رواية عشق مهدور الفصل الثالث والعشرون 23والرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عشق مهدور
الفصل الثالث والعشرون 23والرابع والعشرون 24
بقلم سعاد محمد سلامه


بعد مرور أسبوعين 
مكتب آصف مساءً
تنهد آصف يقول لمن يُحدثه على الهاتف قائلًا: 
تمام مُتشكر جدًا. 

أغلق آصف الهاتف ووضعه أمامه على طاولة المكتب، تبسم إبراهيم  الذى كان يجلس معه بالمكتب قائلًا: 
أيه لسه المدام عصيانه عليك، والله أنا بستغرب لحال الدنيا،
"آصف شُعيب"
اللى كان أى بنت من الدفعه بس تتمنى يشاور ليها،وهو ولا واحدة أثرت فيه،دلوقتي،شغال تحايُل ووسايط عشان مُغرم،صحيح الحُب بهدله.

نظر له آصف بغضب قائلًا:
مش عندك قضايا،ركز فيها وبلاش ترغي كتير.

ضحك إبراهيم قائلًا:
تمام يا برينس بقولك أيه فى زبون جديد جاي الليله شخصيه مرموقه،بس إبنه من النوعيه اللى فسدهم الدلع،وإتاخد إشتباه فى قضيه إنه بيدعم  المشروع إياه.

نظر له آصف بسؤال:
قصدك مشروع أيه؟.

رد إبراهيم:
مشروع ليلى،مسمعتش عنه.  

غص قلب آصف وتلجم لسانه للحظات تذكر "سامر" تحير عن سبب ميوله لتلك الأفعال الشاذة، ماذا وجد بها مُثيرًا وهى تُثير الإشمئزاز، كذالك  مُحرمه دينيًا لم يقبلها أى دين سماوي، فهي ميول هدامه سواء للـ الأخلاق أو حتى الجسد، ماذا وجد لذه فى ذلك كى ينجرف بهذه الدونيه التى سلبتهُ حياتهُ، لكن من يكون ذلك القذر الذى قتله، ودفعت الثمن أقرب إنسانه له، دفعته مرتين، الأولى بين قُضبان مقيته، والثانيه كانت على يدهُ حين إنعدمت مشاعرهُ وسيطر عليه الغضب الذى إستسلم له دون تفكير أذاها،رغم انه على يقين أنها بريئه من دم سامر،لكن أغاظهُ كذبتها،لم يتنتظر أن يعرف منها الحقيقه، وبدلًا من أن يبقى سندها جعلها ترهب أن يقترب منها،كم كان أحمقًا.

إنتبه لحديث إبراهيم بعد أن طرق على المكتب بآنامله قائلًا بمزح:
أيه روحت فين بكلمك مش بترد،للدرجه دى شاغله بالك،إنت حالتك بقت صعبه أوي. 

كز آصف على أسنانه قائلًا: 
كنت بتقول أيه؟. 

تبسم إبراهيم  قائلًا: 
بقولك هتقبل القضيه دى ولا.... 

قاطعه آصف قائلًا: 
عاوز أقعد معا الولد الأول قبل ما أقرر. 

بنفس الوقت نظر الإثنين الى باب مكتب الذى فتح، دون إستئذان مُسبق ودلفت عِطرها الفواح يسبقها...تبسم إبراهيم بدبلوماسيه ونهض واقفًا يقول بترحيب:
مدام مي نورتِ المكتب.

تبسمت له مي بتعالى صافحته وهى تنظر الى آصف الذى ظل جالسًا ولم يهتم،بل تبدلت ملامحه للحِده قليلًا،بينما قال إبراهيم وهو ينظر لـ آصف بمغزى أن يحاول مُجاملتها بلطافه:
بصراحه مدام مي شخصيه مُميزه،كان بودِ إتشرف وأقعد معاكم،بس للآسف فى ميعاد مع عميل للمكتب جاي دلوقتي ولازم أستقبله فى مكتبِ،هستأذن أنا.

تبسمت مى وأومأت رأسها بتعالى،عاود إبراهيم النظر لـ آصف الذى تجاهل ذالك،خرج إبراهيم من المكتب وأغلق خلفه الباب؛بينما نظرت مي لـ آصف الذى مازال جالسًا ببرود،وإقتربت تتهادى فى سيرها،قائله بغرور:
ليه بتتهرب مني؟.

تهكم عليها بإستهزاء قائلًا :
وهتهرب منك ليه،مديون ليكِ،أو مكسورة عيني قدامك. 

إقتربت أكثر منه وجلست أمامه على حرف المكتب،تحاول مُمارسة سحرها عليه كما تفعل مع غيره لكن هو تجاهل ذالك وعاد بمقعدهُ للخلف قليلًا،يقول:
أظن مفيش بينا غير المُعاملات القضائيه الخاصه بيك،ياريت ندخل فى المهم،حتى عشان وقتك.

تنهدت بضيق من تلك الطريقه الجافه التى يتعامل بها معها لم تُصادفها سابقًا،وهذا ما يُثيرها نحوه أكثر...حاولت أن تُظهر أنها الأقوى،ونهضت تسير بتهادي وشبه إغراء الى أن جلست على إحدى المقاعد أمام المكتب وجلست بدلال تضع ساق فوق أخري،يظهر مُعظم ساقيها الممشوقتين،وقالت:
هدخل فى الموضوع مباشرةً
أخويا شاكر.

ربما لديه خلفيه مُسبقه عن ما ستقوله لكن سأل:
ماله؟.

ردت بغضب:
البيه كان متجوز من حتة بت كانت بتشتغل سكرتيرة عنده...

قاطعها آصف ببساطه:
وفيها أيه،طالما إنسانه مُحترمة.

نظرت له بتعالى قائله:
إنسانه مُحترمه!
فى واحدة مُحترمه ترضى تتجوز فى السر من مديرها.

نظر لها آصف بإستحقار أليس هى من عرضت عليه الزواج عُرفيًا قبل فترة وجيزة،شخصيتها مزدوجه،بل مُشمئزه؛صمت ولم يُعقب،بينما هى قالت:
للآسف الجواز بينهم شرعي وتم على إيد مأذون،والبنت بسبب طمعها خلته كتب لها مهر كبير كمان مؤخر ده غير ڤيلا كبيره فى منطقه جديده،وطبعًا عشان يطلقها لازم يتنازل لها عن ده كله.

رد آصف:
ده حقها.

نظرت له بغضب قائله:
إنت بدافع عنها ليه،اللى يشوفك يقول المحامي بتاعها.

زفر آصف نفسه قائلًا:
أنا معرفهاش،بس طالما شاكر هينفصل عنها أقل شئ إنه يعطيها حقوقها،عالاقل كتعويض ليها.

-حقوقها،تعويض لها.
هكذا قالت مي بنزق قبل أن تُكمل بدونيه:
البنت دى لازم تتنازل عن الڤيلا كمان المؤخر وترجع المهر اللى دفعه شاكر.

تسأل آصف:
وشاكر موافق على كده.

نظرت مي بغيظ قائله:
غصب عنه موافق،البنت مش من مستوانا الإجتماعي،أنا مش عارفه ليه الرجاله دايمًا بتريل عالبنات الشعبيه اللى دون المستوي فيهم أيه يلفت النظر له،ولا هما اللى أذكياء وبيعرفوا يلعبوا على وتر النقص عند الرجاله،طبعًا تدعي الشرف لحد ما توصل لغرضها...وبعد كده تظهر حقيقتها الطماعه...بس للآسف بتكون وصلت لهدفها،والمغفل وقع فى الفخ.

إشمئز آصف من حديثها السافر والمُتحامل،قائلًا:
تمام خلي شاكر يتواصل بنفسه معايا وانا هستفسر منه أفضل...ونشوف حل مناسب بدون خساير للطرفين.

شعرت مي بعصبيه قائله:
ميهمنيش خسايرها،يهمني شاكر ينتهي من الجوازة دون المستوي من البنت الوضيعه دى.

رد آصف:
تمام،بس لازم أتواصل مع شاكر مباشرةً قبل ما أتخذ أى إجراء قانوني. 

تنهدت مي بزهق ونهضت من مكانها عاودت الذهاب الى طرف المكتب وجلست عليه تكاد تتمايل على آصف قائله بإغواء:
تمام هخليه يتواصل معاك،بس إنت كمان تقبل دعوتي.

لم ينظر آصف لها ونظر الى حاسوبه الخاص لكن سألها:
دعوة أيه.

وضعت مي يدها فوق كتف آصف تحثه على النظر لها  بإغراء قائله:
دعوة خاصه بعد بكره عامله حفله صغيرة تضم الحبايب... ومش هقبل أي إعتذار. 

رغم أنه بقرارة نفسه لن يحضر لكن تبسم بتجاوب فقط لإنهاء الحديث معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن
دلفت سهيله الى المنزل تشعر بالإرهاق 
توجهت نحو غرفة الجلوس، تبسمت بإرهاق قائله: 
مساء الخير، متجمعين عند النبي. 

تبسمت لها آسميه قائله بشفقه: 
يسعد مساكِ يا روحي تعالى أقعدى جنبي إرتاحي. 

جلست سهيله على الاريكه جوار أسميه التى ضمتها أسفل ذراعها وقبلت وجنتها قائله: 
واحشني أوي يا حبيبتى... منه لله اللى كان السبب فى بهدلتك دى، مس عارفه،المخفى آصف هيكسب من ورا  نقلك من المستشفى اللى كنتِ فيها هنا،لمستشفى فى القاهره،غرضه بهدلتك وخلاص مش مكفيه اللى...

صمت آسميه حين سأمت ملامح سهيله،بينما قالت هويدا:
غرضه واضح إنها تبقى قريبه منه.

-قريبه منه! 
هكذا قالت آسميه بإستهزاء بينما أكملت هويدا قولها:
هو ده التفسير الوحيد، وأنا رأيي أن سهيله المفروض تقعد معاه وتتكلم بهدوء يمكن توصل لحل سلمي معاه،لآن بعد اللى قاله المحامى إن قضية الطلاق ممكن تتطول لفتره مش قصيره.

تسرعت سحر بالرد:
لاء متقعدش معاه،إفرضي أذاها تانى،وإحنا مش مستعجلين عالطلاق. 

تهكمت هويدا قائله: 
معتقدش آصف هيأذيها تانى بدليل الليله اللى باتها هناك قبل كده هى قالت إنها نامت جنب الحجه شكران، ولما رجع النهار هو ممنعاش من أنها ترجع لهنا تاني، آصف لو فى دماغه شر كان أقل شئ  إنتهز الفرصه وغصبها تفضل معاه بحُكم بيت الطاعه. 

رد أيمن قائلًا: 
مكنش يقدر يعمل كده طالما سهيله رافضه، المحامى فسر لينا القضية  كامله. 
[بالعوده بالزمن لليوم التالى لعودة سهيله بعد لقائها مع آصف] 
بمكتب المحامى الخاص بها 
تسأل أيمن: 
أنا مش فاهم إزاي آصف قدر يتحايل عالقانون بالشكل ده، هو مش المفروض طلقها عند المأذون، كان المفروض، زى ما حالنا إخطار بالطلاق من المحكمه كان جالنا إخطار تانى بإنه ردها. 

رد المحامي  بتوضيح: 
هو أكيد فى إخطار المحكمه بعتته بس ممكن يكون على عنوان المحامي اللى كان معاه توكيل من الدكتورة، 
لأن فى فرق بين عِدة الشرع، وعِدة القانون، عِدة الشرع  تلات شهور من وقت الطلاق، أما 
.العِده فى القانون المصري بعد ستين يوم من الطلاق شبه بتنتهي  العِده أو بمعنى أصح العِده ممكن تكون فعلًا إنتهت عند البعض،لآن حسبة العِده المفروض تلات حيضات،ولو الحيض إتحسب علميًا على تمانيه وعشرين يوم يعنى حوالى،يعنى أقل من تلات شهور،كمان مكنش فيه حمل،فبتنتهي المده خلال ستين يوم فقط  ... ولازم عشان يرجعها تانى لعصمته يبقى بعقد جديد...وده اللى قدر يعمله بالتوكيل بتاع المحامي،لآن مثبوت إن  تاريخ رد آصف لعصمته مره تانيه وكان قبل بعد مرور خمسه وستين يوم، يعنى بعد  العِده الرسميه عند الحكومه... دلوقتي  اللى نقدر عليه رفض تنفيذ حُكم الطاعه ده لو آصف قرر إصدار قرار إلزام بتنفيذ الحُكم،كل اللى هنخسره وقتها هو  سقوط النفقه، وبرفع قضية الطلاق، كمان مفيش أى حقوق شرعيه ليكِ زى المؤخر. 

رد أيمن: 
أحنا مش بندور على نفقه ولا مؤخر إحنا عاوزين نخلص من التدبيسه دى، واكيد فى حل قانوني. 

رد المحامي: 
هو فى حل قانوني، بس الطلاق هياخد وقت شويه. 

تسألت سهيله: 
طب والخُلع. 

رد المحامي  بتوضيح: 
الخُلع ممكن آصف يتلاعب بيه ويطلب من المحكمه المُساكنه، ويقول حكم من أهله وحكم من أهلها. 

تسألت سهيله: 
قصدك أيه بالمُساكنه فى بيت واحد معاه... ده شئ مُستبعد تمامً. 

رد المحامي: 
للآسف ده اللى وارد يحصل لو طلبنا الخُلع لآن واضح إن آصف مُتمسك بيك،أو واخد الأمر تحدي،لو يحصل تفاوض خارج المحكمه بينكم ممكن يكون أفضل،لآن المحاكم أحبالها طويله وكل قانون وله ثغراته.

"كُل قانون وله ثغراته"
والقانون هو لعبة آصف الذى يُطوعه كيفما يشاء.

هذا ما فكر فيه أيمن وهو يعود 
يسمع قول هويدا:  
أنا من رأي المحامي،ولا إنت ليك رأي تانى يا رحيم،قاعد ساكت ليه.

إرتبك رحيم قائلًا:
سهيله حُره فى حياتها،وهى صاحبة القرار،أنا حاسس بشوية إرهاق هقوم أنام عشان عندي سفر الفجر لازم أكون  فى الكُليه بكره قبل التدريب الأول...تصبحوا على خير.

إستغربت هويدا رد رحيم الذى لم يُعطي رأيً ويُساند سهيله كما يفعل دائمًا،شعرت أن هنالك سببً،لكن نفضت عن رأسها،وهى تسمع قول سهيله:
أنا حاولت اقدم أجازة من الشُغل فى المستشفى، لحد ما أعرف ألغي النقل ده، أو حتى الاقى سكن مناسب يكون قريب من المستشفى دى بس للآسف،معظم دور المُغتربات اللى قريبه من المستشفى مشغوله الفتره دى،بسبب بنات الاقاليم  اللى فى الجامعات، كمان رصيد أجازاتي منتهي بسبب الفتره اللى كنت أخدتها أجازة الفتره اللى كانت قبل مُناقشة رسالة الدكتوراة،مفيش حل غير إن أخد أجازة بدون مرتب،انا مش تاعبني غير ورديات الشُغل فى المستشفى يعنى مقدور على نبطشية الليل اللى بتخلص الفجر تقريبًا،ممكن أفضل فى المستشفى لحد طلوع النهار،لكن باقى النبطشيات،وبالذات نبطشية المسا،هخرج من المستشفى بعد العشا هرجع هنا أمتى،كمان مواصلات الطريق...حاسه إن مفيش حل.

ردت هويدا:
بالعكس أنا شايفه الحل موجود...والتجربه مش هضرك...

قاطعتها آسميه بتعسف: 
لاء مستحيل، 
الطبع مش بيتغير، والمثل بيقول 
يموت الزمار وصوابعه بتلعب والواد آصف ده أنا محبتوش من الأول، قلبى إتقفل من ناحيته وكنت معارضه فى الجوازه، بس كل شئ نصيب. 

غص قلب سهيله وشعرت بندم فهي  فـ إصرارها على الزواج من آصف هى من دفعت ثمنه، ليتها كانت إمتثلت لرفضهم وقتها، ربما تجنبت ما حدث تلك الليله، وظل لـ آصف تلك المكانه الخاصه بقلبها وذكريات حُبها له فقط، دون أن تنمحي تلك الذكريات المُميزة وأصبح بُغضها له هو كل ما تشعر به نحوه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم أحد فنادق القاهره
نهض مدحت مُبتسمً يقول: 
أنا شبعت،كمان مش هقدر أكمل سهر،هسبقك يا رومس على الأوضه،وخليكِ كملي سهر مع آيسر أنتم شباب زى بعض لكن أنا خلاص عجزت،كمان هضب شُنط السفر،خلاص الايام الحلوه بتخلص بكير،بكره  العصر راجعين ألمانيا.

نهض آيسر مُبتسمً،بينما كادت روميساء ان تعترض وتذهب مع مدحت،لكن ضغط مدحت على كتفها قائلًا:
لاء ضلي شوى وإستمتعي بالقاهرة وجمالها فى الليل ساحر...بس أنا عجزت وبقيت ما بتحمل السهر،والقاهرة يا محلى فيها السهر.

تبسمت روميساء،بينما إقترب مدحت من آيسر وهمس له قائلًا بمودة:
أنا عندى فيك ثقه بس  حاذر،روميساء وقت ما بتعصِب ما بتتفاهم وما بتشوف مين قدامها سهل تحدفك بأي شئ يقابلها.

تبسم آيسر،نظر الى مُغادرة مدحت،مد يده لـ روميساء قائلًا:
الجو الليله برد صحيح بس مفيش مطر،أيه رأيك نتمشى شويه فى القاهرة.

نظرت روميساء الى يد آيسر وتبسمت ثم وضعت يدها بيدهُ قائله:
تمام خليني إتمشى فى القاهرة الساحره كيف ما قال بابا.

