رواية مهرة والامبراطور
الفصل الثالث والثلاثون 33 جزء ثاني والاخير
بقلم مي مالك
دلفت مي للمنزل بعد فتره جلوس طويله على السطح، وجدت ليان تجلس على الأريكه على الأغلب تنتظرها
نظرت لها مي بضيق، وتحركت إلى غرفتها، لكن أوقفتها ليان وهي تقول :
"انتي أتأخرتي كده ليه، ومين الواد الحليوه إلى كنتي واقفه معاه على السطح ده"
التفتت لها مي بضيق :
"أيه تبعك ده كمان، وبعدين انتي بترقبيني ولا أيه"
"لا مش تبعي، ولا مكنتش براقبك، أنا كنت طالعه أصالحك لقيتك واقفه معاه ومفرفشه، قولت أسيبه يضحكك شويه وأنزل يمكن تفكي لما أجي أكلمك"
"متخلطيش الموضوع، انا لسه عن قراري أنك تسيبي البيت"
نهضت ليان من مكانها وذهبت لأحتضانها، لكنها اوقفتها قائلة بضيق :
"لا متقربيش، مفيش حاجه تشفعلك إلى قولتيه عليا، والطريقه إلى كلمتيني بيها"
ابتسمت ليان بحزن، ثم قالت بأسف :
"أنا مقصدش إلى فهمتيه، أنا بس كنت معتصبه من كلام يونس، تصوري أنه قال عليا خاينه، أنتي فهمتيه بطريقه غلط، أنا كنت هفهمه أننا مننفعش لبعض تاني، بس مش بالطريقه دي، أنما ولله يا مي أنا مقصدش أقولك أنك غيرانه ولا العبط ده، أنا فاهمه أنك خايفه عليا بس الطريقه غلط"
"ولو يا ليان مينفعش تقولي عليا غيرانه وأني معجبه بيونس، كلامك وجعني حتى لو مبينتش"
"أه مهو باين ده أنتي ضربتيني بالبوكس وهددتيني بالمبرد"
رفعت مي حاجبها وهي تقول بضيق :
"ده مبرد يا ليان مش بيعمل حاجه"
"ولله أومال أنا خوفت ليه"
ضحكت مي من هيئتها، وعانقتها ليان بحب وهي تهمس بعبارات الأسف، ومي كعادتها لم تكثر لما حدث وأعتبرته مجرد سوء تفاهم، وانتهى الأمر ببقاء ليان في المنزل
____________
وأخيراً عاد إلى مصر مره أخرى، بعد مقابلات عمل كثيره وبدل رسميه، وأبتسامات مجامله بشكل غبي، وأخيراً عاد إلى مصر، ضحك على نفسه، فها هو يامن الذي كان لا يطيق أن يبقى في مصر طويلاً، ها هو الأن أشتاق إلى مصر من أسبوع
واشتاق إلى مليكه أيضاً، تلك المجنونه التي لا يفهم ماذا حدث معها لترفض كل مكالماته لها، هل من الممكن أن تكون حزينه بسبب غيابه سابقاً
تنهد بحيره وهو لا يعلم ما بها، وقرر أن يذهب إلى مكان عملها، عله يجدها ويشرح لها ما حدث
__________
أستيقظ على صوت رنين هاتفه المزعج، فتحه بأنزعاج ولم يرى حتي من المتصل
وصله صوت مهره الباكي وهي تهمس بأسمه، انفزع من صوتها الباكي وصرخ يسألها عن ما بها
ليصله بنبره صوتها وهي تحاول أن تكون هادئة :
"مازن متزعلش مني، أنا فكرت كويس قبل ما أخد القرار ده، أنت متستاهلش واحده زي، بكل الماضي الملغبط بتاعها ده، أنت مش ذنبك حاجه عشان تعيش معايا"
وضع يده على وجهه بضيق من جنونها، ثم قال بتعب :
"ذنبي أني حبيتك يا مهره، وقابل أعيش معاكي بكل ماضيكي"
سمع صوت بكائها برغم من محاولتها البائسه لتكون متماسكه :
"بص يا مازن عشان مفيش وقت، أنا ماشيه، هسيب البلد وماشيه خالص يا مازن، إلى خلاني أتأخر في قراري هو أنت أني خايفه أسيبك، بس دلوقتي أنا لسبب ما مبقتش خايفه، أنت طمنتني"
حاول أن يستوعب كلامها الذي صدمه بشده، ثم صرخ بها بحده :
"لا يا مهره متمشيش، متسبنيش يا مهره، كل حاجه ممكن تتحل من غير ما تمشي"
"مفيش حاجه هتتحل يا مازن، وبعدين متندمنيش أني كلمتك، أنا كلمتك بس عشان تعرف أني حتي لو مشيت هودعك، أشوفك على خير"
وأغلقت الخط ومازن يصرخ بها أن لا تذهب وتتركه، حتي أستيقظت ملك فزعاً من هيئة والدها
___________
نظرت له ماريا بضيق وهي تقول :
"أنت لسه فاكر تسأل عليها دلوقتي"
أبتسم لها يامن بهدوء وهو يقول :
"ولله كان عندي حاله وفاه، وبعدها سفريه مستعجله أتلهيت"
"وفي وسط كل ده مكنش في خمس دقائق تطمن عليها"
"ولله كنت برن ومكنتش بترد عليا"
زفرت ماريا بضيق وهي ترى أن له مبررات لكل شئ، وقررت أن تعترف له :
"مليكه مش هنا، في أجازه بقالها أسبوع"
غلبت على نبرته القلق وهو يسأل :
"ليه حصل لها حاجه !"
طمئنته ماريا قائلة :
"لا هي بس نفسيتها تعبانه"
لم يخف قلقه، بل زاد لأن مليكه لم تكن من تلك الأشهاص الذي تقصر نفسيتهم على عملهم
لذا قرر أن يذهب إلى منزلها ليعلم ما بها
وخلال الطريق دق علي أسلام لعله يفهم منه أي شئ، لكنه أيضاً لا يجيب
كاد أن يتصل به مره أخرى، لولا أتصال مازن
فتح يامن الخط ليصله صوت مازن الحاد :
"يااامن مهره كلمتني بتقولي أنها هتسيب البلد وتمشي، وأنا مش عارف هي فين ولا راحت فين، ومش لاقياها في أي حته، أعمل أيه !"
أوقف يامن سيارته حتى لا يفتعل حادثه، ثم حاول أن يهدأ مازن قائلاً :
"طيب أهدى يا مازن، انزل اسأل البواب هي نزلت أمتى"
"سألته وقالي من ٣ ساعات تقريباً"
"طيب وأنت من أمتى بتنام في نص اليوم"
"قصدك أيه يعني"
"قصدي أنها ماشيه بقالها 3 ساعات تقريباً، طيب وهي أيه ضمانها أنك هتكون نايم ٣ ساعات وأنت مش من عادتك تنام في الوقت ده"
أستوعب مازن ما يريد أن يوصل إليه يامن، وركز قليلاً ثم كاد أن يسب مهره، ليقول له يامن :
"فهمت قصدي، مهره حطيتلك منوم، سواء في عصير في أكل في أي حاجه"
"في العصير، وفي اللبن بتاع ملك عشان تضمن أننا نكون نايمين، أنا مش عارف هي بتعمل معايا كده ليه، هو أنا عدوها"
تنهد يامن بحزن على شقيقه، ثم قال :
"طيب أهدى يا مازن ومتشلش هم، وأنا جيلك، ومتقلقش هتروح فين يعني مهي مهما بعدت بترجعلك برجليها"
وغير مساره بدلاً من الذهاب لمليكه، ذهب إلى منزل مازن
___________
لماذا هي مختنقه الأن !، الم يكن ذلك ما تريده، أن تتحرر من علاقتها بيونس، وأن يبتعد عنها وارتاح من وجوده الدائم حولها، وتعيش حياتها مع شخص غيره
ها هي كل أمانيها تحققت لماذا تشعر بالضيق الأن بلا سبب
بدأت تفكر في علاقتها بيوسف، كان شخص أرستقراطي إلى أبعد حد، بطريقه لا تطاق، او لا تطيقها ليان، كانت تعتقد أنه مرح ولطيف، وأن صمته يدل على هدوءه، لكنها عرفت أنه يدل على محافظته على شكله، لا يتحدث كثيراً، لا يأكل كثيراً، لا يضحك كثيراً، جدي جداً، وهي ليست كذلك
لكن طريقته في التعامل معها تجبرها أن تكون كذلك، ليان عاشقه الأكل يجب ألا تنهي طبقها للنهايه حتى لا يقول أحدهم شئ عليها، لا يجب أن تضحك كثيراً حتي لا يقولوا مجنونه !، لا يجب أن تتحدث حتى لا تكون بنظر الناس كثيره الكلام، لا يجب ولا يجب ولا يجب .....
