×

رواية سراج الثريا الفصل السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27

بقلم سعاد محمد سلامة


 بالصباح الباكر فتح سراج عينيه كما تعود يصحوا باكرًا 

نظر الى تلك النائمه جواره على الفراش بمسافة صغيره تُعطيه ظهرها العاري، تتهد مُتحير العقل، ثريا 


مازالت لُغز له رغم إقترابهم الفترة الأخيرة، وجود أكثر من علاقة بينهم، لكن أحيانًا رغم إنسجامها معه بتلك اللحظات يشعر ببعض التبلُد يتملك منها، وللغرابه لا يشعر أنه نفور منها، بل كآنها تخشي  أن تنجرف بفضيان يُجرفها ويُظهر قشرتها الهشة... 


تنهد حائر العقل فى نفسه هو الآخر، مشاعر يخوضها لأول مره فى حياته، لأول مره يختبر الصبر مع ثريا، ثريا "المُتمردة" "والعاصيه"


لم يكن بحياته شئ آخر غير الخدمة بالجيش ظن أن قلبه قطعة فولاذ لم يشتهي إمرأة سابقًا ، وظنها مجرد رغبات يستطيع كبتها بسهوله، لكن مُخطئ فأنفاس ثريا وهو يُقبلها مثل نسائم الحياة، إتخذ عقله قبب قلبه القرار وإقترب بجسده من ثريا، ضمها لصدرهُ يُقبل كتفها العاري متوغلًا بقُبلاته نحو عُنقها مُشتهيًا عبقها... 


بينما ثريا تغط بنوم عميق، ترا نفسها  كآنها بمكان مُظلم تسمع عواء الذئاب وزمجرة الثعالب، تشعر بفحيح أنفاس ثُعبان تقترب من وجهها بحرارة سامه، أغمضت عينيها لوهله وهي تبتعد عن تلك الانفاس الحاره، ثم فتحت عينيها، الثُعبان يقترب من وجهها عيناه الصغيره أصبحت تحتل وجهه بالكامل عينان تعرفهم جيدًا تُشعان برذاذ سام وهو يلتف حول عُنقها كآنه يخنقها ومازالت عيناه ترتكز بعينيها يستمتع وهو يراها تختنق،تحولت عيني الثعبان الى عينين تكرههما وهي تلفظ نفسها  بإنقطاع تهمس بإستحالة ما ترا 


"غيث"....


تشنج جسدها وهي تحارب بفتح عينيها... 


شعر سراج بتشنج جسد ثريا، إستغرب ذلك، كذالك لم يكُن نُطقها لإسم 


" غيث"


مجرد همس فلقد سمعه سراج بوضوح وشعر بالعضب، ظنًا أنها تحلم به هو من يتودد لها هكذا... سُرعان ما تردد لعقله قول سعديه له


"غيث ملمسش ثريا" 


إذن لماذا تهمس بإسمه وهي نائمه 


حِيرة عقل تجتاحه يود الإفصاح عن ما يجتاح قلبه لكن بسبب بلادتها وهمسها بإسم آخر يؤجل ذلك، لكن قُبلة على عُنق ثريا جعلتها تنتفض جالسه على الفراش تسنشق الهواء يظن عقلها الباطن أنه ذاك الغدار "غيث" 


فتحت عينها وإبتعدت بجسدها لمسافة تشهق. 


إندهش سراج رد فعلها ذلك، بالأخص حين إستدارت بوجهها تنظر له بملامحها الذي لا يعلم لها  تفسير، إن كانت متجهمه أو مُندهشه، بينما بالحقيقة كانت مرتعبة من ذاك الكابوس،ثواني عقلها يستوعب أن من جوارها هو سراج،لكن سؤال آخر برآسها الى متى ستظل ترا ذاك الكابوس بحياتها ألم ينتهي بعد مقتله 


والجواب عقلها هو يجعلها حبيسة أضغاث يحتلها  ذاك الغدار. 


وعقلها يزمها... متى ستتحررين من إستعمار ذاك الفيضان الغادر الذي جرف قلبك


وقلبها يشتهي التحرُر وقبول أنها بعد ذاك الفيضان  مازال قلبها خِصبًا 


"خِصبًا" 


ضحكة إستهزاء مؤلمة بروحها


ما بكِ مازال خِصبًا  يا ثريا 


لقد تصحر كل شئ بداخلك، أصبحتي جافة مثل الصحراء المُتحركة، رمال سهلة الإنطياع والتبعثُر من أقل نسمة هواء،رمال تسير لا تتحكم  بأي أي أرض ترسوا... 


هكذا هي،تشعر لا مكان ولا مرسي لها والأفضل أن تظل هكذا حتى لا تنخدع مرة أخري،وعليها فقط أن تتكيف مع المكان لا أكثر من ذلك.   


بينما رسم بسمة صافيه بشوشه عكس حيرة عقله قائلًا: 


صباح الخير. 


أومأت برأسها تجذب تلك القطعه من منامتها وإرتدتها تحكمها على جسدها وهي تنحي دثار الفراش عنها وتنهض من فوقه قائله بتهرُب: 


صباح النور، عندي قضية مهمة فى المحكمة فى أول رول، يادوب إجهز عشان الحق وقتي. 


-قضية إيه؟ 


هكذا سأل سراج وهو يشعر بضجر. 


نظرت له ثريا قائله بتفسير بسيط: 


قضيه مهمه، يادوب أستحمي عشان الوقت. 


لم تنتظر وذهبت الى الحمام، بينما سراج هو الآخر نهض من فوق الفراش يشعر بآسف من تبلُد ثريا، كآنها تبدلت لأخري عكس التى كانت معه ببداية ليلة أمس... كآنها تُلجم مشاعرها وقتما تشاء... لو فكر سيشعر بالغضب، وقف يقوم ببعض التمارين الرياضة  حتي عادت ثريا كانت ترتدي مئزر حمام قُطني ثقيل وطويل،بنفس الوقت توقف سراج عن ممارسة تلك التمرينات وتوجه ناحيتها عيناه لها بريق خاص يلمع وهي هكذا بخصلات شعرها النديه،كذالك ذاك المئزر رغم أنه مُحكم لكن يحد جسدها،هو ليس مهوس ولا شهواني،يُحركه شعور آخر  إقترب منها تفاجئت حين


وضع يديه يطوق خصرها قائلًا عن قصد ومغزى: 


ليه لما بقرب منك بحس إنك زى اللى متجوزتش قبل كده. 


رغم تفاجئها بما فعل، إرتبكت ولم تفهم مغزى حديثه وتسائلت بإستفهام: 


قصدك أيه، لاء إنت إتأكدت أن جوازي السابق كان كامل الأركان. 


رغم أنه يعلم أنها لم تكُن زوجه ل غيث بالمعني الكامل... لكن ضغط بقوه على خصرها للحظه شعر بالغِيره انها إقترنت بذاك الوغد  قبلهُ،بداخله يود مسح ذلك من رأسهُ  ونظر الى عينيها سائلًا بإستخبار:


وكُنتِ بتحبيه،اللى عرفته إنه كان بيحبك ؟.


مازال عدم الفهم يُسيطر عليها، لكن شعرت بغصه قويه... فـ عن أي مفهوم للحب يتحدث،إن ذاك هو مفهوم الحب لديه هو الآخر فلا تريدهُ  وقالت بلا إهتمام، أو بتلقائيه: 


آه كان بيحبني حُب الدبه اللى قتلت صاحبها. 


لم يفهم مغزى ردها وإقترب بأنفه يزفر نفسه على وجنتها، شعرت بنفسه أغمضت عينيها لا تعلم سببً لتلك الدموع التى تتجمع بعينيها ودت أن يبتعد عنها ويدعها تختفتي من أمامه ترثي حالها بعيدًا عن عينيه حتى لا يرى إنهزامها الدائم، لكن هو كان العكس  يعلم ما الذى أصبح يجذبه إليها من شدة الكُره الذى كان يشعر به إتجاهها هنالك شعور ينجرف نحوه لا يعلمه... سابقًا أخبره عقله الجواب أنها ليست سوا شهوة رجُل بإمرأة يود السيطره على عِصييانها ويحوله الى خضوع تام،


لكن ذلك ليس صحيحً...


بينما هى حاولت الفكاك من حصر يديه واقترابه منها بتلك الحميمية التى تُضعف مشاعرها التى مازالت مثل العذراء، حقًا ليست عذراء الجسد، لكن عذراء القلب.. حين حاولت الابتعاد عنه تمسك بخصرها وضغط عليه بقوه ورفع وجهه ينظر لها ،وهى مازالت تُغمض عينيها تصغط على شِفاها بقوه حتى تستطيع السيطره على تلك الدموع وتلك الذكريات المريره التى أفقدتها روحها 


حقًا مازالت على قيد الحياة لكن بلا روح،روحها إنتُهكت حين رفضت الخضوع لـ زوج قاتل،إنتُهكت بأبشع طريقه،تذكرت نزيفها الذى ظل لليله كامله وهو مُرحب بذلك لولا زيارة خالتها لكان تركها حتى تصفى آخر قطرات دمائها دون أن يشعر بعذاب ضمير،لو كان القرار لها لاختارت الموت ورحلت لكن القدر شاء لمن توعدها بالموت البطئ هو من قُتل سريعًا مثلما قَتل،لكن تركها موصومه بلقب أرمله أو بمعني أصح"عَزبه". 


