
الفصل السابع والعشرون 27
والثامن والعشرون 28
بقلم اميرة الشافعي
الفصل السابع والعشرين
انه الجحيم بعينه ما تحياه مي حبيسه وحيده معذبه في ذنب لم تقترفه ولا تعلمه
تحسست رأسها وسالت دموعها
لقد قص شعرها الطويل الجميل يا له من عقاب.
لم تتخيل أن يفعل شهاب الذي تحبه بل وتعشقه عشقا فلو الكون بأجمعه بكفه وشهاب بكفه أخري لرجحت كفته
في قلبها كيف يفعل بها ذلك
كادت تجن اسبوع كامل محبوسه تقذف لها الخادمه رغيف الخبز وقطعة الجبن وزجاجة ماء كما لو كانت حيوان
حتي الحيوان الأليف لا يحبس هكذا
الليل المظلم يؤرقها تكاد تجن
كانت قد دخلت الحمام الملحق بالغرفه واغتسلت وارتدت منامه مريحه لكنها لم تكف عن البكاء ابدا
تريد أن تهاتف أسامه وتطمئن عليه
فكرت تراه حزين لأنها لم تتحدث إليه لأسبوع كامل
نهضت وبكل قوتها أخذت تطرق علي الباب
وتصرخ
شهاب..... افتح الباب. شهاب. . شهاب
والله انط من الشباك واصورلك قتيل
كان بالغرفه المجاوره لها لم يكن حاله أحسن من حالها
لم يذهب الي العمل ولا يريد مقابلة أحد حتي عمه نور الدين.... لا ياكل الا القليل
إنه حزين من أجل نفسه
ويشعر بتناقضات غريبه بخصوص ما يفعله بمي
كراهية... وحب.... انتقام.... وشفقه.. وقوه ووجع
انه ملئ بالتناقضات في هذه الايام
فتح الياب وصاح بجفاء ..... عاوزه ايه
مي بتوسل..... شهاب أنا عاوزه أكلم أسامه
نظراليها بإشمئزار ولم يرد عليها
بكت.... توسلت.. ارجوك اطمن عليه
وجدته صامتآ فقالت
أنا معملتش حاجه وحشه والله انا بريئه من الحاجات ال بتقولها دي
انقلب في لحظه واحده من هدوئه إلي وحش كاسر
مد يده ليجذبها بعنف لتقف في مواجهته وقال. وهويكظم غيظه ..
آخر مره تقولي بريئه
أناجايبك من سريره من بين أحضانه وانتي نايمه بهدوء لا بتستغيثي ولا بتعترضي
عارفه ليه..... لأ نك رخيصه وصفعها ثانية لتنهار وتخور قواها فلم تستطع بعدها ا
لكلام
تركها وخرج ليغلق الباب لينصرف
جلس على فراشه يفكر يكاد عقله ينفجر
نادي بصوت جهوري. ... ورد إنتي يا ورد
ورد بخوف.... نعم
شهاب بلهجه آمره. . إعملي فنجان قهوه وشوفي عندك تحت حاجه للصداع
ورد بطيبه.... بس انتي ما كلتش حاجه
شهاب بضيق.... مش عاوز اتسمم
رن محموله كثيرا
ولم يجيب علي الاتصالات لكنه رأي إسم إيهاب فرد بجفاء
أيوه يا إيهاب
لسه مش عارف حاجة برده
إيهاب.... يا فندم دا بيت صاحبه كان راجل صياد عجوز ومات
والبيت ورثة الراجل ... عارضينه للبيع من فتره
شهاب.... إستفدت لأنا إيه دلوقتي
ماشي يا إيهاب مع السلامه
يئست مي أن يسمعها شهاب فكلما رآها ضريها بعنف
شعرت بالضعف والإنهاك
لكنها قاومت ودخلت المرحاض إغتسلت وتوضأت .. . إنها لا تكف عن البكاء
فلتبكي بين يدي الرحمن
إنه الليل والسحر وقت الوقوف بين يدي الرحمن
إن الله يتنزل الي السماء الدنيا في النصف الاخير من الليل ولها حاجة عنده
منذ أن وقفت لتكبر في بداية الصلاه ودموعها منهمره
ثم سجدت وهمست بنهنهه
ربي إني مغلوب فانتصر
