
رواية سراج الثريا
الفصل الثامن والثلاثون 38 و التاسع والثلاثون 39
بقلم سعاد محمد سلامة
قبل وقت قليل
بذلك المنزل
وقف قابيل مذهولًا يكاد عقله يفر من رأسه وهو يعاود نُطق إسم غيث بصوت خرج منه شبه مُرتجف:
إنت إزاي لسه عايش مستحيل!.
ضحك غيث مُتهكمًا بنبرة غيظ:
عُمر الشقي بقي،يا إبن عمي ولا... أقول أخويا بالدم اللى طمع فى مراتي و...
قاطعه قابيل بحِده:
إفتكر كويس مين اللى طمع فمين،أنا اللى عرفتك مكان ثريا عند المحامي،قولت لك إنها عجباني،لكن إنت زي عادتك غدار طمعت فيها عشان أتجوز من أختك...
وسط إحتداد نظراتهم وحديثهم حول تلك اللعينة ثريا شعرت بالغِيرة والحقد وهى تنظر نحو قابيل:
خية وقدرت تلعب بيكم إنتم الإتنين وتوقعكم فى بعض وتتصارعوا عشانها.، وفى الآخر راحت إتجوزت سراج، طبعًا عشان....
قاطعها قابيل باندفاع:
إنت اللى طول عمرك غِلاويه وآنانيه كنتِ عارفه إن عمري ما قلبي مال ناحيتك، لكن إزاي لازمن تفوزي فى النهاية، رغباتك لازمن تتحقق حتى لو عيشتي مع راجل عمره ما كان بيجمع بينكم غير السرير، حتى ده كنت بحس بقرف وإشمئزاز منك.
إقتربت إيناس من قابيل تضرب على صدره بتكذيب:
كداب إنت بتحبني، ثريا عاهرة هي اللى دايمًا
بتعرف تدخل للرجاله منين،والدليل غيث وسراج...
توقفت لوهله تضحك بهستريا قائله بجنون:
دلوق هي متجوزة من أتنين،أكيد هتتسجن،ولا أجولك يا غيث...إجتلها ونضف شرفك اللى دهسته برچليها،مكفهاش خدت الارض لاه كمان،لافت على سراج وإتجوزته،معندهاش أخلاق،وإنتم برياله عليها زي العيال الصغيرة.
إغتاظ غيث منها بغضب بينما دفعها قابيل بالقوة عنه،حتى أنها بسبب قوة الدفعه كادت تقع أرضًا لولا إصطدامها بأحد المقاعد..جلست عليه تلتقط نفسها كآنها تشعر بنار تجتاح رأتيها...بينما نظرات غيث وقابيل لبعضهما مثل آلسنة اللهب،قطع الصمت إستهجان قابيل بضحكة إستهزاء وغِل:
قبل إكده إنت خطفتها مِني وإتجوزتها وياريتك عرفت توصل لها متأكد إن اللى كنت بتحكيه إنك بتعمله فيها كدب، بدليل اللى حصل بعد إكده، وقفت وإتحدت العوامريه كلياتها وخدت مِنيهم الارض... اللى تعمل إكده مستحيل تكون زي ما قولت عليها خاضعه ليك، إنت....
نظر غيث بجحود وغب يُزمجر مثل الثعلب الغاضب:
لو مكنش غدرك،كُنت فرجتك عليها...دلوق...
قاطعه قابيل مُستهجنًا:
دلوق هي متجوز من سراج لو تشوف وشها اللى بقى يبتسم كنت عرفت إنك ولا حاجه،زي أي طيف عابر مر فى حياتها...خيانتك ليا وطمعك فيها خسرك...ودلوق راجع تنتجم من مين ولا مين....
توقف قابيل للحظات وتذكر أمر مخزن البضاعة ثم نظر له بيقين غاضب ومتغضن الملامح:
إنت اللى سرقت البضاعة من المخزن..أوعى تفكر إنك هتعرف تصرفها..البضاعة دي مرصودة.
ضحك غيث بزهو وهو يرفع قبضة يديه عاليًا قائلًا:
مرصودة من مين،من الجان،ناسي...
أنا الشبح الخفي،كل خطوط اللعبه بقت فى يدي من الكبير للصغير أنا اللى بقيت بتحكم فيهم.
ضحك قابيل قائلًا:
طول عمرك عندك غرور وجنون العظمه.
تهكم غيث قائلًا بوعيد:
طبعًا لازم أخلص تاري منكم كلكم،وإنت حظك كنت الاول...
بلحظة أشهر غيث سلاحه ناحية قابيل الذي كآنه قرأ أفكاره هو الآخر وجه فوهة سلاحه ناحية غيث...وكل منهم يسمع صوت فتح صمام الأمان ..ذُهلت إيناس بل جُن عقلها ونهضت واقفه تتبادل النظر بينهما وصرخت بقوة قائله بهزيان:
للدرجة ﮂى السافلة ثريا لعبت بعقولكم وهتقتلوا بعض عشانها.
نظر لها غيث بإستهزاء،فـهي لا تفكر سوا بـ ثريا لا تعلم أن هنالك حسابات أخري،لكن لم يهتم بها،بينما قابيل نظر لها بسخط قائلًا:
هوس ثريا هيضيع عقلك...
إقتربت إيناس من قابيل شبه تتحدث بتوسل:
إنت بتحبني أنا...رُد عليا،ثريا دي عاهرة،نزوة وأنا...
قاطعها صوت رصاصه خرجت بالخطأ من سلاح قابيل حين حاولت إيناس حضنه،اقل من سنتيميترات كادت تُصيب غيث،الذي غضب وبلحظة كانت رصاصه من سلاحة يطلقها،لكن أخطأ الهدف حين أصابت الرصاصه كتف إيناس التى حاوطت قابيل بجسدها،أمام رصاصات غيث الغادرة والهادره،أخذها قابيل درعًا واقيًا وهو يتراجع للخلف،يحاول الفرار من الرصاص،حتى ألقي جسدها أرضُا بعدما فاضت روحها وهي تبكي تنظر الى قابيل وعقلها مثل المسحوب كآن الرصاص الذي إخترق جسدها مثل المطاط فقط تتمعن النظر الى وجه قابيل تشعر بنار تسري فى جسدها وعينيها تتأمله لآخر لحظة كآنها تستحث منه أن يقول لها أن عشقه لـ ثريا كذب وهي من عشقها،لكن فاضت روحها دون سماع ذلك..أصبحت جُثه مُلقاه أرضًا،ومازال رصاص قابيل نحو غيث الذي توقف عن إطلاق الرصاص وهو يختبئ هو الآخر من رصاصات قابيل،ذلك الأحمق ظن ان الرصاص لديه قد إنتهي...بل هو ثعلب غير متوقع ماذا يفكر وهو يراوغ فريسته الغبيه...إنتهي الرصاص بسلاح قابيل،نظر نحو باب الخروج من ذلك المنزل،وهل ذلك سهل... لكن لا يمتلك سوا المُجازفة هرول سريعًا وكاد يصل الى باب الخروج،لكن أصابته رصاصتان بقدميه جثي أرضًا،إقترب منه غيث مُتهكمًا بسخط وتحدث بنبرة وعيد:
كان سهل عليا أجتلك،لكن كان هيبقى رحمه ليك،إنت حسابك إبتدى يا قابيل،هخليه تصرخ وتطلب الموت يرحمك.
❈-❈-❈
فى أكبر المخازن، ذلك المخزن شبه ملعون سبق وحدث به أكثر من حريق سابقًا كما أنه نفس المخزن الذي توفي فيه والد ثريا، حدث أكثر من حادث مؤسف،حتى أن معظم العاملين يتشائمون منه لكن لقمة العيش...
دلف آدم الى المخزن ينظر بجوانبه ورسم بسمة قبول للعاملين الذين يشعرون أنه ذو وِد عكس عجرفة والده الراحل،كانوا يعملون بكد ونشاط لانهاء أعمال التنظيف بيوم واحد ولقِصر نهار الشتاء أيضًا،حتى حل شبه الظلام،ليس لنهاية النهار بل بسبب سوء الطقس الذي فجأة إنقلب الى أمطار غزيرة لم تستمر سوا دقائق،بنفس الوقت فجأة إنقطعت كهرباء المخزن،كاد يذهب أحد العاملين الى مكان مولد الكهرباء الخاص بالمخزن ،لكن منعه آخر وأخبره أنه سيذهب هو،بالفعل ذهب وعاد بعد دقائق،لكن فجأة سمعوا صُراخ أحد العاملين أن هنالك مسًا كهربي وأصدر أكثر من شرارة ولقربه من بواقي أعواد الكتان الجافة إشتعلت نار لكن ليست قويه كذالك هي قريبه من مولد الكهرباء،خاف العمال وهرولوا الى الخارج حفاظًا على حياتهم، كذالك آدم الذي إتجه نحو ذلك الحريق، لكن جذبه أحد العمال وأبعده عن النيران التى بدأت تشتعل قائلًا بتحذير:
آدم بيه المخزن فاضي مفيش حاجه يتمماف عليها والنار مش هتنطفي بسهوله،بس الدخان ممكن يختقنا، خلينا نطلع برضو نتصل بالمطافي بسرعة
وافقه آدم وخرج مع العامل وهاتف المطافي التي جائت سريعًا وقامت بالسيطرة وإطفاء الحريق بالفعل بعد قليل إنخمد الحريق والخسائر كانت بعض المُعدات ليس أكثر...
لكن خرج أحد الموظفين بالنيابه قائلًا:
واضح إن الحريق رغم عدم تأثيره الكبير،بس إن الكهربا كان فى سلوك ملمسه لبعضها عن قصد وده السبب فى الحريق.
إستغرب آدم ذلك،وفكر ثم صافح المُختص
بعد قليل،بمخزن آخر دلف أحد العُمال الى آدم ومعه آخر،
إرتعب حين اشار آدم له بالمغادرة واغلق الباب خلفه...نهض آدم وإقترب من ذلك الشاب قائلًا بهدوء.:
ليه لمست سلوك الكهربا فى المخزن لبعضها.