برغبة منه تشوق لتلك الشِفاة التى تضمهم، بإراده منه إلتقم شِفاها بقُبله تزداد شغف للمزيد، لكن شعر بمذاق ملوحه بين شفتيه، ترك شِفاها  ومازال قريبًا من وجهها ينظر له بذهول قائلًا: 


إنتِ بتبكي!. 


عادت للخلف تنظر خطوه تُجفف دموعها قائله بصوت مُختنق: 


لاء، وهبكي ليه، كل الحكايه عندي حساسيه فى عيني بتسيل دموع. 


تهكم وهو يضع يديه أسفل عينيها يتلمس تلك الدموع قائلًا بعدم تصديق: 


متأكده أنها حساسية فى العين. 


إبتعدت عنه بغضب صامته تشعر بشتات وسقم بقلبها،لكن جذبها من ساعد يدها وألتصق بظهرها يدفس رأسه بين كتفها وعُنقها هامسًا لنفسه بإستخبار: 


فيكِ أيه بيجذبني ليكِ زى المغناطيس... ليه حاسس إنى بقيت مُشتاق لقُربك.


بينما هي تشعر بإرتباك وتبرجل عقلها كذالك ذاك الأسلوب الذي يتبعه سراج معها يجعلها تشعر بالضعف، لكن... 


لكن ماذا يا ثريا... سابقًا وقعتي بخدعة رِقة ومعسول كلام غيث وكان فيضان ساحق مازال تأثيرهُ يسكُن خيالك بأسوء الكوابيس... زفرت نفسها وأغمضت عينيها ثم فتحتهما بقرار وحاولت فك حصار يدي غيث قائله:. 


هتأخر على ميعاد الجلسه. 


كاد سراج أن يضمها أكثر لولا رنين هاتفه، هربت منه قائله: 


موبايلك بيرن.... تنفس سراج برويه وذهب يجذب هاتفه نظر له ثم نظر ل ثريا التى تجذب لها بعض الثياب، فكر بعدم الرد... لكن ثريا إنتبهت لعودة رنين الهاتف، نظرت نحو سراج: 


موبايلك بيرن ليه مش بترد. 


أجابها بهدوء: 


الشبكه هنا مش قويه هروح أرد من بلكونة الأوضه التانيه. 


أومأت برأسها، لكن فضول منها أو شعور الأنثي عدم رد سراج خلفه سبب، خرجت من الغرفة وقفت قريبه من تلك الشُرفه، كان نُطق 


سراج لـ "تالين" كافيًا، بأن تعود لطبيعتها الجافة يكفي  تهاونًا... مكانتك لدى سراج معروفه... عادت الى الغرفه  وأكملت تصفيف شعرها سريعًا وإرتدت ثيابها، بذاك الوقت عاد سراج ونظر لها قائلًا: 


جلسة آيه اللى عندك مهمه أوي كده ومستعجله تروحي للمحكمه. 


ردت بتلقائيه: 


قضية إثبات جواز. 


إستغرب سراج ذلك سائلًا: 


يعني إيه. 


كان جوابها بسيط: 


زواج قاصر. 


فهم سراج، ولم يهتم وهو يقترب منها  وكاد يضع يديه حول خصرها، لكن عادت للخلف قائله: 


لازم أمشى يادوب على ما أوصل للمحكمة. 


لم يهتم وبالفعل عاود وضع يديه يحاول ضمها لكن ضاقت ثريا من ذلك ونفضت يديه عنها قائله بزهق: 


هتأخر... كفايه تمثيل يا سراج.   


لم يفهم سراج لكن لاحظ عصبيتها فسألها: 


تمثيل إيه؟ 


أجابته بلا تردد: 


تمثيل الحِنيه والرومانسيه... إحنا الإتنين عارفين بعض كويس، يبقى مالوش لازمه الدور الجديد، خليك زي ما كنت واضح من البداية، بلاش الأسلوب الجديد ده، عشان مش لايق علي قصتنا، إحنا الإتنين  من البدايه مكشوفين قدام بعض. 


"مُحتالة" 


هل وصفها بهذا الوصف سابقًا 


كان مغفلًا... هى أنسب وصف لها 


"حمقاء" 


تظن أن ما يفعله تمثيلًا.... إذن لن يُبرر مشاعره، لتظن ما تشاء، تحكم بعقله شخصيته القديمة وتفوه بشدة: 


تمام يا ثريا... نوقف تمثيل ونرجع لشخصياتنا الحقيقيه. 


أومأت ثريا برأسها بموافقة تنهد سراج بجمود قائلًا: 


طبعًا عارفه إن كتب كتاب إسماعيل النهارده  بعد المغرب فى شقة والد عروسته، وإحتفال بسيط وطبعًا بصفتك زوجتي المصون هتحضري كتب الكتاب، بس طبعًا بحذرك يا ثريا ترقصي. شراء الكتب الأكثر مبيعًا على الإنترنت


ضحكت مُتهكمه تقول: 


لاء متخافش، مش هرقص، مش عشان تحذيرك لاء عشان لسه وجع الرصاصتين فى جسمي... أشوفك المسا. 


لم تنتظر ثريا وغادرت تركت سراج يزفر أنفاسه بضجر من تلك الحمقاء المُتبلدة.


ظهرًا


بالمركز الرياضي


دلفت إيمان قبل قليل.. تبسم لها الأشبال وهم يقتربون منها يرحبون بعودتها بعد أيام من غيابها... بنفس  الوقت كان  جسار بغرفة مدير المركز لمناقشة بعض الشئون الإداريه خاصه بأشبال المركز ومدى تطورهم الرياضي, كذالك مشاركتهم فى بعض البطولات الإقليمية، مدح المدير به قائلًا: 


رغم إنك هنا من فترة قصيرة بس مستوي أبطال المركز إرتفع ودخلنا فى بطولات إقليمية وفوزنا بمراكز متقدمة، وفى منهم وصل لتصفيات منتخب مصر، كل ده بفضلك وخبرتك.


مديح المدير له لو كان لشخص آخر لشعر بزهو لكن هو يعلم أنه ليس السبب الوحيد فى تقدُم مستوي الأشبال،هنالك من سبقته وربما لها التقدير الأكبر فهي من ساهمت بإنشاء ذاك الأشبال تفوه عن قصد:


الكابتن إيمان هي صاحبة الفضل الاكبر،أنا يادوب طورت حاجات بسيطه،لو مش تأسيس كابتن إيمان للأشبال،كان زماني يادوب لسه ببدأ معاهم بالتمهيد،لكن دول شبه محترفين.


واقفه المدير قائلًا:


طبعًا كابتن إيمان لها فضل كبير مش بس هى،كمان والدها الحاج عُمران العوامري،من أكبر المساهمين هنا فى المركز الرياضي،حتى مكنش عندنا هنا مكان لتدريب الكارتيه هو اللى جهزه مخصوص عشانها،بنت وحيدة على تلات شباب أكيد لها مكانه خاصه عنده،لو مكنش كده كان قِبل إزاي إنها تمارس رياضة عنيفه واضح إنها مُتأثره بأخواتها الشباب،لو واحده غيرها كانت تبقى مدلعه،لكن كابتن إيمان مُتمردة.


"مُتمردة"


حقًا هي كذالك وربما ذلك ما يجذب لها العيون،لا بل القلب...


لمعت عيناه ببسمة هو حقًا لا يُفضل الشخصيه المُدللة،تذكر إشتياقه لرؤية إيمان منذ عِدة أيام لا تأتي للتدريب،فكر أن يُهاتفها لكن بأي صفه...تنهد مُشتاقًا... كن سُرعان ما فاق ونهض قائلًا:


تمام كده،دلوقتي عندي تمرين لازم أطلع للـ الأشبال عشان كمان وقتهم فى منهم قرب مواعيد إمتحانتهم،ولازم يكون عندهم وقت للتركيز فى دراستهم،لازم جنب التفوق الرياضي يكون تفوق دراسي،الإتنين يكملوا بعض. 


أومأ له المدير موافقًا... غادر جسار صاعدًا الى قاعة التدريب، لكن سمع أصوات عاليه، كآنهم يقومون بالتمرين، بالفعل إبتسم حين وقع بصره على من تهتف لهم بالتشجيع، شعر بخفقات قويه، كآن ما كان يُفكر فيه حقيقة، إقترب من مكانهم، لم تُبدي أي ردة فعل وإستمرت بالهتاف والتدريب، لكن كان بعقلها أو قلبها شعور آخر غير معلوم لها، لكن تذكرت قبل يومين وذاك الطفل الذي ناد عليه"بابا"


مازال بداخلها فضول لمعرفة بعض المعلومات عن جسار، لا تعلم لما يتملكها ذاك الفضول هي بطبيعتها عكس ذلك، أكملت تدريب الأشبال الى أن شعرت بإرهاقهم، فتوقفت قائله: 


عشر دقايق راحه وهنرجع نكمل من تاني. 


ذهبت الى آريكه بمكان جانبي بالقاعه، جلست تستريح، إقترب جسار منها وجلس جوارها لحظات صمت فقط إختلاس النظر لبعضهم، الى أن صدح رنين هاتف جسار... تبسم وهو ينظر الى الشاشه، لوهله إختلست إيمان نظره الى الهاتف دون قصد، قرأت الإسم بوضوح


"أمينه" 


بينما جسار نهض وإبتعد قام بالرد، لم يمُر سوا لحظات ودخل الى القاعه ذاك الطفل ومعه الأخري، عاد نفس المنظر 


الطفل يهرول ناحية جسار بمرح، وجسار يضمه بقبول وحنان، وفضول يشتعل بعقل إيمان، لكن لم تهتم، او هكذا أظهرت... بينما أمينه تبسمت لـ جسار قائله: 


قال لازم يشوفك وأنت بتدرب الأشبال، مفكر أن أطفال الصعيد مختلفين عن أطفال القاهرة. 


