رواية عشق مهدور الفصل الخامس عشر 15والسادس عشر 16 بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عشق مهدور
الفصل الخامس عشر 15والسادس عشر 16
بقلم سعاد محمد سلامه


بذهول نظر لها آصف غير مُصدق،ما تفوهت به سهيله، تلاقت عيناهم لأول مره منذ فترة، سخرت سهيله من نفسها وتذكرت قبل أيام حين سألته لما يضع تلك النظارة المُعتمه حول عينيه بإستمرار حتى ليلًا،كان جوابه مُقنعًا:
"عندى حساسيه فى عينيا الفتره دى ولما بتتعرض لضوء بيزيد الوجع".
أين تلك الحساسيه،وأين هو الوجع الذى تحدث عنهم،الآن أمامها عيناه بلا تلك النظارة التى كان يُخفى خلفهما حقيقة قلبهُ ونواياه إتجاهها.

بتحدي منها وجبروت أكدت بإستهزاء :
أيوة كان كيفة الرجاله تقليعه جديده حب يجربها،وكان مفكرها زى قصة شعر موضه، وقت ما يحب يغيرها سهل، لكن التقليعه بقت مرض عنده وأتوغل منه، صدفه عرفت ونصحته يروح لدكتور نفسي، فاكر كم مره كنت بلمح لك إنكم تحاولوا تقربوا منه وتحتوه شويه هو محتاج اللى يساعده ويرجعه للطريق الصح واللى يرجعه للفطرة اللى ربنا خلقنا عليها...
تذكرت تلك الليله التى علمت بها حقيقة سامر القذره
[فلاشــــ/باك] 
كان ليلة شتاء، قبل الفجر بمنتصف وقت عملها بالمشفى،للتو إنتهت من مُباشرة أحد الاطفال المرضى الذى يعانى من مرض عُضال،شفق قلبها عليه شعرت بحزنه لعدم شفاؤه كذالك أحلامه البسيطه التى يود تحقيقها لكن مرضه يمنعه، خرجت تشعر بآسى عليه، كانت متوجه الى غرفة الأطباء،لكن أثناء سيرها بأحد الممرات توقفت أمام غرفه خاصه بالكشف على المرضى قريبه من الإستقبال الخاص بالمشفى،سمعت صوت تآوهات تُشبه تآوهات الآلم،ظنت أنه ربما مريض يتآلم بداخل الغرفه بإنسانيه منها فتحت باب الغرفه،إنصدمت من ذلك الموقف المُقزز لـ سامر ورجل آخر لم ترا وجهه كان يُعطيها ظهره،سريعًا أغلقت باب الغرفه تشعر بغثيان،بالفعل ذهبت الى أحد مراحيض المشفى،فتحت صنبور المياه وقامت بغسل وجهها بماء بارد عل ما رأته قبل لحظات كان وهمً أو فيلم قذر،لكنها الحقيقة،سامر كان رفيق دراستها كما أنه الأخ الأصغر لحبيب قلبها"آصف"سألت عقلها ماالذى جعله يُصبح بتلك القذارة ويتغافل عن الفطرة الإنسانيه،لم يُعطيها عقلها جوابً،خرجت من المرحاض،عاودت عملها الى الصباح حتى إنتهي موعد عملها،خرجت من المشفى،تفاجئت بـ سامر الذى يظهر عليه الكسوف منها،لكن طلب منها أن يوصلها الى البلده،فى البداية رفضت لكن بسبب إلحاحه واقفت،سار قليلًا، الى أن تنحنح سامر قائلًا:
على فكره أنا عارف إن إنتِ وآصف فى بينكم مشاعر.

تفاجئت سهيله وسألته:
ويا ترا عرفت منين،آصف هو اللى قالك؟.

رد سامر:
لاء آصف كتوم،أو على الأقل معايا يمكن هو وآيسر قريبين لبعض،بس أنا لاحظت ده من نظراته ليكِ غير كمان ملامحه اللى بتتغير بمجرد ذكر إسمك قدامه صدفه،أنا مش بدخل فى شؤون إخواتى بس مش معني كده إن معنديش نظر ومبفهمش،هما أحرار فى حياتهم وأنا كمان حُر.

نظرت له سهيله بإستغراب سأله:
قصدك أيه بإن إنت كمان حُر،سامر إنت محتاج علاج نفسى وبسرعة كمان.

نظر لها سامر بإستهزاء قائلًا:
علاج نفسى!
ليه يعنى،كل الحكايه إن عندي شوية فضول زايد وبحب أجرب تقاليع وحاجات غير،زى قصات الشعر، وسهل أوقفها فى أى وقت حسب مزاجي وبدون تآثير على أى حد.

إستغربت سهيله رده السافر وقالت له بإستهزاء:
إنت إزاى درست طب وعارف تآثير الشذوذ،كمان قبل الطب الدين مش بحرم الشئ الضار وربنا نزل أيات فى القرآن لعقاب النوعيه دى من البشر،دى تقاليع غريبه علينا ومُحرمه،وأنا مش خايفه حد يعرف إن فى مشاعر بيني وبين آصف،لأنى مش أقل من مستوى  آصف، وآصف نفسه يتمنى آنى أوافق على جوازنا،بلاش تضحك على نفسك يا سامر وفوق وارجع لعقلك إنت كنت شخص كويس قبل سنة التجنيد اللى بدلتك دى،نصحيتِ ليك بسرعه شوف دكتور نفسانى وإرجع لـ سامر الشخص اللطيف،ومتخافش انا مش هقول لـ آصف.

توتر سامر شعر كآنها قرأت أفكاره،إتخذ مبدا المساومه فى البدايه بأخباره لها بمعرفته بوجود مشاعر خفيه بينها وبين آصف،لكن سهيله أخزته ولم تتنكر من مشاعرها لآصف كذالك أخبرته بثقتها بحقيقة مشاعرهُ إتجاهها،شعر بالخزى وهو يقول بإرتباك:
أنا فعلًا كنت ناويت أوقف العلاقه دى، لآنى مليت منها. 

نظرت له سهيله بإستهزاء قائله: 
المفروض تقطعها نهائى، مش عشان مليت،لاء عشان ده الصح،وكمان تتوب وتطلب من ربنا المغفرة ده آثم كبير عقابه أسوء من الزنا.

إقتنع سامر بحديث سهيلة،التى كانت تشعر بحياء وخجل وهى تتحدث معه بهذا الموضوع الشائك لكن ربما هوايتها للطب النفسي وقرائتها به جعلتها تتخلى قليلًا وتتحدث دون شعور منها،بينما سامر،شعر أنه فعلًا مُخطئ وإبتعد عن الدين بسبب بهرجة تلك التقاليع تحت مُسميات عولميه سخيفه بكلمة "حُريه شخصيه" لا تستحق سوا الوئد من مهدها.
[عودة]
عادت سهيله تشعر بآسف ليتها تلك الليله ما تحكمت بها الإنسانيه ولا علمت حقيقة سامر القذرة.

بينما آصف يشعر أنه أمام حقيقة ليست فقط مُخجله،بل قاصفه للقلب والعقل معًا،لم يستطيع تكذيبها،كذالك لن يستطيع تقبُلها،مستحيل أن يكون وصل حال أخيه الى تلك الدناءة أن يُخالف دينهُ ويسير خلف تلك القذارة،لكن ملامح سهيله تؤكد ذالك،يشعر أنه مثل المذبوح بنصل حاد يكز بقلبه...
    فاق من سكرة تلك الحقيقه على حقيقه أقصى، خين
زفرت سهيله بقوه واهيه بسبب إحساسها بأنها مسلوبة الروح 
هى فعلًا كذالك جسد بلا روح تتنفس لكن جسدها بلا حركه 
حاولت التماسُك وهي تقول بيقين: 
كل كلمة قولتها لى فى البدرون سمعتها وإترسخت فى عقلِ
مكنتش محتاج تستحمل تغصب على نفسك وتدعي إنك لسه بتحبنى ولا للمراوغه دي كلها عشان تنتقم مني يا آصف كان كفايه تبعد عني كان هيبقى إنتقام أقوى منك،كان كفايه أسمع إنك بقيت لواحدة غيري...وإن مبقاش ليا مكان فى حياتك،كان إحساس كفيل يموتني من القهر . 

توقفت للحظات تستجمع ما بقى من حُطامها بقسوة ليتها كانت تمسكت بها من قبل 
لكن يكفي لم يعُد لديها طاقة للتحمُل هى إنتهت بين يديه كما أراد 
فاضت بتعمُد: 
قد ما حبيتك قد ما أنا بكرهك يا آصف.... طلقني. 

والصدمه إرتسمت على الوشوش
كيف لزواج ينتهي قبل أن يمُر عليه حتى أسبوع واحد مجرد أيام لا تتعدى أصابع اليد الواحده... 
والإثنين خاسران كل منهم أصبح ذابح ومذبوح بنفس اللحظه، هُدرت أمنيات عشقهم وأضحت حياتهم معًا بلا أمل.

ذُهل عقل آصف حقائق  مريره تبعها طلب سهيله للطلاق التى أكدته بقولها:
أنا متنازله عن كل حقوقى عندك،ومش عاوزه لا مؤخر حتى القايمه اللى مضيت عليها إعتبرها مش موجودة،كل شئ بينا إنتهي من قبل ما يبدأ،أنا اللى كنت غبيه الحقيقه كانت واضحة قدامِ من أول تخليك عني وتصديقك إنى ممكن أكون قاتله،عدم سؤالك عنى،حتى يوم لما جيت المحكمه يوم الحُكم مشيت وإديتني ضهرك،كان لازم أفهم إن ماليش مكان فى حياتك من البدايه،بس قلبي خانى أول ما كلمتني قلبى رق لك وعقلي تنحي وقالى قدامك فرصه مع حبيبك،أكيد لما يعرف الحقيقه يصدقك،بس كنت ذكى جدًا كل ما أحاول أقولك الحقيقه كنت بتراوغ وتغير الموضوع،عشان كنت واخد القرار مضبوط حسب رؤيتك كـ أخ أنا شوهت صورته بالكدب والإفترا عشان أبعد عن الإعدام اللى كنت أستحقه حسب وجهة نظرك، ولما فلت من حكم المحكمه كان فى حُكم تاني أسهل يتنفذ، وإنت نفذته بإحتراف كمان إنت فعلًا  موتت قلبي يا آصف، وإنسحابِ  أو بالأصح هروبي من حياتك أفضل قرار أنا خدته عشان أرجع أعيش من تانى. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً 
منزل أيمن 
صدمه غير متوقعه حين سمعت هويدا حديث آسميه مع أيمن أثناء وضعها لتلك الصنيه أمامهم
ذُهلت وهى تسمع قول آسميه تحثهُ:
فيها أيه لما سهيله تطلق، هى مش أول واحده تطلق، والمثل بيقول
"إيش عملت الحُره إتجوزت وإتطلقت". 

رد أيمن بتردُد حائر العقل والقلب كذالك  يشعر بعذاب ضمير أنه تنازل ووافق على زواج سهيله من البدايه: 
إنت مفكره إن  حكايه طلاق سهيله سهله يا عمتِ الناس هتقول عليها أيه،دى مكملتش حتى أسبوع جواز.

تهكمت آسميه تقول بآسف:
والناس مش هتتكلم لما تطلق بعد شهر ولا إتنين،هتسمع لملام وكلام الناس،هتستني أيه لما المره الجايه تستلمها جثه بعد ما يموتها.

نظرت هويدا لـ آسميه بغضب قائله:
بابا عنده حق،إزاي يوافق على طلاق سهيله،وفيها أيه يعنى لما تستني فترة ومش يمكن كان تهور من آصف ويتعدل معاها بعد كده،وبيحصل كتير فى أول الجواز مناوشات بين الازواج،والدليل قدامنا الست جارتنا جوزها بيضربها وتزعل لها يوم ولا إتنين ويرجعوا تانى كويسين مع بعض،بلاش تتسرع يا بابا،حضرتك كنت شايف رغبة سهيله فى الجواز من آصف،هى يمكن زعلانه كمان حكاية شلل جسمها دى مآثره عليها بلاش توافق على قرارها وتهدم بيتها فى لحظة غضب منها،وآصف أكيد ندمان،والدليل أن حضرتك بتقول إنه رفض يطلقها...وساب المستشفى ومشى عشان ميتهورش.

نظر طاهر لـ هويدا بإندهاش قائلًا: 
أنا مع قرار تيتا،سهيله لازم تطلق من آصف وإن كان على كلام الناس يغور فى داهيه،أنا مكنتش موافق عالجوازه من الاول،بس لما هى وافقت قولت يمكن أكون غلطان وهى شايفه حقيقه انا مش شايفه،آصف كان كل غرضه ينتقم منها بعد ما المحكمه برئتها.

ربتت آسميه على كتف طاهر ببسمه مغصوصه قائله:
أنا من أول مره شوفت آصف ده قلبي مرتاحش له،وبقول كفايه كده،وإن كنت خايف من كلام الناس الفاضى أخد سهيله معايا ونروح نعيش سوا فى الشقه بتاع إبني اللى فى عمارة الجزيره وأهى تكون بعيده عن كلام الناس الفاضيه اللى هنا، يمكن بُعدها عن هنا يشفيها وترجع تقف على رِجليها من تانى،كمان تنسي اللى جرالها.

نظر أيمن لـ هويدا رأى بعينيها رفض لطلاق سهيله،غص قلبه كم أراد أن تكون هويدا هى الداعم 
لـ سهيله لأي قرار تتخذه لكن خاب أمله،نظر لـ آسميه وطاهر وتبسم بهم بعضه مريره وأومأ برأسهُ موافقًا على حديثهم،فـ ملام وكلام الناس لن ينتهي،ومن يسمع له بالنهايه قد يكون خاسرًا.     
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
تحسرت سحر المُرافقة لسهيله  بالمشفى، على حالتها وهى غافيه مُمدده أمامها هكذا جسد ساكن للفراش بلا حركه، لو ظلت تنظر لها ستيلاعب بعقلها الشيطان،حسمت أمرها ونهضت توجهت الى الشباك الخاص بالغرفه وازاحت تلك الستاره تنظر الى الخارج،نظرت نحو السماء  شبه مُعتمه  إختفت منها النجوم،خلف سحُب تتحرك قد تُمطر بأي وقت،تنهدت وكادت تترك الستارة،لكن لاحظت ذالك الجالس فوق أريكه رُخاميه أسفل إحد أشجار حديقة المشفى،يضع السيجاره فى فمه...إستهزأت به وشعرت أنها تود له السوء كما فعل بإبنتها،أذاها بأسوء طريقه والآن يجلس بمكان قريب منها بعد أن طلبت منه أن يبتعد عنها كذالك الطلاق،رغم أن قلبها لم يشفق عليه لكن هى مثل إبنتها أصبحت تريد أن يبتعد عنها نهائيًا...حسمت امرها،وتركت الستاره،نظرت نحو الفراش كانت سهيله غافيه...خرجت من الغرفه بهدوء،وذهبت الى مكان جلوس آصف،شعرت بلفحة هواء بارده،زمت شالها الثقيل على كتفيها،نظرت له بإستهجان قائله:
ولما إنت بتحبها أوى كده ليه أذيتها بالشكل القاسى ده،كان فين قلبك لما كملت فى ظلمها. 

ألقى عُقب السيجارة ونهض واقفًا يحنى رأسه صامتً...سخرت منه سحر قائله:
كفايه يا آصف إبعد عنها،سيبها تحاول تسترد حياتها من تانى إنت كنت أقسى  جلاد لها،سيبها ترمم حياتها بعد ما خاب أملها إنك تكون الحامى لها.

رفع آصف عينيه ونظر الى سحر التى سخرت من إحمرار عينيه،من يراهما يُصدق أنه عاشق سهد النوم وسالت دموعه على حبيبته حسرة فقدانها،لكن بالحقيقه هو كان جلادًا وسفك قلب من عشقته وواجهت من أجله وأصرت على الإرتباط به أملًا أن تحكي له الحقيقه التى أخفتها،ويُصدقها ويغفر لها كذبه كانت تجميلًا لحقيقة قاسيه ومُخزيه.
بصعوبه إستطاع آصف الرد على سحر:
أنا بعترف إنى كنت قاسي فعلًا وإتحكم فيا الغضب والإنتقام،بس مستحيل هبعد عن سهيله،حتى لو إنفصلنا زى ما هى عاوزه أنا مستحيل أسمح إنها تنتهي من حياتي.

قال آصف هذا وتوجه نحو سيارته المصفوفه بفناء المشفى صعد بها وخرج من باب الخروج من المشفى.

تنهدت سحر بآسف لو بيدها،لقطعت جسد آصف،أو صفعته آلاف الصفعات حتى يدمى جسده،بعد لحظات شعرت بالبرد قررت العوده للغرفه،ربما تصحوا سهيله وتحتاج لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرعه غير إعتياديه كان آصف يقود السياره بلا هواده،يشعر بحرارة تحرق جسده،ربما منبعه قلبه الذى يحترق أو بالأصح ينزف بغزارة وقسوة ما علمه اليوم 
بعد قليل 
دلف الى السرايا،توجه مباشرةً الى غرفة والداه طرق على باب الغرفه وإنتظر حتى فتح له أسعد باب الغرفه ونظر الى حالته المُشتته سألًا:
آصف مالك،أيه اللى مصحيك لغاية دلوقتى.

دلف آصف الى الغرفه وسأل بتسرُع:
إنت بعت سِم لـ سهيله وهى فى السجن؟.

صمت آسعد للحظه ثم قال بدفاع:
بتخرف تقول أيه،أكيد البت دى كدابه و....

صدمهُ آصف قبل أن يكمل إدعاء على سهيله:
سامر كان شاذ.

ملامح وجه أسعد كانت رد فعلها غير متفاجئ لكن إدعي الكذب قائلًا بزم:
واضح إنك بتخرف آخر الليل بقالك كام يوم منمتش وده مآثر على عقلك.

ترك آصف النظر لـ آسعد ونظر نحو شُكران التى تبكي بصمت،ثم عاود النظر لـ آسعد قائلًا بيقين:
كنت عارف إنه محتاج لعلاج نفسي،كنت بتستهزأ بيه قدامنا،لو سامر وصل للمرحله دى من السفاله يبقى إنت السبب،والمفروض إنت اللى كنت تتعاقب على جريمة قتلهُ.

صفعه قويه على وجه آصف كانت رد آسعد،قبل أن يقول بإستهجان:
سحبت عقلك إزاى قدرت تصدقها بعد الإفترا والكدب ده كله،على أخوك،قبل كده قالت انه حاول يعتدي عليها ودلوقت جاي تقولى إن أخوك كان شاذ،أيه فين عقلك حكمه شويه،التضاد فى أقولها واضح،هى بتلعب بقلبك،كان لازم أرفض أنك ترتبط بها وتشرفها بأسم عيلة شُعيب اللى مكنتش تحلم بس تشتغل خدامه...

نظر له آصف قائلًا:
سهيله كانت أنضف شئ فى حياتى وللآسف خسرته وغبائى وغرورى كانوا السبب،سهيله طالبه الطلاق وقبل ما تكمل وتقول هى طماعه وعارفه المؤخر وقيمة قايمة العفش هقولك إنها إتنازلت عنهم بكل بساطه،أنا خسرت أهم وأغلى إنسانه فى حباتى،والسبب هو إنى إبن آسعد شُعيب اللى للآسف معندوش قلب،عنده عقل يمشى ورا هفواته.

ترك آصف الغرفه سريعًا،بينما جلست شُكران فوق طرف الفراش تبكي بحُرقه،قلبها ممُزع بين فقدان سامر المرير،وفقدان آصف لإستقرار حياته وشعوره بالهزيمه فى أهم قضيه بحياته حكم خطأ وعليه تحمُل عواقب حكمهُ القاسيه فُراقهُ عن معشوقة قلبه.          
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
بـ شقه خاصه  بـ بحيرة البرلس. 
تبسمت آسميه وهى تضع تلك الصنيه الصغيره أمام مقعد سهيله، ثم توجهت الى شُرفة تلك الغرفه وقامت بإزاحة تلك الستائر تفتح للضوء السماح لدخول الغرفه، ثم نظرت الى سهيله قائله: 
الشمس النهارده ساطعه والجو دفا شويه عن الايام اللى فاتت خلى نور ربنا يدخل للشقه، حتى نوفر شويه فى الكهربا غليت. 

تبسمت سهيله بغصه قويه فى قلبها  قائله: 
فعلًا لازم نوفر شويه فى الكهربا، الدفايه بتسحب  كهربا كتير. 

تبسمت آسميه وتوجهت الى ذالك المقعد المُتحرك التى تجلس عليه  سهيله وقامت بتعديل ذالك الدثار حولها قائله: 
أيه رأيك دوقي الكيكه اللى أنا عملتهالك مخصوص بالمشمش زى ما بتحبيها كمان زينتها بالشيكولاته، عاوزاكِ تخلصيها قبل ما طاهر ورحيم يجوا لو شافوها.

تبسمت سهيله قائله:
ماليش نفس،وبعدين بابا إتأخر النهارده ليه.

جذبت آسمية طبق الكيك وقالت بتصميم:
أنا هأكلك بأيدي،ويمكن أيمن أتأخر ملهاش مركب تجيبه من الشط التانى لهنا.
تبسمت سهيله وهى تعلم أن آسميه لا تود ان تجعلها تشعر بأنها عبء عليها،وهى تحتاج لمن يساعدها حتى بإطعامها.
.....ـــــــــــ
بمكتب المأذون
غصبً أمام إصرار سهيلة على الطلاق إمتثل آصف لها غرضها،وضع إمضاؤه على تلك القسيمه التى يعلم أنها لن تُفرق بينه وبين سهيله،هى وضع مؤقت فقط،خرج من مكتب المأذون وقام بالإتصال على أيمن وأخبرهُ أنه فعل مثلما أرادت سهيله وأنه سيحول لها مُستحقاتها لديه بحواله خاصه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أيام 
لم تهتم سهيله بقراءة قسيمة الطلاق،فقط أرادت ان تضع نهاية 
لـ آصف بحياتها وعليها الآن البدء من جديد وإستعادة حركة جسدها بأقرب وقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهران
بالمحكمه المُنتدب بها آصف،كان أمام حُكم مصيري بإحد القضايا الموكله إليه...
كان عليه النُطق بالحُكم فيها،وقد كان النُطق بالحكم
"بناءً على ما وصل الى المحكمه من تحريات وحيثيات تخص القضيه قررت هيئة المحكمه رفض الطعن المُقدم من المُدعيه بالحق المدنى فى القضيه،وتأيد الحُكم السابق فى القضيه الخاصه بإتهامها للمدعي عليه بالإعتداء عليها بعد ثبوت وثيقة زواج عرفي بين الطرفين.
هنالك من هلل بالحُكم العادل فى وجهة نظره حتى لو كان يعلم أنه كاذب ومُخادع،وهنالك الطرف الآخر الذى خسر آخر فرصه له لنيل حقه بالقانون وإسترداد شرفها الذى إغتُصب منها بالتدليس وخداع القانون،لم يبقى امامها أى طريق لنيل حقها التى ظنت ان القانون سينصفها ويجعل من مُغتصب عِبره لكن القانون انصف المُغتصب بعد أن قُدم له وثيقة زواج عرفي مُفبركه جيدًا،نظرت نحو والداها الذى أوطى رأسه خزيًا من ذلك القرار الهادم لحياة إبنته،وكرامتها التى سُلبت رغم أنه ليس فقيرًا بل ذو شآن،والمُتهم ما هو الا مُتسلق كان يود أن يتزوج بإبنته طمعًا،وحين لم ينال سوا الرفض،تمكن منه شيطانه أن يجعلهم غصبً يوافقون عليه بعد إغتصابها،بحجة أنه يُحبها،اليوم نال ما أراد بلعبة محامى مُحنك تحايل على القانون،لكن لا 
هكذا هى قررت.

بعد قليل 
بعد إنتهاء القضيه شعر بضيق خرج الى فناء المحكمه كى يتنفث سيجارة،بالهواء الطلق يخرج فيها ضيقه،توقف على أحد سلالم المحكمه يُشعل سيجارة ...بنفس الوقت كان ذالك المُغتصب الذى يشعر بنصر يخرج  من مبني المحكمه بيده أصفاد  كى يذهب لإنهاء بعد الإجراءات الخاصه ببرائته...
بنفس الوقت كانت تلك الفتاة التى سُلبت حياتها بالقانون تقف مع والداها الذى يشعر بهزيمه ساحقه يتلاعب بعقله الندم ليته كان وافق على ذلك المجرم وزوجها له وتجنب فضائح المحكمه،لكن فات الآوان الآن حياة وكرامة إبنته بيد مُغتصب...
وقع بصر تلك الفتاة على ذلك العسكري  الواقف قريب منها ضمن الحرس الخاص بالمحكمه،لم تُفكر كثيرًا ذهبت نحو العسكري وسحبت سلاحه وبلحظه كانت طلقات تخرج من فوهة السلاح نحو المُغتصب الذى كان ينظر لها بزهوًا وإنتصار ها هو يتردى مُدرج بدماؤة القذره،وتلك الفتاة تقف أمامه وتنظر الى آصف قائله:
لما المحكمه تفشل فى تحقيق العدل،وعنيها تعمي بسبب شوية تدليس أدله كدابه،وقتها  هيسود قانون الغابه وكل واحد ياخد حقه بإيده...يا سيادة القاضى.

ظن أحد العساكر أن تلك الفتاة كانت ستقتنص القاضى أيضًا لم يفكر ولم يسمع لرجاء آصف أن لا يتسرع،لكن نفذ الأمر ورصاصه أصابت الفتاة بمقتل،ليخرج من المحكمه 
جثتان إحداهما أرادت إنصاف العداله لها ونيل حقها،لكن خذلتها العداله،... وآخر مُدنس حقير كان يستحق الإعدام لكن الأدله كانت مُنصفه له.
لحظات فارقه تصنع فجوة فى عقل آصف،عداله مُغمضة العين تحكم بناءً على أدله سهل التحايُل عليهل ليس فقط تحايل بل تضليلها...
قارن عقله بين هذه القضيه وقضية سهيله السابقه،ألإثنتين خذلتهن الأدله الغير وافيه لنيلهن حقهن،وهو كان القاضى بالاثنين،ونفس الخطأ كررهُ،بعد أن رأى الحقيقه من إتجاة واحد، تيقن عقلهُ أن العداله مُعصبة العين ليس لكى لا ترفق بأحد الخصوم،بل هى مُعصبة العين ولا ترا الحقيقه أساسًا،فقط مجرد رمز سهل خداعه....بلحظة إتخذ القرار 
عاود الى غرفته بالمحكمه وجلس خلف مكتبه سحب إحد الأوراق الخاليه وقلم وقام بالتوقيع على  ثاني  أسوء قرار بحياته كلها بعد توقيعه على طلاقه من سهيله،هذا التوقيع كان قاسيًا أيضًا، ترك القلم ونهض واقفًا رفع يديه على كتفيه يخلع عنه رداء القاضي،يشعر كآنه يسلخ جلد جسده، يشعر بوجع قاسى  مع خلعه لذالك الرداء الذى إرتداه يومً وأقسم على تحقيق العداله،لكن هو أخلف ذلك القسم،ولم يُحقق العدالة،بل إستنفذ العدالة بأدله واهيه ومخادعه.          
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر تقريبًا 
بـ بخيرة البرلس 
المكان الذى كان يضم أحلام آصف و
هنا على رمال هذه البحيره قبل أشهر رسمنا قلب وبه سهم  ونقشنا إسمينا بداخله ،كانت أمنياتنا هو إن يضمنا سويًا مكان واحد صغير مثل هذا القلب الذى يضم  إسمينا اللذان إجتمعا سويًا بين أضلع هذا القلب….
لكن كان الموج عالِ وهائج، سحب رمال الشاطئ ومحى معها قلبنا سحبتنا نحو عاصفه هوجاء عصفت بنا ،لا أنكر إنني المخطئ بكل هذا حبيبتي أنا  من سلمت عقلي لقصاص خاطئ،اليوم أراكِ تجلسين على هذا الشاطئ وأنا قريب منك لكن لا أستطيع الإقتراب ،أعلم أنكِ أصبحتِ تخشين إقترابِ ،لكن أتعلمين إني منذ تلك الليله الشنعاء فقدت روحي معك  …كانت الحقيقه قاسيه ذبحتيني مثلما ذبحتك ،أتنفس مثلك لكن لا أشعر بالحياه ،أيام و أشهر تمُر يزداد طعم مُر الندم بحلقي،أنا لستُ بلا قلب كما تظنين لكن قلبِ ضل بلحظه وإنجرفت وأخذتك معي نحو بركان ثائر أحرقت بيه روحينا …
….
شعرت ببعض البرد يغزو جسدها ،إتكئت على تلك العصا الطبيه ونهضت واقفه للحظات إنحنت قليلًا تنفض أثار تلك الرمال عن ثوبها ثم إرتكزت على العصا وإستدارت
وبدأت بالسير بضع خطوات قبل أن يُداعب قُرص شمس الربيع عينيها بتلقائيه رفعت يدها فوق جبينها تحمي عينيها من  آشعة الشمس  لكن تسمرت مكانها  بلحظه إقشعر جسدها كآن  خلايا جسدها تصنمت وإلتصقت قدميها بمكانها  تتلفت  حولها على الشاطئ الخالي تبحث بعينيها عن أى شخص موجود على الشاطئ ربما تستغيث به،لكن الشاطئ خالي من أى ماره  فقط هى وهو هواء الشاطئ الربيعي الذى يداعب خُصلات شعره،يجعلهُ بنظرها مثل الأشعث المُخيف، إزدادت القشعريرة بقلبها إلى هلع، رغم أنها تراه يقف بعيدًا لا يقترب منها لكن مجرد وجودهما وحدهما بمكان  واحد بالنسبه لها مثل الوقوف على فوهة بركان... 
أنقذها من ذلك الخوف صوت نداء آسميه التى إستغيبت عودة سهيله  الى الشقه وخشيت أن يكون أصابها مكروه، وها هو المكروه واقف على بُعد أمتار منها، إقتربت بهروله رغم سنها، إحتوت سهيله  بين يديها وطمىنتها أن لا تخاف، وحثتها على السير معها بعيدًا عن هنا تستكمل طريقها دون النظر خلفها، حتى أصبحت تبعد بينهم الرؤيه، رغم أنهم على شاطي واحد لكن إبتعدت المسافات، كل منهم أصبح بطريق عكس الآخر والشاطئ إنقسم بينهم وبين أحلامهم وأمالهم السابقه تدمرت. 
«يتبع» 

السادس_عشر
عشق_مهدور💔
سعاد محمد سلامه 
ــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس سنوات
♡♡♡♡♡
بـ شقه خاصه بمنطقه سكنيه راقيه بالقاهرة. 
بغرفة خاصه مُجهزه بأحدث الأجهزه الرياضيه، تُشبه چيم صغير إنتهى للتو من تمرين قاسى،ثم توجه الى كيس الرمله المُعلق وبدأ بلكمه بعنفوان، توقف فجأه عن اللكم حين أمسك آيسر كيس الرمله  قائلًا: 
إرحم نفسك شويه أيه إنت بتقاتل، هتروح فين بعد كده مش شايف جسمك كل مدى بيتضخم، إرحم يا عم الناس اللى صحتها على قدها زيي،صباح الخير . 

توقف يضحك بلهاث قائلًا: 
صباح النور، إصطبحت تقُر عالصبح، بدل ما تقُر إتمرن لك ساعه...الساعه مش هتآثر عالنحنحه بتاعتك،أيه اللى مصحيك بدرى كده،مش راجع الدوبلكس إمبارح الفجر، كنت فين آخر رحله؟. 

تنهد آيسر قائلًا: 
كنت فى ڤينا. 

تهكم آصف قائلًا: 
ليالي الأُنس فى ڤينا... 
قطع تهكم آصف رنين هاتف آيسر الذى نظر للشاشه،ثم رفع الهاتف فى وجه آصف قائلًا:
أهى القلق دي اللى صحاتني من النوم.

تبسم آصف قائلًا: 
"شيرويت" بنت الليدي شهيرة، عاوزه أيه منك إنت كمان. 

نظر له آيسر سائلًا: 
ليه هى طلبت منك أيه؟. 

تهكم آصف قائلًا:
واسطه عند الدكاتره فى الجامعه،غاويه تدرس حقوق،نفسها تبقى "قاضيه"وعاوزه واسطه مني مش فى من الدكاتره دول كانوا زمايلى حتى فى منهم كانوا دكاتره عليا،وهى أساسًا مش بتفهم فى حاجه غير صيحات الموضه والمكياچ،معرفش مين اللى مدخل دماغها العبط إنها تبقى قاضيه،زى القاضيات اللى ظهروا مؤخرًا عالساحه،غاويه شُهره من الآخر،وأنا مش بحب إتحرج وأكسب جمايل من حد عالفاضى ولشخص معندوش طموح،مجرد زهوه فى عينيه... أو تقليد أعمي، عاوزه تظهر إنها مُتمردة، عكس يارا، اهى يارا خلصت دراسة الحاسبات والمعلومات وبدأت تشتغل فى مركز المعلومات صحيح طبعًا بوصايه خاصه من سيادة النايب" أسعد شُعيب"بس بتحاول تثبت إستحقاقها وجدارتها بتحاول تعتمد على نفسها، لكن شيرويت لاء النسخه التانيه مُتسلقه زى مامتها ولاقيه تشجيع من سيادة النايب طبعًا بيحب المناصب القياديه...ومش هيلاقى أفضل من بنت شهيره.

تبسم آيسر قائلًا:
شهيرة بقى عندها براند خاص بها فى الموضه. 

تهكم آصف قائلًا: 
بس شيرويت كانت عاوزه ايه منك؟. 

رد آيسر: 
شوية برفانات ومساحيق تجميل بماركات فرنسيه... وجبتهم لها تجنبًا لزنها الكتير، قبل رحلة ڤينا كنت فى باريس وصديقه إشترتهم لها وطبعًا 
بتتصل عشانهم،هى مش بتتصل غير عشان مصلحتها.

ضحك آصف قائلًا بتأكيد:
مش قولتلك نسخه تانيه من شهيره وضيف عليها خباثة سيادة النائب.

غص قلب آيسر من عدم نُطق آصف  بإسم والدهم بلقب"بابا" كما كان فى الماضي قبل سنوات،حاول وئد هذا الجفاء بينهم لكن آصف مازال جريح ولم يلتئم جرح قلبهُ رغم مرور أكثر من خمس سنوات.

تبسم الإثنين حين سمعا قول شُكران التى دلفت الى الغرفه تبتسم لهما بحنان:
صباح الخير يا شباب،مش كفايه رياضة عالصبح ويلا صفوانه حضرت الفطور.

فك آصف تلك القفازات التى كانت حول يديه وضعهم جانبًا وإقترب من شُكران وإنجني يُقبل يدها قائلًا:
آوامر ست الكُل تتنفذ فورًا،بس معلومه أنا بس اللى كنت بتمرن إنما النحنوج ده كان واقف يقُر عليا.

تبسمت شُكران حين إنحنى آيسر يُقبل يدها الأخرى قائلًا بمزح: 
أنا رقيق ماليش فى العُنف زى آصف، مش شايفه فرق الأحجام. 

تبسمت له شُكران  وربتت على كتفه قائله: 
بلاش قر على أخوك، ويلا تعالوا نفطر سوا، وبعدين إنت راجع الفجر توقعت تكون نايم. 

تنهد آيسر  قائلًا: 
والله كنت فى احلاها نومه وبحلم بموزه رقيقه كده شبه الحجه شُكران تهتم بيا.

ضحكت له قائله:
إن شاء الله تقابل بنت قريب تخليك تتوب. 

ضحك آيسر قائلًا: 
عندي رحله آخر الاسبوع لـ ألمانيا، والبلد دى بالذات  ملهاش فى الرومانسيه خالص... هشوف بقية الجدول يمكن الرحله اللى بعدها تبقى شرم الشيخ ولا دهب، وهناك بقى الروسيات مقولكيش يا ماما حاجه كده آخر دلع، هبقى أخدك معايا تغيرى جو هناك الجو دفا عن هنا والرمله فيها شفا...ونسيب آصف هنا لوحده مع أجهزته الرياضيه والسيجار اللى شبه العسليه. 

تبسمت  شُكران  قائله: 
والله بدعي ربنا يتوب عليه من السيجار والسجاير،بس دول كيف عنده. 

تبسم آصف قائلًا: 
والله بحاول أقلع عنهم، وأهو خففت شويه. 

تنهدت شُكران  بآسف قائله بنُصح: 
لازم تمنعها نهائى مش تخفف حرقها، بترجع تتغوي تانى لكن لو قطعتها نهائى مش هترجع لها تانى. 

تبسم آصف قائلًا:
هحاول عشان خاطرك. 

تبسمت شُكران بأمل قائله: 
عشان صحتك يا حبيبى...يلا خلونا نفطر سوا.

شعرت شُكران بسعاده وهى تسير بالمنتصف بين آصف وآيسر،رغم أنه مازال صدع بقلبها بفُراق سامر،لكن لم تندم للحظه واحده أنها أختارت آصف وقفت جواره بأشد لحظات كان فيها تائه وجريح،رغم أن لديها يقين أنه مازال يآن قلبه بآلم لم يندمل دواؤه صعب الحصول عليه. 

بعد قليل 
صعد آصف الى تلك السياره الفخمه، نظر له السائق سألًا: 
هنروح المحكمه الأول يا باشا. 

رد آصف: 
لاء، هنروح المقر  الجديد، ميعاد الجلسه لسه عليه ساعتين ونص، عاوز أشوف أيه آخر تجهيزات المقر قبل ما نتنقل له من الليله ان شاء الله. 

تبسم له السائق، توقف بعد دقائق أمام مبني فخم ذو واجهه زجاجيه مكون من ثلاث  طوابق، ترجل آصف من السياره،أستقبله أحد العاملين بالمقر وأخذ تلك الحقيبه الخاصه به منه وسار لجواره وهو  يدلف الى داخل المبني يحصد إحترام وإعجاب العاملين بذلك المقر، بهذه المنطقه الراقيه،دلف الى غرفة كبيره  بها أثاث راقى بل وثير  يجمع اللونين الأبيض والرمادي جلس خلف المكتب فتح تلك الحقيبه التى وضعها العامل فوق المكتب،أخرج منها بعض الملفات كذالك حاسوبه الشخصي،قام بفتحه،نظر الى تلك الملفات المحوله له عبر الإيميل،كذالك بعض التعاملات البنكيه الخاصه ببعض موكليه،جلس حوالى ساعه ونصف يتابع العمل ثم نهض مُغادرًا المقر،ذاهبًا الى إحد المحاكم.

وصل بعد وقت الى وجهته،ترجل من السياره إقترب منه أحد مُساعديه قائلًا:
الجلسه إتأجلت نص ساعه يا باشا،بسبب القاضي إتأخر فى الوصول بسبب سوء الطقس. 

تهكم آصف قائلًا:
يوصل بالسلامه،ان شاء النهارده ننتهى من القضيه دى.

بعد قليل كانت مُرافعه من مُحامي مُحنك فى اللعب بأوراق القانون،تلاعب بأدله واهيه جعلها صادقه،بدل القضيه من قضية رشوة مؤكده من أحد  كبار رجال الاعمال الى موظف بالدوله الى قضية مُلفقه له من أجل تصفية حسابات قديمه،ليحصل بعد ذالك على قرارًا من المحكمه بإخلاء سبيل المتهم وحفظ القضيه...
قضيه ذاع صيتها إعلاميًا بسبب صيت رجل الأعمال الطاغي، الذى إرتفعت أسهمه بعد هذه البراءة المُدلسه.   
_ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن
قبل وقت قليل فتحت سهيله عينيها بعد أن شعرت بيد صغيره تُربت على وجهها بخفه، كذالك بعض القُبلات على وجهها، تبسمت وهى ترفع ذلك الصغير ذو العامين عن الارض وضمته لصدرها وعى مازالت مُسطحه فوق الفراش مُبتسمه وقامت بتقبيلهُ بمحبه قائله: 
صباح الخير حُسام.

حضنها الصغير وقبل وجنتيها بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله،، إعتدلت سهيله  جالسه على الفراش وجذبت الهاتف من فوق تلك الطاوله وتبسمت قائله:
ده خالو طاهر،هلل الصغير بيديه،تبسمت سهيله قائله:
خلينا نكلمه عشان تقول له على تيتا سحر اللى إنت هربان منها عشان متاكلش.

أومأ الصغير برأسه يود إخبار طاهر أن سخر تفصب عليه الطعام  دون إرادته، قامت سهيله بالرد ضاحكه: 
صباح الخير يا طاهر بتتصل قبل ما تنزل شغلك، خُد كلم حسام عاوز يشتكِ لك من ماما. 

ضحك طاهر قائلًا: 
هو هربان ولا أيه، وبعدين مش عارف والله  دماغ هويدا إزاى متحمله بُعد إبنها عنها معظم الوقت عند ماما. 

ردت  سهيله بتفسير: 
ناسى إن هويدا موظفه، وإبنها محتاج اللى يرعاه وحماتها متقدرش تهتم بيه، كمان كان عندها جرد أمبارح واكيد كانت هلكانه وسابته مع ماما تهتم بيه.

تهكم طاهر قائلًا:
والله بستغرب هويدا دى بقت أم إزاى،وهى مش متحمله مسؤولية إبنها.

تبسمت سهيله قائله:
أساسًا حسام متربى على إيد ماما من صغرهُ بحب ماما عن هويدا،وأهو بيسلى ماما، إنت عارف من يوم ما رحيم دخل كلية الشرطه وهو مش بنشوفه غير فى الاجازات وأنا بروح المستشفى وبعدها العيادة ومعظم الوقت بره البيت،حتى بابا من يوم ما طلع معاش بقى يقضي وقته هنا معاهم حسام بيسليهم . 

تنهد طاهر بآسف قائلًا:
والله حسام خساره فى هويدا،ربنا يهديها،قولى لى أخبار رحيم أيه لما بتصل عليه قليل لما بيرد عليا.

ضحكت سهيله قائله: 
رحيم من يوم ما دخل كلية الشرطة وهو مقضيها عقوبات فى الأجازات،بس الفتره دى مشارك بطولة كارتيه فى الكليه وبيقولى إدعيلى أكسب الحلوف اللى هلاعبه فى الماتش النهائي.

ضحك طاهر قائلًا:
ربنا معاه،أكيد بيتعاقب عشان شقاوته، كان مفكر إن كلية الشرطة سايبه،او هيفوتوا له زى بابا وماما،متأكد أنه يستاهل العقاب. 

ضحكت سهيله قائله: 
فعلًا يستاهل على رأى هويدا ده مش رحيم ده جحيم، بس سيبك من سيرة رحيم قولى هتنزل أجازة فى نفس ميعاد السنه اللى فاتت ولا أيه؟. 

رد طاهر: 
أيوا هنزل أجازة فى نفس ميعاد أجازتى السنويه يعنى بعد تلات شهور،مش عاوزه حاجه أجبيهالك من هنا من "الإمارات".
تبسمت سهيله قائله بمزح:
هاتلى معاه برج خليفه.

ضحك طاهر قائلًا:
عينيا هجيبلك ميداليه على شكل برج خليفه.

ضحكت سهيله قائله:
كتر خيرك،يلا بقى شقتك تقريبًا خلاص خلصت تشطبيات قول
لـ ماما تدور لك على عروسه، حظك خالك معندوش بنات...وكمان مكنش لك غير عمه واحده وإتوفت صغيره قبل ما تخلف، كانوا سهلوا عليك،ولا أقولك قول لتيتا آسميه تدور لك،هى تعرف كل بنات البلد.

غص قلب طاهر للحظه وتذكر بآخر  له أجازة قضاها بالبلده رأى يارا صدفه من بعيد إهتز قلبهُ وقتها،لكن ربما هذا أفضل أن يتجنب فرصه معدومه له معها بالنهايه هى إبنة المُتعالي "أسعد شُعيب"وقبل ذلك شقيقة"آصف"الذى دمر قلب شقيقتهُ بلحظة كِبر وغرور وإنتقام،لولا إصرارها  ما كانت إستطاعت تحدي ضعفها وعاودت لحياتها ولم تستسلم لهزيمة قلبها،لا يود أن يخوض تجربه نهايتها الفشل مؤكد...والسبب ليس فقط فرق الطبقات  الإجتماعيه،بل الإستسلام لرأي القدر الذى فرقهما من البدايه.   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بـ ڤيلا شهيره 
إنتهى أسعد من هندمة ثيابه،ثم خرج من الغرفه تقابل مع شهيرة التى للتو عادت،تبسمت له بإعجاب قائله:
إنت خارج؟.

رد ببساطه:
أيوه معزوم عالعشا مع صديق ليا.

حاوطت شهيره يديها حول عُنقه بدلال قائله:
هتتأخر.

وضع أسعد يديه حول خصر شهيره قائلًا:
مش عارف حسب الوقت،ده عشا عمل.

بدلال زمت شهيرة شفتيها قائله:
حاول متتأخرش عشان أنا هستناك.

تبسم لها قائلًا:
هحاول ممكن بقى أمشىي عشان متأخرش.

تبسمت له بدلال وقبلته قُبله خاطفه  ثم سحبت يديها من حول عُنقه قائله:
هستناك يا حبيبى. 

أومأ أسعد ببسمه وهو يغادر من أمامها تتبعته بعينيها الى أن غادر الڤيلا، زفرت نفسها تشعر براحه ظنًا أنها  سيطرت على أسعد بعد تخلي شُكران عنه وإختيارها جانب آصف، رغم أنها على يقين أن أسعد مازال  مُهتمً بمعرفة أحوال آصف، لكن جفاء آصف فى مصلحتها. 

بينما صعد أسعد الى سيارته الخاصه، صدح رنين هاتفه، أخرجه وتبسم وقام بالرد: 
تمام، لاء أقل من نص ساعه هكون فى المطعم. 

أنهى أسعد المكالمه لكن لفت نظره ذلك الإشعار الذى آتى لهاتفه من أحد المواقع الإليكترونيه الإخباريه، فتح الإشعار يقرأ الخبر، شعر بإنشراح وهو يقرأ هذا  الخبر الذى يمدح بذكاء ذلك المحامي الشاب وكيفية مرافعته التى بدلت القضيه وكسبها موكله... 
تبسم يشعر بزهو، آصف أخلف توقعه وتحداه وفاز بالتحدي أصبح من أشهر وصفوة المحامين  بالبلد إسمه يتصدر أشهر وأمهر المحامين 
غص قلبه وهو يتذكر ذلك اليوم الذى توقف فيه أمام آصف 
[بالعوده للزمن قبل خمس أعوام] 
أغلق أسعد الهاتف مُتعصبًا بعد أن وصل له خبر تقديم  آصف لإستقالته من القضاء، نهض من خلف مكتبه، وخرج يسأل إحد الخادمات عن مكان آصف، أخبرته أنه بالغرفه الرياضيه، ذهب لها يشعر بغضب ساحق، دلف الى تلك الغرفه رأى آصف يتمرن على إحد الآلات، بغضب
أوقف تلك الآله بإستهجان
وإندفع بالحديث سألًا: 
الكلام اللى وصلني ده صحيح. 

رغم أنه لديه يقين أنه وصل له خبر إستقالته  من القضاء،لكن أجابه ببرود: 
أى كلام، إنت بيوصلك كلام كتير.

تنرفز اسعد قائلًا: 
إنت قدمت إستقالتك من القضاء. 

بنفس البرود أجابه بإيجاز:
أيوه. 

غضب أسعد قائلًا:
وإزاي تعمل كده،أكيد عقلك إتجننت خلاص.

نظر له آصف قائلًا:
أعتقد إستقالتي من القضاء مضركش فى حاجه.

نظر له أسعد بغضب قائلًا:
إنت بتتكلم ببرود كآنك معملتش حاجه غلط عالعموم إحنا لسه فيها،إسحب الإستقاله اللى قدمتها فورًا.

رد آصف بعناد:
لاء مش هسحب الإستقاله،دى حاجه خاصه بيا،وأنا مبقتش عاوز أبقى قاضى فى المحكمه،زهقت من التنقُلات الكتير كل سنه فى محكمه بمكان مختلف.

إستهزأ أسعد قائلًا:
ولما تستقيل من القضاء هتستقر فى مكان واحد،وهتستقر مع مين،مش معقول حتة بِت ملهاش قيمه تخليك تتخلى عن منصبك،ومستقبلك بالقضاء.

فهم آصف فحوي حديث أسعد ورد بهدوء:
خلاص الموضوع إنتهى أنا قدمت الإستقاله ومش هتراجع فيها.

جذب أسعد عضد آصف بإستهجان قائلًا بحِده وأمر:
لاء،هتتراجع وهتسحب الإستقاله،وترجع لمنصبك كـ قاضى،كمان تنسى البت اللى سحبت عقلك،هو مفيش غيرها فى الكون المفروض كانت تحمد ربنا إنك قبلت ترتبط بيها،ده كان شرف كبير ليها،إنها تبقى زوجة آصف أسعد شعيب،بدل ما كانت تتنمرد وتطلب الطلاق،بس هقول أيه يحُق لها تتنمرد وهى شيفاك زى الدلدول ليها،طبعًا بتضغط عليك عشان تلهث وراها،أيه يعني جوازه وفشلت،إنت الراجل مش هى، فى الف بنت تتمنى بس إشارة منك... واللى مش عاجبها تغور وغيرها تتمناك.

نظر آصف له بغضب قائلًا:
أنا مش زيك يا أسعد باشل ببدل فى النسوان،وقلبي يسع إتنين،ومفكر نفسك قادر ترضى الإتنين وإنت ظالم الإتنين،كل واحده راضيه تعيش معاك لهدف فى دماغها،إن كان أمى رضيت عشان خاطرنا،والليدي شهيرة طبعًا معندهاش مانع طالما بتوصل للى هى عاوزاه منك  مش أكتر من بنك ممول لطموحاتها، إنت شخص خالى المشاعر، عايش لهواه وجاهه قدام الناس إنه مُقتدر على جوازه من إتنين بغض النظر عن مشاعر الإتنين دول أيه فكرت فى قلب واحده منهم وهى بتفكر فيك فى حضن التانيه،وهى محتاجه لحضنك يطمنها. 

بنفس اللحظه دلفت شُكران الى الغرفه، وسمعت حديث آصف مع أسعد، تذكرت تلك الليله الذى أخبرها انه سيتزوج بأخرى، كان بالصدفه آصف بأجازته الاسبوعيه من مدرسته العسكريه كان بعمُر الثانيه  عشر وقتها سمع إخبار أسعد لها بزواجه بآخرى فكر عقلها وقتها لو رفضت ربما يتجبر عليها ويسلب منها أبنائها، واقفت مُرغمه بعدها بكت بدموع تسفك قلبها التى بدلت  مشاعرهُ من زوجه الى أم فقط لأبنائها من أجلهم تحملت أن تشعر بهذا النُقصان، أنها زوجه ثانيه وأصبح هنالك أخري ثالثه، وعليها أن ترضخ لذالك طواعيه منها، تحملت كثيرًا كان هدفها أبنائها فقط لم تُفكر فى كرامتها المذبوحه على يد زوج يظن أن الزواج فقط قُدره ماليه وجسديه، نسى "الود والرحمه" ومعهم التفاهم والتآلف وجبر الخاطر.. 
إنسكبت الدموع من عينيها وهى تسمع رد أسعد الجاحد الذى لم يكبت غضبه وكاد يصفع آصف لولا يدها هى التى منعته،نظر له بسُحق،وأخفض يدهُ جواره قائلًا بتعسُف: 
حته بِت مجرمه متسواش قدرت تهزمك، ليه مفكرتش إنها كدابه، مره تقول إن اخوك حاول يعتدي عليها والمره التانيه تضحك على عقلك بكلام فارغ وتوصم أخوك، وفى الآخر تروح تطلقها بكل سهوله.

تعصب آصف قائلًا: 
بلاش تحشُر سهيله فى الموضوع  مش سهيله هى السبب، كفايه أنا غلطت فى حقها أذيتها وصلت للموت بسببِ،مصلحتها أيه تكذب،متأكد إنك كنت عارف بحقيقة سامر المُخزيه.  

أكدت شكران ذالك: 
سهيله مش كدابه يا أسعد، أنا سمعت  هذيانها وهى بين الحيا والموت، قالت  الحقيقه اللى صدمتني، مفيش حد قريب من الموت هيهذي بكدب وإفترا، كفايه يا أسعد. 

نظر أسعد لـ شُكران  بذهول مُستهزءًا: 
إنتِ كمان بتسانديه، بدل ما ترجعي  له عقله وتقولى له فين مصلحته. 

ردت شُكران: 
آصف مش صغير وغلط وهو حُر فى إختيار  طريقة حياتهُ. 

تهكم أسعد قائلًا: 
إنتِ مع مصلحته  ولا ضدها. 

ردت شكران: 
هو أكتر شخص أدرى بمصلحته، وآيًا كان قراره هو اللى هيتحمل عواقبه. 

غضب أسعد ونظر الى آصف قائلًا: 
ولما هتسيب القضاء هتشتغل أيه، هتروح تدرب تحت إيد محامى كان بينتظر حُكمك على قضيه هو بيترافع فيها قدامك، أنا مش هساعدك 
إنت من غير إسم أسعد شُعيب ولا حاجه  ، مجرد شخص عادي.

غضب آصف قائلًابتحدي: 
أنا مش محتاج لـ إسم أسعد شُعيب، أنا أقدر أصنع إسم "آصف شُعيب" وأبقى أقوي كمان.

تهكم أسعد ونظر الى شُكران بغيظ ثم لـ آصف قائلًا بتهديد:
وأنا لو إنت مرجعتش لعقلك وسحبت الإستقاله وفوقت من وهم البِت الحقيرة دى هتبرأ منك وأى حد هيسألني عنك هقول معرفكش،وكمان تطلع من سرايتي وأى مكان أنا أمتلكهُ ممنوع تدخله.

صدمه لقلب شُكران،بينما رد آصف كان حاسمً:
سهيله مش حقيره،أنا اللى كنت حقير،وإنك تتبرأ مني شئ مش هيآثر عليا...وأنا ماليش عندك حاجه تهمني غير ماما.

أمسك أسعد يد شُكران،وكاد يجذبها عليه،لكن شُكران سحبت يدها من يده وتوجهت نحو آصف.

ذُهل عقل أسعد وثار بغضب قائلًا بغرور:
إنتِ مراتي وأمرى  عليكِ نافذ... 

قطع حديثه حين وضعت شُكران يدها فوق كتف  آصف، إزدادت عصبيه وقال بتخيير: 
معنى كده إنك إختارتِ آصف. 

أومأت شُكران برأسها  ببسمه دامعة العين وهى تنظر الى آصف،بينما  أسعد  يتهور قائلًا بإستكبار: 
لو إختارتِ آصف تحرمِ عليا.

لم تُبالى شُكران وضمت آصف،ثم نظرت صامته لـ أسعد وهى تضع يدها بيد آصف غير نادمه،ثم سارت معه،وتركت أسعد لغصبه السخيف ماذا ظن،
من يضع أُمً بالإختيار 
بين ولدها وأى أحد مهما كانت مكانته الإختيار بلا تفكير ولا ندم سيكون لـ ولدها وبالأخص إذا كانت تعلم أنه يحتاج الى دعمها وهى على يقين أنه   
"مُمزق الوجدان". 

[عوده] 
عاد أسعد من تلك الذكرى التى زرعت الجفاء بينه وبين آصف، رغم أنه لم يُطلق شُكران  لكن مازال يشعر بالغضب من إختيارها آصف ومساندته وقتها، لكن رغم ذالك يشعر بفرحه وإنشراح فى قلبه من نجاح آصف الملحوظ،فى تلك القضيه التى كانت مثار الإعلام وكان الجميع ينتظر بترقُب يتوقع تأجيل القضيه،
شعر بغبطه آصف  بخمس سنوات فقط أصبح من عتاولة القانون بل وأشهرهم. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة هويدا
نحت دثار الفراش وتمددت عليه بجسدها تشعر براحه قائله: 
حاسه إن جسمي مُرهق، الجرد بتاع النهارده كان كبير أوي. 

نظر لها عادل سائلًا: 
هو مش المفروض كنتِ روحتى جيبتِ" حسام"من عند باباكِ كفايه إنه بيفضل عندهم طول اليوم. 

تنهدت بتعب قائله بعدم مبالاة: 
حسام عنده سنتين يعنى إتفطم خلاص، وأنا  حاسه بإرهاق وهو مع ماما هتهتم بيه، مع إن المفروض اللى كانت تهتم بيه هى الست والدتك، بس طبعًا هى بتدعى المرض وإنها متقدرش تهتم بطفل عنده سنتين، وأهو ماما قامت بمهمتها. 

رد عادل: 
ماما فعلًا مريضه مش بتدعى. 

تهكمت هويدا قائله بحُنق: 
قصدك بتدعى المرض عشان تصرف عليها أكتر من نص مرتبك،والنص التانى بيتصرف عالبيت بالعافيه وأنا اللى قايمه بمصاريف حسام،كانت غلطه لما خلفت...قبل ما أضمن إننا قادرين على مصاريف طفل صغير.

نظر لها عادل بآسف قائلًا:
على فكره فى صديق ليا كلمنى وقالى إن فى فرصه أشتغل فى بنك إستثماري هو بيشتغل فيه من فتره وقالى إن المرتب كويس ،بس البنك مالوش فروع كتير فى المحافظات،القاهره وإسكندريه بس.

تهكمت هويدا قائله:
وفيها أيه يعنى،طالما المرتب يستحق،هو الخروج من  كفر الشيخ  هيخرجك من الجنه،وبصراحه أنا زهقت،والشقه بقت ضيقه علينا،انا أساسًا بسيب حسام عند ماما عشان مالوش مكان هنا.

إستغرب عادل سألًا:
قصدك ايه بمالوش مكان هنا.

ردت هويدا بإستقلال:
الشقه أوضتين وصاله،حسام هينام معانا فى الأوضه.

إستغرب عادل قائلًا:
حسام طفل مكملش سنتين، وأنا خلاص هقدم على أجازة ست شهور بدون مرتب وأجرب الشُغل فى البنك الإستثماري،أهو أمسك العصايه من النص.

زمت هويدا شفتيها بسخريه وتهكمت بحنق قائله:
تمام،وإبقى إسأل صاحبك ده إن كان يشوف ليا انا كمان فرصه،أهو أتنفس بعيد عن هنا قربت أتختق ودلوقتى إطفى النور مصدعه وعاوزه أنام.

قالت هويدا هذا وجذبت الدثار عليها،بينما أطفأ عادل الضوء وتستطح جوارها على الفراش يزفر نفسه يشعر بندم أنه إختار خطأ من البدايه حين سار خلف الطمع.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ أحد مطاعم القاهرة الفاخره المُطله على النيل. 
كان هنالك إحتفالًا إحتفاءً ببراءة رجل الاعمال من تلك التهمه، كان ضيف الشرف هو المحامى المُحنك الذى بدل مجرى القضيه...
تأخر عمدًا فى الوصول الى المطعم،بداخله لم يكُن يود المجئ من الأساس،لكن فقط عشر دقائق مجامله لن تضر به...
دلف بهيبته الطاغيه، يسير  بغرور ملكً ، نهض الجميع  وقفوا إستقبالًا له بحفاوة ومديح بمهارته 
كان يبتسم لهم بمجامله فقط، بداخله يبخس تلك المظاهر التافهه والأفاقه، لكن المديح بنجاحه هو كل ما يهمه، فجأة خفتت تلك البسمه حين سمع ذلك الصوت الذى يعلم هاويته جيدًا، كذالك نهوض من معه وقاموا بالترحيب بوجوده بينهم، وقال أحدهم: 
نورت يا أسعد باشا، أكيد إنت فرحان النهارده، أنا بعد كده مش هقول له غير يا "ملك"،بصراحه قلب الموازين وكسب القضيه من أول جلسه،طبعًا الذكاء وراثه. 

تبسم آصف بتهكم صامتً، يعلم أن كل يقوله هذا الآفاق مجرد نِفاق لا أكثر، لكن شعر بضيق من يد أسعد الذى  ربت على كتفه ينظر له ببسمة زهو وإفتخار، لكن  العيون تحكي حديث آخر لكل منهم
آصف إستهزاء من ذلك الزهو الذى يراه بعين أسعد، بينما أسعد يشعر بإنشراح بعد خمس سنوات جفاء هاهم يجلسان خلف طاوله واحده، حتى إن كان آصف مُجبرًا من أجل المجاملة  فقط، حديث رتيب ساد بينهم، بين مديح بذكاء  آصف كذالك بعض المواضيع الأخري، شعر آصف بالملل، نظر الى ساعة يدهُ ونهض واقفًا، تعجب الآخر سألًا: 
وقفت له يا "ملك" السهره لسه هتحلو. 

رد آصف:
للآسف مش هقدر أكمل السهره عندى قضيه مهمه بكره ولازم أبقى مركز. 

نهض الآخر قائلًا: 
تمام أن شاء الله فى   سهره  آخر الأسبوع عندي فى الڤيلا، تفضي نفسك السهره دى على شرف حضورك. 

أومأ آصف  ببسمه دبلوماسيه،لم يهتم لنظرات أسعد له غادر يشعر بضجر. 

صعد الى سيارته يقودها، رغم برودة الطقس لكن فتح شباك السياره يترك تلك النسمه البارده تتسرب الى قلبه علها تُطفى ذلك الضجر الذى يزيد من حرارة جسده. 

بعد وقت توقف أمام تلك البِنايه الفخمه ترجل من السياره ودلف  الى شقته،خلع ذلك المعطف وضعه على يده وتوجه مباشرةً الى غرفة المكتب الخاصه به، وضع المعطف على مسند 
  المقعد الذى جلس عليه خلف المكتب،يسند رأسه على مسند الرأس يشعر بإرهاق، لكن سمع صوت إشعارات برسائل وصلت الى هاتفه، إعتدل بجلسته وأخرج الهاتف من جيب معطفه، قام بفتح تلك الرسائل، خفق قلبه حين رأى تلك الصوره،بتلقائيه تحركت أنامله على ملامح صاحبة الصوره التى تبتسم،تنهد ببسمه بسمتها لم تتغير رغم مرور السنوات،لم تغيب لحظه عن خاطرهُ،لكن إنطفأت بسمته حيت فتح الرساله الأخرى ورأى سهيله تضحك وهى تسير مع شخص يعلم هاويته جيدًا،إنه ذلك الطبيب النفسي أحد المُشرفين  على رسالة الماجستير والدكتوراه التى حصلت عليهم،سُرعان ما فتح رسالة أخرى كانت فيديو مصور لها وهى تسير برفقة هذا الطبيب بأحد أروقة مشفى،يبدوا بينهم إنسجام،شعر بغضب وغِيره،تنهد بضيق،ولم يُكمل باقى الرسائل،ترك الهاتف فوق المكتب وعاود إسناد رأسه على المقعد،يزفر نفسه بحسرة قلب أغمض عينيه لحظات رافقت صورتها خياله،حتى أنه تخيلها أمامه تقول له بعتاب:   
مبسوط يا أصف ده العدل اللى أقسمت أنك تحققهُ. 

أخفض وجهه يشعر بخزي. 

نظرت له سهيله بآسف قائله: 
يا خساره يا آصف توهت عن الحقيقه، نصرت الظالم عالمظلوم. 

إستدارت سهيله وأعطت له ظهرها،وكادت أن تسير لكن تسرع وأمسك عضدها يحذبها إليه ضمها قائلًا: 
سهيله كفايه بُعد عني. 

نظرت له سهيله وقالت: 
إنت اللى أختارت طريق تانى يا آصف وأنا طريقي فى إتجاه  تانى. 

ضمها آصف وأغمض عينيه يحاول أن يتنفس، لكن فجأة شعر بخواء بين يديه، فتح عينيه لم يرا سهيله كان يضم جسده  بيديه وسهيله كانت سراب، حتى ذلك السراب إنتهى حين فتح عينيه بالحقيقة ونظر الى بسمة شُكران التى سمعت همس آصف بإسم سهيله غص قلبها بقوه لكن تبسمت له قائله: 
آصف أيه اللى نيمك هنا عالكرسى فى المكتب. 

إعتدل آصف على المقعد قائلًا: 
أنا مكنتش نايم، بس يمكن عيني غفلت شويه. 

نظرت له شُكران  برفق وهى تمسك يده تسحبه للنهوض معها قائله: 
أكيد غفلت بسبب الإرهاق فى الشغل طول اليوم، إفصل شويه وقوم إطلع أوضتك خدلك دُش وبعدها هتحس براحه وتنام بهدوء.  

وافقها آصف ونهض معها يتوجه نحو غرفتها أولًا نظرت له تشعر بآسف على حالهُ يحاول إلهاء نفسه وينغمس بالعمل لفترات طويله، ربما يستطيع أن ينسى آلم قلبه،لكن هذا ليس دواؤه،دواؤه يبدوا صعبً ومريرًا،  توجّه الى غرفته ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بإرهاق لكن ليس جسدى بل إرهاق فى قلبه الذى مازال يآن،
تذكر تلك الصور والفيديو، حسم قراره يكفى إنتظارًا، آن آوان الإقتراب لماذا تحمل وإنتظر طوال خمس سنوات، هل كان يظن أن تصفح سهيله عنه وتذهب إليه، هو وئد مشاعرها إتجاهه، يوم أن باحت بأنها كانت مُغرمه به أتبعت قولها أنها كرهته وأختارت الفُراق، لكن حتى وإن كانت تكرهه لن يستسلم يكفى إبتعادًا.   



تعليقات