رواية عشق مهدور
الفصل الخامس والثلاثون 35والسادس والثلاثون 36
بقلم سعاد محمد سلامه
بعد مرور خمس أيام
بـ شقة آصف
سألت شكران صفوانه وهى تأخذ منها تلك الحقيبه الصغيره:
حطيتِ غيار لـ سهيله.
اومأت صفوانه:
أيوه، كمان حطيت ليها بيجامه، مع إن كان نفسى أحط قميص نوم كده رقيق.
ضحكت شُكران قائله:
دول فى مستشفى مش فى فندق يا صفوانه.
ضحكت صفوانه قائله:
وماله ما هما فى أوضه لوحدهم محدش بيدخل عليهم طول الليل، سهيله هى اللى بتعتني بيه،يادوب الدكتور بيعاينه وبس.
تنهدت شُكران بتمني:
قد ما كان قلبي حزين على آصف لما صدق إحساسي وإنه كان فى خطر، قد ما قلبى فرح إن سهيله ظهر عشقها له، نفسي آصف يطلع من المستشفى ويرجع لهنا ويفضل بينهم الوفاق ده،مترجعش تنام فى أوضه وهو فى أوضه زى الأغراب اللى ساكنين فى سكن واحد.
ربتت صفوانه على كتفها قائله:
خلاص كلها مسألة وقت قليل وده هيحصل وقولى صفوانه قالت لى،أنا شايفه سهيله إتغيرت،يمكن ربنا له حِكم مش بناخد بالنا منها غير بعدين،إصابة آصف قربت بينه وبين سهيله.
إعترضت شُكران قائله بآسف:
بس عندي إحساس إن آصف متحمل أنه يفضل فى المستشفى بس عشان سهيله قريبه منه فى أوضة واحده عكس هنا،آصف مش بيحب الرقده أساسًا،فاكره لما إتصاب فى أسيوط كُنت بتحايل عليه عشان بس ينام فى السرير ويقل حركته.
تنهدت صفوانه بأمل:
عندى إحساس إن سهيله رجعت زى زمان تلمع عينيها لما تشوف آصف، فاكره لما كُنا بنراقبهم من البلكونات.
تبسمت شُكران بإشتياق قائله بتمني:
ياريت يرجعوا لنفس البدايه وقتها قلبي يرتاح ويهدى من ناحية آصف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا شهيره
وضعت شيرويت قطعة الطعام بفمها بإستعجال ونهضت واقفه، نظر لها أسعد سائلًا:
إفطري كويس مستعجله ليه.
أومأت له قائله:
عندي ميعاد مع صحابي طالعين رحلة سفاري فى الغردقه،هتأخر على ميعاد الطياره... أشوفكم بعد يومين.
قبل أن يرفض أسعد كانت غادرت شيرويت مُسرعه
نظر نحو شهيره المنهمكه تنظر الى هاتفها زفر نفسه بغضب قائلًا:
المفروض تركزى مع بناتك زى ما إنتِ مركزه أوي فى الموبايل كده.
إنتبهت شهيره لتهكمه قائله:
إنت بتكلمني.
زفر أسعد نفسه بسخط قائلًا:
لاء بكلم الحيطه اللى وراكِ،شايفه فى حد تانى معانا هنا عالسفره،مش عارف دى مبقتش عيشه،كآن البيت بقى بالنسبه لك بنسيون للراحه ساعتين،حتى الساعتين دول كمان بتبقى مشغوله بمتابعة الموبايل.
وضعت شهيره الهاتف على الطاوله قائله بنزق:
أسعد أنا مبقتش قادره أتحمل طريقتك دى معايا فى الكلام،طول الوقت مُشاحنات على أمور تافهه.
رمقها بنظرة إحتداد مُعقبًا:
أمور تافهه،إهتمامك ببناتك أمور تافهه،ويا ترا بقى أيه هى الأمور المهمه فى حياتك،الموبايل ولا عروض الازياء بتاعتك،أنا منستش إنى حذرتك إنك تعرضي أزياء مره تانيه.
نهضت شهيره بتأفف دون رد،لكن قبل أن تخرج من الغرفه نهض أسعد وجذبها من عضدها وبغضب قال لها بتحذير
شهيره بلاش طريقتك دى معايا، أنا فى لحظه اقدر أرجعك للصفر تاني زى قبل ما أتجوزتك،إنكان رامز بيقوى قلبك ده مدمن وآخره مصحه نفسيه يتعالج فيها،مش عاوز أحطك زي المرحومه أمك فى آخر أيامها لما دخلت مصحه نفسيه.
نفضت يده عن معصمها بغضب،بنفس اللحظه سقط منها سلسلة المفاتيح الخاصه بها،لم تهتم بها وقالت بحِده:
واضح إنت اللى أعصابك تعبانه الفتره من يوم زفاف آيسر،يظهر شُكران حليت فى عينيك، ولا يمكن قلبك وجعك على إصابة آصف، أنا مليت من نظام التهديد بتاعك يا أسعد وكنت إتحملت قبل كده دلوقتي مبقتش قادره أضغط على نفسي، وإعمل اللى إنت عاوزه مستحيل أرجع للصفر مره تانيه،وإفتكر كويس لما قبلت زمان أتجوزك كنت نجمه الكُل يحلم بالنظر ليها وأنا لسه نفس النجمة يا أسعد،أنا بقول تسافرلك كم يوم مكان هادي تريح أعصابك فيه.
ترك أسعد معصم شهيره التى لم تنتظر وغادرت تزفر نفسها بضيق وغضب جم فاض بها،كذالك أسعد يتملكه الغضب،ربما من ألافضل لهما أنها غادرت،زفر أسعد نفسه يجذب خُصلات شعرهُ الذى غزاها اللون الرمادي،لكن لفت نظره تلك السلسله المُلقاه على الأرض،ذهب نحو مكانها وإنحني يلتقطها،نظر الى تلك القطعه الماسيه السوداء،طن برأسه ذكري ما قالته له هويدا قبل أيام"دلايه سوداء ماسيه"
وضع الدلايه بجيبه وغادر هو الآخر،غير مُنتبهًا الى يارا التى تسيل دموع عينيها حسرةً على والديها اللذان يسيران نحو مُنعطف هدام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشفى
وقف آصف يزفر نفسه بتأفُف متآلمً،كبتت سهيله بسمتها وبدأت بتضميد مكان تلك الجروح... الى أن لاحظت يد آصف الذى أخفضها جوارهُ،غير مُبالي
وضعت لاصق طبي فوق أحد الجروح قائله:
آصف لو سمحت إرفع إيدك اليمين لفوق، أنا خلاص قربت أنتهى من تضميد أماكن الجروح.
زفر آصف نفسهُ بآلم مصحوب بضجر، زادت بسمة سهيله من تلك الزفره، بينما آصف رمق تلك البسمه على شفاها، تجرأ وتعمد وضع يدهُ الأخرى فوق خصرها، شعرت سهيله بيدهُ على خصرها لم تعُد تشعُر برهبه من إقتربه منها بتلقائيه رفعت وجهها تنظر إليه
تلاقت عينياهم فى حديث صامت فقط سادت لغة العيون
نظرة عين آصف مازالت تلمع ببريق عشق وشغف مازال مُتغلغلًا بقلبه
بينما لمعت عين سهيله بنظرة أمل
إنشرح قلب آصف وترك النظر لعينيها سلط نظرهُ على شِفاها للحظات ثم عاود لقاء عينيها مره أخري،بقلبه شعر بشوق لـ قُبلة، قلبهُ سقيم وشفاها الدواء، أحنى رأسه حين أغمضت سُهيله عينيها تشعر بأنفاسه قريبه من صفحة وجهها تنتظر تلك القُبلة
لكن قبل أن يُقبلها فجأة فُتح باب الغرفه... عادت رأس سهيله بتلقائيه للخلف تنظر ناحية باب الغرفة، شعرت بخجل، بينما زفر آصف نفسه بضيق ونظر خلفه،للحظه شعر بإزداد غضبً حين رأى تلك السخيفه عاد ينظر لـ سهيله، بينما تلك شعرت بضيق وغضب مصحوبان بكُره لـ سهيله، يقارن عقلها بين رفضهُ لها سابقًا، تراه قريب من تلك التى لا تقارن بها لهذا الحد الحميمي،، لكن حاولت كبت ذلك برياء قائله بتعمُد لإثارة غضب سهيله:
آسفه كنت مسافره رحلة إستجمام خارج مصر وكنت قافله موبايلى عشان أرتاح من الإزعاج، ومعرفتش غير إمبارح بالليل قطعت الرحله ورجعت مصر على أول طياره.
تنهد آصف هامسًا بكلل وتمني:
وياريتك ما رجعتِ.
بعد أن كانت شعرت سهيله بغضب من حديث تلك السمجه الوقحه، تبسمت حين سمعت همسه بضجر ونظرت لعينه وإبتسمت قائله:
خلصت هجيبلك القميص تلبسه.
أومأ لها ببسمه.... بينما شعرت تلك السخيفه بغضب وغِيره رغم أنها لم تسمع همس آصف لكن هو مازال يُعطيها ظهره حتى حين إبتعدت سهيله عنه رافقتها عيناه الى أن عادت وضعت القميص على جسده من الخلف وساعدته فى إرتداؤه
شعر آصف برعشة يدها فوق تلك الأزرار ليست رهبه لكن توتر وخجل بوجود تلك المتطفلة...
