رواية سراج الثريا الفصل الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24

بقلم سعاد محمد سلامة

بعد مرور أسبوعين 

صباحً بمنزل نجيه

فتحت باب المنزل للطارق وأخذت من ذاك الشخص ذاك المُغلف المُرسل بإسم "ممدوح" 


أغلقت الباب يدها ترتعش بشعور مُريب،عن ماذا بذاك المُغلف يخُص ممدوح... رفعت نظرها عن المُغلف حين سمعت صوت ممدوح الذي خرج من غرفته يتثائب قائلًا: 


صباح الخير يا أمي مين اللى كان بيخبط على باب الدار. 


بيد مُرتعشه رفعت ذاك المُغلف قائله: 


ده واحد عطاني الظرف  ده وجال إنه لك. 


ضيق ممدوح عينيه وأخذ من يدها المُغلف قائلًا:


فى إيه الظرف ده؟.


... لوهله خفق قلبه بيأس حين أخذ منها المُغلف  ورأي مطبوع عليه شعار خاص بإحد المدارس الخاصه، توقع أن يكون كالمعتاد إعتذار منهم لعدم إجتيازُه فى إختبارات قبول التعيين لديهم،لكن بقايا أمل بداخله جعلته يفتح ذاك المُغلف،وقرأ تلك الورقه المُرفقه بالمُغلف،إندهش وعاود مرارًا قراءة تلك الورقه عن تأكيد،سُرعان ما إنشرح قلبه وإبتسم ، وإقترب من نجيه وقبل يدها قائلًا: 


أخيرًا يا أمى، ربنا إستجاب لدعواتك. 


على فرحته إنشرح قلب نجيه وزالت الريبة وضعت يدها على رأسه بحنان سائله: 


إيه اللى فى الظرف ده بسطك أوي كده. 


قبل يدها مره أخرى قائلًا: 


ده جواب قبول إنى أشتغل مُدرس فى  مدرسة خاصه إنترناشينونال ولها فروع فى مصر كلها، 


أخيرًا يا أمى  هيبجي لي قيمة وأنا بدرس للطُلاب فى المدرسة هشتغل بالمؤهل بتاعي وفى المهنه اللى طول عمري بحلم بها.


زاد أنشراح قلبها وهي تضمه بحنان تدمع عينيها لفرحته هكذا،ربتت على ظهره بأمومه.


رفع وجهه وقبل رأسها مره ومرات،قائلًا:


بعد كده مش هضطر أشتغل صبي فى القهوة هأجرها،لاء هسيبها نهائي.


إبتسمت له قائله:


إنت قيمتك عاليه يا ولدي


وعقبال ما أفرح بجوازك يارب. 


قبل يديها قائلًا: 


هيحصل يا أمي، بس واحدة واحدة كده، دلوقتي هيبقى ليا مقام عالي 


مُدرس مش صبي قهوجي. 


وضعت يدها فوق كتفه قائله: 


ربنا يعلى من مجامك ياولدي ويحقق لك كل أمانيك إنت وأختك يارب.


بعد قليل 


خرج ممدوح من المنزل بزي مُنمق،وذهب نحو محل البقاله إبتسم يُلقي الصباح:


صباح الخير يا عم فتحي.


أجابه فتحي ببسمه سائلًا بفضول:


صباح الورد يا ممدوح متشيك كده ورايح فين دلوق.


وضع يديه يضم طرفي مِعطفه يُهندمه قائلًا:


باركلي يا عم فتحي أنا قبلت التعيين فى المدرسه الخاصة اللى كنت جولت لى عليها قدمت وروحت الإختبارات والحمد لله جالي جواب قبولي أشتغل هناك... ورايح المدرسه إدعيلي يسهلوا معايا فى إجراءات التعيين. 


تبسم له فتحي بود قائلًا: 


ربنا معاك يا ولدي ويرفع من شآنك إنت إبن حلال وتستاهل كل خير. 


بنفس الوقت جائت رغد تحمل بيدها بعض الأكياس، خفق قلبها حين سمعت حديث والداها، ماذا يعني ولماذا هذا المديح... نظرت نحو والدها قائله: 


جبت الحاچات اللى طلبتها يا أبوي. 


إبتسم لها  ، بينما نظر ممدوح لـ رغد مُبتسمً، زادت بسمته حين  أخبرها والدها: 


مش بتباركِ لـ ممدوح ربنا كرمه والمدرسه الخاصة بعتوا له جواب قبول انه يشتغل فيها مُدرس. 


فى البدايه إرتجف قلبها بريبه ثم إنشرح بسعادة ونظرت نحو  والدها  وتبسمت كذالك هنأت ممدوح الذي تركهما بينما نظرت رغد فى إثره ثم شعرت بإنتباه والدها  فنظرت له قائله:


كانت فكرتك هايله يا أبوي إنك كلمت سراج العوامري يستخدم نفوذهُ. 


❈-❈-❈


مساءً


بمنزل والدة ثريا 


وقفت نجيه تذم ثريا بلوم قائله: 


إنت ناسيه الجروح اللى فى جسمك، إزاي... 


قاطعتها ثريا بتطمين: 


أنا الحمد لله بقيت كويسه وبخير، والجروح تقريبًا طابت فاضل بس أثرها مع الوجت هتختفي... 


لكن سُرعان ما همست لنفسها: 


أول يمكن تسيب ندوب فى جسمي زي حرق غيث... 


لوهله شرد عقلها أن بسبب ذاك الحرق توارت لفترة تزيد عن شهر ونصف عن العيون حتى لا يلاحظ أحد أنها لا تستطيع السير على قدميها، بسبب قسوة الآلم التى كانت تشعر به حين تحتك ساقيها ببعضهما، فسرت والدتها وخالتها أن سبب ذلك الإنزواء كان حتى لا ترى لا شفقة ولا لوم من أحد عليها، ليس حزنًا كما فسره البعض، كذالك كانت تُعاقب نفسها بتحمُل الآلم حتي لا يضعف قلبها مرة أخرى وينسي مذاق الآلم، تذكرت سبب إعتراضها على رغبة سعديه بعدم عودتها مع غيث بعد شبه أن تعافت من إغتصابهن لها بتلك الطريقة القذرة، كان تهديده لها بقتل والدتها وأخيها كذالك أبناء خالتها التى تغويها بالتمُرد عليه، لم ترهب بحياتها مثلما خافت من غضب غيث الذي كان فيضانًا من الشر يدعم قلبه "قاتل، سادي" يستلذ بمنظر الدماء، كان ديوثً مع النساء لا أخلاق لديه حتى وإن فرض على أحد رجاله أن يُعاشر زوجته لمجرد إعجابه بجسدها وإذلالها بأن تراه معها وهي كانت عاهرة لم تُمانع بل رغبت به وفعلت مثلما يريد، بالنهاية كانت عاهرة لا يفرق معها أفعال شاذة حلال من حرام، وهي تصرخ بمتعه مُستلذة، كآنها ليست خائنة، ولا لوجود زوجها الموالث عليهم لتنتهي الليلة بقتل زوجها الذي كان يستحق تلك الرصاصه لمجرد أنه فتح الباب وقطع عليهم وصلة عُهرهم.. غاص قلبها بآلم وخوف، غيث كان القتل هوايه وغواية لديه، خافت على والدتها وأخيها كذالك خالتها وأبنائها إستسلمت لطُغيان غيث يُغرقها بسيول جارفة جرفت لديها الاحساس وأصبحت مُتبلدة المشاعر، 


المشاعر 


على ذكرها تذكرت سراج الذي تبدل كثيرًا فى معاملته معها، لكن ذمها عقلها


ربما يفعل ذلك طريقًا آخر يسلكه كي ينال ما يبغي، سياسة الترغيب بعد أن فشل فى الترهيب سابقًا، بالتأكيد ذلك خداع منه، مُخطط آخر، فكيف تتغاضي عن مساوامته الخسيسة لها سابقًا، وجود خطيبته السابقة كضيفة شرف ذات شآن حتى بعد أن كانت غادرت عادت مره أخري بعد أن قضت عِدة ايام سياحة بالأقصر وأسوان... لا لن تقع فى الفخ مره أخري عليها دائمًا أن تحذر وتفترض أن الجزء الأسود دائمًا يضغي. 


إنتبهت لوالدتها حين ذهبت نحو ذاك الباب وكادت تغلقه، تفوهت بتسرع: 


سيبي الباب مفتوح يا أمي. 


