رواية قلب حبيبتي
الفصل السابع والعشرون 27 والثامن والعشرون 28
بقلم ماما سيمي
الفصل السابع والعشرون
في منزل تالا
دخلت تالا لآسر غرفته وهو يضع الاب توب أمامه علي الفراش يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي تنحنحت وهي تجلس بجواره
تالا : آسر ممكن أطلب منك طلب بس أرجوك مترفضش
آسر ناظرا إليها: وأيه اللي هيخليني أرفض بس يا حبيبتي
تالا بتحرج: عايزه أرجع شغلي في الشركة تاني
أنقبضت عضلات وجه آسر بغضب فأجابها بحدة : ليه
تالا بخجل وهي تخفض وجهها لأسفل: ليه أيه مش فاهمة تقصد ايه
آسر بنظرة متفحصة: ليه عايزه ترجعي شغلك في الشركة تاني وأنتي سيباه بمزاجك
تالا: زهقت ومليت من القاعدة في البيت حاسه أني مخنوقة مش واخده علي قاعدة البيت طول النهار
آسر: تالا أنا عايزك تفهميني مرواحك الشغل تاني ممكن يخليكي ترجعي تفكري في مازن وأنتي دلوقتي مخطوبة ومكتوب كتابك علي واحد تاني يعني مجرد تفكيرك فيه مش مسموح بيه أولاً وأهم حاجه لازم تخافي من حساب ربنا ليكي ثانياً احتراماً للراجل اللي أنتي شايله أسمه ثالثا عايزك متتعلقيش بحبال دايبه مازن كان صريح من الأول معاكي ومدكيش أمل عشان تتعلقي بيه
تالا : أنا عارفه كل اللي قولته يا آسر وواخده بالي منه كويس مش عوزاك تقلق بس حقيقي أنا مخنوقة مش قادرة علي الحبسة خروجي للكلية كان مهون عليا كتير
آسر : يامن عارف أنك عايزه ترجعي تشتغلي في الشركة تاني
تالا بضيق: أنا متكلمتش معاه في الموضوع ده وبعدين هو هيحكم عليا وانا لسه في بيت بابا
آسر: أنت مش بتتكلمي معاه أصلاً وهو أشتكالي كام مرة حتي السلام بالأيد مبتسلميش عليه المفروض أنه جوزك والسلام عليه مش حرام ولا هيشيلك ذنوب
تالا بحده: آسر أنت عارف أنا وافقت عليه ليه ولسه مخدتش عليه وربنا يسهل مع الوقت أقدر أتعود عليه لكن متضغطش عليا أني أتقبله كدا ما بين يوم وليلة حقيقي مش قادره وحكاية السلام دي لما أبقي أتجوزه بجد أبقي اسلم عليه
آسر: وأنتي مش متجوزاه بجد أمال أيه متجوزاه هزار ولا كدا وكدا
تالا : لأ قصدي بعد الفرح
آسر: ماشي علي العموم شوفي رأي يامن أيه لو وافق معنديش مانع طالما أنتي عارفه حدودك كويس ومش هتتخطيها
تالا بضيق: أنا مش هكلمه ولا هطلب منه حاجه قوله أنت وشوف رأيه
آسر: هو خطيبي ولا خطيبك أنتي المفروض مدخليش حد بينكم
تالا بأصرار: وأنا قولتلك لما أكون في بيته ساعتها هعامله على أنه جوزي وابقي مدخلش حد بينا أنما دلوقتي مليش كلام معاه
آسر متعجبا : ماشي يا تالا هكلمه واشوف رأيه أيه
تالا بأبتسامة: تسلملي يا حبيبي أنا هروح أشوف بابا بقي أصله نايم من بدري
آسر بابتسامة حانية: روحي يا حبيبتي
خرجت تالا من غرفة أخيها تشعر ببعض الراحة فهي كانت تخشي من رفض آسر علي فكرة رجوعها الي العمل مرة أخرى ، قابلت والدها في الصالة فا أبتسمت له بحنو
تالا: صح النوم يا حبيبي
حسين: صحة وعافية عليكي يا حبيبتي
تالا: أعملك حاجة تشربها
حسين: أنا كنت داخل أعمل شاي بلبن اعملك معايا
تالا: لأ يا حبيبي روح أنت الڤرانده وأنا هعمله وأجيبه وأجي وراك وهنادي آسر نشرب كلنا سوى
حسين: ماشي يا حبيبتي هصلي العصر عما تكوني عملتيه وناديتي علي آسر
تالا: ماشي يا قلبي ربنا يتقبل منك مقدماً
حسين بأبتسامة حانية: أمين
جلس مروان ببهو ڤيلته شارداً جاءت مريم وجلست بجانبه تتحدث معه ظل مروان شارداً لم يلاحظ مجيأها وتحدثها معه
مريم وهي تضع يدها على كتف مروان: مالك يا حبيبي سرحان في أيه
مروان زافراً بقوة: مريم هو يامن ومازن حصل بينهم أي مشاكل قبل كدا أو حاجة زعلتهم من بعض
مريم بتذكر: لا مفتكرش أن حصل بينهم حاجه وبعدين يامن طول عمره عايش في كندا مع مامته بحكم أنها كندية أصلا وكانت بترفض ديما تيجي تعيش في مصر حتي لما خالي طلقها وجه يعيش هنا في مصر يامن كان أغلب وقته قاعد هناك مع مامته ومبيجيش هنا غير بسيط جداً
مروان بحيرة: مش عارف ليه حاسس أنه خطب تالا عشان ينتقم من مازن المسألة شكلها كدا زي تصفية حسابات بياخد بتاره منه مش حكاية حب واعجاب ابداً
مريم بحيرة أيضاً: انا كمان استغربت من أسلوب يامن لما بيتكلم علي علاقته مع تالا قدام مازن حساه بيغيظه بيشمت فيه
مروان: كل حاجة مسيرها تنكشف وتبان بس اللي مش هسمح بيه أن يامن يأذي مازن حتي لو بالكلام مازن بنجرح وبيسكت لكن أنا مش هسكت ولازم أعرف هو بيعمل كدا ليه
مريم: متخافش على مازن هو ممكن يبان طيب ومسالم بس وقت غضبه ولما بيفيض بيه مش هيسكت وهيواجه يامن شر مواجهة
مروان: بتمني كدا أصل أنا متغاظ من يامن ده قوي بارد معندوش إحساس
مريم وهي تغمز بعينها: هههههههه دي الحكاية كبيرة قوي مش حكاية مازن بس يا معلم
مروان مضيفاً عينيه: تقصدي أيه يا بت أنتي
مريم : شكلك كدا بتغير منه باين عليك قوي
مروان وهو يحاوط خصرها ويضمها له بشدة: أنا أغير من الواد المايع ده دا ميسواش في نظري قرش صاغ واحد
مريم وهي تغيظه: يامن ده موز وعنيه زرقه وشعره زي سلوك الدهب دا صحابي لما بيشوفوه بتهبلوا عليه
مروان وهو يهجم عليها : نعم يا روح ماما بتقولي أيه دا أنا هخلي يومك مش معدي
أفلتت مريم منه وهي تعدو أمامه وتمسك بطنها بيد واحده وعلي صوت ضحكتها ومروان يحاول الإمساك بها
مريم: خلاص يا ميدو يهزر معاك واللهي
مروان وهو يمسكها : وحياة الغاليين منا سايبك أنتي بتمدحي في راجل تاني غيري هقطعك وهعقابك أشد عقاب
مريم وهي تحاوط عنقه بيديها: وأنا موافقة بس على شرط وشرط مهم جداً
مروان وهو يلتقط شفتيها في قبلة طويلة: شرط ايه يا حبيبتي
مريم وهي هائمه من قبلته الساحقة لها: عايزه أكل رنجة ممكن
مروان با شمئزاز: رنجة اشمعنا الرنجة اللي أنتي عيزاها دا أنا مبطقش ريحتها
مريم بدلع: شمه ريحتها ونفسي أكلها قوي ده أسمه وحم يا حبيبي
مروان: وحم أيه أنتي بدأتي في السادس يعني خلاص شهور الوحم خلصت
مريم بغضب مصتنع: مليش دعوة أنا عاوزه رنجة وبعدين في ناس بتفضل تتوحم طول حملها هتجبلي رنجة ولا عايزها تطلع في البيبي
مروان: لأ هجيب يا حبيبتي طبعا مش عارف وحمك كتير ليه كدا مرة بطارخ ومرة كفتة وكباب ونيفة ومرة كوارع والمرة دي رنجة هو الواد ده طالع رمرام لمين
مريم وهي تبتعد عنه بغضب : أخص عليك يا ميدو بتقول علي أبني رمرام خلاص مش عاوزه منك حاجة وانا وهوه زعلانين منك
مروان وهو يحتضن ظهرها ويمسح علي بطنها : أنا بردو أقدر على زعلك وزعل ابني حبيبي هجبلك رنجة وكل حاجة بس بعد ما أعقبك علي كلامك الاول وبعدين أروح
وقبل أن تفتح مريم فمها حملها مروان بين يديه مقبلاً إياها وأتجه بها الي غرفة نومهما يعقابها أشد عقاب .