إنتهت سهيله وقامت وضع يدهُ بذاك المشد الطبي،تبسم آصف لها،سُرعان تحولا البسمعه الى ضجر حين إستدار بوجهه ونظر الى تلك السخيفه المُتطفله قائلًا بدبلوماسيه مُبطنه بعدم ترحيب:
أهلًا يا مدام "مي" مكنش له لازمه تقطعي رحلة إستجمامك.
شعرت مي بغضب من طريقة حديثه الجافه، لكن تقبلت ذلك قائله بتعمُد وهى تنظر نحو سهيله:
إزاي بقى إنت عارف إنك غالي أوي عندي.
ساعدت سهيله آصف الى أن تمدد على الفراش،تعمد آصف أن يتكئ بجسده على سهيله التى جذبت جهاز التحكم الاليكترونى للفراش وعدلته من أجل راحة آصف، كما أنه شبه حضنها وتعمد أن يتكئ بجسدهُ عليها وهو يتمدد على الفراش،كذالك وسهيله تقوم بتعديل الوسائد أسفل ظهره ... رفعت وجهها تبتسم له برحابه،
بينما إزدادت غِيرة تلك المُتطفله تنفست بغيظ، ونظرت الى سهيله التى إستقامت واقفه للحظات لا تشعر نحوها بأي شعور ربما إستهزاء وهى تراها تُظهر أنها ليست سوا إمرأه رخيصه تفرض نفسها على رجُلًا لا يراها،ربما ما مر بينها وبين آصف لم يكُن سهلًا، لكن لديها ثقه فيه أنه لا يرا إمرأه غيرها وهذا ما برهن عليه لسنوات كانت بعيدة عنه وأمامه النساء أمثال تلك المُتطفله الوقحه يفرضن أنفسهن عليه، ولم ينجذب لإحداهن.
بينما مي تغاضت عن نبرة آصف وسألت:
لما كلمت كريم قالى إنه إتصل عليك مردتش عليه، قولت له يكلم شريكك فى المكتب ولما سأله عنك قال إنك فى المستشفى، مستحملتش وقطعت رحلتِ.
بنبرة إستهزاء وصد مباشر:
مكنش له لازمه فعلًا تقطعي رحلتك، اعتقد العلاقه بينا مش أكتر من شُغل وإبراهيم مكاني سهل يخلص لك أى مشكله، كمان انا من قبل الحادثه كنت حولت أى شغل خاص بحضرتك لـ إبراهيم هو بيفهم فى النوعيات دى أكتر مني.
أنهي قوله وهو ينظر لـ سهيله طالبً:
سهيله ممكن تعدلى السرير والمخده حاسس إنى محتاج أنام،واضح إن مفعول المُسكن اللى أخدته بدأ يشتغل.
تبسمت له سهيله رغم إندهاشها عن أى مُسكن يتحدث فهو بدأ بالتحسُن وتم تخفيف المُسكنات... لكن جذبت جهاز التحكم في الفراش وبستطته ثم إنحنت عليه تُعدل الوسائد خلف رأسه الى أن تستطح على الفراش وأغمض عينيه... بينما مي نضخت النيران من عينيها، وشعرت بالحقد حاولت حفظ ماء وجهها قائله:
زيارة المريض بتبقى خفيفه، أنا إطمنت عليك هستأذن أنا وهبقى أتصل أطمن عليك.
رد آصف وهو مازال يُغمض عينيه:
للآسف موبايلي إتكسر ولسه مجبتش موبايل جديد.
إبتلعت مي حلقها وشعرت بالدونيه قائله:
تمام، مره ثانيه حمدالله على سلامتك عن إذنكم.
غادرت مي لكن قبلها رمقت سهيله بنظرة إستقلال وحقد يملأ قلبها... بينما بمجرد سماعه لصوت عصف مي الباب خلفها فتح آصف وتنهد بقوه كآنه أزاح ثُقلًا عن قلبه، لا حظته سهيله وتبسمت قائله بإيحاء:
بتتنهد كده ليه، مكنتش عاوزها تمشي، الست كتر خيرها قطعت رحلة إستجمامها مخصوص عشان تطمن عليك... المفروض تشكُرها على إهتمامها بأمرك واضح إنك غالي عندها.
نظر آصف لـ سهيله قائلًا بمراوغه:
سهيله إعدلى لى السرير والمخده مش عاوز أنام.
فهمت سهيله أن آصف يراوغ لا يود بقاء تلك المُتطفله ولا حتى الحديث عنها تسألت بمكر:
ومفعول المُسكن؟.
-مُسكن أيه.
ضحكت سهيله على رد آصف قائله بصبر:
تمام.
عدلت الفراش مره أخري بجهاز التحكم ثم إنحنت حتى تُعدل الوسائد، لكن جذبها آصف بيدهُ السليمه إختل توازنها من المفاجأه وسقطت على صدره، تآوه بآلم طفيف، لكن شعر بخفقان قلب سهيله لوهله غص قلبه أن يكون ذاك الخفقان هو رهاب منه، لكن سرعان ما رفعت جسدها حتى لا يتآلم كذالك وجهها ونظرت لوجهه، رسمت بسمه وكادت تنهض بعيدًا عنه لكن رفع آصف يده وضعها على عُنقها وقرب رأسها من وجهها وكاد يُقبلها وسهيله تشعر كآنها بمتاهة عقل لم تبتعد عنه كآنها تنتظر تلك القُبله، لكن قبل أن تتلامس شفاهم فُتح باب الغرفة، برد فعل تلقائى فاقت سهيله من تلك الغفله ونخى آصف يده عن عنقها، إستقامت سهيله واقفه ونظرت نحو باب الغرفه شعرت بخجل حين دلف آيسر، لكن هو الآخر شعر بخجل ليته طرق على باب الغرفه مُنبهًا، لكن زفر آصف نفسه بغضب ونظر الى آيسر قائلًا:
مخبطش عالباب ليه قبل ما تدخل.
نظر آيسر الى سهيله وتجاهل سؤال آصف قائلًا:
صباح الخير يا سهيله.
تبسمت له سهيله قائله:
صباح النور.... أول مره تجي للمستشفى قبل طنط شُكران.
تبسم آيسر قائلًا بـ إيحاء:
هى ماما لسه موصلتش، تلاقيها إتأخرت فى السكه من زحمة الطريق.
تبسمت سهيله قائله:
طنط بتتعب نفسها فعلًا كل يوم لازم تجي لهنا ،أنا بفكر اتكلم مع الدكتور ويكتب لـ آصف
خروج من المستشفى حالته إتحسنت كتير وبقية العلاج يقدر يكمله فى الشقه جنب طنط شُكران.
وافقها آيسر قائلًا:
وده رأيي أنا كمان.
نظر له آصف بضيق...بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله،ذهبت نحو إحدي الطاولات بالغرفه وجذبت هاتفها تبسمت قائله:
إتصال كل يوم"تيتا آسميه"هطلع أكلمها فى الجنينه الشبكه أفضل.
أومأ لها آيسر،وإنتظر الى أن غادرت الغرفه وأغلقت الباب خلفها ثم نظر الى آصف قائلًا:
إنت مزهقتش من تكتيفة المستشفى.
رد عليه بغيظ:
لاء.
تبسم آيسر قائلًا:
طبعًا إزاي تزهق وسهيله جانبك معظم الوقت،إنت وهى فى الاوضه وتالتكم الشيطان.
تهكم آصف عليه قائلًا:
قصدك تالتنا الإزعاج.
ضحك آيسر، وأخرج هاتف من جيبهُ قائلًا:
الموبايل أهو شحتنه لك.
قبل أن يمد آصف يده ويأخذ الهاتف سمعا صوت طرق على باب الغرفه، ثم فُتح الباب وطلت شُكران مُبتسمه تنظر نحو آصف الذى يتحسن يومً بعد آخر، ثم نظرت الى آيسر الذى أعاد الهاتف بجيبه ثم تبسم وهو يقترب منها وأخذ تلك الحقيبه الصغيره قائلًا:
بتتعبِِ نفسك ياماما.
وافقهُ آصف قائلًا:
كان كفايه تبعتِ الشنطه مع السواق.
كذالك عاود آيسر الحديث وهو يمسك يد شُكران الى أن جلست على أحد المقاعد:
والله إحنا خايفين على صحتك ياماما،من المشوار لهنا كل يوم، ودى مستشفى وانتِ مناعتك ضعيفه ممكن تلقطِ أى عدوى بسهوله، آصف الحمد لله الدكتور قال حالته بقت كويسه جدًا.
تبسمت شُكران وشعرت بإنشراح من محبتهم لها قائله:
لاء أنا الحمد لله بخير،حتى شوفت سهيله وانا جايه كانت واقفه فى الممر مع الدكتور اللى بيتابع حالة آصف.
شعر آصف بغِيره وظل ينظر نحو باب الغرفه بترقُب الى أن دلفت سهيله تبتسم، ورحبت بـ شكران وجلست جوارها غير منتبهه الى غضب آصف، الى أن تآفف، تبسم كل من آيسر وشكران، نظرت له سهيله قائله:
مالك يا آصف إنت موجوع.
