
رواية عشق مهدور
الفصل السابع والعشرون 27والثامن والعشرون 28
بقلم سعاد محمد سلامه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحوت من نومها بفزع إتكئت على ساعديها تلفتت حولها تستعلم أين هي، تنهدت براحة حين إستوعبت أنها مازالت تقبع فوق فراشها، كان حِلمً مستحيل أن تذهب الى غرفة آصف، وضعت يدها فوق قلبها الذى يخفق بقوة، واليد الأخرى وضعتها فوق شفاها، تستحث تلك القُبلة التى شعرت بمذاقها بين شِفاها رغم أنها كانت حِلمً.. كذالك تلك القُبلة التى قبلها لها حقيقيًا قبل دقائق، تركها بغفوة عقلها مُشتتة الوجدان .. تنهدت بحِيرة نظرت الى جوارها على الفراش، لأول ليلة تبتعد عنها آسميه، بسبب عودة خالها وحده من السفر فجأة، غصبً عادت آسميه معه ظهرًا الى كفر الشيخ،تنفست بقوة تشعر بضعف يعود لها يسستولى على قلبها الحنين...
لكن الحنين لماذا؟
لـ عشق آصف.!
الذى خذلها وطعنها بمقتل إن كانت مازالت حية تتنفس لكن بداخلها لا تشعر بمذاق لأي شئ،خاضت معركة بحياتها وأصبحت ذات شآن أعلى عِلميًا،لكن مع كُل تقدُم كانت لا تشعر بأي لذة لذالك فقط كآنها تصعد سُلمً تزداد عدد درجاته كلما صعدت درجة تنظر لتلك الدرجه الأعلى بلا إرادة لصعودها،
آصف دمرها بتلك الليله،هى تعيش فُتات فقط مثل الدُمية الآليه،تمتدح بذكاؤها وقوتها،لكن خاوية الشعور،تبتسم لمن حولها حتى لا تُعكر صفوهم ..
دموع سالت من عينيها لا تعلم لها سببً،ربما أرادت أن تبكي فقط، لا تعرف لماذا، والسؤال هو ذلك الحِلم وعودة آصف إجبارًا لحياتها هل أحي بداخلها مشاعر حاولت طمسها بإستماته، قُبلتهُ قبل قليل نزعت فتيل من قيدًا كانت أحكمت عقدهُ حول قلبها...قلبها الذى خذلها وجعلها تسقُط بفخ خداع آصف الذى دمر ما تبقي منها بتلك الليله الشنيعه،عاودت كل ذكريات تلك الليله تستعيدها برأسها كآنها تعيشها مرة أخري،وضعت يديها حول أذنيها كآنها لا تود السمع لتلك الكلمات الذى قالها آصف،توعده لها بالجحيم هزيانه أنه يعشقها بل ويذوب بها،كلمات إستقلالهُ بشآنها،كلمات يُخبرها مقدار غلاوتها لديه،لمسةحنونه وقُبلة داميه،أصفاد يضعها بيدها وحُريه يدية وهو يضعها فوق وجنتها يتلمسها بآنامله يهزي بسجنها لقلبه الذى لم ولن يتحرر من عشقها،لكان إستطاع أن ينسي ويستمر بعيدًا عنها،
كُل شعور وعكسه كذالك كُل كلمه وعكس معناها تضاد فى المشاعر والأقوال وبالنهايه...النتيجه كانت واحدة... آصف هدر عشق سنوات بدقائق،تحت مُسمي "القصاص"التى كانت تستحقه بنظره،خذلها بأقسى طريقه،تركها ميتة المشاعر
المشاعر...التى ظنت أنها شُفيت من تآثيرها،وأصبحت بلا مشاعر أو هكذا ظنت
لكن عاود شعور آلم يغزوا قلبها،حِيرة تفتك بعقلها
لا تعلم كيف تُعيد ذالك الفتيل وتحكم العقُدة مرة أخري،إقترابها من آصف هو الهلاك لو خذلها مرة أخري،سيضع كلمة نهايتها،لا تود خوض تلك المعركه لم تعُد قادرة على النضال لا بمشاعرها ولا بعقلها،
مشاعرها!
آصف عاد الى ما قبل تلك الليله،عادت ترا تلك اللمعه بعينيه وهو ينظر لها،قبل أن يضع تلك النظارة السوداء يُخفي خداعه وقتها،كان يعلم أن سهل عليها قراءة عيناه،عاد لحين كان يضجر من طول إنتظارهُ لها وهى تتعمد أن تتأخر،لكن لم يعُد يبيح لها بضجرهُ من الإنتظار بل يتحمله،أيام قليلة قضتها هنا جوارهُ تحمل تلميحات وتفوهات جدتها الساخرة بحقه كذالك تحكُماتها،لكن كُل ذلك ليس كافيًا،ليعود شعورها القديم نحوه،حين كان يظن أنها تتدلل وهو مُغصبً يتقبل ذلك الدلال ،لكنه لم يكُن دلالًا،بل كانت أخلاقها تتحكم،لا تسمح بأي تجاوزات دون إطار شرعي بينهم،يكفى خطأ أنها كانت تُقابلها خِلثه،توقفت الدموع وهى تسترجع تذمُراته فى تلك اللقاءات، حكاياته لها عن بعض القضايا الموكل له الحُكم بها، كلمات الحُب الذى كان يُسمعها لها،إتصالاته ورسائله الهاتفيه، إبتسمت تشعر بسمتها كآنها إعادت شروق لظلام كانت تحاول فرضه على نفسها،ظلام بدأ ينقشع تركها بغفوة مبستمه مع أول خيوط شروق شمس يوم جديد.
بغرفة آصف أستيقظ من نومه على رنين هاتفهُ،فتح عينيه بإنزعاج كان يود أن يظل نائمًا مع من كانت بسمتها تُرافق أحلامه، سنوات البُعد كان قاسيه، لكن الأقسى مثلها أيام هى قريبه منه ويخشي أن يذهب إليها طالبًا الصَفح، ليست جدتها هى المانع، يعلم جيدًا هى من تضع سياج بأشواك بينهم، لو برغبته لسار على تلك الأشواك ووصل إليها، بأرجُل داميه، لكن حتى لو فعل ذلك سيجد الصد، طريقهُ مازال فى المهد وعليه التروي.
مازال رنين الهاتف مُستمر، إنتبه له وقام بالرد يسمع مُزاح إبراهيم:
شكلِ صحيتك من حلم جميل، أوه نسيت أقولك صباح الخير، يا سيادة الأڤوكاتو، بفكرك عندك قضية مهمه النهاردة.
زفر نفسه بضيق قائلًا:
مُزعج، أنا عارف إن عندى قضيه ومش محتاج تفكرني، كلها ساعتين وأكون فى المحكمه،سلام.
أغلق الهاتف وتركه جوارهُ فوق الفراش وعاود التمدد فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يتنهد بإشتياق يجتاحه وبداخله أمنيه أن يصحوا ويجدها جواره بالفراش تُلقي عليه الصباح مصحوب ببسمتها ودلالها حين كانت تتعمد التأخير فى لقائتهم بالبحيرة،ود أن يُخبرها أنه لولا ما حدث لكانت أول ليلة زواج لهم كان سيقضيها معها بمنزل إشتراه بتلك البحيرة خصيصًا لتلك الليله كان سيهيم بها عشقًا،لكن تملك منه شيطان سفك كل تلك الأماني وأضاعها خلف قصاص قاسي بلا ذنب،ذم نفسه على دقائق إفترسها بشكل ليس حيوانى ،فالحيوان يرفق برفيقته،هو لم يرفق ولم يفق من ذاك الغضب إلا حين رأي دمائها،حتى لمسة يدها حرم نفسه منها من الشعور بها،ندم ليس كافي لذاك العذاب الذى يعيشه بإقترابها ونظرة الخوف بعينيها،قُبلة وعِناق أمس كانا مثل نسمة دافئه،خشي أن يعود الصقيع لقلبه حين تفيق من المفاجأة ويرا بعينيها الرهبه،ثوران يشعر به يهدر بقلبه،أخرجه من ذلك صوت طرق على باب غرفته وخلفه صوت صفوانه أن الفطور أصبح جاهزًا،أزاح دثار الفراش ونهض سريعًا بداخله أمنيه أن يرا سهيله خِلثه قبل أن يُغادر.
سأم وجهه حين خرج من باب غرفته ونظر نحو باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،أيُعقل أن جدتها مازالت نائمه،لا هى تستيقظ فى العادة باكرًا،سُرعان ما لعبت به الظنون ،هل يُعقل أن تكون سهيله أخبرت جدتها بتلك القُبلة وتضايقت منه وأخذت سهيله وغادرت الشقه،لا بالتأكيد...سار بخطوات رتيبه تتلاعب بقلبه الظنون، الى أن وصل الى غرفة السفرة تنهد براحه حين وجد سهيله تجلس هى ووالدته خلف طاولة الطعام نظرت له شُكران ببسمة حنونه قائله:
صباح الخير يا آصف.
تبسم لها آصف وإقترب منها وإنحني يُقبل رأسها، عيناه تنظر الى سهيله قائلًا:
صباح الخير ياماما.
تبسمت له شُكران بمودة قائله:
يلا أقعد إفطر.
جذب آصف المقعد الذى جوار سهيله ورمقها بنظرة مُبتسمًا قائلًا:
صباح الخير يا سهيله.