سار الإثنين يتجولان بشوارع القاهره دون هدف فقط يسيران من مكان لمكان،لم يشعرا بالوقت ولا لأى مكان ساقتهم أقدامهم،بين أماكن راقيه وأماكن شعبيه مُحملة بعبق التاريخ والتآلف بين البشر والترحيب بمودة،لكن فجأه تبدل الطقس،وبدأت بوادر زخات للمطر،فى البدايه تجنب آيسر من ذالك المطر،لكن روميساء كانت تشعر بحاله غير طبيعيه تخلت عن الجمود والرسميه،وإختارت أن تعيش الجنان حتى لو للحظات،خرجت نحو الشارع وقفت تحت الأمطار،خلعت قفازي كفيها وضعتهم بجيب مِعطفها ورفعت يديها تستقبل زخات المطر حتى إمتلأ نصف كفيها تقريبًا،إرتشفت من تلك المياه،كذالك رفعت وجهها لآعلى تستقبل زخات المطر فوق وجهها،رغم برودة الطقس والأمطار لكن شعور غريب يدفعها مُتعه خاصه تشعر بها وهى تقف أسفل تلك الأمطار، بينما إقترب آيسر منها وتبسم على أفعالها ولعقها لتلك الزخات التى توقفت فوق شِفاها،تمني أن يكون مُطرًا يُلامس شفاها يتذوقها بإشتياق،ماذا لو فعل ذالك الآن،لكن عاد لعقله فهو بالقاهرة لو فعل ذلك لن يسطع عليه صباح شاركها لحظات الجنان يسيران أسفل زخات المطر،كآنهما عاشقان،وشعر كل منهم بمشاعر خاصه، يودان ان لا  تنتهي  هذه الليله،ولا تتوقف الأمطار،لكن لكل طريق نهايه،وصلا مره أخرى الى الفُندق،تبسمت روميساء،التى فجأه شعرت ببروده حين دلفت الى داخل بهو الفندق،كذالك آيسر الذى شعر بإفتقاد بعد ان توجهت روميساء نحو المصعد الخاص بالفندق وتركته،وغابت عن وجهه خلف باب المصعد،لم يستطيع الإنتظار،صعد سريعًا نحو سلالم الفُندق،ربما يسبقها ويصل قبل أن تخرج من المصعد،
كذالك روميساء بنفس الوقت قررت النزول مره أخري بالمصعد الى أسفل الفُندق 
لكن تآسفت حين فتحت باب المصعد ولم تجد آيسر ظنت أنه رحل،شعرت ببروده وعاودت الصعود بالمصعد مره أخري.

بينما آيسر وصل الى الطابق الموجود به غرفة روميساء،لكن وجد المصعد يصعد لآعلى وهى غير موجوده،شعر بآسف ربما تآخر وهى دخلت الى غرفتها،لم ينتظر وعاود النزول عبر السلالم... خابت أمال كل منهما للحظات، لكن كل منهم علم وتيقن أن هنالك مشاعر أصبحت حقيقيه بعد هذه الليله،إشتياق خاص كل منهما للآخر.     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد النوادي الليليه(كباريه) 
نهض واقفًا يستقبلها بترحاب خاص وخلع عن كتفيها المِعطف الثقيل واعطاها لأحد العاملين بالمكان ثم إنتظر جلوسها ثم جلس هو الآخر قائلًا:
لما إتأخرتِ قولت يمكن مي نسيت ميعادنا.

نظرت له مي بتعالي قائله:
لاء منستش بس كان عندي ميعاد تانى وإتأخرت شويه.

تبسم لها بمديح قائلًا:
ميعاد أيه ده اللى بسببه بقالى بنتظرك هنا  أكتر من ساعتين. 

ميعاد والسلام، المهم إنى جيت، ومعتذرتش. 

تبسم لها بقبول قائلًا بمفأجأه:
أيه آخر أخبارك مع "آصف شُعيب".

بضجر أجابته:
والموضوع ده يهمك فى أيه،قولى ليه حاطط آصف فى دماغك أوى كده،بينك وبينه أيه.

تهكم على جوابها قائلًا:
واضح إنه دخل مزاجك،شكلى إختارت الشخص الغلط؟.

سخرت مي قائله:
الشخص الغلط لأيه بالظبط،أيه الى عاوزه من آصف.

نظر لها بتريقه:
واضح إعجابك،ولا أقول إفتتانك بـ آصف بس يا ترا هو كمان مفتون كده.

نظرت له عينيها تشع غضبً:
بلاش تلف وتدور قولى كان هدفك أيه لما وجهت نظري له،أية اللي بينك وبيبنه وغايظك منه، معتقدش شُغل ولا هو من النوعيه اللى فى دماغك. 

نظر لها وتبسمت عيناه قائلًا! 
عاوز أعرف أيه هى نقطة ضعْف  آصف، بس واضح إن مالوش فى العاهرات. 

إغتاظت منه بسُحق ونهضت قائله: 
كمان مالوش فى اللى محسوبين عالرجاله بالغلط، بس هقولك نُقطة ضعف آصف هى الإكس بتاعته
طليقته بيحبها ومش شايف فى الدنيا غيرها، سلام وياريت بلاش تجي حفلة بكره،بالمره بلاش تتصل عليا تاني. 

غادرت مي بينما ضحك هذا يشعر بالغضب، يُفكر بمكر ثعلب كيف
يصتاد ثغرة لـ آصف الذى أصبح
غولًا بنظرة، لكن ربما آن آوان صيدهُ قبل أن يتوحش أكثر. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالى 
قبل الظهر فى البنك
إنتهت شهيرة من تفقُد ذاك الصندوق الخاص  بها وأغلقتها وضعت الصندوق فى الخزنه الخاصه بها، ثم خرجت الى خارج الغرفه وتبسمت لـ عادل الواقف يستند بظهره على حائط   جانب الباب. 

رد لها الإبتسامه: 
حضرتك إنتهيتي. 

اومأت له برأسها، دخل خلفها وأغلق الخزنه بالمفتاحين، لكن إستغل عدم إنتباهها، وقام بغرس المفتاح الخاص بها بقلب قطعة صلصال ثم وضعها بجيبه وسلت المفتاح الآخر وذهب نحوها وأعطاها المفتاح الخاص بها. 

تبسمت وهى تسير لجواره يمدح فى تلك الصور الخاصه بهاالذى رأها فى إحدى المجلات، كانت تشعر بإنشراح وزهو كآنها مازالت صبيه فاتنه... خرجت من بهو البنك، وقف عادل على تلك السلالم ينظر لمغادرتها بسيارتها الفاخرة، ثم أخرج قطعة الصلصال ونظر لها مُبتسمً بظفر.

مساءً
بالشقه الذى يقطن بها 
صهر قطعه من الحديد حتى اصبحت سائله مثل المياة،جذب قطعة الصلصال وسكب بداخلها الحديد السائل بحذر ثم تركه فوق الطاوله ونهض...تمدد فوق الفراش عيناه مازالت على قطعة الصلصال،بوده أن يجف الحديد ويتماسك فى الحال...لكن لا مانع من الإنتظار،عقله يُفكر فى أن هنالك بتلك الخزنه الخاصة بـ شهيره سرًا.... لابد أن يكتشفه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مطار القاهرة 
كان الوداع المؤقت 
تبسم مدحت  وهو يُصافح آيسر قائلًا: 
والله إتمنيت إن الطقس ما يظبط والطياره تتأجل لبكره. 

تبسم آيسر وهو ينظر الى روميساء وكاد يقول له أنه كان يتمني نفس الامنيه، لكن يؤجل إقلاع الطائره الى أبعد أمد، لكن حانت لحظة الوداع المؤقت... 
تبسم آيسر قائلًا: 
أنا عندي رحلة بالطايرة لـ ألمانيا آخر الشهر، يعنى بعد تلات أسابيع، وإن شاء الله هاجي لحضرتك عشان نلعب جيم طاوله أعوض خسارتي الأخيرة. 

شعرت روميساء بنظرات آيسر لها داخلها تشعر بمشاعر تتفتح لأول مره، أصبحت فى وقت قليل تتقبل غلاسة آيسر بل وتشتاق إليها أحيانًا. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالإمارات العربيه 
بأحد المولات الخاصه، كان يسير يتبضع بعض الهدايا الذى طلبها منه رحيم أن يأتى له بها معه وقت عودته الى مصر التى إقتربت 
لفت إنتباهه موقف قديم تكرر أمامه 
لـ فتاة وأخرى خبطت بها وقع الهاتف على الأرض وشبه تحطم ذكره بنفس اللقاء الأول بينه وبين يارا 
يارا هل مازالت تتذكرة بعد كل هذه السنوات،وآخر لقاء بينهم الذى كان من بعيد لا يعلم إن كانت وقتها لاحظته أو لاء،لكن رأها هو وشعر بغصه فى قلبه،شعر إنها مظلومه ب، أب يسير خلف ملذاته و أخ حقير يسير خلف انتقامه الأبله من أخته الذى كادت تصل للموت،لكن هى ماذا كان ذنبها فى ذلك،لكن هكذا هو الواقع،أبرياء يتحملون ذنوب ظالمين،بل ويدفعون ثمنها أحيانًا...بكسرة قلوبهم. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجرًا بالمشفى
وضعت سهيله إحدي يديها فوق تلك الطاوله، ثم وضعت رأسها فوقها تثائبت أكثر من مره تشعر بالإرهاق، أغمضت عينيها  بنُعاس، لكن فتحتهما بإتساع، حين
دلفت أحد العاملات بالمشفى  الى غرفة الطبيبات قائله: 
فين الدكتورة سهيله الدسوقى، المدير المناوب عاوزها فى مكتبه.

نهضت سهيله تشعر بإرهاق وذهبت الى غرفته، دخلت بعد أن طرقت باب الغرفه، ترسم بسمه لكن إختفت حين وقع بصرها على ذلك  الجالس الذى لمعت عينيه ورسم بسمه على وجهه، كانت بالنسبه لها بسمة بارده، لكن نهض المدير قائلًا: صباح الخير  يا دكتورة، واضح إنك بتجهدي نفسك فى المستشفى، زى ما قال سيادة المحامي، والدليل إن ورديتك خلصت وإنتِ لسه فى المستشفى. 

حيادت نظرها لـ آصف وقالت عكس ما تشعر به من إرهاق: 
لاء أبدًا، انا مش بجهد نفسى بالعكس أنا بزيد خِبرة. 

تبسم المدير قائلًا: 
دى رسالة الطب، والأطباء الأكفاء. 

نهض آصف راسمً بسمه: 
بتصل على موبايلك بيديني مشغول قلقت عليكِ كمان إتأخرتِ فى الرجوع. 

إرتبكت سهيله من نبرة آصف الناعمه بل والواثقه... صمتت. 

بينما تبسم المدير قائلًا: 
أكيد الدكتوره كانت مشغوله مع المرضى اللى هنا فى المستشفى. 

تبسم آصف للمدير قائلًا: 
بس كده كتير وإجهاد عالدكتوره المفروض إن نبطشيتها خلصت من ساعتين،لازم ترتاح هى كمان. 

تبسم المدير قائلًا: 
فعلًا كلام الباشا صح،المستشفى فيها دكاترة تانين.

إعترضت سهيله قائله:
بالعكس أنا مش حاسه بأي إجهاد،بس فعلًا إنتهت نبطشيتي بس كان فى مريض محتاج لرعايه وبقى كويس،مبقاش له لازمه أفضل فى المستشفى أكتر من كده،كمان وصيت واحده من الممرضات تهتم بحالته ولو حصل أى تطور تبلغني بيه عالموبايل لأن النهارده هبقى أجازة.

تبسم آصف وإقترب من سهيله وقف جوارها قائلًا:
قلبى كان حاسس عشان كده جيت عشان أخدك لمسكنا.

إزدردت سهيله ريقها ولم تستطيع الرد بسبب بسمة المدير،لا تود إثارة فضوله...
بينما نظر آصف للمدير قائلًا:
بشكرك.

اومأ الطبيب ببسمه، بينما نظر آصف لـ سهيله قائلًا: 
مش يلا يا سهيله، كفايه سهر وإجهاد أكتر من كده. 

غصبت سهيله  غلى نفسها وصمتت وخرجت من غرفة المدير تسير وخلفها آصف، جزت على أسنانها وقالت له بغيظ: 
أيه اللى جابك هنا ياآصف مش كفايه نقلتني لهنا غصب، كمان بتراقبني، وبكل بجاحه كمان جاي عشان تظهر نفسك الزوج الودود، الدور ده ميلقش عليك... قولت لك إبعد عن طريقي. 

شعر آصف بوخزات قويه لكن قال ببرود: 
أظن كفايه كده يا سهيله، أنا لغاية دلوقتي سايبك ومش عاوز أضغط عليكِ، و.... 

توقفت سهيله  فجأه  ونظرت له بإستهزاء تقول بتكرار: 
تضغط عليا، واللى إنت بتعمله ده أيه، لما أتفاجئ بعد  خمس سنين انى لسه على ذمتك، ولا قرار نقلي لهنا فى القاهره كمان اللى معرفش غرضك منه أيه. 

تبسم آصف ببرود قائلًا: 
عشان تبقى قريبه مني، قولتلك أنا مش هيأس. 

زفرت سهيله نفسها وتركت آصف ودلفت الى غرفة الاطباء، سُرعان ما خرجت، تنهدت براحه حين لم تجد آصف،ربما غادر ، لكن زالت الراحه حين خرجت من المشفى وجدته يقف يتكئ بجسده على باب سيارته،تجاهلته عمدًا أشارت الى إحدى سيارات الأجره التى لم تتوقف لها شعرت بآسف،لكن إغتاظت حين إقترب آصف منها قائلًا:
سهيله إحنا قربنا عالفجر،والجو برد صعب تلاقى موصلات دلوقتي...خليني أوصلك.

تعصبت عليه قائله:
هتوصلني فين،طُرقنا مختلفه.

إبتلع آصف تلك الطريقه وجذبها من يدها قائلًا: 
وقفتنا فى الطريق قدام المستشفى  مش لطيفه، كمان الجو برد جدًا. 

سحبها آصف عنوه الى سيارته وفتح لها الباب قائلًا: 
آركبِ يا سهيله أنا مش هأذيكِ. 

نظرت له سهيله بغضب قائله: 
أنا أساسًا مشوفتش منك غير الأذيه، و.... 

قاطعها آصف حين أمسكها من عضدها وأخفض رأسها وجعلها تدخل الى السيارة عنوه، ثم أغلق السياره بجهاز  التحكم الى ان دخل الى السياره من الباب الآخر ثم عاود إغلاق السياره  إليكترونيًا، لكن رأى تلك النظره على وجه سهيله  غص قلبه وقام بفتح زجاج شباك السياره المجاور لها قليلًا، يعلم رُهابها من الاماكن المُغلقه، بل الاسوء رُهابها  منه هو... لكن سهيله لم تستسلم وكادت تفتح باب السياره، لكن
جذبها سريعًا من عضد يدها قبل أن تفتح باب السيارة 
لحظات تلاقت عيناهم، رغم شعورة بوخزات فى قلبه من نظرة عينيها الخائفه، لكن تلك اللؤلؤه السوداء تُشبه حياته بدونها، هى الأخرى رغم رهبتها من مسكُه عضدها لكن إزدردت ريقها الجاف، تنظر لعيناه... 
عيناه اللتان أخفاهم سابقًا خلف قناع أسود دمرها
لحظات كل منهم بداخله رغبه، هو يود أن يعود الزمن للخلف ويحذف تلك الليله القاسيه من قلبها،كذلك يتمنى قُبله ترد لهفة قلبه. 
هى تتمنى أن تفقد الذاكره وتنسى أنه مر بحياتها.

زفرت نفسها بغضب  وهى تنظر له قائله بتعسف: 
إنت لسه عاوز مني أيه يا آصف. 

نظر لها آصف قائلًا: 
عاوز نبدأ من جديد. 

تهكمت سهيله  قائله: 
والماضي إزاى هننساه، عندك جهاز تحكم يمحي الذاكرة. 

نظر لها آصف قائلًا بإستفسار يتمني أن ترد عليه بما يُريح قلبه: 
سهيله معتقدش إنك نسيتِ مشاعرك إتجاهي بالسهوله دى. 

تهكمت سهيله  قائله: 
خمس سنين فاتوا مفكرنى هبكي عليك ولا أيه، سبق وقولتلك مشاعرى إتجاهك كُره. 

إزدرد آصف ريقه وظل ينظر لعينيها قائلًا: 
كدابه يا سهيله... فى عنيكِ نفس النظره اللى كنت بشوفها زمان، سهيله أنا  بحبك. 

تهكمت سهيله قائله: 
وأنا بكرهك، هى قصة غصب والسلام...هتغصب عليا أحبك. 

جذبها آصف عليه وقبلها على غفله منها ثم ترك شفاها ولم ينتظر رد فعلها
أدار مقود السيارة سريعًا قائلًا: 
لاء برضاكِ طريقنا واحد يا سهيله. 
«يتبع
الرابع_والعشرون
عشق_مهدور💔

ـــــــــــــــــــــــــ
فتحت سهيله عينيها حين شعرت بتوقف السياره نظرت الى الطريق،إستغربت وإعتدلت فى جلستها سائله: 
وقفت العربيه هنا ليه!. 

فتح صمام حزام الأمان الخاص به وأزاحهُ عن جسده وهو ينظر لها مُبتسمً قائلًا: 
جعان مأكلتش من بعد ما إتغديت إمبارح. 

عاودت النظر خارج باب السياره وتمعنت أنهم أمام أحد المطاعم الشعبيه،عادت بنظرها له بحُنق قائله: 
وهتاكل فى مطعم شعبي بيبيع فول وطعميه، مش من مقام سيادة المحامي المشهور. 

علم أنها تتهكم عليه لكن نفض ذالك، أراد الإستمتاع بالوقت أكثر، تقبل منها حديثها ببسمه قائلًا: 
ده أفضل مكان يفطر فيه المحامي المشهور عالأقل مش هلاقى اللى يزعجتي وهاكل براحتي من غير ما أبقى مُتكلف. 

زمت شفتيها  وإستهزأت به قائله: 
مُتكلف، دى من أكتر الصفات المُتمكنه منك. 

نظر لعينيها وتبسم قائلًا: 
عارف، أنا بقول كفاية كلام عالفاضي، بصراحة ريحة الأكل فى المكان  تجوع. 

لم ينتظر ردها وترجل من السيارة، ذاهبًا نحو الباب الآخر وقام بفتحه وإنحنى قائلًا بسؤال: 
أيه مش هتنزلى من العربيه. 

سخرت منه وزمت شفاها قائله: 
لاء مش جعانه، أنا أكلت فى المستشفى. 

تبسم ببرود قائلًا: 
تمام هجيب السندوتشات وناكل فى العربيه. 

زفرت بنرفزه قائله: 
قولتلك مش جعانه، وياريت كفاية تضيع وقت عالفاضي. 

إستقام مُبتسمً وذهب نحو المطعم الشعبي، طلب من النادل ما يُريده، ظل واقفً لدقائق، عيناه مُنصبه على السياره بتبسُم لـ سهيله  التى تنفُح أوداجها بالتأكيد تشعر بالضجر من الإنتظار... أعطي له النادل ما قام بطلبه، دفع له مبلغًا من المال، نظر له النادل قائلًا: 
ثواني وأجيبلك الباقى، رفع له يدهُ بـ لا ثم إنصرف نحو باب السياره المجاور لـ سهيله  وعاود فتحه ومد يده بذلك الكيس البلاستيكِ، بضجر أخذته منه ووضعته على المقعد جوارها وتنهدت بضيق... 
تبسم آصف  وأغلق باب السياره وذهب نحو الباب الآخر دلف الى السياره وأغلق الباب خلفه، نظر الى الطعام قائلًا: 
ريحة الاكل تغوي. 

تهكمت ساخره: 
مش خايف الاكل،يجيبلك تسمُم،أكيد معدتك مش متعودة عالنوعيه دى من الأكلات،كمان ده مش  مطعم فاخر ومش لابسين فى إيديهم جونتيات. 

تبسم وهو يفتح كيس الطعام قائلًا بقصد: 
وهخاف ليه، والله لو جالي تسمُم، معايا دكتورة، رغم إنى عندي شك إنها ممكن تسعفني. 

قطبت بين حاجبيها وقالت بتأكد: 
لاء ده أكيد مش شك، إنت آخر واحد تهمني صحته. 

سأمت ملامحه للحظه كذالك غص قلبه لكن عاود رسم البسمه على وجهه قائلًا:
أنا جعان وكُل اللى بفكر فيه دلوقتي هو ريحة الأكل،ومش مهم أيه هيحصل بعدين،وعلى فكره عملت حسابك فى السندوتشات،لآنى متأكد إنك جعانة...وبقول بلاش إعتراض خلينا نأكل سوا زى زمان.

رد بتعسُف وعصبيه:
قولت زى زمان، وأنا قولتلك مش جعانه... كُل لوحدك. 

إستسلم لرغبتها وشرع فى تناول الطعام،بينما هى بالفعل جائعه،وكآن حاسة الجوع إزدادت لديها،بسبب رائحة الطعام ،لكن آبت أن تمد يدها الى الطعام،لكن تبسم آصف حين ظهر على وجهها إشتهائها للطعام...أخد أحدي الشطائر ومد يدهُ بها،كادت أن تعترض لكن أمسك آصف يدها ووضع الشطيرة بها ثم تركها بيدها، للحظه إرتجف جسدها من إمساك آصف يدها، لكن زالت الرهبه حين ترك يدها،شعر آصف برجفة يدها،شعر بوخزات فى قلبهُ،لكن تبسم على  تردُدها
فى الأكل،أشار لها بيده أن تُشرع فى تناول الطعام قائلًا:
على فكرة طعمه حلو جدًا،وكمان جبتلك سلطة عارف إنكِ بتحبيها.

نظرت له بإستهزاء،أمازال يتذكر ماذا تُحب...لكن بدأت بتناول الشطيرة برويه حتى أنهتها رغم أنها مازالت جائعه لكن مازالت تآبى،تبسم وهو يُعطي شيطرة وأخرى حتى شعرت بالشبع وهو كذالك.
جذب علبة المحارم الخاصه بالسيارة ،بالصدفه بنفس الوقت فعلت سهيله نفس الشئ تلامست أناملهم سُرعان ما سحبت سهيله يدها،بينما سحب آصف محارم ونظف فمهُ ويديه بها، ثم سحبت سهيله محارم هى الأخرى، قائله: 
أظن كفاية كده أكلنا وشبعنا ياريت تكمل الطريق... إنت قولت إنك هتوصلنى للبلد. 

أشعل مُحرك السياره قائلًا: 
تمام. 

عاود آصف قيادة السياره،وسط صمت يسود بينهم  لكن بعد وقت توقف مره أخرى حين إقترب أن يصل الى البلده... تنرفزت سهيله قائله: 
وقفت تانى ليه، عالعموم كويس إحنا على مشارف البلد أكمل الباقى مشي والنهار قرب يطلع. 

قالت سهيله هذا وكادت تفتح باب السياره، لكن أمسك آصف عضدها، شعرت بالغضب ظنًا أنه قد يجذبها ويُقبلها مره أخري، لكن هذه المره لن تكتفي بصفعه... لكن آصف خيب توقعها قائلًا برجاء: 
سهيله كل اللى بطلبه منك فرصه، ومتأكد أنها هتكون فى صالحنا إحنا الاتنين، هوافق على أي شرط قصاد قبولك. 

رغم نبرته الهادئه والمُترجيه لكن سحبت  يدها وقالت بتعسُف: 
قولتلك كفايه آلاعيب يا آصف مُتاكده الواسطه اللى نقلتني من المستشفي اللى كنت بشتغل فيها هنا تقدر ترجعني مكاني تاني. 

تنهد آصف قائلًا بعناد: 
مكانك جنبك يا سهيله  وفكرى وهنتظر ردك. 

صمتت سهيله تشعر بضجر من فرض نفسه وهيمنته كذالك بداخلها تشتُت... عاود آصف قيادة السياره، لكن شعرا الإثنين بوخزات قويه حين مرا من أمام سرايا شُعيب، أغمضت سهيله عينيها للحظات تشعر بقسوة تلك الليله التى مرت بها بداخل هذا المكان، سارت رجفة بجسدها، وقالت بإصرار: 
كفايه وقف العربيه ونزلني هنا بيت بابا قريب من هنا. 

كذالك آصف شعر بالبُغض من نفسه كذالك شعور بالندم يهدم قلبهُ، غصبً توقف بسبب إصرارها، ترجلت سريعًا من السياره سارت دون النظر خلفها، تعلم أنه مازال يتعقبها بالسيارة... الى أن دلفت الى منزل والداها، تنهد بغصات قويه تضرب قلبه،
كذالك آصف يتمني أن تُعطيه سهيله فُرصه أخرى قد يُكفر عن خطأوه الفادح بحقها... بينما دلفت سهيله الى منزل والداها توقفت للحظات تستنشق الهواء حتى هدأت أنفاسها، فتحت باب المنزل الداخلي، ودلفت كانت لا تود أن تُقابل أحد والديها، لكن رسمت بسمه حين رأت سحر تخرج من المطبخ، قائله: 
صباح الخير يا ماما أيه اللى مصحيكِ بدرى كده.

تبسمت لها سحر بموده وردت عليها الصباح ثم قالت بسؤال: 
غريبه أنا قولت مش هتجي قبل الساعه تمانيه أو تسعه الصبح. 

توهت سهيله قائله: 
مقولتليش أيه اللى مصحيكِ بدرى؟. 

ردت ببساطه: 
حسام صحانى من شويه جبت له كوباية لبن شربها وشكله مزاجهُ رايق ومش عاوز ينام تاني حتى باباكِ صاحي هو كمان. 

إبتسمت سهيله قائله: 
أما أدخل أصبح عليهم. 

دلفت سهيله الى غرفة والداها تبسمت حين رأت حسام يجلس على ساقي أيمن المُمدده فوق الفراش، تبسم لها أيمن قائلًا: 
صباح الخير، تعالى يا سهيله شوفى إبن أختك صاحي وعاوزني ألعب معاه مش مراعي إني بقيت راجل عجوز. 

تبسمت سهيله لـ حسام الذى نهض من فوق ساقي أيمن ووقف على الفراش ينتظر إقترابها حتى يُلقي بنفسه عليها، تبسمت  وهى تتلقاه بين يديها، قبلت وجنتيه بمحبه قائله: 
والله إنت على رأي تيتا آسميه خساره فيهم. 

جلست سهيله على الفراش وفوق ساقيها حسام، إقترب أيمن منها ووضع يدهُ على كتفها بحنان قائلًا: 
والله حسام ده أحلى حاجه جت من ناحية هويدا، أهو بيسلينى أنا وسحر، غير لو مش هو كان فاتني صلاة الفجر وجت علينا نومه، هو لما صحانا من النوم كسبنا بركة صلاة الفجر. 

تبسمت سهيله وهى تشعر بتقبيل حسام لوجنتيها، رحبت سهيله بذالك مُبتسمه، بينما غص قلب أيمن كذالك سحر الذى دخلت للغرفه قائله: 
طالما صاحين أنا حضرت الفطار فى المطبخ خلونا نفطر سوا. 

نهضت سهيله وضعت حسام على الفراش تتثائب قائله: 
لاء أنا مش جعانه،إفطروا أنتم  ألف هنا... أنا حاسه بإرهاق من السفر والسهر هروح أغير هدومى وأنام...أصحى بعد الضهر تكون ماما حضرت الغدا... أتغدا وأنام تاني. 

تبسم لها أيمن كذالك سحر التى تنهدت بإشفاق عليها، غادرت سهيله الغرفه، بينما نظر ايمن لـ سحر يشعر بغصه فى قلبه: 
سبحان الله حسام فى قلبه حُب وأُلفه  لـ سهيله أكثر من هويدا أمه الحقيقيه،بتشوفيه لما تكون هويدا هنا يسيب حد فينا ويروح يقعد على رجليها.

تنهدت سحر بآسف قائله:
فعلًا،بس ده مالوش علاقه بإن هويدا هى أُنه الحقيقيه، العلاقه تعود وحنان كمان هويدا شبه قطعت العلاقه بينها وبين إبنها بمجرد ما ولدته، ساعات ببقى عاوزه أقولها تهتم شويه بإبنها بس بخاف تفكر إنى مش عاوزه أهتم بيه،والله نفسي سهيله تخلف ويبقى لها ولاد،،يمكن وقتها ترجع تحس بالحياه من تاني، أنا لما كانت واقفت على أنها تتجوز من بيجاد قلبي إنشرح وقولت دُعا أمى لها هيتحقق، وهتلاقى اللى يعوضها، ظهر آصف من تانى وفاجئنا إنها لسه مراته وكمان هى عقلها إتبرجل، وجه كمل كمان ونقلها من المستشفى اللى كانت بتشتغل فيها هنا، لمستشفى بعيد، كفايه بس بهدلة السفر كم ساعه رايح جاي. 

تنهد أيمن بآسى قائلًا: 
والله ما عارف قصة آصف دى هتخلص على أيه،بسأل نفسى هو بيعمل كده ليه،ولو بيحبها كان عالأقل صانها من البدايه ومكسرش قلبها وإتسبب لها فى عُقده نفسيه،أوقات بحس إنها بتخاف إنى أقرب منها.

تنهدت سحر هى الآخرى بآسى قائله: 
والله وأنا كمان أوقات بحس معاها نفس الشئ، حتى أوقات بحس إنها بتتهرب من أنها تقعد معايا، وتتحجج بأي حاجه ولما بدخل عليها الاوضه بلقاها نايمه، أو سرحانه، اللى مرت بيه مكنش سهل، من أول الفترة اللى قضتها فى السجن، وبعدها جوازها من آصف إللى فكرت إنه كان فرصه ليها تثبت برائتها، هو صدمها بخداعه ليها، وياريته سابها فى حالها تكمل حياتها، راجع تاني ينغص عليها... مفيش بتقدر تطلعها من حالتها دى غير أمي، ولما قولت ليها تجي تعيش معانا هنا فى الدار تبقى جنبها بإستمرار قالتلى لاء هى مش هتسيب دارها وتجي تعيش فى دار بنتها الناس يقولوا عليها أيه عايشه عاله على جوز بنتها...سهيله هى اللى تروح تعيش معاها،بس سهيله قالت مواعيد شُغلها مش هتقدر تتحملها أمي. 

تبسم أيمن قائلًا: 
والله ما حد عارف مين اللى عاله على مين، عمتي ياما وقفت جنبي، كفايه قبلت زمان بجوازي منك وانا لسه يادوب متخرج من الجامعه حتى الدار اللى كنت وارثها عن أبويا كانت آيله للسقوط، وبقت تدبر لى القرش عالقرش لحد ما بنت أول دور فى الدار دى، وعشنا فيها وربنا رزقنا بتلات عيال الحمد لله، بحمد ربنا عليهم، يمكن مشكلة سهيله كانت كبيره صحيح، بس ربنا لطف بيها، كمان كفايه أنهم محترمين وبيحبوا بعض،ونفسي هويدا تبقى معاهم. 

بينما سهيله دخلت الى غرفتها ألقت بجسدها فوق الفراش،تشعر بتوهان ماذا تفعل،آصف يُضيق عليها الخِناق بتمسُكه بها كزوجه له،كذالك طريق المحاكم كي تعثر على طلاق  نهائى منه يحتاج لوقت بعيد، مع شخص مثل آصف قادر على التلاعُب بثغرات القانون وتطويعها لمصلحته،زفرت نفسها لم يعُد أمامها سوا طريق واحد لكن قبل أن تتخذ القرار لابد من معرفة رد والدايها.

بينما آصف بمجرد أن غابت سهيله عنه حين توارت داخل منزل والدايها شعر كآن البرد سكن ضلوعه،لكن عاود السير بالسيارة للعوده الى القاهره،لكن نظر عبر مرآة السياره الاماميه،رأى نفس السياره الذى لاحظها  حين توقف أمام المطعم، كذالك تتبعته الى البلده، حاول السير عبر طُرق مختصرة  كى يتأكد من حدثه، عن قصد إبتعد عن تلك الطُرق المُختصره وسهيله معه كان يود بقائها معه لأطول فتره، بل يريد أن تبقى معه طوال الوقت، تأكد حدثه السياره مازالت تتبعه، إذن أصبح لابد من الإحتياط... فمن الذى يتتبعه وماذا يُريد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد الظهر 
بمنزل أيمن. 
فتحت سهيله عينيها بسبب ذلك الضوء الذى إخترق الغرفه كذالك ضحكات ذلك الصغير المشاغب وهو يدور بالغرفه، تبسمت حين سمعت آسميه تقول: 
يسعد مساكِ بالورد نوم العوافي حبيبتي، أيه قربنا عالعصر، هتفضلي نايمه كده ومش هتقعدى معايا شويه قبل ما أروح لداري. 

تمطئت سهيله بمرح قائله:
والله يا تيتا أنا عاوزه أنام ما أقوم غير بعد يومين جسمي مكسر من سهرة إمبارح فى المستشفى.

نظرت لها آسميه بشفقه قائله:
منه لله اللى كان السبب،يلا قومي أنا كنت عامله الكيكه اللى بتحبيها وجيبت لك منها ومدرياها من سحر لا تاكلها،ولا تدي منها لـ هويدا.

تبسمت سهيله قائله:
وهى هويدا مش حفيدتك هى كمان.

ردت آسميه بلا مبالاه ثم بآسى:
لاء دى غتوته وعاوزه تكوش على كل حاجه،مش زيك بترضى بالقليل،حتى القليل مستكتر نفسه عليكِ،يلا قومي إتوضى وصلِ الضهر وبعدها إتغدي،وحلي بالكيكه.

تبسمت سهيله على حسام الذى وضع يدهُ بيد آسميه التى إبتسمت له قائله:
إنت حبيبي تعالى هديك حتة كيكه.

لمعت عين سهيله ببسمه،فكيف لجدتها التى  لا تشعر بالأُلفه بينها وبين هويدا عكس ذلك الطفل التى تُحبه وتُدللهُ.

بعد قليل بغرفة الجلوس 
سخِرت آسميه من هويدا التى جاءت همست بصوت مُنخفض:
يا قاعدين يكفيكم شر الجاين ولو بزيارة.

سمعتها سحر التى كانت تجلس جوارها نظرت لها بعتب،تغاضت آسميه عن نظرتها لها،بينما قالت هويدا:
غريبه قولت سهيله إمبارح كانت نبطشيه وأكيد راجعه البيت عالصبح،قولت هتقضي اليوم كله نوم.

ردت سهيله بتلقاىيه:
أنا راجعه من بعد الفجر ونمت يادوب صاحيه مبقليش ساعه.

إستغربت هويدا سأله:
واصله بعد الفجر إزاي لقيتِ مواصلات،ولا جايه فى تاكسي من القاهرة لهنا،كده مرتبك مش هيقضيكِ أسبوع عالموصلات.

إرتبكت سهيله قائله:
لاء مش جايه فى تاكسي....

توقفت سهيله للحظه حثتها هويدا أن تستكمل قائله:
أمال جايه فى أيه؟

إستطردت سهيله حديثها تنظر لهم بترقُب:
آصف هو اللى وصلني لهنا.

نظرن سحر وآسميه بترقُب كذالك ايمن بينما هويدا قالت ببساطه:
والله كتر خيرهُ مش عارفه ليه إنتِ قدامك فرصه وبتتخلي عنها بمزاجك.

نظرت لها آسميه بنزق قائله بإستخبار:
فرصة أيه اللى ليها معاه،ما هو السبب فى شحتتها دى،مش هو اللى إستخدم ألاضيشه وخلاهم نقلوها لهناك.

نظرت لها هويدا بإستهزاء قائله:
مستشفيات القاهرة أشهر من مستشفيات كفر الشيخ،كمان هو لو كانت نيته سيئه أقل شئ مكنش عبرها وراح لها المستشفى،كمان كان غصب عليها ببيت الطاعه حتى لو هى رافضت التنفيذ،كمان المخامى قال على ما قضية الطلاق تحكم فيها وقت لأن مفيش سبب قوى قدام القاضي يخليه يحكُم بالطلاق مباشرةً.

إستهزأت آسميه قائله:
واللى حصل منه زمان مش سبب قوي.

ردت هويدا:
سبب قوي،بس فين الدليل والمحكمه ليها بالدليل،وكمان أنا فى رأيي أن آصف وقتها كان معذور،اللى إتقتل كان أخوه،وسهيله كانت المتهمه،ولوعة قلب مامته وباباها  وقتها كانوا مآثرين على عقلهُ.

إستهزأت آسميه قائله:
ده عُذر أقبح من ذنب،وما علينا المهم أكيد هو موصلكيش بدون سبب،وأكيد إتكلم معاكِ،قالك أيه؟.

تذكرت سهيله حديث آصف معها 
بالعوده بعد أن  قام بتقبيلها
قاد آصف السياره سريعًا لكن كانت يد سهيله كانت أسرع حين تهجمت عليه بغضب مما جعله يُطفئ مُحرك السياره وينظر لها،لكن فجأته بصفعه دون قصد منها على جانب وجهه،للحظه تبدلت ملامحه وظنت أنه لن يتوانى فى الرد على صفعتها،لكن آصف حاول كبت غضبه من تلك الصفعه وأمسك مِعصميها بقوه سُرعان ما تراخت قبضة يده حين رأي نظرة الهلع فى عينيها،ربما تلك القبضه ذكرتها بالأصفاد الذى وضعها سابقًا حول مِعصميها،شعر بغصه قويه فى قلبه وأغمض عينيه يُلجم غضبهُ،لكن سحبت سهيله يديها من يديه قائله بعصبيه وآمر:
آصف إفتح مسوجر العربيه عاوزه أنزل.

للحظه تعصب آصف قائلًا  بتجبُر: 
لاء يا سهيله مش هتنزلي من العربيه وهتسمعيني للآخر، لآنى لغاية دلوقتي سايبك على راحتك، ومش عاوز أضغط عليكِ. 

تهكمت سهيله بسخريه قائله: 
سايبني على راحتِ عالآخر، لاء كتر خيرك، آصف.... 

تعصب إصف وضرب بيده مقود السياره قائلًا:. سهيله قولت إسمعيني للآخر، قولتلك قبل كده مستحيل أضرك تاني. 

تهكمت سهيله قائله: 
قولتلك مش عاوزه أسمعك، مستحيل أصدق كلامك الناعم  مره  تانيه.

إزدردت آصف ريقه بغصه مُره قائلًا:
سهيله أنا هقدملك عرض ومتأكد هتوافقي عليه.

تهكمت سهيله صامته كآنها لا تريد السماع له،زفر آصف نفسه قائلًا:
الشقه اللى أنا عايش فيها معايا ماما وكمان صفوانه،والشقه واسعه يعنى....

قاطعته سهيله بعصبيه قائله:
يعني أيه،أجي أعيش معاك فى الشقه،يبقى بتحلم أنا مبقاش عندي أى ثقه فيك،اللى يحكُم ظلم صعب آآمن له. 

شعر آصف بوخزات قويه فى قلبه، بينما صمتت سهيله للحظات وفكرت ثم إستطردت حديثها: 
تمام يا آصف مش إنت كل الافعال الخسيسه اللى بتعملها دى عشان أستسلم وأجي أعيش معاك فى الشقه بتاعتك الواسعه زى ما قولت، تمام أنا موافقه بس ليا شروط. 

إنشرح قلب آصف قائلًا: 
موافق على أى شروط هتقوليها. 

تهكمت على بسمته قائله: 
كويس إنت قولت إنك موافق من قبل ما تعرف شروطِ 
الشرط الأول مستحيل أنا وإنت يجمعنا أوضه واحده إنت قولتها الشقه واسعه، هيبقى ليا أوضه خاصه بيا وإنت ممنوع تدخلها نهائيًا، كمان طنط شُكران تفضل معانا فى الشقه هى وخالتي صفوانه، وكمان شُغلي فى المستشفى متدخلش فيه تاني،  حتى لو إتأخرت فى الرجوع أو حتى نمت فيه.

زفر آصف نفسه بإمتثال قائلًا:
تمام موافق على شرط يكون ليكِ أوضه خاصه،كمان إطمني ماما وصفوانه مش هيسيبوا الشقه،لكن شُغلك فى المستشفى مش هسمح لك تجهدي نفسك أكتر من الازم،وكمان سهل أجيبلك إعفا من وردية السهر.

ردت سهيله بغضب قائله:
قولتلك تبطل تدخل فى شوؤني الخاصه،إعتبر إننا مجرد سُكان فى مكان واحد مش أكتر.

فكر آصف،لو عارض الآن ربما يخسر تلك الفرصه مع سهيله،إمتثل غصبً وأومأ برأسه مُستسلمً:
تمام موافق.

عاود آصف تشغيل مُحرك السياره، وسار بها قليلًا،نظرت سهيله للطريق وسألته: 
إحنا رايحين  فين؟. 

رد آصف ببساطه: 
رايحين الشقه. 

قالت سهيله بتسرُع: 
لاء طبعًا، لازم أخد إذن بابا الاول ويكون عارف  ولو رفض، يبقى تنسي الكلام اللى قولتهُ. 

أوقف آصف السياره ونظر لـ سهيله قائلًا: 
لاء مش هنسي الكلام اللى قولتيه ده إتفاق بينا، وأعتقد باباكِ لو لقاكِ مُقتنعه مش هيعارض، عالعموم تمام هوصلك للـ البلد بس هستني منك إتصال بالموافقه. 
عوده... 
سردت سهيله ذالك دون ذكر قُبلته لها، عارضتها آسميه قائله: 
لاء طبعًا ده مستحيل، إفرضى كان بيكذب وبعد شويه شُكران وصفوانه سابوا الشقه ورجعوا لهنا تانى فى السرايا. 

ردت سهيله  بتردُد: 
سألته قالي مامته سابت السرايا وعايشه معاه من خمس سنين فى الشقه حتى أخوه كمان عايش معاهم. 

إستغربت هويدا ذلك سأله: 
مش فاهمه،يعنى مامته  وباباه إنفصلوا عن بعض ولا أيه. 

ردت سهيله: 
معرفش هو أكدلى كده. 

شعرت هويدا بفضول، لكن إنشرح قلبها لو صدق توقعها. 

بينما عارض أيمن كذالك سحر التى نظرت لـ آسميه ظنًا أنها ستساندهم فى المعارضه لكن سألها أيمن: 
ساكته ليه يا عمتِ. 

نظرت له بتفكير قائله بدهاء: 
ساكته عشان بدورها فى دماغي. 

إستغرب الجميع من ذلك وسألتها سحر: 
بدوري أيه؟. 

ردت آسميه بمكر: 
مش آصف معارض فى الطلاق، وكمان بيستخدم نفوذه فى الضغط علينا أنا بقى هوافق سهيله تروح تعيش فى الشقه اللى بيقول عليها دى. 

للحظه إستغرب الجميع قبل أن تسطرد آسميه حديثها: 
بس أنا كمان هروح أعيش مع سهيله  هناك فى الشقه معاهم، مش بتقولى الشقه واسعه وأنا مش هحتاج لمكان هنام جنب سهيله فى نفس الأوضه. 

تغضنت ملامح هويدا قائله: 
هتروحى تعيشي فين، دول راجل ومراته.

ردت آسميه: 
وماله، شُكران وصفوانه حبايبِ، وأنا هعيش مع سهيله  وأنا اللى هصرف على إحتياجاتي يعني مش هيتزكا عليا من جيبهُ إبن أسعد شُعيب... إتصلي عليه وقولى له كده وافق تمام، موافقش يبقى ينسي. 

إستهزات هويدا بذالك بينما
رحبت سهيله كذالك أيمن وسحر يعلمون مكر آسميه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً
بمقر أسعد  الخاص بالبلد

دلفت هويدا الى مكتبه مباشرةً تقول بدلال: 
كان نفسى أكون أول من يهنيك بفوزك فى الإنتخابات سبق وقولتلك مُتأكده إنك هتفوز بالأغلبيه.

نهض من خلف مكتبهُ مُبتسمً يُرحب بها قائلًا  بحفاوة،وهو يوجهها للجلوس الى إحد المقاعد وجلس مقابل لها على مقعد آخر: 
إعتبري نفسك أول من هناني، رغم إنى كنت عاتب عليكِ، سبق ووافقتِ على عرضي بالشغل مع مدير الحسابات،ولغاية دلوقتي لسه مستلمتيش الشغل معاه. 

ردت بتبرير كاذب، فهى ترسم الدلال: 
إبني كان مريض، ولازم أرعاه، كمان سهيله  أختي  ومشكلتها مع آصف،أنا مش عارفه إنت كنت عارف أن سهيله لسه على ذمته ولا لاء،بس أهو الحمد لله وصلوا لحل مناسب. 

تسرع أسعد سألًا: 
وايه هو الحل المناسب اللى وصلوا  له... هيطلقوا تاني؟. 

ردت هويدا: 
لاء سهيله  هتروح تعيش معاه فى شقته، بس غريبه هو قالها إن الحجه شكران وكمان الخدامه هيعشوا معاهم...هى مش الحجه شكران كانت عايشه هنا فى السرايا بس بقالى فتره طويله مش بشوفها فكرتها عيانه.

شعر أسعد بالإرتباك قائلًا:
لاء عايشه فى القاهره،إنتِ عارفه آصف بعد ما ساب الشغل فى القضاء وهو إستقر فى القاهرة،وكان محتاج اللى تهتم بيه هناك،وهى راحت تعيش معاه،بس إحنا على تواصل.

تبسمت هويدا،وإستشفت من رده أن يكون حدثها حقيقيًا، شعرت بإنبساط قليلًا، بينما نهضت واقفه قائله: 
أنا باركت ومش لازم أضيع وقتك أكتر من كده، عارفه إن فى إحتفال عشان فوزك فى الإنتخابات.

نهض هو الآخر قائلًا:
فعلًا للآسف،بس كلامنا لسه له بقيه،عشان نتفق إمتي هتبدأي فى الشغل مع مدير الحسابات.

ردت عليه ببساطه:
أكيد قريب جدًا.

تبسم أسعد وهو يُصافح هويدا قائلًا:
تمام أنا فضيت من دوشة الإنتخابات،وبعد كده هيبقي معظم وقتِ فى القاهرة،أتمني يكون الرد سريع،لأن مدير الحسابات كلمني فى الموضوع ده،وقولت له ينتظر.

تبسمت له قائله:
لاء أنا تقريبًا ظبطت أمورى كويس،وأكيد الأيام الجايه هسافر القاهرة،بس ياريت توصي مدير الحسابات عليا،إنت عارف إن فى فرق فى التعاملات الماليه،بين الشركات الخاصه والبنوك الحكوميه.

رد أسعد:
لاء إطمني أنا قولت له إنك على ضمانتِ الشخصيه.

تبسمت له بدلال قائله بثقه:
وأنا قد ثقتك فيا.

ترك يدها مُبتسمً وهى تُغادر المكتب ثم جلس مره أخري على المقعد،وإبتسم بإستهزاء قائلًا:
قدرت توصل تانى الود بينك وبين سهيله يا آصف،وطبعًا شُكران ليها دور كبير،حمامة السلام،اللى مفكرتش السنين اللى فاتت بس تتصل عليا،يمكن كانت صلحت الأمر بيني وبينك.

تنهد أسعد يشعر ببعض البؤس،  ربما فى البدايه لم يكُن يهتم، لكن مع مرور الوقت لا ينكر  جفاء آصف يحز فى نفسه.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام  
بحوالى العاشرة صباحً
بإحدي العيادات الخاصه بدكتور متخصص فى مجال التجميل... 
تبسم بترحاب قائلًا  بمجامله: 
مدام شهيرة العياده نورت.

تبسمت وهى ترفع لها يدها بدلال قائله:
شكرًا لذوقك.

تبسم بترحاب وهو يُقبل يدها قائلًا:
من فترة طويله منورتيش عيادتي المتواضعه.

تبسمت له قائله:
كنت مشغوله أوى الفترة اللى فاتت.

تبسم لها بمديح قائلًا: 
أنا دايمًا متابعك،والفترة اللى فاتت كُنتِ مُبهرة. 

تبسمت له قائله بغرور: 
فعلًا  وده السبب اللى خلانى جيت للعيادة النهارده، عاوزه أعمل شويه رتوش كده. 

تبسم لها بمجامله قائلًا: 
رتوش أيه، الجمال ده مش محتاج لدكتور تجميل ده محتاج لريشة فنان يرسم بورتريه لجميلة الجميلات. 

تبسمت له قائله: 
كلك ذوق، بس أنا شايفه إنى محتاجه لشويه رتوش كده، فى خط بسيط كده ظهر جنب عيني، كمان عاوزه احقن شفايفي بحقنة فيلر تبرز جمالها. 

نظر لوجهها بتمعن قائلًا: 
تمام  كمان ممكن نشد الجلد اللى تحت الدقن شويه. 

تبسمت له بتوافق قائله: 
أنا كُلي ثقه فيك يا دكتور... عاوزه الأثار دى تختفي. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا 
بـ مكتب آصف 
تبسم لـ شاكر الذى دلف الى مكتبه بعد الترحيب بينهم جلس آصف سألًا: 
مدام مي إدتني فكرة مختصرة، أحب أعرف منك التفاصيل بالتوضيح بالظبط. 

تنهد شاكر بآسف صامتً... لاحظ آصف ذالك وعاود السؤال بمفاجأه: 
إنت موافق عالطلاق؟. 

هز شاكر راسه بـ لا 
تبسم آصف له قائلًا: 
طب تمام... ليه مضايق، طالما فى مشاعر عندك للبنت دى، أعتقد إنت حُر فى شريكة حياتك...إنت اللى عايش معاها،ليه تدخل نفسك فى سكة الندم بعدين،طالما مرتاح معاها وبينكم حُب ليه تخسرها،صدقني نصيحه من شخص غلط غلطة واحده وإتخلي عن عشقه ومشى ورا غروره بيدفع تمنها غالي فى كل لحظه،راجع نفسك مي أو الفلوس مش هيضعوا شعور البؤس من قلبك بعدين.

أومأ شاكر له ببسمه موافقًا.

تبسم آصف له قائلًا:
كده أظن ماليش لازمه،والحل فى إيدك خُد بوكيه ورد وشيكولاته وروح صالح مراتك.

تبسم شاكر له قائلًا:
تعرف إنك بتفكرنى بـ المرحوم سامر،كان فيه شوية طباع منك،الجديه والحِده بعض الشئ بس ده كان فى بداية فترة تعارفنا لما كنا فى كتيبة الجيش سوا،بس فجأه إتغير وبقى يميل لحاجات غريبه،ويتابع مواقع أجنبيه لها ميول شوية شاذه،بس أعتقد السبب فى تبديل حاله،هى بنت كان بيحبها تقريبًا.

إعتدل آصف مُستغربً يسأله:
سامر كان بيحب بنت،هو قالك كده!؟.

رد شاكر ببساطه:
لاء أنا اللى لاحظته كذا مره كان يتصل ببنت بالليل ويسهر يتهامس معاها،وفجأة الإتصالات دى إنتهت وبعدها إتبدل حال سامر وبقى يميل للعُزله شويه،كمان بقى عصبي غير كان فى بيدافع عن مواقع بتدعم حاجات شاذه تحت إسم دفاع عن الحُريات الشخصيه،حتى مره إتكلم معايا وطلب منى أروح معاه حفله خاصه،وروحت كان مكان فى ڤيلا فى منطقه جديده شبه مهجورة كانت حفله كل اللى فيها رجاله وشوفت مناظر مُقرفه مقدرتش أكمل وسيبته وإنسحبت،ولما جيت بعدها أحذرهُ منهم قالي إنه فعلًا،معجبوش وضعهم ومش هيروح حفلات من النوعيه دى تانى هو كان مفكره حفله عاديه دعاه عليه صديق له.

تسأل آصف سريعًا:
ومتعرفش من الصديق اللى دعاه ده.

رد شاكر:
لاء،هو قالي بعد كده إنه قطع علاقته بيه،وبعد فترة إنتهت فترة التجنيد وهو رجع تاني لـ كفر الشيخ اللى كان بينا إتصالات متباعدة يمكن كانت شبه إنقطعت قبل وفاته بشهور.

للحظات صمت آصف يُفكر هل حقًا كان هنالك فتاة فى حياة سامر،لكن ما حدث جعله ينغمس فى تلك القذارة لاحقًا.

لاحظ شاكر شرود آصف ظن أنه ربما حُزنً بسبب ذكر سامر أخيه،نهض يقول:
مُتأسف إن كنت جددت عليه حُزنك على سامر،وبشكرك إنك نصحتني وأوعدك أعمل بنصيحتك ومش هخلى حد غيرى يتحكم فى حياتى.

أومأ له آصف راسه ونهض هو الآخر قائلًا:
أنا تحت أمرك فى أى وقت تحتاجني،وبتمني إنك تدافع عن حياتك وبلاش تخلي غيرك يتحكم فيها.

تبسم له شاكر وأومأ رأسه بتوافق،ثم غادر المكتب،بينما ظل آصف واقفً للحظات يُفكر فيما أخبره به شاكر... 
سامر وفتاة فى حياتهُ من تكون تلك الفتاة!؟.  
وهل ما أخبرته سهيله سابقًا كان عقابً آخر له على ما إقترفه بحقها من بشاعه؟ جاوب قلبه مباشرةً،لا سهيله ليست بهذه الدناءة وتدعي على شخص بالكذب ....أو ربما تكون سهيله نفسها هى تلك الفتاة!... بالتأكيد لا ليست هى... هى أخبرته أن سامر سبق ولمح لها أنه يعلم بوجود مشاعر بينهم 
مُجرد تخمينات كفيله بجعله يود أن يمحو جُزئية مقتل سامر وما حدث بعدها  من عقله بل من حياته،ويجد أن كل هذا كان عرضً سينمائيّا سينتهي بمجرد أن يخرج من هذا الظلام المُحيط بعقله. 



تعليقات