نفي العامل ذلك،تعصب آدم على غير عادته قائلًا:
تمام فى لجنة من النيابه هتحقق فى الحريق،وإنت اللى كنت روحت تشوف مولد الكهربا،يعنى المتهم الأول.
فزع العامل وإقترب من آدم قائلًا:
والله يا بيه...
قاطعه آدم بعصبية:
الموضوع خرج من إيدي...
توقف قليلًا يتلاعب بأعصاب العامل الذي سُرعان ما إعترف:
أنا جالي واحد وعطاني فلوس وقالى ألمس سلوك الكهربا لبعضها،وأنا والله يادوب لمست سلكين.
تهكم آدم:
لمست سلكين...والحريقه اللى حصلت،وإفرض المخزن كان ولع بالعمال اللى فيه،إنت تستحق تتسجن،بس أنا ممكن أسامحك لو خبرتني مين اللى عطاك الفلوس.
اجابه العامل بتردد:
حفظي بيه السعداوي...أنا عامل غلبان وشقيان على لقمتي...
قاطعه آدم بتعسف موبخًا:
لو كنت غلبان وشقيان على لقمة عيشك كنت حافظت عليها بالحلال،دلوق فى تحقيق فى النيابه هتدلي بأقوالك باللى جولت عليه والا...
قاطعه العامل بتوسل:.
نيابه لاه يا آدم بيه.
نظرة عين آدم جعلت العامل يصمت،بينما سمع آدم صوت رنين هاتفه،فنهض واقفًا وقام بالرد،ليقول بفزع:
قولي مكانك فين،وأنا جاي فورًا.
بأحد الاماكن العامة
جلست إيمان خلف أحد المقاعد، نظرت حولها وسُرعان ما إرتسمت بسمه طفيفة على شفتيها، لاحظها جسار الذي جلس بالمقابل لها، بفضول سألها:
بتبتسمي ليه؟.
إنفرجت شفاها ببسمه واضحة وأجابته:
ببتسم على نفسي، تعرف إن دي أول مره أقعد من مكان مفتوح ويكون مع شاب.
لم يفهم من أجابتها سوا أنها تجلس معه،ظهر عدم الفهم على وجهه:
إبتسمت قائله:
لما دخلت الجامعة،عمتي ولاء كانت مُعترضة كان نفسها مكملش تعليمي،أو عالاقل أدخل كلية للبنات وبس،عشان خايفه زمايلي الشباب يعرفوا أنا بنت مين ويضحكوا على عقلي بالحب طبعًا،طبعًا ده تبرير غير مُقنع وأبوي مقتنعش بيه،وقال أنه واثق إني مش ضعيفه ولا سهل حد يضحك عليا،بس أبوي كمان كان غلطان...صحيح أنا مش ضعيفه،بس إتقدم قدامي مُغريات كتير،تقدر تقول عليا زي ما بعض زمايلي الشباب اللى حاولوا يتقربوا منى في منهم اللى بلع غطرستي طبعًا عشان هدف فى دماغه وأنا كمان كان فى هدف فى دماغي... أنا داخلة الجامعه بس عشان أتعلم يعني مفيش مشاعر، وده اللى حصل معايا، حتى لما كنا بنبقي زمايل وجه شباب قعدوا معانا فى مكان عام كنت بضايق وأول واحدة تقوم وتفركش القاعدة "هادمة اللذات" يعني.
ضحك جسار بفهم قائلًا:
بس أنا مش زميلك فى الجامعة ولا غاوي لعب على وتر القلوب، بالعكس آخر شئ كنت أفكر فيه هو الموقف اللى إحنا فيه دلوقتي، كذا مره حاولت أمي ومرات أخويا يقنعوني أقبل بس أقعد مع بنت هما معجبين بيها، وكنت برفض عشان من يوم ما دخلت الاكاديميه الحربية عرفت إن مسؤليتي إتجاة بلدي أقوي من أي مسئولية تانيه فى حياتي، يبقى ليه أدبس غيري فى حياتي... بس واضح إن القدر زي ما قالي سراج
القدر جابنا هنا لهدف إحنا منعرفوش، مشاعر لأول مره نحس بيها، فى الاكاديميه كنا بندرس إن فى لحظة بتكون قدام إختيار ولازم تاخد قرار، ونتيجة القرار ده غير معلومة... وده اللى حصل معايا، انا كنت حاضر زفاف إسماعيل مش كمدعو بدعوة منك، رغم متأكد إن وقت الدعوة كان غصب عنه بسبب إحراجي ليكِ قدام مدير المركز.
توقف للخظة فإبتسمت إيمان بإيماءة، فإستطرد حديثه:
أنا كنت حاضر الزفاف بكياني الحقيقي كضابط فى الجيش، كان متوقع حدوث شئ غير مألوف، صحيح اللى حصل كان خارج توقعنا، بس كنت بأدي مهمة تأمين الزفاف،بدون ما أكشف عن هويتي العسكرية طبعًا، وده اللى حصل فعلًا، رغم إنى ساهمت فى الحماية وقتها غصب بسببك لما طبعًا حضرتك عندك تمرد وفضول، بس طبعًا ده مكنش وقت لا التمرد ولا الفضول... فاكر نظرة الخوف عليكِ اللى كانت فى عين والدتك، كمان نظرة التعجب والإستفهام فى عينك بعد ما شوفتيني فى إيدي سلاح.
أومأت بغصه وتغضنت ملامحمها مازال الحُزن يجعل قلبها يئن على فُراق والدها بتلك الليلة المشؤمة.
شعر جسار بآسف فقال مُعتذرًا:
متآسف، عارف إن مكنش فيه لازمه للمقدمة اللى قولتها، بس يا إيمان أنا لما طلبت نتقابل كان هدفي شئ تاني، أنا راجل عسكري ماليش فى المقدمات التمهيديه أو الرومانسيه.
رغم حزن قلبها لكن تبسمت شفاها قائله:
أنا كمان،مش بحب اللف والدوران،كمان طبيعة شخصيتي احب الطرق المُختصرة.
تنهد جسار قائلًا:
من الآخر يا إيمان تقبلي تكملي معايا طريق حياتي.
مهما كانت قوتها وغرورها وإعتزازها، لكن تظل أهم سِمة فى معظم البنات هي "الخجل"
خجلت فصمتت... لم يستغرب جسار من ذلك الخجل ولا الصمت،لكن شعر بحِيرة من صمتها، دقائق، قطع الصمت النادل الذي وضع تلك الاكواب أمامهم ثم غادر، لم يستمر الصمت حين قطعه جسار بذكاء ومراوغة:
عارف إنك عندك طموح تبقي مُعيدة فى الجامعة ممكن...
قاطعته إيمان بخجل:
أنا موافقة يا جسار.
ماذا سمع... نظر لها مشدوهًا، ود لو نهض وقام بإحتضانها... مشاعر مجنونه تُسيطر عليه، بينما هي بسمة خجل على غير عادتها... لكن فجاة نحت الخجل وقالت:
طبعًا عندي شروط لازم توافق عليها.
اومأ لها مُستمعًا
اولًا... والدتي بعد وفاة أبوي مقدرش أبعد عنها
سألها بعدم فهم:
بمعني؟.
اجابته:
يعني هفضل عايشه هنا فى الصعيد.
نظر لها قائلًا بإعتراض:
بس أنا طبيعة شغلي مش مرتبطة بمكان.
نظرت له بتصميم قائله:
ده شرطي.
نظر لها قائلًا:
ده شرط تعسُفي يا كابتن.
❈-❈-❈
بهاتف قابيل تمت بقية مهمة الإنتقام
بسفح ذلك الجبل
دخلت ولاء وهي تعتقد أن فى إنتظارها قابيل بعد أن هاتفها أنه عثر على هوية الشبح الخفي
ها هي تدلف الى داخل الكهف لكن تسمرت قدميها كآنها آلتصقت بالارض وهي ترا قابيل
مُعلق على جدار ذلك الكهف ينزف وهو يتألم،بصعوبة نطقت إسمه بإرتجاف وصوت مهزوز:
قابيل!
مين اللى...عمل...فيك إكده.
هو أصبح يغيب فقط يرا غشاوة خيال امامه،ربما سكرة الموت وصعوبة آلم خروج الروح من جسده بعالم آخر يئن بخفوت...
لكن أجابها صوت غليظ من خلفها:
الشبح الخفي...اللى عمل فيه إكده.
لم يستطع جسدها الإستدارة ورؤية من يجاوبها،بالتاكيد ذلك الصوت ليس سوا وهمًا...بصعوبة ووتعلثُم كآنها طفل يتهجي الحروف لاول مرة
غ..ي..ث.
ضحك ساخرًا يقول:
غيث يا عمتي.
لم ينتظر وظهر أمامها برقت عينيها هي بكابوس مستحيل ذلك وكيف لكن عقلها عاود الإستيعاب وإتصال عادل عليها وسؤاله عن ذلك الشاب الذي قُتل منذ عامين...الآن فهمت سبب ذلك السؤال...
غيث هو الشبح الخفي
لكن كيف مازال حيًا،عيناها تكاد تلتهم ملامحه وتلك العصا الذي يستند عليها وهو يسير نحو جسد قابيل المُعلق على الحائط مثل الإطار الموضوع بداخله صوره،لكن ليس هذا إطار بل إنسان ينزف لا تعلم من أين،يهزي بألم جم...
بخفوت نطقت:
إنت إزاي لسه عايش؟.
ضحك بإستهزاء صوت ضحكاته يهز صداها الكهف بصوت يترك رعبًا بالقلب قطع ضحكاته واجابها:
هو كل ما أشوف حد يسألني نفس السؤال...للدرجة دي موتي كان مريحكم،للآسف يا عمتي،على رأي المثل
"عُمر الشقي بقي"
ومفيش أشقى مني تربيتك بقى.
برعب نظرت له سائله:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء بارد:
يعني عندنا فى الصعيد،مش بنقبل العزا قبل ما ناخد بتارنا...وأنا تاري مع كتير أوي،باخده واحده واحدة كده عالهادي.