كلما حدث شئ بينها وبين يوسف للأسف عقلها يقارن بينه وبين يونس، تلقائياً برغم من محاولتها أن تخرج يونس من عقلها
هي ليست شخصيه تهتم بكلام الناس، ولا تفضل أبداً تلك الأشخاص، فيما كان يشعرها بالراحه التامه مع يونس لأنه يشبهها، ولكن يوسف يريد أن يغيرها هي لتكون شبهه، أذا كان هو هكذا، فما بالها بعائلته، بالتأكيد سيكونوا أسوء بمراحل
كلما فكرت في هذا الأمر يطرق عليها حديث مي وأنها كانت صحيحه بكل كلمه قالتها، لكن ذلك بداخلها فقط، أما من الخارج فكل كلام مي خاطئ وهي سوف تعتاد على يوسف أو تغيره أيهما أقرب
كان كل شئ بالنسبه لها له ألف حل، ألا شئ واحد، لا يمكنها حتى أن تصارح به أحد
وهو أن قلبها الغبي يشتاق ليونس ....وبشده
__________
(في المساء)
كان يامن يحاول أن يبحث عن سجلات الطيران ليرى هل سافرت مهره بحق أم لا، لكن الأمر يحتاج لوقت بسبب عدم وجود شخص قريب منه يمكنه الدخول لتلك السجلات، ومازن من وقت لأخر يتصل به ليطمئن على كل جديد
وعلى الصعيد الأخر كان مازن في شركه الهواتف يحاول الوصول لأخر نقطه اتصال لهاتف مهره، لكن الأمر أيضاً يحتاج لوقت بسبب عدم توافر أذن نيابه، وأن هذا يعتبر تجسس على بيانات الرقم، مما يضعهم في مأذق أكبر
وفي النهايه لم يصلوا إلى شئ
___________
(في الصباح)
كان مازن يجلس على الأريكه بعدما أنتهى من 3 عُلب من لفافات التبغ، لم يذق طعم النوم بلا سبب، كلما نام يحلم بمهره تطارده في كوابيسه وتقول له أنها ليست بخير، حاول أن يصبر نفسه بأنه قلق عليها ليس أكثر، وأنها كانت تسافر من قبل، لكن قلبه يأبي أن يطمئن، وكأنه خلق خصيصاً ليقلقه على أحبابه
رن هاتفه برقم دولي لا يعرفه، أجاب سريعاً على أمل تكون مهره
وصله صوت أنثوي غريب :
"ألوو، مازن"
شعر بنبره صوت يعرفها، لكنه لا يميزها، ليجيب قائلاً :
"أيوه، مين معايا"
"أنا جينا، كنت عارف أن أكيد مهره مش عرفتك مكانها، فقولت أطمنك أنها عندي"
سألها بأستنكار :
"عندك في لندن !"
أجابته جينا بهدوء :
"أه وعندي كمان في ال hospital"
"مستشفي !، ليه هي جرالها حاجه"
"لالا أهدأ، هي عندي بتتعالج، زي ما أنت عارف أنا طبيب نفسي وهي وافقت أخيراً تتعالج عندي"
"ولله وهي مش قادره تتعالج هنا، أنا هاجي أجبها من شعرها على التوتر إلى عيشتني فيه"
"مازن بليز أهدا مش تخليني أندم أني كلمتك، مهره لازم تتعالج، إلى شافته مش سهل أنها تكمل بعده هياتها عادي، أرجوك أفهم، مهره تهتاج للعلاج ومن فتره طويله، وجودك معاها هو إلى شجعها تتعالج، لازم تشجعها مش تهبطها، بلؤز مازن فكر في مشاعر مهره وقد أيه هي تعبت، هتفهم أنها خدت القرار true"
تنهد مازن بضيق ثم قال :
"طيب ممكن أكلمها"
"سوري ، لكن مش هينفع، أنا مش قولتلها أني كلمتك، أنا بس عارفاها مجنونه وأكيد سافرت من غير ما تقولك، ف قولت أطمنك مش أكتر"
"طيب هي ممكن ترجع أمتى"
"مش عارف وقت ما تتعافي تماماً ، أظن من 7 شهور ل سنه"
"سنه !!!"
"ممكن أكثر، أنت مش عارف مهره هالتها أزاي، يبقى كويس لو فعلا أخدنا سنه، وفتره وهخليك تكلمها، هي هتهتاج (هتحتاج) دعم، وأنت أفضل شخص بالنسبه لها"
ظلت جينا تحاول أن تهدئه، وتفهمه أبعاد الأمر، وأبعاد حاله مهره النفسيه والتي شبه مدمره
أستيقظ يامن وخرج من غرفته، وأكتشف أنه قضي الليله في منزل مازن، نظر لمازن الذي كان يجلس شارد وينظر في الهاتف ثم قال :
"مالك هو أنت عرفت حاجه جديده"
"أه مهره سافرت لندن، صحبتها كلمتني وقالتلي"
أغمض يامن عينه بضيق وهو يسب مهره في سره وأردف بحنق :
"طب ليه، طالما مضايقتهاش سافرت ليه، هو أي مرمطه وخلاص"
نهض مازن وربت على ذراع يامن قائلاً بحزن :
"خلاص يا يامن، الموضوع خلص، أنا أسف أني عطلتك ولغبطلك مواعيدك"
وتحرك إلى غرفته وأغلق الباب، ويامن يقف حزين على كسره شقيقه من تلك المجنونه مهره
___________
تحرك بسيارته بأتجاه منزل مليكه، يكفي تأخير فات أسبوع وأكثر وهو لا يعرف عنها أي شئ
قليلاً ووصل إلى منزلها، تنهد وهو لا يعلم هل يصعد أم ينتظر قليلاً
لكنه أستجمع شجاعته، وأغلق السياره وصعد إليها
٣ دقات متتاليه، كان يفكر في كل مره قبل أن يدق، وهو حتى لا يعرف ماذا يقول لها
فتحت الباب لتجده أمامها، بطلته الهادئه وأبتسامته البراقه، عيناه التي لم يختفي منها البريق يوماً منذ أن عرفته
كادت أن تشعر أنها تحلم، لولا أنه أفاقها من حلمها وهو يبتسم قائلاً :
"مش بترضي عليا ليه يا لوكا، هو أنا عملتلك حاجه"
قالت ببرود :
"هو أنت لما تختفي كده من غير ما تقول، المفروض لما ترجع أرد عليك عادي"
"طبعا أنا لو حلفتلك أني أتسحلت مع أخويا في حاله الوفاه إلى عنده مش هتصدقيني"
"لا مش هصدقك، عن أذنك"
وحاولت أغلاق الباب في وجهه، ليضع قدمه أمام الباب، ويفتحه بقوه ويدخل المنزل
نظرت له مليكه بغضب ثم أبتعدت عنه :
"لو سمحت أمشي من هنا، خلاص مش لازم تبرر الموضوع خلص"
نظر حوله بدهشه وهو يقول بعدم فهم :
"يعني أيه، موضوع أيه إلى خلص"
"موضوعنا"
"هو لسه بدأ عشان يخلص، هو حصل أيه لكل ده"
"حصل أنك أختفيت أول ما عرفت الحقيقه، يعني مش قادر تتأقلم مع الموضوع، يعني حتي لو بتحبني مكنتش تتمني تتجوز واحده زي"
رفع حاجبيه ورمش عده مرات وهو يستوعب ما تقوله، ثم تحدث بنفي لما تقوله :
"لا طبعا مقصدش كده، ولله كنت مع أخويا في دافنه حماته، وبعدها جتلي سفريه شغل ضروري، حاولت أتصل بيكي أكتر من مره في أكتر من وقت وأنتي مردتيش عليا، أول ما نزلت مصر جيتلك الشغل، ماريا قالتلي أنك في أجازه، و...."
قاطعته مليكه بضيق :
"بس ده كان أمبارح، أنت روحت سألت ماريا عني أمبارح، مجتش ليه بعدها"
"عشان حصل عندي ظروف مع أخويا بسبب مراته"
أقتربت منه وهي تحاول معرفه مدى صدقه :
"يعني .....يعني أنت مش هتسبني"
هز رأسه بالنفي، ثم غمز لها وهو يردف :
"ده ماريا بتجبلك أخباري أول بأول"
لم تتحدث، أبتسم لها يامن وهو يقول بحنان :
"متقلقيش يا مليكه، أنا مش هسيبك، أنتي ليه شايفه إلى قولتيهولي شئ كبير لدرجه أني أسيبك عشانه"
حاولت أن تكون قويه وهي تقول :
"لا على فكره الموضوع مش فارق معايا وجودك من عدمه"
ضحك يامن عليها وهو يقول :
"انتي عبيطه صح، يابنتي أنا وأنتي عرفين أني أفرق معاكي وأفرق أوي كمان، يبقى ملوش لازمه الكلام ده"
أرتبكت مليكه منه ومن نظراته وضحكه، ثم قالت بضيق :
"قصر، عايز أيه تاني يا يامن"
"عايزك تخديلي معاد تاني من أخوكي بعد أسبوعين، عشان أجي أتقدم رسمي أنا وأخويا"
نبرتها الفرحه ضغت على كل شئ :
"بجد يا يامن"
هز رأسها بإيجاب لتطلق مليكه زغروطه مصريه أصيله، برغم من فشلها بها ألا أنها كانت تخرج بفرحه حقيقيه
قبل أن يتحدث يامن، وجد الباب يفتح وأسلام يدخل
نظر لهم أسلام بصدمه، ثم وضع الأكياس بجانب الباب وهو يقول :
"الله الله، هو أنا جيت في وقت غير مناسب ولا أيه"
___________
كانت مازالت لا تعرف قرارها ولا تعرف ماذا تفعل مع يوسف، نومها قلق، وحياتها بأكملها قلقه، وجهها أصبح باهت، أصبحت عصبيه وحاده النقاش، ولذلك كانت مي تتجنبها
دقات خفيفه على الباب تليها دخول مي، نظرت لها ليان ثم مسحت دموعها بسرعه، أغلقت مي الباب وذهبت للجلوس أمامها
تنهدت مي بحزن ثم وضعت يدها على يد ليان :
"أنا مش عاجبني حالك، أنتي كل مادى حالتك بتسوء أكتر وتكتئبي أكتر، مالك يا ليان"
"مش عارفه يا مي، المره دي فعلا مش عارفه، كل ما احاول أقرب من يوسف بتخنق، بحس أن حاجه جوايا بتقولي أهربي، ولما بفكر أرجع ليونس بحس أني برضو مخنوقه، وكرامتي بتحرقني أني أرجع للشخص إلى رماني بأيده، مبقتش عارفه أعمل أيه"
"بصي يا ليان، أنا هفهمك، أي بني آدم جواه شخصيتين، شخصيه إلى هيا أحنا إلى اتخلقنا بيها، وشخصيه كونتها المجتمع، الشخصيه إلى أنتي أتخلقتي بيها بتحب يونس وبترتاح مع يونس، وبتلاقي نفسها مع يونس، حد بيحبها بجد شخص بيشجع وبيدعم وبيحب وأهم حاجه أنه شبهك، مش محتاجه تتجملي ولا تتذوقي وأنتي معاه"
أخذت نفس عميق ثم أكملت :
"والشخصيه التانيه إلى خلقتها المجتمع، إلى بتفرض عليكي يوسف، بتقولك هو ده الشخص إلى الناس هتقول عليه أنه كويس، هو ده إلى أخوكي هيوافق بيه، أينعم أنتي مش بترتاحي معاه، وبتحسي أن جواكي ألف حاجه وحاجه عايزه تعمليها، بس عقلك بيقولك مينفعش، الشخص ده هو أهم واحد لازم تحافظي على شكلك قودامه، وده مش صح في الحب، لأن بعد الجواز الحاجات دي بتختلف وهيكتشف أنك بتخبي عنه عيوبك، أو إلى بالنسبه له هو عيوب"
"مشكلتي مع يوسف أكبر من كده، هو بيتريق على أي حاجه بحبها، بيتريق على الروايات وعلى الترجمه في دار النشر وبيقول أنها شئ تافه، حتي شغلي بيتريق عليه وبيقول أنه ملوش لازمه، واني مديا لشغلي أكبر من حجمه، يعني حتي حلمي بيتريق عليه"
هدرت مي بعصبيه :
"الروايات حاجه تافهه، ده المفروض يرجموه في ميدان عام، ده واحد مشافش بربع جنيه تربيه، أنتي أزاي ساكته على ده، يعني أنتي شايفه أن عادي تتريقي على أحلامه وشغله وطموحه ويكمل معاكي عادي"
"انتي زعلانه عشان بيتريق على الروايات، عشان أنتي كاتبه"
"أنا لا طبعا زعلانه عشان بيتريق على طموحك"
نظرت لها ليان ثم قالت بتوتر :
"يعني أنتي شايفه أني أسيبه"
"فوراا وبدون تردد"
"طب ويونس"
تنهدت مي وهي تقول :
"بصي أنتي حاليا في صراع بين قلبك وعقلك، عقلك بيقولك خلي عندك كرامه مفيش حاجه تستاهل تخسري أخوكي عشانه وكمان عشان هو مش عايز وجع دماغ، أنما قلبك بيجري على يونس وبيقولك أن عمره ما حب ولا هيحب غير يونس"
زفرت ليان بحيره وهي حتي لا تعلم ماذا تفعل، ربتت مي على ظهرها وهي تقول :
"أنا مش هضغط عليكي، الجواز بالذات لازم تمشي فيه ورا قلبك وعقلك، عشان متلبسيش في الحيط"
"مي ممكن تعمليلي قهوه"
هزت مي رأسها بمرح :
"وماله، بس أنا مش بعرف أعمل قهوه"
"عادي عادي ، أي حاجه أنا راضيه"
هزت مي رأسها وخرجت لتعمل القهوه، وليان تحاول أخذ قرار فيكفي ما ضاع، أو ما سوف يضيع أن لم تأخذ القرار سريعاً، وهو يونس الذي بتأكيد بعدما حدث سوف يفكر مره أخرى بالزواج من غيرها ويعيد نفس الأمر البائس الذي فرقهم سابقاً
بعد مرور بعض الوقت
دلفت مي إلى الغرفه ومعها فنجالان من القهوه، وضعتهم على المنضده وهي تقول :
"أحلى قهوه من أفشل واحده بتعمل قهوه"
نظرت ليان للقهوه ثم قالت بنبرة مختنقه :
"بس دي من غير وش"
"ما أنا مش بعرف أعمل قهوه بوش، أنا مش بعرف أعمل قهوه أصلا أنا عملتهالك في الكتل"
ظلت ليان تنظر لها بطريقه غريبه، ألا أن فجأه وبدون مقدمات صرخت في وجهها باكيه وكأن شخص عزيز عليها مات
ظلت مي تنظر لها بدهشه، ثم أقتربت منها بسرعه وهي تقول بفزع من طريقتها :
"مالك يا بنتي بسم الله الرحمن الرحيم، هو حصل أيه"
"عشان....أنا مش بحب القهوه من غير وش"
ثم أرتمت في أحضان مي باكيه، ومي تنظر لها وهي تحاول ترجمه الأمر، وتوصلت إلى اللغز
هو أن الروح لها طريقتها الخاصه لتعرف العقل أنها غير مرتاحه لذلك الوضع، وهو يحدث من خلال عده أعراض وهي الصداع، البكاء على أتفه الأشياء، الضيق، العصبيه، التعب والأرهاق الدائم من الا شئ
وهذا كله يحدث مع ليان، مما يدل على أن هناك شئ تحاول أن تفهمه له روحها
وهو أن يوسف لا يصلح لها ولو كان ملاكاً من السماء
____________
(اليوم التالي)
تحركت ليان بين ممرات الشركه الكبيره، وهي تتذكر ما حدث صباح اليوم، ها هي أنتهت من قصه يوسف بسلام، وأخرجته من حياتها صباح اليوم، لم تكن سعيده بأي قرار أخذته أكثر من هذا القرار، لا تعلم كم المعارك التي سوف تخوضها مع مازن بسبب ذلك القرار الذي سوف تتخذه بعد قليل، لكن الشئ الوحيد الذي تثق به أنها سوف تدافع عن حبها إلى النهايه
ذهبت إلى مكتبه فأوقفها مساعده الخاص وهو يسأل :
"حضرتك عايزه مين يافندم"
"عايزه يونس هو جوا !"
"لا يا فندم مستر يونس في أجتماع، حضرتك عندك أي رساله أحب أبلغهاله"
"لا هبلغه أنا بنفسي"
وذهبت إلى غرفه الأجتماعات التي تحفظها عن ظهر قالب فهي تعرف كل شبر في تلك الشركه، حاول المساعد أن يوقفها، لكنها كانت فتحت الباب، ليظهر مجموعه من رجال الأعمال جميعهم يرتدون البدل الرسميه
ما أن رأها يونس ضيق عيناه وهو يتأكد أنها هنا بالفعل، ثم نهض سريعاً قبل أن تفتح فمها وتقول أي شئ غبي من أشيائها المعتاده، أستأذن من الأجتماع وتحرك ناحيه ليان ممسكاً بمعصمها، ثم خرج بها ذاهباً إلى مكتبه، حاول مساعده أن يبرر له أنه حاول أن يوقفها، لكنه أشار له بيده أن يصمت
دلف بها إلى المكتب وأغلق الباب وراءه، ثم ألتفت لها قائلاً بضيق :
"عايزه مني أيه تاني يا ليان"
"بص عايز أسألك سؤال، هو أنت بتحب الروايات"
رفع يونس حاجبه بدهشه، ثم نظر حوله وهو يقول :
"يعني أنتي شايفه أن الوقت يسمح بسؤال سخيف زي ده"
"أنا بتكلم جد، أنت بتحب الروايات"
"لا"
"أومال ليه كنت مهتم بأول روايه ترجمتها وقرأتها وقولت أني عرفت أعبر عن مشاعر الأبطال صح، ولقيتك بتتكلم معايا عن روايات مختلفه وترشحلي روايات أقرأها"
"عادي عشان أنتي كنتي مهتمه بالموضوع، فحبيت أشارك أهتمامك"
"أيوه يعني أنا مهمه عندك"
صحح لها جملتها قائلاً :
"كنتي مهمه، حالياً أنتي بنت عمي وبس وزيك زي ليلي ونرمين"
أقتربت منه وهي تقول بنبره لعوبه :
"متأكد"
نظر لها يونس وهو يشعر بدهشه :
"هو في أيه يا ليان، أنتي مرتبطه وهتتخطبي قريب"
"مش هتخطب غير ليك يا يونس"
وقبل أن يستوعب ما قالته، عانقته هي بقوه هامسة في أذنه :
"أنا بحبك، وعمري ما حبيت ولا ههحب غيرك"
أزاح ذراعيها من حول رقبته وهو يسألها :
"طب ويوسف"
"سبته"
"طب ومازن"
"هنقنعه، مهما كان هو شاف أنه فرقنا قبل كده ومنفعش، ولو جربنا تاني هيتأكد أننا لبعض، وبعدين مازن أتغير بعد مهره، فهم بجد يعني أيه حب، لأن هو كمان وقع في غرام مهره"
"الحربايه !"
وكزته ليان في كتفه بمرح وهي تقول :
"بس متقولش عليها كده، أنا لما قولت كده كنت غلطانه ومعرفهاش كويس، أنما دلوقتي هي أكتر واحده تنفع تربي ملك وتكون مع مازن"
"مش هتسبيني تاني يا ليان"
"عمري، أنا حرمت خلاص وأتأكدت أن قلبي مش هيحب غيرك"
"وأنا كمان بحبك ومستعد أقف قصاد الدنيا كلها وأستنى فوق عمري عمر، بس في الأخر أكمل بقيت عمري جمبك"
إلى اللقاء .....في الخاتمه
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻....
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا
وايضا زورو قناتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