رد بتآفف:
لاء.
تبسمت سهيله قائله:
أنا طلبت من الدكتور يكتب لك خروج، وهو وافق بعد ما شاف تحسُن حالتك فى فترة قصيره... ومبقتش محتاج تبقى هنا، بكره هنعمل آشعه كامله على جسمك، وبعدها نخرج من المستشفى.
زفر آصف نفسه مازال يشعر بالغِيره، يعلم أن سهيله تتحدث مع الطبيب كطبيبه لكن لا ينكر شعوره بالغِيره إذا تحدثت معه او حتى مع غيرهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بـ آتلييه شهيره
زفرت نفسها بغضب حين جلس رامز امامها وبدأت بتوبيخه:
مش هتبطل العاده اللى زى الزفت دى، خاف على سُمعة الآتلييه انا تعبت على ما بقى له إسم وكيان كبير، بلاش افعالك القذره وتحرشك بالعارضات ده وعلاقاتك معاهم، المفروض تتجوز هتفضل عازب لحد إمتي.
نظر لوجهها إستشف منه الغضب قائلًا:
ما انا أتجوزت قبل كده مره وطلقتها كانت غبيه وطماعه يلا أهى خدت جزاء طمعها فى مبلغ المؤخر الكبير وقتها ربنا إنتقم منها وسواق عربيه طايش صدمها وبقت بتمشى على عكاز زى المشاليل... انا كده حُر، وليه حاسس إن مش الموضوع ده اللى معصبك، عصبيتك لها دخل بـ أسعد، أيه إتخانقتوا تانى.
زفرت نفسها بغضب جم:
حياتنا أصلًا مبقاش فيها غير الخناق، زى ما يكون بُعد شُكران عنه بيجننه أكتر مع الوقت.
تهكم رامز قائلًا:
زاغت فى عينه دلوقتي، ولا هو الممنوع مرغوب، والبعيد عن العين قريب للقلب.
ردت شهيره:
كُل ده بسبب آصف، اللى مش عارفه ليه متقصفش عمرهُ وإرتاحنا منه، شكل إصابته كانت خطيرة، ومراته كمان قاعده جنبه فى المستشفى تمرضه، أمال كانت أتطلقت منه ليه بعد كام يوم،ولا نسيت إنه وصلها للموت.
تهكم رامز قائلًا:
الحب...الحب بينسي الهِبل والأغبياء وبيسامحوا اللى أذوهم،إنتِ عارفه إن أنا وآصف مش بنرتاح لبعض أساسًا،بس طبعًا عملت الواجب،بعت بوكيه ورد ومعاه رساله صغيره بتمني فيها له الشفاء العاجل.
سخرت شهيره بغضب:
إن شاله ما يطلع من المستشفى.
آمن رامز على دُعائها:
إن شاءلله،وليه تعصبِِ نفسك،إنتِ خلاص الآتلييه له إسم وكيان فى مجال عروض الأزباء أشهر المُصممين فى مصر والوطن العربى بيتمنوا إننا ننظم لهم ديڤليهات لعروضهم كمان ليكِ حساب فى البنك فيه مبلغ خيالي،غير طبعًا نصيبك فى الماس.
نظرت نحو باب الغرفه ثم نظرت له قائله بهمس وتحذير:
بس وطي صوتك حاذر حد يسمعنا،انا مش هكرر عملية الماس دي تانى كفايه كده،انا كنت مرعوبه لا فى المطار يشكوا أن بين الخامات اللى كنا مستوردينها عشان عروض الازياء متهرب ماس،وعدت الحمد لله مش هكررها تاني،وإنت كمان ممنوع،وإقطع علاقتك مع الناس دول،إحنا مش محتاجين.
إضجع بظهره على المقعد ثم وضع ساق فوق أخري بلا مُبالاة قائلًا:
لاء محتاجين عشان تقدري تستغني عن أسعد اللى حياتك معاه بقت لا تُطاق،بس طالما إنتِ مش حابه تكرري العمليه مره تانيه تمام هقولهم بعد كده إنك بره.
نظرت له قائله:
عالعموم إنت حُر اللى يهمني نفسى،خلاص مش هعيش فى تعب الاعصاب ده تاني،وكمان هنفصل عن أسعد فى أقرب وقت هحاول يكون إنفصالنا بالتراضي وأقل الخساير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً، بـ ملهي ليلي
وضع ذاك الكآس الذى كان بيدهُ فوق الطاوله ثم نظر الى تلك التى جلست جوارهُ ملامحها واضح عليها الوجوم والعصبيه، تأكد من ذلك حين سحبت ذاك الكآس وتجرعت محتواه على دفعه واحده،ضحك ساخرًا يقول:
يظهر رحلة الإستجمام مجابتش فايده،أعصابك لسه تعبانه،ولا يمكن....
توقف للحظه ثم زاد بسخريته:
يمكن قلبك هو اللى تاعبك.
نظرت له بغيظ مصحوب بغضب:
ليه كنت عاوز تموت آصف؟.
ضحك بسخريه قائلًا:
أنا...
أنا ماليش فى القتل يا عزيزتي أنا كائن مُسالم آخري أبعت له موزه ناعمه بس للآسف فشلت وبدل ما تغويه يوقع فى شِباكها هى اللى إتعلقت فى شِباك الهوا الدايبه،آصف شكله مش شايف غير مراته،أول مره أغلط مع شخص ويخيب توقعاتي مفيش راجل قبل كده قدر يوقف قدام "مي المنصوري"وكاريزمتها الخاصه،بس يظهر الحب له سطوة.
-ليه عاوز تقتل آصف؟.
كان سؤالها مره أخري بغضب وإستخبار.
نظر الى عينيها قائلًا:
ومين قالك إني عاوز أقتل آصف مش يمكن ليا هدف تاني... مراتهُ مثلًا... واضح إنها مُغرمه بيه، تارِ مع مراتهُ وهى اللى أنا عاوز أحرق قلبها على الحبيب الغالي" آصف شُعيب"
بس انا خلاص قررت أبدل إنتقامي وبدل ما أحرق قلبها هحرقهم الاتنين.
قال هذا وإنعكست لمعت عينيه بذاك الكآس الذى بيده وتذكر ان بسبب تلك الحقيره تخلى عنه سامر خوفً أن تُخبر سهيله آصف أنه "شاذ"...وبسبب الإثنين نفر"سامر"وقرر الإبتعاد عن تلك الممارسات الآثمه...فقد أكثر شخص أحبهُ بالحياه"سامر"
قتل وليفهُ بعد أن رفضه أكثر من مره وحاول العوده الى الطريق الطبيعي لخلق الله "ذكر وأنثي"...وأن عليه التوبه من ذاك الإثم الجسيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
مساءً
تنهد آيسر بإرتياح بعد أن سمع من ذاك الطبيب عن تحسُن حالة آصف وإستغناؤه عن البقاء بالمشفى مع إهتمام خاص لفتره حتى يستعيد جسده عافيته...
تبسم آصف وهو ينظر الى آصف الذي يقف أمامه يقوم بغلق أزرار قميصه، آصف الذى عيناه تُرافق سهيله التى تضب تلك الادويه وبعض المُتعلقات الاخري، الى أن إنتهت إقتربت منهما قائله:
أنا خلصت.
تبسم لها آيسر قائلًا:
وأنا كمان خلصت قفل زراير قميص آصف، يادوب أساعده يلبس الجاكيت، بس قبل ما نخرج من الاوضه لو مش هتقدر تمشى قولى أجيب لك كرسى متحرك.
نظر له آصف بسخط قائلًا:
شايفني مشلول، لاء إطمن لسه قوى زى ما أنا.
ضحك آيسر قائلًا:
مفتري يعني، على رأي المثل" لكل جواد كبوة"
يمكن تتهد شويه وتقلع عن حرق السجاير والسيجار الكوبي ده.
تبسمت سهيله قائله:
لو واحد غيره سهل يقلع عنها،بقاله كم يوم أهو عايش من غيرها،عشان يعرف إن مش صعب الإقلاع عنها هو بس مجرد تعود،لو عنده إرادة يقدر يستمر ويقلع عن التدخين بسهوله، وإنه مش أكتر من "كِيف" لحظات بيضر بيه نفسه وغيره كمان.
تبسم لها آيسر واومأ موافقًا، بينما نظر آصف لـ آيسر بغيظ ضحكت سهيله قائله:
تمام كده خلونا نرجع للشقه، طنط شُكران ممكن لو إتأخرنا نلاقيها جايه المستشفى.
وافق آيسر قائلًا:
تمام، يلا يا آصف إسند عليا، بس على خفيف مش ترمي تُقل جسمك عليا، لاحظ إنى عريس حديد ومحتاج قوتى قدام مراتى هتقول صحته راحت من أولها.
زغر آصف لـ آيسر بينما شعرت سهيله بالخجل وأخفضت وجهها، تبسم آيسر.
بعد قليل، بشقة آصف
تبسمت شُكران بإنشراح قلب وهى تستقبل عودة آصف الى الشقه مره أخري حقًا مازال هنالك آثار واضحة عليه مع الوقت ستزول، تدمعت عينيها، تبسم آيسر مازحً:
طب والدموع اللى فى عينيكِ يا ماما دى ليه بقى أكيد حاسه بيا وهو ساند بتُقل جسمه عليا... هحتاج ظبط زوايا بعد كده.