وافق يامن علي رجوع تالا الي عملها مرة أخرى بعد أن فاتحه آسر في الموضوع فهو أن لم ترغب تالا بذلك كان هو من سيقترح عليها أمر رجوعها مرة أخري حتي تسنح له الفرصة بأغضاب مازن وإثارة حنقة حتي يأخذ بثأره منه بل وذهب أول يوم عمل لها يصطحبها بنفسه الى الشركة رفضت تالا الذهاب معه وحذرته من تكرارها
يامن لآسر: يعني ايه رافضه اوصلها هى مش مراتي ولا ايه
آسر: معلش يا يامن لما تبقى في بيتك أبقى وصلها أنا حاولت معاها بس هي رافضة وعشان خاطري متجيش تاني تواصلها هى حلفت لو عملتها تاني مش هتروح الشغل خالص
يامن متمالكا نفسه: ماشي يا آسر عشان خاطرك بس بعد أذنك أنا رايح الشركة
آسر: وأنا هجيب تالا واجي وراك
دخل آسر إلى تالا وجدها تعدو بغيظ ذهابا وأيابا وهي تقضم باظافرها
آسر: أيه يا تالا مالك حصل ايه لده كله
تالا بغضب: أزاي يجي يطلب مني طلب زي ده هو فاكرني أيه
آسر: محصلش حاجة الراجل اتصرف بحسن نية من باب أنه كاتب كتابك يعني
تالا: ولا حسن نية ولا سوء نية خليه ملوش دعوة بيا ولما نبقي نعمل الفرح يبقي ساعتها بقى يظهر حسن نيته دي
آسر : هههههههه ماشي ياختي خلصي عشان منتأخرش
تالا وهي تلتقط حقيبة يدها: يلا يا بابا أنا جاهزه من بدري لولا الرزل اللي طب علينا زي القضى المستعجل
آسر وهو يدفعها أمامه: قضى مستعجل شكل ايامك هتبقى فل معاه
تالا : فل الفل يا هندسة
وصل يامن الى الشركة ليجد مازن يغادر من سيارته بعد أن فتح له حارسه الشخصي الباب وأخذ منه حقيبته سائراً أمامه
يامن مناديا عليه: مازن يا مازن
التفت له مازن : خير يا يامن عايز حاجة
يامن : أه كنت عايز اقولك أن تالا هترجع الشغل النهاردة ماشي
مازن : ماشي في حاجة تاني
يامن : لأ شكراً كنت بعرفك بس لتكون مش عارف
مازن: لأ عارف آسر كلمني أمبارح يعرفني أنها راجعه الشغل
يامن بغيظ : كدا ماشي مكنتش أعرف أن آسر عرفك
مازن وهو يخطو نحو الداخل: بعد أذنك عندي شغل كتير متأخر مش فاضي للوقفة دي
يامن ليغيظه: تمام روح أنت وأنا هقف هنا استنى تالا حبيبتي ونطلع سوى
وقف مازن بعد أن اشتعلت نيران الغيرة بقلب التفت مازن له يحاول ضبط نفسه كي لا يظهر غضبه فخلع نظارته الشمسية ناظراً ليامن بغيظ
مازن: يكون افضل خليك مستنيها هنا
ثم تركه سريعا دون أن يضيف حرفا واحدا ودخل إلى الشركة يواري غضبه بداخلها
الفصل الثامن والعشرون
عدة أسابيع مضت ومازن يحاول عدم التواجد في الشركة بشكل مستمر حتي يبتعد عن تالا بأكبر قدر ممكن كي لا يزيد تعلقاً بها ولكنه كلما أبتعد خطوة يزيد شوقه لها أضعاف مضاعفة ألمه قلبه كثيراً لم يعد يحتمل بعده عنها اكثر من ذلك الحياة بدونها مجرد لونين ابيض واسود لا يرى بها أي الوان تبهج حياته جلس في في أحد الفنادق ينتظر لقاء عميل مهم دعاه مازن لتناول طعام الغذاء سويا بعيداً عن الشركة فهذه أصبحت عادته مؤخراً لكي يتم الاتفاق معه علي توريد معدات بناء جديدة ، فوجئ مازن بدخول يامن ومعه تالا الي مطعم الفندق وجلسا علي طاولة بالقرب منه فنفذ صبره وأكتمل احتراق داخله كما رغب يامن واكثر أغمض عينيه يستغفر ربه فالقدر يعانده وكأنه يلقي بالكثير من الملح علي جروحه لكي تزيد من تألمه ، هم بالرحيل من المكان كله ، ليجد العميل يدخل عليه معتذراً بشدة علي تأخرة بسبب عطل سيارته في طريق القدوم تقبل مازن اعتذاره ، وجلسا لكي يتناولا الطعام ثم يتحدثان عن أبرام الصفقة وتحديد وقت أمضاء العقود
جابت تالا بعينيها المكان بضيق فهي أرغمت علي الخروج مع يامن بعد أن ظل آسر وقت كبير يقنعها بضرورة الخروج معه لكي تحاول أن تعتاد عليه في وقت قصير فا موعد زفافهم أقترب وهي مازالت تخشى قربه ، وقعت عينيها علي مازن الذي يجلس بالقرب منهما فخفق قلبها بشدة بعد أن تلاقت أعينهما سويا وأرسلت نظرتهما رسائل حب واشتياق لبعضهما اخفضت تالا نظرها بخجل
يامن مقاطعا صمتهما: تحبي تاكلي ايه يا حبيبتي
تالا بحنق: أنا قولتلك مش عاوزه أكل أنا هاخد عصير بس
يامن: بس أنا جعان وهكل وأنتي لازم تاكلي معايا مينفعش أكل لوحدي
تالا بضيق: يامن لو سمحت أنت متفرضش عليا حاجه مش عوزاها عايز تاكل كل أنت أنا مليش نفس
يامن باستفزاز وهو ينظر بطرف عينه ناحية مازن: مينفعش أنتي عايزه الناس تقول علينا أيه خارجه معايا غصب عنك
تالا بشك: يامن أنت كنت عارف أن مازن بيتغدي هنا صح
يامن: بتسألي ليه
تالا: بصراحة ومن غير لف ودوران انا بحس أنك خطبتني بس عشان تغيظ مازن تنتقم منه لأنك مبتكلمنيش ولا تهتم بيا غير لما يكون مازن موجود غير كدا ولا أكنك تعرفني أصلاً
يامن ببرود وهو يشير للنادل أن يأتي: أوهام كل ده أوهام في دماغك يا حبيبتي
يامن للنادل: لو سمحت هات لينا ٢ ميكس جريل و٢ سلطة خضره و٢ سلطة طحينة وبطاطس محمرة صوابع
النادل وهو يومئ ب ايه: حاضر يا فندم
أنصرف النادل وتوجه يامن بنظره لتالا
يامن ببرود: كنتي بتقولي أيه يا حبيبتي
تالا بغضب: أنا مش حبيبتك ومتقولش الكلمة دي تاني فاهم وأنا مبتوهمش حاجة أنت فعلا خطبتني عشان وتنتقم من مازن بس أحب اقولك حاجة أنت ناسيها مازن عمره ما هيغير عليا ولا أنا هفرق معاه اصلا في حاجة سامعني أنت كدا بتنتقم مني أنا مازن عمره ما حبني ولا هيحبني مازن محبش غير تولين ياريت تفهم ده كويس سامعني
يامن بغضب : مازن محبش تولين أنا بس اللي حبيتها وهو خطفها مني مازن خطفها مني وسلمها للموت وأنا مش هسكت غير لما أحرق قلبه علي كل حاجه عايزها وبيحبها زي ما حرق قلبي على تولين
جحظت عين تالا بخوف مرعب: أنت مجنون أنت مش أكتر من مجنون بينتقم من وهم في دماغه ياريت تروح تتعالج قبل ما الاوهام دي تقتلك
وقفت تالا بغضب وغادرت المكان واسرعت حتي تخرج فهى تشعر أن كل شئ يطبق على أنفاسها وجدت تالا وهي تعبر درجات الفندق الخارجية صوت مازن يناديها
مازن: تالا......... تالا
التفتت له تالا وهي تمسح عبراتها: نعم
مازن: مالك يا تالا في ايه بتعيطي ليه يامن عملك حاجة
يامن بصوت جهوري: مش عارف بتعيط ليه ما هو أكيد أنت اللي عمال تكرها فيا
مازن بعدم استيعاب: اكرها فيك ليه
يامن: عشان تاخدها مني زي ما اخدت تولين قبل كدا مني وضيعتها
مازن : ايه الكلام اللي بتقوله ده أنت مجنون وأيه خدت تولين منك ليه هي تولين كانت بتحبك وأنا معرفش ولا ايه
يامن: اه كانت بتحبني أنا وأنت ضحكت عليها بكلامك وخدتها مني زي ما أنت دلوقتي عايز تضحك علي تالا وتخدها مني بس أنا مش هسمحلك تاخد تالا مني فاهم
مازن: حقيقي أنت مش طبيعي أنت أخر مرة شوفت تولين كان عندها خمس سنين ولما شوفتها تاني مره كان مكتوب كتابنا يبقي حبيتها أمتي وهي حبيتك أمتى فوق يا يامن قبل ضيع نفسك وضيع تالا معاك
يامن بجنون وصوته يجأر: ملكش دعوة بتالا تالا مراتي أنا فاهم مش هتاخدها مني وابعد عننا خالص
لاحظ مازن وقوف تالا وهي تبكي وترتجف من أفعال يامن الجنونية وتجمع المارة من حولهم وبدأوا في التهامز فيما بينهم
مازن محولا السيطرة على يامن: تعالى يا يامن نروح نكمل كلامنا في البيت
نفض يامن ذراع مازن وجأر بصوته: قولتلك ملكش دعوة بيا أنت أيه مبتفهمش كل اللي في دماغك تاخد مراتي مني وتكرها فيا
تالا بصراخ: بس بقى كفايا فضايح أنت أيه مش في واعيك فضحتنا في الشارع
رفع يامن ذراعه محاولا صفع تالا ليجد يد مازن تمسك ذراعه بقوة
مازن بنظرات ملتهبه: أوعي تفكر تمد أيدك عليها فاهم
هجم يامن علي مازن محاولا لكمه تفادى مازن اللكمة ثم وجه له لكمه أفقدت يامن وعيه وسقط أرضا سابحا في غيبوبة مؤقته
التقط مازن أنفاسه محاولا تمالك أعصابه ، تجمع حوله حرسه الشخصي وقاموا بفض المارة من حولهم ، أنحنى مازن على يامن صافعاً له برفق على وجنته كي يفيق دون فائدة ، أمر مازن حرسه بحمل يامن ووضعه بالسيارة في الخلف لكي يذهب به إلى مشفى ليرى ما به
مازن لتالا: اتفضلي يا أنسة تالا أركبي عشان أوصلك
تالا ببكاء: لأ روح أنت وديه مستشفى شوفوا ماله وانا هاخد تاكسي وأروح بيه
مازن بحدة: قولت أركبي هنوديه مستشفى وبعدين أوصلك أتفضلي
صعدت تالا بجوار مازن في الأمام بعد أن صعد مازن خلف عجلة القيادة وقاد السيارة إلى مشفى الطبيب عبدالمجيد زهران ، وبعد فترة قصيرة توقف مازن بالسيارة أمام المشفى واستدعى أحد حراسه ويدعى عادل
مازن: عادل تعالى نادي على حد من التمريض يجوا يخدوا يامن لجوه بسرعة
اسرع عادل في طلب المساعدة وسرعان ما كان يرقد يامن علي الترولي المتحرك الى داخل المشفى ، نزل مازن ودعى تالا للنزول
مازن: تعالي يا انسة تالا نطمن على يامن وبعدين أروحك
أرتجفت تالا وقد ضربت رأسها ذكرى إقامتها في تلك المشفي والعملية التي أجريت لها وخشيت أيضا أن تقابل أحد يعرفها هنا فيكشف سرها الدفين ، فهزت رأسها بخوف
تالا: لأ أنا مش هدخل جوه أنا مبحبش المستشفيات
لاحظ مازن أرتجافها وشدة خوفها لم يشئ أن يضغط عليها فتنهار أيضا
مازن متفهما حالتها: طيب خلاص خليكي هنا وأنا هدخل أطمن علي يامن وأجي أوصلك
تالا وهي تومئ برأسها: حاضر
اسرع مازن الى داخل المشفى قابل في طريقه الدكتور عبدالمجيد زهران
عبدالمجيد: خير يا مازن يا بني في حاجه في حد تعبان من أهلك
مازن: أه يا عمي يامن أبن خالي معرفش ايه اللي جراله أنا هحكيلك على كل اللي حصل
استمع عبدالمجيد الي حديث مازن جيداً
عبدالمجيد بتفكير: الموضوع ده مش سهل يا مازن أبن خالك شكله معقد نفسيا من حاجة تانية وجمع كله مع بعض وحملك أنت ذنب كل حاجة
مازن مستفهما: قصدك ايه
عبدالمجيد: يامن لازم يتعرض علي دكتور نفسي وهو يقرر حالته أيه
مازن: أنا كمان شكيت في كدا لأني مجرد ما لكمته وقع منهار وبعدين أنا مضربتوش الضرب اللي يخليه يفقد الوعي بالطريقة دي
عبدالمجيد: تقريبا يامن عنده إنهيار عصبي
مازن: ممكن حضرتك تكلم احسن وافضل دكتور نفسي في البلد يجي يتابع حالته وأنا متكفل بكل المصاريف وكل حاجة
عبدالمجيد : أحنا عندنا هنا أفضل دكاتره نفسيين في مصر هخلي واحد منهم يقيم حالته
...... قلب حبيبتي... بقلم ماما سيمي
مازن ناظراً في ساعة يده: أنا هروح مشوار ساعة بالكتير وهجيب ماما معايا عشان تطمن على يامن
عبدالمجيد: أتفضل أنت وأحنا هنعمل اللازم
خرج مازن لكي يوصل تالا الى منزلها لكنه لم يجدها أغمض عينيه متمتما بضيق
مازن: ليه كدا يا تالا كنتي فضلتي لما أوصلك كدا تقلقيني عليكي وتمشي وأنتي بالحالة دي
أخرج مازن هاتفه ودق على هاتف والدته وأنتظر حتى أجابته
مازن: الوه ايوه يا ماما اجهزي لغاية لما أجيلك
مازن: متخافيش يا حبيبتي خير لأ الموضوع ملوش دعوة بمريم أنا لما أجي هقولك سلام دلوقتي
ثم أغلق الهاتف ووضعه بجيبه و توجه إلى سيارته وقادها متجها الي منزله لجلب والدته لكي تبقى بجوار يامن في محنته
رجعت تالا وهي منهارة الى منزلها ، هلع حسين وآسر عندما رأها بذلك المنظر ، أرتمت بحضن والدها تشهق بالبكاء
حسين بذعر: مالك يا تالا طب أهدي يا بنتي أهدي يا حبيبتي قوليلي مالك في أيه
ظلت تالا تشهق بالبكاء ولم تستطيع الكلام
آسر وهو يمسح على ذراعها كي تهدأ: خدي نفسك يا حبيبتي وأهدي وعرفينا مالك حاسه بأيه يامن عملك حاجه
شهقت تالا على ذكر إسمه ثم حاولت تمالك نفسها كى تستطيع الكلام
تالا : خطبني عشان ينتقم من مازن مش عشان بيحبني
ثم أجهشت في بكاء مرير
حسين بضيق: أيه وعرفتي أزاي
تالا ببكاء: هو اللي قالي كدا
كنت عارف حسيت بده يوم ما كنا عندهم أخر مرة أحكيلي أيه اللي حصل
تالا: اعترفلي أنه خطبني عشان ياخدني من مازن زي مازن ما خطف منه تولين
آسر بأنفعال: ياريت تحكيلي اللي حصل كله عشان هيكون حسابه عسير معايا دا قالي أنه بيحبك وعدني أنه يخليكي اسعد واحدة في الدنيا
أغمضت تالا عينيها تستجمع نفسها وانفاسها حتي تهدأ وبالفعل قصت عليهما ما حدث كله
آسر قابضا يده وكورها بعصبية : بالله لخليه عبرة لكل واحد يفكر أنه يتلاعب ببنت
حسين: آسر من غير عصبية ومش عاوزين فضايح أحنا ننهي الخطوبة ونخليه يطلقها بكل هدوء وكل واحد يروح لحاله
آسر : أحنا مبقاش لينا مكان تاني في شركة العزيزي أن شاء الله هأسس شركتي في أقرب وقت أنا خلاص استكفيت من العيلة دي .
حسين مربتا على كتف آسر: عين العقل يا آسر وأن شاء الله أي فلوس تحتاجها هتلاقيها جاهزه
آسر: أن شاء الله هبدأ وقريب قوي ...