه حاجات كتير فادتني.


ضحك سليم بجاذبية وأحاط خصرها بذراعيه وقربها منه: طبعاً ماقدرش أنكر يا أحلى قطعة سكر، خصوصاً لما لبستي بدل الرقص (غمز لها وقبلها من عينيها)


ضمته ماسة بشدة وقالت وهي بين أحضانه: عارف الكام يوم دول حسيت إننا رجعنا للسنة اللي عشناها لوحدنا، كانت كل حاجة فيها حلوة حتى إنت.


أبعدها سليم قليلاً وهو ينظر لها بتركيز ويضم بكفيه كتفيها قال بإستغراب:حتى أنا !!!


هزت ماسة رأسها بتفسير وضيق خفيف: آها كنت أهدى بكتير، هنا حساك مش مرتاح، حتى لو بتقولها بلسانك أنا تمام، بس عينيك بتقول غير كدة..

مسحت بظهر أصابع يدها على لحيته بنعومة وواصلت حديثها: عيونك، بتقول إنك تعبان، مهموم، حتى إنت هنا عصبي أكتر، هناك كنت هادي ورايق حتى كمان متخانقناش ولا مرة، هنا بنتخانق كتير وبيحصل حاجات تعصبك.


تبسم سليم بنعومة ووضع كفه على كفها الذي على خده بإنضمام وقبلها منه بحب وهو يمسح بأصابع يده الأخرى على وجهها، قبلها من أحد عينيها وعاد بخصلات شعرها للخلف وقال بنبرة جميلة عاشقة؛

-أنا تمام ياقلبي طول ما إنتي معايا وجنبي أنا تمام، أنا مش بلاقي مسكنى غير بوجودك، إنتى بوصلِتي، البوصلة إللي بتورينى طريقي الصحيح، اعترفلك إعتراف، أنا مش أول مرة أمسك مسدس وأضرب لما قتلت محمود، بس عمري ماقتلت غير دفاع عن النفس، ومن وقت ما عرفتك عاهدت نفسي إني مستحيل أمسكه تاني، ولا حتى بحب أخليكي تلمحيه، بس للأسف اضطريت أرجع تاني بسبب إللي حصل معاكي ومع أهلي، لكن عارفة أنا فهمت حاجة ...


نظرت له وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم، فأكمل سليم ورد على نظراتها: وقتها عرفت إنك الوحيدة إللي قادرة تخلي سليم واحد تاني، بني آدم طبيعي، سليم إللي بحبه وهو معاكي، معاكي وبس يا ماسة.


دققت ماسة النظر فى ملامحه بإتساع عينيها برجاء:

طب خلينا نرجع، خلينا نمشي ناخد ماما وبابا واخواتي ونرجع 


سليم بوعد: هعمل كدة قريب أظبط بس للباشا كل حاجة زي ماكانت وأفهم إخواتي أصول الشغل، وبعدها أخدك ونرجع، أنا أصلاً مش مرتاح هنا و عايز نكمل هناك، عايز أخدك ونمشي يبقى لينا حياة لوحدنا، عيلة صغيرة أنا وإنتي وبنتين وولدين وأعملك بيت صغير و. 


قاطعته ماسة بحماس: وقصاده جنينة كبيرة أوي زي الشاليه بتاع سويسرا، زي ما اتمنيت زي البيت اللي كان نفسي..


أكمل سليم وهو يهز رأسه بإيجاب بإبتسامة جميلة : بالظبط زي بتاع سويسرا، بنفس تفاصيل البيت إللي بتحلمي بيه الخشبي، إللي أثاثه خشب وفرشه بالشكل البدوي أنا فاكر مش ناسي، بفكر كمان نعيش هناك على طول، إنتي حبيتي المكان هناك، أحلامي مش إني أفضل هنا مع العيلة تؤ، عايز أبعد وأعمل بيزنس خاص بيا، شركة السياحة إللي اتفقنا عليها، وتيجى تشتغلي معايا تبقي مديرتي الحلوة، ( بنوع من الحسرة و الوجع أكمل ): عمري ما كنت بحس إني بنتمي ليهم، دايماً بحس نفسي بعيد وغريب عنهم، مش عارف ليه؟ برغم إن بابا وفايزة دايماً يقولولي إنت الملك إنت القائد إنت اللي هتقعد على الكرسي، إنت كبير العيلة بعد عزت، بس أنا مش عايزها، عايز نبعد ونأسس الحياة إللي نستحقها، خلينا نتحمل شوية 5 سنين بالكتير


اتسعت عينا ماسة بصدمة: 5.


سليم تنهد:بصي السنة دي هفضل شوية مضغوط بعد كدة الدنيا هتتظبط.


ماسة بإستغراب: طب مادام هى سنة ليه قولت خمسة؟؟ الأربعة التانين دول ليه؟


سليم بتفسير: محتاج أقَوي مركز العيلة وأقوي ياسين عشان هخليه ياخد مكاني،هو الصغير بس هو إللي يستحق، عملت دراسة كدة ولقيتهم خمسة بالكتير، ممكن أقل شوية بس مش أكتر.


ماسة بتعجب: طب ليه ياسين ده الصغير كمان بحسه طيوب قوي وغلبان بحسه شبهي. 


تبسم سليم وقال بتأييد و عقلانية: هو فعلاً شبهك أنظف حد في عيلة الراوي، الكبير يا ماسة لازم يبقى عنده مواصفات معينة غير القوة والهيبة والذكاء، لازم كمان يتميز بالحنية والعفو والمغفرة والصبر والحكمة والهدوء، وتكون عينه مليانة مش طماع ولا أناني ولا عنده استعداد يدوس على الكل عشان يوصل لأهدافه، عارفه يعني إيه كلمة كبير؟ بإنك بتجمع العيلة أيد واحدة، سند لبعض، وياسين أنسب واحد للموضوع ده برغم إنه صغير عموماً..

تبسم وهو يضمم وجهها بكفيه قال بحب: يا أحلى قطعة سكر في المجرة، مش هاييجي جاسر إلا وإحنا فى بيتنا بسويسرا.


ماسة بدلع وهي تتمايل بين يديه: حور, هتبقى حور عشان تاخد بالها من جاسر وتبقى زي فريدة معاك.


سليم تبسم:وأنا موافق وتكوني خلصتي دراسة وقدمتي في الجامعة.


ماسة تنهدت بتمني: اااها يااااا ياسليم إمتى بقى.. (ابتعدت قليلا) يلا خلينا نكمل رحلتنا.


سليم قبلها من خدها قال بغزل؛ يلا يا ام احلى عيون بكون


ابتسمت ماسة بخجل وهي تسحب سليم لمواصلة جولتهما بين النقوش والجدران المهيبة، مستمتعين بكل لحظة في هذا المكان الذي يحمل بين جدرانه قصصًا خالدة.


ـ القاهرة 


الشارع المؤدي إلى فيلا عائلة ماسة، الواحدة ظهرًا


نشاهد سلوى تسير، وتحمل بين يديها أكياس طعام، يبدو أنها عائدة إلى المنزل بعد جولة تسوق، وعلامات الإرهاق تبدو على وجهها من حرارة الجو.


على بُعد خطوات، يظهر مكي متخفياً خلف إحدى الأشجار، يراقبها بصمت. كانت عيناه ممتلئتين بالشوق والقلق، وهو معلق ذراعيه الذي لم يندمل تمامًا. منذ خروجه من المستشفى قبل خمسة أيام، لم يلتقِ بها كما وعد، ولم يجب على اتصالاتها. كان يحاول الابتعاد عنها خوفًا من أن يصبح أضعف أمام مشاعره، لكنه لم يستطع مقاومة رغبته في رؤيتها، حتى لو كان ذلك من بعيد.


أثناء انشغاله بمراقبتها، انحنت سلوى لتعيد ترتيب أكياس الطعام التي كادت تسقط من يدها، لكنها لم تنتبه إلى سيارة مسرعة تقترب منها.


في لحظة خاطفة، استعد مكي للركض نحوها، وهو يصرخ بصوت عالٍ: "سلوى! انتبهي!"


التفتت سلوى بسرعة باتياع عينيها وووووو

صلي على النبي 10 مرات واذكر الله 

وصل الحلقه ٣٥٠ لايك عشان اللى هيعمل لايك بس  هو اللى هيستمر الف كومنت

مستنى تعليقات عشان تشجعني اكمل 


   الفصل السابع والثلاثون جزء أول من هنا 

تعليقات