إبتسم لها جسار  بترحيب وهو يضم الصغير، بينما لاحظت أمينة نظرة إيمان نحوهم فتبسمت لها بإيماءة رأس، أومأت لها إيمان ونهضت نحو الأشبال لكن قبل أن يبدأ التدريب مره أخري، صدح رنين هاتفها، توجهت نحوه ونظرت الى الشاشه، سُرعان ما زفرت نفسها قائله بهمس مسموع: 


دي ماما، إزاي نسيت أكيد هتفكرني بميعاد كتب الكتاب... قامت بالرد عليها الى أن قالت لها: 


تمام يا ماما ساعه ونص بالكثير هكون فى الدار،إنتِ عارفه إنى  مش باخد وقت على ما أجهز، متقلقيش. 


كانت أمينه قريبه من إيمان، وسمعت همسها كذالك جزء من حديث إيمان مع والدتها، دون قصد... 


بينما عادت إيمان الى تدريب الأشبال  بمشاركة جسار وأمينه وصغيرها يجلسان يشاهدان ذلك، بعد وقت توقفت إيمان تلهث، ثم قالت:. 


أنا كفايه كده النهارده، أنا مُرتبطة بميعاد مهم، ولازم أمشي، الكابتن جسار هيكمل معاكم. 


بالفعل دقيقه وغادرت إيمان، بينما جسار  أكمل بقية التمرين الى أن إنتهي، تبسم للأشبال، ثم ذهب يلتقف ذلك الذى جري نحوه مُهللًا، وقف جوار أمينه التى تبسمت له قائله  بإعجاب ثم سؤال: 


بصراحه مكنتش مصدقاك لما كنت بتقولى إن الصعيد إتغير، فعلًا وبنت بتقوم بتدريب الكارتيه... كمان جميلة، وسمعتها وهي بتتكلم عالموبايل، باين كتب كتابها النهاردة. 


نظر جسار لـ أمينه يشعر بخفقات زائدة قائلًا بتفاجؤ: 


سمعتي إيه!؟. 


لاحظت أمينة  نبرة جسار المُنزعجه فأجابته:. 


معرفش سمعتها بتقول إنها هتكون فى الدار قبل ميعاد كتب الكتاب. 


إزدادت خفقات قلب جسار وشعر بتوتر لاحظت أمينة  ذلك لكن بسبب حديث صغيرها الذي قال: 


أنا جعان يا بابا، إنت قولت لى إننا هنتغدى فى مطعم كبير. 


أخفي مشاعره وتبسم بمودة لذاك الصغير. 


❈-❈-❈


مساءًا 


بـ دار العوامري


بشقة سراج... 


شعرت ثريا بآلم بسيط ببطنها، وضعت يدها على بطنها ظنت أن هذا الآلم ربما من بقايا تأثير الرصاص بجسدها، تجاهلت ذلك  بالتأكيد وقت وسيزول، جذبت ذاك الفستان ذو اللون اللنفسجي الغامق المُطعم ببعض القطع الكريستاليه الملونه الامعه، وقامت بإرتداؤه ثظ وضعت وشاح رأسها،لم تضع أي مُستحضرات تجميلية سوا كُحل بعينيها، بنفس الوقت دخل سراج الى الغرفه نظر بإعجاب لـ ثريا لكن أخفي ذلك وإقترب منها وعاود تحذيرها: 


ثريا ممكن بلاش تتصادمي مع عمتي ولاء حاولى تتحملي على نفسك ، وكمان ممنوع ترقصي. 


زفرت نفسها بضجر قائله:. 


أولًا أنا مش بتصادم مع عمتك هي اللى دايمًا بتبدأ يعني أنا ببقى رد فعل، وقولتلك مش هرقص، فى أوامر تانيه، ولا الأفضل إني محضرش كتب الكتاب. 


نظر لها سراج  سائلًا بإستفسار: 


وليه متحضريش كتب الكتاب. 


زفرت نفسها وأجابته: 


يمكن مش قد المقام  و.... 


قاطعها سراج قبل أن تُكمل بقية حديثها الذي يجعله يتعصب، وضمها من عضدي يديها لصدره، إنخضت من ذلك وشهقت ترتعش شِفاها، تبسم سراج وقبل أن تتفوه قبلها برغبة فى ذلك ليس فقط ليُسكتها، بسبب المفاجأة والخضه إستكانت ثريا، لكن  شعرت بعودة ذاك الآلم أسفل بطنها، آنت منه وضعت إحد يديها فوق يد سراج، واليد الأخري وضعتها أسفل بطنها مكان الآلم.


لاحظ سراج ذلك وشك حاول إخفاء لهفته سائلًا:


مالك...إنت تعبانه.


ضعطت على أسنانها تتحمل الآلم كذالك شعور آخر بالغثيان،إبتلعت ريقها ونفضت يديه عنها وسارت نحو باب الغرفه قائله:


لاء كويسه،خلينا ننزل عشان منتأخرش وعمتك  تبوء وتنفخ،وهي نفسها كتب الكتاب ميتمش أساسًا.


إبتسم سراج وهو يتعقب ثريا. 


 


بالأسفل بردهة الدار 


كانت الفرحه مُرتسمه على وجه عُمران وفهيمه كذالك  إيمان وهم يقفون ، الى أن إقتربت منهم إيناس تشعر بالمقت، إزداد حين رأت ثريا وسراج قادمون ثم من خلفهما آدم وحنان، شعرت بغضب وغِيره منهن وهي تراهن جوار ازواجهن عكسها الذي تحجج قابيل وذهب لقضاء بعض الأشغال رغم إتصالها عليه قبل قليل وأخبرها أنه قادم،لكن تأخر، كانت تود أن يهتم ويكون جوارها مثلهن. 


بينما إيمان إقتربت من إسماعيل الذي نزل الى التو ومعه رحيمه تضع يدها بيده مُبتسمه، مزحت إيمان قائله: 


كده إنتم التلاته بقيتوا متجوزين... مبقاش فاضل غيري. 


إبتسم سراج قائلًا: 


خلصي دراستك الأول. 


كذالك وافقه آدم، الذي وضع يده على كتفها بأخوه قائلًا بتدليل لها: 


أنا مع سراج إنك تخلصي دراستك الأول، مع إنى من دلوقتي مُشفق على الشخص اللى هيرتبط بيك هيلاقي له أكتر من ضُره،إنت مش أي بنت. 


ضحك الجميع،كذالك إيمان التى نظرت له بإمتنان قائله: 


طبعًا ما أنا أخت الفرسان التلاته على رأي خالتي رحيمه... 


تبسمت لها رحيمه  قائله: 


إن شاء الله لو كان ليا عُمر هحنيكي بيدي للعريس اللى هيفوز بزينة الصبايا. 


تبسمت لها فهيمه وقالت بموده: 


ربنا يديكِ طولة العُمر بصحه. 


حوارات بسيطه بمودة، بينهم كانت تشق سهامً مسمومه بقلب ولاء كذالك إيناس. 


كذالك مزح مع إسماعيل الذي يخشي أن يفتعل والد قسمت بعض الإعتراضات كي يُفسد عقد القران، لكن هنالك رحيمه الوحيدة التى تستطيع السيطرة عليه، هذا ما طمأنه قليلًا. 


أثناء خروجهم من المنزل تصادموا مع قابيل الذي وصل للتو، يقدم إعتذار عن تأخيره لسبب إنشغاله بالعمل، إنشرح قلب إيناس وذهبت تتآبط ذراعه كآنها تتباهي به أمام عيونهم، وهو كانت عيناه مُنصبه على ثُريا التى تسير جوار رحيمه  وإيمان يتحدثن بود بينهن.


بعد وقت قليل 


بـ شقة والد قسمت بغرفة المعيشه كان الرجال يجلسون مع والد قسمت وبعض من أقاربه 


فى إنتظار المأذون


بينما بغرفه أخري 


كانت جلسة النساء، وبعض الاغانى تُرددها رحيمه وهم خلفها عدا ولاء وإيناس فقظ يسخران وبداخلهم آستحقار لتلك العروس البسيطه كذالك الشقه التى بنظرهن ليست سوا، مكان صغير لا يليق بهم، غصبً تحملن تلك المظاهر السخيفه، كذالك والدة قسمت التى شعرت بالراحه بينهن عدا ولاء وإيناس اللتان تعاملن معها بتعالي... لكن البقيه كُن ودودات ومرحات... 


بالغرفه الأخري 


دلف المأذون إستقبله والد قسمت يشعر بضجر من إسماعيل 


بينما يشعر بإعجاب بكل من سراج وآدم وتحدث معهم بألفه تعجب لها إسماعيل، لكن كل ما يوده هو إتمام عقد القران وبعدها تصبح زوجته شرعًا ويقتص من أفعاله معه. 


بالفعل جلس المأذون  بالمنتصف بين إسماعيل ووالد قسمت... 


تسأل المأذون: 


ما قيمة المهر والمؤخر. 


