رواية خيوط الغرام الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 بقلم دينا إبراهيم


رواية خيوط الغرام 

الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23

بقلم دينا إبراهيم


 في شقه ظافر ........

بعد مشاحناته مع الذات جلس علي الاريكة مغمض العينين بتعب ، رمق الباب مره اخري ليتفاجأ بصغيرته فريده تجلس بصمت بجواره هي و لعبتها تنظر اليه بعيون واسعه بريئة .... 

حاول الابتسام قليلا ، ليعوضها انه لم ينتبه لوجودها... و اطرق رأسه امامه ليلمح بطرف عينيه يوسف جالس علي جانبه الاخر !!!!

نظر له بحاجب مرفوع قبل ان يعيد رأسه يرمق صغيرته بتساؤل ليردف بتعجب...

-انتو قاعدين ليه كده !!

نظر يوسف بتوتر و وجهه احمر الي شقيقته فاردف بخفوت كاذب...

-عادي يا بابي !

نظرت له فريده شزرا قبل ان تردف بإصرار ...

-احنا هنساعدك يا بابي !!

ارتفع كلا حاجبي ظافر ليردف بذهول...

-هنساعدك يا بابي في ايه ؟!

-عسان تسوف مامي و تصالحها طبعا !!

رفعت كفيها في الهواء وهي تنظر له و كأنه ابله ، لا يفهم ما هو بديهي !!

مرت لحظات عجز فيها عن الرد قبل ان يتدخل يوسف وهو يقترب من والده ليردف بثقه ...

-ايوه يا بابي لازم نساعدك عشان تصالح مامي !!

ادار جسده نحوه وهو يضع يد علي ذقنه قائلا بسخريه ...

-ايه اللي لزمه يعني يا استاذ يوسف و بعدين دي حاجات ناس كبار انتوا متفهموهاش !!

نظر يوسف بخيبة امل لفريدة ليمط الاثنان شفتيهما بحزن و ينظران امامهم حتي ان فريده ترمقه بغضب و حاجبين معقودين بين كل بحظه والأخرى ...

خرجت منه ضحكه عفويه وهو يهزر رأسه بعدم تصديق لوجوده في مثل هذا الموقف ....

سمع صوت باب غرفتها يفتح فوقف سريعا علي امل ملاقاتها ...

وقفت شروق عند باب غرفتها لتلقي نظره علي الصغيران فطمئنت لوجودهم معه ، نظرت لظافر بغضب و حده و اغلقت الباب مره اخري مستعده لقضاء ليلتها باكيه وهي تسب و تلعن وجوده !!!

جلس ظافر وهو يجز علي اسنانه و التفت لأطفاله فوجدهم ينظرون له باتهام و غضب ...

ادار عينيه في مقلتيه باستسلام قائلا بحرج ...

-اصالحها ازاي طيب ؟

اتسعت ابتسامه فريده واسرعت للوقوف علي الأريكة لتستقر في احضان والدها وهي تردف بحماس....

-سطور يا بابي اسمع الكلام عسان تتصالحوا بسرعه و تبوسها بوسه الحب السحرية !!

اتسعت عيون ظافر بخضه وكاد يصاب بأزمه قلبيه حاده قبل ان يردف بصوت مكتوم ...

-بوسه ايه يختي ؟!

اردف يوسف بثقه وهو يجاورهم .....

-بوسه الحب السحرية يا بابي عشان تفضلوا مع بعض و مامي ماتسيبناش و نعيش في سعاده للابد !!

رمش ظافر لايزال في حاله من الصدمة ....

قبله سحريه !!!

 و صغيرته هي من تخبره بها و يؤكد علي كلامها شقيقها الابله !! 

نظر الي فريده بجديه قائلا...

-انتي شوفتي فين البوسة السحرية دي ؟؟!!!!!!

-جيزيل يا بابي دي انقذتها من ام إدورد الشريرة و عاشت سعيدة للابد لانه مش طلع الامير و اميرها كان عنده بنت زيي انا وانت يا بابي !!

اردفت جملتها الأخيرة بحماسه ؛ جز علي اسنانه ويتساءلون لما يوبخهم لمشاهده تلك الافلام الكرتونية و سخافتها ، هل يمنعهم عنها الان ام ينتظر حتي يتخلص من مصيبته الحالية !!

تنحنح ليردف بهدوء...

-بس يا حبيبتي البوس عيب !! مينفعش تبوسي حد خالص ، انتي تبوسي بابا بس !!

-يابابي لا طبعا انا مش هبوسك انا هبوس الامير ، انت بتاع مامي !!

هز يوسف رأسه بالموافقة !!! وهو يبتسم بتأكيد....

احمرت وجنته لما يشعر بانه يغرق ويختنق !!

تنحنح بحده وهو يردف....

-لا طبعا !! مينفعش الناس تبوس بعضها ومفيش حاجه اسمها امير هو اي حد يقولك انا امير هتصدقي ، بصي لما تكبري و تبقي عروسه كبيرة نبقي نتكلم في الموضوع ده !!

يستحق حرقة الدماء تلك فهو من وافق علي تدخل صغيران في حياته العاطفية !!!

-يلا هاتي بوسه لبابي و روحي نامي ؛ و ممنوع يا فيري خالص تبوسي حد غيري مفهوم !!

هزت رأسها بتأفف ليردف ظافر بغيظ....

-انتي محسساني اني بحرمك من الميراث وان الهانم شغاله بوس !!

ضيق عينيه وهو يفكر في جملته ليردف ....

-انتي بتبوسي حد يا حبيبتي في الحضانة ؟!

ولكنها اردفت بنفي وتساؤل..

-لا بس ممكن ابوس دوبي عسان مس بيعرف ينام من غير ما ابوسه !

تنهد بقله حيله وهو يهز راسه بالموافقة قبل ان يوجهها بيده نحو غرفتها ....

التفت الي يوسف ما ان دلفت وهو يضيق عينيه باتهام ليردف بتحذير...

-اختك متبوس حد اي بوسه سحريه نهائي ؛ اللي يبوسها اضربه انت ضربه سحريه ، فاهم !!!!

هز يوسف رأسه بالموافقة بعيون متسعه من ذلك التصريح المباشر باستخدام العنف ....

-يلا ادخل نام و حاول تخلي فريده تنام ، طنط شروق متضايقة ...

-اسمها مامي !

قالها يوسف بخفوت وقلق وهو ينظر حوله بتوتر كمن يخشي انه بذلك الخلاف سيفقد ذلك الحق المكتسب منها !!!...

ابتسم ظافر قبل ان يربت بيده علي رأس صغيره و يقربه الي صدره يطمئنه قائلا...

-مامي يا سيدي ولا تزعل !

احتضنه يوسف بشده قبل ان يردف برجاء وصوت طفولي خافت...

-بابي طيب هو ممكن تبوس مامي مره واحده بس انا مش عايزها تمشي !!!!!

كادت تخرج منه ضحكه كبيره علي حالته و ذلك الموقف الذي لا يرغب في الانتهاء !!!

 لمعت عيناه لتقع فقط بين يديه و سيفعل اكثر بكثير من مجرد قبله سحريه !

سعل بخفه وهو يدفع يوسف نحو غرفته قائلا...

-حاضر يا يوسف بس متقولش لفيري ده سر بينا احنا الرجالة !!

انتفخ صدر الصغير بفخر وهو يردف...

-سر مستحيل اقوله ابدا ابدا !!

-شاطر يا حبيبي !!!....

ادخله لينظر الي فريده المستلقية بجوار لعبتها تحكي لها حكاية ...


غمز ليوسف قبل ان يغلق الباب....


...........


في شقه يزيد و سلمي......


تملل يزيد في فراشه وهو يضمها نحوه كارها صوت هاتفه المزعج ...

زفر بحنق وهو يتركها فلا يتاح له مثل هذه اللحظات كثيرا فهو يعلم انها ستعود لخطتها الأليمة وفظاظتها قريبا ....

لمع اسم ظافر ليزفر وهو يجيب بحنق...

-ايه ايه نايم الله !!

-انت اتجنيت في حد يرد علي حد بيتصل بيه كده !!

-انا برد كده !

-غبي ! ماعلينا انت فين ؟

-ظافر انت متصل بيا الساعه 2 بليل اكيد هكون في بيتنا !!

-في بيتك !! و مني ؟!

-مالها مني !!

تململت سلمي وهي تستيقظ بعد ان وصل الي مسامعها اسم الأفعى ... اتكأت علي ذراعها تراقبه وهو يحاول الابتعاد الي احدي زاويا الغرفة ويتحدث بصوت خافت .... 

-الخطه يا بني ادم هو مروان مقلكش اخر الاخبار !

-لا انا مشفتش حد منكم من ساعه ما سيبنا بعض في الشغل هو حصل ايه بالظبط ؟

وصلته لعنات ظافر المتكررة بغضب ليردف ...

-الصفقة هتم بكره في قصر هاشم يعني لازم البيه يحط الكاميرا انهارده !!!

التفت الي سلمي التي تراقبه بتوتر و اتجه الي خارج الغرفة ، يعلم انه سيؤلمها بفعلته و لكن ماذا بيده !!!

-انتوا بتهرجوا ازاي تنسوا تقولوا حاجه زي دي !!

طقطق بغيظ وهو يستمع الي ظافر الذي يتوعد قتل مروان في الصباح ليردف بحنق...

-طيب اقفل اقفل سيبني اتصرف !!

اغلق الهاتف وهو يخبطه بكفه الاخر بتفكير مرت بضع دقائق و عقله يدور...

 فتنهد بعزم قبل ان يرفع الهاتف مقررا مهاتفتها .....

رن مرتين قبل ان يأتيه صوتها ...

-يزيد ؟

-موني انتي فين !

-انا في البيت ، هو في حاجه ؟

قالتها بتلعثم و وخم ليردف يزيد بإصرار ....

-انا عشر دقايق و هبقي عندك و هفهمك كل حاجه ، عارف اني مجنون بس لازم اشوفك حالا !!

-دلوقتي !

-ارجوكي لو مشفتكيش ممكن اموت !!

صمتت لثوان قبل ان تردف بموافقه ...

-طيب خلاص رنلي وانت تحت !

-دقايق و هكون عندك !!

اغلق يزيد بابتسامه منتصرة واعين لامعه التفت سريعا ليري سلمي تنظر له شزرا بأنفاس عالية قبل ان تردف باتهام ...

-هي دي اللي انت عايز تتجوزها و تبقي ام ابنك او بنتك واحده تروح بيتها بعد نص الليل !!!

زم شفتيه رافضا الاجابة لتردف بغضب...

-هي دي اللي هتبقي اسمها علي اسمك ، واحده متستحقش اسم ست او ام !!!

-مش انتي اللي طلبتي اني اتجوز ولا غيرتي رأيك ؟!!

اردف بأمل.....فأردفت محطمه اماله.....

-بس مطلبتش انك تتجوز دي اي حد الا دي !!

ابتسم بغيظ وقد اشتعل غضبه هو الاخر ليردف......

-مش هتفرق المبدأ واحد !!

-وايه هو المبدأ ده !!

اقترب منها ينظر لها بغضب وهو يردف باشمئزاز...

-انك موافقه اني اتجوز ؛ اني انام في حضن واحده غيرك !! اني اكون اب لابن مش ابنك !!!!!

اهتزت عينيها بألم و غامت أعينها فكل حرف عالي ينطقه ، تتصوره و  يعتصر قلبها و يمزقها  ... 

اهتزت شفتيها قبل ان تنفلت دمعاتها عاجزة عن الإجابة او التنفس حتي ...

هز رأسه بخيبة امل قبل ان يتركها ويتجه لارتداء ملابسه والذهاب لتنفيذ مخططه !!


........................


في الشقة المقابلة ....


اخذ يفرك ذهابا وايابا امام باب غرفتها متأكد انها مستيقظة فمنذ قليل كانت تهدهد يحيي و تعيده للنوم ....

يحتاجها بشده في هذا الوقت و القلق و الرعب من خطر افتقاد كل ما يمتلك في الحياة يوسف و فريدة وفوق ذلك هي يحوم حوله .....

زفر يلعن تسرعه فهو من ورط نفسه بهذا المأزق معها وأذي مشاعرها ....

هز رأسه بغيظ وهو يمرر اصابعه بين خصلاته ....حسناعلي الاقل فريدة خلدت للنوم في غرفتها للمرة الاولي منذ زمن دون ان تستيقظ مطالبه بمامي فتحرمه منها ، لا تلك المرة هو من حرم نفسه !!...

كاد يعود لغرفته بيأس عندما توقف ولمعت عينيه بفكرة !!

ارتفع جانب وجهه في ابتسامه مشاكسه قبل ان يعود الي غرفتها مره اخري ...

قرفص امام الباب وهو يضحك في سره علي سخافة ما سيفعله ، ولكن تلك العنيدة تميل لإظهار الجانب الاحمق به ...

رفع اصبعه يدق علي الباب بخفوت طرقتين متتاليتين مشابهه لطرقات فريدة !!

و وضع اذنه علي الباب وابتسم بانتصار وهو يسمعها تهرول في الداخل حتي تفتح لإنقاذ الصغيرة من الظلام !!

..........


كانت شروق مستلقيه علي فراشها ترفض النوم حتي تأتي الصغيرة ولكنها تأخرت كثيرا اليوم !!

نظرت الي صورة يحيي رحمه الله بابتسامه فأخيرا وجدت ملجأها من ظافر فيه هو ذلك الصديق الذي قررت انه وان فقد صفته كزوج سيظل الصديق الامين صاحب الروح الطاهرة ....

تمتمت بغيظ وهي تزم شفتيها بشكوي ..

-شفت ابن عمك  ده حتي مجاش يعتذر !! كنت مستحمله ازاي ده !

اتاها صوت الطرقات المميزة لتتنهد براحه قبل ان تسرع لفتح الباب لها ....ابتسمت وهي تنظر للأسفل ولكنها قوبلت بالفراغ !!!

اخرجت رأسها نحو اليمين لم تجد احد مالت رأسها للجهة اليسرى فوجدت ظافر بابتسامته الخلابة يتكأ علي جانب الباب ....

رمشت عده مرات بذهول قبل ان يلوح لها بيده كإشارة ترحيب ...

ضيقت عينيها بغيظ وكادت تعود وتغلق الباب في وجهه ....

ولكنه كان اسرع وهو يمد ذراعه يمسكها ويجذبها للخارج فيحبسها بين ذراعيه و جانب الباب ....

-استني بس انتي محموقه اوي ليه كده !!

حاولت دفعه بانزعاج وهي تردف ....

-افندم عايز حاجه ؟

ابتسم بحاجب مرفوع وهو يردف بخفوت ...

-عايز مراتي!


اقول ولا اغور 😂😂😂 رأيكم ياااامحبطييييين 😂😁


الفصل الثالث و العشرون .......


احمرت وجنتيها بخجل وهي تحافظ علي ملامحها الغاضبة لتردف ....

-دلوقتي بقيت مراتك !

احكم ذراعيه حول خصرها يدفعها نحوه اكثر وهو يردف ...

-هو انا انكرت قبل كده انك مراتي ولا حاجه و لا ده من تأثير التفكير في النكد !

شهقت بغضب لتدفعه عنها بغيظ قائله...

-انا نكد ؛ وانت ايه شاي بلبن !!

ضم اصابعه وهو يهز يده مشيرا لها بالصبر ليميل عليها بجسده بتروي و بطء ونظراته الحامية ترفض ترك عينيها..

اغمضت عينيها عندما اصبح الفاصل بين شفتيهما خط رفيع كالشعرة و ظنت انه سيقبلها ولكنه مد يده لأغلاق الباب بجوارهم بابتسامه ماكرة قبل ان يردف....

-انتي مغمضه ليه في حاجه دخلت في عينك !!

اتسعت عيناها بحرج قبل ان تسعل بخفة وتردف بحده ....

-مالكش دعوة !!!....

ارتفع صوت ضحكته وهو يجرها خلفه الي غرفته ... امسكت جانب الباب بعناد رافضة الدخول فالتفت لها قائلا بعيون متسعه  ....

-عشان خاطري نتكلم ولو معجبكيش الكلام ارجعي !!

اغمضت عينيها باستسلام لمحايلته وصمتت فجذبها بخفه و دلفت معه ....

عقدت ذراعيها فأردفت...

-افندم ؟

اقترب منها يلامس ذراعيها برقه فنظرت بعيدا ليردف...

-انا اسف و غلطان و حقك تزعلي بس انا عشت تجربه وحشه اوي و خايف اكررها ...

اردفت بمدافعه و عناد...

-وانا مش زي حد ؛ عملت ايه ولا شفت مني ايه يخليك حتي تفكر اني ممكن اعمل حاجه غلط !!

هز راسه بالنفي وهو يمسك نظراتها ليردف...

-مشفتش منك حاجه انتي انضف واحسن حاجه حصلت في حياتي !!

ارتبكت قليلا لتعطيه ظهرها لا تزال محصورة بين ذراعيه واردفت...

-اومال ليه تقهرني بكلامك ده !!

-ده مجرد سوء تفاهم حاجه بسيطه يعني !!

التفتت بغيظ قائله...

-بسيطه !!! هو سهل ان اللي بت.......

قطعت حديثها بخضه وقد كادت تعترف له بحبها ...اتسعت عيناه و رفع حاجبه بترقب قائلا ...

-اللي ايه ؟

نظرت الي اسفل بعناد رافضه الحديث ، ابتسم و ما كان منه سوي ان ضمها برقه الي صدره فيمر الوقت بصمت مرحب به بينهم و كلا منهما لا ارادي يحاول ضم الاخر قدر المستطاع ...

غرست انفها بين رقبته و صدره تستنشق عطر جسده الرجولي الاخاذ لتنسي همومها وكل ما يدور حولها ....

بينما مرر هو يديه برقه علي خصلاتها يسمح لنفسه اللعب بأطرافه ، عادة اكتسبها منذ ان عرفها واصبحت كالإدمان بالنسبة له ...

امال راسه يقبل وجنتها قائلا بهمس وابتسامه صغيرة...

-متزعليش مني ممكن ؟

هزت راسها بموافقه و ابتسامه ....

ليردف بعدها قائلا بابتسامته الرائعة....

-وانا كمان علي فكرة !

عدلت رأسها علي صدره تنظر له بتساؤل قائلة...

-انت كمان ايه ؟

ابتسم وهو يلمس وجنتها بأصابعه ويضمها اكثر بحب بذراعه الذي يحاوطها واردف ...

-اللي !

عقدت حاجبيها بعدم فهم ، لتلمع عينيها بعد لحظه وقد فهمت مقصده ، تنحنت قليلا واردفت بخفوت و غيظ طفولي ...

-وانت مش قادر تكملها  !!

دوت ضحكاته فحاولت الابتعاد عنه بغضب ولكنه احكم قبضته عليها قائلا بين ضحكاته ...

-خلاص بقي بطل القمصه دي !!وبعدين يا ستي انا قادر بس عايز اقولها في وقتها ....

انكمشت ملامحها بسخريه قائله...

-وامتي وقتها بقي ؛ دي حجج واهيه !

غمز لها قائلا...

-هقولك !!

وبذلك حملها واضعا يده اسفل ركبتيها واخري تسند ظهرها ...شهقت لتنتهي برسم ابتسامه صغيره عجزت عن اخفاءها ليردف بمرح ....

-بذمتك كنتي عايزة تخصميني ازاي ومشوفش البسمه دي !!

كانت في حالة ذهول من ذلك التحول المرح الرومانسي الذي طرأ عليه فأردفت بمزاح وهو يضعها علي فراشه..

-قولي يا ظافر انت عيان ؟

(والله ابغي اقولك انك بومه بس استحي 😂 )

انكمشت ملامحه بتعجب ليردف ...

-يا ساتر هو لا كده عاجب ولا كده عاجب !!

قالها وهو يتسطح الفراش بجوارها و يضع رأسها تحت ساعده المثني بجوار رأسها....

ضحكت بخجل قائله...

-لا عاجب ياريت تبقي كده علي طول اصلا !!

-اه الطمع هيشتغل بقي !! 

مطت شفتيها محاوله الظهور ببراءة واردفت...

-مش لازم علي طول يعني ممكن نص نص !!

ابتسم وهو يهزر راسه قليلا و مال عليها يطبع قبله رقيقه علي جبهتها و جفن عينيها الايمن ليردف بحب...

-ان كان كده ماشي !

راقب ابتسامتها الواسعة وعينيها التي تغلقهما كلما اقترب منها ليضحك بخفه قائلا...

-شروق انتي نمتي ولا ايه !!

فتحت عينيها بضيق قائله بابتسامه صفراء...

-يا بارد !

ضحك وهو يقترب من شفتيها وينظر الي عينيها بنفس الوقت ليردف اخيرا بما يهوى القلب .....

-البارد بيحبك اوي !!

زمت شفتيها بخجل و قد احمرت رقبتها لتردف بجفون منخفضه و قلب يدق بسرعه يكاد يخرج من صدرها ....

-وانا كمان بحبك !

وبذلك التقي شفتيه بشفتيها لتستقر تلك الكلمات داخل قلبه و تعيد تفكيكه وتركيبه بكل حروف اسمها ...  

ارتفع ذراعيها دون وعي منها تمرر كفيها علي صدره و ظهره بأن واحد غير مكتفيه منه وقد اشعل داخلها رغبات جديده بالاستكشاف....

ابتعد بعيون مشتعلة محاولا التخلص مما يعيق ملامساتها قبل ان يقبل يديها بحب و كأنه يعيطها الثقة ويعيد كفيها لملامسه صدره العاري....

نظرت له بتوتر ولم تتحمل ملاقاه عينيه فعادت انظارها الي صدره العاري بأنفاس منحصرة بصراع بين الخجل و الرغبة !!!

تغلبت علي خجلها الذي انطبع كالختم الاحمر علي جام وجهها و رقبتها حتي اعلي صدرها الذي بدأ يظهر و اخذ يعلو و يهبط بسرعه كلما فك ظافر ازر فستانها ليخلصها منه تماما .....

ارتعشت شقتيها باضطراب مشاعرها وهي ترفع اعينها المتسعة لتلتقي بعيونه المتفحصة لها بلمعه القناص ....

كأنها ترجوه بصمت ان يرحم خجلها و يقود الامر و بالطبع لم ترجوه طويلا لينهي هو الامر .... 

تاه الاثنان معا في تيارات حب مشتعلة كحمم بركان تنصهر فيه وتتلاحم خيوط غرامهم !!....


...................


في الشقة المقابلة.....


علت انفاسها بغضب وهي تري يزيد يهرع الي الباب بتعجل ... لتتجه نحوه هاتفه ....

-انت مكنتش كده !! ازاي هتقبل تعمل معاها حاجه قبل ما تبقي مراتك ده حتي يبقي اسمه زنا !!

ارتفع كلا حاجبيه بذهول بأن عقلها اوصل لها بانه قد يقترف مثل ذلك الجرم فقال من بين اسنانه...

-زنا !!

زم شفتيه بغضب هو الاخر قبل ان يردف بحزم...

-لا متقلقيش هيبقي علي سنه الله و رسوله ....

اتسعت عيناها هل سيذهب ليعقد قرانه عليها و يتزوجها بالفعل !!!! 

اردفت بصوت مخنوق....

-لو نزلت مش هقعد في البيت !

ابتسم بتهكم قائلا ...

-دي رغبتك من البداية خليكي جدعه اومال و اتحملي عواقب طلباتك !!

لوج الي غرفتهم يتصنع بحثه عن غرض و اخبأ مفاتيحها في جيبه خوفا من ان تنفذ تهديدها ....

 وقفت امامه تنظر له شزرا ودموعها تهدد بالسقوط ترجوه داخلها ان لا يذهب، فنظر لها بتحدي قبل ان يتخطاها ليخرج ويغلق الباب بغضب ...

سمعت المفتاح يدور معلنا عنها سجينه فانهمرت دموعها بغضب و ذهول !!!

غير مصدقه انه سيذهب الي تلك الشمطاء ليتزوجها ...

توالت دموعها وهي تتجول حول نفسها و قدماها يحملانها الي لا مكان بعينه ....

خرجت شهقات بكاءها من صدرها معلنه عن تمزقها نهائيا .... وهي تتخيله بين ذراعي غيرها !! الم تكن تلك رغبتها وخططها ؛ لماذا الندم و الحزن ؟؟

هزت رأسها بعنف و بأنكار لتردد بخفوت ....

-لا لا لا مش هقدر !!!!

اتجهت لغرفتهم بانهيار تبحث عن هاتفها ستعلن استلامها ، ستعتذر ستفعل كل ما يريد لكن لا يتزوج غيرها لا يلامس امرأه سواها ترفض ان يشاركها غيرها بقلبه !!!!!

هل جنت تماما لتطلب مثل هذا الطلب ؟!!!!!!

مسحت عينيها تبعد دموعها لتفتح اسمه وتجري الاتصال رنت مرة فالثانية و غيرها و غيرها و غيرها .......

لكن دون اجابه سوي الصمت .... 

صرخت بغضب وهي ترمي الهاتف لينكسر الي قطع بعرض الحائط ، وضعت يدها علي اذنها تصرخ من قلبها ترغب في الموت الفوري و الراحة ....

استمرت في البكاء لتهبط بجسدها الواهن علي فراش شهد طقوس حبهم ....

انكمشت تحتضن جسدها وتبكي بعنف غير مصدقه انها اضاعت حبها الي الابد !!!!


......................


في الطريق....


ضرب يزيد مقود السيارة بغضب بعد ان صمتت مكالماتها .....

استسلمت بتلك السهولة !! 

لا فائدة !! ربما  تستطيع تركه بالفعل ربما حبه انتهي بداخلها لتسمح له بان ينزل من البيت دون مقاومه تذكر ....

ارادها ان تحارب تضربه او تقتله و لكنها اكتفت بكلمتين تعلم انها لن توقفه بهما !!!

شعر باختناق ربما هي النهاية بالفعل ...لا يقوي علي فعل اكثر من ذلك .... انتهت الحرب و قد خرج منها خاسرا ....

ركن سيارته بجوار القصر و بقي دقائق يرثي بها حالته و قلبه .... قبل ان يتمتم محفزا ....

-اجمد علي الاقل متضيعش ظافر معاك !!

وبذلك اخرج هاتفه يهاتف مني ...

-الو انا قدام الباب افتحي ...

ابتسم بسخريه وهو يستمع لطلبها بان يأتي من الباب الخلفي ليقول بموافقه  ....

-تمام !

اغلق المكالمة و اخذ يعبث ببضع ازرار بهاتفه معلنا عن بدا مخططه .....

اخرج كاميرا صغيره كالدائرة تشبه المغناطيس من جيبه يتفحصها للمرة الأخيرة قبل ان يخفيها ...

 تحسس جيبه الاخر للتأكد من وجود اهم غرض لليوم وتنهد بإحماءيه وهو يتلوى أيه قرانيه في سره !!!


......................


رشت مني عطرها المفضل بابتسامه قبيحة علي الاقل ستستفاد من مرافقته فلابد انه يميل قليلا لكسر قاعدته في الانتظار حتي يتم الزواج للاستمتاع بها كهديه متوجه !!...

ابتسمت بانتصار وهي تتوقع رد فعل ظافر حين يعلم انها ستتزوج يزيد وستعيش في شقته المقابلة له كما اشترطت عليه....

وليري ما خسره بالفعل ؛ اما الصغيران المتمردان فستعلمهما كيف يختبئون من والدتهم ويسمعون تلك الحمقاء زوجة ابيهم !!!

نظرت لفستان نومها القصير و هبطت سريعا لتفتح له الباب ....

ابتسم لها يزيد بمشاكسه وهو يراها بتلك الهيئة المغرية حسنا لن ينكر جمالها الاخاذ و فعلا يشعر بالإطراء لأنها تحاول اغوائه ولكن قلب كقلبها يعلمك ان لا تحب كل ما هو جميل و تنخدع به !!

اتكأت علي مدخل الباب بابتسامه انثويه خلابة قائله....

-هتقف تتفرج عليا كتير ولا هتدخل !!

-الاول سؤال ، يعني قصر طويل عريض ومعندكوش حراسه ورا ؟!

هزت راسها علي سخافته واردفت ...

-لا طبعا يا ذكي انا مشيتهم مش اكتر !

هز راسه بفهم ، رفع حاجبه وهو يعض علي شفتيه يتفحصها بجراءة ارضت غرورها و لوج وهو يغلق الباب خلفه ثم وضع يديه حول خصرها يقترب منها قائلا... 

-و مستغربه اني اتجنيت و طلبت اني اشوفك دلوقتي !!

ضحكت بخفه وهي تمرر يدها علي ذراعيه فتحاوط رقبته بغنج قائلا...


الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات