رواية مهرة والامبراطور
الفصل الخاتمه
بقلم مي مالك
الخاتمه
(بعد مرور سبع شهور)
أمسكت البلوره التركي خاصتها الذي أرسلها لها مازن من فتره، لقد تعافيت نسبياً، لم يبقى سوى القليل، القليل فقط وتعود لمازن، بعدما قضت تلك الفتره، تغيرت مفاهيمها وفكرتها عن الحياه، والأهم فكرتها عن تقضيه باقي عمرها مع مازن، دون مشاكل نفسيه، أو أفكار سودويه
طرق خفيف على حجرتها، تليه دخول جينا الذي كان بيدها بعض الأوراق
أبتسمت لها وقالت بفرحه :
"دلوقتي أقدر أقولك أنك خفيتي فعلا"
ضحكت مهره على لهجتها التي تمكنت من تحسينها كثيراً :
"وكمان أنا أقدر أقولك أنك بقيتي مصريه أصليه باللغه دي"
"ولله ما عارفه هتكلم مع مين عربي بعد فراقك، يلا المهم أنتي برضو لسه محتاجه فتره مراقبه لحالتك وتصرفاتك خصوصاً لما تختلطي بالناس القديمه، أيه شعورك بعد غياب 7 شهور"
"قلقانه، بلا سبب، مش عارفه ليه بس حسا أني لسه مش جاهزه"
جلست جينا بجانبها وهي تشرح لها شعورها قائلة :
"قصدك أنك خايفه تتكلمي في أي حاجه تخرب الدنيا، أو خايفه من كونك كنتي موجوده في مصحه نفسي فتره كبيره"
"خايفه أشوفهم أصلا، خايفه من فكره أني مريضه نفسياً، وأن مازن لما يكمل معايا هيكمل مع واحده مريضه نفسياً"
صححت لها خطئها قائلة :
"كانت، كانت مريضه، دلوقتي أنتي سليمه وحالتك النفسيه أحسن من ناس كتير، وبرضو لازم تفضلي جمبي فتره على الأقل لحد ما أتأكد أنك بخير"
"يعني لسه في علاج تاني"
"لا أنتي هتفضلي، بس في لندن وتيجي لي خلال الأسبوع الجي مرتين وده أنا هحدد أذا كنتي فعلا خفيتي ولالا"
"طب ما هي هي، وجودي في المصحه زي وجودي في لندن، مش بتعامل مع حد عشان أعرف لسه في تأثير من الماضي ولالا"
أبتسمت جينا ثم قالت بخبث :
"لا مهو أنا جبت لك مرافق عشان أقدر أحكم عليكي وعلى تصرفاتك"
ثم ذهبت بأتجاه الباب وفتحته ليظهر مازن من وراء الباب
ظلت مهره تنظر له ولجينا بعدم أستيعاب، ولم تتمكن من الحراك تماماً وكأن الصدمه شلتها
ظل مازن يتأملها عن قرب، لقد أرهق من تأملها من خلال شاشات الاب توب
تحرك بخطوات سريعه أتجاهها ثم وبلا أي مقدمات حملها بين ذراعيه بقوه، وهو يكاد يحطم ضلوعها من فرط أشتياقه لها
أنسحبت جينا وعلى وجهها أبتسامه هادئة وأغلقت الباب وتركتهم
___________
"أنت مسروع على الجواز كده ليه"
قالتها ليان بضيق، ليقول يونس بفرحه :
"عايز أستغل أن أخوكي بيحبني ونزل عليه اله الحب وألحق أتجوزك قبل ما يكرهني تاني"
ضحكت ليان عليه، ثم قالت :
"بقالنا 3 شهور مخطوبين، وكل يوم قبل ما ننام تقولي أنا خايف أطلع بحلم وأخوكي يطلع لسه بيكرهني"
أمسك يدها وهو يقول بنبره عاشقه :
"أعمل أيه يا ليان مش مصدق، مش مصدق أنك خلاص كلها كام أسبوع وتبقي في بيتي"
"سلامه النظر يا حبيبي، أحنا فاضل على جوازنا شهرين"
"لا ما أنا مش هستحمل شهرين كمان، كفايه 3 شهور علينا، وبعدين الخطوبه دي فتره تعارف ومحن وحلاوه بدايات، مفيش كل ده أحنا خللنا مع بعض بقالنا أكتر من ١٠ ، ١٥ سنه بنحب بعض"
ضحكت ليان عليه وهي تقول :
"أه مهو كده مفيش حلاوه البدايات، كده أحنا بنفرك"
هز رأسه يونس وهو يجاريها :
"أه على رأيك يا شيخه، الله يمسيه بالخير أستاذ مكي، طول المسلسل وأنا حاسس أنه بيلقح عليا، سبحان الله نفس علاقتي بيكي تقريبا"
"ده على أساس أن انا علوه !!!"
أستوعب يونس أن ليان تحاول إيقاعه في فخها لتقلب اليوم نكد، لكنه لم يسمح لها حيث غير الموضوع فوراً :
"أيه رأيك أنا قررت نقدم الفرح شويه"
"قررت ده أمتى حضرتك، مش في حيوانه خاطبها المفروض تتناقش معاها، وبعدين نقدم أيه تاني أحمد ربك أخويا كان عايز فتره خطوبه سنه أو سنه ونص بقت 6 شهور بس يعني ده كرم ملوش أخر"
"أه كرم، أخوكي ده بيستهبل وفرحان فيا وهو بيتشرط على أساس أني بحب أخته وكده"
"مش عارفه ليه حسا في لهجه سخريه في كلامك، هو أنت مش بتحب أخته لسمح الله"
"يعني حضرتك مصممه تقلبيها خناقه، ولله أنا غلبت معاكي، قاعد أجيبك يمين شمال لكن من الواضح أنك مصممه"
هزت رأسها بإيجاب وهي تقول :
"هروموناتي طافحه عليا، حاولت أخبي جوايا، بس مفيش أمل لازم أنكد عليك"
"طيب حس كده بقى، ألحقي أستمتعي بذكري أخوكي، لأن لما مهره تيجي مش هتشوفي وشه، كل إلى هيهمه مهره وأنتي هتتركني على الرف، سبب خناقه حلو أهو، سمعيني"
"أنت عايز توقع بيني وبين أخويا ومراته !، طبعا ما أنت كل إلى همك تخلص وتتجوز، لكن علاقاتي إلى بتبوظها مع أخواتي مش فارقه، أنا أصلا حسيت كده من الأول، أنت واحد بوتجاز قاعد يقوم الأخوات على بعض"
أكمل هو عويل بدلاً عنها وهو يقول بطريقه كوميديه مقلداً إياها :
"هتوديني دار مسنين أمتى يا يووونس"
____________
وعلى الناحيه الأخرى كان يامن وأسلام يجلسون أمام الشاشه ويلعبون مصارعه
دلفت مليكه تحمل أكواب العصير، ووضعتها أمامهم وهي تنظر لهم بغل
قال أسلام وهو مازال ينظر للشاشه :
"مالك يا مليكه، مكشره كده ليه"
"هكشر ليه، هشان مثلا مثلا طول النهار وأنتم قاعدين قودام الشاشه يا بتلعبو مصارعه يا بتتفرجو على الماتش"
أبتسم يامن وهو يقول :
"طب وأيه إلى يزعل من كده"
"ولله يعني أنت مش شايف حاجه تزعل"
ثم تحركت بخطى سريعه ناحيه الشرفه، وتركت يامن يتابعها بنظره إلى أن اختفت
نظر يامن لأسلام قائلاً بدهشه :
"مالها دي، هو أنا عملت لها حاجه"
"مش عارف، شكلها مضايقه عشان أنت قاعد معايا وسايبها"
نهض يامن من مكانه وهو يقول :
"طيب هقوم أشوفها لتقلبها نكد الواحد مش ناقص"
وتركه وذهب إلى الشرفه، وجد مليكه تقف تنظر للماره في الشارع، وعلى ما يبدو أنها حزينه
وضع يامن يده على ظهرها لتبعدها سريعاً وهي تقول :
"عيب"
ضحك يامن وهو يقول بمرح :
"حببتي أحنا كتبنا الكتاب من أسبوع يعني عادي أحط أيدي في أي مكان، وبعدين يعني أحضنك في الحرام ولما بقيت جوزك عيب"
ضربته مليكه في صدره وهي تقول :
"على فكره الحضن ده كان غصب عني، كانت مشاعر غبيه وراحت لحالها، وبعدين أتلم هاا، ولم أيدك"
رفع يده بأستسلام وهو يقول :
"خلاص ياستي متزعليش"
"على أيه وعلى أيه ولا أيه !"
"أوووه ده أنتي شايله مني أوي"
نظرت له ولم تتحدث، ليقول هو مقبلاً رأسها :
"خلاص ياستي متزعليش حقك عليا"
"أنا عايزه أفهم حاجه، أنت جي تقعد معايا ولا مع أسلام"
"مع أسلام طبعا"
"نعم"
"قصدي معاكي، ومعاه برضو بس هو قالي تعالى نلعب على ما أنتي تيجي"
"ده كل يوم يا يامن أنتم مش بتزهقوا"
"خلاص بقى متزعليش، حقك عليا، ياستي أطلبي أي حاجه وأنا أعملهالك"
أبتسمت له بفرحه وهي تقول :
"عايزه أروح أكل في مطعم أخوك"
"يادي النيله، ولله لولا أني خاطبك قبل ما يعمل المطعم كنت قولت أنك عرفاني عشان تاكلي من هناك"
"هممم يعني هتوديني ولا لا"
"أتفضلي البسي"
قفزت مليكه من الفرحه وتحركت إلى الداخل لترتدي ملابسها سريعاً
_______________
"وبس يا ستي وده كل إلى حصل وأنتي مش موجوده"
قالها مازن وهو يقف أمام نهر صغير نسبياً، نظرت له مهره بأشتياق وهي تقول :
"خلق الله كلها لقت نصهم التاني، وأنت لسه"
لف يده حول خصرها وهو يقول :
"أنا لقيته من زمان هو بس إلى مش واخد باله"
ضحكت بخجل وهي تقول :
"هو مين ده إلى مش واخد باله"
"نصي التاني"
ضحكت عليه بأستمتاع وهي تقول بحنان :
"ما يمكن ميعرفش"
"أو يمكن بيستهبل أيهما أقرب"
"طيب ماشي هو بيستهبل، وعايز يتأكد أذا كنت لسه عايزه ولالا"
"بحبك"
نظرت له بفرحه عارمه وكأنها حصلت على جائزة كبيره، لكنها قالت بنبرة غريبه :
"يعني أنت بعد كل الفتره دي محبتش غيري"
وضع يده على وجنتيها وهو يقول :
"محصلش ولا عمره هيحصل، من قبل ما تمشي وأنا قايلك، أنا بحبك وقلبي مدخلش ولا هيدخله غيرك، ولو هستناكي عمر فوق عمري عشان أكون معاكي هستناكي"
"يعني ....يعني أنت لسه عايزني"
"أكتر من أي وقت عدا"
أرتمت بين ذراعيه بفرحه عارمه وهي تقول :
"بجد أنا مش مصدقه"
"لا ثانيه أيه الكروته دي مش المفروض في رد لكلمه بحبك دي"
ضحكت مهره ثم همست في أذنه بعشق :
"بحبك وعايزه أقضي بقيت عمري معاك"
شدد من عناقه لها ودار بها في المكان بفرحه، ثم أنزلها وهو يقول بفرحه :
"وجودك جمبي دلوقتي وأنتي فرحانه وبتضحكي، أحسن من أي حاجه في الدنيا"
"تيجي نروح البيت"
"مصر !، جينا قالت لسه أسبوع أو أسبوعين كمان"
"لا بيتي هنا"
"معاكي المفتاح"
هزت مهره رأسها ليقول مازن :
"طب ومستنيه أيه"
___________
(في اليوم التالي)
نهض مازن وشعر بتيار هواء غريب حوله، فتح عينه ليجد نفسه عارياً وبجانبه مهره نائمه بهدوء وسكينه
أبتسم على هيئتها، ثم نهض من مكانه وأرتدي ملابسه وخرج من الغرفه، حمحم أكثر من مره لتسمعه جينا وتنهض من مكانها بجانب المكتبه وتذهبت له :
"صباح الخير"
أبتسم لها ملزن بحبور وهو يقول :
"صباح النور"
"كويس أنك صحيت الأول، محتاجه أتكلم معاك شويه"
جلسوا الأثنان على الأريكه لتبدأ جينا الكلام قائلة :
"مهره، شايف أنها أتغيرت"
"جداً"
أمسكت ورقه وقلم وقالت :
"أشرحلي أتغيرت في أيه بالظبط، وأيه حلو وأيه وحش"
"يعني غالباً نسيت الماضي بعد ما كانت كل كلامنا في كلام في النص بيتحدف بيكون غريب وليه علاقه بالماضي، مبقاش في كده"
"بقت هاديه ورقيقه وبتخجل وبطلت تمثل دور الراجل حتي لما بعاكسها بتتكسف ودي معجزه"
"فرحانه، فرحانه بجد مش من بره بس"
"بقت هاااااديه وكأن كل المشاكل إلى حصلت زمان محصلتش"
قالت جينا بفرحه :
"طب دي حاجه كويسه، كده هي فعلا خفت"
"بس في حاجه وحشه"
عقدت جينا حاجبيها وهي تقول :
"إيه"
"مبسوطه بأننا رجعنا، بتتكلم عن المستقبل كتير، بتتكلم عن الأطفال وأنها هتعوض كل الوقت إلى بعدنا فيه عن بعض"
"الأطفال !"
"أيوه مهره عندها نقص في الحديد ب...."
ضحكت جينا وهي تقول :
"لالا ما هي كانت بتتابع معايا مع دكتور تغذيه وده ظبط لها الفيتامينات"
"يعني ممكن تخلف"
"الله أعلم، لكن الدكتور قال أن الموضوع له علاقه بالنفسيه ولغبطه في الهرمونات مش فيتامينات بس، يعني الموضوع من ناحيه الفيتامينات أتظبط، لكن النفسيه على حسب الشخص الي هتبقى معاه، يعني على حسب طريقتك أنت معاها"
____________
مرت الأيام على وتيره هادئة محبه بين مازن ومهره إلى أن تأكدت جينا من سلامتها النفسيه، وأخيراً عادوا إلى مصر
وقفت أمام شاهد القبر الذي نقش عليه بالخط العريض وأتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ، المرحومه بدور سعد الدين
لمست الأسم بحزن ودموعها تغرق وجنتيها قائلة بحزن :
"أديني رجعتله زي ما كان نفسك، سامحيني أني مقدرتش أخد عزاكي، ولا قدرت أفرحك بيا زي ما كان نفسك"
مسحت دموعها وهي تقول بأختناق :
"ولله كنت تعبانه مكنتش بتدلع زي ما أنتي فاكره، كل حاجه في حياتي أتحلت إلا فكره أنك موتي من الحسره عليا"
وجدت مازن يضع يده على ذراعها وهو يقول موسياً لها :
"مهره ده نصيبها من الدنيا ملهاش دعوه بوجودك أو عدمه، ده عمرها يا حببتي"
أرتمت في حضن مازن وهي تقول بتعب :
"وحشتني أوي يا مازن، كنت متعوده هي أول حاجه بشوفها لما أنزل مصر، مش مصدقه أني مش هشوفها تاني"
"هي روحها دايماً حواليكي يا مهره، وهتلاقيها دايماً جمبك، هي جواكي مراحتش بعيد"
____________
قرروا العوده إلى منزلهم، ذلك المنزل الصغير المريح بالنسبه لها أكثر من البيت الكبير، فهي تحب المنازل الدافئ بمشاعر سُكنها
ما أن دخلت قالت لمازن :
"أومال فين ملك"
"قاعده في البيت مع ليان ومي، عشان مقدرش أسيبها لوحدها ولا مع مربيه أسبوعين"
"مي مين !!"
"هبقى أحكيلك بعدين، المهم أدخلي أرتاحي عشان في مفاجأه مستنياكي بليل"
نظرت له مهره وهي تسأل بفضول :
"مفاجأه !!، مفاجأه أيه"
"تؤ تؤ تؤ بليل متأكد أنها حلوه وهتعجبك"
"بليزز يا مازن قولي ولما أشوفها هعمل نفسي متفاجأه"
"لالالا أدخلي أرتاحي يلا من السفر"
قالت له بنبره لعوب :
"طب وأنا هرتاح لوحدي"
رفع مازن حاجبه من طريقتها ثم تحرك يحملها ويدخل بها إلى الغرفه غالقاً للباب وراءه
___________
(في المساء)
أستيقظت مهره من النوم، على صوت منبه مضبوط مسبقاً على الساعه السادسه
نظرت حولها لم تجد مازن، نهضت من مكانها لتجد فستان طويل أبيض رقيق معلق على الخزانه
نظرت له بفرحه وهي تقترب منه لتوضح الرؤيه وتظهر ورقه صغيره مكتوب بها " ألبسيه ورني عليا هتلاقيني تحت البيت"
أبتسمت بفرحه، ثم ركضت إلى الحمام لتأخذ دش سريع وتبدأ بالتجهيز لشئ لا يعلمه ألا مازن
(بعد قليل)
كانت قد أنتهت من زينتها كامله، تأكدت من أحمر الشفاه ثم دقت على مازن، الذي أجاب سريعاً وهو يقول :
"أيه يا حجه كل ده، هو فرح"
"هو أنا عارفه أنت موديني على فين"
"طيب يلا أنزلي أنا تحت البيت"
"طيب"
أغلقت معه الهاتف وأرتدت كعبها العالي وأخذت حقيبتها الصغيره وخرجت من المنزل
وجدته ينتظرها بالأسفل وهو يرتدي بذله سوداء ويفتح أول ثلاث زرائر من القميص وهيئته تجعل أي شخص يذبهل من جماله، أبتسمت له وعانقته بحب
فتح لها باب السياره بجانبه ثم لف ليصعد هو الأخر
وتحرك بها إلى مكان مختلف، وهو متأكد أنها يوف تنبهر بالمفاجأه
____________
(بعد قليل)
كانت معصوبه العينين، أوقف مازن السياره وهبط منها سريعاً، ثم أخرج مهره التي كانت تنتظر فك الرباط على أحر من جمر
أوقفها مازن مستقيمه، ثم فك الرباط ليظهر المطعم الخاص به والذي كانت هيئته فخمه بشكل لا يصدق والأسم كان ....مهره
نظرت له بفرحه، ليقول هو :
"عشان أعرفك أنك مش ف قلبي وبس، وأن عقلي نسيكي ف أنتي ذكراكي في كل مكان حواليا، وفي أكتر مكان بحبه وهو حلمي"
أرتمت مهره بين ذراعيه وهي تهمس بكلمات حب، وهو يربت على ظهرها بفرحه وكأنه فاز بالدنيا وما بها
دلفوا سوياً إلى المطعم الذي كان فارغاً من الزبائن، لكن كان به العائلة، ليان ، ويونس، ومليكه، ويامن
الذي رحبوا بها كثيراً موضحين لها كميه أشتياقهم لوجودها معهم
وعدتها ليان أن ترغي معها كثيراً في المستقبل القريب، ويامن سوف يحكي لها عن كل ما حدث في غيابها، وكذلك مليكه الذي أصبحوا أصدقاء، ويونس الذي ظهرت شخصيته المرحه والتي أستلطفته مهره كثيراً
قرر مازن أن يعمل الطعام بنفسه على الجريل الخاص به، وطلب من مهره أن تجلس أمامه، ومليكه التي أصرت أن ترى مازن وهو يطهو الطعام فهي تعشق هيئه الطعام تحت يديه
كان مازن يدلل مهره كثيراً، وكأنه يعوض الأشهر التي فاتتهم
وفي النهايه تجمعوا في ساحه الرقص وشغلوا أغنيه هادئة ليرقص الجميع مع نصفه الأخر، ألا يونس وليان الذي رفض مازن رفضاً قاطعاً أن يرقص بها ويضع يده على خصرها وهم مازالوا مخطوبين
وفي النهايه جلس هو وليان على المنضده وهو ينظر لهم بضيق، ليقول متذمراً :
"هو أخوكي ده هيفضل متحكم في قربي فيكي كتير، والنعمه أكتب كتابي عليكي بس وهبوسك قودامه"
قبل أن تتحدث، وجد مازن يجيب عليه :
"طب أبقى فكر تعملها وأنا أبيتها عندي في البيت ليله الفرح"
ضحك الجميع عليهم، كاد يونس أن يجيب لكن ليان حذرته أن يجيب قائلة بهمس :
"هو بيستفزك متردش عليه بدل ما ينفذ إلى بيقوله"
"نعم ياختي، وأنتي هتوافقي"
"أخويا يعني يا يونس، مسمعش كلامه"
أمسك قلبه وهو يقول :
"أه قلبي، هتجلط على أيدك أنتي وأخوكي، والنعمه خساره حب الطفوله إلى حبتهولك"
ضحكت ليان عليه بمرح وهي تضربه في جنبه قاصده المزاح معه
أما يامن ومليكه كانوا يرقصون بهدوء ومليكه من وقت لأخر تغضب بسبب يد يامن الذي لا يسيطر عليها، وهو يضحك عليها من وقت لأخر، ويتأكد أنها لن تتغير وسوف تظل مهما خجلت تلك الغشيمه التي أحبها
أما مهره ومازن كانوا هائمين ببعضهم، وكأنهم أخيراً فازوا ببعض، بعد كل تلك الأحداث التي شرحت في ثلاثه وثلاثون فصل، وأخيراً سوف يكملوا ما تبقى من عمرهم سوياً، دون أن يفرقهم أحد
_____________
(بعد مرور عام ونصف)
"يوووه بقى"
قالتها بتذمر بعدما دخلت الكوره في شباكها للمره الثالثه ، ضحك مازن بشماته وهو يخرج لها لسانه فهذه المره الثانيه الذي يفوز عليها بها في لعبه "البلايستيشن" ، نظرت هي له بلؤم وهي تفكر في شئ ما
دقائق وتحدثت بمشاعر جياشه :
"عارف الصبح يا زوما ، كنت حسا بحاجه غريبه ، وقلقانه من غير سبب"
أزاح مازن نظره من الشاشه ، ثم نظر لها هي بدهشه وهو يستفسر عن السبب ، أجابته هي بضيق :
"مكنتش عارفه ، كان جوايا أحساس غريب ، مش فاهمه أنا مبسوطه ولا زعلانه ولا أيه ، لدرجه أني فكرت أتصل بيك"
أوقف اللعبه وهو يسألها :
"طب ومتصلتيش ليه بيا ، على الأقل كنت طمنتك"
أبتسمت هيا وشغلت اللعبه ، ثم قالت بنبره غريبه :
"ما هو أنا أتصلت بليان ، وقولتلها على إلى فيا ، راحت قالتلي أنا جيالك ، صراحه مكنتش عارفه السبب ، خصوصاً أنها قعدت تسألني ، كلتي أيه انهارده ، حسا بأيه ، نفسك أخباره أيه ، معدتك ، قلبك ، سألتي أسئله كتير ، وبعدين راحت قايله أنا جيالك حالاً"
وعادت تلعب مره أخرى وأقتربت من مرمي مازن ثم قالت بعفويه :
"وجات ومعاها أختبار حمل و....."
ولم تكمل ، لتستفز مازن وترك اللعب ونظر لها بترقب :
"و أيه !!"
قالت هي بهدوء وكأنها تلقي عليه الأخبار :
"وطلعت حامل"
ثم صرخت بحماس ، بعدما أدخلت الكوره في شباكه في الدقيقه 90 وأنحسمت المباراه بضربات الجزاء التي تفوز بها دائماً ، ومازن مزبهل !
كان في وادي أخر بعد ذلك الخبر الذي ألقى بعد مسامعه منذ قليل ، ثم أمسكها وتحدث وهو يرمش بعينه غير مصدق :
"أنتي قولتي أيه !"
ضحكت مهره بأستمتاع بصدمته وهي تقرر ما قالته منذ قليل :
"أناا حامل يا مازن"
ظل ينظر لها ويرمش بعينه أكثر من مره غير مصدق ما تقوله، وأخيراً بعد عام ونصف، سوف يرزق بأطفال منها
شعرت هي بصدمته لتضحك بصخب، ثم تحركت تعانقه بفرحه
أستوعب مازن الخبر قليلاًء ثم تحدث بصدمه :
"أنتي بتتكلمي جد حامل حامل يعني"
هزت رأسها بفرحه وهي تقول :
"أه حامل"
"يعني فعلا حامل، مش هيطلع حمل كاذب"
ضحكت مهره بعفويه :
"ولله هي ليان قالت كده يبقى حمل، أنما لو عايز تتأكد ممكن نروح للدكتور"
"أيوه أيوه، ألبسي حالاً نروح لدكتوره"
____________
"ليااااااان"
صرخ بها يونس بغضب، لتأتي سريعاً وهي تعرف جيداً ما حدث
وجدته يمسك ذراع زياد الذي كان يوجد به أثار أسنان وقد صبغت بالأزرق
سألها يونس بغضب :
"أيه ده، في حد يعض عيل بالشكل ده"
"عصبي قعد يحوم حواليا يمين وشمال خلى الأكل أتحرق مني، وكمان قولتله يخلي باله من أخته الصغيره سابها تعيط وفضل يتفرج على التليفزيون"
"أيوه مش مهمته ياخد باله من روما ، وبعدين ولو تقومي عضاه بالمنظر ده، الواد أيده أزرقت"
"أعمله أيه هو إلى عصبني"
"طيب أنتي كمان عصبتيني هاتي أيدك أعضها"
وضعت يدها ورائها في خوف وهي تقول :
"يونس أنت أتجننت هتعضني"
"أه هعضك"
وحاول أن يمسك يدها لكنها فلتت بسرعه وركضت إلى غرفتها تختبئ بها
وكذب من قال أن الأب هو الأسم في البطاقه، بل الأب هو الذي يربي ويدافع ويحمي من أي شئ
هو من يمارس أبوته بطريقه صحيح، مع طفل ليس من صلبه
__________
بكت مليكه وهي تمسك بطنها المنتفخه من أصر الحمل، فها هي بدايه الشهر التاسع، وجاء الطلق بطريقه موجعه لها بطريقه لا تتحملها
وضعت نفسها على صدر يامن الذي كان يمسك يدها ويجعلها تضغط عليها بقوه
بكت أكثر وهي تعبر عن عدم مقدرتها على التحمل، وكان يامن بجانبها يساندها بعدما ترك كل شئ لأجلها ولأجل وجوده بجانبها في ذلك الوقت
ثم شعرت بمياه الجنين بين قدميها، لتقول بوجع :
"ألحقني يا يامن أنا بولد"
حملها يامن سريعاً إلى السياره، ثم ذهب ليحضر حقيبه الطفل، وذهبوا سريعاً إلى المستشفي
__________
"ألف مبروك المدام حامل"
قالتها الطبيبه مبشره مازن ومهره بطفل بين أحشائها
عانق مهره بفرحه توزع على العالم بأكمله من شدتها، في تلك اللحظه لا يوجد شخص بفرحته، لا يصدق وأخيراً هي حامل
خرجوا من عند الطبيبه وهو يملي عليها وثاسا الراحه والنوم الكثير، وعدم أرهاق نفسها بعمل أي شئ
قاطعه رنين الهاتف، وما أن فتحه وجد يامن يحدثه بأعصاب مشدوده :
"مازن تعالى بسرعه، مليكه بتولد وأحنا رايحين المستشفي حالاً"
___________
(بعد عده ساعات)
دلف معاها إلى غرفه العمليات، كانت هي تضغط على يده من وقت لأخر وهو يحاول أن يدعمها بكل مقدرته، إلى أن سمعوا صرخه الطفل الذي خرج للدنيا لتوه يليه شقيقه الثاني
وما أن تمت الولاده، لم تشعر مليكه بنفسها سوى وهي فاقده للوعي أو نائمه بين ذراعي يامن
نهض هو بعدما وضع رأسها على الوساده، وتحرك يحمل طفليه التؤام ويؤذن في أذنهم
خرج بالطفلان لمازن وليان الذي كانوا يقفون على أحر من جمر في أنتظار خروج مليكه وأطفالها بالسلامه
أطمئنت مهره على مليكه من يامن وطمئنها أنها بخير، أقتربت هي أيضاً من الطفلين الذي كانوا صغار للغايه، حملت أحدهم بمشاعر مختلطه، لا تعلم لكنها تشعر بفرحه عارمه، قريباً سيكون معها شئ صغير كهذا لتلعب به، وليونس ملك أيضاً، فهي الأخرى تشعر بالوحده، لكن بعد وجود ذلك الصغير الجديد لن يوجد الملل بعد الأن
أبتسم مازن على هيئتها وهو يقول :
"بالمناسبه دي، أنا عندي ليكم خبر حلو، مهره حامل"
نظرت لهم مهره على ذكر أسمها، لتجد الجميع يبتسم لها أقترب منها يامن أولهم وهو يقول :
"تعالى ألعبي في عيالي مع مليكه عشان تتعلمي، بدل ما تدخلي على الموضوع عمياني كده"
ضحكت مهره على كلامه وهي تقول :
"أنا هاخد واحد منهم أصلا، مليكه مش هتعرف تاخد بالها من الأتنين وكمان عايزه إلى ياخد باله منها"
ضحك يامن وهو يقول :
"لا يا حببتي مستنيهم بقالي 9 شهور دول، يعني أنا هنام أقوم عايزهم في حضني مش جمبي"
قالت ليان بحزن :
"عيني عليكي يا مليكه أتركنتي على الرف"
"فشر دي الحته الشمال مهما الأيام راحت ولا جت"
أنعي يامن جملته وهو يضحك بفرحه، ومازن ينظر لهم بهدوء، لقد حصد كل أحلامه، بعد كل ذلك العناء، أخيراً الجميع بجانبه
_النهايه_
تمت بحمد الله
(موقف على الماشي)
كانوا يجلسون كعادتهم يحتسون القهوه على السطح، قال لها آدم :
"بس كده خلصت"
ضحكت مي وهي تقول :
"أيه مش كفايه عليك 33 فصل، عايزها تقلب مسلسل هندي"
"لا بس خلصت بسرعه أنا ملحقتش أستمتع"
"ما خلاص كده مهره بقت مع مازن، يونس أخيراً أتجوز ليان، ومليكه بقت ليامن، عايز أيه تاني"
"مهره تخلف وتكبر ونشوف مين يتجوز ملك، ومازن هيفضل زي ما هو ولا يتغير، كده"
لملمت مي أوراقها وأقلامها وهي تقول :
"لا يا فندم ده مش عندي، حضرتك تشوفلك مؤلف هندي يرضي أفكارك"
وذهبت، ليضحك آدم وهو يتحرك ورائها قائلاً :
"أنتي يابت أومال مين هيكتب رواية العطارين"
"لا شوفلك حد غيري أنا هعتزل"
(ذلك الموقف خيالي ولا يمت للواقع بصله)
____________
الحقيقه روايه مهره كانت من اكتر الروايات الي خدت وقت في كتبتها في حياتي، في أوقات وقفت قودامها وقولت هاا وبعدين هكتب أيه، أوقات كتير حسيت الأحداث ماتت وكنت عايزه أوقفها، عدت عليا حاجات كتير زي امتحانات اخر السنه والتجربيبي ونص السنه وهي لسه بتتكتب، وده شئ عمره ما حصل معايا الصراحه، وعشان كده أنا ناويه أوقف نشر لحد ما أكون جاهزه بروايه كامله عندي وبعدين أنزل، تجربه روايه مهره كانت ناويه فعلا تقعدني في بيتنا ومتخلنيش أكتب تاني، سبحان ربنا ما ألهمني أخلصها، الحمد لله قعدت ما يقارب 8 شهور سحلتني فيهم هيا وسي مازن بتاعها، الحمد لله الروايه عدت بحلوها ومرها وأتعلمت منها حاجات كتير
كانت تجربه منيله أتمنى متتكررش، وشكرا بجد لكل إلى فضلوا للنهايه، أنتم تستحقوا جزيل الشكر
وشكراً لسي آدم إلى قرفاه بأفكاري ومصدعاه دايما 🙂😂
بجد انتم ألطف ناس في الوجود شكرا أنكم صامدين للنهايه
وأخيراً أنا فخوره بنفسي أني قدرت أخلص الروايه دي، وخرجت من دماغي كل الأفكار السلبيه وكل شخص حاول يوقفني ويهدني ❤❤❤
لقد هرمنا من أجل هذه اللحظه
شكرا لحسن قرأتكم، وألقاكم في روايه جديده من نوع أخر 💃💃
انتمى تقولو رأيكم في الروايه ❤
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻...
تمت بحمد الله