قبل أن يتحدث إسماعيل الذي  ظن بتأكيد أن والد قسمت سيُبالغ بهما، لكن كانت المفاجأة: 


أنا عارف لو طلبت ملايين مهر وزيهم مؤخر مش هيبقوا عقبه قدام إسماعيل العوامري، 


أنا لا عاوز مهر ولا مؤخر 


مش دول اللى هيخلوا إسماعيل يراعي ربنا فى بنتي، أنا هأتمنه على بنتي بدون مُقابل غير أنه يصونها وميفكرش فى يوم يكسر بخاطرها أو يزعلها...بس مش معني كده إنى برخص بنتي بالعكس إنت بس لو فكرت تضايقها هتلاقي شخص تاني قدامك وإنت عارف بنتي مش هتعصى لى كلمه.


نظر الجميع نحوه بإعجاب عدا قابيل نظر بسخط، بينما تفاجئ إسماعيل  من ذلك وإبستم فى البدايه ثم سرعان ما همس لنفسه بضجر: 


مش بتكمل للنهايه يا حمايا، بس وماله بس أتجوزها وأول ما تدخل داري.... 


توقف إسماعيل  ثم فكر قائلًا: 


ولا بلاش قسمت بنت أبوها، يلا الطيب أحسن. 


تم عقد القران وإعتلت أصوات الفرح والزراغيط المصحوبه بالتهانى سواء لـ إسماعيل أو قسمت 


لكن  عاود ذاك الآلم يضرب أسفل بطن ثريا وشعور بالغثيان  نهضت تسأل عن المرحاض دلتها أخت قسمت، ذهبت نحوه، دخلت  وقفت دقائق تقاوم ذاك الآلم وشعور الغثيان الكاذب


زفرت نفسها قائله: 


ربنا يستر لحد ما الليله تخلص بطني وجعاني أوي وكمان عاوزه أتقيأ معرفش السبب إيه، ياريتني كنت خدت أي مُسكن قبل ما أجي، بس دخول سراج نساني... ربنا يسهل ويمُر الوقت. 


غسلت ثريا وجهها كذالك فكت حجابها ونثرت بعض المياه حول عُنقها ربما تنتعش ويزول الآلم قليلًا، ثم عاودت هندمة حجابها... وخرجت من الحمام، تُخفض وجهها كادت تصتطدم بـ قابيل الذي تعمد ذلك، لكن توقفت ثريا ورفعت وجهها نظرت لـ قابيل نظرة إستحقار ثم لم تنتظر حتى سماع إعتذار قابيل أنه المُخطئ ولم ينتبه، لاحظ ذلك آدم الذي كان يرد على هاتفه بالصدفه، لم يهتم ظن انها مجرد تصادف. 


بعد قليل تأففت ولاء كذالك إيناس  من طول الوقت ونهضن ربما كانت أول من تريد فعل ذلك ثريا لكن ليس بسبب حقدها، بل بسبب ذاك الآلم التي تتحمله وتخشي أن يزداد أكثر وتُفسد الليله. 


بالفعل 


غادر الجميع عدا إسماعيل فقط ظل فى جلسه خاصه مع قسمت، لكن لم يهنئ كثيرًا بسبب تحكمات والد قسمت الذي شبه قام بطرده وتجاوبت قسمت مع قرار والدها.   


توعد لها إسماعيل  قائلًا  بهمس وهو يميل عليها: 


ماشي يا قسمت  بتسمعي كلام أبوكِ ماشي بس تدخلى دار العوامري. 


تبسمت بهمس قائله بتبرير: 


إسماعيل ده بابا، كمان فعلًا الوقت إتأخر. 


-ماشي... ماشي... 


قال هذا إسماعيل وتوجه لوالدة قسمت وصافحها بهمس قائلًا: 


تسلم إيدك يا طنط بصراحه العيله دي مفيش فيها حد يتعاشر غيرك،إنتِ هتدخلي الجنة. 


تبسمت له بود قائله بهمس هي الاخري: 


آمين آجمعين. 


❈-❈-❈


بتلك الشقه التى يمكث بها غيث 


كانت تلك الغانيه تتدلل بإستمتاع وهو يقهرها بلمسات فاحشه بالسوط وهي تتلذذ من ذلك بإستمتاع، بينما هو كان يرا صورة ثريا أمامه يزداد فى  ضراوة الضرب بالسوط، الى أن شعر بالإرهاق سريعًا لم يعُد يتحمل وتلك الغانيه تصرخ وتُصرح له بإمتلاكها الآن لكن هو جلس على المقعد يلهث مُرهقًا بغضب... فاقت تلك الغانيه من لذة ذاك السوط ونظرت له وإستهزأت بداخلها، لم تهتم بآلم جسدها ولا انها عاريه إقتربت منه وجلست راكعه أمام قدميه تضع يدها بجرآة على جسده تخاول إثارته، لكن هو أمسك  يدها قبل ان تصل الى جسده ضغط بقوة وبعضب ساحق على يدها تألمت  وتأوهت،تهكم غيث تتألم من قبضة يده بينما قبل قليل من لسعات السوط كانت مُتلذذة،زفر نفسه بغضب ساحق 


يخبره عقله أن هكذا  كان  مع ثريا تهاون فتمردت...لكن لم يفوت الوقت...بقدمه دفع تلك الغانيه ونهض واقفًا يقول لها:


أنا مسافر الفتره الجايه.


سالته بفضول:


هتسافر فين وليه يا باشا.


أجابها بسخط:


عاوزه تقرير  بخط سيري ولا إيه،إنتِ عارفه إنتِ إيه،متفكريش فى مكانه أكتر من حقك.


صمتت وهي تنظر له بينما هو بعقله خيال ثريا يتمناها أسفل قدميه مثل تلك العاهره،لكن قبل ذلك لابد من رحله خاصه يستعيد بها كامل رجولته.   


❈-❈-❈


قبل قليل 


أثناء عودة آدم وحنان بالطريق، صدح رنين هاتفه 


قام بالرد قائلًا: 


إتصل عالدكتور البيطري وأنا جاي فى السكه نص ساعه واوصل للمزرعه. 


أغلق آدم الهاتف نظرت له حنان سائله: 


فى إيه؟. 


اجابها آدم: 


فرسه بتولد بس واضح ولادتها مُتعثرة شويه، قولت لهم يتصلوا على دكتور المزرعه، هوصلك للدار وأروح لهم. 


بشوق تبسمت  حنان قائله: 


تصدق نفسي أشوف الإستطبل  بتاعتكم دي، فرصه خدني معاك. 


تبسم لها بموافقه قائلًا: 


تمام. 


بعد قليل داخل أحد غرف الإستطبل، رغم ان الفرسه كانت تُعاني قبل قليل 


لكن حين وضعت وِلدها بدأت تلعق فيه وتداعبه بحنان، كآنها أخري غير التى كان صوت صهيلها مُرعبًا كآنها تصرخ من شدة الآلم 


الآن نسيت ذلك وفقط تداعب صغيرها... 


كل ذلك إلتقطه عين حنان وهي تضع يدها فوق بطنها. 


❈-❈-❈


بـ دار العوامري


لم تنتظر ثريا وصعدت الى الشقه فورًا، لفت ذلك إنتباه سراج ظنه أنها تفعل ذلك تجنُبًا لـ عمته ولاء كما طلب منها وحذرها، لكن كان السبب هو الآلم، دلفت الى غرفة النوم سريعًا فتحت إحد الادراج تبحث عن نوع برشام قائله : 


الدكتور كان كاتب نوع مُسكن للآلم، كان هنا.   


بالفعل عثرت عليه وضعت برشامه بفمها ثم تناولت بعض الماء... وقفت تستشعر زوال الآلم 


تحررت من ثيابها بسبب سخونه تشعر بها، ربما بسبب صعودها بهروله زادت حرارة جسدها... 


ظلت بقميص داخلي قصير... وذهبت نحو دولاب الملابس لتُخرج لها منامه.. لم تنتبه الى فتح باب الشقه، حتى أنها تفاجئت بـ سراج فى الغرفة معها، إرتبكت وبشعور الضيق جذبت طرف ذاك القميص الى أسفل كي تُخفي تلك العلامه التى بفخذها، لاحظ سراج ذلك فتبسم وهو يقترب منها بعين لامعه، بينما ثريا متوتره تكره أن يرا أحد تلك العلامه، جذبت مئزر وكادت ترتديه لكن يد سراج منعتها، وعيناه تنظر لوجهها لا لتلك العلامة التى لا يراها مشوهه، سريعًا ضم ثريا قائلًا بصدق: 


شكلك مريضه يا ثريا. 


حاولت الإبتعاد عنه قائله  بغضب: 


إنت هتحس بيا أكتر من نفسي، قولت لك بلاش الاسلوب ده معايا. 


إبتسم بمراوغه وهو يُحكم يديه حولها يضع رأسه فوق عُنقها يُلثمه بقُبلات ناعمه 


كادت ثريا ان تستسلم لتلك المشاعر وإستكانت لكن فجأة عاود شعور الغثيان... دفعت سراج بعيد عنها وهرولت ناحية الحمام، بينما رغم قلق سراج لكن تبسم  وهو ينزع ثيابه عنه بنتظر خروج تلك


            « المحتالة التى أحتلت قلبه» 

🔥🔥🔥🔥

 الفصل السابع والعشرون 27


بإحد غُرف نوم إستراحة المُرفقة بإلاستطبل 


تمددت حنان على الفراش تضع يدها فوق بطنها، رغم شعورها ببعض التقلُصات الطفيفة لكن بقلبها سعيدة وهي تتذكر قبل ساعات 


وهي بمنزل والدها صباحً 


شعرت بغثيان وهبوط وذهبت الى الحمام أكثر من مره بوقت قليل...لاحظت والدتها ذلك فى البداية إنخضت بلهفه،لكن سُرعان ما تبسمت حين عادت تجلس جوارها بالمطبخ تشعر بوهن سألتها بعض الأسئلة،جاوبتها حنان،من إجابتها أصبح لديها شبه يقين وقالت لها:


هبعت حد  الصيدليه يجيب إختبار حمل.


"إختبار حمل"


همست بها حنان وفسرت بسمة والدتها،إنشرح قلبها وهي تتمني صدق ذاك التوقع..بالفعل بعد قليل كان الأثنتين يبتسمن بفرحة غامرة بعدما تأكدن،كذالك ارادت حنان التأكيد من طبيبة متخصصة... 


بالفعل هاتفت والدتها زوجها وأخبرته ثم ذهبت هي وحنان الى الطبيبه التى أكدت حملها 


فرحه كبيرة غزت قلبها. 


بينما بمحلج الكتان الخاص بوالدها  كان يجلس مع حفظي يتناقشان سويًا بأحد الأعمال، الى أن صدح هاتفه، لم يتجنب وقام بالرد على زوجته وهو جالس مع حفظي دون أن ينتبه لتركيز حفظي معه وشبه إستمع الى حديث  عمه وفهم أن زوجة عمه تأخذ منه الإذن للذهاب الى الطبيبه مع حنان 


إنشغل عقله بالسبب لكن لم يسأل  كي لا يلفت نظر عمه كذالك لا يود منه أن يُخبره أن كل شئ قدر، وأنه لم يُفضله عليه يود إكمال بقية خطته أنه تقبل القدر كما يقول، وصرف نظر عن حنان وأنها أصبحت إبنة عمه فقط، يكبت ذاك الغضب بقلبه يُمارس أسلوب آخر بالضغط على حنان نفسها لديه يقين أنها لا تُخبر زوجها بتلك الرسائل الذي يُرسلها لها من رقم آخر إحتياطيًا، حتى لو أباحت بتلك الرسائل يستطيع نفيها بسهوله،الرقم مسجل بإسم شخص آخر، لكن لديه يقين أن حنان تعلم أنه هو من يُرسل لها الرسائل والصور، يعلم شخصية حنان المهزوزه والشبه جبانة، بفضل معاملة عمه الصارمة، ربما تلك نقطة رابحة له يستغلها. 


بينما بعد قليل بعيادة الطبيية النسائية أكدت نتيجة ذاك الإختبار وأخبرتهم أنها حامل تقريبًا منذ ليلة زفافها. 


بعد وقت بمنزل مجدي السعداوي 


إمتثل حفظي لمطلب عمه لتكملة بقية النقاش الخاص بالعمل في المنزل لشعوره بالإجهاد كذالك تناول العشاء سويًا، بنفس وقت دخولهم الى المنزل كانت سناء تدلف الى المنزل، سألها مجدي: 


كنتِ فين لدلوق. 


أجابته ببسمه وهي تنظر الى حفظي:


هبجي أجولك بعدين. 


تعصب مجدي وونظر الى حفظي، فهم أن زوجته لا تود البوح أمامه فقال بغضب: 


حفظي مش غريب، بجولك كنتِ فين. 


شعرت بالحرج وعدم الراحه لكن أجابت: 


مش كنت كلمتك عالموبايل وجولت لك هروح مع حنان للدكتورة. 


تنهد مجدي بنرفزه قائلًا: 


آه، والسبب إيه؟ ولا هو دلع ساعة ما تكح تجري عالدكتورة.


نظرت سناء نحو حفظي وإلتزمت الصت مما ضايق حفظي أكثر لكن تغاضي مجدي قائلًا:


خلي الحديت لبعدين دلوق هاتي لينا الوكل وفين أحمد؟. 


ردت سناء ببساطه: 


أحمد زمانه رجع من الدرس، ربع ساعه بالكتير والوكل يكون جاهز. 


أومأ لها بصمت وأشار لـ حفظي  أن يتبعه الى غرفة الضيوف 


مازال لدي حفظي  فضول معرفة ما تُخفيه سناء عمد، دون إنتباة من مجدي ضغط على ذر رنين هاتفه  نظر له وتنحنح قائلًا: 


ده إتصال من أخوي، هطلع لبره أرد عليه الشبكه إهنه بتبقى ضعيفه. 


أومأ مجدي له، خرج لوقت قليل وقف بحديقة المنزل، عاد مره أخري لكن توقف على جانب باب الغرفه 


كانت سناء تتحدث مع مجدي الذى تُبرر له سبب ذهابهم الى الطبيبه... 


تصنم مكانه على جانب باب الغرفه حين سمع قولها: 


الدكتورة قالت لينا إن حنان حِبله من ليلة فرحها. 


لمع وجه مجدي بسعادة قائلًا: 


الحمد لله كنت خايف الحديت اللى كان بيتقال عن آدم إنه ناقص رجوله. 


فهمت حديثه وقالت بتذكير: 


فاكر لما جولتلى، جولت لك بس هى تِحبل الحديت ده كلياته هيبجي إشاعات، لو عارف إنه معيوب مكنش هيتجوز ويفضح نفسه. 


أومأ رأسه موافقًا على حديثها قائلًا: 


بحمل حنان إكده ثبتت أقدامها عند دار العوامري ويا سلام لو ولد وكمان يبجي الحفيد الأول بكده الرابط بينا وبيناتهم هيزيد متانه. 


فهمت سناء مغري طمع قلب مجدي كآن ما يهمه فقط هو المكسب من ذلك النسب لا سعادة إبنته، تنهدت قائله: 


الأهم ربنا يتتم لها وتقوم بخير هي واللى فى بطنها، هروح أجول لـ أحمد أن الوكل جاهز، يكون رجع حفظي. 


أومأ لها بعيون لامعه... بينما سريعًا توجه حفظي نحو باب المنزل كآنه يدخل الآن، لكن بقلبه بركان مشتعل من الغضب.


عادت حنان تضع يدها على بطنها تمسدها بحنان وسعادة 


وبسمة إرتسمت على وجهها وهي تعتدل جالسه على الفراش حين دخل آدم الي الغرفه، يظهر على وجهه الإرهاق، وهو يتوجه يجلس على طرف الفراش مّتنهدًا بإرهاق، توجهت وجلست خلفه تضع يديها على كتفيه بحركات دائريه جعلته يشعر بالإسترخاء وتنهد. قائلًا: 


فكرت قولت هرجع الاقكي نايمه، اليوم كان طويل ومُرهق. 


تبسم وهي تُدلك له كتفيه قائله: 


فعلًا اليوم كان مُرهق، بس الخبر اللى عرفته ضيع كل الإرهاق. 


سألها بفضول: 


وخبر إيه اللى مفرحك أوي كده ومطير النوم من عينك. 


تركت تدليك كتفيه ونزلت من على الفراش وقف أمامه تنظر الى كل ملامح وجهه  تتنظر رد فعله وهي تجذب إحد يديه تضعها فوق بطنها تُخبره:


الخبر هنا. 


نظر لموضع يده ونظر لها بدون فهم، تبسمت على ذلك وأكملت: 


الخبر هنا إننا هتبقي تلاته  بعد أقل من سبع شهور. 


إتسعت عينيه وهو يفهم تلميحها، ثم نهض واقفًا يحتويها قائلًا  بإستخبار: 


قصدك... 


- أنا حامل


ضمها بسعادة قائلًا:


ده أحلى خبر عرفته مش بس النهارده لاء بعمري كله.


عانقته بمحبه قائله:


وأنا كمان يا آدم ربنا إستجاب لدعواتي إنك تكون من نصيبي وأبقى أم أولادك،وأهو البداية. 


ضمها أقوي وهي تُقبل وجنته بسعادةه 


بعد قليل كانت مُستليقه برأسها فوق صدره. 


هنالك شعور بالآلم يشعر به آدم بساقه لكن فرحته بخبر حمل حنان قد أنساه ذلك،رفعت حنان رأسها عن صدر آدم ونظرت لوجهه سُرعان ما إبتسم لها بادلته البسمه قائله:


بتمنى ربنا يرزقنا بولد يا آدم ويبقى فيه كل خِصالك،الشهامه والشجاعة.


إبتسم لها بموده،وجذبها علي صدره مره أخري دون رد،بينما حنان عاودت الحديث:


آدم إنت ليه وقفت كتابه،من فترة مبتكتبش مقالات ولا قصص.


تنهد بضجر قائلًا:


مش عارف ليه وقفت كتابه،مع إن دي هوايتي من زمان،بس الفترة دى دماغي مشغوله بالأحداث اللى بتحصل معانا،آخرها كتب كتاب إسماعيل،حاسس كمان بشعور مش فاهمه،خالتي رحيمه دايمًا كانت تزرع جوانا روح التحدي والأخوه وإننا لازمن نكون سند لبعض،مع إنى آخر واحد ممكن يكون سند شراء الكتب الأكثر مبيعًا على الإنترنت


أنا "المُعاق"زي ما بيقولوا عليا..


رفعت رأسها عن صدره  نظرت له بعتاب قائله: 


 من فضلك بلاش تقول على نفسك كده، إنت فارس شُجاع. 


لمعت عينيه ببسمه وهو يجذبها للعوده الى صدره... متنهدًا يقول: 


شوفتك إنتِ وإيمان وخالتي كنتم  مُنسجمين وكمان معاكم ثريا... 


تبسمت حنان قائله: 


تعرف ثريا حاسه انها واخده جنب لوخدها مش عاوزه تختلط  باللى حواليها بغض النظر عن إنها هى وعمتك ولاء مفيش بينهم موده بالعكس ثريا بحسها بتتعصب بسرعه وده اللى بتضغط بيه عمتك ولاء عليها وتوقعها دايمًا فى الغلط، معرفش ليه عمتك بحسها بتتحامل على ثريا بدون سبب. 