لم تستمع لها واغلقته ثم عادت نحوها قائله: 


كفايه عناد يا ثريا إصابتك مكنتش سهله دايمًا بتعاندي وفي الآخر... 


أكملتها ثريا: 


فى الآخر بنهزم،بس خلاص مش ناويه إنهزم تاني، ولازم أرجع أشتغل الزباين اللى موكلني عنهم هيطفشوا لو فضلت إكده راقدة زي ما إنت عاوزه... محدش هيحن علينا لما نتحوج يا أمى. 


تدمعت عين نجيه فهمت حديث ثريا غص قلبها هي أكثر من إنحنت من أجل الحوجه، تنهدت قائله:


ربنا ما يحوجك تاني يا بِتي،ربنا يخلي جوزك وأخوكِ.


لوت ثريا شفتيها بتهكم وحسرة وشفقه وضحكة سخريه قائله:


جوزك...أخويا


جوزي...  اللى كل هدفه حتة أرض 


أخويا.... نفسه محتاج اللى يساعده. 


عارضتها نجيه: 


چوزك لو شوفتي منظره فى الأيام اللى كنتِ غايبه فيها عن الوعي، كنت عرفتي قد إيه هو بيعزك. 


تهكمت ثريا بسخرية آلم قائله: 


مفيش أسهل من التمثيل عند العوامريه، لكن فى لحظة القناع بيختفي وتظهر حقيقة قلوبهم بس لمجرد يوصلوا لغايتهم. 


عارضتها نجيه  مره أخري: 


وسراج هيمثل ليه وإيه  غايته منك. 


تهكمت بحسره: 


الأرض، كفايه يا أمي  بلاش تتعبيني أنا بقيت كويسه وبخير، وهرجع أشتغل من تانى، كمان هراعي أرضي اللى هي تمن عمري. 


تصعبت نجيه بآسي وإقتربت من ثريا وكفت عن إقناعها تعلم أن ثريا لن تتراجع، هي لا تثق بـ سراج ولا أحد، كادت تُخبرها أنها تعلم كم تآلمت بعد قتل غيث بسبب ذاك الحرق هي رأته صدفه حين دخلت عليها بإحد الليالي كانت غافيه،وإنزاح الدثار من عليها رأت ذاك الحرق علمت لما كانت تتواري حتى لا يشفق عليها أحد، لم تُخبرها أنها  رأت ذلك حتى لا تكذب عليها وتخترع سبب غير حقيقي،حولت دفة الحديث قائله:


إبقي باركِ لأخوك فى مدرسه خاصة بعتوا له جواب تعيين فيها وراح لهم ورجع مبسوط هيشتغل مُدرس زي ما كان نفسه طول عمره. 


سعد قلب ثريا قائله: 


أخيرًا حد فينا ربنا حقق له أللى كان بيتمناه. 


تبسمت نجيه  بأمومه قائله بدعاء: 


اللى يصبُر ينول، وربنا إن شاء الله هجبُبر بخاطري فيكم.


قبل قليل بـ دار عمران العوامري


إبتسم لـ عدلات التى قابلته فسألها:


ثريا نزلت من فوق. 


أجابته ببسمه: 


ثريا خرجت من الدار جالت إنها رايحه دار الست نجيه.


زفر نفسه سراج بغضب قائلًا بعصبيه ثم توعد:


دي مجنونه ولا إيه ناسيه إصابتها،تمام. 


لم ينتظر وخرج مره أخري، إبتسمت عدلات قائله: 


أنا غُلبت فيها وهي عاندت، خلى بقى سراج بيه هو اللى  يقنعها. 


بعد وقت قليل 


كانت ثريا 


جالسه خلف ذاك المكتب الصغير تنكب على قراءة إحد القضايا لديها، شعرت ببعض الآلم، تركت قراءة ذاك الملف وإضجعت للخلف بظهرها، وضعت إحد يديها على جانبها تهمس لنفسها: 


الوجع رجع تاني، نسيت أجيب معايا المُسكن، يلا هانت ساعه كده وأقوم أرجع لدار العوامري وأبقى أخد المسكن هرتاح من الآلم ده. 


رفعت وجهها ونظرت نحو باب الغرفه الخارجي حين لاحظت ظل طيف يطُل عليها  من باب المكتب، زفرت نفسها وتغاضت عن ذاك الآلم، من ملامح وجه سراج علمت أنه مُتعصب  لم تهتم بعبوسه، وإعتدلت وجذبت ذاك الملف وعاودت النظر به دون إهتمام 


بينما شعر سراج  بالعضب اكثر وإقترب منعا صامتًا حتى أصبح جوارها، إنحني وقبض بيده على عضد يدها يجذبها للوقوف قائلًا يضجر: 


المدام يادوب لقت نفسها إتعافت شويه قالت أرهق نفسي، ناسيه إصابتك، ومين سمح لك بالخروج من الدار. 


غصبًا إمتثلت وقفت تنظر له بتمرُد: 


مالوش لازمه الحديت ده، وعادي خرجت من إمتي كنت باخد إذن من حد. 


صقك سراج على أسنانه بغضب قائلًا: 


تمام، أنا بقول كفايه تمرُد  وآتفضلي معايا ولينا كلام تاني لما نرجع الدار.


كادت أن تعترض ثريا،لكن بنفس الوقت دهبت نجيه من الباب الآخر،وتفوهت بأمر:


ثريا كفايه إكده،بلاش عناد على حساب صحتك و....


قطعت بقية حديثها حين تفاجئت بوقوف سراج جوار ثريا،تبسمت له قائله:


كويس إنك جيت يا سراج...،أنا حضرت الوكل تعالى نتعشا سوا. 


إبتسم لها بود ورحب بذلك قائلًا: 


دايمًا عامر، أنا فعلًا جعان وعرفت من ثريا إن نفسك فى الطبيخ لا يقاوم. 


نظرت له ثريا ولوت شفتيها بحُنق وسخط... بينما جذبها سراج  مُبتسمًا ودخلا الى المنزل، تناولا مع نجيه وممدوح العشاء بجو صافى وود تجاذب الحديث معهم ببساطه حتى أنه هنئ ممدوح بتلك الوظيفه الذي كان يتمناها... 


بينما ثريا بدأ الآلم يشتد أكثر، رغم أنها معظم الوقت شبه صامته تسمع فقط... 


بعد وقت لاحظ سراج ملامح ثريا التى تغضنت، كذالك وضعها يدها على مكان أحد الجرحين بجسدها وكذالك ضغطها على أسنانها كي تتحمل الآلم، شعر بغضب مصحوب بلهفه ولم يتفوه حتى لا يلفت نظر نجيه وتشعر بالقلق على ثريا، نهض واقفًا يجذب يد ثريا قائلا: 


القاعدة معاكم يا جماعه ميتشبعش منها، بس أنا بصراحه مُرهق ومحتاج أرتاح يلا بينا يا ثريا. 


لولا الآلم التى تشعر به لكانت اعتراضت، إمتثلت تود تناول مُسكن يخفف من حِدة شعورها بالآلم... 


بعد قليل 


بداخل دار العوامري


تبسمت عدلات حين إستقبلت سراج وثريا تحدثت بأحترام: 


العشا إنتهي، أحضرلكم عشا وأجيبه عالشقه بتاعتكم. 


أومأت ثريا راسها بـ لا، بينما تفوه سراج: 


لاء كتر خيرك، إحنا إتعشينا عند بيت حماتي.


تبسمت له قائله:


بألف هنا.


أومأ لها مُبتسمً يقول:


تصبحي على خير.


بعد لحظات كانت ثريا تسير أمامه صاعده الى تلك الشقه،لكن توقفت كآن الآلم إندثر وأستدارت له قائله:


ليه دلوقتي نقلت محل الإقامه من الاوضه للشقه.


نظر لها مُبتسمً وصعد بجوارها وضع يده على كتفها قائلًا: 


خلينا نطلع للشقه نتكلم براحتنا الوقفه كده مش كويسه عشان صحتك. 


نظرت له بسخط قائله: 


ليه، أنا الحمد لله صحتي بقت كويسه. 


 إبتسم وجذبها للصعود معه حتى دخلا الى الشقه،أغلق سراج الباب ونظر الى ثريا التى لوهله إنحنت قليلًا تشعر بآلم...تلهف سراج نحوها بغضب قائلًا:


عِنادك هيضرك يا ثريا.


نفضت يده عنها قائله:  


عاوز توصل لأيه يا سراج، دور النعوميه ده مش داخل عليا  متعودتش عالاهتمام المبالغ.


