×

رواية أمنيات وأن تحققت الفصل السابع عشر 17 جزء أول بقلم ليله عادل


رواية أمنيات وأن تحققت

الفصل السابع عشر 17 جزء أول 

بقلم ليله عادل

مر أكثر من يوم على سفر منة الى العين السخنة مع شقيقتها ماهيتاب ولم تتحدث مع خالد ولم يقم خالد بالاتصال بها، كما كان يفعل من قبل، مازال غاضبًا منها بشدة، لكن منة كانت تشعر بالضيق، وكانت تحاول الاتصال به لكن كلما حاولت فتح هاتفها تقوم والدتها بالاتصال بها فتضطر أن تغلق هاتفها مرة أخرى، وهذا الشيء كان يزعجها بشدة عكس كل مرة كانت تسافر فيها، ولا تبالِ بأي شيء..

ولكن خالد كان يفكر أن منة لا تحترمه ولا تقدره.


في العين السخنة -بورتة بالتحديد- في الخامسة مساءً


مظهر عام (لبورته السخنة) حيث البحر  والجبال، والأهرمات التى تشتهر بهم، (والتلفريك) وبالدخول للداخل نشاهد منة وماهيتاب يجلسون أمام حمام السباحة وهما ترتديان ملابس السباحة (البروكيني) وأولاد يسبحون، كان الأجواء هادئة من حولهم.

كانت منة تجلس وهى تشاهد فيديوهات خاصة بها هى وخالد عندما كانا في دهب بابتسامة جميلة مشتاقة، فهى تشتاق له بشدة وتشعر بضيق لأنها لم تخبره أنها سافرت.


قالت ماهيتاب وهي تنظر الى الطبيعة من حولها:

الجو جميل أوى، فعلًا طلع كلامك صح، متعة إنك تروحي في روقان  قبل زحمة الصيف.


لكن منة غير منتبهة لها، فكل تركيزها في الصور والفيديوهات، انتبهت لها ماهيتاب ومدت وجهها فشاهدت الصورة ونظرت باستغراب وهى تعقد حاجبيها.


ماهيتاب بمكر تسألت:

اسمه إيه اللى واخد عقلك؟


لكن مازالت منة شاردة فى صورها لا تسمع ولا ترى سواها.


علت ماهيتاب نبرة صوتها قليلًا وهي تقول:

منة.


عادت منة إلى وعيها ونظرت لها:

أيوه.


ماهيتاب وهى تغمز  لها:

مين اللي واخد عقلك كده؟


توترت منة وأغلقت هاتفها ووضعته بجانبها، وقالت بتلعثم:

ده،  دي صور الرحلة اللي طلعتها من أسبوعين.


ماهيتاب بخبث:

اممم طيب، أمال مالك مكشرة ليه؟


منة بضيق:

_ مش عارفة أكلم حد ولا أفتح فون في ناس مهمة محتاجة أكلمهم لإني متأكدة إنهم أكيد قالبين عليا الدنيا، بس أمك كل مافتح ألاقيها بتتصل.. فظيعة. 


ماهيتاب:

حتى أنا كدة خلينا نسمع كلام أبوكي ومهاب، خلينا قافلين تليفوناتنا.


هزت منة رأسها بايجاب ممزوج بحزن.


أكملت ماهيتاب بخبث فهى تريد أن تعرف من ذلك الشاب الذي كانت منة تشاهد صوره فهى تعرف أن منة لا تحب تلك الأنواع من العلاقات.


ماهيتاب:

بس هو عزيز عليكِي الشخص اللى محتاجة تطمنيه؟


منة بحب يوضح تعلقها بخالد:

ــ جدًا لإني عارفة ومتأكدة إنه قد إيه زعلان، كمان مقولتش حاجة وهو كان مستنينى، مش عارفة أكلمه إزاي.


ماهيتاب:

_ابعتي رسالة واقفلي الفون على طول.


منة:

عملت كدة بس محتاجة أكلمه.


ماهيتاب:

معلش كلها يومين وننزل القاهرة، اكملت بمكر: بس شكله حلو أوي.


منه بتعجب:

- مين؟


ماهيتاب فهى تشعر أنه صاحب الصورة وأنه هو ذلك الشخص الذي تحدثت عنه منة فقالت بتفسير: 

اللي كنتِ ماسكة صورته  المُز.


منة بتوتر حاولت تصليح الأمر أمام ماهيتاب:

مُز إيه؟ خالد مجرد صديق زى محمد.


ماهيتاب:

إسمه خالد؟


هزت منة رأسها بإيجاب بابتسامة وعين تلمع بحب -يحرج من قلبها قبل صوتها- فمجرد ذكر إسمه فإن قلبها يشعرها بسعادة كأنها ترقص كالفراشات:

أها خالد.


أكملت ماهيتاب وسألتها لكي تفهم أكثر عن طبيعة علاقتهم:

ده زميلك في الشركة؟


منة:

لا عميل، بس بقينا أصحاب كمان، صديق مقرب من محمد بس.


ماهيتاب :

متجوز بقى؟


منة:

لا سنجل


ماهيتاب:

كويس.


منة:

إيه اللى كويس؟


ماهيتاب:

إنه سنجل.


منة:

_اممم


تساءلت ماهيتاب لتفهم أكثر:

بس إنتِي مكنتيش بتحبي موضوع الصداقة بين الولاد والبنات أشمعنا خالد؟


تبسمت منة وعدلت من جلستها وارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة، وقالت بحب:

أصله غير كل الرجالة اللى ممكن تكوني قابلتيها في حياتك، شخص محترم جدًا، خلوق، ودمه خفيف متفهميش هو (باد بوي) ولا (جنتل مان)، (سيريس)،حاجة آخر جمال، متربي خمس مرات، بيعرف يتعامل مع الست اللى معاه كويس؛ تحسى وإنتِي جنبه إنك أنثى، تحبي نفسك وإنتِي معاه، راجل، بمعنى الكلمة، راجل وأجمل حاجة فيه أنه طموح أوى، ماعتمدش على فلوس والده، اشتغل على نفسه، وبيقدر جدًا الإنسان اللى معاه، بيعرف يهتم بيه، وأنتِي معاه الوقت يعدي هوا، تحسي معاه  بالأمان، لالا أنا مهما اتكلمت عن خالد مش هاعرف.

  

كانت ماهيتاب تستمع لحديث منة وهي تمعن النظر في ملامحها وقد تأكدت أن منة تعشق ذلك الرجل، وأن علاقتهما  ليست مجرد صداقة، وشعرت بسعادة من أجلها، وأن أخيرًا منة عشقت وستتزوج من رجل مثل هذا.


ماهيتاب:

والله كويس، مفيش حد كدة دلوقت.


منة هزت رأسها بإيجاب وبابتسامة حالمة:

هو ده اللى خلاني أوافق.


صمتت قليلًا، ثم عادت سريعًا لصوابها، وشعرت بتوتر مما قالته، حاولت تصليح الأمر فأكملت: 

بس بردو فيه حدود بينا، كمان أخوة، أيتن وأسمهان ونادين -مش عرفتك عليهم-؟


ماهيتاب:

أيوه حلو ده.


منة حاولت إبدال الحديث والهروب:

تعالى ننزل البول.


ماهيتاب:

يلا.


💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩


ـ القاهره


ــ نادي وادي دجله الرابعه مساء.


ــ الصاله الرياضيه. 


ــ نشاهد خالد وهو يلعب على الأجهزة الرياضيه المتنوعه ويرفع الأثقال بعضلات مفتوله بعرق ينصب على جبينه ومختلف جسده وهو يضع سماعه ( الاير بودز) في أذنة، بعد قليل رن هاتفه مسح وجهه  ويده بالمنشفه وأخرجه من جيبه نظر الى الاسم كانت منه، جز على أسنانه  وضعه على صامت وأكمل ما يقوم  بيه، كان يبدو على ملامح وجهه الغضب قليلاً وهو يلعب بعد دقائق اقترب منه محمد.


محمد:

خالد.


خالد رفع عينه له بابتسامه: محمد.

وضع  الدمبل على الارض وضرب كفيهما ببعضهما بمصافحة: اخبارك ايه وايمي؟


محمد:

تمام، لسه موصلتش لمنة؟


خالد وهو يمد وجهه بلا ويرفع الدمبل ويكمل تمرينه:

تؤ مجربتش اكلمها تاني بعد معرفت ان والدها بخير، وأنها سافرت تغير جو.


محمد:

أنا بردو معرفش عنها حاجه حتى الرقم البرايفت مقفول.


خالد:

ــ على راحتها.


محمد:

كنت حاسس أنك يعنى ومنه.


رفع خالد عينه له بمقاطعة:

محمد من فضلك مش عايز اتكلم في الموضوع ده  قولى كدة ايمى ف شهر كام؟


محمد:

الثامن.


خالد: 

ربنا يقومها بالسلامه، بقولك هخلص ونشرب حاجه سوا متمشيش.


محمد

اتفقنا.


اتحرك خالد بعد مربت على ظهره وجلس ع احد الأجهزة.


نظر محمد له وقال بصوت داخلي بضجر:

الله يخربيتك يا منه غبيه وتصرفاتك اغبى انا نفسى مستفز منك.


زفر بضيق وتوجهه لعمل تمارين.


ــ منزل منه 


ــ الصاله 


ــ نشاهد منه تجلس على الاريكة بعد عودتها من السخنه، وهي تمسك هاتفها وتقوم بالاتصال بخالد لكنه لا يىد، قامت بارسال رساله له 

محتواها ( لما تفضي كلمني ضروري وبطل قمص)


لكن خالد كان لم يرى الرسائل ولا يجيبها فيبدو انه غاضب بشده تلك المرة.


تنفخت منه بضيق اخذت تفكر ماذا تفعل جاء في خاطرها ان تتصل بايتن،  وبالفعل قامت بعمل مكالمة، بعد قليل إجابتها أيتن. 


منه:

الو زيك يا قلبى عامله ايه؟


أتاها صوت أيتن من اتجاه اخر


أيتن:

منه يخرب عقلك كنتي فين؟


منه بتوضيح متلعثم:

كنت مسافره حصل موضوع كدة هبقى احكيلك هو خالد فين هو كويس؟


أيتن:

لا معرفش بقالى كام يوم مش بروح.


منه:

تمام اصلي كلمته مردش.


أيتن :

اكيد مشغول الفتره دى مامي قالتلي كان عنده شغل.


منه:

تمام انتي كويسه.


ايتن:

تمام.


منه:

طب هكلمك تاني.


ايتن:

اوكيه باى.


تنفخت منه بضيق عادت الاتصال بيه لكنه لم يجيب.


ــ شركة رسلان.


ــ مكتب منه التاسعه صباحاً 


ــ نشاهد منه تجلس على مكتبها وهي تنظر في بعض الاوراق وبعض الرسومات بتركيز بعد دقائق طرق الباب دخل محمد.


محمد وهو يقترب قال:

عاش من شافك يا منوش يا مجنونه ايه يا بنتي مش هتبطلي الحركه البارده بتاعتك دي؟ 


رفعت منه عينيها نحوه بابتسامه وقالت بتوضيح: 

ــ والله غصب عني حصل موضوع كده في البيت فاضطريت اقفل تليفوناتي كلها حتى البريفيت.


جلسه محمد على المقعد الامامي للمكتب تساءل بقلق:

ــ خير في حاجه!


حكت منه فأخذت قليلا بتفكير ثم قالت:

يعني ماهي كانت بتطلق فإضطريت اقفل تليفوني.


محمد باستغراب:

يعني انتي ما كنتيش مسافره؟


منه:

لا كنت مسافره يعني اطلقت وسافرنا انت عارف ماما صعبه قد ايه؟ وماعندهاش موضوع الطلاق ده، فاضطريت  اقفل التليفون.


محمد بعتاب:

المهم انك كويسه، بس كان لازم برده يا منه تقدرينا وتعرفينا مالك؟ احنا كنا قلقانين عليكي اوي انا وخالد واخوات خالد وايمي،  حتى شروق انا كلمتها قالتلي معرفش؟ بس انا كنت عارف ان هي عارفه صوتها كان باين اوي ان هي عارفه وبتحور، بس مادام شروق عارفه، يبقى اكيد كان عندك الوقت انك تعرفينا احنا كمان، ياستي مش عايزين نعرف تفاصيل، بس على الاقل تقوليلنا انا هقفل تليفوني يا جماعه عشان عندي مشكله.


هزت راسها بإيجاب وتأييد منه بتوضيح:

ــ انت عندك حق بس صدقني الموضوع كان كبير على فكره انا بعت رساله لخالد قولت له اختي بتطلق لازم اقفل تليفوني، عشان ماما عامله مشكله، بس اكتشفت لما فتحت الرساله موصلتش، اعتمدت بقى على ان انا قولتلك ان بابا تعبان وإني هقفل التليفوني، اخذ اجازه اليومين دول يعني ان الموضوع ده ممكن يهديكم شويه.


محمد:

حصل خير يا ستي بس أبقي خدي بالك بعد كدة،  كلمي خالد عشان زعلان. 


منه:

ــ  انا بكلمه بس ما بيردش هو بيكلمك؟ 

نظر محمد لها خالد ما بيردش ! قال بصوت داخلي: مادام خالد مابيردش يبقى متعصب منك اوي، ومزعلاه اوي ( تنحنحت)  لا ما بنتكلمش اكيد مشغول.


هزت منه راسها بايجاب اكمل محمد:

ــ خدى بالك بقى عندنا شغل كتير مش عايزين دلع 

منه هزت راسها بإيجاب.

💞______________ بقلمي ليلةعادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩


فيلا أيتن 


ــ غرفه الأطفال السابعه مساء 


ــ نشاهد خالد وهو يجلس على الارض ويلعب مع ابن اخته ويقوم بمدغدغته، ثم لعب معه بوكس، اخذ الطفل يقوم بإعطاء خالد لكمات على وجهه مع تمثيل خالد انه متألم.


خالد هو يضع يديه على وجهه:

اهااا وجعتني.


الطفل:

خالو انا عايز لما اكبر يبقى عندي عضلات زيك.


خالد:

هيبقى عندك احلى كمان من عضلات بتاعت خالو.


واثناء ذلك دخلت ايتن قالت:

يحيى سيب خاله بقى عايزه اتكلم معاه شويه.


يتوقف خالد قال بجمود:

لو هتتكلمي عن موضوع منه بلاش. 


ايتن:

البنت بترن عليك كتير وبعتتلك رساله افهم منها كان مالها بعدين خد قرار بعدين الحب الكبير يعني اللي كان في قلبك فجاه اختفى.


خالد نظر الى يحيى يويو كمل لعب وهخلص مع مامي واجيلك تاني ماشي. 


هز الطفل راسه بإيجاب وخرج خالد مع ايتن الى الخارج وجلسوا على الاريكه في الهول


خالد بتوضيح:

انا ما قولتش مش هكلمها تاني ولا قولت هقطع معاها كل الحكايه انا محتاج اهدى انا متعصب انا مش عارف ممكن اعمل ايه لو قابلتها وانا كده متضايق منها بجد مفيش اي مبرر يخليها تعمل كده؟


أيتن:

تمام بس كفايه فات يومين.


خالد:

لما احس نفسي هديت هرد، لان لو رديت دلوقت فعلا هخسرها بشكل وحش.


🌹ـــــــــــــــ♥️بقلمي ليلة عادل ♥️ ــــــــــــــ 🌹 


منزل شروق


نشاهد منه تجلس مع شروق وهما تتحدثان.


منه بضيق:

مش بيرد عليا و قماص اوي دماغه صغيرة.


شروق باعتراض:

لا هو عنده حق انتي غلطانه من ساسك لراسك.


منه :

ياستي عارفه بس يرد مأڤور اوي.


شروق بشده ممزوجه باستهجان:

لا يا منه رد فعل طبيعي إنتي إللي أوفر وبتتصرفي غلط معلش دقيقة  واحده مش هتعمل حاجة رساله صغيره، بلاش اى سنترال، ولا كشك اقفي اتصلي بيه، بلاش اتصلي بيا حلينى من الحلفان وقولوا، قدري الراجل إللي كان متعشم انه يقابلك وعملك مفاجاه ، وفجاه اختفيتي، وكان مرعوب عليكي، واللي  زاد وغطا الكل عرف انك رايحه تغيرى جو، حتى حلفتينى مقولش ان اختك بتتطلق انا والله مفهمه ايه اخرتها معاكي يا متخلفه انتي بت كفايه عبط ارحمي نفسك وارحميني وارحمي الناس اللي في حياتك لو الحركه دي اتعملت فيكي هتتعصبي.


منه بتوضيح:

والله العظيم كنت مرعوبه من امي اصلك متعرفيش حاجه مش عايزه افتكر الله يسامحها.


شروق:

طب وخالد ذنبه ايه؟


منه:

والله معترفه  بغلطي بس المفروض يسمعني. 


شروق:

معلش حولي تاني هو يستاهل المحاوله ويمكن هو من نوع اللى لما بيزعل  بيقى متعصب فبيعد عشان ميزعلش اللى معاه 


منه تنهدت بتتايد:

هو فعلا قالى كدة لما بتعصب من شخص بسبب زعلي منه ببعد عشان انا غبي فى عصبيتي.


شروق:

طب اهو الراجل مفهمك طبعه اكيد خايف يرد يتعصب عليكي حاولي تاني.


منه:

حاضر.


شروق المهم امك رجعت والدنيا تمام.


منه:

اها مهاب رجعها بس مش بتكلم حد فينا.


شروق:

ربنا يهديها.


ومره يومين كانت منه تقوم باتصال بخالد باستمرار لكنه لم يرد فهو مازال غاضبا منها بشده.


ـ مصنع خالد الجديد.


ــ المكتب الثانية عشر ظهرا 


ـ نشاهد خالد يجلس في مكتبه وهو يفكر في ما حدث بضيق، رن هاتفه كانت منه نظرا للاسم لثواني بتفكير ان يجيب او لا يجيب،  مسح على وجهه وقام بالرد.


خالد بجمود:

الو.


منه:

واخيرا كنت فين؟


خالد:

ـ موجود.


منه:

طب انت فاضي النهارده ممكن نتقابل على الساعه 4:00 كده.


خالد:

اشمعنا الساعه 4:00 ليه مش 6:00.


منه:

يعني خلصت شغل بس لو انت مش فاضي خلاص.


خالد:

تمام الساعه 4:00 سلام.


لم ينظر حتى تجيبه وقام بغلق المكالمة


الجانب الاخر كانت تجلس منه على مقعد الامامى للمكتب وهى تمسك هاتفها


منه تنهدت وقالت:

والله ليك حق تعمل اكتر من كده انا مش زعلانه منك.


💞______________ بقلمي ليلةعادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩


عند عربية القهوة في الرابعة مساءً.


نشاهد خالد يجلس داخل سيارته وملامح الغضب وضيق تغشاه وهو يضغط على أسنانه، ويبدو أنه في انتظار أحدهم.


بعد قليل ظهرت منة وهى تبتسم له ابتسامة جميلة مشرقة، وطرقت على النافذة وهى تشير له بأن يخرج.


نظر لها خالد بطرف عينه بجمود فتح لها باب المقعد المجاور له ثم نظر أمامه يحاول يحاول كبح جماح غضبه وضيقه منها.

فنظرت له منة بإستغراب وصعدت السيارة وجلست وهي تقول:


منة بتعجب:

إشمعنا كده؟


خالد بجمود -وهو ينظر أمامه- وبنبرة رجولية:

اقفلي الباب عشان التكيف.


منة -وهى تنظر له بتعجب- هزت راسها بإيجاب:

آه تمام.


أغلقت الباب ونظرت، فهو حتى الآن لم ينظر لها، بل ينظر أمامه فقط.


منة باهتمام:

عامل إيه؟


رفع خالد حاجبيه لأعلى بتعجب -وهو يضغط على كلماته ويمد وجهه- قال:

عامل إيه ؟ بتساليني عامل إيه؟ 


نظرت له منة وهي تعقد بين حاجبيها  باستغراب دون رد على طريقته تلك، لكنها مازالت لا تدرك أن إعصاره على وشك الفتك بها.


بينما دار خالد بجسمه ناحيتها -وهو يمعن النظر في ملامحها- وأكمل حديثه على نفس الوتيرة.


خالد بجمود يتسائل باستغراب:

يهمك تعرفي؟


هنا شعرت منة أن هناك شيء ما، فتسالت بتتعجب:

مالك يا خالد؟ إيه الطريقة اللي بتكلمني بيها دي؟


خالد ببرود يتحدث بين أسنانه متسائلًا:

باتكلم إزاى؟ ها قوليلي كدة باتكلم إزاى؟


وهنا لم يعد خالد قادرًا على كبح غضبه ووجع قلبه منها، فـبدأ صوت يعلو تدريجيًا:

المفروض أتكلم إزاى؟ علميني المفروض إزاي؟


صاح بها بنبرة رجولية جهورة جعلتها أن تضع يدبها على أذنيها، وتغمض عينيها وأسرعت دقات قلبها توتراً.


خالد: 

لما تقفلي تليفونك أسبوع كامل المفروض أكون عامل إزاى؟ وأنا مش عارف أوصلك، ولا أطمن عليكِي؟ المفروض أكلمك وقتها إزاى؟ فهميني..


وضعت منة يديها الاثنتين على أذنيها وهى تقول:

خالد إنت بتزعق جامد أوي في إيه؟ بالراحة!


نظر لها وهو يضغط على أسنانه وعيونه حمراء من شدة غضبه، وقد نفرت عروق جبهته وهو يقبض على كف يده بتعب وقد طفح كيله، فقد سئم خالد طريقتها التى لم تتغير وتصرفاتها التي تشعره أنه ليس مهم ولا يعنى لها شيئًا.


أكمل خالد على نفس الوتيرة المجنونة وهو يخرج كل ما يحمله بصدره من وجع و ضيق، وغضب متأجج:

ـ بازعق ليه؟ هاقولك بازعق ليه؟ لإنى تعبت منك، تعبت من تصرفاتك، وطريقتك إللي مابتتغيرش، إللي بتحسسنى إني مش مهم ومليش لازمة في حياتك، رقم من ضمن أرقام كتير ممكن يتمسح بسهولة، إنسان بلا قيمة كإني كلب بيجري وراكِ مستنى ترميله شوية أكل.


منة بتعجب وصدمة،بنبرة مكتومة:

إيه اللى بتقوله ده؟


أكمل خالد على نفس الوتيرة بغضب:

يعني تقفلي تليفونك وتسافرى من غير ما تفهمي البني آدم اللي في حياتك أى حاجة؟ عايزة يبقي إزاي؟ بس طبعًا إنتِي هاتقولي أفهمه ليه أصلًا؟ زى عادتك، مين هو؟ ولا حاجة، صفر على الشمال، مالهوش لازمة، وهو يفضل يلف حوالين نفسه، ويسيب شغله، ومش عارف ينيل إيه عشان يوصلك؟ لإن حضرتك فجأه قررتي تفصلي وتغيري جو، من غير تقدير ولا تفكير في حد، ولا حتى في الزفت إللي  قالب الدنيا عليكِي.


واضاف باستهجان شديد:

 يا شيخة.. دي كوباية الشاى لها أهمية عندك  أكتر منى، تستغني عن خالد لكن هي لا،  أنا بجد تعبت وزهقت، مبقتش قادر، مش عارف أرضيكِ إزاى؟


بدأت الدموع تتجمع في عينيه، وواصل بنبرة مهتزة وبوجع خنق صوته وقال:

مبقتش عارف أعمل إيه تانى عشان أكسب ثقتك وتقديرك، ويبقى ليَّا ولو شوية، شوية قيمة عندك، حقيقي تعبت مبقتش قادر أتحمل أكتر، أنا مش موجود عندك، مش متشاف من الأساس، الاستغناء عني سهل بالنسبة لك، مش هيسببلك أى شيء.


ضغط على أسنانه وقال بتهكم:

مش بتقولي نفسك تبقي رقم واحد عند حد؟ تبقى رقم واحد إزاى وإنتِي أصلًا مش فارق معاكِي غير منة وبس، ما كنتِي رقم واحد عندى يامنة، ومكنتش مستني منك حاجة غير شوية تقدير، بس للأسف ملقتش ده.


كانت تستمع له منة بصمت رهيب بعينين اغرورقت بالدموع وقلب ينفطر، فكان حديث خالد قاسي عليها وظالمًا بشدة.


منة بنبرة مكتومة 

خلصت؟


نظر لها خالد بطرف عينه بصمت فأكملت منة:

خلصت والا لسه هتكمل؟ أنا مستعدة أسمعك!


نظر لها خالد، وبدأ يعود لوعيه قليلًا ابتلع تلك الغصة التي تشكلت في حلقه، وحاول الهدوء والسيطرة على تلك العاصفة الرعدية التى استحوذت عليه.


منة بنبرة مكتومة، بوجع وحزن خنق نبرة صوتها- قالت بتفسير:

_مكنتش متصورة إني مزعلاك أوي كده! ولا كنت أقصد إني أوصلك للحالة دي، ويوصلك من تصرفي ده إنك ملكش قيمة عندي!


قالت بتوضيح وحزن كأنها تريد أن تزيل تلك التهمة من عليها وان توضح له كم هو مهم بالنسبة لها:

لا يا خالد إنت عندك قيمة عندى وكبير أوي كمان، إزاي تقول كده؟ بعد كل اللى بيننا؟


بدأت الدموع في التساقط من عينيها، وواصلت بنبرة ضعف:

ــ أنا كنت جاية وعارفة إنك زعلان، كنت جاية أشرحلك وأفهمك اللي حصل واعتذر لك، واقولك إنك وحشتني، عارفة إن من حقك تزعل، بس مش كده، أفهم وبعدين احكم، أنا أختى كانت بتطلق يا خالد، أنا لما روحت يوم ما كنا سوا آخر مرة، كنت فرحانة أوى ومتحمسة للمفاجأة لإن عمر ما حد عمللي مفاجأه،  وأول ما فتحت الباب لقيت أختى مضروبة، جوزها ضربها علقة عشان شافته معاه واحدة في بيتها، ولما عملت معاه مشكلة ضربها ورماها في الشارع بعيالها بلبس البيت، ومشاكل كتير عشان ماما كانت عايزة ترجعها، أنا ومهاب وقفنا قصادها، ماما سابت البيت، فاقترحت على بابا إني أسافر أهدى الجو لإن ماما ما كنتش ساكتة، كلمت محمد مكنش ينفع أفهمه واحكى اللي حصل، اخترعت موضوع بابا كنت هاكلمك بس ماما عملت مشكلة كبيرة تاني وبهدلت الدنيا، بابا قاللى اقفلى تليفونك، كنت كل مافتح وأنا هناك، عشان أكلمك ألاقيها بتتتصل، وشتيمة ودعوات فبعتلك رسالة وقررت إنى مش هافتح الفون تاني،لإن ماما مكنتش ساكتة، ماما صعبة أوي، والموضوع أكبر حتى من الطلاق، ياريت أقدر أقولك، المهم بس اكتشفت إن الرسالة موصلتش ليك لما رجعت، قولت أنا هاصورها لخالد عشان عارفة إنه قماص، متصورش إنك شايل في قلبك مني كل ده، عمومًا أنا آسفة إنى حسستك إنك بلا قيمة، بس إنت عندك قيمه وكبيره إنت مش كلب يا خالد إنت حاجة كبيرة أوى، واضح إن مشكلة فيَّا وإني مش بعرف أحتفظ بالناس ومستهلش إن حد يبقى في حياتى، أنا آسفه مش هضايقك تاني عشان متعبكش ولا ازهقك.


كان يستمع لها خالد بصمت بعين دامعة وضاق من نفسه لانه ظلمها، وشعر بالذنب نحوها، ومما زاده وجع وضيق بكائها هكذا، وتلك الدموع التى تساقطت أمامه لأول مرة فشعر خالد أنه تسرع في حكمه.


كادت أن تفتح باب السيارة فأوقفها خالد وقال بلهفة وإعتذار:

منة إستني أرجوكِي..


التفتت له منة بوجع وقالت:

عايز تقول حاجة تاني.


خالد بحزن وبعينين اغرورقت بالدموع:

أنا آسف، حقك عليَّا، حقيقى مكنتش أقصد، بس الموقف زعلنى، أنا كنت مستنيكِي على نار، وحاجات كتير، كنت متعشم إننا هنقضي اليوم سوا زى ما خططت، بس لما عرفت اللى حصل، اتعصبت أوى.


أضاف بعتاب وضيق وهو يشير بيده:

ليه مقولتيش يا منة؟ ليه؟ رسالة واحدة، واحدة، كانت غيرت كل شيء مكنش زعلتك كده. 


منة بتوضيح وهى تحاول تهدئة حزنها:

والله بعت رسالة.


أخرجت هاتفها من حقيبتها وفتحت رسالة: 

آهي بس متبعتتش.


كانت عين خالد عليها هي، فهو يصدقها ولا يحتاج أن ينظر للهاتف ليتأكد.


أكملت منة وهى تهز الهاتف في وجهه:

بص، آهو.


أمسك خالد الهاتف بكفه ووضعه فى حقيبتها وهو معلق عينه عليها، قال بعقلانية وبنبرة رجولية جذابة:

أنا قولتك قبل كده أنا باصدقك، متزعليش منى لو كنت انفعلت بس انفعالي ده مبنى من محبة كبيرة وزعل كبير، حقك عليَّا وأوعدك بعد كده مش هاخد أى موقف غير لما أسمع منك الأول.


منة بتوضيح وسط دموعها:

خالد إنت لو مش غالى عندى ومش مهم مكنتش أول واحد جيت على بالي لما رجعت، وكلمتك وأصريت إننا نتقابل.


تبسم خالد بجاذبية وأمسك منديل من علبه (التابلو) وعينه معلقة عليها مد يده وبدأ يمسح دموعها من أسفل النظارة.


منة باستغراب:

بتعمل إيه؟


خالد:

مش عارف أمسح دموعك من النظارة.


أمسكت منة المنديل منه وخلعت النظارة ومسحت دموعها.


منة بزعل:

أنا عمر ما حد زعقلي كده قبل كده، إنتَ طلعت عصبي أوى وعليك صوت يطرش.


خالد تبسم بمزاح محبب:

مش كنتِي بتقوليلى نفسك تشوفينى متعصب؟ وتسأليني إنتِ بتعرف تتعصب أصلًا؟


منة ضحكت برقة:

ــ ياريتني ماقولت.


خالد:

لعلمك أنا مكنتش متعصب أوى بردو حاطط في إعتبارى إنك بنت ومنة وكده.  


منة ضحكت:

كويس والله.


خالد:

خلاص سماح.


منة:

سماح، إنت كمان سماح.


خالد:

_سماح، بس أرجوكي لو حصلت تاني عرفينى، واتاكدى ان الرسالة وصلت، وأنا أوعدك إني هتحكم في غضبي أكتر من كده.  


منة:

حاضر.


أمعن خالد النظر إليها وقال بتنبيه:

إوعي دموعك تنزل تاني مهما حصل، فاهمة؟


منة:

إنت السبب، إنت اللي نزلتهم.


خالد بصدق:

أول وآخر مرة، لو في دموع هتبقى فرحة وبس.


منة:

لما نشوف.


خالد باهتمام:

المهم أختك، عملت إيه؟ وصلت لفين؟


منة:

الحمد لله إتطلقت، واحنا هناك مهاب وبابا وعمي مع المحامي خلصوا كل حاجة، بس اتنازلت عن حقوقها، أخدت حاجتها بس.


خالد باستهجان:

يابنتى كنتِ كلمتينى، كنت طلقتها بكل حاجتها، أعرف محامي كويس كمان، عمى لؤى.


منة:

إحنا مش عايزين  حاجة، يغور، عملنا أصلًا عليه محضر بعدم التعرض، ده كان حوار مقرف.


بدأ خالد يشغل محرك السيارة وهو يسأل:

مامتك بقى مالها بقى؟


منة تنهدت:

موضوع كبير، إنت رايح فين؟


خالد:

عند محل العصير، أجيبلك ليمون ونرجع، إحكي بقى مشكلة مامتك إيه؟


منة:

هاقولك. 


وبالفعل ذهب خالد ومنة لاحتساء عصير الليمون ثم أخذا يتبادلان الأحاديث عما حدث خلال الأيام السابقة، ثم ذهبا يتناولا وجبة الغداء معًا، ثم ذهبت منة إلى بيتها وهي سعيدة جدًا وخالد كذلك.


منزل منة في الخامسة مساءً.


نشاهد مروة وماهيتاب تجلسان في الصالة وتتبادلان الأحاديث، وهما ترتديان ملابس منزلية وتمسكان أكواب الشاى ،بين يديهما، كان يبدو على ملامح ماهيتاب الدهشة.


ماهيتاب بصدمة:

أمك دي اتهبلت رسمي.


مروة باستهجان:

ـ  آه والله دى فضحتنى وفرجت علينا الناس، بس أنا مسكتلهاش فورت دمي، البت أمنية مرات أخويا مكنتش قادرة علينا، كلمت مهاب قالته: تعال بسرعة أمك وأختك ماسكين في بعض، مهاب جه جري، الحمدلله أبوكي كان بايت عند عمك مش طايقها.


ماهيتاب:

يالهوي.


مروة أكملت وهي تحتسي الشاي بتأكيد:

_حتى أم مها نزلت، لا دى كانت ليلة، وبتقولى والله ماهتدخلى البيت تانى، قولتها هادخل، راجل البيت لسه موجود، ولما يموت بردو هادخل بيت أبويا وبطلي بقى اللى بتعمليه ده، أنا مش منه المحترمة، ولا ماهيتاب اللي بتسكت.


ماهيتاب بتعجب:

كل ده ليه مش فاهمة؟


مروة بضيق وهي تضغط على أسنانها: 

ضحكت عليَّا، جت البيت بتعيط بتقولى أبوكي ضربنى وبهدلني عشان مش عايزة أخرب بيت اختك، إيه حصل طيب يااما!؟  قال إيه ؟! ماهي قفشت امين وهو (بيتشات) مع واحدة وقلبت الدنيا، والبت منة كبرت الموضوع وسخنت مهاب وأبوكي علي امين وبهدلوني يابنتى، وعيطت بقى، روحت مكلمة مهاب بهدلته فى التليفون.


قاطعتها ماهيتاب وهي تحتسي الشاى بنفي: 

والله محصل.


مروة بمعرفة وهي تهز رأسها بنعم:

ما مهاب قالي بقى اللي حصل وأنها ضحكت عليَّا، وإنها عايزكي ترجعي بعد ما بهدلك..روحت لابسه العباية وروحتلها عند خالتك قولتلها بقى الزفت ده يضرب أختى في الشارع ويطردها بعيالها وعايزة يرجعلها؟؟ بدل ما تقلعي شبشبك وتفرجي عليه السلام كلها، إيه يا أمي في إيه؟ بتضحكي عليَّا؟ عايزة تخسرني إخواتي وأبويا، هما صح وإنتِي غلط، إزاي بقى أقولها كده، بهدلتنى وهترجع يعني هترجع، قولتها يمين على يمينك ما هترجع.


ماهيتاب بإستنكار:

وخداها عِند. 


مروة بتأكيد وقوة:

أيوه عِند، معاكِي خصوصًا بعد ما أبوكِي ضربها.


ماهيتاب بحزن:

أمك بهدلت منة، وقالت كلام وحش في حقها.


مروة بأسف:

مهاب حكالى أمك اتجنتت، تصدقي يابت يا ماهي البت منة دى طلعت أنصح مننا كلنا، طورت تعليمها ونفسها، وأخدت كورسات وبتشتغل، وعندها دخل والناس اللي تعرفهم محترمة ونضيفة، ناس تتشرفي بيهم، مهاب قالي على المحامي الكبير، حتى الظابط اللى عمل المحضر، ناس محترمة، ده غير السفر، والا اللبس وإحنا قاعدين زي خيبتها كده.


قالت ماهيتاب تأييد ممزوج بحزن وحسرة:

والله صح أمك السبب فهمتنا إن الجواز أهم حاجة لازم نعملها، عارفة يا مروة؟ والله دفعت ييجى عشرين ألف في الأسبوع ده،  نزلت جابت لبس ليا أنا والعيال بيتى وخروج وجزم، وبعدين أخدتني السخنة وصرفتلها بردو مبلغ كبير مكنتش حارمة العيال من حاجة.


مروة:

منة جدعة وطيبة بس برده ملهاش في الهزار تحسيها قفل كده دايمًا حابسة نفسها في الأوضة كإننا جربة.


ماهيتاب:

من أمك، هي اللي عاملة فيها كده ،مش فاكرة كانت بتقولها إيه؟ كانت بتطفش بسبب كلامها وتخليها حابسة نفسها في الأوضة، وأمك كانت بتضحك علينا وتقولنا شايفة نفسها عشان مهندسة، واحنا بنصدق ونشيل منها، غير إنها مش بتحب قاعدتنا وخروجنا عشان مالهاش فيهم إحنا كنا صيع، وهى محترمة، ياريت تحسنى علاقتك بيها يا مروة. 

ده حتى هي ومهاب بقوا كويسين.


مروة:

أمك السبب هي اللى كانت بتشيلنا منها، فاكرة لما كانت بتضحك علينا تقولنا إوعوا تسمعوا كلام منة؟ دى عايزة تخرب عليكم وتبقوا زيها؟ حتى أمنية مرات أخوكِ؟


ماهيتاب:

أمك كل الحياة بنسبلها عريس وبس، الله يسامحها، المهم هاقولك حاجة سر. 


مروة:

إيه؟


ماهيتاب:

منة تعرف واحد إسمه خالد قمر.


مروة بصدمة:

منة؟


ماهيتاب:

آه والله.


مروة:

منة مالهاش في الكلام ده، فاكرة مهاب لما كان بيقول منة دى لو سبتها مع ألف راجل مش هاخاف، محترمة هتشرفني لكن إنتم  أبدًا، ولا مع نص راجل.


ماهيتاب: والله تعرف واحد وبتحبه استنى أوريكِ صورته.

أمسكت هاتفها وأخرجت صورة لخالد وهي تقول:

أخدتها منها من غير متعرف عشان أوريهاك، شوفي قمر إزاي؟


مروة:

إيه ده، ده قمر شبه الممثلين، وأحلى من محمد صاحبها، بس ده مع منة؟ مستحيل!


ماهيتاب:

لا معاها يختي، عنده مصنع قماش كبير وأبوه دكتور كبير وأمه مديرة بنك أجنبي.


مروة بصدمة:

منة حكتلك.


ماهيتاب:

اممم غزالتها كانت رايقة، كان واحشها مش عارفة تكلمه عشان الفون مقفول، حكتلي بقى.


مروة بصدمة:

قالتك بتحبه؟


ماهيتاب بتوضيح: لا قالت زميلى وزي أخويا، بس لا، العين كانت بتلمع

وقلبها بيدق، ونبرة الصوت تقولك بتعشقه.


مروة بتعجب:

انتِ مبسوطة؟ المفروض تنصحيها، هو ده ممكن يبصلها ؟


ماهيتاب:

يعني ايه؟


مروة بتوضيح:

إفرضي حبته من طرف واحد؟ لان ده مستحيل يبص لمنة شفتى شكله؟ شوفي إحنا كده بجملنا ده مستحيل يبصلنا،  بكرة يرتبط ويتجوز وأختك تتصدم ممكن يجرى ليها حاجة؟


ماهيتاب بأسف وهي تزم شفتيها:

راحت مني، أصلي فرحتلها والله جوازه حلو مش القرف بتاعنا.


مروة بعقلانية:

والله وأنا أفرحلها إن بعد كل ده تاخد حاجة كويسة، بس الواقع بيقول اللى زى الواد ده بيبص للشكل مش بيهمه الأخلاق، والدماغ، والشخصية، بعدين بتقولي أمه مديرة، وأبوه دكتور  كبير، مستحيل، دول بياخدوا اللي منهم. 


ماهيتاب:

طب أنا مقدرش أكلمها.


مروة:

ولا أنا.


ماهيتاب:

طب نكلم شروق هى هتعرف تنصحها عننا، بس والله كان نفسي يبقى في حاجة بينهم.


مروة:

يارب مش هكره إحكيلى بقى عملتوا إيه  في السخنة..




      الفصل السابع عشر جزء ثاني من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة
تعليقات