بداخله ود طبع قُبله على وجنتها يخصها بقول"حبيبتي" دون خجل من وجود والدته لكن يخشي رد فعلها.
بينما سهيله للحظات شعرت برهبة إقترابه منها كذالك تذكرت قُبلة الأمس،شعرت بخجل،ردت بصوت مُحشرج قليلًا:
صباح النور.
تبسم لردها،لكن نظر خلفه،ينتظر مجئ آسميه...لاحظت شُكران نظره خلفه سألته:
بتبص وراك ليه يا آصف عاوز حاجه من صفوانه.
رد آصف:
لاء،بس الحجه آسميه إتأخرت عالفطور.
تبسمت شُكران،بينما ردت سهيله بهدوء:
تيتا رجعت كفر الشيخ من إمبارح بعد الضهر خالى جاي زيارة مفاجئه وهيقعد حوالي تلات أسابيع.
إرتسمت بسمه تلقائيه على شفاة آصف،لكن شعر بندم ليته علم مُسبقًا بعدم وجود آسميه مع سهيله بالغرفه ما بات ليلته يتجرع لوعة الإشتياق،على الأقل كان سَر عينية برؤية سهيله طوال الليل.
بعد قليل نهض آصف يشعر بإنشراح فى قلبة دقائق قليله قضاها جوار سهيله دون توبيخات آسميه،نظر الى سهيله قائلًا:
أنا هرجع عالغدا ياماما.
تبسمت شُكران وهى ترا نظرات آصف لـ سهيله التى تدعى أنها مازالت تتناول الطعام...قالت بهدوء:
تمام يا حبيبي ربنا يوفقك.
غادر آصف دون سماع صوت سهيله،بينما تبسمت شُكران لها قائله:
والله إتعودت على وجود الحجه آسميه معانا،ربنا يصبحها بالخير.
تبسمت سهيله...ببنما عاودت شُكران الحديث:
إنتِ رجعتِ مع آصف ليلة إمبارح.
إرتبكت سهيله من سؤال شُكران،فهذه أول مره تسألها عن عودتها،أجابتها بتوتر:
أيوا لما طلعت من المستشفى لقيته واقف وإتعشينا بره.
تبسمت شُكران بمغزي،لا تود إحراج سهيله أكثر،فهى رأت آصف وهو يُقبلها ليلة أمس،كانت ستخرج من غرفتها لتأتي بمياة،لكن حين رأتهم يدلفون الى الشقه،كذالك حصار آصف وتقبيلهُ لها،وتركه لها قبل أن تتفوه بما يُفسد سعادته فى هذه اللحظه،لا تنكر شعورها بغصه من ما أوصل آصف نفسه، كآنه يسرق قُبلة من زوجته...تنهدت بتمني وقامت بالدعاء،أن يهتدي الوصال بينهم...وتعود نظرة عيناهم الدافئه كما فى السابق حين كانت تلاحظهم عن قُرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بمكان قريب من البِنايه التى تقطن بها سهيله
ترجل رحيم من تلك الحافله ينظر حوله الى الشوارع، يقرأ أسمائها حتي رأى ما يبحث عنه تبسم وتوجه نحو ذلك الشارع، لكن فجأة تصنم بمكانه بس رعونة سير تلك السيارة التى توقفت فجأة قبل أن تدهسه، لكن ليس هذا فقط ما ضايقه، بل ضايقه أكثر تلك المياة التى كانت بتلك البؤرة وبسبب رعونة سائق تلك السيارة طرطشت تلك المياة عليه ولوثت ثوبه الميري الذى كان يرتديه،تعصب حين ترجلت تلك الفتاة من السيارة وإقتربت منه بلهفه وخوف كذالك غرور وإلقاء الخطأ عليه سائله:
جرالك حاجه، بس إنت اللى ماشى فى نص الطريق وكان لازم....
-كان لازم أيه...
قاطعها بعصبيه وهو يُخرج محرمه ورقيه من جيبه وقام بمسح تلك المياة الملوثه التى أصابت وجهه،نظر لها بغضب ساحق قائلًا:
سايقه على أقصى سرعه،وكان سهل تدهسيني ونازله بدل ما تعتذرى نازله ترمى خطأك عليا،واضح إنك إنسانه غير مسؤوله فرحانه بعربيتك الماركه وسرعتها ومش فارق معاكِ إنك ممكن كان بسهوله تدهسيني...أنا سهل أخد نمرة العربيه وأروح لأقرب قسم شرطة وأقدم شكوى فى المرور بأنك شخصيه غير مؤهلة لقيادة سيارة فى الشارع، واحده فرحانه إنها عندها عربيه أهلها شارينها لها عشان تزعج غيرها وكان سهل تتسبب فى موته، واضح انك أخدتِ رخصة القيادة بالوساطه.
نظرت له بغضب قائله:
واضح إنى مكنش لازم أنزل من عربيتى عشان أطمن عليك، وأنا فعلًا مش بتآسف لك، ومتفكرش إن بدلة الشرطه اللى لابسها دى هتخوفنى ولا تفرق معايا، وقدامك العربيه أهى خد نمرتها ولا أقولك أنا النمر وروح أقرب قسم بعد شارعين وقدم المحضر اللى إنت عاوزه، سلام أنا ضيعت من وقتِ لما نزلت من العربيه أساسًا.
بغضب من الأثنين سار كل منهم لطريقه...
بعد قليل فتحت سهيلة باب الشقه، لكن إندهشت من تلوث ملابس رحيم قائله:
أيه اللى حصل البدله اللى عليك كلها ميه واضح إنها مش نضيفه أنت إتزحلقت وإنت ماشى ولا أيه؟.
رد رحيم بعصبية:
لاء... كان فى بؤرة ميه قريبه من الشارع وسواقة عربيه فرحانه بنفسها وسايقه على أقصى سرعه طرطشت عليا الميه.
تبسمت سهيله قائله بمرح:
معليشى كده كده كانت ماما هتغسلهالك أول ما ترجع للبلد، بس غريبه أنا مصدقتش لما إتصلت عليا من شويه وقولت إنك نازل أجازة على غير العاده مش متعاقب.
تبدل وجوم رحيم الى بسمه قائلًا:
عشان بقيت مُلتزم... هتسيبنى واقف كده قدام باب الشقه مش تقوليلى أتفضل،ولا آصف محرج عليكِ تدخلي أخوكِ للشقه فى عدم وجوده.
تبسمت سهيله وهى تتجنب ليدخل رحيم قائله:
صاحبة الشقه هى طنط شُكران وهى اللى تسمحلك أو لاء.
تبسمت شُكران التى قابلتهم فى الرُدهه ونظرت لـ سهيله بإمتنان من ذوقها قائله:
إنتِ هى صاحبة المكان وقلب آصف كمان،وأي حد من طرفك يبقى صاحب مكان ومكانه زيك.
تبسم رحيم وهو ينظر لتلك السيده صاحبة الملامح الحنونه كذالك ذوقها بالرد وشعر بأُلفه منها كذالك إرتياح فى قلبه على سهيله التى تستحق كُل السعادة، لاحظ لمعه جديده فى عينيها، ليست أول مره تمرح معه لكن يراها اليوم بملامح أخري حيويه أكثر وإشراق بوضوح.
إقترب من شُكران ورفع يدهُ مُصافحًا يقول:
أنا رحيم أخو سهيله.
صافحته بترحاب قائله بتذكُر كيف مرت السنوات:
ياه السنين فاتت بسرعه، أنا لسه فاكراك وإنت صغير كذا مره جيت مع سهيله فى السرايا، كبرت ماشاء الله.
تبسم لها قائلًا:
أنا من صغري برتاح سهيله وكنت دايمًا بحب أرافقها.
تبسمت له شُكران،سهيله،كإسمها سهلة المعشر ورقيقه،لكن ربما ما حدث لها جعلها تحاوط نفسها ببعض الأشواك الضعيفه،لكن داميه بنفس الوقت لقلب آصف.
جلس ثلاثتهم بغرفة المعيشه وقتً ليس قصير الى أن قرع جرس باب الشقه نهضت سهيله قائله:
خالتي صفوانه زمانها مشغوله فى تحضير الغدا، هلبس الإيسدال وأروح أفتح أشوف مين.
تبسمت لها شُكران، ورحبت مره أخري بـ رحيم الذى شعر معها بالود، بينما فتحت سهيله باب الشقه تفاجئت بفتاة تضع نظارة ملونه حول عينيها، كذالك خُصلات شعرها القصير لحدِ ما مصبوغ أطرافه بعدة ألوان، ملامحها مُختفيه خلف تلك الألوان التى تضعها فوقها بإتقان، كادت أن تسألها من تُريد، ربما أخطأت فى العنوان، هكذا ظنت الفتاة أيضًا، وعادت للخلف تتأمل رقم الشقه، ثم سألت بنبرة شبه مُتعاليه:
إنتِ شعالة جديده هنا.
إندهشت سهيله وقبل أن ترُد عليها، رد آصف الذى جاء خلفها بغضب ورتابه:
دى سهيلة مراتي، أهلًا يا شيرويت.