نظر سراج لها قائلًا:


 ثريا بلاش تفسري كل حركه على هواكِ، وياريت كفايه عِناد على حساب صحتك.


لم يقف أمامها مُتعمدًا ذهب نحو غرفة النوم متأكد ثريا ستأتى خلفه، هى تشعر بآلم، هو سابقًا ذاق مثل إصابتها ويعلم أن الجرح يأخذ وقتًا قبل أن يلتئم، ويسبب وجعًا. 


بسبب الوجع تبعته ثريا ودخلت الى غرفة النوم، لم تتفاجئ حين وجدت سراج يقف بيده تلك الأدويه الخاصه بها يمد يده بها، أخذتها منه لم تُعاند يكفي آلمها، تناولت الادويه ثم نظرت لـ يده الممدوده بكوب مياة، أخذته وإرتشفت القليل لكن لم تُعطيه كوب المياه ذهبت هي ووضعته وجلست فوق الفراش تنظر لـ سراج تنتظر أن يُغادر كي تُبدل ثيابها وتنظر الى تلك الجروح التى بجسدها، لكن سراج تعمد الإقتراب منها ومد يده على مقدمة ثوبها وكاد يفتح الازرار الأماميه. 


لكن ثريا وضعت يدها فوق يده بغضب قائله! 


إنت هتعمل إيه؟. 


أجابها ببساطه: 


هساعدك تقلعي هدومك، مش عيب أنا جوزك. 


تهكمت بغضب ونهضت بعيد عن يديه قائله بآستهزاء: 


لاء مش عيب، بس متشكره وفر خدماتك، أنا هاخد غيار وأروح أغير في الحمام. 


إبتسم سراج بإستفزاز لـ ثريا التى إغتاظت منه ولم تتحدث، ذهبت نحو خزانة الثياب اخذت لها ثيابًا، ومن ثم توجهت نحو الحمام بصمت،دخلت تقف خلف باب الحمام تشعر بزهق من أفعال سراج التى تراها زيادة عن الحد فى الإهتمام بها،ضجرت من ذلك،زفرت نفسها تنفخ أوداجها بغضب قائله:


إنتِ اللى لجمتي نفسك بخيوط حديديه مع سراج وهو اللى بقى مُتحكم فى الخيوط دي، لو فضلتي على كده هو هيكسب ومتأكده لما يوصل لغرضه هيفك هو الخيوط دي ويرجع للنسخه القديمه من تاني، فوقي لازم يكون ليكِ أسلوب شديد، وكفايه ضعف. 


بدلت ثيابها، بنفس الوقت إستغيب سراج وجودها بالحمام طرق على الباب سائلًا بقلق: 


ثريا إنتِ كويسه، إيه... 


قاطعته حين فتحت باب الحمام بغضب ونظرت له بعصبيه قائله: 


أنا بخير وفر الرياء ده كفايه انا اتخنقت منه، ومن فضلك بلاش تحسسني إنى طفله. 


ببرود إبتسم سراج مُتقبلًا غضب ثريا، وإبتعد عنها ذهب نحو الفراش وتمدد عليه صامتًا. 


تنهدت ثريا بحنق وذهبت للناخيه الأخري من الفراش تمددت على الفراش سُرعان ما غفت بسبب ذاك المسكن التى تناولته، بينما سراج شعر بإنتظام أنفاسها، نظر لها وتبسم، لتلك الطفوليه التى ظهرت عليها وهي تحدثه قبل قليل، سأل عقله: 


منذ متي فلت اللجام من بين يديك لتعشق تبك العِناديه المُتمرده ، ومتي إحتالت على قلبك. 


والجواب


منذ أن رأيت حورية الشمس سحرتك رغم بساطتها،إحتالت عليه ولجمتك بخيوط من نور،فى البداية كانت الضوء متوهجًا أكثر من الازم فجعلك تُغمض عيناك،لكن مع الوقت إنجذبت لوهج الضوء وإنكشف جزء من العتمه، ثريا هنالك ألغاز بحياتها 


والسؤال الأول


لماذا عادت مع غيث 


والجواب 


بالتهديد أكيد 


وإعتراض


أو ربما هي أرادت ذلك وخوض تجربه خاصه، هنالك من يعشق تلك الافعال الشاذة 


وإعتراض آخر 


لا ثريا ليست هكذا، والا كان ظهر عليها، هي مُتبلدة المشاعر وبالتأكيد سبب ذاك التبلُد هو ما مرت به.


أسئله وإجابات وإعتراضات بدأت تشغل عقل سراج وقلب عاد ينبض ويخفق وهي جواره فقط


بشقة آدم


كانت حنان مُستيقظه تنتظر عودة آدم الذي تأخر وأصبح الوقت منتصف الليل، قامت بالإتصال عليه قبل ساعه تقريبًا وأجابها أنه أمامه وقت قليل ويعود للمنزل، لكن تأخر، او هكذا ظنت بسبب القلق


إنخضت فجأة حين سمعت رنين الهاتف، توقعت ان يكون آدم، يُخبرها بوصوله، لكن إرتجف قلبها وجسدها حين رأت هوية المُتصل، تصلبت يدها على الهاتف ولم ترد حتى إنتهي الرنين، لكن سُرعان ما إرتعش جسدها حين وصل رساله الى هاتفها فتحتها بيد مُرتعشه... 


خفق قلبها بإضطراب وإرتياب حين رات الصوره كانت لـ آدم وهو يسير بالشارع يقترب من المنزل...زاد ذاك القلق والارتياب رسالة أخري نصها:


"عريس الغفله سايب العروسه وسهران بره لو أنا مكانه مكنتش هسيبك لحظه ياااا بنت عمي سابقًا مازال عندي أمل وهيتحقق قريب ".


أغلقت الهاتف الهاتف وألقته على الفراش تشعر بإنهيار فى خلايا جسدها،ماذا يقصد ذاك الوقح،هل سيضر آدم


الوقت تأخر والطريق بالتأكيد خالي قد يصتطاد ذاك الوغد فرصه...


بسرعه فكرت ان تصعد الى سراج وتخبره ربما 


ربما ماذا 


هل حدث سوء لـ آدم 


لا قلبها يخفق بشدة لن تتحمل أذي عليه...


فكرت مره أخري 


وإرتدت عباءة فوق منامتها وجذبت وشاح للرأس لكن قبل أن ترتديه سمعت صوت فتح باب الشقه تلهفت بسرعه وخرجت من الغرفه تستقبل آدم بالردهه وإحتضتنه فجاءة تشعر بخفقات قلبها تكاد تخترق مسمع آدم، تفوهت بتسرع: 


قلقتني عليك، إيه اللى آخرك كده. 


إبتسم وهو يختويها قائلًا: 


أبدًا الزبون اللى كان جاي عشان يشتري الفرسه طلب منى يشوف بقية الخيول اللى فى المزرعه، وانا قولت ده زبون سخي يمكن يشتري غيرها وده اللى حصل فعلًا، مالك قلقانه عليا كده ليه، حبيبتي إطمني مش بيقولوا عمر الشقي بقي، وأنا قبل كده وصلت للموت ورجعت تاني. 


وضعت يدها على فمه قائله: 


بلاش السيرة دي يا آدم، أكيد جعان، هروح احضرلك عشا خفيف. 


إبتسم وضمها قائلًا: 


لاء مش جعان، انا عطشان بس... 


وكان العطش مصحوب بالارتواء من شفاها قُبلات، جعلتها تنسي القلق والخوف تمتد الى دقائق عشق ذائبه بين يديه وهو يبثها اشواقه وتوقه إليها وهي مُستكينه مُتشبثه به بقلب يخشي عليه من الأذي ، وتكون هي سببًا لذلك. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين صباحً


قد تكون صدفه أفضل من ترقُب 


صدفه أثناء تواجد قابيل بمنزل عمران العوامري من أجل مناقشة بعض الاشغال الخاصه بهم، كذالك كان يشعر بترقُب فاليوم مهم جدًا، سيتم نقل تلك الآثار مت ذاك المخزن الخفي الى مخزن آخر لتسليمها لصائد ثروات بطريقه غيرةمشروعة... 


لكن هدأ ذلك القلق حين سمع قول سراج لوالده: 


انا هاخد تالين أوصلها لمطار الاقصر والمسا هكون هنا. 


فرصه، بل غنيمة وسينتهزها من كل الجوانب


حادث إرهابي على الطريق يصرف نظر الشرطه فتمر البضاعه بسلام 


وغنيمة سيتخلص من سراج دون إثارة غضب الكبير... تخطيط إزدواجي... 