إرتعبت وهي تنظر له قائله بتعجرف واهي:
إنت مش عارف أنا مين؟.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
عمتي وخالتي اللى نمت نزعة الإجرام عندي،كنت نوايه صغيرة لكن وقعت فى إيد مُدرب ماهر طوع النزعة دي لحد ما بقت النواية هى المُدرب الأول،وجه وقت ياخد مكانه ومكانته،انا خلاص وصلت للراس الكبيرة وبقي بينا إتفاق رسمي إن أكون أنا الكبير إهنه،بس طبعًا لازم نحتفل بتقاعد المُدرب السابق ونعمل له أحلي...
صمت قليلًا يتلاعب وهو ينتشي من رؤية الرعب بعينيها قبل أن يستطرد حديثه:
حفلة وداع.
رعب كفيل بأن يتوقف قلبها لكن نطقت بخفوت:
قصدك إيه،إنت ناوي على إيه إفتكر...
قاطعها بصرامة:
إفتكري إنت إنى التعلب اللى ربتيه على إيدك وخد منه الطبع الاول وهو...الغدر.
مع نهاية كلمته شعرت ولاء بأيادي تمسكها من يديها ترفعها عن الارض وهى فى البدايه لا تشعر بجسدها،لكن سُرعان ما شعرت باحبال قويه من الخيش الخشن تخدش فى يديها حاولت المقاومه لكن هيهات فلقد مضي ذلك وهي تشعر بتلك الأحبال تلتف حول جسدها ترتفع قدميها عن الأرض قليلًا،ثم نظرات غيث لها المنتشيه من صراخها،وهو بداخله برودًا يقول:
من يوم الحكومه ما هجمت عالجبل ده وبقي فاضي بقى وكر للديابه والتعالب الضالة،تعرفي يا عمتي رغم غدرك بيا،بس هتفضلي دايمًا صاحبة فضل عليا،وجهتيني للطريق اللى مناسب لذكائي الحاد،هستأذن أنا وأسيبك مع الخاين قابيل،يمكن بينكم حديث خاص مش عاوزني أسمعه...أشوفك فى الجحيم يا عمتي.
صرخت عليه بقوه تكاد أحبال صوتها تنقطع تشعر بجروح من تلك الاحبال التى تسببت فى نزف يديها بسبب حركتها وهي تتلوي،ربما تستطيع فك تلك الاحبال،لكن صوتها لم يكن سوا جاذبًا لتلك الحيوانات الضارية.
❈-❈-❈
بالعودة
الى سراج
الذي لوهله خفق قلبه بهلعًا ليس خوف من ذلك البغيض بل خوف على ثريا ورد فعلها الغير متوقع، تمالك نفسه بقوة وحدثه بأمر:
ثريا ل صابها خدش صدقني يا غيث مش هيكفيني أمثل بجثتك حي.
ضحك غيث بغلظه قائلًا بإغاظه:
عيب عليك توصيني على مراتي.
قال ذلك وأغلق الهاتف...مُتعصبًا ينظر الى تلك الغافيه نظرات كراهية وحقد وغِل... لو ترك لجام عقله لقتلها بوابل من الرصاص، لكن لا ذلك لن يشفي غليله بعد أن رأيا بين يدي سراج تُبادله الغرام بقبول وإستمتاع، لم تفعل ذلك معه، حتى تلك الليلة الذي أعطي لها فيها ذلك المُنشط المُثير شعر وقتها أنها كانت تستجيب له غصبًا بلا إرادة عقلها، ومنعه من تكملة إمتلاكها ذلك الهاتف اللعين... نظرات وحدها تُعريها أمام عيناه لكن ما الفائدة من ذلك الآن.بأحد الاماكن العامة
جلست إيمان خلف أحد المقاعد، نظرت حولها وسُرعان ما إرتسمت بسمه طفيفة على شفتيها، لاحظها جسار الذي جلس بالمقابل لها، بفضول سألها:
بتبتسمي ليه؟.
إنفرجت شفاها ببسمه واضحة وأجابته:
ببتسم على نفسي، تعرف إن دي أول مره أقعد من مكان مفتوح ويكون مع شاب.
لم يفهم من أجابتها سوا أنها تجلس معه،ظهر عدم الفهم على وجهه:
إبتسمت قائله:
لما دخلت الجامعة،عمتي ولاء كانت مُعترضة كان نفسها مكملش تعليمي،أو عالاقل أدخل كلية للبنات وبس،عشان خايفه زمايلي الشباب يعرفوا أنا بنت مين ويضحكوا على عقلي بالحب طبعًا،طبعًا ده تبرير غير مُقنع وأبوي مقتنعش بيه،وقال أنه واثق إني مش ضعيفه ولا سهل حد يضحك عليا،بس أبوي كمان كان غلطان...صحيح أنا مش ضعيفه،بس إتقدم قدامي مُغريات كتير،تقدر تقول عليا زي ما بعض زمايلي الشباب اللى حاولوا يتقربوا منى في منهم اللى بلع غطرستي طبعًا عشان هدف فى دماغه وأنا كمان كان فى هدف فى دماغي... أنا داخلة الجامعه بس عشان أتعلم يعني مفيش مشاعر، وده اللى حصل معايا، حتى لما كنا بنبقي زمايل وجه شباب قعدوا معانا فى مكان عام كنت بضايق وأول واحدة تقوم وتفركش القاعدة "هادمة اللذات" يعني.
ضحك جسار بفهم قائلًا:
بس أنا مش زميلك فى الجامعة ولا غاوي لعب على وتر القلوب، بالعكس آخر شئ كنت أفكر فيه هو الموقف اللى إحنا فيه دلوقتي، كذا مره حاولت أمي ومرات أخويا يقنعوني أقبل بس أقعد مع بنت هما معجبين بيها، وكنت برفض عشان من يوم ما دخلت الاكاديميه الحربية عرفت إن مسؤليتي إتجاة بلدي أقوي من أي مسئولية تانيه فى حياتي، يبقى ليه أدبس غيري فى حياتي... بس واضح إن القدر زي ما قالي سراج
القدر جابنا هنا لهدف إحنا منعرفوش، مشاعر لأول مره نحس بيها، فى الاكاديميه كنا بندرس إن فى لحظة بتكون قدام إختيار ولازم تاخد قرار، ونتيجة القرار ده غير معلومة... وده اللى حصل معايا، انا كنت حاضر زفاف إسماعيل مش كمدعو بدعوة منك، رغم متأكد إن وقت الدعوة كان غصب عنه بسبب إحراجي ليكِ قدام مدير المركز.
توقف للخظة فإبتسمت إيمان بإيماءة، فإستطرد حديثه:
أنا كنت حاضر الزفاف بكياني الحقيقي كضابط فى الجيش، كان متوقع حدوث شئ غير مألوف، صحيح اللى حصل كان خارج توقعنا، بس كنت بأدي مهمة تأمين الزفاف،بدون ما أكشف عن هويتي العسكرية طبعًا، وده اللى حصل فعلًا، رغم إنى ساهمت فى الحماية وقتها غصب بسببك لما طبعًا حضرتك عندك تمرد وفضول، بس طبعًا ده مكنش وقت لا التمرد ولا الفضول... فاكر نظرة الخوف عليكِ اللى كانت فى عين والدتك، كمان نظرة التعجب والإستفهام فى عينك بعد ما شوفتيني فى إيدي سلاح.
أومأت بغصه وتغضنت ملامحمها مازال الحُزن يجعل قلبها يئن على فُراق والدها بتلك الليلة المشؤمة.
شعر جسار بآسف فقال مُعتذرًا:
متآسف، عارف إن مكنش فيه لازمه للمقدمة اللى قولتها، بس يا إيمان أنا لما طلبت نتقابل كان هدفي شئ تاني، أنا راجل عسكري ماليش فى المقدمات التمهيديه أو الرومانسيه.
رغم حزن قلبها لكن تبسمت شفاها قائله:
أنا كمان،مش بحب اللف والدوران،كمان طبيعة شخصيتي احب الطرق المُختصرة.
تنهد جسار قائلًا:
من الآخر يا إيمان تقبلي تكملي معايا طريق حياتي.
مهما كانت قوتها وغرورها وإعتزازها، لكن تظل أهم سِمة فى معظم البنات هي "الخجل"
خجلت فصمتت... لم يستغرب جسار من ذلك الخجل ولا الصمت،لكن شعر بحِيرة من صمتها، دقائق، قطع الصمت النادل الذي وضع تلك الاكواب أمامهم ثم غادر، لم يستمر الصمت حين قطعه جسار بذكاء ومراوغة:
عارف إنك عندك طموح تبقي مُعيدة فى الجامعة ممكن...
قاطعته إيمان بخجل:
أنا موافقة يا جسار.
ماذا سمع... نظر لها مشدوهًا، ود لو نهض وقام بإحتضانها... مشاعر مجنونه تُسيطر عليه، بينما هي بسمة خجل على غير عادتها... لكن فجاة نحت الخجل وقالت:
طبعًا عندي شروط لازم توافق عليها.
اومأ لها مُستمعًا
اولًا... والدتي بعد وفاة أبوي مقدرش أبعد عنها
سألها بعدم فهم:
بمعني؟.
اجابته:
يعني هفضل عايشه هنا فى الصعيد.
نظر لها قائلًا بإعتراض:
بس أنا طبيعة شغلي مش مرتبطة بمكان.
نظرت له بتصميم قائله:
ده شرطي.
نظر لها قائلًا:
ده شرط تعسُفي يا كابتن.
❈-❈-❈
بهاتف قابيل تمت بقية مهمة الإنتقام
بسفح ذلك الجبل
دخلت ولاء وهي تعتقد أن فى إنتظارها قابيل بعد أن هاتفها أنه عثر على هوية الشبح الخفي
ها هي تدلف الى داخل الكهف لكن تسمرت قدميها كآنها آلتصقت بالارض وهي ترا قابيل
مُعلق على جدار ذلك الكهف ينزف وهو يتألم،بصعوبة نطقت إسمه بإرتجاف وصوت مهزوز:
قابيل!