تبسمت شُكران قائله:
كل حاجه بتقلبها هزار دى دموع فرح إن ربنا رجع آصف لبيته من تانى، ربنا يكمل شفاه ويقوم يرمح من تاني.
تبسم آصف، بينما عاودت شُكران القول:
بلاش الوقفه دى خُد آصف لـ أوضته يرتاح.
سند آيسر آصف الى غرفته ثم دخل من خلفه شُكران وسهيله ومعهن يارا كذالك روميساء التى تشعر بمشاعر تتوغل لقلبها مثل طوفان يهدر بقلبها عشقًا لذاك الأحمق المازح بأصعب الأمور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا
بشقة آيسر
تبسم وهو جالس فوق الفراش بعد ان رمق روميساء تخرج من باب الحمام تتوجه نحو الفراش نزعت عنها ذاك المئزر وضعته على جنب ثم صعدت الى الفراش، جذبها آيسر الى حضنه وقبل جانب عُنقها، ثم تنهد يتنفس بعُمق.
لاحظت روميساء ذلك وسألته:
كل دى تنهيده.
تنهد مره أخري قائلًا:
أخيرًا آصف خرج من المستشفى أنا لما شوفت منظره فى بيت البحيره، كان جوايا رُعب، أول مره أحس بالخوف فى قلبي،كنت خايف أتأخر وينفد الوقت، خوفت أفقده هو كمان، بس آصف مش زى "سامر" بالنسبه ليا، صحيح الإتنين أخواتي وكان نفسي يعيش سامر ونبقى تلاته زي ما كنا وإحنا صغيرين، آصف بالنسبه لى هو ضهري اللى بتسند عليه من صُغري، لما بابا دخلني المدرسه العسكريه كنت مُشاغب بس لسان عالفاضي، كان سهل اللى قدامي يتغلب عليا بسهوله، كذا مره وقعت فى مشكله وآصف كان هو اللى يسندني ويداري عليا قدام بابا، حتى لما محبتتش اكمل فى دراسة الطيران الحربي هو اللى سندنى وقواني قدام بابا، وإن لازم أعمل الشئ اللى مقتنع بيه، أنا وآصف عشنا قريبين جدًا من بعض حتى بعد آصف ما ساب المدرسه العسكريه ودخل كلية الحقوق، كانوا زمايلى بيخافوا منه، كنت بشاغب على حِسه وأنا مطمن، آصف كان أخونا الكبير حتى سامر نفسه كان بيحبه ويحترمه أكتر من بابا، آصف كمان كنا بنعتمد عليه دايمًا ونتحامى فيه قدام بابا، أنا عذرت قلب آصف لما شاف سامر قدامه عقله شت منه بقى زي المجنون، وبُعد سهيله عنه هو اللى رجع له عقلهُ، صعب تشوف أقرب شخص ليك قدامك بينازع ما بالك ده شاف سامر مقتول، وكان المتهم الأول أقرب إنسانه لقلبه، لعبة القدر دخلتهم الإتنين فى دايره مُغلقه وإتحكمت بقسوة.
لأول مره تنظر روميساء الى آيسر وتراه بتلك المشاعر وهو يفيض لها ببعض الذكريات منها ما هو سعيد ويظهر انه كان مشاغبً دائمًا ومنها ماهو حزين يُظهر آلم مازال ساكن بقلبه
دمعة وبسمة ... وذكري قاسيه مروا بها جميعًا بدلت مسار حياتهم بعد فُقدان "سامر"
حقًا إحتفظ بسر قتله لكن يآن قلبه عليه حسرتً...
شعرت روميساء أن ليس خلف ذلك المازح شخصًا هوائيًا فقط يمزح طوال الوقت،هو مثلها عاش جزء من قسوة الحياة،رفعت كفيها تحتضن بهما وجه آيسر قائله:
القدر غريب متل ما بتقول طنط شُكران،أنا قررت أنقل من ألمانيا وعيش هون بدفا مصر أو بالأصح دفا قلب طنط شُكران، وكمان قدمت عـ طلب نقل لفرع الشركه هون بمصر،حتى بابا عجبته الحياه هون بمصر وأصبح يميل للخروج طول الوقت عكس ما كنا بألمانيا كان يضل معظم وقته بالسكن ولما سألته شو اللى إتغير،قالى "صُحبة الناس" هون فى أُلفه أكتر .
لمعت عيني آيسر وإنشرح قلبه قائلًا:
أنا كنت بفكر بما إن الحمد لله ربنا خد بيد آصف وحالته إتحسنت، إحنا كمان بقى نشوف حالنا كعرسان ونتهني، أنا قررت نسافر كام يوم نقضي شهر عسل.
تبسمت روميساء وتدللت سأله:
المفروض إنه شهر عسل مو كام يوم، بس مو مهم المده، المُهم المكان وين بنروح.
تبسم آيسر وفكر للحظات قائلًا:
أيه رأيك نروح سويسرا، لاء النمسا...
ثم إستقر على "ڤينا" ٠
تسألت روميساء:
وليش ڤينا بالذات.
تبسم وغمز آيسر بمكر قائلًا:
مش أسمهان بتقول"ڤينا روضة من هوا الجنه"
وإنا يا جميلتِ دخلت معاكِ أجمل جنه.
انهي قوله وهو يجذبها عليه ويتسطح على الفراش مُتنعمً بعشق الجميلة التى لمسه منها تهز كيانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة آصف
تمددت سهيله على الفراش وأغمضت عينيها لكن رغم إجهادها طوال الليالى الماضيه بالمشفى جوار آصف لم تكُن تشعر بذاك السُهاد والإرهاق وعدم شعور النوم كآنه جفاها عمدًا، لا تعلم سبب، أخبرها قلبها:
أكيد السبب هو نومك الايام اللى فاتت فى أوضة المستشفى مع آصف، حاسه إن السرير هنا غريب عليكِ.
سُرعان ما تهكم عقلها قائلًا:
وهى دى أول مره تبقى بعيد عن مكان وتتنقلي وكنتِ بتنامي عادي، إعترفي إن السبب هو إنك فى أوضه وآصف فى أوضه تانيه.
وافق قلبها على ذاك الجواب، لكن عادت الحِيره تضرب عقلها بين مشاعر مُتخبطه، أخرحها من تلك الحيره شعورها بإنخفاض مرتبة الفراش كأن أحدًا جلس عليه فتحت عينيها ونظرت سُرعان ما شعرت بهلع... وإستقامت جالسه على الفراش تقول بسؤال:
آصف!
إنت حاسس بأى وجع.
أشار آصف الى قلبه وأومأ لها قائلًا برجاء:
أيوه حاسس بوجع هنا، خليكِ قريبه مني يا سهيله.
لم يُمهلها وقتً للرد، جذبها يحتضنها وقبل جانب عُنقها قائلًا:
خليني أنام هنا جنبك عالسرير... مش عاوز غير إنى أحس إنك هتفضلي قريبه مني.
«يتبع»
﷽
السادس_والثلاثون
عشق_مهدور 💔
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام.
بشقة آصف
صباحً
هندمت سهيله ملابسها ثم جذبت حقيبة يدها وذاك المعطف الثقيل، ثم خرجت من الغرفه تقابلت مع صفوانه التى ألقت عليها الصباح مُبتسمه ثم أخبرتها:
الفطور عالسفره وآصف والحجه شُكران قاعدين مستنينك.
تبسمت لها بود قائله:
تسلم إيدك.
ذهبت سهيله الى غرفة السفره ألقت عليهم الصباح ثم وضعت تلك الحقيبه والمِعطف على مقعد وحلست على الآخر مُبتسمه، لاحظت تلك البسمه الذى رمقها بها آصف، لكن شرعت فى تناول الطعام الى أن قالت شُكران:
هو ميعاد وصول طيارة طاهر الساعه كام؟.
ردت سهيله:
زمان الطيارة فى الجو على وصول،بابا إتصل عليا من شويه وقالى إنه قرب يوصل المطار،وأنا هتقابل معاه هناك وكمان رحيم.
تبسمت شُكران قائله:
يوصل بالسلامه،إنتِ هتروحي معاهم البلد.
اومأت سهيله:
أيوه، كمان النهارده عيد ميلاد رحيم وتيتا آسميه عامله له حفله مخصوص قالت نحتفل بمناسبة رجوع طاهر وعيد ميلاد رحيم ولازم كلنا نبقى موجودين... حتى هويدا كمان نبهت عليها.
تبسمت شُكران وهى تنظر لـ آصف الذى يجلس صامتً تعلم أن بداخله لا يود إبتعاد سهيله عنه، تحدثت بمكر:
وهترجعي بكره المسا.
نظر آصف لـ سهيله يترقب ردها:
مش عارفه، أنا أساسًا خدت أجازه بالعافيه، أجازاتي السنويه كلها خلصت، بس مش مهم أنا قولت لـ طاهر اليوم اللى هيتخصم من مرتبِ هاخده منه هدايا الضعف.
تبسمت شُكران وهى تنظر لـ ملامح آصف التى تبدلت الى غضب طفولي قائله:
ربنا يخليكم لبعض، أجازاتك خلصت كمان بسبب آصف المفروض كنت تاخدي هدية قصاد اللى إتخصم من مرتبك بسببه...المفروض تجيب لها هديه يا آصف.
شعرت سهيله بخجل وإرتبكت قائله:
أنا كنت بهزر، وكمان شبعت هقوم بقى عشان الحق أوصل مع بابا للمطار.
تبسمت شُكران قائله:
بس أنا مش بهزر، المفروض تاخدي كم يوم أجازه وتسافرى تغيرى جو بعد اللى حصل الفترة اللى فاتت، ياريتكم تسافروا مع آيسر ومراته النمسا، هيسافروا بعد بكره وهيقضوا هناك أسبوعين.
كاد آصف أن يتحدث لكن سبقته سهيله قائله:
أنا بقول أجازاتى السنويه خلصت بالعافيه وبدلت كمان مع دكتوره معايا فى المستشفى النبطشيات، أنا شبعت هقوم عشان ألحق أوصل.
نظرت شُكران الى وجوم آصف شعرت بآسف لكن قالت:
كملِ فطورك،آصف هيوصلك،وكمان يستقبل معاكم طاهر كتر خيرهُ إتصل كذا مره وإطمن عليه.
وافقت سهيله وأكملت فطورها معهم،
بعد قليل أثناء جلوس سهيله وآصف بالسيارة
كان شاردًا بتلك الليله
[بالعودة لليلة خروجه من المشفى]
للحظه ترددت سهيله وهى تنظر الى عين آصف المُترجيه لها رفق قلبها وإنزاحت قليلًا للخلف، كانت إشاره واضحه بالقبول، إنشرح قلب آصف وهو يعتدل على الفراش لكن وجع عظامه جعله يآن، تلهفت سهيله عليه قائله:
خلينى أساعدك تتمدد عالسرير كمان اعدلك المخدات عشان تحس براحه.
تبسم آصف وترك لها جسده حتى سألته:
كده حاسس براحه ولا أحطلك مخده كمان ترفع ظهرك شويه.
أومأ لها بموافقه، نهضت من فوق الفراش،وسارت نحو باب الغرفه تسأل آصف بإستغراب:
رايحه فين!.
ردت ببساطه:
هجيب مخدات من الأوضه التانيه وأرجع.
تنهد آصف ببسمه وهو ينتظر لحظات حتى عادت سهيله تحمل أكثر من وساده تبسم لها وهى تقترب من الفراش قائله:
جبت مخدات عشان احطهم ورا ضهرك هتحس براحه أكثر.
تبسم وهو يرفع جسده قليلًا عن الفراش عدلت سهيله الوسائد خلف ظهره،إتكئ عليها تبسمت له قائله:
كده هترتاح أكتر.
اومأ موافقًا يقول:
فعلًا كده إرتاحت،بس هرتاح أكتر لما تنامي جنبي هنا السرير واسع وياخدنا إحنا الإتنين مش زى سرير المستشفى.
إزدردت سهيله ريقيها بحياء وكادت تعترض لكن نظرة عين آصف جعلتها تستسلم قائله:
تمام.
ذهبت نحو الناحيه الأخرى للفراش وتسطحت عليه تشعر بإرتباك من نظرات آصف نحوها وتبسمهُ،بادلته البسمه لكن جذب آصف يدها وقام بتقبيلها، شعر برعشة يدها غص قلبه بتلقائيه ضغط عليه ، لكن سهيله شعرت برجفه فى جسدها ليس رُهابً بل من المفاجأة وحين ضغط على يدها سحبتها من يده وأغمضت عينيها علها تهرب من هذا الإرتباك.
نظر لها آصف مُبتسمً يقول:
تصبحِ على خير يا سهيله.
ردت وهى مازالت تُغمض عينيها هربً من ذلك الشعور الغريب عليها ليس أول مره تنام جوار آصف، المره السابقه كان بلا وعي لم يشعر بها،لكن بعد دقائق قليله بلا وعي منها غفت... بينما تبسم آصف على إنزواء سهيله بطرف الفراش،بعيد عنه قليلًا أغمض عينيه سُرعان ما غفى هو الآخر....
لم ينتبها الى شُكران التى شعرت بالقلق على آصف وذهبت الى غرفته كى تطمئن عليه لكن لم تجده بالغرفه إستغربت ذلك وبتلقائيه ذهبت نحو غرفة سهيله كان باب الغرفه كالعاده مواربً نظرت الى داخل الغرفه تبسمت فى البدايه حين رأت إهتمام سهيله بـ آصف لكن غص قلبها حين شعرت أن آصف مازال يحاول نيل عشق سهيله الواضح،لكن هى الأخرى مازالت تائهه بمشاعر تخشى من أن تنساق نحوها ولديها الحق ما حدث بالماضي كان قاسيًا عليهما الإثنان سقطا بفخ سوء القدر.
إنتهت الليله مع إشراقة جديده،فتح آصف عينيه حين شعر ببوادر آلم طفيف نظر نحو سهيله التى مازالت نائمه تنزوى بطرف الفراش،كان أفضل صباح أو أمنية تحققت أن يفتح عينيه صباحً وأول شئ يقع عليه بصرهُ هو وجه سهيله، وتكون قريبه منه للغايه هكذا أمنية أخيرًا نالها...ظل ينظر لوجهها للحظات قبل أن يمد يدهُ ويُنحي تلك الخُصله عن جبينها،تلامست أنامله مع جبينها شعرت بها سهيله فتحت عينيها لوهله تبسمت ثم عاودت النوم مره أخري،الى أن سمعت آصف يقول:
صباح الخير.
عاودت سهيله فتح عينيه مُبتسمه وتمطئت بيديها تقول:
صباح النور.
بالخطأ يدها إقتربت من صدر آصف،رغم أنها فقط لامست صدره لكن إدعى التآوه بألم عمدًا.
نهضت سهيله بآسف قائله:
آسفه مكنش قصدي.
رغم شعور آصف بألم، لكن هنالك شعور آخر مُنشرح فى قلبهُ، إزداد حين إقتربت سهيله منه قائله:
لو حاسس بألم قوى أديك حقنة مُسكن.
أومأ برأسه قائلًا:
لاء بالعكس حاسس بألم بسيط جدًا.
تبسمت سهيله براحه وقالت:
تمام زمان خالتِ صفوانه نايمه، هقوم أحضرلك فطور وتاخد بعده العلاج هيختفي الألم البسيط.
قبل أن تُعطى سهيله له ظهرها جذبها من كتفها وقربها منه وبلا إنتظار رفع جسده قليلًا عن الفراش وقبلها رغم مفاجأتها لكن لم تُمانع قُبلتهُ أو تصدهُ، استقبلت القُبله فقط عقلها يتنحى وقلبها يشعُر بخفقان مُتشتت،
ترك شفاها لكن مازال وجهها قريب منه نظرت الى عينيه ترا بهما صفاءً قديمً كانت تهيم به وقتها الآن...
الآن ماذا... العقل عاود يتحكم للحظات يوبخ غفلة قلبها بعد تلك القُبله
- هل نسيتِ ذبح الماضى... أفيقي من تلك السكره.
لكن آصف لم يمهل لعقلها فرصه وجذبها مره أخري مُقبلًا بظمأ عاشق... ترك شفاها مُرغمً حين سمعا صوت شُكران وصفوانه،كاد يُخبرها أنه كان واعيًا تلك الليله بمنزل البحيرة وأنه لن يغيب عن الوعى الا حين إبتعدت عنه،لكن صوت شكران وصفوانه وهن تتحدثان أصبح قريبًا للغابيه من باب الغرفه... كذالك سهيله فاقت من تلك الغفله .. عادت تشعُر بحياء وربما تذم نفسها على لحظة ضعف... إبتعدت وهبطت من فوق الفراش تُحايد بصرها عنه، تبسم آصف وهو يشعر بسعادة ... الى أن دخلن صفوانه وشُكران التى تبسمت قائله:
صباح الخير...شكلك نمت كويس إمبارح.
تبسمت صفوانه بمكر واجابتها:
أكيد إرتاح هنا أكتر من المستشفى.
نظرت شُكران نحو سهيله التى تشعر بخجل وغمزت لـ صفوانه فهمت صفوانه غمزها وسايرتها:
الواحد مش بيرتاح غير فى فرشته جنب حبايبه.
شعرت سهيله بالكسوف وتهربت قائله:
فى علاج آصف لازم ياخده عالريق،هروح أجيبه من الاوضه التانيه.
هربت سهيله من أمامهن بينما نظرت شُكران بحنان لـ آصف وتبسمت تشعر بسعاده بسبب ذاك الصفاء الواضح على وجهه.
رغم أن تلك الليله لم تتكرر وعاد كل منهم الى النوم بغرفته بسبب زيارة آسميه التى جائت فى زيارة خاصه من أجل الإطمئنان عليه، وتعاملت معه بود لأول مره... لكن أعطت له أملًا
عاد من ذكرى تلك الليله حين سمع رنين هاتف سهيله... التى أخرجته من حقيبة يدها وتبسمت، وقامت بالرد فورًا سمعت مُزاح طاهر:
أنا نزلت من الطياره أهو لو مكنتيش فى المطار تستقبليني هزعل منك.
تبسمت قائله:
لاء انا أساسًا وصلت قدام المطار وكنت هتصل على بابا أكيد هو وصل قبلي، على ما تخلص إجراءات الخروج هتلاقينى انا وبابا ومعانا رحيم وحسام إبن هويدا... بابا قالي إنه شِبط فيه وجابه معاه غصب.
تبسم طاهر قائلًا:
كويس والله، أهو حسام ده الحسنه الوحيده اللى عملتها هويدا فى حياتها، يلا أشوف بعد دقايق.
أغلقت سهيله الهاتف ونظرت الى آصف الجالس جوارها بالمقعد الخلفى للسياره، إستغربت وجوم وجهه، وسألته:
آصف مالك... شكلك مضايق... كِتفك رجع يوجعك تاني.
هز رأسه قائلًا:
بيوجعني حاجه بسيطه.
ردت ببساطه:
هيفضل فترة يوجعك، والمفروض متجهدش جسمك بالرياضة زى قبل كده، كمان التدخين.
ضحك آصف قائلًا:
التدخين أهو بحاول أتأقلم مع الإقلاع عنه، حتى الرياضة بقت تمارين بسيطه تكاد تكون معدومه.
تبسمت له قائله:
الرياضة مجرد فتره بس يلتئم كتفك وترجع تانى، لكن التدخين سبق وقولتلك ده إرادة منك.
أومأ لها ببسمه، نظرت سهيله خارج السياره وتبسمت قائله:
وصلنا المطار، هتصل على بابا عشان نوصل لبعض بسهوله.
بعد قليل،
بصالة الوصول حملت سهيله حسام الذى ألقى بنفسه عليه كانت تُداعبه بمحبه وهو يُقبلها، لفت ذلك نظر آصف دخل الى قلبه شعورًا وأمنيه أن يحمل يومً طفلًا يجمع بينه وبين سهيله، ربما أمنية ليست بعيده، بعد هدوء الحياة بينهم.
بعد دقائق طل طاهر عليهم، تبسموا وأشار له حسام مرحً، إستقبل أيمن طاهر يحضنه بإشتياق أبوي، كذالك سهيله الذى إحتضنها مُبتسمً وهى تحمل حسام الذى سُرعان ما ود الضيف القادم وذهب إليه، حمله طاهر بود ومحبه، كذالك صافح آصف دقائق وقفوها بصالة الوصول قبل أن يغادروا، دون إنتباه الى تلك التى مازال قلبها مشغولًا بالحب الاول وأثره فى قلبها الذى لم يمنحي، دمعه سالت من عينيها تلوم قلبها ليتها ما علمت موعد وصول طاهر صدفه من سهيله، لا تعلم سببً لمجيئها اليوم، هل آتت كى تُكمل جلد قلبها برؤية طاهر تزيد من حِدية ذاك النصل الذى يهدر بقلبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل أيمن.
كانت الفرحه تعُم بمناسبتين
عودة طاهر وعيد ميلاد أصغر أبناؤه حقًا أصبح شابً يافعًا لكن يظل هو الصغير المُشاغب الذى يتأتى مُتأخرًا والجميع ينتظرهُ
قرع جرس المنزل، نهضت سهيله قائله:
أكيد ده رحيم، خليكِ ياماما وانا هفتح له الباب.
ذهبت سهيله وفتحت باب المنزل وقفت تبتسم قائله:
قولت هتقابلنا فى المطار بس
حضرة الظابط دايمًا متأخر.
ضحك قائلًا:
حضرة الظابط على آخر لحظه كان هيتعاقب ومش هينزل أجازة.
ضحكت سهيله قائله:
كويس إنك لميت نفسك، يلا تعالى تيتا آسميه عملت لك قالب كيكه مخصوص.
تبسم قائلًا:
تيتا دى حبيبتى،بس أسلم على طاهر الاول أحلل الهدايا.
ضحكت سهيله
دلف الإثنان الى غرفة المعيشه، نهض طاهر مُبتسمً يقول بمرح:
أنا لما إتأخرت كده قولت القائد عمل معروف ولغى الاجازة بتاعتك وهستمتع بالكيكه بتاع تيتا لوحدي.
ضحك رحيم قائلًا:
حظك على آخر لحظه كنت هتعاقب،بس القائد عِرف إن النهارده عيد ميلادى قال بلاش أنكد عليه.
ضحك رحيم وهو يُعانق طاهر بأخويه سالًا بمرح:
قولى جبت لى الهدايا اللى طلبتها منك، الهدايا المفروض تبقى الدوبل، رجوعك مصر وكمان عيد ميلادي.
ضحك طاهر بينما ضمهتم آسميه بين يديها
...تبتسم بمودة قائله:
كفايه سلامات يا ولاد، يلا يا سحر خدي البنات وهاتى العشا عشان نحلى بعده بالكيكه اللى انا عملاها مخصوص لإستقبال حبايب قلبي.
نظرت لها هويدا شعرت بغِيرة من أُلفتها معهم قائلة:
وسهيله كمان، أول واحده حبيبة قلبك،بس ليه معزمتيش آصف كمان...ماهو من العيله جوز حفيدتك الغالية،دى سابت جوزها اللى يادوب خف .
شعرت سهيله بتهكم هويدا ونواياها بإفساد الرحه حاولت تلطيف الحديث قائله:
آصف فعلًا لسه مخفش تمامً بس بقى يقدر يستغني عن إهتمامي بيه، كمان طنط شُكران نفسها بتهتم بيه أكتر منى... والحكايه كلها يوم واحد.
نظر رحيم الى هويدا شعر أنها تود وضع مُنغصات هذه الليله تدخل قائلًا:
آصف بقى بخير، وبعدين ده إحتفال عائلي صغير،وخلونا نحتفل عاوز افتح الشُنط بتاع طاهر، اشوف الهدايا انا أجازتى يوم واحد بس يعنى إعمل حسابك مفيش نوم لحد الصبح.
ضحك طاهر وتجاهل الجميع رد فعل هويدا، التى تشعر بسخافه...
بعد قليل جلس رحيم على يسار آسميه يتذوق ذاك الكيك بتلذُذ قائلًا:
تسلم إيدك يا تيتا.
تبسم طاهر الجالس على يمينها قائلًا:
أحلى كيكه تدوقها من إيد تيتا آسميه.
وافقت سهيله حديثهم قائله:
فعلًا... رغم إنى حاولت أتعلمها منها بس على راي بابا السر فى الصنعه.
تبسم طاهر وهو ينظر لـ سهيله يشعر انها تغيرت، عادت لمعة عينيها، كذالك عادت تشعر بثقه واضحه فيمن حولها، كان يشعر انها أحيانا ترهب منه، لاحظ زوال ذلك هذه الاجازة، إنشرح قلبهُ من أجلها.
لكن غص قلبه حين قالت سهيله:
لاء إنت مشوفتش شيرويت أخت آصف الصغيره، مره تيتا كانت عامله كيكة فراوله وكان طعمها رهيب بصراحه وكانت مذوقاها بصوص فراوله وكراميل، وشيرويت يا عيني مقدرتش تقاوم تقريبًا أكلت نص الصنيه لوحدها وهوب إفتكرت الدايت قعدت تعيط وعرفت من يارا انها فضلت شبه صايمه لمدة أسبوع اخرها تاكل تفاحه واحده او علبة زبادى فى اليوم.
ضحك رحيم قائلًا:
البت دى هايفه أساسًا على رأى تيتا آسميه شعرها شبه ريش البغبغانات، كل كم خُصله بلون والله لما بشوفها ببقى عاوز أضحك وبمسك نفسى بالعافيه، عكس اختها يارا شوفتها مرتين كانت رقيقه كده وتحسيها عندها ود وألفه.
وافقت آسميه رحيم قائله:
فعلًا سبحان الله مش عارفه إزاى البنت الطيوبه دى بنت شهيره وأسعد، هى المفروض كانت تبقى بنت شُكران، بس عرفت انها عاشت مع شُكران لفتره واكيد ده اللى آثر فيها.
للحظات غص قلب طاهر وشعر بوخزات قويه تضرب قلبه،كآن وجه يارا أمامه الآن يشعر بها.
لكن أخطأت آسميه دون قصد:
بس أحسن حاجه الفترة اللى عشت فيها مع سهيله المخفى أسعد مشوفتش وشه،بصراحه كمان حسيت شُكران بقت صحتها احسن،أكيد هو اللى كان منغص حياتها واجع قلبها ولما بعد عنها قلبها راق منه.
إخترق حديث آسميه أذني هويدا شعرت بإنشراح،كما توقعت هنالك جفاء بين أسعد وشُكران وآصف،لكن ما سببه،لا يهم ولا يفرق معها سوا أن تصل الى هدفها وهو..."أسعد شعيب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم النالى
ظهرًا
"ڤينا'النمسا"
ببهو أحد الفنادق وقف آيسر يبتسم لـ روميساء التى تقترب منه تبسمت هى الاخري لكن سُرعان ما خفتت بسمتها وتحولت الى غضب مُستعر حين رات إحدي الفتيات تقترب من آيسر ليس هذا فقط بل قامت بعناقه بحميميه زائده،إشتعلت عينيها غضبً،وسارعت خطواتها وبلحظه أصبحت أمام آيسر الذى إبتعد عن تلك الفتاة وإزدرد ريقه الذى جف وإدعى انه لا يعرف تلك الفتاة التى عانقته لكن الفتاة تحدثت معه كآنها تعرفه سابقًا،إدعى عدم التذكر وهو ينظر الى روميساء التى تقدح نارًا بسبب إصرار الفتاة انها تعرف آيسر وما برهن على ذلك معرفتها لإسمه،إعتذر آيسر منها وأصر على عدم معرفتها وإعتذر منها وجذب يد روميساء وغادر وهو يستشهد بالشهادتين أنه قد نجا او هكذا ظن،رغم سؤال روميساء له عنها:
بس إصرارها إنها بتعرفك كمان من وين عرفت إسمك.
توه بالرد بثقه:
عادي أنا طيار وممكن تكون ركبت معايا الطيارة قبل كده وجاملتها بذوق وهى فكرت إن بكده نبقى معرفه أو أصحاب،أنسيها وخلينا نفكر فى أسبوعين العسل اللى هنقضيهم هنا فى "فينا"هنا فى الجنه يا جميلتِ.
أظهرت روميساء تصديق آيسر،او ربما ارادت قضاء وقت هادئ بعد ما مروا به بالفتره الاخيرة بعد زواجهم.
ليلًا.
بغرفة الفندق.
دلف الإثنان الى الغرفه،أظهرت روميساء الارهاق قائله:
رچليا عم يوجعوني من السير،راح أخد شاور وبدل تيابي ونام.
وضع آيسر يديه حول خصرها قائلًا:
تنامي أيه إحنا فى الجنه يا جميلتِ.
أنهي قوله بخطف قُبله من شفاها ثم قال بوقاحه:
خلينا ناخد شاور مع بعض وهعملك مساچ تحلفي بيه بعد كده.
نظرت بضيق من وقاحته قائله:
ما بدي مساچ،بدي نام،راح أخد شاور بعدها إنعس.
غمز بعينيه بوقاحه قائلًا:
تمام خلينا ناخد شاور فى الچاكوزي سوا وقفاقيع المايه تعمل لينا المساچ سوا.
شعرت بغضب من وقاحته قائله بإنهاء:
أنا راح آخد شاور لا محتاجه لا مساچ،ولا چاكوزي،شاور عادي وبعدها بنام،وهلأ بيكفى رغي.
ضحك آيسر،وتركها تذهب الى الحمام،وقام بإجراء مكالمه هاتفيه مع شُكران يطمئن عليها الى أن خرجت روميساء من الحمام نظر لها بإفتتان من ملامحها الخلابه التى تآثره حتى وإن كانت ترتدي مِعطف حمام وردي اللون يُشبه صفحات وجهها،كآنها زهرة چورى تتفتح مع قطرات الندى،خجلت روميساء حين إقترب منها يُدندن:
"يا أميرتِ يا جميلتِ يا سيدة كُل النساء"
وضع يديه على خُصلات شعرها الرطبه يتلمسها،وإقترب بوجهه يستنشق عِطر جسدها،ازاح طوق المعطف قليلًا وقبل كتفها وصولًا الى عُنقها،شعرت روميساء بإنصهار،لكن سُرعان ما إبتعدت للخلف خطوه قائله:
راح مشط شعري حتى ما يتقصف.
تبسم آيسر قائلًا:
دا أنا اللى قلبِ هيقصف، بس هاخد شاور عالسريع وارحعلك يا جميلتِ تكونى صفصفتِ شعراتك عشان أسمعك أنا أشعاري.
بالفعل ذهب آيسر الى الحمام، بدلت ثيابها بمنامه ثقيله، وسرعان ما سمعت طرقً على باب الغرفه، ذهبت نحوها وفتحت باب الغرفه تفاجئت بأحد العاملين بالفندق وتحدث لها بالإنجيلزيه:
مساء الخير سيدتى، تلك هديه من إحدي النزيلات بالفندق بعثتها من أجل السيد آيسر، وتتمني لكم السعاده والهناء، وهذه الورقة الصغيره إهداء منها لكِ.
نظرت روميساء الى تلك العربه الصغيره الموضوع عليها إيناء به ثلج ومعه زجاجتان من بعض المشروبات من منظرها تبدوا مشروبات كحوليه، كذالك هنالك باقه من الورد معهم، شعرت بغضب وفكرت برفض تلك الهديه لكن فكرت وأخفت غضبها أمام النادل وأفسحت له الطريق دخل بتلك العربه الى الغرفه، ثم نظر لها وتمني لهم ليله سعيده وغادر.
اومأت له وقفت للحظات تُفكر إهتدى عقلها لا مانع من بعض التشويق والإثاره...
بدلت منامتها الثقيلة الى منامه شبه عاريه وقفت أمام المرأه صففت شعرها وقامت برفع خُصلاته بعكه واحكمتها بأحد دبابيس الشعر، وإنتظرت
بينما بداخل الحمام كان آيسر مُنسجمً يُمني نفسه بليلة مميزه على نغمات
"ليالي الأنس في ڤيينا نسيمها من هوا الجنة
نغم في الجو له رنة سمعها الطير بكى وغنى
ما بين رنين الكاس ورنة الألحان
أدي القوام مياس يعاطف الأغصان
تم النعيم للروح والعين
ما تخلي قلبك، قلبك، قلبك يتهنى".
كان يُدندن كلمات تلك الأغنيه وهو أسفل المياه المُنهمرة على جسده يتشوق الى قضاء ليلة مُميزه بنعومة روميساء، هنا فى تلك المدينه التى تغنت بها أسمهان،أوصد المياه وجذب منشفه وضعها حول خصرهُ وخرج من الحمام، حين وقعت عيناه على روميساء التى تقف تُعطيه ظهرها سلب فؤاده زيها الشبه عاري للظهر كله فقط حبلين رفيعين، إقترب يُدندن فى رأسه، كذالك يمدح فى إختارهُ:
الحمد لله إختياري لـ "ڤينا" كان ممتاز،متعرفتش على حد هنا قبل كده.
وقف خلف روميساء ورفع يديه ضم جسدها من الخلف وقبل عُنقها يتنسم بعبقها الذى آثر كُل حواسه، كذالك بدأ يُقبل بقية عُنقها،كادت روميساء أن تذوب من حرارة أنفاسه، لكن تلك الزجاجتان اللتان بيديها جعلها تبتعد لخطوه وتستدير تنظر له عينيها غاضبه لم تهتم أنه شبه عارِ، ورفعت هاتان الزجاجتان أمام عينيه ونظرت لهم بإستهجان:
فودكا... ومارتيني...
لاء شكلها عارفه مزاجك كويس وبعتت لك أنواع فاخرة عشان تبسطك.
نظر آيسر الى الزحاجتان وقبل ان يستفهم كان يشعر بصوت تكسير الزجاجتان وبعدها شعر بداور قبل أن يسقُط أرضًا فاصل الوعي... أو هكذا مثل.
إقتربت منه روميساء بشراسه وقامت برفسه بساقيها قائله:
لا تكذب وتدعى إنك مُغمي عليك ما بصدقك الضربه إجت على الفوطه ياللى وضعتها على راسك ياريت كانوا فتحوا دماغي،
شو ما إتكيفت بدك إطلب هديك الوقحه تبعت لك زجاجتين وتجي معهم مشان تتكيف.
لا داعى للكذب إذن، وقف آيسر يدعي شعور الدوخان قائلًا:
أيه اللى حصل انا مش فاهم حاجه، وايه سبب عصبيتك.
نظرت له بغضب ومدت يدها بتلك الورقه قائله:
هديك الوقحه اللى باعته لك إهداء خاص، شو هتكذب إنك ما بتعرفها.
إقترب آيسر منها وكاد يمسك يدها لكن روميساء قالت له:
لا تلمسني مشان ما أقتلك الليله يا كذاب.
تنهد آيسر ولعن تلك الفتاة او بالاصح لعن حظه بعد أن ظن أنه لم يكُن مُخطئًا بالماضى حين كان يتصاحب على الفتيات بغرض تضيع الوقت لا أكثر، لكن يبدوا أن الحظ العثر أرسل له تلك الحمقاء كي تُضيع عليه صفو هذه الليله، لا ليس الليله بل الرحلة بأكملها حين قالت روميساء بحسم:
أنا ما بدي شهر عسل ولا بدي أبقى هون بـ ڤينا، خلينا نرجع مصر.
مصر!.
قالها بتعجب قائلًا:
بس إحنا لسه واصلين إمبارح، دا حتى جسمنا لسه عليه عرق السفر.
نظرت له بغضب قائله بحسم:
بدك تضل هون ضل وحدك وإستمتع مع هديك الحقيره، بس أنا هرجع مصر.
غصبً وغضبً وافقها آيسر كى يحتوي غضبها وهو يلعن تلك الغبيه التى بسببها ضاعت الرحله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من شهر
بشقة آصف صباحً
أثناء تناول سهيله الفطور مع شُكران شعرت بغثيان نهضت مُتحججه ببعض التوعك
إستغربت شُكران ذلك قائله:.
غريبه مع إن الطقس بدأ يتحسن.