بالفعل خرج من المنزل بحجة بعض الاعمال بالطريق توقف وفتح هاتفه، رد عليه الآخر بصوت ناعس زاد غضب قابيل الذى نهره قائلًا: 


لساك نايم فى العسل لاء فوق وإسمعني كويس


الخِطه اللى رسمناها سوا عشان نغتال سراج العوامري دي تنساها 


الخطة هتتبدل وهتم النهاردة قدامك فرصه


خلال أقل من ساعه تكون مجهز رجالتك وتعمل اللى هقولك عليه بالظبط،عاوز خبر سراج يوصل هنا قبل العصر،والليله يكون ساكن فى قبره. 


❈-❈-❈


صدفه كانت تفتح زجاج شُرفة غرفة النوم 


رأت ثريا سراج وهو يتوجه نحو نحو باب السياره يقف أمامها، يبدوا أنه ينتظر أحدًا، لم يغيب عليه بل لم تغيب، إنها تالين، التى تبسم لها وهي تفتح باب السيارة ثم صعدت آليها، رفع رأسه لوهله رأي ثريا لم يُبالى وصعد هو الآخر الى السيارة مُتعمدًا إثارة غِيرتها، أو بالأحري يود معرفة رد فعلها لكن ليس الآن حين يعود مساء، لكن لا يعلم أن ذلك زاد من يقين يتسرب الى قلبها، سراج يخدعها برسم خِطة أخري أكثر مفعولًا، أو هكذا يظن ان اللين قد يجعلها تُصدقه. 


❈-❈-❈


بالمركز الرياضي 


كان يقوم جسار ببعض الاعمال قبل موعد حضور الاشبال لتلقى التمرين 


لكن فجأه صدح رنين هاتفه، نظر للشاشه سُرعان ما قام بالرد وقال: 


تمام متقلقش هكون عندك فى الوقت المناسب. 


سريعًا بدل ثياب الكارتيه وإرتدى زي رسمي... وتوجه للخروج من المركز، لكن بسبب إنشغاله ببعض الاتصالات الهاتفيه... كاد يصتطدم مع ايمان التى لاحظت لهفته للخروج حتى انه لم يُبالى بتذمرها وغادر مُسرعًا، إستغربت فعلته لكن لم تهتم. 


❈-❈-❈


قبل قليل على الطريق 


كان يسود الصمت بين سراج وتالين، كان عقله مشغولًا بمحتالته يود أن ينقضي الوقت ويعود لها، يعرف رد فعلها حين تعلم أن تالين غادرت الى القاهرة. 


رغم شعورها بآلم قاسي يهتك بقلبها لكن قطعت تالين ذاك الصمت ونظرت نحو سراج  تكبت دموع عينيها سائله بلوعة قلب: 


للدرجة دى بتحبها يا سراج. 


مازال يلتزم الصمت رغم سماعه لها، لكن عقله مشغول وهو يتبادل النظر بين مرآة السيارة الجانبيه والأماميه، يُراقب سيارة النقل الصغير الذي لاحظ سيرها خلف سيارته منذ أن أصبح على الطريق الرئيسي، حاول التأكد من ذلك الهاجس وراوغ بالطريق سواء بزيادة السرعه ثم تبطيئها أو الدخول لمُنعطفات أخري على الطريق، لكن مازالت تتعقبه، تأكد حدسه، حين عاودت تالين الحديث لكن هذه المرة لم تستطيع كبت دموع عينيها  وهو تتحدث بنبرة عذاب: 


كنت مفكره قلبك فولاذ زي ما بابا كان بيقول 


سراج قلبه من فولاذ، لكن واضح إن لأول مره بابا يكون غلطان، لما قولت لى إنك إتجوزت مصدقتش، لأن كنت متأكدة إنك مستحيل قلبك يعشق وتجي واحدة تقنعك بالخطوة دي، فاكره لما إنت فسخت خطوبتنا قولت لى إن عمرك ما بتخلى قلبك ياخد قرار، دايمًا بتحكم عقلك،وخطوة الجواز بعيدة عن تفكيرك ، بس مع ثريا إنت لاغيت عقلك، من غير ما تفكر روحت أنقذتها، رغم إنك كان ممكن تنصاب  زيها، حبيتها إمتى يا سراج. 


سؤال لا يعلم هو نفسه له جواب 


لا يعلم متى إخترقت تلك المحتالة قلبه بل وتمكنت من  فولاذ قلبه وإنصهر ... 


رغم ذلك مازال عقله مشغول بتلك السيارة التى زادت من سرعتها وتقدمت أمامه  ثم أبطئت سيرها، لاحظ فتح زجاج شبابيك تلك السيارة، كذالك صندوق تلك السيارة الذى كان به بعض الأقفاص الخشبية وجزء مُغطى بمفرش بلاستيكي إنزاح ذلك ووقف بعض الرجال يشهرون أسلحه... سريعًا فهم، وعلم أن هنالك كمين لاصتطياده، وتصفيته، سريعًا 


وضع يده على رأس تالين قائلًا  بأمر: 


إنزلي فى دواسة العربيه وأوعي ترفعي راسك. 


إنخضت تالين وشعرت بالهلع،حين سمعت صوت إطلاق رصاص، نفذت ما قاله لها، ثم سرعان ما فتح صندوق بالسيارة وأخرج سلاحه الذي يحتفظ به دائمًا، تأكد من وجود الرصاص  به، ثم سريعًا فتح هاتفه وضغط على أحد الارقام سُرعان ما فتح الآخر الإتصال وإستمع الى سراج: 


واضح إن أنا الطُعم النهاردة، أنا عالطريق العام اللى بيودي لمطار الأقصر... حاول تجي بالدعم بسرعة هحاول أراوغهم، بس سلاحي مش هيسد معاهم... كمان عربيتي مش مُصفحه... 


أغلق الهاتف وتركه بالسيارة، ثم نطق بالشهادتين وهو يحاول المراوغة بالسيارة  يتفادي تلك الرصاصات التى أصبحت تنطلق بغزارة نحو سيارته، مما سبب هلع لـ تالين أكثر حين سمعت أصوات إصتطدام  الرصاص بالسيارة.. حتى أنها كادت تخرج من دواسة السيارة لكن صرخ عليها سراج بأمر: 


أوعي تتحركي من مكانك .... 


صمت حين إخترق جسده إحد الرصاصات 


مما جعل تالين تتلهف عليه ولم تمتثل لأمره وخرجت من دواسة السيارة كي تطمئن عليه، لكن كان هذا لسوء حظها فقد نالها أحد الرصاصات، رصاصه واحدة إخترقت جسدها بمكان قاتل


نظر لها مصعوقًا، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه


يسمع هزيانها... 


وأصبح أمام قرار واحد 


وكما تعلم أن هنالك دائمًا


      «خِطه بديلة» 

🔥🔥🔥🔥🔥


زجرها بنظرة رعب متوعدًا بالشرر، من ثم قهقه بضحكته الغليظة والمُخيفة، هلع قلبها وهي تسمع حديثه الشامت بنبرة جافه: 


فكرتي إنك هربتي مني لما رجعتي من الموت أنا جاثم إهنه على جلبك وساكن عقلك أنا بينك وبين روحك هتفضل متعذبه لحد ما نتلاجي تاني...والوجت مش بعيد يا ثريا. 


إهتز جسدها وهي تشعر بيده فوق موضع قلبها  لكن


لأول مره تمتلك الشجاعة رغم رجفة قلبها تحدته بشرر وإستبياع: 


أنا مش خايفه منك يا غيث مش هتقدر تأذيني تاني، ثريا الضعيفه إنت جتلتها جوايا. 


ضحكات شريرة وغليظه يطلقها وهو يقترب منها عيناه تخترق جلد جسدها تلمع عيناه مثل الثعلب المُتربص بدجاجة، فجأة قبض بيديه حول عُنقها يضغط بقوة، تشعر بإختناق من قبضة يده حول عُنقها،ويديه تشتد قبضتها تشعر بإنسحاب الهواء من صدرها تكاد تلفظ أنفاسها وهي تنظر الى عيناه لا تطلب إستغاثه  


كذالك يديها كآنهن تصنمن ولم تستطيع رفعهن قد تستطيع إزاحة يديه عن عُنقها،لكن هو يستلذ وهو يراها هكذا تلفظ أنفاسها بإنقطاع،لكن فجأة صدح صوت آمر يقترب بهروله حتى وقف أمام غيث وبقبضة يديه وضع يديه حول عُنق غيث يقبض عليها بقوة أكبر من قوته يقول بغضب عارم:.


