
الفصل الثالث والعشرون 23
والرابع والعشرون 24
بقلم اميرة الشافعي
الفصل الثالث والعشرون
جلست كلا من أميمه ولولو مع مي في حديقة فيلتها
لقد ذهب شهاب إلي عمله وحضرتا إليها بعد أن علمتا منها ميعاد إنصرافه فقد طلبتها لولو بالأمس لتخبرها
انهن تنويان زيارتها فإقترحت مي أن تأتيا أثناء غياب زوجها حتي لا تشعر بالملل ويقضو وقتا جميلاسويا
قبل مجيئهن
أعدت مي أصناف لذيذه من الطعام والشراب وكذلك قطع الجاتو التي تعشقها لولو
كانت سعيده جدا بحضورهن اليها
قالت لولو وهي تأكل بشهيه
الله يامي الملوخيه بتاعتك تجنن
اميمه وهي تنكزها.... بالراحه يا لولو احنالسه الصبح حد ياكل ملوخيه الصبح
لولو وهي تمضغ الطعام.. .. طبعا إياكش أكون هبله وأستني لما أروح أكل من إيد أم خميس أكلها بيعمل لي إنتفاخ
ضحك الجميع علي نكات لولو
قالت أميمه لمي بحنان..... سبتي عندنا فراغ كبير يا مي
مي بسعاده.... حبيبتي بكره تتجوزو انتو كمان انتي بتقولي أحمد راجع
والست لولو جالها عريس
لولو مازحه وهي تترك الطعام.... إيدك عليه
أميمه..... بطلي تهريج يا لولو لما نعرف الموضوع
لولو..... مين يا مي ليكون الواد أسامه أنا قد أمه بس موافقه ونيجي نعيش معاكي هنا
مي بهدوء.... بطلي تهريج يا لولو أنا بتكلم جد
أنصتت لها لولو متسائله
فقالت مي مبتسمه... . جمال متقدم لك يعني هنبقي سلفات كده اميمه هتعيش هنا في القاهره وانتي تتجوزي جمال وافضل معاكم العمر كله
ضحكت أميمه من حديث مي
أما لولو فعبست وقالت بجديه
بصي يا مي هو ا كلامك دا جد ولا هزار
مي... والله بجد
لولو.... طيب بلغيه لو سمحتي إني رفضاه تماما ولو مشي ورايا تاني هكسر رجله ولو بصلي هخرم عينه
ضحكت أميمه وقالت.... ليه الشر دا يا لولو
مي بجديه.... يعني بجد بترفضيه يا هاله
لولو بإصرار..... أيوه طبعاً إيه يا مي أنا هاخد واحد هلاس علشان إيه
فلوسه وعيلته.... طز
المهم الشخص نفسه لأ جمال دا مينفعنيش نهائي....
مي... بس هوا طالب الحلال يا لولو أهو فكري شويه
لولو وهي تشير لعلبة الجاتو
بلا فكري بلا برنجان ناوليني حتت جاتو من الكبيره دي أبلع بيها
قالت أميمه وهي تفتح حقيبتها... اه بالحق جبت لك الكتب ال طلبتيها مني يا ميوشا
تناولتها مي شاكره وقالت.... متحرمش منك ابدا يا إيمي يا حبيبتي
قضوا وقتآ طويلامعآ ونظرت أميمه في ساعتها وقالت
يلا يا لولو زمان الباشمهندس جاي
ما أن أتمت الكلمه حتي وقفت سيارة شهاب أمام الباب ليرحب به سعد البواب
وفوجئت مي بأنه يصطحب معه عمه نور الدين وجمال....
