رواية مقيد باكاذيبها الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير بقلم هدير نور

رواية مقيد باكاذيبها

الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير 

بقلم هدير نور


بعد مرور خمس سنوات.. 

ركض كلاً من حور و حمزة نحو والدهم الذى كان جالساً باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز 

جلست حور بجانبه بينما جلس حمزة بالجانب الاخر له ممسكاً بذراع والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الرهبة 

=بابا عايز اقولك على حاجة سر... 


التف اليه راجح علي الفور و قد انتبه الى طفله مرر يده فوق شعره قائلاً بحنان  

=ايه يا حبيبى في ايه...؟! 


همس حمزة بصوت منخفض و عينيه مسلطة على الباب بقلق من ان تسمع والدته كلماته

=ماما... عاملة دايت... 


عقد راجح حاجبيه قائلاً بحدة

=ايه دايت...؟!! 


انتفضت حور واقفة علي الاريكة بجانب والدها واضعة يدها الصغيرة فوق ذقنه تدير وجهه نحوها حتي تجذب انتباهه اليها انحنت هامسة باذنه بطريقة درامية

=سمعناها بتكلم عمتو هاجر الصبح و قالتلها انها عاملة دايت من وراك بقالها كام يوم..علشان عايزة تخس  و متتخنش بسبب النونو.. 


نهض حمزة هو الاخر متخذ ذات وضعية شقيقته هامساً باذنه الاخرى بصوت يملئه القلق

=على فكرة يا بابا... ماما اصلاً تعبانة و نايمة قولنالها جعانين.. قالتلنا استنوا لما افوق علشان هبطانة دلوقتى.... 


ضغط راجح على اسنانه بغضب و هو يلعنها فى سره على فعلتها الحمقاء تلك فكيف لأمرأة حامل بتوأم تصنع هذا بنفسها فبدلاً من ان تهتم بصحتها و تتناول الكثير من الاطعمة المفيدة لها و لطفليهما اللذان باحشائها تقوم بحرم نفسها من الطعام حتى تفقد الوزن اللعين الذى لا يرى انه موجود من الاساس... 


انتفض واقفاً بغضب عندما امسكت حور بيده قائلة بتوسل

=متقولش لماما ان احنا قولنالك علشان متزعلش مننا...


ليكمل حمزة و هو يمسك بيده  الاخرى قائلاً بجدية رغم طفولته

=و متخلهاش تزعل و نبى يا بابا..ماما متقصدش 


هدئ غضبه فور رؤيته للقلق و الخوف المرتسمان علي وجه طفليه ليقوم برفع حمزة الذى كان نسخة مصغرة منه حتى شخصيته و طباعه الصعبة قد اخذها منه.. 

طبع قبلة حنونة على جبين طفله قائلاً بحنان 

=متخفش يا حبيبى...مش هزعلها


=لا و الله يا سى بابا.... 

اخفض راجح عينيه نحو طفلته التى كانت واقفة تضع يديها بخصرها تنظر اليه بغضب وغيظ و الغيرة مشتعلة بعينيها انفجر ضاحكاً على حالتها تلك التى ذكرته بوالدتها فهى الاخرى كانت نسخة مصغرة من صدفة بجمال وجهها و خدييها الممتلئين بشكل محبب.. 

انحني على الفور حاملاً اياها على ذراعه الاخر طابعاً قبلات عشوائية على وجهها ثم توجه نحو حمزة يقبله هو الاخر موزعاً قبلاته بينهما ممرمغاً وجهه ببطنهم مدغدغاً اياهم مما جعلهم ينفجران فى الضحك و هم يصرخون بصخب... 

طبع قبلة اخيرة على خد كل منهما قبل ان يغمغم بحنان

=عايزين تاكلوا ايه بقى علشان اطلب ليكوا مع ماما....؟؟ 


هتفوا الاثنين بفرح في ذات الوقت و هما يحاولوا التقاط انفاسهم اللاهثة بسبب كثرة ضحكهم

=بيتزا.... 


اخفضهم ارضاً وهو يغمغم برضا بينما يخرج هاتفه من جيبه

=حاضر يا استاذة حور حاضر يا حمزة باشا هطلب ليكوا بيتزا بس هتنزلوا تاكلوها تحت مع تيتا نعمات و ولاد عمتكوا هاجر... 


غمغم حمزة بحنق 

=بس يا بابا عايز اتفرج على الماتش... 


قاطعه راجح بهدوء و هو يفرك رأسه مبعثراً شعره

=الماتش الساعة 10 يا حمزة.. و الساعة دلوقتي 6 لسة... اول ما يبدأ هنادى عليك انت و اختك وهنتفرج سوا مع ماما... 

ليكمل وهو ينحنى نحوهم هامساً بجدية مصطنعة

=عايزكوا تدعوا لابوكوا... اصل امكوا هتطلع عيني انا عارف لحد ما تبطل اللى الجنان في دماغها ده و توافق تاكل.... 


عقدت حور ذراعيها حول عنق والدها تضمه اليها مقبلة خده وهى تغمغم

=متخفش يا بابا.. ماما بتحبك و هتسمع كلامك زينا... 


هز حمزة رأسه موافقاً بينما يرتمى بحضن والده هو الاخر يحتضنه بقوة مما جعل راجح يبتسم بحنان 

بينما يشدد من ذراعيه حولهم بحماية و حب.. 


༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور ساعة.. 


كانت صدفة مستلقية بالفراش تدلك بلطف بطنها الممتلئة بعض الشئ  باطفالها فقد كانت حامل ببداية الشهر الثالث بتوأم للمرة الثانية فرغم سعادتها بحملها هذا الا انها كانت خائفة من ان يمتلئ جسدها مثل المرة الماضية حيث كانت لا ترغب ان  تصبح سمينة مرة اخرى.. 

امتلئت عينيها بالدموع فور تذكرها للفتيات الراشقات التى تعملن لدى زوجها بشركته الصغيرة التى قام بانشائها منذ بضعة اشهر قليلة فقد شعرت وقتها بالغيرة و عدم الثقة بنفسها فور رؤيتها لهم.. فرغم ثقتها من حب راجح و عشقه الشديد لها الا ان هذا لم يمنع الخوف و الغيرة من ان يمزقان قلبها لذا قررت ان تتبع حمية غذائية حتى تنقص من وزنها او على الاقل تحافظ على وزنها ولا تزداد كثيراً اثناء حملها هذا... 

اعتدلت فى جلستها مستندة الى ظهر الفراش عندما رأت راجح يدلف الى الغرفة وهو يحمل صنية كبيرة من الطعام...

جلس بجانبها على الفراش و اضعاً الصنية امامها لتتسع عينيه بصدمة فور رؤيتها لكمية الطعام الضخمة التى بها حيث كانت ممتلئة بانواع عديدة من اطعمتها المفضلة.. 


ابتلعت ريقها بصعوبة بينما بدأت معدتها تزمجر من شدة الجوع لكنها حاولت السيطرة على نفسها و التماسك قليلاً اشاحت عينيها بعيداً عن الصنية مغمغة بارتباك... 

=ايه الاكل ده كله يا راجح...؟! 


اجابها بهدوء بينما يجلس بجانبها على الفراش

=طلبت اكل من برا.. علشان نتغدا سوا انا و انتى... و الولاد بياكلوا تحت مع جدتهم و ولاد عمتهم


قاطعته سريعاً مغمغمة بارتباك كاذبة فقد كانت خائفة من ردة فعله اذا علم بانها تتبع حمية غذائية فقد رفض ان تفعل ذلك من قبل فماذا سيفعل اذا علم انها تتيع حمية و هى حامل بطفليهما

=لا... انا مش جعانة... انا... انا كلت من شوية... 


قاطعها راجح بحدة و قد نفذ صبره منها

=بطلى اشتغالة يا صدفة... انا عارف انك عاملة زفت على دماغك دايت.. فمتخلنيش افتح فى الكلام علشان انا على اخرى منك و فى الاخر انتى اللى هتزعلى.... 

ليكمل بغضب وهو يمسك بقطعة من الدجاج و يضعها امام فمها

=افتحى بوقك و يلا كلى.....


ارجعت رأسها للخلف تهزه برفض مغلقة فمها بقوة رافضة فتحه

مما جعله يعيد قطعة الدجاج للصحن مرة اخرى و هو يزمجر  بحدة

=براحتك متاكليش... بس اللى بتعمليه ده اسمه هبل... و عدم مسئولية يعنى  ايه تبقى حامل و فى توأم و تعمليلى زفت و هباب... 