قبل روح ثريا ما تفارق جسمها هتكون سابقها لجهنم يا غيث. 


بنظرة غلول وبسمة إستهزاء  تهكم بإستفزاز: 


سراج واد عمي. 


لم يهتم سراج بلهجته الساخره المُستفزه وهو يشعر بإنقطاع أنفاسه، كذالك ضعفت يديه حول  عُنق ثريا، حتى أنها تخلصت من يديه وعادت للخلف تسعُل بشدة... بينما غيث وضع يديه على يدي سراج يحاول تخليص نفسه، كادت يدي سراج تزهق روحه ويلفظ النفس الأخير ... لم يستطع إزاحة قبضة سراج، لكن سراج  نظر نحو ثريا التى تشهق، فك قبضة يديه من حول عُنق غيث ودفعه بقوة بعيدًا، وتوجه ناحية ثريا بلهفه،نظرت له لوهله كآنها تستغيث به وهي تنظر الى غيث الذي كاد يسقُط أرضًا من قوة دفع سراج له،لكن فجأة إختفي وظل مكانه ضباب كثيف يُشبه هالة الدخان... ذُهل عقل ثريا وهي تنظر نحو سراج الذي يقترب منه ذاك الضباب الذي فجأة خرج منه عينين  غيث الدُخانيه  ويدين تكاد تقترب تقبض على عُنقه وهي تحاول تحذيره لكن صوتها يخرج بلا صدى... لكن تلك العينان تحدجان بها وتقتربان منها، عينين مُخيفه تُشعان دخانًا وبداخلهما ينصهر فيضان هادر بل غادر.. 


فتحت عينيها فجأة حين وصل الى أذنيها رنين  هاتفها هلعت وإعتدلت جالسه لحظات غائبة عن الوجود تنظر حولها كآن عقلها يستكشف المكان 


حولها،  لم يُفسر عقلها المكان للحظات شعرت كآنها بالشقة التى تزوجت غيث بها رائحة عِطره تُسيطر على حاسة الشم لديها،تشعر بغثيان منها جسدها كآنه إلتصق فى الآريكه التى تجلس عليها...


لحظات طويله تسحب من داخلها الدماء تجف أوردتها وحلقها مثل الأرض التي جفت وأصبحت قاحله،لحظات كفيله بنزع روحها بقسوة...فاقت من ذاك التوهان العقلي على عودة رنين الهاتف...إنفزعت مره أخري وعادت تستوعب بعض أن نفضت بصعوبه ذاك الشعور إزدردت ريقها الجاف،جذبت الهاتف من فوق تلك المنضدة،نهضت تشعر بإنسحاب خلايا جسدها كآنها هُلام لا تعلم كيف تسير الى أن وصلت الى المطبخ قامت بملأ كوب مياة  وتجرعت منه كميه كبيرة حتى شعرت ببعض الإرتواء، جلست على أحد المقاعد بالمطبخ تلتقط أنفاسها بهدوء رويدًا رويدًا... إنتبهت على رنين الهاتف، حاولت بث الشجاعة بنفسها وقامت بالرد لتسمع حديث سعديه بإستهجان: 


إيه كل الرن ده ومش سامعه صوت الموبايل... 


توقفت للحظه ثم عاودت الحديث بخباثه وإيحاء  مرحه: 


هو سراج رچع يتغدا فى الدار وقال يتغدا فى الشجه، ولا لاه إنتِ لساكِ فى فترة نقاهه. 


فهمت ثريا حديث سعديه  وتفوهت بحُنق: 


لاه سراج  مش إهنه فى قنا كلياتها، سمعت انه راح مع خطيبته السابقه الأقصر، أكيد عشان يفسحها. 


زفرت سعديه  نفسها بلوم قائله: 


ما عشان إنتِ خايبه يا بنت أختى الهبله، مش عارفه تحوطي على جوزك، وعاوزه بس تبهدلي  نفسك في الغيط والمحكمه... أنا لو مكانك  كنت إستغليت إنى عيانه وإتسهوكت على الراجل قعدته جنبي، مش أضربها طناش. 


تهكمت ثريا بنزق: 


إتسهوك عليه، ضحكتيني يا خالتي، سيبك من سراج قوليلى متصله عليا دلوك ليه. 


زفرت سعديه بإستهزاء: 


خليكِ خايبه زي أمك، كنت متصله أقولك فى ست جارتي بنتها أهل چوزها طردوها هى وچوزها من الدار، ومش عارفه  تعمل إيه مش هيقدر يأجر لها شقه، يادوب رزقه مكفيه معيشه هو وهى وولادهم،جوزها سأل إن ممكن لو إشتكي فى المحكمه ياخد منيهم الشقه تاني، بس مش حِمل مصاريف محكمة. 


فكرت ثريا قائله: 


وموسطش ناس يحاولوا مع أبوه ليه يمكن يرضي يرجعه بالتراضي. 


تهكمت سعديه قائله: 


تراضي إيه، ده هيجوزوا أخوه فى الشقه. 


تهكمت ثريا: 


عشان يجوزوا واحد يطرودوا التاني بمراته وعياله،عالعموم الشقه من حق الزوجة الحاضنه هي وأولادها وسهل تاخد من حماها الشقه لو إشتكت بمسكن حضانه لولادها،بس للآسف فى ثغرة فى القانون ده،وهي إن ممكن والد جوزها يقدم انه كان ساكن معاهم فى الشقه،القانون هيحكم له بأوضة،بس عالاقل هتلاقى مسكن لها ولولادها وجوزها اللى واضح مغلوب على أمره من الناحيتين،ناحية مراته وأبوه اللى معندوش مروه،خليها تفوت عليا بعد المغرب فى المكتب.


تنهدت سعديه قائله:


بلاش تاخدي منها أتعاب يا ثريا جوزها على قد حاله كفايه مصاريف القضيه اللى هيرفعها على أبوه الجاحد.


إبتسمت ثريا قائله:


هو أنا فاتحه المكتب ده سبيل لجيرانك وأصحابك،مفيش مره يجيلي من وراكِ قضيه كده متريشه. 


ضحكت سعديه قائله:


الحق عليا بشغلك.


تبسمت ثريا قائله:


صح كتر خيرك...بس خفي عليا شويه نفسي فى زبون ولا إتنين يدفعوا فلوس مش كله لاقف كده،سيبك من جيرانك وأصحابك الفقرا دول،صاحبي ناس غنيه زي خالى ومراته كده.


تنهدت سعديه بآسف:


خالك ده مش هيدخل الجنه بسبب إنه واكل حق الولايا،بس ربك يمهل ولا يهمل،عرفت إن الموكوس إبنه دخل فى مشروع تربية فراخ والفِره صابته كم مره ورا بعض كسرته فى مبلغ محترم وماضي على نفسه شيكات وهيبيع من الأرض عشان يسد له ديونه،يلا يا بتِ ربنا يغنينا بالحلال ويعفنا عن الحرام.


أغلقت الهاتف مع سعديه وضعته على طاولة المطبخ أمامها وجلست ترتشف بعض قطرات المياه،عاد لها جزء من ذاك الحلم،وتمركز عقلها على نظرة عين غيث لها،تلك العينان الثعلبية


فجأة تذكرت شئ قد تنساه عقلها،يوم أن أُصيبت بالرصاص بذاك العُرس،رأت تلك العينان تُحدق  من ثم شعرت بإختراق الرصاص لجسدها...في لحظة وصول سراج لمكانها، تلاقت عينيها مع عينيه، مهما غابت ملامحه عن عقلها لكن عيناه مخفوره بعقلها، أكثر عينان كرهت نظاراتهم لها، 


هلع قلبها لوهله   إنكمش جسدها وشعرت ببروده بتلقائيه ربعت يديها حول صدرها تستمد دفئ ،لكن فاقت على صوت تكسير،إنتبهت له كان كوب المياة الذي سقط بعد أن إصتطدم بيدها ووقع من فوق الطاوله،نفضت ذاك الإحساس بالضعف ونهرت عقلها:


واضح إن المُسكنات اللى كنتِ بتاخديها يا ثريا أثرت على عقلك هو فى ميت بيصحي تاني.   