ربي إني إبتليت بتهمه ومصيبه وانت ربي اعلم إنني بريئه مما يرموني به
يا من برئت أمنا عائشه في كتابك الكريم
يا من جعلت رضيع مريم يدافع عنها
أنا وحيده دون أب أو أهل أحتمي بهم وهو أهلي ويؤذيني
يا رب أثبت برائتي وردلي إعتباري لا ملجا منك الا اليك
بكت بين يدي رب الأرض والسماوات وظلت ساعات ساجده إلي أن غلبها النوم قهرآ وضعفآ. وانهيارآ
فنامت علي وضعها الساجد
فتح هوا لباب في الصباح الباكر حيث لم يعد يسمع لها نحيبا ولا عويلا
يعذبها ويشفق عليها بقلبه
فتح الباب بهدوء ليجدها علي هذا الوضع علي سجادتها
أتزني بدم بارد إمرآه إذا همها أمرآ لجئت إلي الله
إقترب منها وإزدرد ريقه بضعف إنحني عليها
يريد أن يجذبها للأعلي. أن يحتضنها ويمسد علي شعرها الحليق
وتذكر نعم تذكرها بين أحضان الغريب عاريه
ليته لم يراها
تركها وانصرف صافقٱ الباب
تبآ لقلبه أيرق ثانية
لا لن يفعل سأؤلمها سأزهق روحها قهرآ وندما
إنتصر الغيظ والحقد إنتصرت الغيره والكرامه.... وإندثر في قلبه الحب الذي يضعفه
ارتدي ملابسه وذهب إلى عمله
وبقيت هي تنتظر عودته لينهال عليها ضربآ وسبابآ كما يفعل معها
في الشركه جلس علي مكتبه مهموما مهمل في أناقته علي غير عادته
دخل جمال ليقول
إيه يا شهاب انت فين اليومين دول مبتردش علي تليفونك ليه
ومالك مبهدل وسايب دقنك زي ال ما تلك حد
شهاب بضيق.... جمال أنا تعبان مش قادر أسمع كلام من حد خد بالك من الشركه اليومين دول
جمال.... مالك يا شهاب
شهاب بعصبيه.... قلتلك تعبان مبتفهمش
تركه جمال وإنصرف متعجبا مما يفعله إبن عمه
عاد شهاب الى البيت
ودخل مباشرة إلي حجرة مي
التي جرت حينما رآته وإلتصقت بالنافذه صائحه
لو مديت إيدك عليه هحدف نفسي
وثب عليها كالنمر حينما يثب علي فريسته وإلتقط يدها ليجذبها إلي الفراش
إرتعد عندما أخرج من كيس معه سلسلة طويله وربط قدمها بالسلسله والناحيهالأخري برجل السرير ووضع قفل كبير علي أطراف السلسه وصاح
حدودك الأوضه.. ... الحمام.... مش أكتر
أنا مش عاوزك ترمي نفسك وتموتي
أنا عايزك عايشه تتعذبي
مي بحشرجه..... إنت مجنون يا شهاب
مجنون ومقزز انت تنفع ياخدوك تعذب في السجون روح من قدامي أنا بكرهك
تركها وإنصرف ليتصل بعمه نور الدين وقال
أيوه يا عمي انا جهزت حالي وهسافر بكره سويسرا اسبوع اخلص الصفقه
نور الدين.... تمام يا شهاب الله ينور
هيه مي فين
شهاب.بإقتضاب نايمه
نور الدين... طيب خليها تكلمني لبضرب عليها مش بترد عاوز أقولها إن عملية أسامه إتحددت بعد أسبوعين كمان
شهاب.... طيب
في الصباح نزل يحمل حقيبته ونادي ورد
ورد.... ورد
نعم يا بيه
متنسيش تحطيلها آكل
ومحدش يدخل الفيلا وانا غايب ولو لسانك نطق بكلمه هقطعه وال يسأل تقولي أنا و هيه سافرنا سويسرا
ورد.... حاضر لأ كله إلا لساني ووضعت يدها علي فمها علامة الصمت
إتصلت لولو بأميمه وسألتها عن مي
فقالت.... إظاهر مخصما ني ولا بترد ولا بتتكلم
لولو بإهتمام.... أنا هروح أزورها يا أميمه يمكن تعبانه
بالفعل إستقلت لولو تاكسي لتقف عند فيلا شهاب
عند البوابه وقف سعد ليقول لها
ممنوع الدخول
لولو.....إمشي يا راجل إنتي من قدامي بقرعتك دي
سعد.... لأ ماليش فيه
ضربته بحقيبة يدها علي رأسه وقالت. . كده يبقي لك فيه غور
ودخلت مسرعه لم تجد مي بالحديقه كعادتها
فدخلت إلي باب الفيلا الداخلي لتستقبلها ورد
لولو. .. انتي مين يا حاجه
ورد.... آني إتعينت هنا جديد
لولو... إتعينتي إيه ان شاءالله
ورد بفخر.... شغاله يعني هكون ايه
لولو مبتسمه.... طيب يا حاجه مي فين
ورد بتساؤل.... هيه إسمها مي
لولو. فين يا حاجه
ورد.... بارتباك.... سافرت مع البيه العصبي ده راحو ساو سيره
لولو ضاحكه... ساويسره حته واحده
وانصرفت ضاحكه تهمس ساويسرا جديده دي
إقتربت من البوابه تهم بالإنصراف لكنها سمعت صوت يناديها بضعف
يا لولو..... يا لولو..... ما تمشيش وتسيبني
يا لولو
نظرت لولو للأعلي حيث تقف مي امام النافذه
وصرخت.... مي. ... مي
إنطلقت تجري إلي الداخل مرة أخرى
وقالت ورد.... محدش هنا
لولو.... إوعي يا كذابه من ادامي لألكشك في وشك
وصعدت لتجد باب الحجره مغلق فتصيح
إفتحي يا مي
مي ببكاء.... شهاب قافل عليه يا لولو. طلعيني بالله اوعي تسبيني. لحسن هموت
لولو بهمه.... تموتي.... لأ يا حبيبتي هفتح
نزلت إالي الاسفل وجرت سعد من ملابسه وقالت
يلا إكسر الباب
سعد.... انا ماليش دعوه
لولو إكسر الباب ولا قسما بالله أكون خبطاك فاتحه راسك
صاخت في ورده
انزلي هاتي سكينه وشاكوش
فعلت ورد ما أمرتها
فمسكت لولو السكينه وقالت لسعد
خد علشان تحاول تفتح الباب
نظر سعد للشاكوش وقال.... طب والشاكوس دهون ليه
لولو وهي تنظر له بحده.... الشاكوش دهون علشان لو مفتحتش الباب أخبطك علي الجمجمه أجيب أجلك
سعد برعب.... هفتحه بإذن الله هفتحه
بعد نصف ساعه من محاولات سعد تم كسر الباب
لتصرخ لولو..... مي.... لأ مي. ايه ده مين عمل فيكي كده يا حبيبتي
ارهقت مي فركعت علي الارض
صاحت لولو بورد وسعد غورو من هنا
ثم قالت.... إيه ده يا مي مربوطه بسلسله
ثم صرخت
مي..... شعرك
مين عمل فيكي كده... مين المجرم ده
مي ببكاء مكتوم..... وهي تهز رأسها بألم ولا تستطيع نطق إسمه
خرجيني من هنا بسرعه قبل ما يرجع
لولو... مين شهاب
هزت مي رأسها موافقه
نادت لولو علي سعد وحاولت فك أغلال مي ولكنها لم تستطع
قامت تجري وقالت.... هرجعلك والله ما هسيبك حتي لو جه شهاب يا يقتلني يا اقتله بس مش هسيبك ابدآ
فوجئ نور الدين بلولو التي تهرول بإتجاهه صارخه وهي تلهث
عمي نور الدين.... إ لحق مي ثم جذبته من يده وقالت.... تعالي معايا
كان يجلس في الحديقه يحتسي قهوته
وقال وهو متعجب..... فيه ايه يا بنتي فهميني
لولو..... لأ مافيش وقت يلا في عربيتك نروح وهات تليفونك وحد يكسر الحديد
نور الدين بتعجب.... حديد ايه. ويكسر ايه
لولو.... يلا وف العربيه هفهمك مافيش وقت
استقلت السياره بجواره خلف المقعد الامامي حيث السائق الي ان وصلو عند فيلا
شهاب ويتصدر سعد للمره الثانيه قائلا
ممنوع الدخول
أزاحه نور الدين من أمامه ودخل مع لولو
ليتفاجئ بوضع مي المهين
نور الدين بتعقل. ... الأقفال دي لا زم تتفتح
نادي يا لولو يا بنتي للسواق يطلع يساعدنا
وفعلا حضر السواق الذي فك الأغلال
من قدم مي وأمره نور الدين فحملها إلي سيارته وإنطلقت السياره إلي فيلا نور الدين
تم وضع مي في حجره بالدور الأسفل
حاولت التحدث مع عمها فأشار لها لتصمت وقال
دلوقتي الدكتور هيجي يشوفك ويطمنا عليكي وإنتي تهدي خالص دلوقتي
هنتكلم بس بعدين
أغمضت عيناها لتغط في سبات عميق
جلست لولو بجوارها وقالت
عمي نور الدين بعد إذن حضرتك طبعا تسمح أخليني مع مي يومين لحد مأطمن عليها أنا هستأذن بابا بالتليفون لو رضيت
نور الدين.... طبعاً يا بنتي البيت بيتك خدي راحتك وعندك الشغالين أي حاجة إطلبيها
لولو بتأثر..... شكراً لحضرتك
بعد قليل حضر الطبيب
كانت لولو قد أعدت مي ووضعت الحجاب علي رأسها ووقفت بجوارها
قال الطبيب... هي مالها منهكه كده وبعد أن أتم الكشف عليها قال
للأسف... ضغطها منخفض جدا ودا غلط علي الحمل
نظرت لولو للطبيب وقالت.. حمل
الطبيب.. آه هيه مش متجوزه
لولو بسرعه.... لأ طبعا متجوزه دي مرات شهاب نور الدين
الطبيب. .. شهاب لأ دا أنا هطليه أبارك له دا صا حبي
لولو برجاء.... معلهش بلاش علشان هي تفاجئه وكده
اوكي..... دا برشام خفيف كدا ودا فيتامينات
وهركب لها محلول علشان نحاول نظبط الضغظ......
بعد حوالي الساعة دخل نور الدين لرؤية مي التي قالت بتوسل
عمو ممكن تتصل بأسامه عاوزه أطمن عليه
فعلا تحدثت مع أخيها وأمها وهي تخفي بكاؤ ها
وبعد ذلك دخلت لولو تحمل كوب من الحليب قدمته لمي
بعد أسبوع
تحسنت مي جسديآ فقط أما نفسيٱ فيكفي ان تتحسس رأسها لتتذكر ماحدث
جلس نور الدين في الحديقه وقال للولو
ادخلي يا لولو هاتي مي عاوز أتكلم معاها
جلست مي مع عمها ولولو التي لم تتركها ولا دقيقه واحده
طلب نور الدين بعض العصائر والمعجنات
وجلسو جميعاً
نظر لمي وقال.. .. ممكن تحيلي ال حصل بالتفصيل يا مي أنا سبتك لما هديتي ومستعجلتش
دلوقتي عاوزك تحكي بالتفصيل الممل
ليه شهاب عمل كده
قصت عليه مي ما تتذكره من أحداث
وجلست لولو أيضاً تستمع بتأثر وصاحت
وشهاب عرف منين وراح جاب مي
دا مخطط يا عمي
اكيد المجرم بلغه بالمكان
وأكيد الست دي خدرتك يا مي
بس عملوها صح الصح
شهاب معذور يا مي دا محدش بعتله صوره يقول مزوره
ولا حد حكي له حاجة يقول كذاب
شهاب شاف بعنيه مراته ال بيحبها وبيكرمها
بملابس داخليه في وضع مش تمام
نور الدين بجديه... لولو معا ها. حق في كل كلمه قالتها يا مي
لعبوها صح دول عصابه
مي بتأثر.... انا مافيش حد بيني وبينه حاجه علشان يأذيني الأذي ده
نور الدين.... أكيد حد بينه وبين شهاب نفسه حاجه دا إنسان مغلول
مي انتي شفت شكل الراجل ال شهاب شافه معاكي
مي بصوت مخنوق. والله ماشفت حاجه
أنا لقيت شهاب واقف يبصلي وكنت فاكره في البدايه إني نايمه في بيتي.
أو بحلم
لولو وهي تعض إصبعها وتفكر
عمي لازم نبدأ من المكان ده لازم شهاب يقول لنا معلومات وإلا مش هنوصل لحاجه
مي بتصميم...... شهاب ده يا عمي أول ما تشوفه علي طول تقوله يطلقني أنا مش هعيش معاه لحظه واحده بعد ال عمله معايا
شهاب دا كان ينفع سجان
وبعد إذنك ماما سايبه لي مفتاح شقتنا في المنصوره..... أنا هسافر أستناها لحد ما ترجع بالسلامة هيه وأسامه
أنا عندي يقين في الله أنه مش هيسبني مظلومه
نور الدين..... أخر مره أسمعك تقولي تمشي
دا بيت عمك ال مسئول عنك ويوم ما تزعلي من جوزك مالكيش مكان تاني غير هنا فاهمه ولا لأ
#الفصل_٢٨
الفصل الثامن والعشرون
جلست مي في حجرتها بفيلا عمها نور الدين تتحسس بطنها
وتتحدث مع جنينها بصوت حزين متهدج
كان مفروض أبوك ولا أبوكي
وأنا نكون هنطير من الفرحه
أنا آسفه يا إبني مش قادره أفرح بيك وأنا ال كنت بتمناك
سالت دموعها وأضافت
كان مفروض أجري علي أبوك وأقول له عندي مفاجأه
كان مفروض نطير من الفرحه ونقعد نفكر لو بنت نسميكي إيه ولو ولد نسميك إيه
مسحت دموعها وأضافت
بس معدش ينفع يعرف إذا كان متأكد إن أمك معندهاش شرف ورخيصه
هيقول عليك إيه يا حبيبي
يا رب.... يا رب. أنا مخنوقه
فتحت لولو باب الغرفه ودخلت لتقول
صحيتي يا أم حبظلم
تصنعت مي الإبتسامة وقالت
حبظلم
لولو... أيون إنتي أم حبظلم وأميمه بإذن الله أم شحيبر
مي بتساؤل.. . أميمه حامل.... وحشتني قوي
لولو.... لأ لسه معرفش بس أكيد ان شاءالله هتبقي أم شحيبر
ربتت لولو علي بطن مي. وقالت حبظلوم حبيبي
مي بآسي..... هو مش حبظلوم هو مظلوم
وضعت . لولو رأسها علي بطن مي
وقلدت صوت الأطفال وقالت بطريقه مضحكه
إنتي وحشه يا مامتي أنا إش مظلوم أنا هطلع عينيكي إنتي وشيبو
وهعمل عليكم بيبي كتييير علشان انتو اش حلوين وبحب انطي لولو بس يا وحشه يا ميوشي إتفو...... إتفو.... إتفو
إنتزعت لولو الضحكات من مي التي ضحكت بصوت عالي علي طريقة لولو
وقالت.... إيه العيل القليل الأدب ده
وإتفو كمان
لولو مبتسمه..... ايوه كده إضحكي وانسي الهم عاوزين حبظلم مزاجه حلو ومبسوط
يلا نطلع الحديقه
ونستغل عمو نور الدين العسل ده ونطلب من عم عبده دجاجه ثمينه ونهيص
تمصمصت بشفتيها وقالت
بقولك يا مي بلا شهاب بلا جمال متجوزيني جدو نور الراجل العسليه ده
تولي جمال أمر الشركه بغياب شهاب بهمه ونشاط
وإنشغل بالعمل جدا.
إستأذنت بسنت للدخول اليه بمكتبه
أذن لها رامي سكرتير جمال بالدخول
جمال بترحيب. .. إتفضلي يا مدام بسنت
ناولته بسنت ملف بيدها وقالت. . دا ملف عرض شركة سميركو للأدوات الصحية وعاوزين رد مننا
أخذ شهاب الملف وتفحصه وقال بإبتسامه.. طيب يا مدام بسنت أنا هروح لعمي بعد الشغل أتشاور معاه وبكره ان شاءالله أديكي قرار
نهضت بسنت وقالت بجديه.....شكرا يا فندم
جمال.... ابعتيلي رامي لو سمحتي
بعد قليل دخل رامي وقال.. نعم يا جمال بيه
جمال....رامي إعملي تقرير بصفقة السيارات
تقرير وافي
رامي. . بس يا فندم أنا محفظتش البيانات عندي
دي عند أشرف
صاح جمال... انت وأشرف وكل الموظفين ال معايا
عندي إستعداد أبادلكم كلكم بشنابتكم دي بمدام بسنت
ما شاء الله مافيش معلومه من صغيره ولاكبيره إلا حفظاها و
رساها وانتم زي قلتكم عدد علي الفاضي
يلاروح من قدام وشي يا رامي
حاضر يا فندم
رن هاتف جمال برقم مجهول الهوية
أجاب جمال. آلو
ماجي بصوت منخفض. .. وحشتني يا جمال.. .. رغم كل ال عملته معايا وحشتني
جمال بحده.. ماجي الموضوع ده خلاص إنتهي
ماجي بصوت حزين...... انا لسه بحبك يا جمال والله بحبك عمرك ما كنت قاسي معايا كده دا انت كنت هتموت عليه ايه ال جرالك مين ال وقع بيننا
جمال.... بلاش شغل الأفلام الأبيض والأسود ده يا ماجي بلا وقع بلا بقع
ماجي بغضب..... أمال فيه ايه
جمال بهدوء... سبحان مقلب القلوب
ماجي إبعدي عني وإنسيني أنا بحاول الآ قي نفسي ومعنديش استعداد ارجع لورا تاني
وعلي فكره أنا تقريبٱ خطبت
ماجي بغضب..... مين يا جمال خطبت مين
جمال..... أكيد هدعيكي علي الفرح علشان تتأكدي وتطلعيني من دماغك
وأنهي ألمكالمه
كادت ماجي أن تنفجر غيظآ
وأخذت تتمتم... علي جثتي ياجمال
مش ماجي أكمل الخراط ال تتهان كرامتها كده.....
