رواية روحي تعاني
الفصل الاول 1 الجزء الثالث
بقلم مي أية شاكر
-دا فرح ده ولا تأنيـ ـب ضمير! أنا غلطانة إني جيت...
-إنتِ عايزه إيه يابنتي!
-فين المهرجانات والأغاني والرقص... مش اللي بيغنيلنا أنا آسف أنا ندمان!!... حتى الفرْح صعـ ـبتوه علينا!
قالتها وكانت تقصد هيثم اللي بيغني، فمسك الشاب اللي واقف جنبها ايديها وهمس في ودنها:
-ما أنا قايلك إنه فرح اسلامي! وإنتِ اللي مسكتِ فيا وقولتِ عايزه تغيري جو من ضغط الثانوية ...
شوحت ايديها بزهق وقالت:
-يا عم دا أنا كنت قعدت وسط كتبي أحسن... دا فرح غريب وناس غريبة ...
قالتها «شروق» انحنى أخوها اللي واقف جنبها ناحيتها وقال بضحك استفزها:
-طيب والله فرح لذيذ...
دورت شروق وشها الناحية التانية بضيق وسكتت ولما شافت بنت بتشاورلها اتضايقت أكتر قالت بزهق:
-يوووه دي نجمة ! إيه اللي جابها دي كمان!
بص أخوها «حازم» حواليه وهو بيقول بلهفة :
-نجمة! نجمة بنت عمتك... هي فين؟
شاورت «شروق» ناحيتها وقالت:
-أهيه هناك!
ولما شاف «حازم» «نجمة » سلط عينه عليها كانت مبتسمة بحياء وواضح عليها الارتباك وهي داخلة للڤيلا مع والدتها ووالدها قال بإعجاب:
-ما شاء الله فعلًا نجمة ! بتقدر تخطف الأنظار بمجرد ما تدخل أي مكان...
بصت شروق لـ «حازم» المبتسم وهو بيبص ناحية نجمة وعينه بتطلع قلوب وقـ ـرصته في إيده وقالت بضيق وغيره:
-بطل تبصلها كده!
همست لنفسها:
-أنا مش عارفة والله الولاد بيعجبوا بيها على إيه!
ولما لاحظت أن أخوها لسه بيبص عليها قالت بغيرة:
-طب على فكرة بقا أنا أحلى منها...
بص حازم لأخته وغمز لها بعينه وقال:
-طبعًا إنتِ زي القمر مفيهاش جدال...
سابته شروق وقربت من نجمة ووقف حازم يتابع بتركيز حركات نجمة المرتبكة وهو مبتسم...
حضنتها «نجمة» وكأنها لقت حد ينقذها، فقالت شروق بضيق حاولت تخفيه ورا ابتسامة صفرا:
-مقولتليش يعني إنك جاية؟!
قالت نجمة بتلقائية:
-أنا مكنتش عايزة أجي بس بابا أصر عليا... وماما كمان...
ابتسمت شروق وقالت من تحت ضرسها:
-كويس إنك جيتِ دا أنا فرحت أوي...
نجمة كانت متجاهلة حازم ونظراته ليها وعاملة نفسها مش واخده بالها منه، لكنها واخدة بالها كويس جدًا، قالت شروق:
-تعالي نتمشى في المكان...
أخدتها شروق بعيد عن حازم لحاجة في نفسها، ممكن غيرة على أخوها أو غيرة من نجمة نفسها...
استغفروا ❤️
★★★★★
«نجمة»
-الفرح ده لطيف أوي كويس إن أنا جيت.
-لطيف ايه يا شيخة ! اه ما إنتِ معقدة زيهم!
قالتها شروق وهي بتبص لفستاني الواسع وطرحتي الطويلة، فقلت بابتسامة:
-الله يسامحك.
ضحكت شروق فضحكت أنا كمان، بصيت ناحية حازم اللي قاعد مع والدي ووالدتي، دايمًا يقولي إن أحلى حاجة فيا ضحكتي وإن عيني بتقفل شوية لما أضحك ودي حاجة بتعجبه...
أنا بشوف إن حازم شخص محترم جداً مخلص كليه طب بيطري وأكبر مني بـ ٨ سنين، بيهتم بيا جدًا ودي حاجة بتخليني طايرة من الفرحة ، وأكتر حاجة بتعجبني فيه التزامه بالصلاة، مجرد ما يسمع الآذان بيجري على المسجد...
مشيت مع شروق واتكلمنا عن خوفنا من الثانوية العامة ، احنا الاتنين علمي علوم واحنا الاتنين عايزين كلية قمة بمعنى كلية طبية...
رغم إني مش بحب المجال الطبي لكن المجتمع اللي حولينا والعرف السيء أقنعونا إن عشان تبقى ناجح لازم تكون دكتور! مينفعش مدرس طيب؟ لأ دكتور! طيب ممرض؟ ما قولنا دكتور إبن مين إنت عشان تجادل!
كنت بدعي ربنا أجيب أي مجموع أتشعبط بيه في ديل أي كلية طبية عشان أرفع راس أهلي ويقولوا بنتنا الدكتورة نجمة راحت بنتنا الدكتورة نجمة جت...
بصيت ناحية حازم مرة تانية كان بينا نظرات كتير ومشاعر مستخبية جوا قلوبنا لكن محدش فينا قال للتاني أي حاجة ، ولا عمري هقول لأني خايفة يكون شايفني زي أخته وأنا اللي فاهمه غلط!
انتبهت على صوت «شروق» اللي قربت من شاب وقالت:
-كريم! عاش من شافك يا راجل... مبقتش تسأل على عيال عمك!
قال كريم باحترام:
-إزيك يا شروق... والله يابنتي مشاغل... بس منورين الحفلة...
قالت شروق بسخرية:
-حفلة ايه يا جدع هي دي حفلة!! دول كانوا قالبين القاعة مسجد من شوية !
ضحك وقال:
-ايوا بقا إنتِ طبعًا عايزة رقص واغاني وتقـ ـطعي إيدك من التسقيف!
-عليك نور... أنا فعلًا جاية أسقف...
ضحكوا وكنت واقفة على بُعد خطوتين مبتسمة ومتابعة كلامهم، ولما بص كريم ناحيتي، قال:
-نجمة! ازيك عاملة إيه؟
قربت منهم وقلت:
-تمام الحمد لله... إنت إيه الأخبار؟ وطنط فريال عامله ايه و... وفين! عشان أسلم عليها...
قولتها مرة واحدة وبسرعة ، كعادتي لما بتوتر، مش عارفه ليه لما يكلمني أي حد من الجنس الأخر وأكون مشوفتهوش من فترة بتوتر وبحس إن أعصابي كلها بترتعش...
ابتسم كريم وشاور على والدته وهو بيقول بابتسامة:
-ماما هناك...
سابنا كريم ومشي يسلم على شاب تاني وروحت أنا وشروق نسلم على والدته...
كريم ابن خالي وابن عم شروق أكبر مننا بـ ٦ سنين مش بشوفه إلا مرة كل سنة تقريبًا لأن خالي متوفى ووالدته اتجوزت واحد تاني وكمان ساكن في بلد غير بلدنا باختلاف حازم وشروق وباقي عيلة والدتي ساكنين في نفس البلد...
ميلت شروق على ودني وهمست:
-مش بحب طنط فريال دي! عشان راحت اتجوزت بعد ما عمو توفى!
-وهي كانت عملت حاجه غلط!
قلتها باستنكار فرفعت شروق كتفها وسكتت...
سلمنا عليها وحضنتها جامد لأني بحبها أوي...
شروق سلمت عليها بجمود وراحت تتمشى في القاعه لوحدها...
وقفت لوحدي أبص على العروسة بابتسامة، كنت معجبة بيها حتى اسمها جميل «سمر» مش «نجمة »! حد يسمي بنته نجمة!
فستانها كان رقيق وراقي وملامحها نقية من غير أي مكياج، كان نفسي أتعرف عليها... وكنت مقررة أعمل فرحي بالطريقة دي ان شاء الله!
لما بفكر في الزواج تلقائي صورة حازم وهو لابس بدلة بتيجي في خيالي، حازم حب طفولتي ومراهقتي! رغم إني كنت معجبه باتنين تلاتة كده في فتره من الفترات لكن هو الحب الحقيقي طبعًا....
حاولت كتير مفكرش فيه لكن فشـ ـلت، وخصوصاً إنه قدامي طول الوقت لأننا من نفس البلد وكمان أخته «شروق» صاحبتي وبنت خالي...
كان بينا كلام عادي جدًا لكن كل كلمة بيقولها بتتحفر في عقلي وقلبي ومش بنساها...
-النجمة واقفة لوحدها ليه؟
التفتت على صوته، وابتسمت بحياء ومردتش فقال بإعجاب:
-الدريس ده حلو أوي عليكِ.
قلت بحياء:
-دا أنا شارياه جديد... مع إني مش بحب الألوان الفاتحة زي ما انت عارف لكن ماما أصرت عليا...
-كل الألوان بتليق عليكِ... إنتِ بتنوريهم يا نجمة...
قالها بصوت ناعم ونظرات اعجاب بحب أشوفها، فبصيت للأرض بحياء، قال:
-تعرفي أن إنتِ شبه سعاد حسني أوي! سندريلا كده في نفسك...
رفعت راسي وقلت بابتسامة وخجل:
-إنت الوحيد اللي بتقولي كده!
بصيت للأرض بإحراج، مع إن حازم شخص محترم جدًا إلا إن كلامه معايا أحيانًا مش بيعجبني لكن لأني واخده عليه اعتبرته عادي ومعلقتش على كلامه!
فقال وهو بيبصلي:
-دا حتى ضحكتك لما عينك بتقفل شويه كده... وصوتك كمان شبهها أوي...
قلت:
-إنت كده هتخليني أجرب ألبس لبسها أشوف نفسي...
قال وهو باصص قدامه:
-وفي يوم من الأيام ممكن أشوف برده...
ارتبكت وبعدت عنه بتوتر، لكنه وقف جنبي تاني، دائمًا يلمح إنه هيتجوزني لكن بطريقه غير مباشره، أو يمكن أنا اللي بفهم غلط!
كنت لازم أغير الموضوع فبصيت على العروسه والعريس وقلت:
-حلوين أوي اللهم بارك...
-فعلًا ما شاء الله...
قال:
-عاوزك بقا تشدي حيلك... السنه دي هي اللي هتحدد مصيرك في الحياة... مع إني مش فارق معايا بس نفسي أشوفك إنتِ وشروق دكاترة كده ونتفشخر بيكوا...
قلت بابتسامة:
-إن شاء الله...
قضيت الحفلة وأنا بتفرج على الأجواء الدينيه إلى حد كبير إلا من الإختلاط اللي عرفت بعد كده إنه بسبب ضيق المكان...
طنط فريال «والدة كريم» خدتني سلمت على العروسة وعرفتني عليها كنت فرحانة اوي إني قدرت أعرف أكونت الفيسبوك بتاعها وقررت إني أتخذها قدوتي وصاحبتي...
**يا زين ما اختارتي يا بنتي**
انتهت الحفلة وركبت مع والدي ووالدتي العربية، وحازم بصلي وشاورلي قبل ما يمشي فابتسمت وشاورتله...
لاحظت إن والدتي مركزه معانا شويه! فاتوترت وحاولت أعمل نفسي مشغولة بموبايلي...
تاني يوم الصبح وقفت في أوضتي أرتب كتبي عشان أذاكر فدخلت والدتي وقعدت على طرف السرير تبص عليا شوية وبعدين قالت بابتسامة:
-محدش قالك حاجه على الفستان امبارح؟
قلت بكذب:
-اه عجب شروق وطنط فريال...
قالت بابتسامة ومكر:
-وحازم!
-اه فعلًا قالي حلو...
-هو... هو حازم كان بيقولك ايه لما كان واقف معاكي!
قلت بنبرة مهزوزة:
-عادي كان بيسألني عن الدراسة وكده...
قامت والدتي وهي بتقول:
-أصلي شوفته بيشاولك وهو ماشي!
-اه عادي كان بيشاورلنا كلنا فـ... فشاورتله...
قالت بعد تنهيدة وهي بتقف:
-ماشي... يلا عشان نفطر.
وقفت أبص على أمي وهي ماشية وكنت متأكدة إنها شاكة فيا! دائمًا بتحاول تفتح معايا كلام عن حازم لكني بقـ ـطعه... أنا حاسة إنها فاهمة! بس أنا عمري ما أروح اقول.
مرت الأيام
وكنت مستنية سمر تقبل الإضافه على الفيسبوك أو ترد على رسايلي لكن فضلت الرسائل متعلقة! ومرت الأيام وبدأت دائرة امتحانات الثانوية العامة ...
حازم كان بيوصلني أنا وشروق كل يوم ويجي ياخدنا بعد الامتحان، كان أجمل حاجة يوم الامتحان إني بشوفه، حاسة إننا هنكون ثنائي مميز...
******
خلصت امتحانات في أول رمضان وخالي «والد شروق وحازم» عمل عزومة كل سنة...
أمي كانت بتتعمد تلبسني لبس ملفت، يمكن عايزة تلفت نظر حازم ليا!
كنا بنروح يوم العزومة من الصبح عشان نساعد مرات خالي...
وفي بيت خالي
كنت واقفه في البلكونه...
-منورة يا نجمة النجوم.
قالتها خالتو دلال اللي دخلت وقفت جنبي فابتسمت وقلت وأنا بشاور على السما:
-دا نور ربنا...
سكتت شوية وهي بتبصلي بطرف عينها وبعدين سألتني:
-إيه الواد حازم اعترفلك بحبه ولا لسه؟
قالتها بهمس وهي بتغمز بعنيها فقلت بنفس الهمس:
-تاني حازم يا خالتو! مش اتفقنا منتكلمش في الموضوع ده مرة تانية !
-أصل مرات خالك كانت بتلمح قدام أمك إنهم بيدوروله على عروسة ... وشكل العروسة إنتِ.
قالتها وغمزت، ابتسمت لكن حاولت تصنع الجمود قلت بعد زفرة متأففة:
-اللهم إني صايمة...
«دلال» مش بس خالتي دي كمان صاحبتي وبئر أسراري، عندها ٣٥سنه لكن لسة متجوزتش لأنها كانت بتحب واحد شغال معاها وكان بيلمح إنه بيحبها فاتعلقت بيه وانتظرته كتير وفي الأخر اتجوز واحدة تانية ، ومن ساعتها كرهت كل الرجالة ومش راضية تتجوز...
قالت دلال بحزن:
-نفسي تتجوزوا... مش عايزاكِ تدوقي اللي أنا دوقته... طلما بتحبيه....
بصيت لها بشفقة من وأنا عندي ١١ سنه وهي بتقولي إن أنا وحازم لايقين على بعض ودايمًا تسألني بحبه ولا لأ، هي اللي لفتت نظري لحازم وفتحت عنيا على الحب وعـ ـذابه...
لما طال سكوتي قالت خالتو الجمله اللي متعوده أسمعها:
-إنتِ وحازم لايقين على بعض... وأنا متأكدة إن حازم بيحبك زي ما إنتِ بتحبيه...
قلت بعد تنهيده:
-تاني بتتكلمي في الحب! الحب ده عـ ـذاب يا خالتو... المفروض إنتِ أكتر واحدة عارفة !
قالت بألم:
-وأصعب عـ ـذاب بيصيب القلب...
سمعت أمي بتنادي عليا من المطبخ، فبصيت ورايا واتصدمت لما لقيت «حازم» واقف ومبتسم خوفت يكون سمع حوارنا فيفهم غلط أو صح! أو يفهم اللي أنا مش عايزة أقوله لحد! خصوصًا هو! لأني عندي قناعة إن مشاعري دي نقطة ضعفي اللي مينفعش حد يتطلع عليها بغض النظر إن خالتي دلال عارفة لأنها مش هتقول لحد...
بس يا ترى فعلًا هتحفظ السر ومش هتقول لحد؟
مستنيه رأيكم أكمل نشر ولا ايه