❈-❈-❈


على الطريق 


نظر سراج  نحو تالين التى أخفض جسدها  بأسفل السيارة وهي تئن بسبب إختراق  بعض الرصاص لجسدها، قائلًا  بعصبيه: 


قولتلك ممنوع تطلعي من الدواسه،إمتثلت تالين تئن بآلم بينما فكر سراج


سريعًا لابد من اللجوء اللى خِطة بديله، 


بالفعل سريعًا أوقف تشغيل السيارة للتوقف فجأة تنتفض للحظات، يتلاعب بالوقت، لابد أن وقوف سيارته بهذا الوقت سيربك  السيارة الأخري بسبب سرعة سيرها ،إكتسب دقائق من برجلة هؤلاء المجرمون بسبب توقف سير سيارة سراج فإبتعد عن مرمي رصاصهم بمسافه إضطروا لوقف الإطلاق للحظات وهم يعودن بالسيارة للخلف للإقتراب من سيارة سراج مره أخري، كان سراج فى تلك اللحظات ترجل من السيارة وإتخذ من باب السيارة درعًا له، ولحظة وأخري كان قبل أن تقترب السيارة منه مره أخري، قام بالتصويب على أضعف شئ بالسيارة والوحيد القادر على ردع تقدُم السيارة 


ركز بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه وأطلق عليه الرصاص حتى سمع دوي صوت إنفجار الإطارات، توقف عن الإطلاق وهو  يرا تلك السيارة وهي تتأرجح على الطريق،بعد أن فقد السائق السيطرة عليها وهي تسير  بتموجات غير محسوبه ، مما سبب للمجرمين بلحظات   إرتباك  وهم يتأرجحون ويتخبطون


توقف إطلاق الرصاص، مع وصول فرقة دعم من الشرطة تقترب من سيارة المجرمين اللذين بدأوا يقفزون من السيارة فى محاولة هرب من الشرطه،كآنهم لا يدركون انهم على طريق سريع وبوقت إنشغال الطريق منهم من إندهس تحت أطارات سيارات أخري ومنهم من إستطاع تفادي الدهس لكن لسرعة السيارة وتآرجحها كانت إصاباته بالغة،كذالك سائق السيارة الذي كان أول من قفز ليصتطدم جسده بدوشمة حجريه على جانب الطريق...


لتنتهي محاولة إغتيال فاشلة.


بعد قليل بأحد المشافى 


فتح ذاك الوسيط باب إحد الغرفه يتنهد براحه قائلًا: 


حمد لله عالسلامه يا أفندم. 


إبتسم سراج  له قائلًا: 


أخيرًا وصلت يا سيادة المُقدم وصلت متأخر. 


تبسم له قائلًا: 


طمني على إصابة سيادتك. 


نظر سراج الى عضد يده اليُسرى قائلًا: 


إصابه خفيفه رصاصه فى عضد إيدي الشمال، والرصاصه مخترقتش العضم، يعتبر جرح سطحي. 


إبتسم  الوسيط قائلًا: 


طبعًا النسر الأشول يقدر يصتطاد التعابين مهما كان سُمهم قوي... بس نفسي أعرف سبب لمحاولة إغتيال سيادتك،رغم إن معروف إن سيادتك سيبت الخدمة فى الجيش،إيه الهدف من العمليه الإرهابيه دي فى الوقت ده بالذات. 


إبتسم سراج وهو ينهض من فوق تلك الآريكه قائلًا: 


إنت قولتها الوقت ده بالذات... معروف غرضهم  إيه. 


لم يفهم الوسيط  وتسأل: 


مش فاهم يا أفندم. 


وضع سراج  يده اليُمني على كتف الوسيط قائلًا: 


"التمويه". 


فهم الوسيط قائلًا: 


قصدك... 


قاطعه سراج بتأكيد: 


أيوه تمويه بس أوعي تكون غفلت عن تتبع عملية نقل الأثار. 


نفي الوسيط  ذلك قائلًا: 


لاء يا أفندم إطمن الوضع تحت السيطرة وعرفت فين إتشونت الآثار وزي ما حضرتك أمرت أسهل لهم الطريق... طبعًا مقبضناش عليهم عشان نعرف نوصل للراس الكبيرة اللى بتدير عمليات سرقة الآثار،وتجارة المخدرات هنا...حتى الراجل بتاعنا نفسه لغاية دلوقتي ميعرفش مين الكبير،بياخد الأوامر من واحد من رجالته،رغم إني متأكد إن الشخص ده مش هو زعيمهم،ده الراجل التاني،الإيد اللى بتنفذ وتدي الأوامر لبقية الرجاله.


أومأ له سراج قائلًا:


عشان كده لازم نراوغ ونظهر  إن عملية التهريب تمت بنجاح كمان عشان حماية الراجل بتاعنا اللى عندهم. 


اومأ له متفهمًا 


تنهد سراج  قائلًا: 


دلوقتي  مش لازم الإعلام يعرف حاجه  عن الحادثه اللى حصلت. 


تنهد الوسيط بآسف قائلًا:. 


للآسف يا أفندم  إنت عارف الإعلام بس يشم خبر ويبقي صراع السبق بين القنوات الفضائية والمواقع الاليكترونيه، بس طبعًا طلع تصريح من الداخلية بأن الحادث كان بسيط وتقريبًا مفيش خساير فى ارواح الأبرياء وإن تم التعامل مع العمليه بشكل سريع،وطبعًا يا أفندم ده بسبب ذكاء سيادتك،فعلًا،تقريبًا مفيش أرواح بشريه أتأذت غير المجرمين،تقريبا تلفيات فى بعض العربيات وإصابات خفيفة ،واضح أنهم كانوا مركزين مع حضرتك،ميعرفوش  إنهم بيتعاملوا مع


" النسر الأشول ".


إبتسم سراج قائلًا:


تمام...متأكد إن هيبقى فى تبعيات للى حصل ده،سواء فى القيادة العامه للجيش وكمان للمجرمين اللي فكروا إن خلاص كده وصلوا لهدفهم بنقل بضاعتهم بسهوله،أنا لازم أرجع اسيوط الليلة طالما الاعلام ذاع الخبر أكيد هيبقى فى قلق... 


قبل أن يُكمل حديثه، كان هاتفه يصدح، أخرجه من جيبه ونظر له ثم للوسيط وتنهد قائلًا: 


زي ما توقعت الخبر وصل لسيادة اللواء والد تالين،هرد عليه أطمنه. 


حدثه سراج بهدوء وأخبره بإصابة تالين بطلقه بأحد كتفيها وبأن الآصابه ليست خطيرة.


أغلق سراج الهاتف ونظر لـ الوسيط قائلًا 


هروح أطمن على تالين،عرفت إن إصابتها هي كمان مش خطيرة وباباها سيادة اللواء بيقوب هيجي على طيارة خاصه مش هياخد وقت لحد ما يوصل لهنا،لازم قبل المسا أكون فى أسيوط. 


❈-❈-❈


بـ دار العوامري  


كآن ما حدث لها وفقدانها لأهم ما تمتلكه المرأة وهو" رحمها" 


كآنه جعلها تفقد الرحمة بقلبها، هى أول من رأت  على الهاتف خبر تعرض سيارة سراج لحادث إرهابى... شعور بداخلها كآنه شخص لا تعرفه، تبسمت ولمعت عينيها تقول بهمس مسموع: 


واضح إنها فعلًا قدم النحس عالراجل اللى بتتجوزه يموت. 


سمعت ذلك كل من ولاء ووالدتها الجالستين معها،تسألت ولاء بفضول:


تجصدي مين بحديتك ده. 


رفعت عينيها ونظرت لفضولهن وأجابتهن بنبرة شماته: 


هو في غيرها "ثريا" 


شوفوا فى خبر عالموبايل وبيقول إن فى عملية إرهابيه وكان مقصود بها ظابط سابق فى الجيش وقالوا إسم سراج العوامري. 


إنتفضت ولاء ونهضت واقفه تقول بإستفسار: 


وسراج جراله إيه؟. 


احابتها إيناس ببرود: 


معرفش إنتِ خابرة الحكومة مش بتقول الحقيقه والأخبار أوقات بتهول الموضوع. 


نظرت ولاء لبرودها وقالت: 


هطلع أغير هدومي وأروح دار عمران بالتوكيد زمان عِنديه خبر عن سراج. 


تهكمت إيناس وظلت جالسه هى ووالدتها التي لا تقل عنها شمت قائله: 


ذنب غيث هيخلص من سراج...مش إتجوز أرملة ولدي أنا دعيت عليه ميشوفش الهنا معاها... زي ولدي. 