فكر آدم للحظات ثم تذكر قائلًا  بتبرير: 


يمكن السبب ان ثريا كانت مرات إبن أختها ومش متقبله إنها تبقى مرات شخص تاني، كنوع من إرضاء أختها. 


وافقت حنان قوله قائله: 


يمكن جايز. 


إبتسم آدم وهو يضم حنان مُتثائبًا... تبسمت حنان قائله: 


واضح وإنك مُرهق أوي. 


تنهد آدم قائلًا: 


الفرسه اللى ولدت بقالنا كام يوم مراقبينها،كانت تعبانه بس الحمد لله ولدت بسلام وجابت مُهره شكلها هتبقي جامحه.


إبتسمت حنان قائله: 


مهما كان جموحها حبيبي مراوض وهيقدر يراوضها ويخلها تنطاع له


بشقة ثريا 


بدأ مفعول المسكن يُهدأ ذاك الآلم بعد أن خرجت من المرحاض كان سراج يُبدل ثيابه بغرفة النوم،كان بقف نصف عاريًا  بجذعه العلوي، رمقته نظره خاطفه وذهبت نحو الفراش وتمددت عليه تُغمض عينيها بهدوء بعد زوال ذلك الآلم، سُرعان ما شعرت بهبوط الفراش،وبسبب تمدُد سراج جوارها،بقصد أعطت له ظهرها تنام على جانبها،تكاد تستجيب لتلك الغفوة التي تسحبها،لكن


قبل لحظات تمدد سراج على الفراش نظر نحو ثريا التي إستدارت وظهرها له تنهد  بصبر ولم يُفكر سوا بذاك الشعور الذي يجذبه نحو ثريا وطوق للشعور بها قريبه منه،إقترب منها وسُرعان ما ضم جسدها يدفس رأسه بعُنقها يتنهد بتوق يهمس إسمها بنعومة، أضعفتها رغم أنها تشعر برغبة فى النوم، رغم عنها أيضًا إستدارت تنظر له قبل أن تحاول نفض تلك المشاعر وتعود لبرودها وتبلُدها، أربكتها قُبلات سراج التى تقبلتها بعفويه، سرعان ما تبسم سراج وهو يضم جسدها بعدما علم سبب سوء مزاجها المُتقلب، ضمها لصدره وغفي، هي كذالك رغم أنها خاولت التمرد والابتعاد عنه، لكن بسبب همس سراج لها أستسلمت لذاك القيد: 


ثريا نامي بلاش عِند. 


قبل أن تتمرد قبلها قُبله جعلها تصمت وتهدأ. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين 


صباحً 


أمام منزل والدة ثريا 


تبسم فتحي لـ ممدوح الذي يقترب منه يُلقي عليه الصباح... مد فتحي يده له بإحد عبوات السجائر قبل أن يطلب منه، لكن رفض ممدوح قائلًا: 


لاء سجاير إيه يا عم فتحي، دلوقتى أنا أستاذ لتلاميذ ولازم أبقى قدوة لهم، أنا الحمد لله شبه أقلعت عن التدخين. 


إبتسم له فتحي قائلًا: 


عقبال ما تناسها نهائي. 


تبسم ممدوح لـ رغد التى جائت وقفت تلهث قائله: 


صباح الخير يا أبوي، الفطور أها أمي بعتته معاي. 


إبتسم وأخذ منها ذاك الطعام، تبسم أيضًا ممدوح ولمعت عيناه سائلًا: 


ومالك بتنهجي اكده ليه؟.


أجابته: 


عندي مُحاضرة كمان ساعتين، محاضرة مراجعه خلاص قربنا على امتحانات نص السنه، ومادة الاستاذ ده غِلسه زيه... وبفهمش لا منه ولا من الكتاب بتاعه زي ما يكون قاصد هو قالها انا بصفي الدفعه ونفسه يسقط أكتر من نص الدُفعة. 


تبسم لها قائلًا: 


عارف أنا الأستاذ ده، يمكن يبان غِلس بس هو حقاني، هو الوحيد اللى اعترف إنى كنت أستحق أبقى مُعيد فى الجامعة. 


تنهد ممدوح ونفض عن عقله ذاك الشعور البغيض، ربما كان يستحق مكانه أعلى، لكن إرتضي بما وصل له، لمجرد أن يعود له جزء من شآنه، يكفي أنه يعمل الآن بمدرسة لها صيط كبير، أعطت له مكانه أخري غير صبي القهوجي. 


تحدثوا سويًا لوقت قليل بعد أن إنشغل فتحي مع إحد الزبائن،تسلل الحديث بينهم،ذكرت إسم إحد المدرسين بالجامعه،خفق قلبه وتذكره هو كان له تأثير بحالة البؤس الذي لو إستسلم لها لكان أصبح مُعقد نفسي،وصاحب فشل أول قصة حُب فى حياته بعد أن إختطف منه إحد زميلاته التى كان بينهم قصة حُب لكنها كالعادة إختارت صاحب المقام وتزوجت منه،رغم ذلك إنفصلا بوقت قصير،لكن هو لم ينسي ذلك ليس لشعوره بالتدني،لكن لأن ذلك كان خافز له بوقت أن يُصبح مثله ذو شآن.


بعد قليل


أمام المدرسه 


توقف ممدوح حين سمع نداء بإسمه..نظر الى صاحبة النداء شعور بعدم المُبالاة وهو يرا تلك التى تقترب منه وبيدها طفلًا،رغم معرفته بها لكن إدعي نسيانها...تبسمت حين إقتربت منه قائله:


إنت ممدوح الحناوي.


بدبلوماسيه أجابها:


نعم يا أفندم.


إستغربت ذلك قائله:


ممدوح إنت مش عارفني،أنا ندا اللى كنت زميلتك فى الجامعه.


لم يراوغ وأجابها بتذكر:


أه آسف بس إختلط الشكل عليا.


تبسمت له قائله:


إنت جاي هنا المدرسه دي ليه؟.


أجابها ببساطه:


أنا بشتغل هندا مدرس فى المدرسه دي،وإنتِ جايه هنا ليه؟. 


أجابته بآسف: 


للآسف كنت مقدمه هنا في مسابقة المدرسين وللآسف مقبلتش... ولما سألت عن السبب قالولى إنهم بيختاروا المُتميزين فقط واللى كانوا جايبين تقديرات عاليه فى الجامعة، إنت  طبعًا قبلوك لأنك كنت من المتفوقين. 


لأول مره منذ زمن يشعر بقيمته وتبسم لها قائلًا: 


فعلًا للآسف هما بيدققوا فى التفوق أوي.


أومأت له تشعر بخسارة كانت تعلم بمشاعره نحوها لكن لم تهتم وقتها وإختارت من إعتقدت أنه ذو إمتيازات ماذا جنت من إمتيازته لا شئ سوا طفل هي وحدها مُلزمه به...تبسمت بغصة قلب تقول:


أنا بفكر  أقدم وأكمل  دراسات عُليا. 


تبسم لها بعفويه قائلًا: 


موفقه. 


حديثه المُختصر جعلها تشعر أنه يود إنهاء الحديث معها، تنحنحت قائله: 


هات رقم موبايلك عشان لو إحتاجت منك مساعدة.


بعفويه  أعطاها رقمه الخاص، وإستأذن منها حتى لا يتأخر، وقفت تنظر فى آثره بينما هو لم يُبالي بل ضحك على يومًا شعر فيه بكسرة قلبه كان وهمًا من ضمن الأوهام... هنالك أخري تشغل عقله بل قلبه كان سابقًا يخشي البوح فهو لا يناسبها أم الآن لابد من أتخاذ خطوة أخري.


❈-❈-❈


مساءً بمنزل والدة ثريا 


كانت جلسه نسائيه بينها وبين والدتها وسعديه، تطرقت لحوارات كثيرة الى أن صدمتها سعديه بقولها: 


إنتِ مش آن الآوان تتعالجي يا ثريا. 


نظرت له نجيه بفزع قائله بتشدُد: 


بعيد الشر عليها يا سعديه، مالها تتعالج من إيه ما هي كويسه أهي. 


نظرت سعديه لـ ثريا وتلاقت عيناهم، وقالت بتوضيح: 


ثريا فاهمه أنا جصدي إيه يا نجيه. 


أحنت ثريا وجهها للحظات ثم عادت تنظر الى سعديه، وكالعادة بهذا الموضوع لا تود جِدال... لكن سعديه لن تصمت ووضحت الأمر لـ نجيه: 


المفروض ثريا تروح لدكتورة نسا تكشف هتفضل كده من غير ما تخلف عيال.


نظرت لها ثريا وتنهدت قائله:


واللى خلفوا عملوا إيه بالخِلفه يا خالتي...


توقفت عن بقية الحديث ونهضت واقفه كي تتهرب من حديث سعديه:


هقوم أدخل المكتب عندي جضيه بكره هقرا الملف بتاعها.


-بلاش تهربي يا ثريا...سراج مش زي غيث.


"غيث"


رددها عقلها وهي تنظر نحو سعديه التى قالت ذلك،شعرت بغضب وتفوهت بإستنفار:


يفرق إيه سراج عن غيث،ليه بحس إنك مياله لـ سراج رغم إنك قبل ما أتجوزه كنت مُعترضه عليه.


أجابتها سعديه بهدوء:


غيث مخيبش إحساسي وطلع أسوء كمان،لكن...


قاطعتها ثريا بإستهزاء:


وسراج خيب إحساسك وطلع شهم،الإتنين...


قاطعتها سعديه:


لاء سراج مش زي غيث يا ثريا والدليل واضح 


غيث بعد كام يوم سابك غرجانه (غرقانه)


فى دمك ولا إهتم...سراج دخل وسط ضرب النار عشان...


-عشان إيه 


هكذا سألت ثريا وأجابتها سعديه:


عشان ينقذك.


تهكمت ثريا بوجع قائله:


ياريته سابني أموت،يمكن كان أفضل.


ترغرغت الدمعه بعين نجيه ونفت ذلك:


بعيد الشر عنك،ليه عاوزه توجعي قلبي مش كفايه اللى إتحملته قبل إكده.


نظرت لها ثريا بشفقة لا لوم،تعلم أنها ربما ضعيفه وتستسلم،لكن ليس برغبتها بل مُرغمه دائمًا أن تفعل ذلك بسبب مسئوليتها.


تهربت ثريا من حديثهن المُلح،قائله:


مالوش لازمه الحديت ده دلوق كل شئ بآوان،أنا رايحه المكتب وهسيبكم تكملوا مع بعض رغي.


غادرت ثريا نحو تلك الغرفه بينما نظرت سعديه لـ نجيه قائله:


هنسكت ونسيبها كده بضيع شبابها مش المفروض يبقى لينا تأثير عليها.


تدمعت عيني نجيه قائله:


هنعمل إيه،هي اللى زي ما يكون اللى مش هينول رحمة ربنا غيث قتل جواها الإحساس.


توعدت سعديه قائله:


منه لله،بس مش هنستسلم وخلينا نزن عليها،وقلبي حاسس هتوافق تروح للدكتورة وتتعالج وعيبجي لها عيال كتير.


أومأت نجيه بموافقة وتبسمت بأمل.


مساءً 


بـ دار عمران العوامري


 بالمندرة 


دخل آدم وجواره حنان يبتسمان ألقى آدم عليهم السلام  ثم تبعه بقول: 


العيله كلها متجمعه، نتجمع عند النبي إن شاء الله. 


آمن الجميع على دُعاؤه، بينما نظرت له ولاء بخباثة قلب قائله: 


جاي منين دلوق إنت ومراتك، أكيد من دار أبوها، هي هناك دايمًا كأنها متجوزتش. 


فهم آدم تلميح ولاء، ولم يهتم بنيتها الخبيثه، وقال: 


لاء انا اللى لسه راجع من الإستطبل حنان كانت فى شقتنا. 


تهكمت ولاء بتكذيب قائله: 


غريبه مع إن الخدامه من شويه طلعت تخبط عليها عشان تنزل تتعشي مردتش عليها. 


بررت حنان ذلك  قائله: 


أنا مسمعتش حد خبط على شقتي، أنا كنت نايمه وصحيت على رن الموبايل. 


تهكمت ولاء  قائله: 


كنتِ نايمه، نوم العوافي... إكده هتسهري بالليل. 


ردت حنان بعفويه: 


لاء أنا مكنتش متعودة عالنوم فى الوجت ده، بس بقالى كام يوم إكده، أكيد فترة وخم وهتعدي. 


-وخم. 


تهكمت ولاء قائله: 


وإيه سبب الوخم ده... آدم بيسهرك طول الليل بتعوضي بالنهار. 


شعرت حنان بتهكم ولاء وتضايقت كذالك آدم الذي قال بصدمه لها: 


لاء يا عمتي سبب الوخم إن" حنان حامل".


جحظت عين ولاء كآنها مسها مس كهربائى وأعادت كلمة


"حامل".


أكدها آدم،إنشرح قلب جميع الجالسين،تلقى آدم وحنان التهاني والدعاء لها بتمام حملها على خير


حتى ثريا رغم أنها شعرت بغصه فى قلبها لكن هنئتها بود وأُلفه.


لكن ولاء صرحت بعد تهنئتها:


المفروض كُنا نهني سراج الأول بـ حبل مراته هو الكبير واللى أتجوز الأول،بس يمكن فى سبب.


قالت هذا وهي توجه نظرها ناحية ثريا  التى شعرت بالغضب وصمتت،لكن ولاء زادت باستفزازها قائله بتلميح مباشر 


طبعًا سراج وكل ولاد العوامريه رجاله،مش معيوبين.


فهمت ثريا قصدها نظرت لها بغضب: 


طبعًا رجالة بس مش بيستقوا غير عالستات المعيوبه، يبقى فين الرجوله بقى، بقترح عليكِ بلاش تربي ولادك الأفضل توديهم مدارس داخليه هتربيهم أفضل، أصل اللى بيتربي هنا على إيدين نسوان العوامريه بالأخص لو كان كمان أمهاتهم من العيله بيطلعوا ناقصين تربيه ميفرقوش عن الحيوانات اللى مش بتفكر بس غير فى غرايزها اللى بتزرعها جواهم النسوان...إنهم مش رجاله غير بس بفرض غرايزهم القذرة.


لم تنتظر ثريا رد ولاء ونهضت مُغادرة الغرفه...بينما إستوحش عقل ولاء ونظرت لـ سراج بغضب قائله:


سامع بنفسك إنت السبب من الاول جولت لك بلاش دي بالذات،دي عندها عُقد نقص وغِل كافي يدمر أي حد يقرب مِنِها،لكن أقول إيه مفرقتش عن غيث اللى إتجوزها وحاول ينضفها قبلك بس هي كده بترد الطيب بقلة أصلها  الواطي و... 


تعصب سراج من ولاء قائلًا: 


عمتي من فضلك بلاش تتكلمي بالطريقه دي متنسيش إنها مراتي...


قاطعته متهكمه:


مراتك اللى مش عارف توضع لقلة أدبها حد،طبعًا زي ما قالت بتعرف تسيطر عليك بإيه...زي ما كانت بتستغل غيث قبلك...و...


إنتفض سراج يشعر بغِيرة وغصب من إستفزاز ولاء له قائلًا بغضب ونهي:


كفايه....


قاطع عُمران سراج قائلًا:


مراتك فعلًا غلطانه فى حديتها الفارغ عمتك مكنتش تقصد شئ شين،بس هى دايمًا إكده،وكفايه حديت فى الموضوع ده،مراتك وإنت اللى تأدبها وتعرفها كيف تتحدت مع اللى أكبر مِنِها إهنه ودلوق خلونا نفرح بالخبر السعيد.


صمت سراج ينظر الى عيني ولاء التى تشعر بإنتصار،ربما عُمران بحديثه هكذا شبه ساندها.  


❈-❈-❈


بعد قليل بغرفة عُمران 


وضعت فهيمه وسادة خلف ظهره نظرت له كان وجهه مُبتسمًا عكس ما توقعت بعد حديث ثريا التى دائمًا ما تستفزها ولاء وتنحج فى إخراج صورة سيئه لها أمام الجميع. 


إضجع بظهره على الوسادة وأغمضت عيناه سكن طيف رحمه برأسه وذكري إخبارها له بحملها الأول كانت لحظه  فارقه وقتها كان قرر الإنفصال عنها لكن ذلك البُشري كانت مثل صاعقه أصابته، جعلته يتراجع عن الإنفصال 


كان لماذا  يُفكر فى الإنفصال  وقتها، لا يعلم سببً، رحمه كانت مثل إسمها  لم تُشعره يومًا بما يختلج بقلبها من آلم بسبب معاملة والدته لها بقسوة وتدني، تحملت وتحملت وبالنهايه فاص قلبها بالآلم، وقت أن قرر أن يُنحيها بعيدًا ويذهب للعيش بها بمكان آخر هو وأطفالهما إختارت هي الرحيل نهائيًا، تركته بتذكر قسوته عليها وخُذلنها الدائم من أن يُعطي لها جزء ولو صغير من مكانته،لكن ليس مثلما بدأت الحكايه  إنتهت...إنتهت بفاجعة قلبه الذي لم يكُن يتوقع أن يعيش مرارتها بالندم بقية حياته هكذا...


خيال سكن رأسه بسمتها وهي تُخبره بحملها الثاني تود منه كلمة تهنئه واحدة،لكن هو إستخسرها حولها لزوجه لمُتعة الفراش ليلًا ونهارًا مجرد إمرأة تساهم بأعمال المنزل ترعي أبناؤه 


مُتعة...لم تكُن كذالك بل كانت شوقًا لا ينصب كُنت مُخطئًا 


حتى مُراعاة أبنائك...تركتها باكرًا تيتموا...


لم تستطيع أن يتحمل قلبها


فرحة آدم الليله ذكرته بفرحتها الأولى لكن اليوم شعور مختلف وقتها لم يهتم اليوم كان سعيدًا كآنه يراها هي تُخبره بذاك الخبر الذي أسعد قلبه بغض النظر عن ما حدث فيما بعد لكن الآن كآنه يرا رحمة سعيدة،وهذا ما يجعله صافي الذهن وسعيد هو الآخر...


لاحظت ذلك فهيمه إنبسط قلبها،لم تتفوه بشئ وهي تنظر له يغمض عيناه مُبتسم.      


❈-❈-❈


بالطريق بمكان شبه خالي 


كان لقاء الشياطين 


ترجلا الإثنين من سيارتهم يقتربان بالسير من بعضهما، رغم ان البُغض يسكن قلبهما لبعض لكن كما يقال


"عدو عدوي" ربما ليس صديق لكن "حليف" 


تهكم قابيل قائلًا: 


خير يا واد السعداوي ليه إتصلت عليا وطلبت نتجابل الليله. 