اجرت إتصالا هاتفيا وقالت
نفذ ال إتفقنا عليه
أيوه متأكده
هديك ال انت عاوزه إنت إيه بير ما تشبعش أبد آ
المهم نفذ .....
يعني ايه في الوقت المناسب
اسيبه يتجوز ويتهني وأطلع أنا من المولد بلا حمص
انت...... فوق لنفسك انت بتكلم ماجي الخراط
اغلقت الهاتف وقالت
إنسان بشع ربنا ياخدك.....
خرج جمال من الشركه واستقل سيارته وذهب إلى فيلا عمه نور الدين وهو يحمل الملف الذي يخص العمل
تفاجئ بوجود لولو ومي. تجلسان في الحديقه وأمام كلا منهما فنجان من الشاي وبعض الشطائر
قال بجديه..... السلام عليكم
وعليكم السلام ردت الإثنتان
جذب مقعد وجلس ثم قال.... ممكن أقعد أستني عمي هنا
لولو مبتسمه...... ال أعرفه إنك قعدت بالفعل
إزيك يا مي.... إنتي ما روحتيش مع شهاب ليه تغيري جو وتتفسحو جنب الشغل
لم ترد مي ولكنها نظرت للولو كأنها تستغيث
لولو لمي.. إيه رأيك نقوله أهو وش إجرام ويساعدنا.. آآآآآ قصدي أقول ما بيحبش الإجرام
نظر لها بعتاب وقال
مقبوله منك..... علي أد سنك يا عضاضه
بس إنتي إيه ال جايبك بيت عمي
لولو بسخريه...... بيت عم صاحبتي كمان
جمال هامسا.... وبيت عم جوزك لو قبلتي ما توافقي بقي يا هاله زليتي أمي
لولو وهي تنظر له بتهديد. .. أنا أسلوبك ماينفعش معايا انا بحب الناس الظريفه
جمال يشير لنفسه......أنا ظريف
لولو..... الناس الجد
جمال بجديه...يشير لنفسه ... والله بقيت جد
لولو........ الناس ال بتصلي ومتقطعش ولا فرض
جمال....... والله بصلي
همس متمتما.... حتت ازعه وعماله تبستف فيه مسيري هفرمك
لولو متسائله.... بتقول حاجه يا جمال
جمال.... ولا حاجه
نظر جمال لهاله بتوسل وقال
ممكن آخد رقم والدك
هاله.... ممكن تحل مشكلة مي الأول
جمال بتعجب.... مشكلة إيه
قصت عليه لولو ماحدث
نظر جمال بتأثر إلي مي وقال
لا حول ولاقوة الا بالله معلهش يا مي
قاطعته لولو..... متعملشناش يا جمال عاوزين حل
نظر جمال للولو بمكر وقال
طب هتعملي لي ايه لو حليتها
لولو بطريقه مضحكه..... هاعمل ايه يا جمال
دي بنت عمك. . دمك.... ولحمك
مي وهي تبتسم لجمال. . جمال معاه حق لازم مقابل
تقبلي خطوبتك لجمال
نظرت لولو لجمال بإحتقار وقالت.... انا اتخطب لده
جمال بغيظ. ال عطاكي يدينا يا ست الأزعه
لولو متجهمه.... شايفه يا مي بيكلمني ازاي
مي بإبتسامه هادئه..... ما إنتي صحيح أزعه يا لولو بس والله بميت راجل
جمال وهو ينهض ليدخل لعمه..... اتفقنا
لولو بإبتسامه خجوله. .... أفكر
جمال لمي بسعاده..... شاهده يا مي
ثم اضاف.. . والله يا مي ربنا ان شاءالله هيظهر الحق وشهاب إتجنن لأنه بيحبك قوي وال بيحب قوي بيتوجع قوي يا مي
ثم خبط علي رأسه وكأنه تذكر شيئآ وقال
إيهاب
لولو.... إيهاب مين
إيهاب موظف عندنا طلبته قريب ملقتوش وبعد ما جه قالي ان شهاب بعته في حاجه خاصه.....
عن إذنكو
دخل جمال لعمه في مكتبه
وتناقش معه حول العمل وكذلك حول موضوع شهاب ومي ووعد عمه أن يحاول الوصول إلى من فعل ذلك في أقرب وقت
بعد إنصراف جمال
قالت لولو لمي.... مي حبيبتي أنا إطمنت عليكي وهمشي بقي وأبقي أجيلك
مي بتوسل..... لأ يا لولو علشان خاطري خليكي معايا إنتي ال مصبراني وعمي فرحان بوجودك قوي
لولو .. معلهش يا مي والله هاجي لك يوم ويوم
خرج نور الدين من مكتبه
فقالت مي وهي عابسه
الحق يا عمو لولو عاوزه تمشي وتسبني
نور الدين بطيبه.... ليه يا بنتي خليكي مع مي
لولو بخجل..... معلهش يا عمي هاجي علي طول والله ان شاءالله
مر إسبوع علي وجود مي بمنزل عمها
وعاد شهاب من السفر ليلآ بعد ان أنهي مهمته
لقد أصبح نحيفآ أكثر من ذي قبل
فهو منذ ما حدث وهو يأكل القليل من الطعام ويعاني من صداع دائم
طلب السائق الذي حضر اليه المطار لإنتظاره
واتصل بعمه أخبره أنه أنهي مأموريته بنجاح وأتم الصفقه المطلوبه
هنأه عمه ولم يخبره بشئ عن مي
إستقل السياره وتوجه مباشرة إلي بيته
عند البوابه وقف سعد يرتجف حينما رأي شهاب الذي دخل مسرعا الي الداخل
نادي علي الخادمه
وقال بصوت عالي
ورد..... انتي يا ورد
حضرت ورد التي كانت بالمطبخ تجري
حملت حقيبته وقالت. بصوت مرتجف.. خمدالله علي السلامه يا سعادة البيه
قال بحده. حد جه هنا وأنا مش موجود
قالت بصوت مقطع.. أص أصصصص
صاح غاضبآ. . اصل ايه إنطقي
اوف.... نزع جاكيت البدله ورماه علي مقعد أمامه
تركها وصعد للأعلي
وأخرج مفتاح للغرفه يحتفظ به بجيب سرواله الخلفي
لكنه فوجئ بالباب المكسور والسلسله الحديديه علي الارض
فصاح بصوت هادر
ورررررررررد
صعدت تجري
قال..... راحت فين ثم لف يديه حول رقبتها وقال مهددآ.... هخنقك
قصت عليه ماحدث
فنزل ثائرآ
إستقل سيارته وإنطلق إلي فيلا نور الدين
دخل يهرول إلي الداخل
لم ينادي عمه النائم بغرفته
وإنما أخذ يفتح أبواب الغرف الأخري الواحد تلو الآخر
وجدها نائمه في غرفه بالدور الأسفل
كانت بين اليقظه والنعاس حينما دخل الغرفه
جذب يدها وأخذ يجرها خلفه صائحا
ما فيش قوه علي وجه الأرض هتنقذك من الجحيم ال هعيشك فيه
صاحت.. سبني يا شهاب سبني
إستدار ليصفعها ثم حملها علي كتفه وخرج من الفيلا
صرخت مي برعب..... يا عمي يا عمي نور الدين إلحقني.... إلحقوني وأخذت تلكمه وتركله بقدميها
وهو لايهتم
هم بالخروج من الباب عندما سمع صياح عمه القوي
شهاااااااااب
انت إتجننت
نزلها يا ولد إزاي تدخل بيتي بالطريقه دي
أنا معرفتش أربيك
شهاب وسط صريخها وعويلها
لأ يا عمي مهما قلت مش هسمح لحد بالتدخل
دي مراتي وشرفي وعرضي فاهم
وأنا حر وعموما انت يا عمي والزفته صاحبتها ال تلاقيها زيها ال دخلتم بيتي بنفس الطريقة في الأول فمتلومنيش
صاحت مي وهي تلكمه.. . صاحبتي أشرف منك..... وأحسن منك
شهاب يجز علي اسنانه...مهددآ
.. ماشي
إقترب منه نور الدين وصاح
نزلها يا ولد ولو مش مصدق إنها بريئه طلقها والموضوع يخلص
شهاب بحده وغضب..... لأ مش بالسهوله دي هطلقها وأرميها للكلاب بس لما أشفي غليلي منها الخاينه
صفعه علي وجهه من عمه نور الدين أفقدته توازنه
فجرت مي تحتمي منه خلف عمها
شهاب بغضب.. .. بتعمل كده علشانها وانت معرفتهاش ال من سنه
وأنا..... لو كنت إبنك
قطع نور الدين كلام شهاب قائلا
أنا بحميك إنت من شر نفسك من شر الغيره ال بتنهش في دمك
طلقها يا شهاب لأني مش هسمحلك تإذيها تاني كفايه ال عملته......
شهاب بعضب... انتي فعلا متستاهليش تبقي علي إسمي إنتي أحقر ست عرفتها
جيرمين أحسن منك لأنها ما أدعتش البراءه والطهاره وهي غانيه
مي بضعف.. إخرس.... إخرس يا مجرم متجيبش سيرتي
نظر إلي عمه وأشار إلى مي وقال
الهانم ال بتدافع عنها جايبها عريانه من أحضان كلب زيها بعد كل ال عملته معاها
انا كنت بعاملها مش بس كزوجه وحبيبه لأ زي بنتي ال مخلفتهاش... زي امي ال مشفتهاش وهيه بتموت
تحجرت الدموع في عينه لد رجة أن مي كادت تجن من أجله رغم ما بها من آلام
نظر لها وقال هامسآ..... انتي طالق يا مي
وخرج مسرعآ
أما عنها فلم تتحرك من مكانها وقفت كالتمثال الحجري
تنظر الي الفراغ لم تستطع البكاء فالموقف أكبر من الدموع
نور الدين بحنان. ... مي..... مي
ارتمت علي صدره تشهق وينتفض قلبها
همست.... طلقني.....شهاب . طلقني
قالي انتي طالق.... قدر وقالها
كاد نور الدين ان يجن ف مي منهاره
وشهاب خرج بحال ليس أفضل منها
ويخشي عليه أ يضآ
اقترب منها وربت علي كتفها وقال
مي يا بنتي الحقيقه مسيرها هتبان
لأن ربنا يخليكي مبيرضاش ب الظلم
خلي عندك صبر وخلي إيمانك بالله يخليكي تتحدي أي مصاعب
قالت مي لنور الدين بتوسل.... عمي أنا ليه عندك طلب
نور الدين.... نعم
مي بهدوء..... متقولوش إني حامل لأنه خلاص مش واثق فيه فطبيعي مش هيهمه ال في بطني أنا لولا خوفي من ربنا كنت نزلته.... بس أنا مقدرش أقتل نفس ربنا وضعها أمانه عندي
نور الدين برفض.... لأ يا مي مينفعش
مي برجاء.... أتوسل إليك يا عمي توعدني
نور الدين.... طيب يا مي
أنا شايف إنك تطلبي لولو تيجي تقعد معاكي يومين يا ريتها ما مشيت دي بنت حلال قوي
خرج شهاب من بيت عمه وهو يشعر أن الأرض تميد تحت قدميه
إنه برغم كل ما فعله يحبها كما لم يحب أحد
الصدمه تدمي قلبه
لم يذهب إلى منزله وإنما صار بسيارته لا يعلم إلي أين
ظل في الشارع إلي أن سمع آذان الفجر
دخل المسجد ليتوضأ ويصلي
وبعد ذلك أخذ يسترجع بحزن ويقول
اللهم أجرني في مصيبتي وإخلف علي بخير منها
هدأت نفسه قليلا فعاد إلي منزله
عزم أن يحاول نسيانها ويعود لسابق عهده فيفني نفسه في العمل
لن يجعل هناك ولا دقيقه واحده للتفكير فيها
ولن يسمح لأيآ كان أن يذكر إسمها أمامه
أو يذكره بها
نادي علي ورد صائحا ورد انتي يا ورد
ورد..... نعم يا بيه
شهاب..... شوفي سعد خليه يجيب نجار ويصلح باب الأوضه ال فوق
وإطلعي شيلي أي هدوم أو أي حاجه تخصها
وإقفلي الباب بقفل
ورده بسذاجه..... أي حاجة
شهاب بغضب.... ما قلت أي حاجه
وصعد لينام محاولآ التخلص من أي ذكريات تجمعه بها