لمعت عين إيناس بنظرة شامته وبسمة تشفي. 


  


❈-❈-❈


بـالمدينه


أسفل تلك البِنايه الذي يقطن بها والد قسمت 


ترجل  إسماعيل وذهب للناحيه الأخري يساعد رحيمه على النزول من السيارة، تبسمت له بحنان وهي تعطيه يدها،رفع نظره لأعلى تبسم حين وجد قسمت تقف فى شُرفة شقتهم،أشار لها،تبسمت له،وهي تضع يدها فوق قلبها...


لاحظتهم  رحيمه وتبسمت قائله:


إطمن يا واد ان شاء الله هتبجي من نصيبك،وهي اللى هتربطلك عقلك السارح. 


آمن على قولها قائلًا: 


يسمع منك يا خالتي أنا معتمد عليكِ مع الراجل الديكتاتور ده، بيقول عليا برجوازي. 


لم تفهم رحيمه كذلك لم تعرف نطق الكلمه  وسألته: 


بر.. 


بروز... برزواجي يعني آيه يا إسماعيل. 


أجابها: 


دي شتيمة يا خالتي معرفش معناها، نبقي نسأل آدم عليها هو المُثقف اللى فينا. 


أومأت له قائله: 


تمام لما نخلص هنا تاخدني دار العوامري  الواد سراج جلبي متاخد من ناحيته من الصبح. 


تهكم لها قائلًا: 


متقلقيش  يا خالتي  عليه ده نسر بيصتطاد تعابين خلينا مع الراجل الديكتاتور  يارب بس أتجوز قسمت  هكربه فى راسه بأعلى فولت يمكن عقله يوزن. 


بعد قليل فتحت قسمت باب الشقه ورحبت بـ رحيمه التى تبسمت لها قائله: 


إنتِ قسمت. 


اجابتها بهمس: 


أيوه يا طنط، حضرتك نورتي إسماعيل حكالى عنك وقال انك الوحيده اللى هتقدر تقنع بابا يقبل بجوازنا. 


تبسمت  لها رحيمه  بحنان قائله: 


حلوه كلمة طنط منك، وإنتِ كمان حلوه يحق للواد إسماعيل يتمسك بيكِ، إطمني انا الحمد لله ربنا بيلين القاسيه فى إيديا. 


تبسمت قسمت بآطمئنان... بينما آتى والد قسمت سائلًا: 


مين اللى كان بيرن جرس الشقه يا قسمت. 


إنزاحت قسمت من أمام رحيمه التى تقدمت للداخل قائله بمودة: 


أنا رحيمه، فى أمانه عندك بتاعتي وجايه أخدها. 


نظر لها بإستغراب قائلًا: 


أمانة إيه يا حجه.


تبسمت له قائله:


يسمعها منك ونحج سوا إن شاء الله،مش تقولى إتفضلي الاول وتضايفني بكوباية ميه.


شعر معها بالراحه والسكينه فقال بود:


آمين، أتفضلي يا حجه...هاتي عصير يا قسمت فى الصالون.


شعرت قسمت براحه من إستقبال والدها لـ رحيمه،


بعد قليل جلست رحيمه تنظر لـ والدة قسمت التى جائت بفضول تتعرف على تلك السيدة التى أخبرتها عنها قسمت ، لاحظت هدوء فى الحديث بينها وبين زوجها لاول مره يكون هكذا مع شخص  غريب يتعامل معه لأول مره، لكن رجحت ذلك ربما لبشاشة ورُقي حديث تلك السيدة،.. 


نظرت رحيمه  نحو قسمت التى أعطاتها كوب العصير وتبسمت لـ والدها قائله: 


بص بقي أنا الزمن علمني ادخل البيوت من أبوابها، أنت عندك أمانه وانا جايه النهارده عشان أخدها لصاحب نصيبها. 


نظر لها بفضول سائلًا: 


إيه الأمانه دي ياحجه. 


نظرت نحو قسمت وتبسمت: 


قسمت هي الأمانه، أنا جايه أخطبها لإبن أختي، اللى فى مقام إبني الصغير... وعارفه إنك مش هتكسفني وهتوافق... ده دكتور وقدامه المستقبل.


شعر  بإحراج وتحنح قائلًا:


مش لازم أشوفه الاول وأسال عنه وأعرف أخلاقه.


إبتسمت رحيمه قائله:


إنت شوفته قبل إكده،وقسمت تشهد على أخلاقه،هو صحيح هوائي بس وقت الجد راجل ويسد،تربيتي.


زاد الحرج لدى والد قسمت وتبسم قائلًا:


ميمنعش برضوا أشوفه تاني.


إبتسمت رحيمه وغمزت لـ قسمت التى شعرت بالخجل ونهضت خرجت من الغرفه  قائله: 


حقك... عشر دقايق وهتلاقيه إهنه.


بالفعل قبل مرور عشر دقائق صدح رنين باب الشقه، فتحت قسمت الباب وتبسمت لـ إسماعيل الذي سأل بترقُب:. ها باباك مزاجه هادي، أنا جبت له بسبوسه تغير عشان ميقولش عليا برجوازي. 


ضحكت قسمت قائله: 


أيوه طنط رحيمه  معاه فى الصالون وشكلها أقنعته. 


إبتسم إسماعيل  وهو يدخل الى غرفة الضيوف... تبسمت رحيمه  وقالت بفخر: 


تعالى يا إسماعيل سلم على أبو قسمت. 


نظر والد قسمت  الى إسماعيل  بعد ان كان هادىًا إنتفض واقفًا يقول: 


مستحيل أجوز بنتِ لسليل البرجوازي. 


نظر إسماعيل  نحو رحيمه  التى نهضت واقفه تسأل: 


هو إيه البر بر بزواجي ده يا اخويا، وبعدين إنت هترجع فى حديته معاي، مش من شويه كنت بتقول أنا أجهزها واجيبهالك لحد عندك، أهو إسماعيل  ده إبني إكده هتكسفني جدامه. 


تردد والد قسمت بحرج وهدأ قليلًا ثم قال بإعتراض: 


يا حجه... 


قاطعته رحيمه  بنظرة عتاب قائله: 


هتقول إيه، خلينا نفرح بالعيال وانا اضمنلك إن إسماعيل  هيصون بنتك فى عنيه. 


تردد والد  قسمت  لكن بحنكة رحيمه أقنعته،فقال بإندفاع:


تمام انا موافق،بس الجواز يكون خلال شهرين بالكتير،والعفش والشبكه وتجهيزات الشقه كمان عليه.


كاد إسماعيل ان يعترض لكن رحيمه قاطعته وقالت:


انا كنت هقول إكده أنا عاوزه أفرح بالعيال.


نظر لها إسماعيل وصمت 


دقائق كان والد قسمت يتحدث وهو يتشرط وكلما حاول اسماعيل ان يعترض كانت رحيمه  تنظر له فيصمت. 


بعد وقت من المفاوضات... نهضت رحيمه  ببسمه قائله: 


إكده تمام جوي جوي... إحنا شارين قسمت. 


تهكم إسماعيل وهو مازال متمسك بعبوة البسبوسه،ختى ذهب الى خلف باب المنزل مدت قسمت يدها تقول:


مش إنت جايب البسبوسه دي لـ بابا هاتها.


تمسك بالعبوة قائلًا:


أبدًا انا هحتفظ بالسبوسه دي أكلها فى السكه ابلع بها اللى شوفته وسمعته من أبوكِ،ابوكِ ده بيقول عليا سليل برجوازي،وهو إستغلالي...


نظرت له قسمت بإحتقان،فنظر نحو رحيمه التى تخرج من غرفة الضيوف ومازال والد قسمت ووالدتها يتحدثان معها يتمسكان ان تجلس معهما بعض الوقت...لكن حين رأي إسماعيل يقف مع قسمت شعر بالغضب وقال:


نسيت يا حجه أقولك أن إنتِ عارفه إني ربنا رزقني بتلات بنات وأخاف عليهم....


قاطعته رحيمه:


إسماعيل هيبجي أخوهم الكبير،وإحنا نكتب الكتاب مع الخطوبه.شراء الكتب الأكثر مبيعًا على الإنترنت


تهكم إسماعيل بنزق هامسًا لنفسه:


اخوهم يا خالتي،هتسوئى سمعتي من دلوقتي مع راجل إستغلالي،بس أكتب كتابي على قسمت لاخليك تمسك سلك الكهربا عريان وأظبط لك فيوزات مخك يا راجل يا استغلالي.  