ليكمل بقسوة  وزهو يضغط على اسنانه بقوة

=و قولتلك 100 مرة انتى مش تخينة... وكلك على بعضك عجبانى يبقى ايه مشكلتك مش فاهم.... 


هتفت صدفة بحدة و هى تنفجر باكية بشهقات ممزقة

=مشكلتى انى كمان شهر ولا اتنين وهبقى شبه الجاموسة...و يبقى شكلى زى الغوريلا الحامل.. عكس البنات المأصعة والرفيعة اللي شاغلين فى شركتك....ده انا جسمى يعمل 4 منهم.... 


تجمد جسد راجح فور سماعه كلماتها تلك ناظراً اليها باعين متسعة بالصدمة من كلماتها تلك فلم يكن يتوقع ان  يكون سبب اتباعها لتلك الحمية هى غيرتها من الفتيات التى تعمل لديه..

اقترب منها بصمت جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان اليه.. 

دفنت وجهها بصدره و هى لازالت تبكى بشدة مما جعله يربت فوق ظهرها برفق محاولاً تهدئتها ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى توقفت عن البكاء تماماً ابعد رأسها عن صدره ممرراً اصابعه برفق فوق خدييها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه قبل ان يغمغم بحنان 

=نفسى افهم يا صدفة.. اعمل ايه اكتر من اللى بعمله  علشان اثبتلك انك احلى و اجمل ست فى الدنيا دى كلها فى عينيا... و لو ملكة جمال العالم قدامى قسماً بالله ما هبصلها و لا هتهز شعرة فى راسى... 

ليكمل ويده تهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جسدها

=و جسمك عاجبنى.... و مجننى... تخنتى.. رفعتى عجبانى يا صدفة و بحبك و عينى عمرها ما شافت غيرك.... 


همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده

=بس انا.. بتخن اوى فى حملى... 


قاطعها على الفور جاذباً جسدها الى جسده اكثر مسنداً جبينه فوق جبينها هامساً بشغف

=بتبقى مهلبية اكتر و بتبقى عايزة تتاكلى اكل... 

ليكمل وهو يرفع  رأسه ينظر داخل عينيها 

=و بنات اية اللى في الشركة اللى ابصلها.. اعقلى كلامك بقى حد يسيب البط البلدى...ويبص للسمان المعضم يا هبلة.. 


ارتجفت شفتيها فى ابتسامة فور تذكرها كلماته تلك التى قالها سابقاً لشقيقه خرجت من افكارها تلك عندما دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة بحناياه قبل ان يرتفع الى اذنها هامساً بصوت دافئ مليئ بالمشاعر

=بحبك يا مهلبية.. و بمو.ت فيكى 


عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت اجش

=و انا و الله بحبك... 

لتكمل عندما رفع رأسه ينظر اليها باعين مشتعلة

=عارفة انى غلطانة... بس انا مش عارفة ايه حصلى لما روحتلك الشركة و شوفت البنات دى... حسيت وقتها انى مش حلوة و خوفت لما افتكرت حملى فى حمزة و حور كان شكل جسمى كان عامل ازاى.... 


امسك بيدها رافعاً اياها الى شفتيه طابعاً قبلة عميقة براحتها

=كنت زى القمر.. و طبيعى جسمك يزيد يا صدفة انتى كنت حامل و فى توأم يا حبيبتى... بعدين انتى ولدتى من هنا و بدأ جسمك يرجع زى الاول.... و يا ستى و لو مرجعش انتى عجبانى و مجننه اهلى كمان....

ليكمل بجدية مصطنعة و هو يتناول قطعة من الدجاج مرة اخرى ويضعها امام فمها

=بت يا صدفة انا عرفت سبب اللى انتى فيه ده ايه..


هزت رأسها باستفهام و هى مقطبة الحاجبين بينما تفتح فمها بطاعة متناولة منه قطعة الدجاجة

اكمل راجح و هو يشعر بالرضا

=بسبب هرمونات الحمل... انتى من يوم ما حملتى و انتى بقيتى بتعشقى الدراما قد عينك...


هتفت بحدة و استنكار و هى تزجره بحدة

=انا...؟!!!! 


وضع بفمها ملعقة ممتلئة بالمكرونة البشاميل التى تعشقها وهو يجيبها باصرار

= ايوة انتى ايه نسيتى لما قعدتى تعيطى زى العيال الصغيرة علشان حمزة مرضاش يقوم يجيبلك ازازة الميا من التلاجة... ولا لما زعلتى و اتقمصتى من حور علشان قعدت جنبى واحنا بنتفرج على الفيلم ومقعدتش جنبك... 

ليكمل وهو مستمر باطعامها بيده شاعراً بالرضا بداخله و هو يشاهدها تتناول طعامها بشهية

=ولا لما دخلتى اوضتك و فضلتى مخصمانى يوم كامل مبتكلمنيش علشان بس اتصلتي عليا مرتين ورا برا بعض و انا فى الشغل و مردتش عليكى علشان كنت مشغول مع انى بعدها كلمتك على طول اول ما فضيت... ولا لما...... 


قاطعته ضاحكة بصوت مرتفع رنان و هى تهز رأسها بالموافقة

=خلاص..خلاص عندك حق... انا من يوم ما حملت و انا بقيت نكدية


تنهد راجح ضاحكاً بينما يستمر باطعامها حتى انتهت و تأكد من انها قد تناولت كمية من الطعام  جيدة.. مسح فمها برفق بمنديل معقم قائلاً و هو يحاول اعادة الثقة الى نفسها

=مين بقى قلب راجح.. و عمره و دنيته دى كلها بحالها... 


ارتجفت شفتيها فى ابتسامة خجولة وهى تهمس 

=صدفة... 


اومأ برأسه برضا بينما عينيه المسلطة عليها تلتمع بالشغف و العشق منحنياً نحوها طابعاً قبلة فوق خدها الممتلئ 

=ايوة صدفة... صدفة اللى عندى بالدنيا دى كلها و ما فيها... 


انهى جملته دافناً وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه بينما يضمها اليه بقوة هامساً لها بمدى عشقه و حبه لها و هو مستمر بتقبليها حتى غارقا سوياً فى عالمهم الخاص..


༺༺༺༺༻༻༻༻


بعد مرور ساعتين... 


كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة ترتدى قميص النادى الاهلى و بجانبها  يجلس طفلها حمزة الذى كان يرتدى هو الاخر ذات القميص حيث كان أهلاوى متعصب مثلها..

بينما بالجانب الاخر من الاريكة كانت حور جالسة بجانب والدها وهى ترتدى قميص نادى الزمالك فقد كانت زمالكاوية مثل والدها... 


اخرجت حور لسانها قائلة باغاظة لشقيقها و والدتها بينما تستلقى فوق صدر والدها

=هنسكبكوا.... 


لوح حمزة بيده قائلاً باستعلاء

=هتكسبونا بامارة ايه.... كل مرة بنعلم عليكوا يا حبيبتى... 


احاطت صدفة بكتف طفلها تضمه اليها قائلة باغاظة وهى تخرج لسانها لأبنتها و لراجح الذى اخذ يضحك  على حركاتها تلك بينما يتابع باستمتاع اغاظتهم لبعضهم البعض.. 

=سيبك منهم يا حموزى... فى الاخر هيعقدوا يعيطوا زى كل مرة... 


لتكمل و هى  تبعده برفق قبل ان تنهض على قدميها

=استنى يا موزى هروح اعملنا عصير ... 

ثم عادت بعد عدة دقائق تحمل اكواب من عصير الفراولة زجرتها حور بغضب 

=ايه ده يا ست ماما... عملالنا عصير احمر انتى قاصدة تغظينا.... 


هزت صدفة كتفيها قائلة وهى تبتسم لها باغاظة واستفزاز

=ده اللى موجود......


هتفت حور بغضب وهى تعقد ذراعيها فوق صدرها

=مش هشربه... انا عايزة عصير ابيض... ماليش دعوة


رفعت صدفة حاجبيها باستفزاز لراجح الذى كان شفتيه تلتوى فى ابتسامة و هو يدرك مدى عناد كلاً منهما...لكنه اكلق تنهيدة طويلة و هو ينهض على قدميها مقبلاً اعلى رأس طفلته

=سيبك منهم يا حبيبتى هقوم اعملنا احنا عصير موز.... و مش هنشربهم منه


اخرجت حور لسانها الى شقيقها الذى كان يرتشف من العصير و يحرك حاجبية  مغيظاً اياها... 


اتى راجح بالعصير و وضعه امام طفلته التى اخذت تتناوله بشغف من ثم تلقائياً و كما اعتادوا ان يفعلوا سوياً تبادلوا الاكواب و ارتشف كل منهما  عصير الاخر همس حمزة بشئ باذن شقيقته لتهز رأسها بموافقة قبل ان تأخذ منه كوب العصير الخاص بها و تضعه فوق الطاولة رافضة الاقتراب منه مرة اخرى.. 


بينما ابتسم راجح الى صدفة التى ابتسمت له هى الاخرى مرسلة له قبلة بالهواء مما جعل ابتسامته تتسع بسعادة بينما عينيه تلتمع بعشقه لها.. 


بعد عدة دقائق بدأت المباراة و بدأ معها انفعالاتهم وحماسهم


صرخت صدفة التى كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المباراة 

=ايوة...ايوة... يلا..يلا...هيــــه جــــــــــــــول 


انتفضت واقفة هى وحمزة يقفزان و هم يصرخان بفرح و سعادة

بينما تأفف راجح بغضب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانوا يثيروا اعصابه حقاً ..

 بينما اخذت حور تزجرهم بغضب قبل ان ترفع رأسها الى والدها قائلة بطفولية

=بابا هما كدة خلاص كسبوا..؟! 


ضمها الى صدره محاولاً مواساتها

=لا يا حبيبتى لسه بدرى... 

لم ينهى جملته الا و قد سدد فريق الزمالك اول اهدافه لنتنفض حور واقفة تصرخ بفرح و تصفق بيديها قبل ان تستدير الى والدتها وشقيقها الذين كانوا مقطبين بتجهم تخرج لهم لسانها مما جعل حمزة يهتف بغضب

=فرحانة على ايه.. لسة بدرى... 

هنجيب جول دلوقتي..و نكسبكوا 


استمرت حور باخراج لسانها له مما جعل شقيقها يصرخ بغيظ مما جعل راجح يسرع بجذبها اليه مجلساً اياها بجانبه هامساً بشئ باذنها جعلها تبتسم.. 


بينما احتضنت صدفة حمزة الى صدرها محاولة تهدئته ممررة يدها فوق رأسه تتحسس شعره  بحنان... 


مر بعض الوقت و لم يتبقى الا عدة دقائق قليلة للغاية على انتهاء المباراة عندما سدد الزمالك هدف الفوز وقتها انتفض راجح صارخاً يهتف بصخب حاملاً بين ذراعيه حور يرقص بهاو قد انتهت المباراة بالفعل بفوز الزمالك.. 


اقترب راجح من صدفة يمسك بالقميص الذى ترتديه

=ايه مش سمعلك صوت يا وحش النادى الاهلى.... 


دفعت يده بعيداً هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغضب

=ابعد عن وشى يا راجح احسنلك... انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط فى وشى... 

وقف يتطلع اليه و ابتسامة باردة مستفزة تملئ وجهه بينما ارجع حمزة رأسه للخلف باحباط فاركاً رأسه بغضب...

وقفت حوى بجانب والدها ترقص و تغنى بشماتة

=كسبنا... كسبنا.... كسبنا... 

رفعها راجح بين ذراعيه مقبلاً خدها قائلاً باغاظة

=مالكيش دعوة بالناس الخسرانة دى... يا رورو 


هتف حمزة بغضب و قد احمر وجهه بانفعال

=افرحوا براحتكوا حقكوا... ما احنا على طول بنكسبكوا... مرة من نفسكوا عادى... 


ضمته صدفة بين ذراعيها محاولة تهدئته بينما تنظر الي راجح بشراسة و غضب عندما بدأ حمزة بالبكاء ليسرع راجح بوضع حور من بين يديه قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الباكى بين ذراعيه مقبلاً اياه على خده محاولاً مراضاته و تهدئته و بالفعل كفى عن البكاء عندما همس راجح باذنه واعداً اياه بانه سيأخذه الى الأستاد لحضور ماتش الأهلى القادم.. 


بينما اتجهت حور الى والدتها تعقد ذراعيها حول عنقها  واضعة رأسها على صدر والدتها تحتضنها بقوة هامسة بلطف محاولة التخفيف عن والدتها

=متزعليش يا ماما.... الماتش الجاى هتكسبوا


ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتى صدفة قبل ان تحيطها بذراعيها تحتضنها بقوة هامسة باذنها عندما وقعت عينيها على كوب العصير الخاص بها الذى لايزال به ما يزيد عن نصف محتوياته

=هقوم اعملك عصير الموز باللبن  اللى بتحبيه.. بابا كان عامله وحش و معرفتيش تشربيه مش كدة..؟ 


ادرات رأسها تتطلع بقلق نحو والدها الذى كان لا يزال يحمل حمزة بين ذراعيه يتحدث معه برفق قبل ان تهمس باذن والدتها خوفاً من يسمعها والدها

=وحش اوى يا ماما... بس متقوليش لبابا احسن يزعل 


ضحكت صدفة قبل ان تنهض حاملة اياها بين ذراعيها وهى تقبلها على انحاء وجهها متجهه بها نحو المطبخ عندما اوقفها راجح هاتفاً

=رايحين فين...؟!! 


تبادلت صدفة و حور النظرات قبل ان تجيبه صدفة بخبث مصطنع جعل طفلتها تبتسم بسعادة

=هروح انا و حور نشرب من المطبخ


هز راجح رأسه بالموافقة متصنعاً انه قد صدقهم فقد كان يعلم انهم ينويان على فعل شئ ما لكنه هتف بحدة عندما لاحظ  انصدفة تحمل حور بين ذراعيه 

=صدفة... نزلى حور مينفعش تشيلى حاجة تقيلة.... 

ليكمل بهدوء و هو يخفف من حدة نبرته عندما لاحظ تجهم وجه حور  بالحزن متجهاً نحوها قائلاً بلطف وهو يزيح خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها

=علشان خاطر اخواتك يا حبيبتى اللى في بطن ماما ميتعبوش... مش انتى  بتحبى اخواتك... 


هزت حور رأسها بحماس قبل ان تنزل بارادتها من بين ذراعى والدتها ليسرع راجح بحملها  بذراعه الاخر ليصبح يحمل كلاً من طفليه قائلاً بمرح و هو يتبع صدفة الى المطبخ

=يلا علشان ماما تعملكوا عصير الموز باللبن اللي بتحبوه بدل العك اللى عملته ليكوا و متشربش... 


انفجر كلاً من حور و حمزة في الضحك فور ادراكهم انه قد ادرك انهم لم يعجبهم العصير الذى صنعه... 


دلف راجح الى مطبخ مجلساً اياهم فوق طاولة المطبخ قبل ان يتجه نحو صدفة التى كانت توليه ظهرها منشغلة بتقطع الموز على رخامة المطبخ احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه ليصطدم ظهرها بصدره  انحنى طابعاً قبلة بجانب عنقها و هو يهمس بصوت اجش

=عايز اكل مهلبية...


دفعته فى صدره قائلة بغضب

=ابعد عنى متكلمنيش... و متلمسنيش


مرر يده بحنان فوق بطنها التى بها انتفاخ بسيط 

=ليه بس يا مهلبية..؟! كل ده علشان ماتش


لم تجيبه لعدة لحظات قبل ان تستدير بين ذراعيه لتصبح بمواجهته قائلة و هى تجذب انفاس طويلة متتالية كما لو كانت تشم شيئاً ما

=ايه ده فى ريحة جوافة.... صح


غمغم راجح بارتباك 

=جوافة ايه يا صدفة... الجوافة مش موسمها الايام دى... 


هزت كتفيها قائلة ببراءة و هى تبتسم بمكر  بداخلها

=مش عارفة شكلى بتوحم باين.... طيب ما تنزل تجيبلى جوافة اصل.... 

و لكن قبل ان تنهى جملتها شاهدته باعين متسعة بالصدمة و هو يندفع الى خارج المطبخ و هو يغمغم بلهفة

=حاضر هجيبهالك و هاجى على طول... 


اندفعت تلحق به هاتفة و هى لازالت تشعر بالصدمة من ردة فعله فقد كانت تظن انه سيتذمر و يخبرها من اين سيأتى لها بها لكنه خالف كل توقعاتها تلك

=رايح فين يا راجح مفيش جوافة الايام دى اصلاً


اجابها و هو يفتح خزانة الاحذية لكى يخرج حذائه

=هجيبهالك لو تحت الارض.. مادام اتوحمتى على حاجة يبقى لازم اجيبهالك... 


شعرت صدفة بقلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له بهذة اللحظة اتجهت نحوه ترتمى بين ذراعيه تحتضنه بقوة دافنة وجهها بصدره مقبلة موضع قلبه بقبلات عديدة متتالية وهى تهمس بصوت مرتجف

=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى...

لتكمل بخجل وهى تدفن وجهها بصدره اكثر

= بس انا مش عايزة حاجة انا كنت بصراحة بضحك عليك علشان مخالكاش تحتفل بالفوز... 


شعرت بصدره يهتز اسفل رأسها لتعلم بانه يضحك رفع رأسها ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف طابعاً قبلة فوق جبينها 

=حبيبتى الكدابة... و المفترية... 


ارتفعت على رؤوس اصابع قدميها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة حتى تصل الى فمه طابعة قبلة حنونة فوق شفتيه قبل ان تهمس له باغراء

=بحبك..


اخفض رأسه مستولياً على شفتيها فى  قبلة عميقة شغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها هامساً بانفس لاهثة

=و انا بعشقك يا مهلبية..حياتى كلها متسواش من غير ضحكتك و شقاوتك و حنانك ربنا يخاليكى ليا و تفضلة نعمة دايماً فى حياتى... 


تجمعت الدموع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم فى صدرها من حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز

=و يخاليك ليا يا حبيبى... انت دنيتى و حياتى كلها.... 


شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة طابعاً قبلة حنونه فوق ظهر يدها قبل يضع اياها فوق صدره موضع قلبه بينما نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذى يشعرون به تجاه بعضهم البعض... 

لكن قطعت لحظتهم تلك عندما اندفع نحوهم كلاً من حمزة و حور اللذان خارجا  للتو من المطبخ  وهم يصرخون بمرح مرتمين بين جسدى والديهم يحتضونهم بقوة ليصبحوا جميعاً محاطين بشرنقة من الحب و السعادة ستدوم الى الأبد....


❣️ ❣️

حلقه خاصه من مقيد بأكاذيبها 

     بعد مرور اربع سنوات.... 


ارتمت صدفة فوق الاريكة تتنهد بتعب فقد انتهت لتوها من تنظيف و فرش شقتها فاليوم  يوم وقفة عرفة و غداً اول ايام العيد الاضحى فقد هلكت فى تحضير الشقة و جعلها مرتبة و منظمة بهذا الشكل استعداداً لاستقبال الاقارب و الجيران الذين سيأتون لتهنئتهم بالعيد... 


ركضت نحوها طفلتها لورين التى تبلغ من العمر ثلاث سنوات يعقبها شقيقها التوأم عمير محاولاً اللحاق بها ارتموا  بحضن والدتهم هتفت لورين بطفولية و هى تتعلق بعنق والدتها

=ماما... عايزين نستحمى..فى البانيو..

ليكمل سريعاً عمير و هو يبتسم متحمساً

=ايوة يا ماما و نلبس الهدوم الجديدة... بتاعت الوقفة.. 


ابتسمت صدفة لهم مقبلة كل منهما على خده و هى تغمغم بحنان

=حاضر ...يا نور عينى منك لها 

لتكمل و هى تعقد حاجبيها باستفهام

= فين اخواتكوا حمزة و حور..مش سامعلهم حس يعنى؟؟؟ 


اجابها عمير و هو يشير نحو الشرفة الكبيرة

=بيلعبوا فى البلكونة... 


انزلته صدفة عن الاريكة قائلة بحماس محاولة تشجيعه 

=طيب نادى عليهم بسرعة علشان يستحموا هما كمان اجرى يلا.... 

انطلق عمير يركض وهو يصرخ باسم اشقائه بصوت يملئه الحماس و الفرح.. 


بينما نهضت صدفة تحمل بين ذراعيها لورين متجهة بها نحو غرفتهم حتى تخرج المنامات التى ابتاعتها لهم خصيصاً من اجل يوم الوقفة


بعد مرور ساعة... 


كانت صدفة جالسة على الاريكة و امامها تجلس حور التى كانت تبلغ من العمر الان ثمانية سنوات..

اخذت تصفف شعرها فى تسريحة رقيقة تشابه تسريحة شقيقتها لورين التى كانت تجلس ارضاً تلعب مع شقيقيها حمزة و عمير اللذان كانا يرتدان منامات باللون الازرق مشابهة لبعضهم البعض بعد ان تحمما 

و كذلك  كانت كلاً من حور و لورين ترتديان منامات مشابهه لبعضهم ذات لون احمر مطبوع عليها رسومات انثوية

بعد ان انتهت صدفة من تصفيف شعر ابنتها مررت يديها برفق فوق شعرها مقبلة اعلى ࢪأسها بحنان ثم قبلت خد حور التى جذبتها فوق ساقيها  و هى تغمغم بسعادة

=مخلفة قمرات يا خواتى... 


ابتسمت حور بفرح لتسرع باحاطة والدتها بذراعيها تحتضنها بقوة و هى تهمهم 

=بحبك اوى يا ماما.... 


احتضنتها صدفة قائلة بحنان و عاطفة 

=وانا بحبك يا نور عين و قلب ماما.... 

بينما نهض باقى الاطفال فور رؤيتهم لهذا المشهد يسرعوا نحو والدتهم يحيطون بها محتضنين اياها فى عناق طويل بينما هتفت لورين بغيرة و هى تحاول ان تندس بين اشقائها محاولة الوصول الى والدتها 

=وانا ياماما مش بتحبينى؟؟؟ 


هتفت صدفة و هى تضحك بسعادة  جاذبة اياها اليها بينما تزيد من احتضانها  لباقى اطفالها

=يالهووى و انا اقدر.... طبعا بحبك

لتكمل بعاطفة و هى تقبل رأس كل طفل من اطفالها

=ده انتوا نور عيونى.. و بحبكوا اكتر من روحى و نفسى... 


هتف حمزة و هو يضحك مشاغباً و الدته

=طيب بتحبينا احنا اكتر ولا بابا...؟؟؟ 


=طبعاً بتحبنى انا اكتر.... يا لمضى


اتسعت اعين الاطفال بفرح فور سماعم صوت والدهم يأتى من خلفهم التفوا مسرعين ليجدوه يدلف الى الغرفة مبتسماً و هو يحمل بيده حقيبة كبير مما جعلهم ينتفضوا مبتعدين عن والدتهم منطلقين نحو والدهم و هم يصرخون بفرح و سعادة

=بابا... بابا....  


جلس راجح على عقبيه يستقبلهم بين ذراعيه يحتضنهم بحنان و ابتسامة تملئ وجهه و كل تعب اليوم و مشقاته يختفوا فور دخوله منزله و رؤيته لأطفاله و زوجته.... 


من فوق رؤوس اطفاله الذين بين ذراعيه التقت نظراته بنظرات زوجته التى كانت تنظر اليه مبتسمة و عينيها ممتلئة بالدفئ والعشق له كحالها منذ ان تزوجها منذ اكثر من تسع فقد كانت مثل نسمة الهواء الناعمة بحياته لم يقل يوماً حبه لها بل على العكس كان يزداد يوماً بعد يوم حبه و هوسه بها... 


ابعد اطفاله برفق من بين ذراعيه مسلماً اياهم الحقيبة التى اتى بها و التى كانت ممتلئة بالحلويات التى ابتاعها لهم خصيصاً مما جعلهم ينشغلون بها... 


فتح ذراعيه وهو ينظر الى زوجته بدعوة  صامتة لتسرع نحوه على الفور وابتسامة تملئ وجهها ترتمى بين ذراعيه تحتضنه  لتلتف ذراعى راجح من حولها مبتلعاً جسدها  الصغير بين ذراعيه.. 

دفن وجهه بجانب عنقها ممرراً شفتيه برفق فوق جلدها قبل ان يطبع فوقه قبلة حنونة قائلاً وهو يضمها اليه اكثر.. 

=واحشتينى يا مهلبية.


همست صدفة و هى تعقد ذراعيها حول عنقه مستجيبة الى عناقه 

=انت اكتر يا حبيبتى


اقتربت لورين من والديها المتعانقين قابضة بيدها الصغيرة على قميص والدها من الخلف هاتفة بحماس

=بابا... بابا.... 


