
رواية أمنيات وأن تحققت
الفصل الخامس عشر 15 جزء ثاني
بقلم ليله عادل
تقابل الجميع بمطعم الفندق لتناول الافطار ولكن لم تتح الفرصة لمنَّة وخالد بالحديث، بعد الفطور قاموا بزيارة مدينة ألعاب مائية قريبة من الشاطئ ووقت الغداء عادوا إلى الفندق تناولوا غدائهم ثم اتفقوا أن يكون هذا اليوم نزهات متفرقة من يريد الذهاب إلى مكان فليذهب له بمفرده من يريد الذهاب لشراء هدية أو تذكار من المكان أو زيارة مكان لم يسعهم الوقت لزيارته فليفعل.
ذهبت منَّة إلى محمد وإيمي وأخبرتهما أنها ذاهبة للغطس مع خالد وطلبت منهما أن يذهبا معها ولكنهما أخبراها أنهما ذاهبان بجولة باليخت لقضاء يومٍ رومانسيٍ كثنائي بمفردهما، وهذا وعد قد وعد محمد لإيمي قبل الذهاب بتلك الرحلة.
استسلمت بالأخير للذهاب معه بمفردها أو بالفعل ذهبت له وأخذها وسارا للمكان الذي يتحضرون فيه لرحلة الغطس بعد سماع إرشادات من المسؤول وارتداء ملابس الغطس توجها إلى المكان المخصص للغطس، كانت منَّة متوترة ولكن خالد طمأنها وأخبرها أنه سيكون بجوارها دائمًا ولا داعي للقلق.
فنشاهد خالد ومنَّة يقفان على سطح اليخت، يرتديان الملابس الخاصة بالغطس، كانت منَّة تشعر بالتوتر الشديد وكان هذا واضحًا بشدة على أطراف أصابعها وملامح وجهها.
كان يحاول خالد أن يهدئ من روعها وأن يبث روح الشجاعة في قلبها لكي تقوم بفعل هذا الشيء ويكون هو أول شخص قامت بهذا الفعل معه، وبعد أن قام خالد بإقناعها على الغطس والنزول في ماء البحر، قاموا بالغطس ومعهم المدرب الخاص، كانت منَّة سعيدة بشدة وهي تغوص في البحر بين الأسماك الملونة متعددة الأحجام والشعاب المرجانية والسلاحف، كانت مستمتعة جدًا وتلعب مع الأسماك بمرح كطفلة صغيرة أطلقت العنان لنفسها لتعيش تلك اللحظات بكل شغف، كان خالد والمدرب منتبهان لها وخاصة خالد الذي لم يستمتع بشكل كبير في تلك الغطسة لأنه كان شديد الحذر والخوف على منَّة، كانت عينه لا تتحرك من عليها، كلما تحركت تحركت عينه معها، وكان المثير للدهشة عدم شعورها بالخوف لأن خالد بجانبها وطمأنها دائمًا بالأسفل، ثم أخذوا يلتقطون بعض الصور التذكارية لهم أسفل البحر، خرجت منَّة على سطح البحر وهي تشعر بسعادة مدهشة رفعت النظارة وهي تقول بسعادة كبيرة تخرج من قلبها :
_ أنتَ إزاي ما خليتنيش أعمل كده قبل كده؟
نظر لها خالد وهو يضحك ويقول:
_ما كنتش عارفك قبل كده يا منَّة.
منَّة بامتنان:
_أنا جيت قبل كده نويبع ودهب مش أول مرة آجي، عمري ما جربت أنزل، كنت بخاف، بس بجد أنا ندمانة أني ضيعت عليَّ أوقات حلوة قوي كده، أنتَ مش عارف أنا انبسطت قد إيه.
خالد بسعادة في سعادتها تلك تشعره بسعادة كبيرة داخل قلبه:
وأنا كمان سعيد لسعادتك وسعيد أن أول واحد تنزلي معاه.
شعرت منَّة بارتباك قليلًا، النظرات التي تجعل أي فتاة مكانها يدق قلبها بسرعة حاولت التماسك أمامه ولا تظهر ذلك التوتر فقالت :
_طب إيه مش هنطلع بقى؟
هز خالد رأسه بنعم، أخذ يصعد هو اليخت أولًا ثم قام بمساعدتها للصعود، بعد صعودهم اليخت نظرت منَّة لخالد بامتنان لكي تشكره لأنه قام بتشجيعها وإقناعها بفعل هذا الأمر.
منَّة وهي تقوم بخلع الزعانف والنظارة نظرت إلى خالد الذي هو أيضًا يقوم بخلع النظارة ويمسح شعره يعود به للخلف:
_أنا مش عارفة أقول لك إيه يا خالد بجد، يعني من وقت ما جينا هنا وأنتَ عمَّال تشجعني على حاجات أعملها لأول مرة، مش عارفة لولا وجودك أكيد ماكنتش هعمل أي حاجة من اللي أنا عملتها دي، وكانت هتبقى رحلة زي أي رحلة طلعتها قبل كده:
ارتسمت على شفتي خالد ابتسامة جذابة وقال بثقة وغرور يليق به بمزاح محبة:
_يعني أفهم من كده أن أنا وجودي طلع له أهميه أهو بالنسبة لك، علشان تعرفي قيمتى.
منَّة بتأكيد:
_أكيد له أهمية.
خالد باستغلال:
_تمام بس خدي بالك، المفاجآت ماخلصتش.
منَّة بحماس:
_وأنا متحمسة ومش هناقشك في أي حاجة تاني مش هقول غير حاضر وطيب ونعم..
خالد وهو يعقد حاجبيه باستغراب وتمني:
ياريت. متاكدة حاضر وطيب ونعم بس؟
هزت منَّة رأسها بإيجاب وتأكيد، هز خالد رأسه لها أيضًا وتحركا ليبدلا ملابسهما ليكملا اليوم.
بعد انتهاء من رحلة الغطس الممتعة والفريدة ووصف منَّة لشعورها الجميل وكيف لم تفعل ذلك من قبل، وسعادة خالد لسعادتها، أخذها خالد لمكان لم تراه من قبل وهو عبارة عن أرجوحة وسط الماء، ساعدها لتجلس عليها وذهب وأحضر لها مشروب جوز الهند ثم أخذ هاتفها وبدأ يلتقط لها الصور، كانت في قمة السعادة.
منَّة بسعادة:
_أنتَ عارف أن دي أول مره اركب مرجيحة من سنين طويلة؟
تبسم خالد:
_ومش آخر مرة، حلو العصير؟
منه باستمتاع وهي تحتسي:
_قوي قوي يا خالد.
شعر أنها طفلة صغيرة وضحك وذهب ووقف خلفها وبدأ بدفع الأرجوحة، منَّة تضحك وهو يضحك على ضحكتها، وقف جوارها والتقط صورة لهما معًا.
خالد:
_ممكن تبعتي لي الصورة دي؟
منَّة بتوتر:
_ليه؟
خالد:
_أول صورة نتصورها سوا عاوزها للذكرى، وبعدين ما تقلقيش إحنا بيننا مسافة اهو واضحة جدًا يعني، مش لازقين في بعض، ولا أنتِي مش واثقة فيَّ؟
منَّة بتوضيح:
_لأ طبعًا واثقة فيك بس فكرة أن صورتي تكون على تليفون شاب مش فكرة لائقة بالنسبة لي ومش مقبولة.
حرك رأسه بتفهم:
_تمام أنا هحترم رغبتك وهحترم رأيك بس توعديني أن أنتِي ما تمسحيهاش نهائي، يمكن ييجي يوم وتبعتيها لي، ماتعرفيش بكرة مخبي إيه! قناعات ما بتتغيرش بس قرارتنا بتتغير وتفكيرنا بيتغير على حسب الظروف ولا إيه رأيك؟
منَّة:
_طبعًا متفقة جدًا، كل سن وله تفكيره وقراراته، تمام أوعدك مش همسحها أبدًا ولما أرجع البيت هحتفظ بيها على اللاب مع صوري مع صحابي.
تبسم وهي بادلته الابتسامة، بعد قضاء وقت ممتع على الأرجوحة أخذها وذهبا لشراء هدايا لأسرته وهنا قالت:
_آسفه نسيت أشكرك على الهدية.
نظر لها وقال:
_مش عاوز شكر، عاوز رأيك.
كانا في طريقهما إلى أحد المطاعم، دخلا واختارا طاولة وسحب لها مقعدًا فجلست، وذهب وجلس مقابلًا لها، تبسمت وقالت:
_من أحلي الهدايا اللي جاتني في حياتي لو ما كنتش أجملهم كمان، بجد فرحتني جدًا، كل حاجة بتعملها بتفرحني، وجودك دايمًا معايا ودعمك ليَّ والكلام اللي كتبته في الكارت مع الهدية، كل ده بالنسبة لي كبير أكتر مما تتخيل، شكرًا من قلبي على كل حاجة.
تبسم خالد وأراد لو يمسك يدها ويقبلها ويضمها ويخبرها ما بقلبه لها ولكنه اكتفي ببعض الكلمات الآن:
_اللي بعمله ده ولا حاجة قصاد اللي تستحقيه.
تبسمت ولم تجد كلام لترد به رغم أن بداخلها الكثير من المشاعر والإحساس الذي يجعلها سعيدة مرتبكة خائفة لا تعرف ماذا حدث لها في تلك الرحلة وقرب خالد لها أصبح مختلف عن قبل ذلك بكثير.
طلب الطعام وكان عباره عن بيتزا، تحدى خالد مجددًا ولكن التحدي هذه المرة على من ينتهى طعامه ودون أي شروط أو طلبات.
أنهيا طعامهما وأكملا ما جاءا لأجله وهو شراء الهدايا لعائلة خالد، وأرادت منَّة أيضًا أن تحضر تذكارًا لوالدتها كي لا تغضب منها حين ترى الخاتم الذي أحضرته لوالدها وأرادت أن تشتري شيئًا لخالد، اختارت لوالدتها رداءً منزليًا جميلًا ولخالد قميصًا كلاسيكيًا مع قلادة من الجلد، وأرادت أن تكتب عليها شيئًا له فاختارت أن يكتب "خالد" نظرت له وقالت:
_إيه رأيك؟
تبسم وقال:
_حلوة أي حاجة منك حلوة، وجدًا على فكرة، لو سمحت اكتب كمان جنب الاسم حرف (M)، حاجة منك لازم يكون لكِ شيء فيها.
منَّة برفض:
_لا ما ينفعش هي...
قاطعها:
_صح بلاش الحرف نكتب منَّة.
ضحكت منه:
_لا يا عم كده اللي هيشوفها هيفهم غلط.
خالد بلا مبالاة:
_ما اهتمش بحد ولا يشغلني، دي هدية من أغلي صديقة وحابب أن كل ما أشوف اسمك مع اسمي أفتكر اليوم ده، ولا إيه مش هي ليَّا؟ أكتب بقي اللي أنا عاوزه.
منَّة:
_ لا خلاص كفاية الحرف، خلّص يا عم قبل ما يكتب قصة تعارفنا عليها بالمرة.
ضحك خالد ولم يعلق، رفع الحقيبة التي تحتوي على القميص وقال:
_القميص ده مناسب بمناسبة مهمة جدًا جدًا جدًا هحضرها بعد ما نرجع القاهرة.
سألته:
_فرح يعني ولا حاجة خاصة بالشغل.
لمعت عينيه وقال:
_فرح بإذن الله.
انتهيا من التسوق وأخذ خالد القلادة وارتداها وكان سعيدًا بها وطلب من منَّة أن يلتقط صورة أخيرة بهاتفها بمناسبة الهدية فقط، وأعطته الهاتف التقط الصورة وأعطاها هاتفها وأخذا سيارة وتوجها حيث الفندق، صعد كلا منهما إلى غرفته وأخذا قسطًا من الراحة، استيقظت منَّة من نومها على صوت هاتفها، مكالمة من خالد بوقت العشاء، نزلا إلى المطعم لم يكن هناك أحد من زملائها، طلب منها خالد أن يتناولا الطعام على السطح الخاص بالفندق، وافقت وذهبت معه، جلسا معًا وجاء العمال بالطعام، استأذن منها خالد وذهب إلى أحد العمال طلب منه شيئًا وعاد.
سألته باهتمام:
_في مشكلة في الأكل.
تبسم خالد:
_لا أنا بس طلبت منه يشغل أغنيه بحبها، الأجواء حلوة، عشاء على البول مع بنت حلوة لازم نكملها بقي.
ضحكت منَّة:
_يا راجل!
خالد:
_يا أجمل بنوتة وأشطر مهندسة.
منَّة:
_وأنتَ أحسن صديق.
لم يرد خالد وعاد لتناول طعامه، تعجبت من عدم رده ولكن لم تعلق وعادت لطعامها، بدأت الأغنية والتي جعلت منَّة تترك الطعام وتنظر لخالد الذي ترك طعامه ونظر لها، لحظات وسحب وردة من المزهرية أمامه وقدمها لها وقال:
_دي مني ليكي.
مدت منه يدها بتوتر وخجل وأخذتها منه وقالت:
_ شكرًا.
خالد غمز لها وقال:
_ما تشكرنيش، مفيش حاجة من مقامك.
منه ضحكت:
_هي الحالة دي رجعت لك تاني؟
حرك خالد رأسه بإيجاب وغمز مرة أخرى، خجلت ونظرت أمامها وشردت مع الأغنية وهو شارد بتفاصيلها وهو بداخله يهديها كل كلمة بالأغنية.
"سألوني عليك قلت حبيبي
وأنا يعني هداري وأخاف من إيه
وحياتك عندي لقيت عيني
قالت على كل اللي مخبيه
سألوني عليك قلت حبيبي
وأنا يعني هداري وأخاف من إيه
وحياتك عندي لقيت عيني
قالت على كل اللي مخبيه
حبيبي، آه حبيبي، كمان حبيبي
حبيبي وأقولها تاني أحلى الأسامي
حبيبي حبيبي حبيبي، آه حبيبي، كمان حبيبي
حبيبي وأقولها تاني أحلى الأسامي
لما أسمع اسمه بقول: الله!
وأقولها تاني أحلى الأسامي
حبيبي"
بعد انتهاء الأغنية التفتت منَّة نحو خالد ورأت نظراته له فسألته:
_في حاجة؟
تبسم وحرك رأسه بلا وأخذ كوب الماء ليشرب ولكن بسبب توتره أخذ المزهرية الصغيرة مكان الكوب وضحكت منَّة ونظر هو لما في يده وضحك، أعادها مكانها وأخذ الكوب، ومنَّة أصيبت بهستيريا من الضحك كلما تذكرت خالد وهو ينظر لها ويريد أن يشرب من المزهرية لا يريد أن يفارق عقلها.
لم يستاء منها وبدأ بالضحك معها، بعد انتهاء الطعام ظلا يتحدثان كثيرًا بأمور مختلفة بأحداث اليومين الماضيين تجنبت منَّة الحديث عن المشاجرة التي حدثت بينهما تمامًا وهو أيضًا لم يرد الحديث عنها الآن، يريد أن يتحدث معها كثيرًا ويستفسر عن مشاعرها وغيرتها ويصف لها مشاعره وغيرته.
ذهبا للسير على الشاطئ ثم عادا للفندق وذهبا لغرفهما واليوم التالي كانا بجوار بعضهما بحافلة العودة للقاهرة. فكان الثلاثة أيام رائعة مختلفة، فيها الكثير من المشاعر المختلفة التي أوضحت وأعلنت بوضوح تام عن مشاعر حقيقية بين خالد ومنَّة، أصبح الآن كل شيء واضحًا وضوح الشمس لم يبق إلا الإعلان عن ذلك العشق ليتوج أمام الجميع.
💞_________________بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。
فقد تأكد خالد من مشاعره أنه عاشق متيم من تلك الفتاة المجنونة التي جعلته يجن ويفقد صوابه، وأنه لا يريد سواها، خالد الذي رأى الكثير من الفتيات الجميلات الرشيقات المثيرات لم يهتز قلبه إلا لتلك الفراشة المتمردة، وها هي الآن أصبحت مغرمة به، فقط أن تواجه نفسها بذلك الشيء وتقول أنها تحبه ولا تجعل نفسها خائفة وسجينة لتلك الشرنقة، خالد قرر أنه بمجرد عودتهم سوف يقوم بإخبارها بكل شيء عن مشاعره ويتوج هذا الحب في إطار رسمي كما وعد عمرو ووالدته ونفسه قبلهم، لكن هل منَّة سوف تقوم بالموافقة عليه؟ هل هذه المؤشرات في تلك الرحلة الطويلة المليئة بالمغامرات المختلفة والمشاعر المختلفة تبرهن عن موافقتها؟ أم هناك أشياء أخرى ستظهر لاحقا؟
لو وصلت لحد هنا اتمنى ما تنساش تحط لايك وعشرين كومنت ولو وتباد دوس على نجمه وكومنتات بين السطور عشان تشجعوني انني أكمل