شعرت شيرويت بخزي بينما تبسمت سهيله لـ آصف الذى نظر لـ شيرويت وهى تدخل الى الشقه وهو خلفها ثم أغلق باب الشقه خلفه مُتنهدًا بسبب إستقلال شيرويت من سهيله... دلف خلفهن الى حجرة المعيشه،بينما رفع رحيم نظرهُ الى من دلف الى الغرفه وقف ينظر لها ببُغض كذالك هى
تحدثا الإثنين بنفس اللحظه ونفس الكلمه
-أنت
-إنتِ
نظر لهما آصف الذى دلف خلف سهيله قائلًا:
إنتم تعرفوا بعض.
نظرت شيرويت بإشمئزاز له قائله:
طبعًا لاء.
بينما جاوب رحيم بإستقلال واضح:
طبعًا انا معرفش الاشكال المايصه دي.
كتمت سهيله بسمتها حين وضعت إحد يديها فوق شِفاها، بينما تبسم آصف بخفيه... حاولت شُكران تلطيف الجو قائله:
أكيد فى سوء تفاهم، خلونا نقعد سوا.
قاطعت صفوانه حديث شُكران قائله:
حضرت الغدا عالسفرة.
أومأت لها شُكران قائله:
طب خلونا نتغدا سوا وبعدها نبقى نتفاهم، يلا يا شباب.
وافق الجميع وذهبوا نحو غرفة السفره، لسوء الحظ جلس رحيم جوار شيرويت التى تنفخ بين الحين والآخر، كذالك رحيم الذى يشعر بالإشمئزاز من تلك الخُصلات الملونه، كذالك كثرة تلك المساحيق التى تضعها فوق ملامح وجهها تُخفى حقيقة معالمها تقريباً،كذالك ذاك العطر الآخاذ ذو الرائحه النافذه والنافرة بنفس الوقت...،بينما آصف عيناها لا ترا غير سهيله التى تحاول إخفاء بسمتها وهى تنظر الى ملامح أخيها تشعر بأنه على شفا لحظة وربما ينهض ويصفع تلك الملونة الشعر.
بعد إنتهاء الغداؤ عادوا مره أخري الى غرفة المعيشه،تنحنحت شيرويت قائله:
آصف كنت محتاجة أتكلم معاك خمس دقايق على إنفراد.
نظر لها رخيم بإستهزاء،تلك الآفاقه التى تدعي الرُقي.
نهض آصف واقفًا قائلًا:
تعالى نتكلم فى مكتبِ.
ذهبت خلفه نحو مكتبه،لم يغيبا كثيرًا وعادا مره أخري الى غرفة المعيشه،تبسمت شيرويت قائله بمجامله:
بصراحه أنا بحب طنط شُكران جدًا وكنت أتمني أفضل وقت أكتر،بس للآسف،الإمتحانات خلاص كلها أيام وتبدأ،ولازم أجمع المنهج،هستأذن أنا.
تبسمت لها شُكران قائله:
ربنا يوفقك.
مازالت نظرة شيرويت لـ سهيله الدونية المستوي التى لا تشعر أنها تليق بشخص مثل آصف، لكن رسما بسمة زائفه:
إتشرفت بمعرفتك يا سهيله.
أومأت لها سهيله مُبتسمه دون رد،بينما نظرت شيرويت الى رحيم بغيظ بادلها النظرة بفتور وبلا مبالاة كآنها بلا قيمه،غادرت شيرويت،جلس آصف مره أخرى معهم،رمق رحيم بنظرة خاصه مُرحبًا به،شعر رحيم للحظه بخزي منه،لاحظت سهيله ذلك
دخل الى عقلها فضول، لكن تسألت شُكران:
شيرويت كانت عاوزة أيه؟.
تبسم آصف قائلًا:
عاوزه وصايه مني للدكاترة بتوعها فى الجامعه عشان طبعًا تجيب تقدير كويس فى الإمتحانات.
تبسمت شُكران قائله:
شيرويت عكس يارا تمامً، ربنا يوفقهم الإتنين.
تنهد آصف هامسًا:
شيرويت بنت أسعد وشهيرة، لكن يارا عن من مصلحتها قربها منك يا ماما.
سمعت سهيله همس آصف،نظرت الى شُكران بداخلها سؤالًا تود تسأله لها كيف يستطيع قلبك تحمل كل هذا، كيف يفيض بحنان على بنات من إقتسمت قلب زوجك يومً، تشعر أن هنالك أشياء تخفى عنها منذ أن آتت للعيش هنا لم ترا أسعد حتى لا يُذكر إسمه سوا قليلًا كذالك رد شُكران دائمًا تكن له الإحترام،رغم أنها على دراية بآنه لا يستحق ذلك.
جلست ود هادئه،ونظرات عاشقه يخصها آصف لسهيله
لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه وقام بالرد على من يتصل عليه بهدوء، ثم أنهي الحديث معه قائلًا:
تمام ساعه وهكون عندك.
نهض آصف ينظر لـ سهيله قائلًا:
هروح أغير هدومى وخارج تانى، بس مش هغيب، هرجع المسا عشان نروح الحفله سوا.
-حفلة أيه!
هكذا سألت سهيله، أجابها آصف:
حفلة عيد ميلاد مدام مي المنصوري.
إعترضت سهيله:
بس أنا ماليش فى نوعية الحفلات دي، روح لوحدك.
تنهد آصف قائلًا:
لاء هى دعاتنا سوا، مُضطر أمشى بس هرجع المسا ياريت تكوني جاهزه.
غادر آصف دون إنتظار لمحايلة سهيله، بينما تبسمت شُكران قائله بتحريض:
مالها الحفلات دى، حفلة عاديه حتى تفرفشي شويه إنتِ من شغل المستشفى للشقه، أهي فرصه ترفهي شويه عن نفسك.
رسمت سهيله بسمه،رغم إعتراضها،كذالك شجعها رحيم قائلًا:
روحي وإبقى هاتيلى معاكِ حتتين جاتوه،ولا يا خسارة هكون رجعت كفر الشيخ،أقولك حُطيهم فى التلاجه ابقى أفوت أخدهم وانا راجع للكُليه.
تبسمت له شُكران،بينما سهيله لا تود الذهاب،بسبب نظرات تلك المرأة التى تخص آصف بها دون حياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
دلف آصف الى المنزل،تبسم لـ صفوانه التى قابلته بترحيب سألًا:
ماما فين؟.
ردت صفوانه:
الست شُكران،فى أوضتها كانت بتكلم أيسر عالموبايل...
قبل أن يسأل آصف عن سهيله أجابته بسؤال خبيث:
وسهيله فى أوضتها،بس أيه اللى معاك فى الصندوق ده.
تبسم آصف ونظر الى ذاك الصندوق الصغير قائلًا:
بطلي خباثة الفلاحين دي يا صفوانه.
تبسمت له صفوانه بقبول وهو يتخطاها نحو غرفة سهيله،تنهدت تدعي له براحة القلب،بينما ذهب آصف نحو غرفة سهيله كالعادة الباب مواربً،طرق على الباب ثم أكمل فتحه...تبسم حين إعتدلت سهيله جالسه على الفراش،تنظر له بتوتر حاول تجاهله،لكن سهيله تسرعت:
خير أيه دخلك لأوضتي.
غص قلب آصف لكن إقترب من فراشها ووضع ذاك الصندوق عليه قائلًا:
جبت لك فستان مناسب عشان الحفله،ياريت تجهزي عشان منتأخرش.
زفرت سهيله نفسها بضيق قائله:
بس أنا قولتلك....
قاطعها آصف بحسم:
كان لازم ترفضي من وقت ما دعتك إمبارح ليه سكتِ،أعتقد ساعه مش هتآثر عليك،هروح انا كمان أغير هدومي،على ما إنت كمان تجهزي.
ترك آصف سهيله التى تشعر بضيق هى لا تود رؤية تلك الآفاقه،لكن آصف يمارس ضغط عليها،حتى تعترف بأنها تنفُر من حركات تلك الوقحه...إرتسمت بالبرود،أصرت أنها لن تذهب،نهضت من فوق الفراش حملت ذاك الصندوق وذهبت نحو غرفة آصف بنيتها أنها ستعترض ولن تذهب،وقف أمام باب غرفته تستجمع شجاعتها،زفرت نفسها بتحفيز،ثم طرقت على باب الغرفه،ودلفت حين سمعت صوت سماح آصف لها،لكن تيبس جسدها حين فتحت باب الغرفه ودلفت خطوه بداخلها سعرت بحياء حين وقع بصرها على ظهر آصف الشبه عارِ،إرتبكت وظلت صامته للحظات،إستدار آصف ونظر لها تبسم على ملامح وجهها التى أصبحت حمراء من الخجل،وقال:
ممكن تقفلي باب الأوضه لو سمحت،وبعدها إبقى قولى اللى عاوزاه؟.
إنتبهت سهيله وشعرت برجفه بجسدها سُرعان ما قالت:
أنا مش عاوزه حاجه،الفستان أهو،أنا مش....
-مش أيه
قاطعها آصف وهو يقترب منها،كُل خطوه تُربك عقلها،ورهبة تسكن جسدها،عادت للخلف الى أن وصلت للباب شعرت بريبه قائله:
هروح ألبس حاجه مُلائمه من عندي،بس مش هلبس اللى فى الصندوق ده.
تبسم آصف رغم تلك الوخزات بقلبه من نظرة عينيها المُرتعبه قائلًا بهدوء:
تمام براحتك...بس كفايه تأخير.
ذهبت سهيله وقف آصف يتنهد ربما يكفي أنها آتت لغرفته،كذالك واقفت على الذهاب معه،فلولا سهيله ما كان ذهب الى ذلك الحفل الذى لا يستهويه،فقط ذاهب من أجل الإنفراد بـ سهيله حتى ولو لوقت قليل.
بعد قليل إنتهى آصف من إرتداء ثياب مناسبه،ذهب نحو غرفة سهيله وقام بالطرق على باب الغرفه،لحظات قبل أن تفتح سهيله باب الغرفه قائله:
أنا جاهزه.
نظر لها آصف بتقييم،لا ينكر إعجابة بزيها البسيط لكن آنيق فى نفس الوقت كذالك حجابها المُنمق والملائم لزيها،لكن كان ينقُصه بعض الرتوش الخاصه،أخرج علبة مُخمليه من خلف ظهرهُ مد يده به لها قائلًا:
أعتقد الطقم ده هيدي طابع ملكي ليكِ،وياريت بلاش إعتراض.
لم تعترض سهيله تود الخروج من تلك الحاله،أخذت العلبع وذهبت نحو المرآة الخاصه بغرفتها فتحت العلبه، لا تنكر إعجابها بتلك القطع الذهبيه المُرصعه ببعض الالماس، أخذت تضع قطعه خلف أخري،ظل ذاك الخاتم وجوارة خاتم آخر يبدوان مثل خواتم العروس،للحظة فكرت يكفى ذاك السوار والسلسال،لكن آصف لاحظ تردُدها فقال:
ياريت تلبسي كمان الخاتم والدبله.
كيف قرأ ما بخاطرها انها لم تكن تود وضعهم بأصابعها،لكن إرتدتهم بعجاله حتى لا تتردد مره أخري.
نظرت له بتهرب قائله:
أنا جاهزه.
تبسم وأشار لها بيده أن تتقدم أمامه،تقابلا مع شُكران التى تبسمت لهم وتمنت لهم قضاء وقت سعيد...
بالسيارة شعرت سهيله بإرتباك وتوتر مصحوب برجفه، حتى مع حديث آصف الهادئ كانت ترد بإختصار، تنفست الصعداء حين ترجلت من السيارة أمام مدخل تلك الڤيلا الفخمه،إرتعب جسدها حين تعمد آصف إمساك يدها،وسحبها تسير جوارة الى أن دلفا الى ذاك البهو الواسع،ورأت ذاك الجمع الكبير،لم تهتز ولم يلفت إنتباهها أى شئ مجرد مظاهر آفاقين فقط،كل ما تشعر به هو رجفة يدها التى يمسكها آصف،حتى تلك الهديه الذى قدمها آصف لـ مي لا تفرق معها،لكن شعرت بضيق حين تعمدت مي،عناق آصف وقبلت وجنته،كنوع من الإمتنان له على الهديه،شعر آصف بمفاجأة من فعلة مي وتضايق وغضب منها وكاد يُغادر،لكن بدل ذالك بعدما نظر الى ملامح وجه سهيله التى تبدلت وكذالك تلك الزفرة الساخنه التى خرجت من بين شفتيها،تبسم ورسم القبول بذلك،رحبت به مي بحفاوة كآنه لا يوجد غيره بالحفل، حتى جلسا خلف إحدي الطاولات،مظاهر حفلة عيد الميلاد هذه مختلفه عليها،ليست بسيطة،فهي آشبة بمؤتمر لعقد الصفقات والتباهي أمام الكاميرات...
شعرت سهيله بالنفور،إزداد حين عادت مي،وقامت بالإنحناء على آصف،وطلبت منه أن يرقُص معها،نظر آصف الى سهيله ود لو إعترضت،لكن أظهرت برود عكسي،تبسم آصف ونهض مع مي ذهبا الى تلك الساحه بمنتصف البهو،بلا إهتمام شعر بإمساك مي ليده وضعتها حول خصرها والأخري ضمتها بيدها،وبدأت بالدوران معه،لكن هو كانت عيناه على سهيله...لاحظت مي ذالك فقالت بإستقلال:
هى دي مراتك،إزاي قبلت ترجعلك،مش مكنتش قابله بـ....
قاطعها آصف قائلًا:
أعتقد ده شآني الخاص.
صمتت مي للحظات تشعر بالبُغض لتلك الجالسه التى تستحوز على عقل وقلب آصف،لكن آصف مع مل دوران كان ينظر نحو سهيله،لكن تفاجأ أنها لم تعُد جالسه...ترك يد مي وإنسحب بعيدًا عنها،وذهب نحو طاولة سهيله،شعر بنغزة فى قلبه وخرج سريعًا،نحو تلك السيارة سألًا:.
الدكتورة خرجت من الحفله.
رد أحدهم:
فعلًا وعرضنا نوصلها وهى مرضيتش وقالت هتتمشى شويه،وكان فى فرد آمن مرافق ليها وقال إنها ركبت تاكسى وطلبت منه يوصلها للبيت.
نظر له آصف بغضب قائلًا وإزاي تسيبوها تمشى لوحدها حسابكم معايا بعدين.
****
ترجلت سهيله من سيارة الأجره ثم صعدت الى الشقه ودلفت إليها، تشعر بإرهاق، ليس بدني لكن ذهني
فتحت باب غرفتها ودلفت إليها تشعر بسأم، كذالك شعور بسخونه فى جسدها، ذهبت نحو الفراش مباشرةً، وجلست عليه قامت بفك وشاح رأسها وضعته جوارها على الفراش ثم تحررت من بعض ثيابها،وتلك المصوغات وضعتها على جنب حتى تلك الدبله والخاتم خلعتهم، وإستلقت بنصف جسدها على الفراش زفرت نفسها تشعر بتشتُت من تلك المشاعر التى إنتابتها قبل قليل حين رأت آصف يرقص مع تلك المرأه، حقًا يبدوا بوضوح عدم إنسجامهُ معها بالرقص لكن بالنهايه جسدهما قريب من بعض بأحضان بعض تقريبًا ، كذالك هى كانت تتقرب منه أكثر... شعور غريب هل هو "غِيره".
فجأة إنتفضت ونهضت واقفه تذم نفسها قائله:
غِيرة أيه يا سهيله، إنتِ نسيتِ اللى جرالك منه ولا لسه بتحبيه، آصف أسوء إنسان فى حياتك، أكتر شخص آذاكِ ومازال مُستمر فى آذيتك، بدليل خِداعهُ إنك لسه على ذمتهُ، فوقي كفايه هتفضلي ضعيفة لحد إمتى، المفروض الجوازة دى تنتهي وكمان تخرجِ من دايرة آصف.
تنهدت ورفعت يديها قامت بفرد خُصلات شعرها الأسود تركته ثائر خلف ظهرها، وتوجهت نحو دولاب الملابس أخرجت لها منامه، للحظه عاود منظر رقص آصف مع تلك المرأه لخيالها، لامت نفسها وذهبت نحو الفراش، وضعت المنامه عليه، حتى تقوم بخلع باقى ملابسها، لكن نظرت نحو باب الغرفه الذى إنفتح دون إستئذان، سريعًا جذبت جزء من تلك المنامه وإرتدته، قبل أن تتهجم بالحديث:
مش فى باب تخبط عليه قبل ما تدخل، ولا هو طبع فيك إنك تتهجم على خصوصية الآخرين.
أغمض آصف عينيه للحظة بعد أن وقع بصرهُ عليها وهى نصف عاريه، يشعر بشوق يفتك به يتمنى الآن أن يجذبها إليه يضمها بين أحضانه يستقي منها الشوق الذى يهدر بكيانهُ، عاود فتح عينيه يختفظ بتلك الصوره فى خياله، وتغاضى عن تهجمها فى الحديث معه سألًا:
ليه مشيتِ من الحفله وكمان من غير حراسه.
زفرت نفسها بغضب قائله:
قولتلك ألف مره مش محتاجه للحراسه ماليش عدوات مع حد أخاف من أذيته، وكمان مشيت عشان تبقى براحتك، يمكن وجودي كان مضيق عليك،وترقص براحتك مع العاهره اللى كان ناقص...
توقفت سهيله فجأة عن التفوه أكثر عن تلك المرأه حتى لا تُثير زهو آصف ويظن أنها تغار عليه،وحاولت إظهار الا مبالاه وفسرت الأمر ببساطه:
أنا أساسًا مكنتش عاوزه أحضر الحفله دى، او أقولك الحقيقة النوعيه دى من الحفلات ماليش فيها ولا أحب أحضرها، محبش أحضر فى مكان وأشوف فيه مناظر ملهاش معنى غير إنها مجملات أوبالأصح مناظر حرام أساسًا...وكمان ناسي إنى فلاحه ومليقش بالحفلات الراقيه اللى من النوع الدنئ ده.
للحظه ظهرت البسمه على محيا آصف، ونسي سبب ذلك الغضب الذى كان يشعر به بسبب مُغادرتها الحفل دون إخبارهُ قبلها كذالك دون إصطحاب حراسه معها، شعر بإنشراح من مغزى حديثها هى شبه أخطأت وربما ضغت مشاعر الغِيره لديها،أنها لم تستطيع رؤيته يحتضن تلك السخيفه التى أحرجته وطلبت منه أن يرقُص معها... وافق على عرضها ليس مضطرً أو مُرغم بل وافق عن قصد إثارة مشاعر سهيله، وقد نجح فى ذلك.
لكن السؤال الذى يخشي إجابته
هل حقًا سهيله تحمل له مشاعر خاصه تجعلها تشعر بالغِيره عليه... والإجابه موجعه... بالتأكيد لا
والسبب... هو بتسرعهُ فى تنفيد حُكم خاطئ أهدر عشقهُ بقلب إمرأة يملأ عشقها قلبه يتغلغل بكل ذره فى جسده مع جريان الشُريان فى أوردته .
شعرت سهيله أنها تسرعت بالرد ربما ظن أنها تغار عليه أو مازالت تكن له مشاعر،بدلت
قائله بآسف:
خسارة يا آصف،لما كنت قاضي عادل الخوف مكنش فى قلبك كُنت شجاع،لكن لما بقيت ظالم بقيت تمشى وراك وقدامك حراسة، إحساس إنك ظالم زرع فى قلبك الخوف.
إبتلع آصف تلك الغصه وهو يقترب منها بخطوات بطيئه يود البقاء معها وقتً أطول، لكن نظرة عينيها التى حاولت أن تتمسك ببرودتها وضعته بحِيرة هل مازالت سهيله تكن له مشاعر مطموسه، أم أن تلك النظرة النافرة حقيقيه، لكن هى بكل خطوة يقترب تشعر برجفة فى جسدها، وللغرابه ليست خوفً من إقترابه بداخل عقلها لن يستطيع إيذائها كما فعل بالماضي، فإن كانت جدتها ليست جوارها معهما بنفس الشقه والدته كذالك صفوانه، لكن أغمضت عيناها، ألم تكونا هاتان موجودتان بنفس المكان تلك الليله، وعاصفه من الظنون بدأت تطوف بعقلها، لكن أخرجها من تلك الظنون، شعورها بقبضة يد آصف على عضدها وجذبها عليه كانت بلحظة تقبع بين يديه ضمها قويًا وبلا إنتظار قبلها،
لكن هذه المرة ليست كليلة آمس، إستكانت الليلة دفعته عنها بقوه وإبتعدت عنه تلهث قائله بغضب:
إخرج برة أوضتي يا آصف وإبعد عني متفكرش إن أفعالك الهاديه، دى هتأثر عليا وأنسى إنك أسوء إنسان مر بحياتي، وجودى هنا مسألة وقت، زى إنفصالنا هو كمان مسألة وقت والمرة دى هتأكد قبل ما أمضى على ورقة طلاقنا.
تعصب آصف قائلًا بغضب:
إنفصالنا آمر مستحيل يحصل،مستحيل تتحرري من عشقي غير فى حالة موتى يا سهيله.
ترك آصف الغرفه وصفق خلفه باب الغرفه بقوة،
زفرت سهيله نفسها بغضب هى الأخري تذم نفسها قائله:
فوقي يا سهيله وكفايه بلاش يخدعك نعومة آصف.
بينما ذهب آصف الى غرفته الخاصه، يزفر نفسه يشعر كآن قلبه ينزف، كلما ظن أنه إقترب خطوه، تفاجئ بأنه فى أول الطريق، شعر بإنهاك عقله هو الآخر بعد معرفته أن ذاك الذى يتعقبه هو "والده" ، رغم أن لديه شك فى هذا.
«يتبع»
﷽
الثامن_والعشرون
عشق_مهدور💔
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل أيمن بالبلدة
كانت النظرات بين هويدا وعادل الحاده والشبه نافره، الإثنين كُل منهم يعتقد أن وجودهُ مع الآخر يُفسد عليه طموحه الذى يسعي للوصول إليه... ولابد من إتخاذ قرار حاسم بالإنفصال.
حاولت سحر تهدئة تلك النظرات قائله:
تعالي معايا يا هويدا نجهز العشا.
بضجر نهضت هويدا معها، بعد دقائق عادت سحر اليهم تنظر لـ أيمن نظره فهم معناها يشعر هو الآخر بتوجس من تلك النظرات المتبادله بين هويدا وعادل...
تبسم رحيم وهو يجلس على الارض خلف منضدة الطعام غير منتبه لنظرات هويدا وعادل لبعصهم، فقط تبسم لذاك الصغير الذى يلهو باللعب حولهم سحر على ظهره فتبسم لها، تحدث بمرح دون إنتباه لتلك القُنبله الموقوته:
الواد حسام ده خبيث
يعني مامته الحقيقيه قاعده قدامه، وهى اللى، زعقتلك، ورايح لـ ماما يقعد على رجلها عشان يتحامي فيها ويرجع يلعب تانى بعد شويه.
تهكم عادل قائلًا بقصد:
لاء عشان هو عارف مين الأحن وهطبطب عليه مش اللى ناسيه إنها مامته أساسًا.
نظرت هويدا له بغضب قائله:
قصدك أيه يا عادل، وإنت اللى حنانك عليه فايض.
تنفس أيمن يحاول الهدوء كذالك نظر لـ رحيم،نظرة أن يصمت ثم قال:
وحدوا الله خلونا نتعشى فى هدوء.
صمت الجميع وتناولوا الطعام دون شعور بأي حتى نهض أيمن قائلًا:
الجو برد تعالى يا حسام وسيب تيتا تعمل لينا سحلب يدفينا. شويه.
أخذ حسام من سخر وجلس فوق أريكه وجواره رحيم وعادل الذى ينظر لتعلُق طفله بجديه بغصه كذالك شفقه عليه، أنه لم يجد منه ولا من هويدا الحنان الذى يستحقه منهما،لكن ربما هذا لحُسن حظه أن ينشأ بعيدًا عنهما الإثنين وسط موده واضحه بين زوجين متفاهمين،أفضل منهما يجد منهم حنانً وإهتمامً بعيدًا عن ضغائن قلبيهم.
دلفت سحر تحمل صنيه على بعض الاكواب،وخلفها هويدا بوجه مُتجهم قليلًا،جلستن معهم،ظل صمت قليلًا الى أن تحدث رحيم دون إنتباه:
الضهر قبل ما أجي لهنا فوتت على سهيله،وإستقبلتني الحجه شُكران كمان آصف،رحبوا بيا،حتى الحجه شُكران رحبت بيا هى وآصف أكتر من سهيله والله.
تهكمت هويدا قائله:
طبعًا آصف لازم يرحب بيك ترحيب خاص عشان ينول الرضا،ناس ليها بخت وبتتنمرد عليه.
نظرت لها سحر بتحذير قائله:
فين البخت ده يا هويدا،ربنا بيوزع علينا نِعمهُ الكتير،بس فى المحظوظ اللى بيعرف قيمة النِعمه اللى فى إيديه وبيحافظ عليها .
تدخل رحيم بحُسن نيه قائلًا:
فعلًا آصف أعتقد أنه شخص كويس و...
-وأيه؟.
قاطعته هويدا بإستعجال وإستفسار:
غريبه حد فى البيت ده بيقول كلام كويس عن آصف
يكونش ماسك عليك ذِله.
توتر رحيم قائلًا:
ذِلة أيه يا هويدا،هو عشان قولت عليه أنه كويس يبقي منافق،أنا حاسس إنى مُرهق هروح أنام،تصبحوا على خير.
غادر رحيم الغرفه،بينما هويدا أجزمت أن هنالك سر يخص آصف مع رحيم،لكن لا يعنيها غير مصلحتها.
نظر لها أيمن قائلًا بعتاب:
ليه مقولتيش إنك مسافره القاهرة إمبارح.
نظرت هويدا بضجر لـ عادل قائله:
كنت حابه أعملها مفاجأة لـ عادل، بس واضح إنها معجبتوش.
زفر عادل نفسه بغضب قائلًا:
مش زيارتك هى اللى معجبتنيش يا هويدا، موضوع شغلك عند أسعد شعيب هو اللى مش مناسب ليكِ.
زفرت نفسها بقوه قائله بتسرُع:
أيه اللى مش مناسب ليا فيه،بالعكس دى فرصه كبيرة...زى فرصتك لما اشتغلت فى بنك استثماري،بتقبض أضعاف مرتبك،ده نفس الشئ،فرصه وجاتلى أقولها لاء أبقى غبيه،وأنا خلاص أخدت القرار،وهستلم الشغل بعد يومين.
نهض عادل مُتعصبًا يقول:
أنا قولتلك قراري لو.....
قاطعته هويدا بإحتداد هى الاخري قائله بلا مبالاة:
وأنا قولتلك محبش حد يحطني فى إختيار، بحسه تقليل شآن ليا و.....
حاول أيمن إمتصاص حِدة الحديث بينهم قائلًا:
إهدوا شويه، فى أيه، الموضوع للمناقشه، مش للخناق،إفتكروا إن فى طفل بينكم.
تنفست هويدا بقوه قائله بتحفيز:
وموافقتي عالشغل فى الوظيفه دى،عشان إبني،عاوزاه يعيش فى مستوي أفضل.
تهكم عادل قائلًا :
مستوي أفضل.... تعرفى أيه عنه أساسًا...
قاطعته هويدا بغضب وإستنفار تحاول الضعط عليه:
عاوزه سبل واحد لرفضك إنى أشتغل فى الوظيفه دى، ولا هى تحكمات فارغه وخلاص.
زادت عصبية عادل قائلًا
إنتِ ليه مُصرة أوي كده،أنا سبق وقولتلك إنى كلمت مدير البنك،وقالى فترة وهيدبر لك مكان فى البنك معايا.
تهكمت هويدا:
مكان أيه وبمرتب كام،ما أهو فرصه أفضل وبمرتب أفضل يبقى ليه أنتظر كلام فى الهوا مُجامله مش أكتر...ومفيش مشكله،ممكن أستلم الشغل ده لفترة وإن صدق مدير البنك بسيطه أبقى أقدم إستقالتي.
نظر لها عادل بإستهجان قائلًا:
بسيطه إزاي يا مدام،أكيد هيبقى فى عقد عمل بينك وبين أسعد شعيب،ولازمن هتتغصبي تكمليه للآخر،ممكن وقتها فرصة شغلك فى البنك تضيع،أنا بقول ترفضي من دلوقتي أفضل.
ردت هويدا بضيق:
لاء أنا أساسً مضيت على عقد عمل بسنه.
جحظت عين عادل بغضب قائلًا بإستنكار وتهديد مباشر:
يبقى بتهدمي حياتنا مع بعض،إنتِ واخده قرارك قبل ما تقوليلى،بتتصرفي على مزاجك،أنا قولت اللى عندي،قبولك للوظيفه دى قصاد إستمرار...
قاطعته هويدا بإستنفار وإختصار:
براحتك،خد القرار،بس أنا كمان مش هضيع فرصه زى دى قصاد تهديدك ليا.
لم يُذهل عادل،لكن ذُهل أيمن وسحر اللذان حاولا تهدئة الحديث،لكن لا فائدة،كلُ منهم وصل الى مآربه بإقصاء الآخر من حياتهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد منتصف الليل
بشقة آصف
بغرفة المكتب
بعد تلك المُشادة الحادة بينه وبين سهيله، لم يستطيع الخلود الى النوم، سيطر عليه الفِكر سهيله تسد كل الطُرق أمامه، كذالك تصد كل محاولاته التقُرب منها، كلما ظن ببوادر فرصه أضاعتها سهيله، ظل الفِكر يتلاعب بعقله يؤلم قلبه، ذهب الى غرفة المكتب علهُ يُشغل عقله قليلًا بالتفكير فى تلك القضايا يصرف ذهنهُ حتى لو قليلًا
عكف على دراسة بعض القضايا،دون أن يشعُر،سحبهُ الوقت الى ما بعد الثانيه صباحً.
بينما شُكران إستيقظت بعد أخذ قسط طويل من النوم،نهضت كعادتها ليلًا تقضي صلاة قيام الليل، ذهبت نحو المرحاض وتوضأت ذهبت نحو طاولة جوار الفراش نظرت عليها قائله:
فين السبحة بتاعتِ كانت هنا.
بحثت عن تلك المسبحة لم تجدها بالغرفه، تذكرت قائله:
يمكن نسيتها فى أوضة الجلوس.
ذهبت نحو تلك الغرفه فعلًا وجدت مسبحتها موضوعه على منضدة بالغرفه، جذبتها مُبتسمه وكادت تعود لغرفتها لكن لاحظت ضوء مُتسرب من غرفة مكتب آصف... ذهبت نحوها أكملت فتح باب الغرفه الموارب، تفاجئت بـ آصف الذى رفع وجهه ونظر نحو باب الغرفه تبسم لها حين قالت بإستخبار:
آصف أيه اللى مسهرك لدلوقتى إحنا قربنا عالفجر.
أزاح تلك النظارة الطبيه عن عينيه وقام بتدليك جبهته بإرهاق واضح قائلًا:
قضيه مهمه كنت بدرسها كويس.
غص قلب شُكران تعلم أن آصف لا يود أن يعترف بالحقيقة أنه ساهد بسبب آنين قلبهُ، إقتربت من المكتب وأزاحت ذاك الحاسوب الذى كان أمامه قليلًا، كذالك أغلقت ذاك الملف الورقى الذى أمامه تبسمت له قائله:
طب كفايه كده، ويلا قوم معايا ريح عقلك من التفكير فى القضايا، إفصل عقلك شويه.
تبسم لها قائلًا:
تمام يا ماما أنا أساسًا خلصت دراسة كل أبعاد القضيه، بس أيه اللى مصحيكِ دلوقتي.
تبسمت له قائله:
أنا بصحي فى الوقت ده دايمًا، بصلِ قيام الليل، وأدعيلك إنت وإخوا...
قطعت تلك الكلمه الاخيره تشعر بوخزات مؤلمة للغايه هى إفتقدت أحد أبنائها، رغم ذلك مازال لسانها يذكرهُ وقلبها يتضرع آلم الفقد، تخُصه بالدعاء بالغفران، مثلما تدعو لـ آصف وآيسر أن يحصُلا على كُل ما يجعلهم سعداء، أكملت قولها:
يلا بلاش تسهر كفايه كده، بعدين إنت وسهيله رجعتوا أمتي من الحفلة.
غص قلب آصف قائلًا:
رجعنا بدري، إنتِ عارفه إن مش بتستهويني الحفلات دى، يادوب فضلنا شويه ورجعنا.
تبسمت له قائله:
طب بلا قوم كفايه.
تبسم لها ونهض واقفً يقول:
حاضر يا ماما هقفل الابتوب واروح انام.
وضعت رأسها بين يديه، وأخفضت رأسه وقبلة صفحة وجهه بأمومه قائله:
تصبح على خير.
تبسم لها لكن هى قالت له بتحذير:
ريحة هدومك سجاير فاقعه
خف سويه منها ،عشان صحتك،واضح إنى مش لازم بس أمنعك إنك تدخن هنا فى الشقه قدامى بس، كمان حاول تقلع عنها.
تبسم لها دون رد،تبسمت له قائله:
خليك زى آيسر محافظ على صحته.
تبسم لها قائلًا:
إدعيلى وإنتِ بتصلِ،ربنا يتوب عليا منها.
تبسمت له وربتت على كتفه قائله:
هدعيلك براحة القلب وكما التوبه من السجاير.
إنحني يُقبل يدها،شعر بهدوء قليل فى قلبه قائلًا:
ربنا يخليكِ لينا يا ماما.
تبسمت له،وتركته لكن وقفت أمام باب الغرفه قائله بتحذير:
أوعي ترجع تاني تقرأ فى الملفات،روح أوضتك إرتاح.
أومأ لها مُبتسمً بطاعه.
بعد ثوانى خرح من المكتب وتوجه نحو غرفته لكن أثناء سيرهُ لفت نظرهُ باب غرفة سهيله الموارب قليلًا، بالكاد نظر الى داخل الغرفه لاحظ ضوء الغرفه الخافت، رجح عقله بالتأكيد سهيله نائمه لن تشعر لو دلف الى الغرفه وألقى عليها نظرة قبل أن يذهب الى غرفته، نظره يختزنها بقلبه الى الصباح... بهدوء أكمل فتح باب الغرفه ودلف مثل اللصوص الى الغرفه، إقترب من الفراش وقف يتآمل ملامحها وهى نائمه هادئه، بشوق تحكم فى قلبه إنحني وضع قُبله خاطفه على وجنتها ثم نهض سريعًا خشية أن تصحو وتفزع من وجوده بالغرفه، غادر مثلما دلف وجذب باب الغرفه أعادهُ مثلما كان موارب وقف جوار باب الغرفه يتنفس بإشتياق يتغلغل بكل ذرة فى كيانه، فاق من تلك الحاله خشية أن تراه والدته.. ذهب الى غرفته نظر الى زواياها رغم وسعها لكن شعر كآنها فضاء شاسع وهو فيه وحيد،يشعر آنه مثل الظمآن وهى مثل الخمر مُحرمه.
بينما سهيله فتحت عينيها لم تكُن غافيه، كانت مُستيقظه وشعرت بدخول حين سمعت صوت زمجرة الباب الشبه خافته، شعرت برجفه فى جسدها، كذالك إنعكاس جسد آصف وهو يقف جوار الفراش كان مثل مارد الحكايات القديمه، حتى تلك القُبله الذى وضعها على وجنتها، للحظه كادت تفتح عينيها، وتكشف أنها تشعر به وتعلم أنها ليست المره الأولى الذى يفعل ذلك، ويتسلل الى غرفتها خِلثه ظنًا منه أنها نائمه، حتى أثناء وجود جدتها معهم كانت تشعر به، تنفست، تشعر كآنها بصراع غير حميم بين عقلها وقلبها،قلبها الذى عاد يخفُق،أحيانًا يُعيدها الى تلك البريئه التى كانت تذهب الى البُحيرة،تشتاق الى نفسها بهذه الأيام كان قلبها صافي مثل مياة البُحيره، لكن عقلها يُحذرها من الإنحناء مره أخرة وتذوق تلك المياه
فـ ملوحتها طمست عذوبة قطرات الندي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالي
ألمانيا ظهرًا
أحد أقسام الشرطه
دلفت روميساء بصُحبة والدها، الذى لا يظهر عليه توتر عكس روميساء التى شعرت بتوتر مصحوب بفضول لمعرفة سبب ذاك الإستدعاء الذى وصل الى مسكنها وأخبرها بضرورة ذهابها معهم الى أحد مخافر الشُرطه من أجل إستجواب، لم تتذكر ما فعلته بـ آيسر، كان عقلها يُفكر مثل الحاسوب الذى يسترجع معلومه،لا تتذكر شئ،الى أن دخلت الى تلك الغرفه ورأت آيسر بجلس على مقعد مقابل ذاك الشرطي الجالس خلف مكتبه،لكن وقفت مذهوله وهى ترا آيسر رسم بعض الفزع حين رأها،وإنكمش قليلًا بتمثيل،لكن ذاك لم يفرق معها،الذهول كان بسبب ذاك الضماد الكبير الموضوع حول رأس آيسر يلفها بالكامل كآنها رأس أخري من القطن، كذالك ضمادين حول ساعديه الإثنين، ذاك الأحمق بالغ كثيرًا هى فقط ضربته بتلك المزهريه الصغيرة فوق رأسه لا تُسبب كل هذا الضرر الواضح عليه، كذالك تلك النظرة المُرتعبة الذى تعمد إظهارها أمام الشُرطي... شعرت بغيظ من إفتراؤه وشبه تيقنت أن ذاك الآفاق هو سبب ذاك الإستدعاء... بينما والدها نظر الى آيسر بشبه تفاجؤ وذهب نحوه سألًا:
آيسر شو حصلك؟.
إدعى آيسر الآلم وتمسكن قائلًا:
إسأل بنتك يا عم... كل ده عشان طلبت منها إننا نتجوز، كان سهل ترفض وأنا كنت هواسي قلبِ المُتيم بها،لكن هى إفترت عليا وضربتني قدام اللى كانوا فى المطعم،لو مش هما اللى إدخلوا كانت غزتني بالسكينه فى قلبي،مش مكفيها كسرها لقلبي.
حاول مدحت إخفاء بسمته،لكن فلتت منه بسمه طفيفه يعلم أن آيسر يُبالغ كثيرًا.
بينما نظرت له روميساء بسخريه وغيظ ودت فعلًا لو معها سكين كانت رشقتها بحلق هذا الاحمق الكاذب.
بينما وجه الشُرطي لها تهمة الإعتداء بالضرب على آيسر وأخبرها أن هنالك تقرير طبي من المشفى يُفيد تلقيه ضربه فوق الرأس كانت من الممكن أن تقتله، كذالك طعنتين بسكين فى يديه،كما أنه يوجد شريط مصور لذالك وأيضًا شاهد.
ذُهلت وهى تنظر الى آيسر بغضب قائله بالألمانيه:
ده كذب وإفتراء،أنا فعلًا ضربته على راسه بس دى مزهريه صغيرة ما بتسبب كل هديك هو عم يبالغ.
نظر آصف الى ذاك الشخص الواقف قائلًا بمرح:
إنزل بالترجمه يا أخ انا جايبك من السفاره المصريه عشان تترجم لى مش تقف تبتسم.
أخفي ذاك الشخص بسمته وترجم له نفي روميساء ذلك،لكن إعترفت انها بالفعل ضربته بالمزهريه.
تنهد براحه قائلا:
أهو كويس الإعتراف سيد الادله،إمسك فى الاعتراف ده وزود بقى براحتك.
نظرت له روميساء وتحدثت بالعربية:
شو بدك يا آيسر من هديك الإتهام.
رسم آيسر الآلم قائلًا:
سبق وطلبت منك نتجوز.
نظرت له بعيظ قائله:
بس أنا قولتلك إنك شخص...
قاطعها:
أنا شخص طيب وحنون،كمان طيار يعنى فيا كل المُميزات الزوج المثالى.
تهكمت عليه روميساء سأله:
وشو هى مُميزات الزوج المثالي بنظرك،تكون متل بايك المتزوج تلاته ولا أخوك اللى طلق مرتهُ؟.
تبسم بسماجه قائلًا:
لو تشوفى حال أخويا وهو بيعمل المستحيل عشان يرضي مراته،كفايه إنه طردني من الشقه بتاعته،عشان مسببش حرج لمراته.
تهكمت قائله:
طب وبايك زوج التلاته.
رد ببساطه:
أنا مختلف تمامً،سبق وقولتلك إنى طيار.
تسألت روميساء بزهق:
وشو فيها الطيار مشان يكون ميزه.
تبسم قائلًا:
طيار يعنى كل رحله فى بلد شكل وغايب طول الوقت ودي فرصه هبقى شخص مُتجدد مش على نمط واحد... ده غير الهدايا اللى هجيبهالك من كل بلد أروحها.
نظرت له بحُنق قائله:
كل هديك ما بيفرق معي،انا بدي زوج عاقل...وهديك مو عندك.
نظر لها ببساطه قائلًا:
براحتك أنا عديت عليكِ مميزاتِ،وإنت اللى مُصره على رفص النِعمه،إنت يا أخ قول للظابط اللى قاعد زى الاطرش فى الزفه ده،يكمل بقية القضيه التفاوض الودي فشل.
نظرت له روميساء بغضب قائله:
شو قصدك يا آيسر.
رد بسماجته:
قصدي بقى طالما مفيش جواز يبقى فى سجن،ده غير التشهير طبعًا فى الشركه اللى بتشتغلي فيها.
-سجن!.
هكذا ذُهلت روميساء قائله:
وزواجي من شخص كذاب وآفاق ومعنده أخلاق مش سجن؟.
تبسم آيسر:
سجن برضوا بس سجن لذيذ و...
كاد يكمل آيسر بوقاحه لكن نحنحة مدحت جعلته يصمت للحظات وتبسم قائلًا:
القرار ليك يا رومس
يا توافقي تتجوزيني ونكتب الكتاب دلوقتى،يا أما نكمل محضر التهجم على شخص برئ والتشهير ومش بعيد يرفدوكِ ويخافوا على زملائك فى الشركه منك،آه ده غير مفيش راجل هيقرب منك يخاف لا تقصفي عمره بدري.
تهكمت بحنق قائله:
وإنت ما خايف على عُمرك.
رد آيسر ببرود وعاكسها:
عُمري كله فداكِ يا جميلتي.
تنحنح مدحت قائلًا:
لاحظ يا آيسر إنى بايها وإنى معكم بالمخفر.
تبسم آيسر قائلًا:
آسف يا عمِ،بس جمال الرومس بتنسيني الدنيا،ها يا جميلتي العنيفه،نكمل المحضر ولا نكمل الجوازه،فى الحالتين أنا كسبان.
زفرت روميساء نفسها وهى تنظر الى ذاك الشرطي المُتخفز،ذاك الاحمق ضيق عليها الخناق،لكن لن يكسب تلاعبت ربما تكسب وقتً قائله:
أوكيه موافقة أتزوجك.
لكن آيسر كان أذكى منها وتبسم بظفر وتصميم قائلًا:
تمام بلا
هنروح السفاره المصريه دلوقتي نكتب الكتاب.
-شووووو!.
كان ذلك رد روميساء المذهوله والذى أكده آيسر:
هنكتب كتابنا دلوقتي فى السفاره المصريه بـ ألمانيا كل شئ حاهز على حضور العروسين يا جميلتي العنيفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم
صباحً
بشقة آصف
على طاولة الفطور، كان الصمت يسود بين ثلاثتهم الى أن نظر آصف نحو سهيله التى تتناول الطعام بصمت تبدوا كآنها شاردة ، شعر وخزات قويه فى قلبه، جذب كوب الماء إرتشف القليل ثم تعمد النظر لها وهو يقول:
أنا مسافر النهارده بعد الضهر أسيوط عندي قضيه هناك.
رفعت سهيله عينيها عن طبق الطعام ونظرت له،للحظه شعرت بالتوجس،شاركتها شُكران نفس الشعور وقالت:
أسيوط!.
وهتبات هناك؟.
نظر لها آصف ببساطه قائلًا:
أيوه، القضيه بكرة الصبح، وبعدين مالها أسيوط بتقوليها كآني رايح قاره تانيه.
نظرت له شُكران تشعر بتوجس قائله:
مش أسيوط اللى قبل كده كانوا....
توقف الحديث بحلق شُكران لا تود فرض السوء، ثم أكملت بأمومه:
هترجع إمتي بالسلامه.
نظر آصف لـ سهيله الصامته قائلًا:
مش عارف... مش عارف يمكن أبات كمان بكره هناك... هبقى أتصل أطمن عليكِ.
رغم ذاك القلق الذى إنتاب سهيله لكن ظلت صامته كآنه لا يعنيها الآمر، مما زاد غصوص قلب آصف، بينما تبسمت شُكران رغم توجُسها، قائله:
ترجع بالسلامه.
نهض آصف من خلف طاولة الطعام قائلًا:
أنا شبعت،هروح أوضتي أخد موبايلى ومفاتيح العربيه.
اومأت له شُكران ببسمه حنونه،كان يود بسمه من سهيله لكن إدعت الإنشغال بالعبث فى طبق طعامها.
نظرت لها شُكران بآسف،آصف يتحمل أكثر من طاقته فى التعامُل معها،يتمني منها فقط طرفة عين برضا،حقًا تُعطي لها عُذر لكن آصف إبنها وتود أن يحصل على السعادة التى على بُعد خطوة واحده ببسمه فقط من سهيله...زفرت نفسها تدعي أن يرق قلبها،من أجل سعادتها هى الأخرى،خبرة السنوات أعطتها جزءً من فهم من أمامها،سهيله مثل آصف تتعذب بين قرار أسهلهما صعب.
بعد دقائق خرج آصف من غرفته أثناء سيرهُ بالرُدهه كاد يصتطدم بـ سهيله التى توقفت،تبسم لها آصف الذى توقف هو الآخر،كادت تمُر سهيله من جوارهُ بصمت لكن تعمد آصف وضع يدهُ على جانب خصرها وقربها منه وقبل وجنتها هامسًا:
هتوحشيني يا سهيله.
إرتجفت سهيله وبرد فعل تلقائى إبتعدت عنه سريعًا،وقفت تزدرد ريقها ونظرت له تشعر بمشاعر مُختلطه بين صراع نفسي داخلها يخشى تقارب آصف،وشعور آخر أصبح يتقبل إقتراب آصف،لكن حسم هذا الصراع ونظرات الأعين بينهم، شُكران التى إقتربت منهم مُبتسمه تقول:
كويس إنك لسه هنا يا آصف، كنت ناسيه أقولك صفوانه خلاص كملت الخمسه ستين سنه، وراحت تدور عالمعاش بتاعها ومعرفتش تخلص الورق المطلوب منها، عاوزاك تبقى فى يوم فاضي تروح معاها كفر الشيخ تخلص ليها الإجراءات دى.
تبسم آصف قائلًا:
تمام يا ماما، خليها تشوف أى يوم وأنا هفضى نفسي، يلا مش عاوز أتأخر عالمحكمه، خلي بالك من نفسك ومن سهيله.
تبسمت له قائله:
ترجع بالسلامه.
غادر آصف تنظر شُكران تشعر بقلق، كذالك سهيله التى إستغربت توصيته لوالدته عليها، رغم أن كان لابد أن يقول العكس، وضعت شُكران يدها على كتف سهيله وتبسمت لها، تبسمت سهيله هى الأخري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام البنك الذى يعمل به عادل
كادت هويدا أن تترجل من سيارة الأجرة، لكن ظلت جالسه بالسيارة حين رأت عادل يسير مع إحدي النساء كانت غير واضحة الملامح بسبب تلك النظارة التى تضعها حول عينيها لكن من زيها الآنيق تيقنت إنها سيده ذات شآن والا لما رافقها الى خارج البنك، لكن لما يفعل ذلك،
فـ هو غير مُلزم برفقتها الى خارج البنك..ظلت تتطلع لهما الى أن خلعت نظارتها وظهرت رؤيتها لمن تلك المرأة وكذالك فتحه لها باب سيارتها الخاصه وتوديعه لها بحفاوة،تفوهت بتعجُب:
شهيرة،مرات أسعد شُعيب.
ـــــــــــــــــ
ليلًا
بشقة آصف
رغم شعورها بالإرهاق منذ أن عادت من المشفى، لكن لا تعلم سببً لسُهدها خاولت النوم لكن لا فائدة، كذالك هنالك شعور آخر شعرت به الليله عاشت ذاك الشعور سابقًا حين كانت بالسجن، شعور بالخوف فى قلبها، لماذا هذا الشعور تشعر به مع زيادة خفقان فى قلبها، رغم أنها ليست أول ليله لها بهذه الشقه كما أن الشقه بمنطقه آمنه وبها حراسات خاصه، لكن تشعر بخوف، أخبرها عقلها ربما لآن هن ثلاث نساء فى المنزل وحدهن...
ماذا!
هل وجود آصف جوارها يُعطيها أمانً، بالتأكيد لا، هذا فقط شعور عابر أو ربما من الذكريات المؤلمة...
لكن عادت تعترف:
إعترفِ يا سهيله إنتِ حاسه بخوف عشان غياب آصف ولا خايفه عليه
أسيوط هى البلد اللى سبق قبل كده وإتصاب فيها.
زفرت نفسها بدُعاء قائله:
يارب، أنا نفسى أرتاح، حاسه إنى زي اللى تايه وبيجري فى أرض محاوطها شوك من كل إتجاه مش عارف يخرج منها يوصل لأول الطريق.
حِيرة، أم خوف ما يغزوا قلبها
حِيرة... من مشاعرها التى ظنت أنها دفنتها
خوف... من آصف أم خوف عليه
عودة إقتراب آصف منها وضعتها فى صراع غير محسوم.... أي إختيار فيهم صعبً.
بـ أحد فنادق أسيوط
فتح آصف هاتفه، نظر لتلك الصوره تنهد بإشتياق، لكن سرعان ما غص قلبه، هو على يقين أن سهيله بالتأكيد نائمه لا تُفكر فيه،زفر نفسه وهو ينهض من فوق الفراش جذب السيجار وأشعله،ثم جلس على إحد مقاعد الغرفه نفث الدخان مثل سحابه رماديه أمام عيناه تغشي من الرؤيه،زفر نفس آخر إزدادت تلك السحابه،وعقله يُفكر فيما وصل له حاله
من ذاك المُتعقب وماذا يريد منه،سهيله نفسها سألته من من أنت خائف،لا يعرف الإجابه
هو ليس خائفً على نفسه هى فقط،حتى ذاك المُتعقب الذى أوقع به حين ضغط عليه أخبره أنه أخذ الأمر من"أسعد شعيب"
بالتأكيد هو كاذب،كان سهلًا عليه مواجهة والده لكن على يقين أن هنالك شخص آخر لديه هدف،فى أثناء إنشغال عقله صدح رنين هاتفه...نهض واقفًا وجذبه من طاوله جوار الفراش قام بسماع الآخر يُخبرهُ:
آسف إنى ازعجتك
يا باشا فى الوقت ده،بس حضرتك قولتلي أتصل عليك فى أى وقت،باشا أنا جبت لحضرتك تسجيلات كاميرا المستشفى فى اليومين اللى طلبتهم،بس ده غلبني أوي على ما عرفت اوصل لهم وأطلعهم من أرشيف تسجيلات كاميرات المستشفى،بصعوبه وصلت لهم،لأنهم كانوا محفوظين بسبب قضية المرحوم سامر بيه.
شعر آصف بغصه،لكن قال بهدوء:
تمام كويس أنا راجع بكره المسا القاهره إستنانى فى محطة القطر أخد منك الشرايط دى.
أغلق آصف الهاتف،وتمدد فوق الفراش عقد يده حول رأسه يُفكر،هل سيصل الى قاتل أخيه ويُبرأ سهيله كما كانت تستحق من البدايه،كذالك سيأخذ قصاص أخيه من قاتله... لديه يقين سر قاتل سامر يكمُن فى تلك الشرائط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سكنيه بمنطقه بعيده
نهض يُدثر جسدهُ العاري،يشعر بالرُعب والهلع
وهو يرا ذاك الذى يقف جوار الفراش ينظُر له بتحفُز وتسليه،ثم نظر الى الشخص الآخر المُمدد لجواره عاري هو الآخر،نظرة تقزُز وإشمىزاز،ذُهل وهو يرا الفراش داميًا بسبب دماء رفيقه،نظر اليه بهلع قائلًا:
آصف باشا...
قاطعه صفعه قويه على وجهه قائلًا:
كنت مفكر إنى مش هعرف أوصلك،مفكرني غبي وصدقت كدب الحمار الغبي اللى كنت باعته يراقبني، أنا سيبتك تبلع الطُعم...بس خلاص جه وقت الحساب أنا مش هسيبك تموت بالساهل هخليك تتمني الموت فى كل لحظه وإنت بتشوف النار بتاكل جسمه زى الفتله ما بتتحرق فى قلب الشمعه.
بالفعل جذب آصف تلك الزُحاجه التى كانت فوق المنضدة، نظر لها بنفور قائلًا:
لاء ماركه نضيفه ومُعتقه كويس ونسبة الكحول فيها مظبوطه، واضح إن القذر اللى معاك دماغه خفيفه يمكن لسه مبتدأ وسلم بسرعه، يلا الباقى من حظك إنت.
قال هذا وسكب محتوي تلك الزجاجه فوق رأسه، ثم ألقى الزجاجه جواره على الفراش ثم أخرج من جيبه قداحته وقام بإشعالها ولم ينتظر ألقاها فورًا عليه ليشتعل الدثار،ألقي عنه الدثار لكن النار كانت إستعرت بجسده وآصف ينظر له بتسليه
نهض من النوم بفزع،يتلفت حوله كآنه فعلًا كان بين تلك النيران يشعر بحرارتها فى جسده
نظر الى جواره كان الفراش خاويًا...بدأت حرارة جسدة تهدأ،لكن عقله لن يهدأ،قبل أن ينتهي آصف...جذب هاتفه وقام بإتصال وإنتظر الرد قائلًا بشرر وآمر:
آصف ميرجعش حي من أسيوط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهيرة اليوم التالى.
بشقة آصف
تبسمت سهيله وهى تستقبل رحيم الذى دلف الى الشقه قائلًا:
مفيش حد معاكِ فى الشقه ولا أيه
فين الحجه شُكران وخالتي صفوانه؟.
ردت ببسمه:
راحوا المطار بستقبلوا خطيبة آيسر،او بالاصح مراته هى وباباها جاين عشان هيعملوا فرحهم هنا فى مصر،بس كويس إننا لوحدنا عشان كان عندي سؤال لك،ومكنش فى فرصه نبقى على إنفراد لوحدنا عشان أعرف إجابته منك.
تبسم رحيم بفضول سألًا:
وأيه السؤال ده اللى محتاج إننا نبقى على إنفراد!.
نظرت لملامح وجه رحيم وهى تسأله:
أيه اللى مخبيه عليا وآصف يعرفه،مفكرني مش ملاحظه إنتِ الوحيد غير هويدا اللى دافعت عن آصف،غير كمان كذا مره لفت نظرى إنك بتتحاشي النظر لـ آصف
كآنك مكسوف منه...قولى السبب يا رحيم مش عاوزه إتصدم فيك إنت كمان.