ابتعد راجح عن زوجته ملتفاً الى طفلته الواقفة تنظر اليه باعين تلتمع بالاثارة والفرح

امسكت بطرف الجزء العلوى من منامتها تريها الى والدها قائلة بحماس

=شوفت يا بابا..شوفت ماما حمتنى و لبستنى بيجامة الوقفة... حلوة يا بابا؟؟ 


ابتسم راجح و هو يمسك بطرف منامتها متصنعاً فحصها قبل ان يجيبها باعجاب و حماس مزيف حتى يرضى طفلته

=الله يا لولو... دى جميلة اوى... 


اقترب باقى الاطفال منهم قائلين و كل منهم يشير نحو منامته

=و احنا يا بابا... شوف... 

اجابهم مبتسماً وهو يتصنع فحص منامة كل واحد منهم 

=الله... حلوين اوى...

ليكمل و هو يجذب كل طفل من اطفاله يحتضنه  ويقبل خده بحنان

 =كل سنة وانتوا طيبين يا قلب ابوكوا


احتضنوه الاطفال مقبلين اياه والفرح يملئ وجوههم قبل ان يبتعدوا ويعودوا الى تفحص محتويات الحقيبة التي اتى بها لهم... 


انتظر راجح ما ان ابتعد اطفاله وجذب زوجته بين ذراعيه مرة اخرى هامساً بجانب اذنها

=طيب و بابا الغلبان  مالوش نفس هو كمان تحميه و تلبسيه بيجامة جديدة 


اطلقت صدفة ضحكة قصيرة رقيقة قبل ان تمرر يدها فوق ذقنه النامى قائلة بدلال اطاح بعقله

=طبعاً عاملة حسابك.. يا حبيبى..

لتكمل وهى تنهض على قدميها جاذبة اياه معاها

=تعالى معايا... 

ثم التفت الى اطفالها  المنشغلين بأكل الحلوى قائلة بصوت مرتفع

=ولاد خاليكوا هنا... هدخل اورى لبابا بيجامته الجديدة..... متفتحوش الباب لو خبط عرفونى الاول


اومأ الاطفال بينما صاح حمزة مجيباً اياها

=حاضر يا ماما.... 


            ༺༺༺༻༻༻


وقف راجح بمنتصف غرفة النوم  يراقب زوجته و هى تخرج حقيبة من خازنة الملابس اخرجت منها منامة رجالية باللون الرمادى قد ابتعتها له خصيصاً

=ايه رأيك بقى؟؟ 


احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه مرة اخرى ليصبح جسدها مصبوباً على جسده صباً قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير

=طيب مش هتساعدينى فى الحمى انا كمان..... 

همست بصوت مرتجف و هى تحاول دفعه بعيداً

=مش هينفع..... 

لكن اختفت باقى جملتها عندما 

مال نحوها و شفتيه تلمس شفتيها و يده تمر ببطئ على ظهرها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف فى قبلة سرقت انفاسها شعرت برجفة حادة تسري بسائر جسدها.. 

فكان هناك جوع رهيب في قبلته جوع اجتذب بلا هوادة كل ما ستقدمه..

استمرت القبلة حتى فاقت  صدفة من غيبوبة عاطفتهم عند سماعها صوت اطفالها بالخارج يتجادلون دفعته براحتى يديها برفق بصدره مما جعله يضطر الى فصل قبلتهم دافناً وجهه بحنايا عنقها ممرراً شفتيه برفق فوقه يقبلها قبلات قصيرة شغوفة

همست بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر قبلاته تلك

=راجح الولاد برا لوحدهم.... مش هينفع.... 

لكنه استمر بتقبيلها غافلاً عم يحيط به غارقاً فى شغفه و عشقه لها.. 

هامساً اسمها بأنين عميق ملئ بالحاجة موزعاً قبلاته فوق عنقها و حلقها 

طرق حاد على باب غرفتهم و صوت طفلتهم حور تهتف من خلف باب الغرفة المغلق

=ماما....الحقى عمير بيعيط علشان لورين اكلت الشيبسى بتاعه.... 

هتفت صدفة مجيبة اياها بصوت مرتجف بينما تحاول دفع  زوجها بعيداً

=حاضر... حاضر يا حبيبتى جايه... 

لتكمل بصوت هامس وهى تدفع راجح بعيداً

=راجح... بس..بقى علشان العيال


رفع راجح رأسه اخيراً مبتعداً ينظر اليها و ابتسامة مرتسمة على شفتيه ممرراً اصبعه فوق شفتيها يتحسس نعومتها قائلاً بصوت اجش بينما عينيه تلتمع بالرغبة

=عيالك انقذوكى من تحت ايدى يا مهلبية... 


نظرت اليه بعينين متسعة بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها مما جعله يبتسم و يطبع قبلة خاطفة فوق شفتيها قبل ان يمسك بمنامته و ينطلق نحو الحمام وهو يطلق من بين شفتيه صفيراً مرحاً... 

تبعته صدفة بعينين ممتلئة بالدهشة قبل ان تضرب يدها فوق ساقها وهى تمتم محدثة نفسها وهى تهز رأسها بعدم تصديق 

=و الله مجنون و هيجننى معاه ابن نعمات.. 

ثم انطلقت خارجة من الغرفة الى اطفالها... 


فى وقت لاحق... 


جلس الاطفال بغرفة المعيشة يشاهدون التلفاز بينما تنطلق منهم ضحكات صاخبة وهم يشاهدون مسرحية  كوميدية 

((العيال كبرت)).. كعادة اى اسرة مصرية بليلة الوقفة 


كان راجح جالساً فوق الاريكة يتابع مع اطفاله المسرحية بينما زوجته جالسة بين ساقيه يمشط لها شعرها بعد ان تحممت و ارتدت منامة مطابقة لمنامته... 

اطلقت صدفة ضحكة صاخبة ملقية رأسها للخلف  مستندة فوق صدر زوجها وهى تتمتم من بين ضحكاتها

=اها مش قادرة... سعيد صالح الله يرحمه بجد مكنش له حل... 


ابتسم راجح وهو يتأمل بشغف ضحكتها تلك قبل ان يتمتم بحدة مزيفة 

=اتعدلى... عايز اسرح شعرك... 

استقامت صدفة فى جلستها مديرة ظهرها له حتى يستطيع ان يستمر فى تمشيط شعرها بينما عينيها مسلطة على التلفاز و على شفتيها ابتسامة واسعة... اقتربت منهم ابنتهم لورين قائلة بغييرة و تكشيرة تعقد حاجبيها

=بابا اشمعنا ماما اللى بتسرحلها شعرها..... 


اجابتها صدفة بتسلية محاولة اغاظتها

فقد كانت تعلم مدى غيرة طفلتها على والدها..

=علشان هو جوزى... يا حبييتى


هتفت لورين بحدة و غضب

=طيب ما هو بابا يا حبيبتى ..ليه يسرح شعرك و انا لا

لتكمل صارخة بغضب و هى تمسك بيد والدتها تحاول دفعها بعيداً عن والدها

=قومى... قومى يلا... 


هزت صدفة كتفيها رافضة الابتعاد قائلة باغظة وهى تستدير نحو راجح تعقد ذراعيها حول عنقه

=مش هقوم يا حبيبتى  انا مراته حبيبته...و اعرفه من قبلك مش كدة يا رجوحتى.... 


تابع راجح باستمتاع المعركة الدائرة بين زوجته و ابنته و عناد زوجته التى تحاول اثارة غيظ ابنتها.. 

اجاب و هو يجذب لورين اليه رافعاً اياها بين ذراعيه يحتضنها بيد بينما اليد الاخرى يحتضن زوجته 

=انتوا الاثنين حبايبى...و بحبكوا


قبلته لورين على خده بينما استمرت صدفة فى اغاظتها قائلة 

=متكدبش عليها يا رجوحتى.. اكيد بتحبنى انا اكتر

انهت جملتها مخرجة لسانها لأبنتها 

مماجعل لورين تصرخ غاضبة.. 

هتف راجح ضاحكاً وهو يدفع صدفة بعيداً

=تصدقى انك بت مستفزة... عاملة عقلك بعقل عيلة عندها 3 سنين


جذبت صدفة ابنتها تحتضنها و هي تضحك قائلة... 

=طبعاً بحبك انتى اكتر.... انتى بنته حبيبته و نور عينه... 

احتضنتها لورين قائلة وهى تدفن وجهها بصدر والدتها 

=وبحبك انتي كمان ياماما... متزعليش


=يا روحى... قلب امها الحنينة يا ناس

غمغمت صدفة بينما تزيد من احتضان طفلتها توزع عليها قبلات على وجهها ثم اخذت تدغدغها ببطنها مما جعل طفلتها تضحك بسعادة... 