بسرعه دخلت مي الي داخل الفيلا لترتدي حجابها قائله اميمه هلبس وجايه حالا ما تمشوش
أميمه بهدوء أقعدي بقي يا لولو لحد مامي تيحي ونستأذن
أطاعتها لولو وفعلت ما طلبت منها
السلام عليكم قالوها الثلاثه
ردت أميمه.... وعليكم السلام
شهاب بتساؤل.... أمال مي فين
أميمه جوا بتلبس حجابها وجايه
جذب جمال المقعد المجاور للولو وجلس عليه كان سعيدآ بتلك الصدفه
قال بهمس..... إزيك يا عضاضه
نهضت لولو وقالت بجديه يلا يا أميمه إتأخرنا
جاء ت مي وحيت عمها وجمال
وقالت لاميمه ولولو اللآتان كانتا علي وشك الانصراف
رايحين فين يا بنات
لولو.... معلهش يا مي إتأخرنا
سلامو عليكم
نظر جمال الي مي وهمس... قلتي لها
مي.... آه ورفضت
نهض جمال مسرعا وهو يشعر بالغضب الشديد ليستوقف لولو قائلآ
آنسه هاله
التفتت أميمه ولولو في آن واحد حيث كانتا علي وشك الخروج من البوابه
تجنبت أميمه قليلآ فقال جمال محدثآ هاله
ممكن اعرف بترفضيني ليه
لولو برسميه..... وممكن أعرف أقبلك ليه إيه مقوماتك..... شوية فلوس
أهلي والحمد لله مبسوطين جدآ أنا مش محتاجه فلوس وبيوت
أنا محتاجه إستقرار وعيله وانت متعرفش تعمل عيله ولو عملتهامتقدرش تحافظ عليها
عن اذنك..... يلا يا أميمه
تركته ينظر إلى الفراغ وذهنه شارد مع كل كلمه تحدثت بها.... ألهذه الدرجه تراه فاشلآ ليس له مقومات إلا ثرائه..... أيستحق كل هذا الإحتقار من تلك الفتاه الصغيره الذي ظن أنها ستجن من الفرحه والسعاده إذا تقدم لها شخص بمكانته مثل بقية الفتيات المتلهفات عليه لسيارته الفاخره وملابسه الأنيقه
أفاق من شروده حينما ناداه شهاب
في الطريق قالت أميمه للولو. .. كنتي قاسيه عليه أوي يا لولو
لولو بحزن داخلي...... خليه يفوق يا أميمه
قال شهاب لجمال..... إيه يا جمال واقف كده ليه تعالي أقعد معانا
جمال بضيق... لأ أنا مروح
شهاب متعجبآ..... يا بني مش قلت هتتغدي معانا
جمال عابسآ...... لأ ماليش نفس أنا ماشي
وقول لعمي لو عاوزني أسافر سويسرا أنا جاهز يلا سلام
شهاب بهدوء وحيره...... مع السلامة يا جمال
عاد ليجلس مع عمه وزوجته التي نهضت لتعد الطعام لزوجها وعمها
وبعد وقت قصير جلست معهما علي طاولة الطعام
وضعت مكرونه ولحم محمر وملوخيه وخبز
كان نور الدين يشعر بالسعاده لتلك الألفه والمحبه التي يراها في عيون كلآ منهما للآخر
قال.... الأكل لذيذ يا مي تسلم إيديكي
شهاب بمحبه..... خلاص يا عمي بقي تتغدي معانا كل يوم
رن هاتف محمول شهاب وكانت شهد
تدعوه هو ومي لعقد قرآ ن وزفاف ملك شقيقة زوجها شريف
شهاب متعجبآ..... كتب كتاب وفرح كده علي طو ل
شهد... أصلها هتسافر معاه الإمارات ولما يرجعو يبقي يجهز شقته قال علشان ميجبوش عفش وفرش ويقفلو عليه علي الفاضي.... وملك موافقه وفرحانه بيه ضحكت وقالت.... ماهي فقدت الأمل فيك يا شهاب
كذلك تحدثت مع مي وعمها لتدعوهم جميعا لذلك الإحتفال
نور الدين بجديه..... لازم نروح علشان خاطر شريف بس انا تعبان شويه يا شهاب
فخد مي وروحو واهو تتفسحولكم يومين
مي بإهتمام..... الف سلامة عليك يا عمي مالك
نور الدين بإبتسامه..... مجرد إرهاق يا مي
في ذلك الملهي بشارع الهرم
جلس نديم مستمتعآ يشاهد فقرة رقص تؤديها بوسي حيث كانت تتمايل وتأتي بحركات ماجنه تثير غرائز رواد الملهي الليلي وتسلب أذهانهم وبالتباعيه أموالهم الذين يلقونها عليها بسفه
ونديم ينظر إليها يشتهيها ويشتهي تلك الأموال التي تقذف عليها فتتمايل أكثر وأكثر بدلال
أنهت رقصتها وبدلت ما تسمي ببدلة الرقص الفاضحه لترتدي ثيابآ أخري لا تختلف عنها كثيرا الا في المسمي فقط
جلست علي منضدته وهي تمسك بيدها كأس من الخمر وبفمها علكه تقضمها بطريقه مستفزه
نديم.... حبيبتي يا بوسي إمتي بقي هننول الرضا
ضحكت ضحكتها الماجنه وقالت. . متتجوزني يا نديم وساعتها هتلهط الرضا كله
نديم بسخريه.... وترضاهالي يا بسبس
انا هجيلك البيت بالليل جهزي نفسك يا حلوه..
نظرت له بسخريه وقالت ... آدي ال بناخده منك يا ندامه
نديم بغيظ.... ندامه ايه الدلع ال زيك وشك ده
بوسي..... إخي عليك ندامه.... وحش. دا حتي لا يق عليك قوي
نديم... مقبوله منك يا بسبوسه. .
رن هاتف نديم وكان المتصل جمال
جمال بملل....إنت فين يا زفت الطين
نديم بسعاده. ... حبيبي يا جيمي أخيراً إ فتكرتني ... أنا هنا في كباريه السعاده
متجيلي
جمال بغيظ.... آجي لك فين إتهبلت انت حد يشوفني ولا يصورني في الخرابه دي وعيلة نور الدين تتفضح ع الجرايد
نديم يحاول إقناعه..... متعرضاش
أصاحبي هتيجي تنسي الهم وتروح
جمال. . . طيب يا نديم أنا جاي
بعد أن أغلق نديم هاتفه قال لبوسي فرصتك يا بوسي إبن الأكابر جايلك اهو ورينا الشطاره متخليش في جيبه مليم بس بالنص يا بيسو ال يا كل لو حده يزور
بوسي بدلال..... هاته بس ومليش بركه الا انت يا ندامه
بعد فتره ليست بالقليله حضر جمال
وجلس مع نديم علي طاوله واحده
يشاهد بعض الفقرات والرقصات وأقبلت عليه بوسي ترحب به وتشير لنديم أن ينصرف ويترك لها تلك الفريسه السائغه
ولكن جمال فجأه تذكر حديث لولو وإحتقارها له فهب واقفا وهو يشد الكرافت ليفكه قليلا
نديم... ايه قايم ليه
جمال بملل..... مخنوق يا نديم مش قادر أقعد هنا
نديم.... بوسي تزعل
جمال صارخآ..... تزعل ولا تولع انت مبتفهمش بقولك مخنوق
وخرج مسرعا ليستقل سيارته وينصرف وهو يشعر بالضيق والملل والإكتئاب
نديم يخاطب بوسي وهو ينصرف ليلحق بجمال...... وش أمك فقر
بوسي بغضب.... مافقر إلا أنت وصحابك
سار جمال بغير هدي إلي أن وجد نفسه عند بوابة فيلا عمه نور الدين
دخل من البوابه ومن ثم إلى الباب الداخلي ودلف إلي داخل الفيلا وهوفي حاله مزريه
وما ان خرج نور الدين من حجرته متعجبآ وقال......... جمال
حتى فوجئ بجمال الذي إرتمي علي صدر عمه وشهق بالبكاء المخنوق
نور الدين بحنان..... مالك يا جمال..... مالك يا حبيبي...... أول مره أشوفك بالحاله دي
جمال بضعف...... مخنوق يا عمي..... مخنوق
ربت نور الدين علي كتف جمال بحنان شديد وقال
إهدي يا بني ونادي علي الخادم ليحضر مشروب الليمون المهدئ إلي جمال
بالفعل هدأ جمال وجلس صامتآ
نور الدين..... إيه إل مضايقك يا جمال
جمال وهو ينظر إلي عمه بحيره... . مش عارف فجأه حسيت بخنقه ولقيت نفسي جاي على هنا
نور الدين...... انت كويس يا جمال وابن حلال يا بني بس إتجه لربنا شويه قوم يا حبيبي إطلع بات في أوضة شهاب النهارده
هز جمال رأسه موافقآ وهم أن يصعد لغرفة شهاب
فأضاف نور الدين بحنان...... أوضة شهاب
فيها حمام تتوضا..... وسجاده ومصحف في الدولاب لو إحتجتهم
حرك جمال رأسه موافقآ وأتم صعوده
في اليوم التالي في المطار
وقفت أميمه ترتعد من الإنفعال إنها تنتظر زوجها الذي عقد عليها وسافر ليحصل علي الدكتوراه ببعثة تفوق من الجامعه
ذلك الشاب المكافح الذي رفضه أبوها يوما لضيق يده وحالته الإقتصادية حيث أنه يعد من تلك الطبقه المكافحه ولكن أميمه صممت علي الإرتباط به وإزالة العواقب بينهما لأنها مقتنعه بشخصه
رآته.... نعم إنه أحمد بملامحه المريحه الطيبه ورشاقته المعهود فهو نحيف طويل مرح
صاح وهو يرمي حقيبته من كتفه
أميمه...... أميمه
أميمه صارخه ببكاء...... أحمد
جري عليها ليعانقها ويحتويها حيث إنطلقت عبراتها الصادقه بسخاء لتبلل نقابها
وحشتيني قالها أحمد بتأثر
أميمه ببكاء.... آخر مره تسبني وتسافر أنا ماليش إلا أنت يا أحمد
أحمد بمحبه صادقه.... خلاص يا حبيبتي هنبقي مع بعض علي طول
أنا هسافر إسكندرية أشوف ماما وإخواتي
و هرجع نأجر شقه وأعمل لك فرح صغنون كده وتبقي معايا علي طول
قضت أميمه وقتآ طويلآ مع أحمد حيث إصطحبها لتناول الطعام في إحدي المطاعم تحدثا كثيرا وكل منهما قص علي الآخر تفاصيل حياتيه مهمه
ولأول مره منذ فتره تشعر أميمه بتلك السعاده لقد عاد حبيبها مشتاقآإليها كما إشتاقت هي إليه
أهداها حقيبه كبيره خاصه بها أحضرها خصيصاً إليها
في دار المغتربات ليلآ
جلست أميمه تقص علي لولو بسعاده لقائهت المميز بأحمد
إنبهرت كلا منهم بالأزياء المميزه التي أحضرها لها لأحمد وكذلك أدوات التجميل من الماركات الغاليه المعروفه وبعض زجاجات العطور الفاخره
قالت لولو.... هوا انتي يعني بتحطي مكياج
أميمه بسعاده..... إن شاء الله لما أتجوز أحط كل حاجه يحبها أحمد
لولو بتساؤل.... بتحبيه أوي كده يا أميمه
أميمه.... وأنا ليه مين غيره يا لولو ال في ظروفي لازم تعرف قيمة الزوج والبيت والإحتواء
عقبالك يا لولو وتكتبي كتابك علي طول أنا وأحمد من أول ما إتخطبنا أصر نكتب الكتاب لما لقاني مبرفعش النقاب ادامه اتجنن وقال لبابا انا بحس انها بتعاملني زي الغريب ولا زم اكتب كتابي
لولو بمرح..... طب وبعد كتب الكتاب
أميمه.... بقيت أعامله زي الحبيب يا لمضه عقبالك
بس تصوري صعب عليا جمال قوي يا لولو
لولو بحده..... تصبحي على خير انا عاوزه انام
لكنها ظلت لفتره تفكر في كلام أميمه هل فعلا قست عليه........
بعد يومين سافر شهاب وزوجته إلي الأسكندريه
كان يريد أن يقيما في فندق ولكن لولو غضبت وقالت
تسيب شقة أختك الكبيره دي وتقعد في فندق
رحب به شريف وصمم علي بقائهما ايضا
أما لوجي فهي لاتترك مي أبدا وتتبعها أينما ذهبت
منحتهما شهد غرفه مريحه بسرير واحد كبير بمنتصف الغرفه ودولاب كبير أيضا
وأعدت لهما مأدبه فاخره من الظعام
كانت سعيده بشقيقها وزوجته التي تزورها للمره الأولي
وفي المساء شعرت مي بالإرهاق فإستئذنت من الجميع و دخلت لتنام
وتبعها شهاب ليعانقها ويغطا في سبات عميق
وفي اليوم الثاني ذهبا إلي منزل عائلة شريف للإحتفال بعقد القر ان وزفاف العروسين كانت ملك ترتدي فستان مكشوف بشكل مبالغ فيه
وتعجب شهاب أن يرضي زوجها أن ترتدي زوجته مثل ذلك ليتطلع اليها الرجال
وتعجبت مي من نظرات الكراهيه التي تبثها اليها ملك رغم انها تزوجت
وزال العجب عندما أخبرتها شهد أن مي كانت تحب شهاب وتتمني ان يتزوجها
ولكنه ابدا لم يشعر بها يوما
بعد عودتهم لبيتهم
شهاب يااااه البيت وحشني دول كأنهم سنتين مش يومين
مي مبتسمه..... والله معاك حق
شهاب وهووينظر اليها نظره ذات معني
طب يلا نطلع أوضتنا لوحشتني قوي
ضحكت مي بخجل وقالت..... فعلا أنا عاوزه انام جدا
شهاب وهو يجذبها اليه بحنان.... لأ انتي مقبوض عليكي يا قطه....
يا شهاب سبني قالتها مي بدلال
ليجذبها شهاب إليه أكثر وأكثر حتي تستسلم هي بسعاده.......
في الصباح. في الشركه جلس شهاب علي مكتبه ولكن ترامي إليه ضجيج
فخرج ليسأل بسنت
في إيه يا مدام بسنت
بسنت... دا باين في خناقه في مكتب جمال بيه
أسرع شهاب الخطا إلي مكتب إبن عمه
ليجده يصيح في أحدهم
يلا قلت لك آخر مره أشوف وشك تاني
نديم غاضبا..... بتطردني يا جمال بتطردني آصاحبي
جمال..... أيوه بطردك يلا بره هي حصلت تسرقني
شهاب وهو يقترب من جمال..... فيه إيه يا جمال مالك
جمال.... الحيوان ده سرق خمسين الف جنيه من دولابي في الفيلا
انا حاطتهم بايدي ملقتهمش ومحدش بيدخل عندي غيره يا شهاب
شهاب بغضب..... وانت ازاي تدخل الأشكال دي بيتك يا جمال
وأشار الي نديما قائلا بهدوء وحده
يلا بره قبل ما أجيب الأمن يرموك في الشارع وصاح في. أحد الموظفين
بلغ الأمن ممنوع يدخلو البني آدم ده تاني هنا
انصرف نديم وهو يصيح.... ماشي يا جمال آخرتها معاك كده آصاحبي
بعد إنصراف نديم قال شهاب لجمال ازاي دا حصل
جمال بضيق..... هوالزفت دا مافيش غيره
أنا حاطط الفلوس في الدولاب بإيدي
والصبح ملقتهمش
طلبته علشان يجي وأسأله قل أدبه
شهاب بتفهم... ما بلغتش عنه ليه
جمال.... مش ناقص فضايح كفايه واحده زي لولو كلمتني كأني صايع من الشارع
إبتسم شهاب وقال..... كل الحاله ال انت فيها دي بسبب لولو لأ دا الموضوع كبير
وقلد نديم قائلآ آصاحبي
فضحك جمال علي طريقة شهاب الذي ضحك بدوره...
#الفصل_٢٤
الفصل الرابع والعشرون
جذب رجال الأمن بشركة نور الدين نديم من تلابيبه ليقذفوه بالخارج كما أمرهم شهاب ونديم
إغتاظ نديم مما فعله معه شهاب بطرده
فصاح...
دلوقتي بيدافع عنه وهو خطف منه البت ال بيحبها
كان يقصدأن يكيد لجمال ولكن
ماأن أنهي جملته حتي تفاجئ بيد قويه تجذبه من بين رجال الأمن
ليتلقي صفعات متواليه من شهاب الذي لكمه في فمه فقد سمع جيدا ما قاله عن زوجته.... هذا المجرم يقحم زوجته في خلافه مع جمال أمام الشركة بأكملها
نديم يصرخ ..... آه
شهاب وهو يصر علي أسنانه من الغيظ ويلكمه بأقصي قوته
سيرة مراتي ماتجيش يا كلب علي لسانك
انت يا حرامي يا حيوان تتكلم عن مرات شهاب نور الدين ادام الناس
لم يتجرأ أيآ من الموظفين بالإقتراب بعد أن أشار لهم شهاب بيده ليبتعدو وظل شهاب يلكمه الي ان سقط بين يديه وسال الدم من أنفه وفمه
وجذبه جمال عنه قائلآ..... هتموته في إيدك يا شهاب وهو حيوان ميساتهلش
شهاب بغيظ.... يموت كلب وراح كله بسببك يا جمال وبسبب الاشكال المريضه ال دخلتهالنا الشركه
نظر إلي موظفيه وصاح
شلوه إرموه بره الشركه علي الله تدوسه عربيه ونرتاح منه.....
عاد شهاب الى مكتبه وهو في قمة غضبه
رأته بسنت قادم فقالت
لو سمحت يا شهاب بيه المستندات دي فيها غلطه
صاح شهاب..... مش فايق دلوقتي مش عاوز حد يدخل لي خالص
جلس علي مكتبه يمرر يده علي وجهه بعصبيه وضيق
في الأسفل بعد ان قذف الرجال نديم خارج الشركه
ظل يتأوه ولا يستطيع التحرك
وبصعوبه أخرج هاتفه من جيبه وقال
إلحقيني يا بوسي بموت انا عند شركة نور الدين
بوسي... ينيلك يا ندامه عملت ايه تاني علشان أقولك هيعرف إنك سرقت فلوسه تقولي لأ جمال طيب وهضحك عليه بكلمتين وضحكت ضحكتها المستفزه
اغلق الهاتف وقال بضعف يخاطبها .... اتفووو
عاد شهاب لبيته لتجري عليه مي بمرح قائله
فرح أميمه بعد بكره يا شهاب
شهاب بهدوء.... مي أنا تعبان وعاوز أنام
_مش هتتغدي
_لأ قلت لك تعبان وعاوز أنام
_مالك يا شهاب
_إنتي مابتفهميش قلت لك عاوز أنام
صمتت تماما وتجمدت العبرات في عينيها
فقال... أوف.... وجذبها ليحتضنها ويربت علي ظهرها بحنان وقال
معلهش يا حبيبتي مرهق شويه.... قبلها من جبهتها وقال.... حقك عليا
مي بتفهم..... لأ يا حبيبي مافيش حاجه أدخل نام وأنا مش هزعجك لحد ما ترتاح
هز رأسه موافقآ ودخل لينام ويأخذ قسط من الراحه
قام أحمد بإستجار شقه صغيره وجهزها بالآثاث الضروري
وفرحت بها أميمه أشد الفرح إنها شقه بسيطه ولكنها رقيقه
حجرة نوم بسيطه... وأنتريه مريح .... وركن به منضده صغيره يحيط بها اربعة مقاعد وبالطبع مطبخ صغير و مرحاض
ولكنها شعرت أنها تمتلك قصر آ
هذا هو الشعور بالرضا الذي يفتقده الكثيرون
لم يهتم محمد عبد الحميد نصار والد أميمه بجهاز إبنته ولا بفرحها
إنه يحمل مسئولية كومآ من إخواتها الإناث فالتتحمل هي مسئوليتها
ويكفي أنه رباها وعلمها لتحصل علي أعلي الشهادات
الله سبحانه وتعالى من عليها بذلك الزوج الطيب ليعوضها حرمانها من أمها صغيره وقسوة زوجة والدها بل وإهمال والدها نفسه
وكثيرا هم من يتخلون عن دورهم السامي ليتدنو إلي مرحلة اللامبالاة. ..
فلديه إبنه يفخر بها لو شاء
ويحنو عليها لو شاء
ويمنحها الأمان لو شاء
لكنه تنازل عن دوره كأب ورضي فقط أن يعيش زوجآ ذليلا لإمرآه لا تخشي الله
إستيقظ شهاب من نومه وقد شعر بغلاظته علي زوجته الحنونه
فقال
ميوش...... حبيبي
لتحضر اليه باسمه..... هكذا هي الزوجه الصالحه تترفع عن بعض المواقف وترضي من زوجها بقليل الإحسان
فما بال شهاب بكرمه وحنانه
قالت...... نعم يا حبيبي
شهاب....كنتي بتقولي أميمه هتتجوز دا خبر حلو
طيب كده لولو هتبقي لوحدها مسكينه
مي.... اه والله يا شهاب بس عموما هي خلاص هتخلص إمتحانتها وتروح لعيلتها
في الكويت
شهاب.... اممم تمام
طيب بما ان اميمه هتتجوز مش مفروض نحتفل
شهقت مي بعد أن فهمت ما يعنيه
وهمت بالهروب لكنه انقض عليها وجذبها اليه قائلا
تؤ تؤ تؤ انا زعلتك ولازم اصالحك
مي... مش زعلانه والله ما زعلانه
شهاب.... لأ انا شايف انك زعلانه وهتتصالحي
في اليوم التالي
حضر الجميع عرس أميمه المتواضع فهي منتقبه ولا تريد حفلات صاخبه
ارتدت فستانها الأبيص وطرحه كبيره بحجاب مزين بالورود البيضاء
وادنت النقاب علي وجهها الملائكي لتزف في هدوء وسط فرحة الجميع إلي زوجها أحمد
انصرف الجميع وبقت أميمه الخجوله بطبعها تجلس بترقب
رفع أحمد النقاب من فوق وجهها وقال مبهورا بجمالها وزينتها
القمر دي بتاعي
احمد.... قالتها اميمه بخجل فقال
طيب بما انك اكثر تدين إيه المفروض نعمله نبدأ بيه حياتنا
أميمه..... نتوضا ونصلي وتحط ايدك علي جبهتي وتدعي
أحمد بظرف..... طب وبعد كده
أميمه عابسه....
إنت قليل الادب يا أحمد
في المستشفي....
أخذ الطبيب يضمد جراح نديم
وهو يتأوه
وبعد أن إصطحبته بوسي لمنزلها
قالت. ... وانت بقي هتفضل متلقح كتير أنا مش فاضيه لك يا ندامه
نديم.... أقسم بالله لأخرب بيوتهم كلهم والله ما مهي معديه علي خير
بوسي.. يا نديم فوق.... دول عيلة نور الدين وانت ولا مؤ اخذه..... طلعت ولا نزلت صايع يفعصوك بجزمهم
اتلمي يابت.... دا انا لحمي مر قوي.... قلت لك هاكلك الشهد
بوسي.... والله خايفه لتأكلني السم يا نديم
نديم..... تعالي كده اقعدي لما اقولك هنعمل ايه......
في المنصوره
انكب أسامه علي كتبه لم يتبقي إلا ماده واحده وينهي الإمتحانات كان يزداد ضعفآ ومرضآ....... وإراده...... نعم كان كلما تألم تذكر فرحته يوم النتيجه وقد حقق هدفه
وابتسم حينما تخيل انه عائد بعد إجراء الجراحه... سليمآ معافي ليمارس حياته الطبيعيه بحيويه.... ونشاط
دخلت أمه تحمل له بعض الساندوتشات وعصير معلب
وقالت
خد يا قلب امك بل ريقك وكل زمانك جعت ثم فرغت حبات الدواء من أشرطتها وناولتها إياه داعيه له بالشفاء وصلاح الحال
أسامه بإبتسامه..... تفتكري يا ماما مي هتجيبلي موبايل نوعه إيه
الا ممكن مثلا.... مثلا تجيب أي فون . ..
ولا ايه.... دا ابيه شهاب شايل حتت تليفون ما شاء الله.... عارفه يا ندوره دا لو معايا
نادره..... هيييه
أسامة.... أروح بايعه وجايب عربيه
ضحكت نادره من أحلام صغيرها وقالت
طب ذاكر بقي علشان تيجي مي تبارك لك وتجيب العربيه يوه قصدي التليفون لخبطتني يا بني
في صباح اليوم التالي
استيقظت أميمه من النوم حينما قبلها أحمد وقال...
ايمي حبيبتي.... إصحي
أفاقت بنعاس وقالت بهدوئها المعتاد
صباح الخير يا أحمد
أحمد وهو يفرد زراعه قائلا
صباح الخير يا أميرتي الفطور جاهز
أميمه بسعاده.....إنت صحيت عملت لي فطار يا أحمد
جلست علي فراشها وجلس أحمد بجوارها وقال
لأ ما أنا إتعلمت بره إن الراجل بيساعد مراته
تنهدت أميمه وقالت
لا يا أحمد الناس فاهمه إن الرقه والحنان إختراع أوربي
وأصل الحنان والرقه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بيساعد زوجاته ويحسن عشرتهم
احمد..... صلي الله عليه وسلم
بصي يا اميمه انا مقدرش اوعدك بحياه سهله ورغده لان إمكانياتي حاليآ محدوده بس أقدر أوعدك إني أسعدك وأخليكي ملكه متوجه على عرش قلبي وانتي تستاهلي صبرتي واستنتيني ورضيتي بيه علي حالي
يلا يا حبيبتي قومي نفطر
تعجب حينما إنهمرت دموع أميمه بسخاء
فقال بحيره..... مالك يا أميمه
أميمه...بتأثر . .. دا من فرحتي يا أحمد إن ربنا عوضني بيك
أحمد.... ان شاءالله يا أميمه هنكبر سوا
ودلوقتي يلا نفطر بقي...........
إستأذنت مي من زوجها ان يرسل لها السائق لتوصيلها هي ولولو لتبارك لأميمه
حامله إليها الهدايا والحلوي.
فهي ولولو بمثابة عائلتها فوافق مرحبا
وفي المساء ذهبت هي ولولو التي اطلقت الزغاريد وأشاعت جو من البهجه والسعاده
في نفس أميمه وزوجها
أميمه بمحبه..... معلهش يا بنات شقتنا مش قد المقام
مي بحنان...... شقه سعيده ولا قصر حزين يا أميمه.. انتي في نعمه حبيبتي
عقبال لولو يا رب
مر وقت طويل ملئ بالمرح والسعاده وإستئأذنت مي من صديقتها للإنصراف
وودعتهن أميمه علي موعد بلقاء آخر......
أنهي أسامه أخر إمتحاناته وتدهور ت حالته الصحية جدا
وكان نور الدين قد رتب كل أمور سفره مثل المره الماضيه
فحضر وامه ليقضيا اليوم عند مي علي أن يسافرا بالغد كما فعلو سابقا
أرسل شهاب سياره لتحضر نادره وإبنها لقضاء اليوم معهم بالفيلا الي ان يسافر بالغد كما فعلو المره السابقه
في فيلا شهاب
مي بتوسل.. خليني أسافر معاه يا شهاب
شهاب.... لأ يا حبيبتي والدتك معاه زي المره ال فاتت وان شاء الله نروح كلنا نقابله في المطار وهوا راجع بالسلامه
وصلت السياره التي تقلهم إلي منزل إبنتهم
وصاحت مي..... ماما.... أسامه وارتمت في أحضانهم باكيه
ربتت نادره علي كتف مي وقالت ماتعيطيش يا حبيبتي ان شاءالله هيروح ويرجع بالسلامة
أسامه بهدوء..... ما تعيطيش يا مي بس لما ارجع ان شاء الله تقابليني ومعاكي الموبايل
مي بمحبه.....حاضر يا حبيبي
شهاب بتأثر. أجمد موبايل في الدنيا وكمان بعد ماتخلص هشغلك معايا في الشركه ان شاءالله
احتضنه أسامه وقال..... ربنا يخليك ليا يا آبيه
شعر شهاب بعاطفه قويه تجاه أسامه فهو فعلا يشفق عليه بجانب معرفته بمدي ارتباط زوجته بشقيقها ووالدتها
في الصباح ...... استقل الجميع سبارة شهاب لتوصيل أسامه إلي المطار
إنفطر قلب مي وهي تودع والدتها وشقيقها للمره الثانيه
أما أسامه فكان يبتسم إبتسامه هادئه
واحتضن مي وقال محذرا..... تستانيني وانا راجع ومعاكي احلي موبايل فيكي يا جمهورية مصر العالميه
ضحكت مي وربتت علي كتف أخيها بحنان
كذلك فعلت مع والدتها التي بكت بشده وهو تودع إبنتها.وزوجها......
في دار المغتربات
وقفت لولو تنظر من الشرفه وهي تشعر بالوحده والملل
رن هاتفها وكانت والدتها المتصله
فرحت لولو أشد الفرح حينما اخبرتها والدتها انهم سيقضون العطله الصيفية في القاهرة .