مين اللى...عمل...فيك إكده.
هو أصبح يغيب فقط يرا غشاوة خيال امامه،ربما سكرة الموت وصعوبة آلم خروج الروح من جسده بعالم آخر يئن بخفوت...
لكن أجابها صوت غليظ من خلفها:
الشبح الخفي...اللى عمل فيه إكده.
لم يستطع جسدها الإستدارة ورؤية من يجاوبها،بالتاكيد ذلك الصوت ليس سوا وهمًا...بصعوبة ووتعلثُم كآنها طفل يتهجي الحروف لاول مرة
غ..ي..ث.
ضحك ساخرًا يقول:
غيث يا عمتي.
لم ينتظر وظهر أمامها برقت عينيها هي بكابوس مستحيل ذلك وكيف لكن عقلها عاود الإستيعاب وإتصال عادل عليها وسؤاله عن ذلك الشاب الذي قُتل منذ عامين...الآن فهمت سبب ذلك السؤال...
غيث هو الشبح الخفي
لكن كيف مازال حيًا،عيناها تكاد تلتهم ملامحه وتلك العصا الذي يستند عليها وهو يسير نحو جسد قابيل المُعلق على الحائط مثل الإطار الموضوع بداخله صوره،لكن ليس هذا إطار بل إنسان ينزف لا تعلم من أين،يهزي بألم جم...
بخفوت نطقت:
إنت إزاي لسه عايش؟.
ضحك بإستهزاء صوت ضحكاته يهز صداها الكهف بصوت يترك رعبًا بالقلب قطع ضحكاته واجابها:
هو كل ما أشوف حد يسألني نفس السؤال...للدرجة دي موتي كان مريحكم،للآسف يا عمتي،على رأي المثل
"عُمر الشقي بقي"
ومفيش أشقى مني تربيتك بقى.
برعب نظرت له سائله:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء بارد:
يعني عندنا فى الصعيد،مش بنقبل العزا قبل ما ناخد بتارنا...وأنا تاري مع كتير أوي،باخده واحده واحدة كده عالهادي.
إرتعبت وهي تنظر له قائله بتعجرف واهي:
إنت مش عارف أنا مين؟.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
عمتي وخالتي اللى نمت نزعة الإجرام عندي،كنت نوايه صغيرة لكن وقعت فى إيد مُدرب ماهر طوع النزعة دي لحد ما بقت النواية هى المُدرب الأول،وجه وقت ياخد مكانه ومكانته،انا خلاص وصلت للراس الكبيرة وبقي بينا إتفاق رسمي إن أكون أنا الكبير إهنه،بس طبعًا لازم نحتفل بتقاعد المُدرب السابق ونعمل له أحلي...
صمت قليلًا يتلاعب وهو ينتشي من رؤية الرعب بعينيها قبل أن يستطرد حديثه:
حفلة وداع.
رعب كفيل بأن يتوقف قلبها لكن نطقت بخفوت:
قصدك إيه،إنت ناوي على إيه إفتكر...
قاطعها بصرامة:
إفتكري إنت إنى التعلب اللى ربتيه على إيدك وخد منه الطبع الاول وهو...الغدر.
مع نهاية كلمته شعرت ولاء بأيادي تمسكها من يديها ترفعها عن الارض وهى فى البدايه لا تشعر بجسدها،لكن سُرعان ما شعرت باحبال قويه من الخيش الخشن تخدش فى يديها حاولت المقاومه لكن هيهات فلقد مضي ذلك وهي تشعر بتلك الأحبال تلتف حول جسدها ترتفع قدميها عن الأرض قليلًا،ثم نظرات غيث لها المنتشيه من صراخها،وهو بداخله برودًا يقول:
من يوم الحكومه ما هجمت عالجبل ده وبقي فاضي بقى وكر للديابه والتعالب الضالة،تعرفي يا عمتي رغم غدرك بيا،بس هتفضلي دايمًا صاحبة فضل عليا،وجهتيني للطريق اللى مناسب لذكائي الحاد،هستأذن أنا وأسيبك مع الخاين قابيل،يمكن بينكم حديث خاص مش عاوزني أسمعه...أشوفك فى الجحيم يا عمتي.
صرخت عليه بقوه تكاد أحبال صوتها تنقطع تشعر بجروح من تلك الاحبال التى تسببت فى نزف يديها بسبب حركتها وهي تتلوي،ربما تستطيع فك تلك الاحبال،لكن صوتها لم يكن سوا جاذبًا لتلك الحيوانات الضارية.
❈-❈-❈
بالعودة
الى سراج
الذي لوهله خفق قلبه بهلعًا ليس خوف من ذلك البغيض بل خوف على ثريا ورد فعلها الغير متوقع، تمالك نفسه بقوة وحدثه بأمر:
ثريا ل صابها خدش صدقني يا غيث مش هيكفيني أمثل بجثتك حي.
ضحك غيث بغلظه قائلًا بإغاظه:
عيب عليك توصيني على مراتي.
قال ذلك وأغلق الهاتف...مُتعصبًا ينظر الى تلك الغافيه نظرات كراهية وحقد وغِل... لو ترك لجام عقله لقتلها بوابل من الرصاص، لكن لا ذلك لن يشفي غليله بعد أن رأيا بين يدي سراج تُبادله الغرام بقبول وإستمتاع، لم تفعل ذلك معه، حتى تلك الليلة الذي أعطي لها فيها ذلك المُنشط المُثير شعر وقتها أنها كانت تستجيب له غصبًا بلا إرادة عقلها، ومنعه من تكملة إمتلاكها ذلك الهاتف اللعين... نظرات وحدها تُعريها أمام عيناه لكن ما الفائدة من ذلك الآن.
على الجهه الأخري... نظر سراج الهاتف وتأكد من إغلاق الإتصال سريعًا فتح أحد البرامج على هاتفه وإنتظر لحظات حتى ظهرت إشارة بالهاتف، خرج من الدار سريعًا، وقاد سيارته بسرعه فى ذلك الوقت قام بالإتصال على جسار سُرعان ما رد عليه فأمره:
جسار عاوزك تجهز ليا قوة فورًا
الشبح الخفي ظهر نفسه،وخطف ثريا،كمان عاوز شخص موثوق فيه بجيب الكاميرات اللى كانت قدام المحكمه،غيث واضح إنه خاطف ثريا فى عربيه،لان الإشارة عندي مُتحركة مش ثابته أكيد هياخدها لمكان ثابت،مش عاوزه يستغل الموقف ويأذي ثريا.
أجابه جسار:
تمام،حاول تهدا،هو مش من مصلحته يأذي المدام.
أجابه بقلق:
ده مجرم وغير متوقع رد فعله،عاوزك تهجم عالمخزن اللى فيه الاثار دلوقتي حالًا... هي دي الضربه اللى هتجنن عقله.
وافق جسار:
تمام يا أفندم.
أنهى سراج الاتصال ومازال ينظر الى تلك الآشارة بهاتفه،مازالت غير ثابته،خفق قلبه بقلق يتمني أن يكون رد فعل ثريا عكس توقعه وتتحلى بالشجاعة...
القلق يجعل من قلبه ينتفض،لكن تذكر تلك الليلة التى ذهب فيها لـ منزل والدة ثريا بعد أن تركت له تنازل عن الارض...
بالعودة لتلك الليلة
كانت جاثية مُنهاره تبكي بحُرقه تنتحب،جثي لجوارها حاول ضمها لكن هي تمنعت وقاومت ودفعت يديه، لكن هو صمم على ضمها، ضمها بين يديه وصدره يسمع شهقات قلبها وهي تبكي، تذم نفسها، هو متأكد أن ذلك بسبب رعبها من غيث الذي ظهر لها أكثر من مره وآخر مره كان ليلة مقتل والده... لقد رأه فى تسجيل الكاميرات الداخليه للقاعه كان حاضرًا بالزفاف ولابد أثناء ضرب النار كان بالداخل وبالتأكيد ظهر لها، وهي من وقتها إزداد الهلع فى قلبها
ضمها لصدره بقوة وبقرار قائلًا:
ثريا غيث عايش.
رفعت رأسها جحظت عينيها تكاد تخرج من مُقلتيها وقلبها ينتفض يكاد يتوقف من قوة نبضاته، تحشرج صوتها بعذاب وهي ترفع يديها تكاد تلطُم وجنتيها،فلقد تأكدت من ما كان عقلها يحاول تكذيبه،حقيقة غير قادرة على إستيعابها،لا ليس إستيعابها،بل تحمُل مرارتها ... بصعوبه هتفت بدموع وشِفاه ترتعش،لا بل جسدها بالكامل ينتفض تتحدث بتقطُع :
هو راجع عشان ينتقم مني،هينفذ تهديداته اللى كان بيهددني بيها... أنا شوفته
هو اللى ضرب عليا نار.. كان عاوز يقتلني... ياريتني كنت موتت وإرتاحت.
أمسك يديها قبل أن تصل لوجنتيها ضمها قائلًا بنهي:
بعيد الشر عنك يا ثريا.
رفع يده يمسح دموع عينيها وأستطرد حديثه:
ثريا إنتِ غالية عندي ومستحيل أسمح يصيبك أذي.
-أذي.
وهل هنالك أذي أكثر من عودة ذلك المُجرم، الذي ظنت أنها إستراحت من العذاب برحيله، كان مجرد وقت قليل وعاد يُلاحقها العذاب... وكذالك عاود عقلها الإنتباة أنها تزوجت
بـ سراج
نظرت له بنظرة ضعيفه وتلجلجت بقولها:
يعني أنا دلوق متجوزة إتنين!.
ضمها لصدرة أكثر بتملُك قائلًا بتأكيد مِلكيتهُ:
إنتِ مراتي أنا وبس يا ثريا.
نظرت له باكيه تهزى برعب:
هينفذ تهديديه
أمي..أخويا..خالتى وولادها...هيقتلهم...
صمتت للحظة ثم ضمت سراج بخوف قائله:
وإنت كمان يا سراج،هو معندوش قلب و....
قبل أن تستكمل نحيبها،تبسم سراج وضمها ثم عاد ينظر لوجهها سعيدًا أنه ذو أهميه لديها وخافت عليها...بثواني كانت شِفاه تُعانق شفتيها بقُبلة وديعه بثت بقلبها الطمأنينه نظرت له تبسم لها قائلًا:
ثريا أنا هسيبك كام يوم تريحي أعصابك عارف جو الدار مش هيساعدك تهدي،بس إتأكدي إنك دايمًا تحت عينيا،أنا بحبك ومستحيل أتخلي عنك وخلى عندك تأكيد إنتِ مِلكي أنا وبس.
أنهي قوله بقُبلة قويه مُتملكه ثم ترك شفاها ونظر لها قائلًا
"مش قُبلة وداع".
عاد من تلك الليله على إشارة هاتفه تُعطي أنها بمكان ثابت...تنهد وهو يرا المكان متوجهًا نحوه،وبداخله يتمني ان يخيب توقعه وتواجهه ثريا المُحتالة المتمردة.
❈-❈-❈
بالجبل
حمل أحد رجال غيث ثريا وتوجه الى أحد الكهوف، وضع ثريا أرضًا وقام بربط أحد ساقيها، بأصفاد حديديه مغروسه بحائط الجبل.
ساعات قليلة وبدأت ثريا تعود للوعي تشعر بتبيُس فى جسدها، حاولت الحركه لكن شعرت بتقييد، فتحت عينيها كان تحاول التنفس بعد أن دخلت الى أنفها رائحة تعلمها بل تكرهها، فى البداية شعرت بخفقان زائد فى قلبها
وهي تفتح عينيها على أسوء كوابيسها لكن للغرابه الآن لا تشعر بالخوف منه بل بالغثيان
من نظرات عيناه، نظرت نحو جسدها كان ثوبها إنزاح قليلًا عن ساقيها ولسبب إرتداء البنطال لم يظهر منها شئ، لكن خفق قلبها خين تنحنح غيث وهو ينظر لها بغضب قائلًا:
أخيرًا إتقابلنا تاني يا ثريا...
شعرت برهبه لكن تمثلت بالقوة الواهيه قائله:
لاء مش تاني يا غيث
مش عارفه عدد المرات اللى إتقابلنا كذا مره الفترة اللى فاتت
ليلة ما ضربت عليا الرصاص، وكمان ليلة فرح إسماعيل.
لمعت عينيه بإعجاب وهو يقترب منها بعيناه يفترسها وجثي لجوارها قائلًا:
تعرفي إن إنت الوحيدة اللى لما ظهرت لها مستغربتش،ولا خافت عكس ما كنت متوقع،
لاء واضح إنك إتغيرتي عن قبل كده الخوف كان بينط من عينك مجرد ما تلمحيني، بس يا ترا إيه هو سر التغيير ده...
-الحب.
كانت كلمه يسمعها غيث من خلفه من ذلك الذي تسلل الى المغارة، وأكمل بإستقلال من شآن غيث:
التعلب دايمًا بيعيش منبوذ.
إستدار غيث ينظر له لوهله برهبه لكن سُرعان ما ضحك قائلًا:
سراج العوامري وصلت بسرعه أوي.
ضحك سراج وهو ينظر له بإغاظه قائلًا:
لما يكون التعلب غبي سهل توصل له بطُعم هو بيتشاه ومش طايله
والطُعم ده كان..... ثريا
الصياد الماهر هو اللى يعرف يحط الطُعم المناسب لصيدة فى شباكه
وإنت كل رغبتك بتتشهي توصل لـ ثريا وانا كنت صياد ماهر وعشان كده قربت منها وإتجوزتها عشان اوقع التعلب الغبي فى الفخ عشان يرجع يظهر من تاني بكل سهوله لما يشوف فريسته اللى راغبها فى إيد غيره.
ضحك غيث بغضب وغيط، فلقد إستطاع سراج إستفزازه بسهوله لكن هو ثعلب ماكر
ضحك ولمعت عينه وهو يقول:
مش عيب علي سراج العوامري يتجوز بواقي غيره، لاء وكمان على ذمة راجل تاني، دلوقتي كده هي اللى هتختار بينا، تؤتؤ يا سيادة القائد المغوار... موقف مش لصالحك بالتأكيد
ضحك سراج بإستهزاء:
إنت اللى غلطان يا غيث،كل اللى بيحصل لصالحي، إنت متعرفش إن ثريا عارفه مفيش أي إختار بيني وبينك مش عشان بتحبني.... لاء عشان حتى بظهورك تاني
ثريا أنا جوزها الوحيد وده مثبوت شرعًا وقانونًا... وإنت دلوقتي قانونًا مجرد مُجرم خاطف مراتي
من نظرات أعينهم لبعض كان هنالك إحتداد يؤكد أن
«المواجهه مازالت مستمرة»
🔥🔥🔥🔥🔥
بمنزل والد رغد
إبتسم ممدوح لذلك الصبي بعدما أنهي له شرح أحد الدورس، تبسم له الصبي قائلًا بمدح:
والله يا ممدوح إنت شرحك سهل عليا الدرس انا مكنتش فاهمه حتى من المدرس فى الدرس، بعد كده مش هروح دروس وأجيلك تشرح لى.
دخلت والدته تذمه قائله:
إيه ممدوح دي تقوله يا أستاذ ممدوح بعد كده إنت فاهم.
نظر الصبي الى ممدوح قائلًا:
ممدوح صاحبي و...
قاطعته والدته بتعسُف وزم قائله:
إيه صاحبك دي كان بيلعب معاك فى السايبر اللى بتروح له مع أصحابك العيال الصايعه، بعد كده تقوله يا أستاذ ممدوح إنت فاهم.
تذمر الصبي قائلًا:
فاهم.
بينما غمز له ممدوح فإبتسم..
رحبت بـ ممدوح بحفاوة، بعدها دلفت رغد تحمل صنيه عليها مشروب دافئ، وتبسمت لوالدتها وهي تنسحب وتترك باب الغرفة مفتوح، كان حديثهم بعدة مواضيع تنحدر خلف بعضها الى أن مضي الوقت، تنحنح ممدوح بحرج وهو يخرج تلك العلبه المُخملية الصغيرة من جيبه وبتردد مد يده بها نحو رغد قائلًا:
بكره عيد ميلادك، أنا عارف إن الهدية صغيرة و...
قاطعته رغد وهي تأخد منه العلبة بخجل وفتحتها واظهرت إنبهار قائله:
السلسلة دي ذوقها حلو أوي..
تبسم ممدوح لكن لوهله إنسأمت ملامحه فى البداية ثم عاد يبتسم حين قالت:
بس...،بس يا أستاذ ممدوح إنت ناسي إن عندك طلبات وإلتزامات كتير الفترة الجاية،يعني مش وقت هدايا خالص...المفروض تفكر فى الاهم وبعدين الهدايا،أنا لو مش أول هديه منك كنت قولت لك خدها رجعها ونستفاد بتمنها بشئ أهم كنت رجعتها،بس هحتفظ بها كمان ذوقها عاجبني أوي،بس بعد كده مش هقبل منك هدايا.
إنشرح قلبه وتفتحت ملامحه قائلًا:
دي هديه صغيرة يا رغد،كمان عامل حسابي أجيبلك شبكة حسب مقدرتي.
إبتسمت له قائله:
مش عاوزه أكتر من دبلة بس يا ممدوح كفايه بس تكون عليها إسمك.
جخلت من ما تفوهت،ضمت شفتيها بحياء بينما تبسم ممدوح قائلًا:
إنتِ اللى كفايه عليا يا رغد،إنتِ اللى رجعتي ممدوح يحلم ويصدق إن حِلمه ممكن يتحقق.
❈-❈-❈
بـ دار والد إيناس
شبه فقدت زوجته عقلها وهي تصرُخ بنواح عقلها غير مُصدق ذلك الخبر الذي وصل لهم بإستدعاء من الشرطة فى البداية قالوا أنهم وجدوها مُلقاة أمام أحد المشافي فى البداية ظنوها مُصابة، لكن فى الحقيقة هي قتيلة فارقت الحياة، تهزي بغياب ولاء ربما لو جوارها الآن لأخبرتها أن ذلك كذب، كيف تفقد ولديها وهي مازالت حية، كيف تتجمع حولها النساء ترثيها كانوا لابد أن يكون رثائها هي، لثاني مره والآلم أقوي وأبشع... ولديها
"غيث، إيناس" قُتلا وأين ولاء.
❈-❈-❈
قبل وقت قليل بأحد المشافى
دلف آدم الى إحد الغُرف مُتلهفًا ومخضوضً،لم ينظر نحو مجدي الذي يجلس جوار سناء على أحد المقاعد بالغرفه بل توجه نحو تلك الراقدة على الفراش موصول بإحد يديها بعض الأنابيب الطبية... إنحني يُقبل رأسها، سمع نحنحة والد
حنان فنظر نحوهم يسأل مباشرةً:
ايه اللى حصل لـ حنان.
أخفض مجدي وجهه للحظات ثم نظر نحو زوجته التى شعرت بالآسف،لاحظ آدم نظرهم لبعض،تفوهت والدة حنان:
حنان الحمد لله بخير والدكتورة طمنتنا عليها هي والجنين.
نظر آدم نحو مجدي الذي يشعر بالآسف والندم،أنه يومً ما فكر بـ حفظي كزوج لـ حنان،تأكد أن آدم هو الافضل،لم يكُن عقلهُ يُصدق أفعال حفظي الدنيئه أن تصل الى هذا الحد
وتذكر [قبل ساعات]
صدفه او ربما تدبير القدر، أثناء دخول أخو حنان،بدراجته النارية الى المنزل رأى حفظي وهو يصعد الى تلك السيارة التى يعلم أنها لزوج أخته،كاد يذهب الى السيارة ويسأله،لكن جاؤه إتصال هاتفي،تجنب وقام بالرد على صديقه، قبل أن يُنهي إتصاله رأى حنان تتوجه الى السيارة وصعدت من الباب الخلفي الى داخلها،سُرعان ما إنطلقت السيارة،دخل الشك برأس أخيها هو على دراية بأخلاق حفظي السيئه فلقد رأه مره يتحرش بـ حنان وحذره لكن حفظي إستخف به ،أغلق الإتصال وعاود تشغيل دراجته الناريه ولحق بالسيارة،سار خلفها،لاحظ إبتعاد السيارة عن طريق دار العوامري، إزداد الشك برأسه لوهله فكر بزيادة سُرعة الدراجة ربما إستطاع قطع الطريق عليه،لكن سُرعة السيارة كذالك الطريق واسع سهل أن يتجنبه ويتخطاه،ظل خلف السيارة بترقُب وتركيز الى أن توقفت السيارة بمكان جديد شبه تحت الإنشاء وترجل حفظ، دلف الى داخل تلك البِناية الحديثة للثواني ، وعاد مُسرعًا يتوجه للباب الخلفي وجذب حنان حملها ودلف مره أخري، فى ذلك الوقت وصل أخيها بالدراجة وتوقف ينظر حوله، المكان يبدوا منطقة سكنيه جديدة وهنالك القليل من السُكان، فكر ان يقتحم ويذهب نحو حفظي وأخذ حنان منه، لكن على درايه أن قوة حفظي تفوقه وكذالك بالتاكيد معه سلاح ناري سبق وأن تباهي أنه لا يسير بغير سلاح معه.. ربما لو تهور يتصرف حفظي بغضب ويؤذي حنان، بل يؤذيهما معًا، لم يُفكر وفتح هاتفه قام بإتصال سمع رد مجدي بضجر:
بتتصل عليا دلوق عاوز إيه؟.
بلهاث أجابه:
حنان يا أبوي.
ترك مجدي متابعة تلك الاوراق وإنتبه بلهفه لحديث ولده سائلًا:
مالها حنان.
أجابه:
حفظي...
توقف لوهله ثم إستطردت مره أخري:
حفظي خطف حنان يا أبوي.
إنصعق مجدي ونهض واقفًا يقول بإستهجان:
بتقول إيه؟.
أجابه بتوضيح:
حفظي يا أبوي خطف حنان من قدام دارنا وانا مشيت ورا العربيه بالموتوسيكل،وهو دلوقتي وقف العربيه ونزل منها وشال حنان ودخل بيها لعمارة...
تلهف مجدي سائلًا:
فين العمارة دي،وإزاي مجولتليش من أول ما شوفته.
أجابه:
العمارة فى منطقة جديدة قريبه مننا،خوفت اكلمك العربيه تتوه عني،انا فى نفس المكان دلوقتي،بفكر أدخل وأحاول...
قاطعه مجدي بنهي:
اوعاك تتدخل خليك مكانك وأنا چاي فورًا.
بالفعل لم يمُر وقت طويل وكان مجدي أمام تلك البنايه ومعه إثنين من العاملين لديه
ترجل من السيارة وتوجه نحو وقوف ولده سأله:
عرفت هما فى انهي شقه.
أومأ له قائلًا:
ايوه يا ابوي فى اول شقه عاليمين فى الدور التانى.
سريعًا أشهر مجدي سلاحه وأشار للعاملين ان يتبعوه كذالك ولده.
بينما بتلك الشقه قبل دقائق وضع حفظي حنان
فوق ذلك الفراش، وجلس ينظر لها بشهوانية مُغرضة،تلمع عيناه بظفر كانت خطته مُحكمة حين إرتدى زي نسائي وإستدرج ذلك السائق خارج السيارة وقام بضربه وقيده بأحد الأشجار خلف المنزل،وأكمل بقية خِطته الذي يسعي لها منذ وقت يُراقب زيارات حنان لمنزل والدها،كي ينتهز فرصة كهذه،إستغلها..
يمدح عقله ذكاؤه الباهر...
لمعت عينيه بتفكير،لما لا يُعري حنان من ثيابها ويقوم بنيلها وهي دون وعي،فتصبح طوعه حين تعود للوعي خوفًا من ان يفضح أمرها، بعد أن يقوم بإلتقاط صور حميمية مُميزة لهما معًا،لكن حين وقع نظره على بروز بطنها شعر بضيق،ذلك هو الحائل بينهم ولابد أن ينتهي لكن أمام مرأى حنان كعقاب لها، تنهد مطولًا، وجذب قنينة العِطر وقام بتقريبها من أنفها، لحظات وبدأت تعود حنان للوعي تدريجيًا، الى أن فاقت على صوت حفظي البغيض وهو يقول بسخريه:
إيه يا حنون مش عاوزه تفوقي،مش عاوزه تشوفي وشي،أنا أحلى من العبيط آدم اللى فضلتيه عليا.
فتحت عينيها تنظر له بذُعر، إزداد حين تجولت عيناها وعلمت انها بغرفة نوم فوق الفراش،وضعت يدها فوق بطنها بإهتمام،تنهدت لثواني براحه، قبل أن تشعر بجفاف خلقها وهي تتنفس بصعوبه، تتحدث بتعلثُم:
حفظي! اللى إنت عملته مش هيفوت بالساهل، بلاش...
قاطعها بضحكة قويه يُقهقه بإستمتاع قائلًا:
إيه اللى مش هيمُر بالساهل، أنا خلاص يا حنان مبقتش باقي على حاجه، إنت ليا من الاول، إبن العوامري خطفك مني، وأنا رجعتك من تاني، بس فى عقبه قدامنا دلوق لازم نتخلص مِنيها.
لم تفهم حديثه الا حين نظر نحو بطنها،إترعبت هي تشهق ، لفت يديها حول بطنها بحماية... قهقة حفطي قائلًا بجحود:
هي عملية بسيطة خالص نتخلص من إبن العوامري وترجعيلى من تاني خالية، هتصل على دكتور.
حاولت النهوض من فوق الفراش وهي تصرخ عليه بتهديد:
كفاية يا حفظي عمري ما هكون لك، قولتلك...
قاطعها وهو يقترب منها يمسك فكيها يضغط بقوة قائلًا:
هتنسي إبن العوامري وإبنه اللى فى بطنك، هترجعيلي، وهتنسيه نهائي، إنتِ حقي و...
قاطعته بضربها بيديها على صدره بقوة تكاد تكون ضعيفة يستقبلها بغضب، ترك فكيها ومسك يديها بقوة يضغط عليها، وقام بدفعها فسقط على الفراش أمامه، بتلقائيه منها شعرت بآلم طفيف وضعت يديها حول بطنها، تقول بنهجان:
حفظي أرجوك كفايه بلاش تسلم عقلك لشيطانك، أفتكر أنا بنت عمك و...
قاطعها وهو ينحني عليها بغضب قائلًا بصراع:
بنت عمي اللى فضلت غريب عليا وراحت إتجوزته وهي عارفة إنى الاحق بها، نصرت الغريب عليا.
تفوهت برجاء مُبررة:
ده النصيب يا حفظي، كفايه أرجوك صدقني انا وهم بالنسبه لك، فكر بعقلك إنت شاب من عيلة كبيرة وأي بنت تتمناك و...
قاطعها بقوة وهو يضرب جوارها على الفراش بيديه بغضب ثم إستقام يجذب شعره للخلف قائلًا:
بس أنا مفيش بنت إتمنيتها غيرك، ليه مش حاسة بيا، الاعرج إبن العوامري فيه مش فيا خلاكي تفضليه عليا، أنا... أنا... أنا...
ظل ينظر لها بلوم، وهي تهز راسها برعب، فيبدوا ان عقله قد إنسحب وترك محله الهوس، رعب إنزرع فى قلبها لاشئ سينقذها من براثن شر حفظي، لكن لن تستسلم، نهضت تسير بسرعه نحو باب الغرفه تصرخ ربما سمعها أحدًا، خرجت من الغرفه وصلت الى الردهة قبل أن يجذبها حفظي من وشاح رأسها فطلع فى يده، القاه أرضًا وعاود هبش خصلات شعرها بقوة مُتهكمًا، مهما تصرخي المنطقه مقطوعة محدش هيسمعك.
حاولت سلت خصلاتها من قبضة يده لكن هو يزداد قوة وبغضب صفعها بقوة، وترك شعرها، سقطت أرضًا، تشعر بآلم يضرب بطنها، وشعور الرهبة يجعل قلبها يكاد يتوقف، حتى انها شعرت كآن دقات الباب هي دقات قلبها، وزاد الخوف بداخلها وهي تنكمش على نفسها كآنها تحمي جنينها، لكن عاد الامل حين سمعت صوت عاليًا جهور يتحدث بأمر وهو يطرق الباب:
إفتح الباب يا حفظي لو أذيت بنتي مش هيكفيني عمرك،ولا هقول واد أخوي، وهمثل بچتتك.
لوهله إرتعب حفظي ونظر حوله مثل المعتوه،حاولت حنان الوقوف على قدميها،سارت نحو الباب تصرخ:
أبوي...أبوي.
شعر مجدي بالغضب قائلًا:
بعدي عن الباب يا حنان.
إبتعد عن الباب،بينما قام مجدي بإطلاق الرصاص على مقبض الباب فإنفتح ، بينما حفظي شعر بالرعب من نظرة عمه وهو يُشهر سلاحه نحوه، قائلًا بزم غاضب:
بِت عمك بدل ما تحمي شرفها وصل بيك الدناءة إنت اللى تأذيها، ياريتك كنت موت قبل أخوي.
تهكم حفظي بجبروت وبسرعه قبض على شعر حنان يجذبها نحوه قائلًا بتهكم:
من إمتي الحِنيه دي يا عمي، طول عمرك بتختار مصلحتك على حساب أي حد، كان فى إتفاق إن حنان تبقي ليا لكن عشان مصلحتك فضلت واد العوامرية الاعرج.
زفر مجدي بإطلاق نفسه غاضبًا، وهتف بنبرة أمر:
سيب حنان يا حفظي والا هنسي إنك واد أخوي ومالكش عندي غير طلقه والمره دي هتبجي فى وسط راسك، إنت العضو الفاسد فى عيلة السعداوي.
تهكم حفظي وهو يضحك بسخريه، يسحب حنان عنوة للسير معه الى أن وصل الى تلك الشُرفه التى بالرُدهة، وهي تبكي حاولت سلت شعرها لكن هو كان الأقوي،شبه خصلات من شعرها أصبحت بين يديه مُتقطعة،بينما يسير مجدي وهو يُشهر سلاحه يحاول ضبط غضبه كي لا يطلق عليه الرصاص، لا يود قتله بالنهاية إبن أخيه، لكن حنان إبنته مهما كان قاسيًا، لكن بالنهاية يظهر حنان الأب وحمايته، تفوه بغضب وهو يمد يده يجذب حنان:
بعد يدك عن بنتي يا حفظي والله ما هراعي إنك واد أخوي.
تهكم حفظي فلقد إتخذ القرار ونظر أسفل الشُرفه، كان هنالك بقايا مواد بناء سواء قطع من الطوب وبعض اجزاء الحديد وكذالك الرمال المُتحجرة... عاد ينظر ناحية مجدي قائلًا بإستبياع:
إنت إستخسرتها فيا، لكن...
قاطعه مجدي بغضب وهو يكاد يفهم تلميح حفظي وكذالك إقترابه من سياج الشُرفة قائلًا بحنكه وهو يضع سلاحه بجيبه يوهم حفظي:
حفظي، إرجع، تمام اللى إنت عاوزه هعمله لك، بس...
قاطعه حفظي بنبرة صُراخ آمر:
هتعمل لى إيه يا عمي، أنا خلاص مش محتاج لحاجه تانيه، حنان هتيجي معايا، وإنت وإبن العوامري هتخسروا.
ضحكة غِل، أم جنون ضحكها حفظها وهو يتطرف ناحية الشرفه أصبح المانع هو السياج فقط، بسرعه إنحني حفطي فوق السياج وهو يتشبث بجسد حنان مُستسلمًا لنزعة الشبطان،ظنًا أنه سيُنهي حياتها معه،لكن تدخل أخو حنان وتمسك بها وساعدة مجدي،وقوتهما مقابل قوة حفظي الذي فقد السيطرة بعدما أصبح على حافة السياج سقط وبسبب تشبثه مقابل تشبثهم تهوا جسده وحده مع بعض خُصلات حنان،
حنان التى سيطر عليها الرعب وهي تشعر بضربات قويه فى ظهرها هاجس يمتلكها نحو فقدان جنينها،هلعت وهي تضع يديها فوق بطنها،وتفصل عن الواقع رافضه أن تفقدهُ.
ضمها مجدي بقوة حنان الأب،وسالت دمعة عيناه آسفًا على ذلك الذي سقط وسمعوا صُراخه المُتألم بسبب إرتطام جسده بالارض الصلبة...
بينما حمل مجدي حنان وخرج سريعًا يتوجه الى المشفى،وهاتف زوجته التى ذهبت الى المشفي.
[عودة]
على سؤال آدم مره أخرى عاد مجدي ينظر نحو حنان نادمًا، بينما عاود آدم السؤال:
حنان إمبارح كانت بتحس بمغص وقالت راح قولولى إيه اللى حصل.
أجابته والدة حنان بتردد بما حدث،ضغط آدم على قبضة يداه بقوة تكاد تسحق أصابعه،بينما بخزي تحدث مجدي:
مكنتش أعرف إن شر حفظي يوصل للدرجه دي،أهو خد جزاؤه،الدكتور بيقول إن جسمه كله تقريبًا متكسر وفى ضلع مكسور ودخل فى الكبد بتاعه.
تعصب آدم قائلًا:
نفد من عقابي،وراح لعقاب ربنا الأقوي.
أومأت والدة حنان قائله:
طمع فى اللى مش له وخد جزاؤه اللى يستحقه... والحمد لله الدكتورة طمنتنا على حنان،والجنين، هي نايمه ولما هتفوق هتبقي بخير.
❈-❈-❈
بـ دار نجيه
إستقبلت سعديه ببسمه وجلسن، تحدثت سعدية بسؤال:
أمال فين ممدوح وثريا.
أجابتها:
ممدوح راح عند رغد، وثريا مجتش المكتب النهاردة، يمكن معندهاش قضايا بكره.
إبتسمت سعديه قائله:
خسارة كنت عامله شوية كحك بعجوة وقولت البت ثريا بتحبه... قولت أجيب لها حبه تاكلهم صابحين،وكمان أشوفها بقالى يجي أسبوعين مشوفتهاش ولا إتخانقنا مع بعض، حاسه حاجه نقصاني.
ضحكت نجيه قائله:
ناقر ونقير دايمًا.
إبتسمت سعديه قائله:
إستني أجيب نمرتها من عالموبايل وأشوفها هتجي ولا لاه، إن مكنتش هتاجي أبعتهم لها مع حد من عيالي.
كانت نجيه ستفعل ذلك قبل قليل لا تعلم سبب لشعور القلق على ثريا، لكن مجئ سعديه أرجأت ذلك، هاتفت سعديه ثريا، لأكثر من مره، ثم نظرت نحو نجيه قائله:
موبايلها بيقول خارج الخدمه.
شعرت نجيه بقلق لاحظت سعديه ذلك فتنهدت قائله:
يمكن مع جوزهت وهي اللى قافلة موبايلها، بنتك بقت قليلة الادب يا نجيه.
غصبًا ضحكت نجيه بينما
كل منهن تُخفي على الأخرى شعورها بالقلق على ثريا.
❈-❈-❈
بمغارة الجبل
إستدار ينظر لـ ثريا التى تنظر لـ سراج كآنها وجدت مأمنًا، لكن تهكم بإستهزاء من تبادل النظر بينها وبين سراج، وشعور بالغضب الهادر بعقله من تلك النظرة التى تنظر بها لـ سراج، نظرة هيام لم يراها منها سابقًا، لكن فى الحقيقة كانت نظرة ثقه من ثريا لـ سراج الذي كاد يقترب منها، لكن غيث بحركة ندالة وخِسه أشهر سلاحه ووجه ناحية رأس ثريا قائلًا:
خطوة كمان وهنسف راسها.
توقف سراج ليس خوفً بل مُماطلة..عيناه على ثريا..كآن نظره لها أعطاها شجاعة وإطمىنان.. . بينما تهكم غيث وهو يزداد غضبًا قائلًا :
قدرت توصل للمكان هنا بسرعه يا ترا إيه السبب مركب لـ ثريا جهاز تعقب،يا ترا فين؟.
أنهي غيث قوله ونظر لـ ثريا بوقاحه وبغضب بفوهة السلاح نزع طرف ثوب ثريا من الاعلى ولسوء حظه وسوء الطقس البارد لم يظهر جسدها...تهكم غيث بينما ثريا تحاول السيطرة على ذلك الهلع الذي بداخلها،تستقوي بنظرة سراج لكن حديث ذلك المُجرم دائمًا يحاول بث وزعزعة الثقة بداخلها،حين تعمد البوح بوقاحة:
أكيد ثريا كانت زي الفرسه،ولا مكنتش مسيطر عليها،أنا ظبطها...
قاطعه سراج بغضب:
فكر فى كلامك يا غيث،متأكد إنك ملمستش ثريا.
تهكم غيث بغضب ضاحكًا بإستفزاز: وإيه عرفك كنت ويانا بأوضة النوم وشوفتها وهي راكعة تحت رجليا تتوسل رضايا ..أنت بالتوكيد كنت حنين معاها فى السرير، أه ما انا شوفتكم بعيني.
يعلم سراج أنه يحاول إستفزازه، رغم شعوره بالغضب الساحق لكن دموع ثريا التى تسيل ورأسها تهتز نفيًا على كذب ذلك المُجرم، أثرت فى قلبه أكثر من حديث غيث السافر... لكن حاول كبت ذلك وتحدث بهدوء زائف وهو يضحك مُرغمًا ساخرًا بإستفزاز:
طول عمرك يا غيث كنت غبي وبتتظاهر بالذكاء، تفتكر إنى كان ممكن أسمح أن شعرايه من شعر مراتي تتعري وأنا عارف أن فيه كاميرا مستخبيه فى اوضة النوم،فكرت إنك ممكن تدخل دار عمران العوامري وتنتهك حُرمة الدار كده بالساهل،أنا اللى سهلت لك الطريق عشان تجيب آخرك... تحب أقولك الكاميرا كانت محطوطة فين بالضبط، بس إيه رأيك فى الفيديوهات اللي كنت بتشوفها، أكيد كانت بتحسسك بالنقص بعد ما.....
غضب ساحق شعر به كان نتيجته صفعة كادت تُصيب وجه ثريا ، لكن إبتعدت عنه لخطوة، ضاق سراج منه ذرعًا وكاد يقترب من ثريا، لكن غيث كان شيطانًا وبسرعه قام بتطويق جسدها بإحد يديه واليد الأخري كان السلاح برأس ثريا، لسبب تقيدها سهل عليه تطويقها، نظرت نحو سراج الذي حاول الهدوء قائلًا:
اللى بتعمله مش هينفعك يا غيث، إبعد عن ثريا وسلم نفسك، بلاش تزود التهم عليك بخطف ثريا.
ضحك غيث بإستهزاء قائلًا بإستبياع:
هيحصل إيه يعني هتعدم مرتين... وبعدين ثريا مراتي وفى حد بيخطف مراته؟.
إستفز غيث سراج فى المُقابل دموع ثريا ورعشة جسدها الذي يستمتع بها غيث أسفل يده، بينما سراج واجهه قائلًا:
ثريا مش مراتك بلاش تكذب على نفسك.
تهكم غيث بوقاحة وسفور قائلًا:
لاء مراتي ودلوقتي هى هتختار بينا....
توقف وهو ينظر لوجه ثريا وأكمل:
أكيد هتختاريني صح.
كاد يُقبل وجنتها لكن ثريا إبتعدت بوجهها للخلف بينما إستشاط سراج قائلًا:
لاء إنت اللى موهوم يا غيث
إستغنيت عن دينك ووطنك وبيعت إنسانيتك
وسلمت نفسك بمزاجك لسكة للشيطان يسيطر عليك .. إفتكر كويس إنت دلوقتى "مارون" غيث رسميًا ميت، كمان متأكد إنك منستش، إنك كنت طلقت ثريا...
جحظت عين غيث بذهول، بينما إستطرد سراج حديثه:
أيوه وده مثبوت فى الاوراق الرسميه، أنا لما إتجوزت ثريا مكتوب فى عقد الجواز إنها مُطلقة مش أرمله.
لم تستغرب ثريا من قول سراج، بينما حاول غيث نفي ذلك قائلًا:
أكيد ده تزوير.
تهكم سراج قائلًا:
لاء إنت عارف إنه مش تزوير، إنت طلقت ثريا الليلة اللى إنضرب عليك فى رصاص، بس إتفقت مع المأذون إنه ميوثقس الطلاق فى الاوراق الرسميه غير لما تديه الامر بده، طبعًا كان لك هدف فى دماغك، يمكن أو مساومة إنها تفضل تحت سيطرتك، لكن للآسف القدر فسد خطتك، كمان المأذون لما عرف إنك إتقتلت قال يخلص ذمته وسجل الطلاق بنفس اليوم اللى إنت طلقت ثريا فيه، وده إثبات رسمي إن إنتهي زواجك من ثريا فعليًا بالطلاق.
ذهول غضب هادر، كيف علم سراج بكل ذلك
بينما دموع ثريا تسيل وهي تتذكر تلك الليلة الاخيرة لهما بالفيوم
كانت ليلة قمريه رغم طقس الشتاء لكن القمر كان وحيدًا بالسماء
على آريكة عريضة خلف خلفية زجاجية تطل على حديقة ذلك المنزل، وأيضًا نافورة مياة مُتدفقة تلمع مياهها بسبب ذلك الضوء القريب منها كانت ثريا تضع رأسها على صدر سراج تنظر الى ذلك القمر،سحبت نفسًا طويلًا،شعر به سراج وضمها بين يديه يُقبل كتفها العاري،شعرت بانفاسه فتبسمت قائله:
القمر وحيد فى السما،السحاب مغطية عالنجوم.
نظر نحو القمر لاحظ حركة السحاب تنهد قائلًا:
فى نجمه أهي ظهرت وقريبه من القمر.
لاحظتها ثريا فإبتسمت واومات براسها،ثم رفعت رأسها عن صدر سراج ونظرت له بإستفهام سائله:
سراج سبق وقولت لى إنك تقدر تاخد الأرض منى بجرة قلم،معناها إيه؟.
إبتسم سراج وضم وجه ثريا بين قبضتي يديه وقبلها قُبلة ناعمه،تجاوبت ثريا مع قُبلته،ترك شِفاها ووضع إبهامه يُداعب أنفها ضاحكًا،إستفز ثريا،فضجرت من صمته وضحكه وارادت إستفزازه فقالت:
كمان قولت لى إن غيث عايش وإزاي أبقى مراتك إنت وبس وهو...
قاطعها بقُبلة أخرى لكن كانت حادة بعض الشئ كآنها قُبلة مِلكيه...ترك شفاها،نظرت له بغضب،فضحك وهو يضمها لصدره...قائلًا بتوضيح:
ثريا إجابة السؤالين واحده... غيث كان طلقك قبل ما ينضرب عليه رصاص وده مثبوت فى الاوراق الرسميه، بس للآسف إتثبت بعد إعلام الوراثة اللى حصل قبل اقل من أسبوع من كذبة موت غيث
يعني لو مش إستعجال عمتى فى انهم يطلعوا إعلام وراثه،كان ممكن يتثبت إنك خارج الوراثه فالبتالى الارض مش من حقك.
ذُهلت ثريا وسألته:
وإنت كنت تعرف كده،طب ليه كنت بتطاردني وإنت سهل تاخد الأرض بإثبات الطلاق.
نظر لها لحظات صامتًا،أيخبرها أنه كان يشُك فيها وأنها ربما تعلم أن غيث حيًا وهو من يساندها وأنه إتخذها طُعمًا كي يستدرجه ليظهر مره أخري،لكن كل ذلك كان قبل ليلة لقائهم الحميمي الاول،وقتها شعر أن لديه بداية مشاعر،وتأكدت تلك المشاعر بتلك الليلة التى أصيبت بها بالرصاص،رأي ظهور غيث وهو من صوب عليها الرصاص وقتها،كذالك سمع هزيانها وقولها
"انا مش خايفه من الموت أنا خايفه أقابل غيث هناك"
جملة قالتها بهزيان أثبتت له أن ثريا ليست داعمة لـ غيث،بل هو خصم عتيد لها...ضعفها بعد تلك الليلة التى كان فى تزايد بدأت تضعف حتى أصبحت على شفا الإنهيار بأي لحظة وهذا ما حدث بالفعل وإنهارت ثريا وأكدت له أنه عشق المحتالة،التى كانت أول وأضعف ضحيه لذلك المجرم.
إنتبة لها حين وضعت يدها على وجنته قائله:
إزاي عرفت إن غيث لساه عايش.
مسك يدها من على وجهه ووضع قُبلة براحة يدها قائلًا:
دي أسرار المهنة بقى.
إبتسمت قائله:
أسرار المهنه ماشي يا سيادة القائد المغوار،أنا مش عاوزه أعرف،بس جوايا سؤال واحد:
ليه يا سراج إتجوزتني؟.
ضمها مُبتسمًا يقول بصدق:
فى البداية مكنتش عارف بس مع الوقت عرفت السبب هو إنى عشقت تمرُدك،رغم كل ده طلع قِشرة هشه.
ضمت نفسها بقوه له قائله:
فعلًا كنت قشرة هشه،بس إستقويت بيك.
إبتسم وهو يضمها قائلًا:
ثريا إحنا هنرجع بكره لدار العوامري ولازم تكوني جانبي ومعايا.
ضمته مُبتسمه تقول بدلال:
طبعًا هبقي جنبك ومعاك مش مرات كبير العوامريه.
إبتسم بمكر قائلًا:
مكنتش أعرف إنك بتحبي المظاهر.
ضحكت قائله:
فعلا مكنتش بحبها،بس هي جت لحد عندي وانا مش ناويه أتخلى عنها ولا...
صمتت،فإبتسم سراج وضمها بلا سؤال،فقد يشعر بترقب بالتأكيد غيث لن ينتظر كثيرًا
على شهقة ثريا حين تعمد غيث وضع يده فوق مكان تلك العلامة بفخذها إنتبه سراج،تعذب بسبب دموع ثريا
كذالك بدأ غيث بإستفزازه وسراج يُلجم غضبه كي لا يثور ويسحق ذلك المجرم الوضيع لكن تهديده بـ ثريا هو المانع،إتخذ طريقته وبدأ يستفزه،وإستفزاز سراج أقوي،وفى المنتصف ثريا تسمع للإثنين،تشعر انهما يتعاملان على أنها مثل قطعة من الجماد يتنازعون عليها بلا مشاعر...سراج وغيث
وهي بلا أهمية فقط نقطة الصراع بينهم...
لكن دموعها التى تسيل تشفى غليل غيث الذي ينتشي من رجفة جسدها،بينما تغص فى قلب سراج الذي إتخذ قرار النهاية وعليه المخاطرة الآن...اشهر سلاحه بوجه غيث بغضب قائلًا:
سلم نفسك يا غيث،إنت إنتهيت،متأكد إنك عرفت إن المخزن الجيش هجم عليه،وأصبحت خلاص مكشوف،الشبح الخفي بقي معلوم هويته.
ضحك غيث بغرور،قائلًا:
عادي مش هموت لوحدي هاخد ثريا معايا...
بلحظه سمع سراج وثريا صوت إغلاق صمام الأمان لسلاح غيث وبنفس اللحظه أعاده فتحه مره أخري مراوغة قبل أن يقوم بإطلاق رصاصة نحو سراج أصابت كتفه ورصاصه أخري يوجهها نحو ثريا ،لكن سبقه سراج ولم يهتم بألم كتفه، حين نظر الى ثريا وبكلمه واحده جعلها تنتبه له فقط وتفهم نظرة عيناه وتُخفض رأسها لتدوي رصاصة تخترق رأس غيث ورصاصة غيث تُصيب كتف ثريا
ثريا التى إنتهت قدرتها على التحمُل،بمجرد أن تهاوت قبضة غيث عنها سقط جسدها أرضًا.
هلع سراج وهو بنظر الى جسد غيث الذي تردي
ذهب سريعًا نحوها ونظر الى وجهها الشاحب إطمىن أن الرصاصة ليست بمكان خطير، رغم أنه تألم من ذلك، بصعوبه ضمها لصدره وأطلق الرصاص على حلقات تلك الأصفاد ونزعها عن ثريا وقام بحملها بين يديه ونهض واقفًا بنفس الوقت كان هنالك جسار يدلف وخلفه قوة عسكريه
❈-❈-❈
بعد وقت قليل بأحد المشافى
وقف سراج أمام ذلك الفراش التى ترقد عليه ثريا، رغم أن إصابتها لم تكُن خطيرة لكن عقلها إختار الإنسحاب حتى بعد أن فاقت
عادت تغفوا مره أخري بسبب المُهدئات الذي اعطاها لها الطبيب مازال عقلها يسبح بأثار تلك المواجهه وما سمعته من إستفزاز بين سراج وغيث، ربما بداخل عقلها الباطن صدقت أنها بلا أهميه لدي الطرفين، تنهد وهو يجلس على الفراش جوارها، يعلم أن هنالك
مواجهه ثانية بيت وبينها وهذه المرة الإختيار بالتأكيد لها... إنتهي وقت فرض قراره عليها..
جذب يدها يضع قُبلة على راحة يدها ثم إستقام برأسه ونظر لوجهها متفوهًا بصدق:
فاكر لما قولتلى إني آخر قضية فى حياتك ومستحيل تخسريها
أنا بعترف يا ثريا أنا إنهزمت فى التحدي وعشقتك
« وإنت الفائزة».
يتبع....
🔥دمتم ساالمين ......