اتى باقى الاطفال واندسوا باحضان   والديهم يتابعون مشاهدة المسرحية لتتعالى ضحكاتهم و تملئ ارجاء المنزل الدافئ... 


بوقت لاحق.... 


اجاب راجح على والدته التى اتصلت به  تخبره بان يأتى باطفاله حتى يقضوا الليلة معها كعادتهم بكل وقفة عيد حيث تجمع اطفال اولادها الثلاثة و يقضون الليلة معها... 

وقف راجح بجانب اولاده عند باب المنزل قائلاً لصدفة

=هنزل اوديهم عند الحاجة و راجع تانى... 

ليكمل و هو ينحنى نحوها هامساً باذنها بصوت منخفض حتى لايصل الى اذن اطفاله الواقفين بجانبه

=عايز ارجع الاقيكى لابسة قميص النوم اللى جبتهولك امبارح..دلعينى بقى يا مهلبية... 


دفعته صدفة برفق بصدره قائلة وهى تتراجع للخلف بعيداً عنه

=اتكل على الله و نزل العيال عندك امك يا راجح بدل ما تطلع و تطين عيشتنا... 


ابتسم قائلاً بحماس وهو يغمز لها 

=ماشى.... ربع ساعة هنزلهم اسلم عليها و هطلع على طول..


 بعد نصف ساعة... 


عاد راجح للمنزل هو يهتف بحماس

=انا جيت يا مهلبية.....


كان متجهاً نحو غرفة النوم  لكنه توقف فجأة بمنتصف الردهة و قد تصلب جسده فور رؤيته لزوجته تخرج من المطبخ ترتدى مأزر شتوى قديم وتعقد حول رأسها وشاح اقترب منها قائلاً باحباط

=ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده... 


=مالى فى ايه..؟! 

تمتمت و هى تتجاوزه متجهه نحو غرفة الاستقبال تبعها راجح يتابعها باعين مشتعلة بالاحباط و الغضب

جلست على الاريكة  تمسك بين يديها صحن ملئ بالطعام تتناول منه...

هتف بها بحدة 

=صدفة انتى هتستعبطى.. ايه اللى انتى مهبباه فى نفسك ده... 


اجابته بعصبية وهى تعقد المأزر من حولها جيدا

=سقعانة اعملك ايه يعنى

لتكمل مشيرة الى صحن الطعام الاخر الذى على الطاولة

=قعد كل.... يلا


جلس بجانبها و هو يتأفف بغضب يزجرها بنظرات غاضبة

=انتى مكفنه نفسك وتقوليلي ساقعة... ساقعة ايه يا صدفة انتى هتستعبطى..... 


اجابته بغضب و هى تتراجع الى الخلف تزجره بنظرات مشتعلة

=مش سقعانة يا راجح ارتحت القميص اللى جبتهولى جه ضيق عليا.... 

لتكمل بحدة و هى تقطم من الشطيرة التى بيدها... 

=علشان تخنت...ارتاحت

 

قاطعها بغضب وانفعال و هو يشير نحو الصحن الملئ بالشطائر الذى بين يديها

=لما هو انتى تخنتى... نازلة اكل ليل نهار ليه

تصلب جسدها فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعة لعدة لحظات قبل ان تنفجر فى البكاء دون سابق انذار مما جعله يتفاجأ ويشعر بقلبه يلتوى بصدره اندفع نحوها على الفور قائلاً باعتذار و قد ادرك مدى فضاحة كلماته المتسرعة الغاضبة

=لا يا حبيبتى والله ما اقصد...كلى براحتك... 

ليكمل وهو يجذبها نحو صدره يحتضنها بحنان 

=حقك عليا...


تمتمت صدفة بصوت مرتجف و هى تحاول دفعه بعيداً رافضة لمسته 

=قصدك ان انا تخينة يا راجح... مش كدة


قاطعها سريعاً و هو يضمها الى صدره باصرار رافضاً تركها تذهب بعيداً

=قسماً بالله ابداً....ده انتى مهلبية


ليكمل وهو يرفع وجهها اليه و يبدأ بتوزيع قبلاته عليه وهو يهمس لها

=بعدين تاكلى براحتك...و اللى انتى عايزاه و فى اى وقت

دفنت وجهها بصدره عاقدة ذراعيها حول عنقه مستكينة بين ذراعيه عدة دقائق بينما هو ظل يمرر يده بحنان فوق شعرها هامساً لها بمدى جمالها و حبه و لها...

ابتعدت عنه اخيراً ناهضة على قدميها تفتح مأزرها بتردد نازعة اياه عنها ببطئ كاشفة عن قميص النوم الذى ترتديه اسفله و الذى كان باللون الاحمر الرائع.. 

هامسة بصوت مرتجف و هى تقضم شفتيها شاعرة بالحرج و الارتباك

=اهوه


اخذت عينيه تمر ببطئ فوق جسدها 

يتفحصها باعين تلتمع بالجوع والشغف يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها

حيث كان القميص يظهر مدى جمال جسدها و روعته.. 

انتفض واقفاً قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفة 

=ايه الجمال ده يا مهلبية... انتى ناوية تجنينى معاكى


التمعت عينيها بالفرح و قد ضجت الدماء بخدييها لتصبح حمراء مشتعلة مما جعله يضحك بخفة قائلاً و هو يتحسس خدها الساخن قبل ان يطبع فوقه قبلة حنونة

=لسه لحد دلوقتى بتتكسفى يا مهلبية... 


ليكمل  وهو يعقد ذراعيه حول خصرها يجذبها نحوه بحنان

=عايزك تعقلى كده مش كل شوية تطلعى بموال انا تخنت ده.. انا مش قولتلك 100 مرة قبل كدة  انك حتى لو تخنتى لدرجة انى مش هعرف ادخلك من باب الشقة برضو هتفضلى اجمل واحلى واحدة فى عينيا 


غمغمت صدفة بينما اصابعها تتلاعب بأزرار قميصه قبل ان تصعد و تممرر يدها فوق عنقه

=يا سلام..!!!!! 


امسك بيدها يرفعها الى فمه طابعاً قبلة حنونة فوق مفاصل يدها وهو يجيبها بصبر وصدق

=اها والله العظيم يا مهلبية...طيب عارفة ليه... 

ليكمل و هو يحيط جانب وجهها بيده بينما عينيه المشتعلة بعاطفته مسلطة بعينيها

=علشان بحبك و بعشقك ومفيش فى الدنيا دى بحالها ست تملى عينى غيرك... 


ابتسمت صدفة و قد قفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور سماعها كلماته الرائعة تلك هامسة بصوت مرتجف

=وانا بحبك يا حبيبى..... ربنا يخاليك ليا يا رب

انهت جملتها واضعة شفتيها فوق شفتيه تقبله برفق لكنه اصدر زمجرة بينما يحيط جسدها بذراعيه يضمها اليه بقوة بينما يتولى الامر و يعمق قبلتهم و يستولى على شفتيها فى قبلة حارقة انفصلت شفتيها طواعية لمطلبه الملح دافعاً اياها إلى تيار هائل من الرغبة  مما أشعل كل حواسها. 


                      ******


فى اليوم التالى... 


فى اول ايام عيد الاضحى.. 


صعد راجح و صدفة الى شقتهم بعد ادائهم صلاة العيد مع واطفالهم و باقى العائلة 

بينما ظل الاطفال مع جدتهم بالاسفل.. 

دخلت صدفة الى غرفة النوم لتبدل اسدال الصلاة الى عباءة رائعة قد ابتاعتها خصيصاً للعيد دلفت الى غرفة الاستقبال حيث كان راجح جالساً وقفت امامه قائلة بانفس لاهثة و هى تترقب ردة فعله.. 

=ايه رأيك...؟؟ 

رفع عينيه عن شاشة الهاتف الذى بيديه و

تجمدت حركة اصابعه فوقها و قد انحبست انفاسه داخل صدره بينما اخذ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها تفحص باعين تلتمع بالشغف العباءة التي تظهر لون بشرتها المرمرية البيضاء مبرزة قوامها الرائع  الذي كان يشبه الساعة الرملية بمنحنياتها الممتلئة بينما كان شعرها  منسدلاً فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير الأسود مما ابرز جمالها اكثر  و اكثر....

جذب نفساً عميقاً هامساً بصوت اجش وعينيه  المحترقة بنيران الرغبة تمر فوق جسدها بجوع 

=بطل......