❈-❈-❈


مساءً


بـ دار العوامري 


كان الجميع  ينتظر عودة سراج بعدما إتصلوا عليه وعلموا انه بخير... لكن مازال القلق يساور عمران، كذالك ثريا وإن كانت تُظهر عكس ذلك بهدوئها... 


بمجرد ان دخل سراج الى المندرة نهضت ولاء برياء وقامت بإحتضان سراج تُمثل الحنان لكن لابد أن تبخ سمها وقالت بقصد وهي تنظر نحو ثريا: 


زي ما يكون دخل عليا وافد جديد نحس للدار.


لم تُبالي ثريا ونهضت رحيمه وإقتربت من سراج وجذبته من ولاء إحتضتنه قائله:


ربنا نجاك يا ولدي،مفيش حاجه إسمها نحس..ده قدر،وربنا قدر ولطف عشان مش رايد يوجع قلب محبينك.


تبسم سراج وهو يحتضنها بقبول عكس ما فعل مع ولاء التى إشتعل قلبها حقدًا،وهي ترا سراج عيناه تُرافق ثريا التى كانت آخر من تخدثت بإختصار:


حمدالله على سلامتك.


اومأ لها مُبتسمًا،ربما كان يريد منها هي عِناق وقُبله.


بعد وقت 


نهضت رحيمه قائله:


كفايه إكده قوم يا سراج آطلع شقتك مع مرتك كفايه إكده إنت لازمن ترتاح.


وافق سراج ونهض بينما ثريا كانت جالسه تتحدث هى وإيمان وحنان لم تنتبه الا حين  وجهت رحيمه  نظرها لها قائله: 


جومي يا ثريا إطلعي مع جوزك، أكيد زمانه تعبان والست هي راحة جوزها. 


أصابت خالته حين قالت ذلك حقًا حُضن من ثريا الآن هو راحته. 


آمتثلت ثريا وذهبت مع سراج، بينما جلست رحيمه  بين إيمان وحنان وتبسمت لهن قائله: 


قولولى يا زينة الحلوين كنتوا بتتحدتوا فى إيه. 


نظرت لها ولاء بغضب وإنتفضت من قبولهن لها ونهضت قائله: 


الحمدلله إطمنت على سراج أنه بخير هروح داري الحمد لله إن ليا دار مش عاله على حد. 


سمعتها رحيمه ولم تُبالي بحديثها وهي تندمج فى الحديث بألفه معهن... تعلم انها قصدت ذلك الحديث الماسخ، لكن لن تعطيها فرصه بالرد على تفاهتها، غادرت ولاء تلعن وتسب الجميع. 


❈-❈-❈


بشقة سراج 


إنشغلت ثريا بالحديث عبر الهاتف مع والدتها  التى كانت تطمئن على سراج، كان سراج بذاك الوقت دخل الى غرفة النوم بعد ان حدثها بنفسه ثم أعطي الهاتف ل ثريا تستكمل حديثها مع والدتها، زفرت نفسها وهي تتجه الى غرفة النوم، وجدت سراج كان قد خلع خلع قميصه وأصبح نصف عاري، رأته يُجعد ملامحه دليلًا على شعوره بالآلم، وهو يجذب زي منزلي  كي يرتديه، 


وبتلقائيه منها إقتربت منه وأمسكت ذاك القميص قائله: 


خليني أساعدك يا سراج مش هتعرف تلبس الفانله دي بسبب وجع إيدك، هجيبلك ترنج بسوسته سهل اللبس عن الفانله دي. 


إستسلم لها وإنتظر عودتها بذاك الزي المفتوح من الامام وضعته فوق  كتفيه وساعدته على إرتداؤه كان يشعر بألم.طفيف،لكن كان لديه رغبه في ضم ثريا بين يديه بالفعل فعل ذلك وحاوطها بيديه،رفعت ثريا نظرها ونظرت له كانت نظره صافيه،أشعلت قلبه وقلبها لم تشعر سوا بأنفاسه تقترب من وجهها وشفاه تُلامس وجنتيها وهي تنتظر منه قُبله،وهو كان يود ذلك ضم شفتيها بين شفتيه فى قُبله كانت بطعم الدواء تُسكن من آلامهما. 


❈-❈-❈


فى سفح الجبل 


دخل ذاك المجرم يلهث، توقف يُشهر سلاحه حين رأي نيران مُشتعله بذاك المكان،لكن سُرعان ما أخفض سلاحه وإبتسم بحبور وهو يُرحب بذاك الجالس قائلًا:


الجبل نور بـ "سيد كل الناس"


من زمان يا باشا مجتش للجبل.


نظر له الآخر وهو يقول بغرور:


فعلًا من زمان مجتش الجبل من يوم الحادثه...بس أنا شوفت الأخبار،إنت طبعًا اللى نفذت عملية إغتيال سراج العوامري...مين اللى عطاك الأمر بكده.


توتر المجرم وتعلثم بالرد قائلًا:


يا باشا....أنا...


قاطعه بأمر:


مين اللى عطاك الامر اللى فشلت فى تنفيذه وسراج لساه حي وطلع بطل كمان...إنت بتنفذ أوامر مين من ورايا.


أجابه   وهو يزدرد ريقه الجاف: 


إنت عارف يا باشا انا ولائى كله لسيادتك، اللى طلب مني إغتيال سراج هو قابيل العوامري. 


"قابيل العوامري" 


الآن فهم لما أقدم على قتله سابقًا بل تيقن من ذلك 


السبب"ثريا"


كما كان يشك سابقًا قابيل يكن مشاعر لها... 


ثريا تلك الخائنة .. التى حتى  بموتها لن ينتهي إثمها تلك الوضيعه التى كانت معه  مثل قطعة الحجر ولانت مع سراج وتزوجت به،تستكمل حياتها،تظن أنها تخلصت من براثنه...واهمه.


عاود المجرم الحديث بلجلجه:


بس إيه يا باشا اللى خلاك تجي الليله الجبل.


نظر له بنظرة إستهزاء قائلًا:


كان لازم أتأكد من شكي إن قابيل هو اللى ورا اللى حصل مع سراج،بس إنت إزاي توافق تعمل اللى طلبه منك بدون ما ترجع ليا وتقولى الأول.


توتر المجرم قائلًا:


أنا قولت الامر ممكن يكون مصلحه لسيادتك وقتل سراج يكون إنتقام لك هو إتجوز مراتك.


نفخ بقوه فى تلك النار حتى تجمر لهيبها وإشتعل وظهر وجه الآخر مثل وجه شيطان ينصهر من تلك النيران...


هلع المجرم من ملامح وجهه وتعلثم بقلب مُرتجف يقول:


"غيث"باشا  إنت أنا راجلك المخلص والوحيد اللى يعرف إنك لسه عايش أنا والدكتور اللى كان بيعالجك.


نظر له بنظرة شيطانيه دمويه قائلًا:


الدكتور الله يرحمه،مبقاش في غيرك بس اللى يعرف إنى الشيطان غيث لساه عايش...


هلع قلب المجرم وشعر بالغدر.. وكاد يصوب سلاحه نحو غيث لكن غيث كان الأسرع   


رصاصة واحدة إخترقت رأس المجرم بلحظه تردى أرضًا، وقف غيث بعدها يقترب من جثة ذاك المجرم ينظر الى تلك الدماء يدهسها أسفل قدميه بنظرة شريرة وهو يتمنى رؤية إثنان تسيل دمائهما هكذا يدهسها بقدميه


الأول... قابيل... ذاك الخائن الذي غدر به من أجل إمرأة


الثاني... سراج... السارق الذي إستحل إمرأة كان ومازال يتمناها ولم ينالها لسوء حظه...لكن كان ذلك بالماضي...


 خرج من سفح الجبل  وقف على القمه ظلام دامس بجميع الأنحاء، لكن


لمعت عيناه وهو يرا ضياءًا يشُق السماء يُفرق النجوم الصغيرة... كان شهابًا يمُر بلحظه خاطفه... إتسعت بسمته وهو يستمتع بأصوات زمجرة الثعالب وعواء الذئاب كآنهما مثل شياطين تتحدث لبعضها تتباري بالأشرس منهما...  مثل عنييه وقلبه المتوعد لعودة الشيطان الى محرابه القديم 


أصوات مُخيفه تبدل....الهدوء الى صخب ليتلاشي        «سكون الليل» 


يتبع....

🔥دمتم ساالمين🔥..



         الفصل الخامس والعشرون من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات