رواية عقاب ابن الباديه الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22 بقلم ريناد يوسف


رواية عقاب ابن الباديه
الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22
بقلم ريناد يوسف


ذهب قصير إلى المشفى بالأوراق التى إنتهت، والخاصة بسفر الشيخ منصور  هو ومحمود، وأيضاً ليخبره بأمر صفقة الاسلحة.. واصطحب آدم معه، بعد ان عاد برابح متأخراً ليلة أمس ورفض قصير عودته للمشفى بهذا الوقت من الليل، فذهب آدم للإطمئنان علي والديه، وجلس قصير مع عمه يخبره بكل شيء، وبكل ماحدث منذ غيابه للحين.. وبعد أن تحدثوا في كل هذه الأمور نظر اليه الشيخ منصور وقال له:
- اي صحيح نسيت انخبرك.. رابح حكاني بالأمس ورهن مني معزوزه وانا عطيتا. 
قصير هب واقفاً ورد عليه بصدمة:
- كيف ياعمي ترهن معزوزة لرابح وانا رهنتها لمحراب بالأمس.. 
صحيح الاتنين سوا في كل شي الا اني وابو محراب اشغالنا مع بعض من وقت كنا صغار وبكل صراحه انريد قربه بالنسب
ورابح الله يرزقه بنات القبيله واجدات وفيهن اللي خير من معزوزة
منصور:
-اتعدى على كلمتي ياقصير! عمرك مادرتها وللا خلاص كبرت على عمك؟ 
قصير:
-العفو منك ياعمي بس والله عطيت كلمه
منصور :
وانا عطيت كلمه وكلمتي فوق كلمتك، وفي شي اخر، رابح مو مفرط في بنتك ويريدها من زمان وانا واعيه، ومحراب الكلب يعرف هكي زين.
موال بنتك هيطيح الخوت في بعضهم وما صارت عندنا اتنين ايتحاربو على بنت. 
قصير:
-ماراح يصير شي ياشيخ انقولو محراب سبق بالرهن ورابح مقدور عليه. 
- وتطيح كلمتي عالارض وتدوس عليها، من امتا منصور يعطي كلمه ويرد فيها؟ 
قصير:
- ياعمي بس افهم علي. 
منصور:
-قفل  على  هالحكي توا، وبس انعاود من السفر نلقولها الف حل باذن الله. 
صمت قصير فهو الآن في مأزق كبير، بين اشغاله ومصالحه، وبين غضب عمه ومشيخة القبيلة، الأمرين لا يقلا أهمية عن بعضهم، واخذ يفكر كيف يمسك العصى من المنتصف ولا يخسر جبهة من الجبهتين، فوجد انه امر مستحيل، وأن الخسارة اصبحت من المسلمات. 
خرجت عليهم الشيخه عوالي واخبرت قصير بإنها ستعود معه للبادية، لأن آدم سيبقى مع أمه، وهو من اصر على مغادرتها، ونظرت لسالم واخبرته ان آدم يريده، وهناك اخبره آدم بأن يعود مع عمه قصير وجدته عوالي للبادية كي يستحم ويبدل ثيابه ويستريح قليلاً ويعود لاحقاً مع رابح.. وكل هذه اعذار واهية يعطيها آدم لسالم حتي يعود للقبيلة، فهو يعلم أنه يشتاق لتلك الماكرة الصغيرة التي سأله عنها قبل اي شيئ فور أن رآه، 
ولزيادة في الاسباب المقنعة للمغادرة اعطاه آدم مفتاح غرفته وطلب منه أشياء يحضرها له معه، فأخذ سالم المفتاح وخرج من الغرفة وتركه مع أمه التي كانت تحتضن ذراعه وهي مغمضة العينين وكأنه طوق نجاتها من كل الألم الذي تشعر به. 

عايده:
-كلمني عن نفسك ياآدم، اتكلم يابني عايزه اسمعك، نفسي افضل اسمع صوتك كده على طول ميغيبش عني، عوضلي كل السنين اللي مسمعتش صوتك فيهم، اضحك وسمعني ضحكتك، أصل صوتك وضحكتك اتغيروا وانا عايزه احفظ النبره الجديده.. خليك قدام عنيا ياآدم متغيبش.
آدم تبسم وهو ينظر الى عينيها تارة وإلي باقي ملامحها تارة أخرى، يتجول في وجهها وكأنه يتجول فى وديان الجنة، ويشعر بالراحة وهي تنبعث من بين شفتيها مغلفة حروفها، فهمس لها:
- ويش تريديني اقول ياجنة قلبي، ويش تريديني احكي.
- اتكلم في أي حاجه، اتكلم وخلاص، قول بتحب ايه بتكره ايه، فاكر ايه من ذكرياتك معانا، ايه اللي بتتمناه ونفسك يتحقق، قولي كل حاجه عنك عايزاك كتاب مفتوح قدامي انا أمك متخبيش عني حاجه.
آدم:
- انا كل شي عني واللي احبا واكرها راح تعرفيه مع الوقت شوي شوي، بس تو انا ودي انت تحكي وتقوليلي كل شي حصل معاك انتي وابوي من عمي، احكيلي الصدق هو اللي موت اخوي وحرمني يكونلي اخو ، قوليلي ليش يسوي هكي ويش غايته، َمعقوله يكون يسوي كل عالشي بسبب لقروش؟ ولا العداوه ليها غير سبب؟

ابتلعت عايده غصة تكونت في حلقها، في الآن بصدد نبش الماضي كله والعودة الى احلك اللحظات واكثرها ألماً حتى تخبر بها إبنها، ولكن لابد من ذلك، فهذا حقه، ومعرفة الحقائق أمانة يجب إن ترد لأصحابها.. وبدأت في سرد كل ماحدث من البداية، من بداية كل شيء، من حيث كان يعمل محمود في شركة ابيها ومن حسن اخلاقه زوجها ابيها له لأنه وجد به الأمان لها من بعده، ومن بعد موته وموت ابو محمود كيف بدا اخيه يحيي في التودد لهم هو وزوجته فريال حتى يسكنوا القصر معهم، ومن بعدهم مديحه التي تطلقت طمعاً في الرفاهية التي ستعيشها بفضل محمود، ومع مرور السنين تحول التملق لكره وغيرةوحقد وتحول التودد لضغائن وخطط تُنسج فى الغيب، وتحولوا من لاجئين لاصحاب مكان، واصبح كل شيئ حق مكتسب لهم، حتى انهم نسوا وتناسوا من هي صاحبة الاملاك ومن هم الدخلاء، وقاموا بتززيف الحقائق وإختراع الاكاذيب وتصديقها.
الى أن وصلت لمروان ومقتله، فغصت واختنقت بعبراتها وتعالت انفاسها، فإحتضنها آدم بعد أن أظلمت ملامحه بالكامل وهو يستمع لسنوات من القهر عاشتها أمه بسبب عمه وعمته، والمحزن أن أباه لايقل عنهم ظلماً لها ولنفسه، فالراضي بالظلم والساكت عنه شريك.

❈-❈-❈
عاد الجميع للبادية وتركوا آدم والشيخ منصور بالمشفى. 
وفي الطريق كان قصير شارد الذهن لدرجة أنه كاد أن يتصادم مع السيارات مرتين، فقال له سالم:
- ياعم وقف السياره واعطيني انا انسوق بدالك انت عقلك شارد. 
توقف قصير واعطى مسؤلية القيادة لسالم، فسألته الشيخه عوالي عن سبب شروده وضيقته فأخبرها بالمعضلة التي وضع فيها بسبب معزوزه واخذ يسب ويلعن فيها وفي كل بناته، فإنتظر سالم حتي انهى قصير سبابه، وقال له:
- ياعم ودي اخبرك بشي بما انك هيك هيك معصب، حتى انا رهنت رجوه بالامس من جدي الشيخ منصور وهو عطاني. 
فأجابه قصير علي الفور:
- لا انت تاخذ رجوه وفوقها مني حوشة ماعز مهر لك ولو تريد حلي انجيبلك هههههه، رجوه اذا جاها كلب بعطيه. 
سالم:
-الله يعزك ياعمي. 
قصير:
- ماتواخذني ياسالم مو بقصدي، انا قصدي خدها وانقلع انت وياها ولجهنم تروحوا ما حدا سائل فيكم. 
سالم:
- والله ياعمي ياريتنا ضلينا عالكلب ومابررت. 
صمتت عوالي ونظر اليها قصير مترقباً لرأيها، فأبت ان تصارحه بميلها لرابح وبأنها معه قلباً وقالباً، خوفاً من إن يفكر قصير بأن الكل قد اتحدوا ضده، ولا احد يهمه مصلحته مع ابو محراب، فقالت له بحنكة عجوز:
- والله ياقصير صعيبه واااجد.. من يم اشغالك ومن يم عمك ومشيختك.. القرار صعيب وبالحالتين انت خسران. 
قصير:
- ياعمتي انحب على يدك ودي حل انتي مايصعب عليك شي وعندك حلول لكل شي ديريلي حل يطلعني من ورطتي. 
عوالي:
- اتركني اندورها براسي ولو لقيتلها مخرج راح انقوله لك، ما ودنا تخسر شي ياقصير. 
- ايدي وايدك ياعمتي. انا مابيدي حيله 
وصمت الجميع بعد ذلك ولم يقطع الصمت الا سالم وهو يقف بالسيارة ويترجل ليشتري كيساً ضخماً من كل ماتحبه رجوة، فصرخ عليه قصير فور رؤيته:
- ويش كل هاد ماآدم جابلها بالامس كيس اكبر منها، كافي تجيبولها وتحطون بكرشها فجعتوها، والله لو بعرفك نازل تجيب لرجوه ماخليتك. 
سالم:
- عمي العذر منك انت مادخلك بيني وبين خطيبتي ويش ماسويتلها ولا سوتلي، ويش ماجبتلها لا تعترض ، خلاص رجوه ماعادت تخصك.
قصير:
- ايوااااا ياعيني تميت اتبجح في ياكلب ياصرماية رجوة، غدوة تطلعلك الشمس من الغرب واتقول عمي قالها
سالم:
- ماحكينا شي غلط ياعمي لا تعصب. 
عوالي:
- اترك امر رجوه لسالم وماتيجي تو تسوي حالك عليها أب وان من يوم يومك راميها علي سالم، هو معودها عالدلال ماتتدخل. 
- ماراح اتدخل خلي يفسدها بدلاله ماحدا راح يقول واااك غيرا. 

وصلوا البادية.. وهناك استقبلت رجوه سالم بالصياح واغاني الأفراح، واخبرها بأنه احضر لها كل ماتشتهييه نفسها، ولكنه تركه لها بالسيارة كي تأخذهم خلسة في غفلة الاولاد حتي لا يتقاسموه معها، فاحتضنته بحركة لا إرادية فاحمرت وجنتاه خجلاً لاول مرة من إقترابها منه، بالرغم من انها ليست المرة الأولى، فابعدها عنه سريعاً وقال لها ناهياً:
- رجوه خلص عيب مايصير نتحاضن احنا صرنا كبار، وعيب الراجل والبنت يتحاضنون. 
ضحكت رجوه وهي تشير اليه بإصبعها الصغير وترد عليه:
- انت صرت رجال يعني، هيك فهموك بالمشفى؟ لكن خبرني وين شنبك، مو الرجال شنابهم تكون واخده نص وجههم..ولحيتهم واصله لتحت ذقنك انت وين شنبك، ووين لحيتك والله شنب اختي معزوزه اكبر منه.. انهت كلماتها وضحكت ضحك متواصل جعلت سالم يضحك. هو الآخر،
فهو منذ تعلمت الضحك للآن لم يسمع ضحكتها الا وضحك معها، ثم امسكها من أذنها وهو يتقدم بها ويخبرها بإن تقصر هذا اللسان قليلاً، وإلا سيقتلعه لها يوماً ما. ولأنها تعلم انه يمزح معها، 
وأن الأذي قد يأتيها من كل العالم إلا هو، إستمرت في الإستهزاء بشاربه والضحك عليه، وتظن بهذا انها تجاكره، ولا تعلم ان مجاكرتها له أحب إليه من كل شيئ. 

وصل قصير وذهب إلى خيمة مكاسب علي الفور وأخبرها بما حدث، لعله يجد عندها حلاً، فهو هائم الآن يطرق كل الأبواب، فوقعت معه في نفس الحيرة، ولم تزيده إلا تشتتاً وهي تضرب على فخذيها وتتفوه. بعبارات قلة الحيلة، فترك لها الخيمة وخرج في الهواء الطلق، فقد عجزت معه حلول الأرض فنظر للسماء يرجوا من الله حلاً. 
أما مكاسب فإخبرت معزوزه التى لم. تكن تعلم بأمر محراب إو بأمر طلبه لها، فتصدع قلبها من الخوف، وغادرت الخيمة علي الفور تبحث عن رابح لتعرف منه إلى ماذا ستئول الأمور الآن.. ولم تجده، فذهبت لخيمة عوالى على الفور طالبة منها العون والنجدة، فهى تعرف بقصتها مع رابح من البداية، وتعرف ماتكنه القلوب لبعضها. 
معزوزه:
- عمتي.. ياعمتي
عوالي:- تعالي يامعزوزه اقربي.
دلفت معزوزه من الخيمه ونظرت لعوالي وقبل أن تتفوه بحرف تحدثت عوالي معها:
- اعرف ان رابح ومحراب رهنوكي بنفس الوقت، لسا ماتقرر شي، عاودي لخيمتك ومايصير الا كل خير لا تخافي 
- اكيد ياعمتي، يعني ماراح تزوجوني الا لرابح؟ 
- قولي يارب ياعمتي والله كريم. 
غادرت معزوزه وهي تشعر بالقليل من الإطمئنان، وظنت أن الأمر أبسط مما تصورت،وان قلبها هول الأمور. 

مايزه:
- ويش راح تسوين ياشيخه، رابح من سنين كلمك بأمر رهن معزوزه وانتي اللي عطلتي عليه الأمر صار بوجهك. 
عوالي:
-- اي وهادا اللي مخلي النار شاعله فيا يامايزه، ان رابح حط محبته لمعزوزه امانه برقبتي وانا شكلي ضيعت امانته، وتاخرت وااجد. لكني ماراح انكل ولا انمل ،ومانكون عوالي بنت الشيخ هلال ان ماحسمتها لصالح رابح،محال نتسبب في خسارته لمعزوزة   بهالبساطه. 
انهت حديثها ثم نظرت لمايزه وامرتها بحزم:
- مايزه دذيلي علي رابح ياخدني للشيخ هالحين. 
مايزه:
- تو رديتي ياشيخه وماريحتي من تعب الطريق! 
- ما في راحه الا ترتاح القلوب العلقه برقبتي يامايزه. 
ثم امرت رابح الذى اتى لها علي الفور بأخذها للمشفى، وهو فور ان عرف بأن الموضوع يخصه هو ومعزوزه، وبعد ان اخبرته بموقف قصير منه، اخذها على الفور وهو يشعر بأن قلبه ينتفض خوفاً. 
وصلا المشفى في وقت قياسي، فطلبت عوالي من رابح ان ينتظرها بالسيارة ولا يدخل معها حتى لا يسمع مايؤذي قلبه، فأنصاع لأمرها وبقي في السيارة، ودخلت هي لمنصور الذي اعتدل بخوف وهو يراها آتية نحوه وهي قد غادرت تواً! 

منصور: ويش فيه ياعوالي طيحتي قلبي؟ 
-- سلامة قلبك ياشيخ لا تخاف.. انا جيت نحكي معاك بموضوع مهم. 
- ماكان فيك تاجليه  يا خيتي وتوفري اتعبك؟ 
- لا مايحتمل التأجيل.
كانت قد وصلت عنده وجلست بجواره وقالت:

- قولي ايش اتريد اتسوي مع رابح ومحراب؟ 
- هاد هو الموضوع اللي مايتأجل ياعوالي؟ 
- اي هو يامنصور بس جاوبني. 
-والله الزوز مايتعيبوا غير ان رابح سبق محراب وطلبها مني.
حتى انا رابح كلمني عليها ياشيخ وهو احق بالبنت من محراب،والموضو تما في وجهي، ونكون خيبت ثقة الوليد فيا.وهادا انا عمري ما نرضاه، لكن قصير حشكل الدنيا في بعضها .
منصور :
-شوري علي ويش الحل مانريدها حرب ودم وعداوة ماتنتهي. 
عوال:
انا انقولك ايش حلها،البنت اتريد رابح وبوها  يريد محراب
ورابح احق بيها، لكن لو عطيناها لرابح الخوت هيتقاتلو ويبقى السبب بنت ويافضيحتنا بين القبايل. 
- اي وهاد اللي انقول فيه.

-فالحل يصير حال معزوزة وقف، لين واحد فيهم يمل ويرتكها لخوه سوا طال الوقت ولا قصر وانا عارفه من يصبر ومن مايقدر عالصبر، وربك يقدم اللي فيه الخير
هز منصور راسه ايجاباً وإعجاباً بحل عوالي، فهو الحل الأمثل من وجهة نظره، وطلب منها ان تغلق الحديث في هذا الأمر وتطلب من الجيع إغلاقه لحين عودته من ايران، فوافقته عوالي ونهضت كي تعود للقبيلة وهي مطمئنة القلب

قصير :اسمعي يام هلال الشيخ هيدذ لبنتك معزوزة يشورها ويخيرها ما بين محراب ورابح
اريدها توافق على محراب من صالحي وصالحها اتكون زوجه محراب 
مكاسب :ابشر يابو هلال مايصير الا اللي انت تريده هي ماتقدر تخالفلك قول.
وبعد ان اخبرت مكاسب ابنتها مايريده ابيها ذهبت معزوزة مسرعه للشيخة عوالي
انجديني ياجدتي 
عوالي ايش فيك حد من هلك صارله شي وللا انت صرلك شي
هيصيرلي ياجدتي لو تم مراد بوي
انطقي يابنت مكاسب ايش بيه بوك
بوي يريد يزوجني محراب وقال لمي لو الشيخ منصور خيرني ماينه وبين رابح انوافق على محراب ،وانا ما اطيقه والله ياشيخة ،وقلبي يريد رابح وما يتقبل غيره
عوالي: هدي شوي واسمعيني زين بعد يعاود جدك منصور قوليله لا تريدي محراب ولا رابح وانك مازال تربي في خياتك اللي امك رمت طوبتهن،وخلي الباقي عليا انا نعرف كيف انمشي هالموال لصالحك بس اوعديني تصبري وما تفتحي فمك مع حدا لتقيدي النار بين ضنا العم ووقتها يقطعو راسك الموضوع مو بالهين يابنيتي وتو هيا ارجعي لخيمتكم وكوني هانيه وشيعيلي امك.
يتبع... 
.عقاب ابن الباديه الفصل الثاني والعشرون. 

مكاسب :خير ياعمتي دذيتيلي 
عوالي :انتي اللي بيدك اتقولي خير وللا شر يابنت خوي،انتي عارفه زين ليش دذيتلك وعارفه ايش اللي انا اريده منك لكن دايرة عليا الحولة
مكاسب:بتعجب انا دايرة عليك الحوله ياعمتي لا عشت ولا كنت
وان كان تقصدي موال معزوزة الرأي فيه لعمي منصور وبوها انا مالي شور
عوالي :بعرف مالك شور الا بهلال وطاعة قصير العميه سوا في حق ولا ظلم ،بس صدقيني مو من صالحك طاعته في زواج معزوزة من محراب .صالحك في زواجها من رابح ،رابح وحيد بوه وامه وعمرة ماهيبعد عنهم ،لكن محراب ماشاء الله خوته واجدين وهو كبيرهم معناه بعد يتزوج هياخد زوجته ويسافر ليبيا يراعي مصالح واشغال بوه ونسيبه قصير وهادا يحتم سفر ابنك معاه، تمت شراكه ونسب ووليدك وحيدك يلحق عما قياتي ويتزوج حرمه ليبيه وخلاص ينسي القبيله والصحرا وينساك حتى انتي
لكن بزواجها من رابح هيقعد خو لوليدك وزوج اخته وما راح يفارقك ويقعد قبال عيونك
مكاسب :ياحرقه قلبي واااك علي والله ننكلب لو هادا صار دبريني ياعمتي وانا طوعك بس وليدي مايفارقني 
عوالي معناها توقفي مع بنيتك وتراعي هي ايش اتريد وما تخافي من قصير هو ماراح يديرلك شي انتي ام اوليده الوحيد ولابد تكون لك كلمة،وبالاخير قصير ماله كلمة مع كلمة الشيخ منصور،غير بس الشيخ منصور مايريد يصغره
تم يام عقل خارب
مكاسب :تم ياعمتي

يامايزه دذي جيبيلي رابح ومعزوزه بس قولي لرابح ايتخفى وما يخلي حد يوعى له وهو جاي وخاصة محراب.
ذهبت مايزه وعادت بمعزوزه وبعد قليل تبعها رابح، فاجلستهم عوالي امامها ونظرت اليهم وسالتهم: ايد اعرف
- قد ايش كل واحد فيكم رايد التاني وشاريه؟
رابح:
- قد السما والوطا وما بينهم من رمل ومي وحصا ، وقد كل قلب ينبض ما بين الحشا، اناعاشق بت عمي وشاريهاياعمتي.
تبسمت عوالي ثم نظرت لمعزوزه منتطرة منها الجواب فنظرت معزوزه لرابح واردفت:
-بقدر كل نبضه نبضتها القلوب اللي خلقت على الارض من أول بونا آدم وامنا حوا لليوم ياعمتي.
تبسم رابح وهو ينظر لها وهمس:
- ويلومون العاشق اذا عشقه ذهب عقله، والله ان العقل بكلمه من الحبيب يغيب وبكلمه يرد.ويطيب
عوالي:
- مادامكم متنيلين ومرمركم العشق اسمعوني.. كم من الوقت تقدر تنتظر معزوزه يارابح؟
- العمر وعمر بعد العمر ياعمتي.
وانت يامعزوزه:
- لنهاية الأجل انتظر ابن عمي.
عوالي:
- زين اسمعوني،، الشيخ منصور هيدذ عليكي يامعزوزه قدام بوكي ويخيرك بين الاتنين، فتحدثت معزوزه سريعاً:
- بختار رابح من غير كلام.
عوالي:
-صكري فمك يابهيمة واسمعيني، انتي لا هتختاري رابح ولا محراب، انتي هتقولي انك متريديش تتجوزي من اصله، هتقولي انك مش هتتجوزي الا لما رجوه تكبر وتصير تعتمد علي روحها بكل شي، لان امها رمتها وانتي اللي شايله همها، انا اتفقت مع الشيخ منصور مايغصبك ولا يخلي بوك يغصبك، ووقتها يتعلق الامر في انتظار كلمه منك، ومحراب الا مايجي يوم ويمل، بس انا ودي منك اذا حاول يحكي معاكِ لا تصدية ولا تعشميه عدينه عابر سبيل الرد على قد السؤال، فهمتيني 
معزوزة:اي فهمت يعني تصير معاملتي معه عادي كيفه كيف اي حدا من اولاد عمومتي.
رابح:
- اذا حكى معاها ولا لفلف حولها بكسر راسه.ونقلع عيونه
عوالي:
-هيعند يافالح ويتمسك بيها اكتر، انت تبعد عنها لاتخليه يحس انك مراقبها وحارسها حتي لا يعند معك، واذا شفته يحاكيها فوت من جنبهم ولا كانك ريتهم.
رابح بعصبيه:
- ويش تقولي ياعمتي
عوالي:
- اقعد ولا تتجحشن علي.. انا انقولك اللي فيه صالحك، سمعت كسبت عاندت تخسر.
معزوزه:
- اسمع كلام عمتك يارابح وماتخاف انا ماراح انعاطيه الفرصه. 

صمت رابح وهو ينظر لمعزوزه ويفكر في انه من الان سيتعامل معها على انها غريبة عنه، لا ينظر لها كما يحلوا له ولا يحادثها وقتما شاء، وكم كره الإمر من مجرد التخيل، فنهض وغادر الخيمة وهو يضرب الارض باقدامه، وكأنه يريد أن يجعلها تنشق وتبلع محراب وتريحه منه للابد

طرقات على الباب واذن يحيي للطارق بالدخول، فإذ به مدير الحسابات يحمل جميع الدفاتر التي طلبها منه يحيي ويدخل بها، فجلس امام يحيي وسأله وهو يضع الملفات على المكتب :
وادي الحسابات بتاعة ال٣ سنين اللي فاتوا، مقولتليش يايحيي بيه عايزهَا فأيه؟.
يحي:
- الحسابات دي والميزانيات والكشوفات فيه منها نسخ تانيه؟
فأجابه الموظف:
- لا يابيه مفيش نسخ، حضرتك عايز منهم حاجه معينه اطلعهالك، انا حافظ كل الحسابات باليوم والساعه والتاريخ.
يحيي:
- لا انا عايزك تسيبهملي وتمشي.
الموظف:
- ازاي يافندم دي...
فاشار له يحيي بإصبعه السبابة امام فمه بمعنى اصمت، فصمت الموظف يزدرد لعابه ونهض كي يغادر، ولكنه توقف ليسأل يحيي:
- هو محمود بيه هيرجع الشركه امتا؟
- مش هيرجع.
-نعم؟
-مش هيرجع دلوقتي مسافر.
- اه فهمت.. وخرج الموظف وهو يضرب اخماساً واسداساً على الملفات والميزانيه وكشف الحسابات التي لو حدث فيهم اي تلاعب سيكون هو المتهم الوحيد بما انهم في عهدته
وبدون ان يفكر ذهب للمهندس المسئول عن جميع شغل المصنع وقال له ماحدث من يحيي، وقال له امام جميع العاملين حتى يكونو شهودا على على الواقعه اذا ماحدث حدث اي شي. 
المهندس:
-الظاهر إن يحيي بيعمل حاجه من ورا اخوه، والمشكله ان محمود بيه اختفي وانا مش قادر ولا عارف اوصله بأي شكل من الاشكال، سفر إيه اللي سافره فجأة دا ومن غير مايقول لحد، وسايب حاجات كتير وراه متعطله انا مش عارف. 
مدير الحسابات:
- بصراحه انا قلبي متوغوش علي محمود بيه. 
المهندس:
- وانا مش مطمن، انا هروحله القصر واسأل مراته عليه واستفسر منها علي كل حاجه. 
-خدني معاك لو رحت عشان اقولها علي دفاتر الحسابات، وانا هحاول اسجل كل حاجه في الدفاتر بشكل مختصر في اجنده واديهالها انا عارف المبالغ الاجماليه كلها. 
-تمام جهز نفسك بعد الشغل هنروح القصر. 
اما عند يحيى.. 
اخذ كل الدفاتر وخبأها اسفل مكتبه قبل عودة مديحه من دورية المرور التي تقوم بها عالشركه، ورجع يشتغل وينهي امر جميع الصفقات التي تمت وما تبقى غير إستلام باقي المبالغ الماليه.. وقام بحصرهم في كشف حساب واتصل على جميع العملاء يستعجلهم الدفع حتي قبل الميعاد المحدد في الاتفاق نظير تنازل عن مبلغ بسيط من النقود، 

وبالتأكيد العملاء انتهزوا الفرصة، فالتاجر صائد فرص، وجمعوا المبالغ وقاموا بإرسالها علي الحساب الذي اعطاه لهم يحيى، وبهذا جمع يحيى مبلغاً لا بأس به، ولم يتبقى امامه سوى امر واحد لجمع باقي السيوله، وهي السفر للبلدة ورهن الأرض. 

عادت مديحه ودلفت إلى المكتب، ونظرت ليحيي بنظرات ناريه وهي تسأله:
- فين دفاتر الحسابات مدير الحسابات بيقول انك اخدتهم منه. 
- مفيش دفاتر معايا يامديحه، واللي فات مات من الحسابات وانا اتخلصت من دفاترها لان فلوسها كلها راحت في حساب محمود، ومن النهارده هنبتدي بحسابات جديده خاصه بينا، ولا حضرتك فاكره إنك هتقدري تاخدي حاجه من حساب محمود في البنك؟ 
صمتت مديحه ولم تجبه، فهي متأكدة ان يحيي قد اخذ كل شيئ طالته يده، وهي الآن لن تتحصل سوى على ماتنتزعه بمخالبها، فالحرب ضارية والفوز للأذكى. 

انتهت مواعيد الشركة الرسميه، وعاد يحيي ومعه مديحه للقصر، وبعد دخولهم بدقائق تفاجأ يحيي بمهندس المصنع والمدير المالي قد اتوا للسؤال على زوجة محمود، فخرج لهما واخبرهم بحدة بإن زوجة محمود قد سافرت معه، وأن الشركة كلها اصبحت تحت قيادته، وطلب منهم إخباره بالسبب الذى اتوا لأجله والذي يعرفه جيداً.. فقالا له انهم اتوا للسؤال عن محمود بيه والإطمئنان عن صحته ليس إلا، ثم انصرفا، وفور إنصرافهم قرر يحيي أن هاذين الاثنين ليس لهما عيش في الشركة من بعد اليوم، فمن يأتي وجع الرأس من ناحيته سيتخلص منه دون تفكير. 

أما فى البادية
معزوزه جالسه امام الموقد تطبخ وتغنى وهى شاردة وغير منتبهة لمن حولها، وتتمايل مع كلمات الأغنية بخفة وبحركة غير ملحوظة إلا من شخص يقتنصها بعينيه كرابح الذي كان جالس عند البير وعينه عليها، فقام بكل غضبه ورغم تحذيرات عوالي وذهب إليها ووقف خلفها وقال لها وهو يصك على اسنانه:
،ويش رايك اذا بحط راسك بالموقد هادا ونكمل بيها طياب الوكل بدال الحطب..انا مش منبه عليكي الف مره انك ماتتسهوكي ولا تتمايلي بره خيمتك يامعزوزه، ليش ودك تقهري قلبي وقت اشوف الناس تتطلع عليكي وتشوفك تتغنجي وهادا وهاداك يتمناكي؟ 
- حقك علي والله نسيت، الله يخليك ماتزعلش مني يارابح زعلك عزيز علي.وعلى قلبي 
- لو زعلي عزيز عليكي ويهمك امري ماتكسري كلمتي وتخالفيها. 
- السماح منك وتوبه وماتنعاد.. بس لا تزعل مني، عليم الله وقت تزعل مني شمسي تغيب ويخيم الليل على روحي ومايعاودلها الضي الا وقت تعاود ضحكتك الحلوه. 
رابح: 
- من قلبك تحكين هالحكي؟ يعني عنجد انا غالي عندك يامعزوزه؟ 

- معقول مازال تسأل وماعرفت انت ايش عند معزوزه يارابح،، انت حبيبي وانت غلا سيطر على وجداني انت اللي قلبي بلاك يعاني 
وانت حليلي غايتي تبقالي
ياروحي ويانبض قلبي وضي عيني ونظرها
نظرة منك تساوي شمس هالدنيا وقمرها.. انريدك دوم معاي 
ياسعد قلبي وهناي
أحمر وجه رابح ورفع يده يرجع خصلات شعره للخلف في حركة هوجاء منه للتخلص من هذا الشعور المهلك، أو لتخبئة تأثيره على الأقل، وتلعثم وهو يحاول إخراج الكلمات من فمه ولأول مرة لا يعرف ماذا يقول، فبقلبه الكثير و لكن لسانه لا يستطيع مجارات هذه الضليعة في عبارات الغزل، والتي تجعل حلقه يجف فى كل مرة يحاول اتخاذ موقف حاسم معها وتغلبه هى بعباراتها المنتقاة بعناية 

مايزه بحده:
- والله انتوا ماراح تجيبوها لبر ، تو الشيخه تقول تور تيجوا انتو ودكم تحلبوه، والله اقول وااااك عليكم الحقي ياشيخه وتعالي شوفي علامك وكلامك كيف قاعد يطيح بالارض. 
رابح:
- هدي يامايزه انا جيت نسألها على الوكل اذا استوى ولا مازال.
- دذ عليها اي وليد يسالها وبلا حجايج كذابة ، وتو غادر ياربح وامشي ورا كلام الشيخه اذا تريد معزوزه دوم، اما اذا عاندت انت وياها ماتلومون الا روحكم. 

رابح: 
- غاير رابح، غاير من الباديه كلها وتاركها، الله ياخد رابح. وتتريحي يامايزة انتي وكل القبيلة
معزوزه:
- اسم الله عليك يابعد روحي لا تدعى عليا ياكل حالي، ليش هكي يارابح، يعني ماتعرف اذا يصيبك الضيم يصيبني قبل منك؟ 
نظر اليها رابح بحسرة وغادر قبل ان يختطفها ويفر بها هارباً من البادية والقبيلة ومن محراب والقوانين والعادات ومن الدنيا بأسرها، ويبني لها عالماً خاصاً لا يسكنه غيره وغيرها. 
اما هي فاخذت تتلقى التوبيخ من مايزه اشكالاً وألواناً، وظلت صامتة وتحملت، فهي تعلم أن هذا لأجل مصلحتها.
❈-❈-❈

فريال:
- كارمن بتعملي ايه عندك؟ 
- داخله اوضة طنط عايده يامامي اقعد فيها شويه اصلها وحشتني اوي، هي هترجع امتا بقى هي وعمو محمود؟ 
- هيطولوا مش راجعين دلوقتي. 
مدحت:
- بس ياماما هما لما كانو ماشيين قالوا إنهم هيغيبوا بس كام يوم هما طولوا كده ليه؟ 
ردت فريال بديق من اسئلتهم المتكرره عن عمهم وزوجته فسرخت بهم:
- عمكم ومراته مش هيرجعوا تاني، سافروا ومش راجعين، ويمكن هما وراجعين يعملوا حادثه ويموتوا، اعتبروهم ماتوا من دلوقتي، واللي هيجيب سيرتهم قدامي مره تانيه انا هعرف شغلي معاه..والإوضه دي محدش فيكم يجي ناحيتها ابداً لغاية مااجيب حد يفضيها من كل اللي فيها، ودلوقتي اتفضلوا على اوضكم. 
انهت كلماتها بصراخ جعل كارمن تصرخ فزعاً، فاحتضنها اخيها ونظر لأمه بغضب، ثم تحرك بها نحوا غرفتها. 
اما فريال فوقفت تراقبهم وهي تضع يديها على خصرها وتأففت بضيق من محبة اولادها الغير طبيعية لعايده ومحمود، والتي تشعر بأنهم لا يحملون لها ولو نصف هذه المحبة، وكأنهم أولاد عايده وليسوا اولادها! 

تحركت على صوت رنين الهاتف، فذهبت اليه واجابت المتصل، وكانت اختها:
- التركيبه جاهزه يافريال هتاخديها ازاي؟ 
- هبعتلك حد يجيبها. 
- وهتبعتيلي معاه كام؟ 
- عايزه كام انتي قولي واخلصي عشان نوفر وقت. 
- انا مش عايزه فلوس المرادي. 
-أمال؟ 
-عايزه اوضتين ليا ولأولادي عندك في القصر، انا نويت اني اسيب البلد واجي افتح عياده عندك في القاهرة، ومش منطقي إن اختي يكون عندها القصر دا كله وادورلي علي مكان اسكن فيه، واسيب ولادي مع ناس معرفهمش او اسيبهم لوحدهم. 
لم تعرف فريال بم تجيبها، فهي تضعها امام ورطة، وتعلم جيداً مدى جشع اختها وصلافتها، وانها إن اتت الى القصر كزائرة فسينتهي بها الأمر صاحبة القصر، هذه اختها وهي اكثر الناس معرفة بها. 
-
هاه بتفكري فأيه، علي فكره انا توقعت رد فعل مختلف عن دا خالص منك.. اخص عليكي يافريال داحنااا دافنينه سوااا.. قصدي سامينه سوا. 
وأهو عالأقل لما ابقى جنبك اعملك كل اللي انتي محتاجاه من غير ماتتعبي فى المراسيل.
انهت حديثها الودود وقالت بنبرة مهددة:
- هاه يافريال قولتي إيه؟
فردت عليها فريال وهي مرغمة على الموافقة:
- ومالوا ياحبيبتي تشرفي وتنوري بيت اختك، واهو تبقى فرصه الولاد يقعدوا مع بعض شويه لغاية ماتظبطي امورك وتشوفيلك شقه خاصه وتكون تليق بمستواكي يادكتوره، ولا اقولك سيبي موضوع الشقه دا عليا انا. 
لحظات من الصمت عند الطرفين قطعتها مديحه وهي تردف بصوت جعل فريال تنتبه من شرودها:
- ايه هي المكالمه دي مش هتنتهي ولا ايه، عايزه التليفون ياست فريال ولا اخدتيه لحسابك! 
انهت فريال المكالمة مع اختها، وتركت الهاتف لمديحه وغادرت المكتن وهي تفكر في البلاء الجديد الذي سيحل عليها بحلول اختها لها. 
أما مديحه فأخذت الهاتف لغرفتها وشرعت في المحاولة التي لا تعلم عددها لعل وعسى، وفور أن فُتح الخط شعرت بأن ابواب الحياة تفتحت لها بعد أن دفنت حية، فاتاها الرد الذي اعادها للموت مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الموتتة التي لا حياة بعدها:
- الووو.. مين معايا.. الوووو. 
- انتي مين؟ 
- انتي اللي مين انتي اللي بتتصلي! 
- مش دا رقم شريف؟ 
- ايوه دا رقم شريف ودا بيته وانا مراته، أي خدمه، حضرتك مين طيب الأول؟ 
ابعدت مديحه سماعة الهاتف عن اذنها ونظرت اليها ثم نظرت للفراغ قبل ان تسقط منها السماعة وتنزل على ركبتيها وهي تشعر بأن العالم كله بدأ ينهار فوق رأسها، فسعادتها المؤجلة إلى حين قد سُرقت منها وهي غافلة مطمئنة ونست أن دوام الحال من المحال. 




تعليقات