اشتعلت خدييها بالخجل بينما نهض مقترباً منها يحيط جسدها بذراعيه يضمها اليه دافناً وجهه بعنقها يطبع عليه قبلاته الشغوفة 

اطلقت صرخة مرتفعة عندما انحني عليها فجأة وحملها بين ذراعيه كما لو كانت دمية صغيرة و ليست امرأة بالغة ذات جسد ممتلئ..

كان يهم بالانطلاق بها نحو غرفتهم لكن قاطعه صوت رنين جرس الباب و صوت اطفاله يأتى من الخارج... 

مما جعله ينزلها برفق و هو يغمغم باحباط 

=عيالك... دول مستقصدينى... 


ضحكت صدفة طابعة قبلة على خده هامسة باذنه

=الليل طويل يا راجح باشا... 

 ثم تركته واقفاً ابتسامة تتسع على شفتيه ثم ذهبت لفتح باب الشقة لاولادها الذين انطلقوا راكضين للداخل وهم يصرخون 

=بابا فين... عايزين العيدية.... 


خرج لهم راجح قائلاً بمرح 

=طيب يلا اقفوا طابور... 

هزوا الاطفال رؤوسهم بحماس ليقفوا خلف بعضهم البعض بينما اسرعت صدفة هى الاخرى تقف بالصف  خلفهم مما جعل راجح يغيظها قائلاً

=وانتى كمان عايزة عيدية يا ست ام حمزة... 


اجابته مبتسمة  و هى ترفع حاجبها 

=اها طبعاً....انا قبلهم كلهم..


لتكمل بمرح و هى تمد يدها اليه 

=ايدك على العيدية... يا ابو حمزة بلاش الحركات دى.... 


عقد حاحبيه قائلاً بجدية مزيفة 

=بس انا مش عامل حسابك المرة دى ياصدفة... معلش هبقى عوضك العيد الجاى... 


اختفى مرحها فور سماعها كلماته تلك اومأت برأسها خارجة من الصف و هى تهمس يصوت حزين وشفتين مرتجفة  و قد زبلت ابتسامتها.. 

=خلاص مش مشكلة.. مش عايزة 


لم يستطع راجح تحمل رؤية حزنها هذا اسرع نحوها يضمها اليه قائلاً وهو يمرر يديه علي خديها برقة 

=يا حبيبتى بهزر معاكى.... انتى بقيتى بتقفشى الايام دى كتير ليه


هزت رأسها قائلة وهى تحاول الابتعاد

=لا والله عادى لو مش عامل حسابك مش مشكلة انا مش زعلانة... 


قاطعها وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه برقة قائلاً

=مش عامل حسابك ازاى.. ده انتى اول واحدة لازم تاخد منى العيدية كل سنة... 

ليكمل و هو يخرج من جيب بنطاله علبة مستطيلة ليفتحها و يخرج منها سوار ذهبى رائع اطلقت صدفة شهقة متفاجئة فور ان رأته 

امسك بيدها واضعاً اياه حول رسغها ثم وضع باصبعها خاتم من الذهب مطابقاً للسوار رفع يدها الى فمه مقبلاً اياها 

=كل سنة وانتى طيبة يا مهلبية.  

ارتمت بين ذراعيه تحتضنه وعينيها ملتمعة بدموع الفرح هامسة بصوت اجش مرتجف

=وانت طيب يا حبيبى و دايماً معايا و مالى دنيتى.... 


هتف اطفالهم  بفرح فور رؤيتهم حال والديهم تلك قبل ان يندفعوا نحو والدهم يطالبون بعيديتهم و هم يمسكون بيد و الدتهم يتفحصون باعجاب هدية والدهم لها... 


فى وقت لاحق.... 


وقفت صدفة امام راجح تهندم له ملابسه التى بدلها الى عباء بيضاء استعداداً لبدأه عملية الاضحية فقد اعتاد بكل عيد اضحى يأتى بثلاثة عجول و يضحى بهم.. لأجل الله سبحانه و تعالى... 

=متنساش تعمل حساب ام محمد زى كل سنة 


اجابها بهدوء و هو يومأ برأسه

=حاضر متقلقيش.. 


ابتعدت عنه متناول طرحتها تضعها على رأسها وتتجه نحو باب المنزل

=يلا.. انا جاهزة.... 

لكنها قطعت جملتها مطلقة شهقة عندما امسك راجح بذراعها يجذبها"

=راحة فين....؟؟ 


التفت اليه قائلة وهى تعقد حاجبيها بعدم فهم

=نازلة معاك قدام البيت فى الشارع اتفرح على الاضحية.... 


قاطعها بقسوة بينما اخذت عينيه العاصفة بشرارت الغضب تمر علي جسدها المحكم داخل عبائتها الضيقة اشار برأسه نحو عبائتها التى ترتديها و النيران تندلع بصدره 

=بمنظرك ده... ليه مركب قرون... 


نزعت ذراعها من قبضته بحدة واضعة يديها حول خصرها بانفعال و قد صدمتها كلماته تلك

=ليه ان شاء الله كنت ماشية عريانة ولا كنت عريانة.... 


زمجر بغضب عاصف وعينيه تتقافز منها شرارت الغضب و عينيه تمر فوق منحانياتها التى تفصلها عبائتها باغراء

=انيل..... 

ليكمل بحدة و صرامة 

=تخليكى هنا و رجلك متخطيش تحت.. الشارع كله رجاله هتنزلى تعملى ايه وسطيهم... 


ثم تركها مغادراً مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت له ارجاء المكان تاركاً اياها واقفة بوجه محتقن وعينين ملتمعة بالغضب... 


بعد مرور نصف ساعة.... 


كانت صدفة جالسة تشاهد التلفاز باعين شاردة فقد كان غضبها مشتعل من راجح فقد كانت تعلم مدى غيرته عليها فاحيانا تشعر كما  لو كان يستطيع بوضعها فى المنزل و الاغلاق عليها دون السماح لاى من البشر رؤيتها لكان فعلها... 

خرجت من شرودها على صوت طرق حاد على باب المنزل... 

نهضت لكى تفتحه وهى تهتف بصوت مرتفع بينما الطرق على الباب مستمر 

=طيب... طيب ايه الدنيا هطير..  


ما ان فتحت الباب انطلق للداخل ابنها عمير الذى اخذ يصرخ بوجه شاحب

=بابا الجاموسة ضربته... بابا الجاموسة ضربته.... 


لطمت صدفة يدها على صدرها هاتفة بفزع و قد شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها 

=ضربته .... ازاى... حصله حاجة؟؟ 


هز عمير رأسها و عينيه ملتمعة بالدموع

اختطفت طرحتها واضعة اياها فوق رأسها تهبط الدرج سريعاً شاعرة بقلبها يكاد يغادر صدرها وصلت الشارع و هى لا تكاد ان ترى امامها لكن اوقفها صوت نعمات التى كانت جالسة امام باب العمارة تشاهد عملية الاضحية

=بت يا صدفة بتجرى كدة ليه فى ايه..؟! 


اجابتها صدفة بصوت مرتجف و هى تشعر انها على وشك الاغماء عليها 

=راجح يا ماما العجل ضربه حصله حاجة.... هو فين؟؟ 


ضحكت نعمات قائلة وهى تنهض ممسكة بيدها 

=ياختى على محنك يا بت كل اللهفة و الجرى ده كله علشان العجل كان هينطحه براسه... 

لتكمل وهى تضحك 

=يالهوى على محن النسوان


قاطعتها صدفة سريعاً و لا زال القلق يسيطر عليها

=يعنى محصلوش حاجة.. متأكدة


اجابتها نعمات و هى تشير نحو راجح الواقف ومن حوله عدة رجال متجمعين على بعد عدة خطوات منهم

=ما هو واقف هناك اهو و زى الفل ...ربنا يحميه.... بعدين يعنى بعد الشر لو كان فيه حاجة كنت هبقى قاعدة هادية كدة


اومأت صدفة برأسها و هى تنظر نحو راجح تفحصه بإمعان محاولة ان تطمئن قلبها... 


فى ذات الوقت كان راجح واقفاً يتابع عملية ذ.بح الاضحية بين الرجال العاملين بوكالته رفع رأسه نحو المكان الذى تجلس به والدته محاولاً الاطمئنان عليها ليتصلب جسده فور ان وقعت عينه على تلك الواقفة مع والدته بعبائتها التى تجسد تفاصيل جسدها مخالفة اوامره ضاربة اياها بعرض الحائط شعر بغمامة سوداء من الغضب تعمى عينيه...

التف هاتفاً و هو اشبه ببركان ثائر سينفجر بمن حوله منادياً على احدى رجاله 

=خد بالك من المكان هنا... 


ثم انطلق نحو صدفة التى ما ان شاهدت الغضب المرتسم على وجهه شحب وجهها همست بصوت مرتجف ما ان اصبح يقف امامها 

=هفهمك.. 


زمجر من بين اسنانه بقسوة و غضب 

=ولا كلمة... قدامى على البيت 


 امسك بذراعها دافعاً اياها امامه نحو المنزل هتفت والدته بقلق وعدم فهم

=فى ايه يا راجح.... مالك فى ايه با بنى...؟ 

لكنه تجاهلها و اكمل طريقه للداخل.. 


فور ان دلفوا الى شقتهم جذبت صدفة ذراعها من قبضته مبتعدة عنه سريعاً متراجعة الى الخلف بينما زمجر بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها

=بتعاندينى... ها.. مش كده.... 

ليكمل وهو يتقدم نحوها وقد انتفضت عروق عنقه تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره 

=بتعاندينى... و نازلة بعباية مفصلة كل  جسمك... 


همست صدفة بصوت مرتجف وهى لازالت تتراجع ال الخلف و شعور بالدوار يجتاحها

=لا و ربنا... ده من خضتى نزلت بسرعة و مخدتش بالى من اللى لابساه..... 


قاطعها بصوت شرس وهو يحاول الامساك بها لكنها هربت منه لأقصى الغرفة

=اتخضيتى ليه ياختى.... 


وقفت خلف المقعد تحتمى به مغمغمة بعصبية 

=الواد عمير قالى ان العجل ضربك و عورك......... 

لتكمل وهى تصرخ بينما تتفادى بصعوبة يده التى حاولت الامساك بها لكنها تفادتها بصعوبة

=والله ما فكرت.... انا كل اللي كان هممنى ان اطمن عليك.... 


قاطعها هاتفاً بشراسة و هو اشبه ببركان ثائر سينفجر باى لحظة

=تطمنى عليا و زفت ايه... بعد كده  لو قالولك انى اتنيلت مت متنزليش الشارع بمنظرك ده تانى.... 


اندفعت نحوه فور سماعها كلماته تلك تحيط جسده بذراعيها قائلة بلهفة و خوف 

=بعيد الشر عنك يا راجح... بالله عليك بلاش الكلام الوحش ده.... 

لتكمل و هى تحاول ان تجعله يلين قليلاً متجاهلة شعور الدوران الذى انتابها حيث اصبحت ضربات قلبها تضرب بجنون بصدرها

=خلاص و الله ما هتكرر تانى.... 


زمجر و عينيه تضيق عليها بغضب ونيران الغيرة تشتعل بصدره و عروقه

=عارفة كام راجل تحت وزمانه..شافك بالمنظر ده... 


هزت رأسها سريعاً قائلة  

=والله ما حد شافنى هما بالظبط دقيقتين اللي وقفتهم مع امك

تنهدت فور رؤيتها ان الغضب لايزال مرتسم على وجهه احاطت عنقه بذراعيها مسندة جسدها على جسده قائلة

=خلاص بقى يا حبيبى ..... 


لتكمل بصوت منخفض وهى تقرب شفتيها من شفتيه تطبع قبلة ناعمة على شفتيه

=والله كنت مخضوضة عليك و قلبى كان هيقف لما... 

لكنها ابتلعت باقى جملتها شاعرة بالاغماء يجتاحها كما لو الارض تكاد تبتلعها اسندت رأسها على صدره هامسة بصوت منخفض مثقل و الاعياء يشدت عليها

=راجح الحقنى.... 


زفر بغضب قائلاً بعصبية 

=صدفة مش كل ما تحبى تثبتينى تعملى فيها تعبانة...و تخضينى عليكى مش هياكل معايا الجو ده..... 

لكنه ابتلع باقى جملته و قد اهتز جسده بعنف كما لو ضربته صاعقه

عندما شعر بجسدها يثقل و يتراخى تماماً بين ذراعيه حتى كادت تسقط ارضاً فاقدة للوعى تماماً..

حملها بين ذراعيه رافعاً اياها الى صدره ووهو يهتف بصوت يملئه الخوف و اللهفة

=صدفة... مالك....فى ايه 


حملها مسرعاً الى غرفة نومهم  واضعاً اياها برفق على الفراش ثم اسرع نحو طاولة الزينة يجذب من فوقها زجاجة عطر و وضع منها اسفل انفها محاولاً افاقتها لكنها ظلت ساكنة لا تصدر اي حركة تدل علي استجابتها مما جعل الفزع يدب بداخله شاعراً بقبضة تعتصر حلقه كما لو كان يختنق اسرع باخراج هاتفه متصلاً بطبيب جاراً له طلب منه ان يحضر مسرعاً.. 


بعد مرور عشر دقائق... 


كان راجح واقفاً بوجه شاحب شاعراً بكامل جسده يرتجف بينما قبضة حادة تعتصر قلبه يراقب بخوف الطبيب و هو يقوم بفحص زوجته التي كانت راقدة فوق الفراش  يحاول الطبيب افاقتها. 

فتحت صدفة عينيها اخيراً بعد عدة محاولات لأفاقتها من قبل الطبيب.. 

 زفر راجح براحة و هو يكاد ان يبكى انحنى عليها مقبلاً اعلى رأسها ممسكاً بيد مرتجفة يدها... 

همست بصوت اجش منخفض وعينيها مسلطة بعدم فهم على الطبيب الذى كان لا يزال يفحصها

=ايه حصل..؟؟ 


اخذ الطبيب يسألها عدة اسألة التي اجابت عليها بحرج بينما تضطلع نحو زوجها بتردد مما جعله يبتسم مشجعاً اياها علي الاجابة ..

من ثم قام الطبيب بفحصها باحدي الاجهزة.. غمغم راجح بقلق عندما رأي الطبيب قد انهي فحصه لها

=خير يا دكتور محمود طمني....


ربط الطبيب على كتف راجح قائلاً بابتسامة واسعة

=مبروك يا عم راجح... المدام حامل


ظل راجح متجمداً مكانه عدة لحظات و لم يستوعب كلمات الطبيب لكنه هتف بفرح وابتسامة واسعة ملئت وجهه و قد بدأ يستوعب الامر مردداً بفرحة 

=حامل...حامل

اتجه علي الفور نحو زوجته التي اعتدلت في جلستها فور سماعها ذلك و ذات الابتسامة و الفرحة مرتسمة فوق وجهها جلس بجانبها محتضناً اياها بين ذراعيه مقبلاً اعلي رأسها قبلات متتالية شاعراً بالسعادة 

لكنه التف الى الطبيب قائلاً بقلق

=طيب هى كويسة... اغمى عليها ليه يا دكتور


اجابه الطبيب مطمئناً اياه بانها بخير و ان سبب اغمائها انخفاض ضغط دمها بشكل مفاجئ.. ثم كتب لها عدة ادوية طالباً منه ان يجعلها ترى طبيب متخصص... 

اوصله راجح للخارج قبل ان يعود للغرفة لزوجته و ابتسامة مشرقة تملئ وجهه.. 


جلس بجانبها منحنياً مقبلاً بطنها التي كان به انتفاخ بسيط للغاية لا يذكر

ارتفع ببطئ علي مرفقيه مقبلًا شفتيها برفق هامساً بصوت اجش ملئ بالعواطف 

=مبروك... يا حبيبتي...


مررت يديها بحنان فوق خده بينما تضطلع بشغف الي الفرحة التي تلتمع بعينيه

=الله يبارك فيك يا حبيبى....

لتكمل مازحة وهى تبتسم 

=شوفت دى تانى مرة احمل على الوسيلة... انا مبتعشليش و سيلة 


ضحك راجح مقبلاً جبينها

=طيب و ماله.. انا عايز اقفلهم فريق كورة


ضربته صدفة بكتفه هاتفة وهى تضحك بمرح

= فريق كورة ايه.. حرام عليك

دفن رأسه بعنقها مقبلاً اياها بشغف هامساً 

=بحبك يا مهلبيتى .....


احاطت ظهره بذراعيها تضمه اليها مدركة مدي حرصه علي عدم الضغط على بطنها همست بدلال بينما تلثم اذنه بحنان

=وانا بحبك يا راجح باشا... 


              ༺انتهت الرواية༻


💕دمتم ساالمين 💕...


                       تمت بحمد الله 

       لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


وايضا زورو قناتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك


تعليقات