لم تستطيع سهيله التحكم أكثر وتركتها مُسرعه وتوجهت نحو غرفتها منها الى الحمام مباشرةً، خرجت بعد دقائق وجدت شُكران بالغرفه نظرت لها سائله:
بقيتِ أحسن.
أومأت سهيله برأسها قائله:
آه الحمد لله.
تبسمت شُكران قائله:
الحمد لله ربنا يشفيكِ، كويس إن آصف مش معانا، كان قلق عليكِ مش أول مره يحصلك كده، بقالك كم يوم كده وشك أصفر ومتغيره، ومش بتاكلي كويس وبتقولى عندك مغص.
ردت سهيله:
يمكن واخده برد فى معدتي، بيسبب مغص هجيب علاج وأخده واكيد هرتاح بعدها.
لا تعلم شُكران لما قالت ذلك بتلقائيه:
لاء بلاش تاخدي علاج كده من نفسك، إعملى تحليل فى المعمل يمكن يكون فى سبب تانى للمغص ده.
تسألت سهيله بتلقائيه:
يعنى هيكون أيه السبب التانى؟.
ردت شُكران ولديها شك:
انا كنت بحس بنفس الأعراض دى لما كنت ببقى حامل.
-حامل!.
نطقتها سهيله بذهول، لكن قالت شُكران بشك:
ممكن تكون أعراض لمغص أعملى تحليل فى المعمل أضمن مش هتخسري حاجه أهو تطمني أكتر وتاخدي علاج مناسب.
ظلت سهيله مذهوله، لكن تبسمت شُكران قائله:
هروح أعملك كوباية نعناع، لو صفوانه هنا كان زمانها عملتها لك، بس صفوانه فرح بنت أختها وسافرت البلد تحضره وهترجع بعد يومين.
تركت شُكران سهيله يضرب عقلها الذهول، أيُعقل ذلك وتكون "حامل"...
تذكرت تلك الليله كيف لم تنتبه من ذلك هى شعرت بدفئ من جسد آصف وقتها لكن...
لكن ماذا لو حقًا حامل، عليها التأكد بأسرع وقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مكتب آصف
نظر الى شاشة ذاك الهاتف وتلك الصوره لم يشعر بذهول... وضع الهاتف على الطاوله أمامه، شعر بضيق وهو يفكر لو يتأكد يقينًا أن هذا الشخص حقًا هو قاتل"سامر"...
لكن يكاد يشت عقله الدلائل مازالت بها حلقه ناقصه لو جازف وأخطأ الآن قد لا يصل الى أدله كافيه... فكر للحظات ثم جذب هاتفه الخاص وقام بإتصال قائلًا بأمر:
عاوزك تجيب لى الموظف اللى سبق وقولتلك تسأل عنه عاوز أتكلم معاه مباشرةً.
وافقه الآخر... أغلق آصف الهاتف وضعه امامه جوار الهاتف الآخر، لكن صدح هاتف المكتب الارضى، قام بالرد عليه، وقال:
تمام دخليه.
ظل آصف جالسًا ينظر نحو باب المكتب الذى إنفتح ودلف عليه مازحً:
وانا اللى قولت بعد اللى جرالك هلقاك خاسس النص،لسه ضخم زى ما أنت ، لاء واضح اللى إهتم بحالتك دكتور... أو بالأصح دكتورة شاطره... بصراحه أشهد لها كانت تلميذتِ.
نظر لها بغضب قائلًا:
بيجاد بلاش تعصبني عشان تخرج من المكتب سليم، أيه اللى حدفك عليا النهارده.
ضحك بيجاد قائلًا:
أنا قولت إنك ندل ومش بتكلمني غير فى المصلحه وبتاخد مني استشارات مجانيه وانا كنت هنا فى مؤتمر وانتهى قولت أجي أغلس عليك وأغرمك فى عزومة فى مطعم شيك كده من بتوع الزباين الراقيه،وأهو بالمره أعرف آخر أحولك،شكلك كده مبسوط.
رمقه آصف بتهكم قائلًا:
وإنبساطي يضايقك.
ضحك بيجاد قائلًا:
طبعًا لاء، بس عندي فضول أعرف آخر أخبارك مش كمريض محتاج علاج،كصديق محتاج نصيحه مني.
تبسم آصف قائلًا:
تمام، جيت فى وقتك، خلينا نطلع نتغدا بره ونتكلم سوا،يا دكتور المجانين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بشقة آصف
خرجت سهيله من الحمام تنظر الى ذاك الإختبار المنزلي الخاص بالحمل، تنتظر النتيجه، تود أن تظهر فى الحال وتكون النتيجه عكس ما قالته شُكران، لكن للآسف إنصدمت حين ظهرت نتيجة الإختبار
-حامل!
همستها بصعوبه وذهول...
لكن سريعًا وضعت سهيله الإختبار بأحد ألادراج بعد أن دخلت عليها شُكران الغرفه تقول:
سهيله أنا حضرت الغدا وآصف قال هيتغدا بره، تعالى نتغدا سوا.
أومأت سهيله رأسها بموافقه وحاولت نسيان تلك المفاجأه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بأحد معامل التحاليل الطبيه
بعد أجرت سهيله ذلك الإختبار الخاص بالحمل بمعمل مُتخصص... جلست تنتظر النتيجه،ربما يكون أخطأ ذاك الإختبار المنزلي...لم تنتظر كثيرًا حين آتت إحدي العاملات بالمعمل واعطتها مُغلفً،أخذته منها بيد مُرتعشه وغادرت،بعد قليل دلفت الى الشقه مباشرةً الى غرفتها
جلست على الفراش وأخرجت ذاك المُغلف بيد مُرتعشه وبدأت بقراءة محتواه،تفاجئت لكن بتمعُن
أعادت قراءة ذاك التقرير مره أخري علها تكون مُخطئه، لكن نفس النتيجه مره أخري
هذا التقرير المخبري يؤكد أنها "حامل" نفس نتيجة إختبار الحمل المنزلي الذى أجرته سابقًا رغم ذلك أرادت التأكُد مخبريًا، وها هو يؤكد نفس النتيجة
-حامل.
نطقتها بحِيرة مشاعر وضعت إحدي يديها على بطنها علها تستشعر إحساسً
ولا تعلم أى شعور يضغطى عليها
تشعر بسعادة هنالك جنين ينمو بأحشائها.. لكن هذه الجنين كان نتاج تلك الليلة، لديها يقين أن آصف لم يكُن بوعيه بالتالي لم يشعر بما حدث تلك الليله وحِيره تضرب عقلها
ماذا لو أخبرته وكذبها ستكون صدمه أخرى لن تتحملها.
بسبب شرودها وذهولها لم تنتبه الى دخول آصف الى الغرفه الا حين قال:
مساء الخير يا سهيله.
نهضت واقفه وإرتبكت وقامت بوضع ذاك المغلف بأحد ادراج طاوله جوار الفراش ولم تستطيع الرد.
لاحظ آصف ذلك لكن سألها:
مالك مخضوضه كده ليه؟.
ردت سهيله بإرتباك:
مش مخضوضه، بس محستش بيك وإنت داخل الاوضه...إنت إمتي رجعت.
تبسم آصف قائلًا:
يادوب لسه راجع،وسمعت ماما بتكلم روميساء عالموبايل .
بنفس الوقت دخلت شُكران الى الغرفه بلهفه قائله:
سهيله تعالى معايا نروح شقة آيسر، بكلم روميساء قالتلى إنها تعبانه وحاسه بهبوط، مش عارفه أيه فجأة اللى حصلكم انتم الإتنين.
وافقتها سهيله قائله:
إهدي يا طنط، أكيد حاجه بسيطه على ما تغيري هدومك اكون أنا كمان غيرت هدومي وجبت شنطتِ الطبيه.
بعد قليل ببهو الشقه قال آصف:
خليني أوصلكم.
ردت شُكران:
لاء مفيش داعي السواق هيوصلنا لو إحتجناك هتصل عليك.
وافق آصف.. بمجرد ان خرجن من الشقه بفضول منه توجه الى غرفة سهيله وفتح ذاك الدرج وأخرج ذاك المُغلف رأى شعار أحد معامل التحاليل،وأسفل المُغلف كان هنالك ورقه وأيضًا جوارها ذاك الترموميتر وعلبه ورقيه تبدوا له.
قرأ تلك الورقه أولًا...فقط فهم القليل منها قرأ علبة الدواء وأسباب استعمالها
للحظه شعر بإندهاش،سُرعان ما تحول لفرحه عارمه وهو يقول:
سهيله حامل...
سُرعان ماخفتت بسمته وعقله يتسائل
لكن لماذا تُخفى ذلك،جاوبه عقله أيضّا بالتأكيد
سهيله لا تثق بك وكيف تثق بهك وسابقًا خذلتها وخدعتها أنك تُصدقها وبقلبك كُنت تضمُر لها الإنتقام...
الإنتقام الذى دفعت ثمنه معها بل مثلها وأكثر دفعت الثمن مُضاعف، وأضاعت زهوة تلك المفاجأة السعيده التى تُخفيها سهيله عنك بالتأكيد عمدًا.
««يتبع»
كل سنه وانتم طيبين وبخير وصحه وسعاده، أفتكروني فى دُعائكم وأدعولى بالستر، ولكم بألف مثل