نظر له حفظي بسخط قائلًا: 


كانك نسيت الحديت اللى جولت عليه وانا بالمستشفى، إيه خلاص مبجاش لك شوق لمرات سراج. 


غضب قابيل لو لم يحتاج لمساندة ذاك الحقير لما تردد بإفراغ سلاحه برأسه فى التو، لكن إبتلع طريقه حديثه وقال: 


أنا جولت إنت اللى إستسلمت وسلمت بأن آدم واد العوامري يخطف منك بِت عمك، آه متنساش تبارك لها عرفت إنها حِبله 


إدعي لها ربنا يرزقها بواد من آدم أكيد هتسميه مجدي على إسم عمك... 


عمك اللى إنت بتلعب من وراه فى الحسابات والتعاملات مع المصانع والتُجار، الفلوس اللى بتصرفها عالغوازي فى مصر اللى بتسافر لهم من فترة للتانيه بحِجة تخليص الشغل، مش عارف هو عارف وساكت بمزاجه ولا إنت شاطر  ومستغفله. 


نظر له بغضب وإحتقار وشياطين تتلاعب برأسيهما، لكن تقبلا إستهجان بعضهما وجلسا يتفقان على ما يود كل منهم الوصول إليه وكيفية مساعدة الآخر. 


❈-❈-❈


قبل قليل بشقة


سراج وثريا 


دلفت ثريا تشعر بنيران بجوفها تُشبه البُركان الثائر... ذهبت مباشرة الى غرفة النوم أغلقت الباب خلفها بعصبيه كآنها بمصارعة نزعت عن رأسها الوشاح ألقته أرضُا بعصبيه مُفرطه، ثم ألقت بجسدها فوق الفراش عاكس ضوء تلك اللمبة عيناها أغمضتها سريعًا، مع دموع  تحاول الإنتزاع من بين أهدابها... تحاول بقسوة تلجيمها... 


يكفي إنهزامًا 


لا أنتِ دائمًا مهزومة وهذا  قدرك 


دموعها فازت وخرجت من بين أهدابها 


تتذكر قبل أيام بسبب شعورها ببعض الآلم على فترات أسفل بطنها قررت أن تستشير طبيبة مُتخصصه، ذهبت لها دون عِلم أحد طلبت منها الطبيبة بعض الفحوصات الخاصه فعلتها ثريا ثم ذهبت بها للطببيه لتنصدم من قولها:


إنتِ كنتِ حامل قبل كده وحصل إجهاض.


أغمضت عيناها ثم فتحتها ونفت ذلك،لكن لم تخبرها بإغتصابهم لها بطريقه وحشيه ونزيفها.


تنهدت الطبيه قائله:


هقولك الصراحه الفحوصات بتأكد إن الآلم اللى بتحسي بيه بسبب الرحم كمان ده سبب يمنعك من الحمل بشكل  طبيعي، بس


 مفيش حاجه مُستحيله والعِلم بيتقدم،إنتِ محتاجه لعلاج لفترة غير معلومه ومنعرفش هيجيب نتيجه وتقدري تحملي طبيعي أو لاء  بس برجع وأقولك مفيش شئ مستحيل... الحقن المِجهري بقى ناجح بنسبة كبيرة فى ستات  كتير كان مستحيل تحمل حملت بيه بس خلينا نبدأ بالعلاج الأول يمكن يجيب نتيجه أو حتى يسهل علينا فيما  بعد لو قررتي تحملي بالحقن المجهري. 


مازالت الإنهزامات تحاوطها حتى بأبسط الاماني أن تكون يومًا" أُم "


ليست ساخطه ولا ناقمه فمن من ستُنجب من سراج الذي تعلم حقيقته جيدًا 


والسؤال الأصعب 


ماذا  ستفعلين بأطفال فى حياتك ماذا ستُعطي لهم


الإنهزامات أم الخيبات 


لا داعي للتوق لشئ وأنتِ ضعفيه، لو كنت ذات قوة ربما كنتِ هنا بهذا الآلم الذي ينهش جسدك من فترة لأخري، وبالتأكيد معلوم سببه هو 


الإغتصاب الوحشي التى تعرضتي له على يد الحقيرتان 


ولاء وأختها 


أختها نالت جزء من الجزاء مقتل إبنها الوحيد كذالك ما حدث لإبنتها التى فقدت رحمها... 


لكن ولاء لم تحصل على أي عقاب بل تزداد فى جبروتها، لم تكرهي أحدًا بخياتك أكثر منها وهي وغيث الحقير المُدنس السادي الذي رغم موته مازال تبعات تأثيره على حياتك رغم رحيله، زادت أوهامك بعدما تعرضتي للقتل، أضغاث يعيشها عقلك بأنه هو من أطلق عليك الرصاص


أضغاث لو إستسلمتي لها لفقدتى عقلك. 


أخرجها من خضم تفكيرها بمأساة حياتها، صوت فتح باب الغرفه، لوهله نظرت لدخول سراج الغرفه ثم أغلق خلفه الباب بعصبيه، سريعًا وجهت وجهها للناحيه الاخرى تُجفف بقايا دموعها لا تود أن يراها ويتشفى بها، ثم تنفست بقوة تحاول نفض ذاك الشعور البائس عنها، 


ببنما سراح لاحظ نظرتها له ثم إحادتها النظر سريعًا شعر بغيظ قائلًا: 


مالك تو ما شوفتينى بتديني ضهرك ليه، إيه وشي مش عاحبك، ولا مفكره إني نسيت حديتك الأهبل الماسخ اللى قولتيه من شويه،وهسيبك كده من غير ما احاسبك عليه. 


تهكمت بحسرة فى قلبها وتمددت على الفراش تسحب الغطاء عليها قائلة بلا مبالاة: 


الحساب يوم الحساب...أنا هنام تصبح على ...


صمتت لم تُكمل بقية حديثها حين جذب الغطاء من عليها بقوة والقاه على طول ذراعه ينظر لها بغضب قائلّا: 


مش هتنامي قبل ما نتحاسب، على كلامك الأهبل اللى قولتيه لـ عمتي اللى فى مقام والدتي تقصدي بيه إيه؟. 


بسبب جذبه القوي لغطاء الفراش إنحصر طرف تلك العباءة عن ساقيها لوهله وقع بصرهُ على تلك العلامة الواضحه بإحد ساقيها، غص قلبه، بينما هي شعرت بحرج وسريعًا جذبت العباءة عليها تُخفيها، نهضت من فوق الفراش بغضب قائله: 


حديتي كان رد على حديتها اللى مش بتسيب دجيجه غير وتفكرني بيه، طبعًا ما أنت زينة الشباب اللى كان يستحق صبيه بِكر، مش عازبه، لاء كمان عازبة وعاقر... إنت المفروض تتجوز مره تانيه عشان يكون لك ولد سند، بس يا خسارة وجتها هتخسر الأرض اللى بسببها عندك إستعداد تجتلني بس بتأجل الوجت، عارف حديت عمتك صُح، انا فعلًا عاقر، بس أكيد ده من نعم ربنا عليا، إن حشايا يفضل نضيف وميشيلش من.... 


صمتت للحظات تنظر الى عيناه اللتان يظهر منهما الغضب كذالك ملامح وجهه والموجومه، ينتظر بقية حديثها وقد كان هذا نهاية الصبر حين قالت: 


من أشباه الرجال اللى إتجوزت منهم إتنين ميتخيروش عن بعض. 


جذبها من عضد إحد يديها بغضب يضغط عليه يكاد يسحقُه بقبضة يده، إصتطدمت بصدره الذى يفور غضبًا، انفاسه المُلتهبه تكاد تحرق صفحة وجهها، سمعت صوت صك أسنانه، كل شئ به غاضب وثائر لحظه وإثنان وترك زمام العاصفه الذى بداخله، وهو يجذبها من عضد يدها متوجهًا نحو تلك الآريكه بالغرفه، للحظه إرتجف جسدها لكن أغمضت عيناه وتلك الذكري تضرب عقلها،


عقلها يُخبرها:


لا لن يكون أفضل من غيره،إتخذت القرار فتحت عينيها ورفعت يديها قامت بشق تلك العباءه من فوق صدرها الى منتصف جسدها، ونظرت الى عينيه كآنها فقدت روحها او بالأصح هي بلا روح لن تتألم بذلك مره أخري، قالت بإستبياع: 


إيه هتغتصبني إنت كمان،ولا هتكويني بمية النار... عادي اللى داق مُر الحنضل بيتعود على طعمه يا سراج. 


عصف عقله بذهول مما قالت، ماذا تقصد 


تحولت نظرة عيناة من متوحشه الى مُستفسره، لكن يعلم أنها كعادتها فقط تُعطيه شواهد حدثت ولا توضحها... 


يبدوا أن هنالك أسرار بالماضى كذالك أسباب كثيرة لإصرارها بل إستماتها على عدم التفريط فى قطعة الأرض تلك...لكن هو لا يعُد يهتم بقطعة الأرض.... كذالك قول ثريا عن إغتصابها،هل فعل غيث ذلك ونالها بالإغتصاب .. وسر ذاك الحرق بفخذها قالتها "تكويني بمية النار"... خفق قلبه بشدة شافقًا عليها لهذه الدرجة فاقدة للروح... ماذا تتوقع أن يفعل بها... هل إستسلامها له سابقًا كان لخوفها من ردة فعله معها لو رفضته، 


هل سر تبلدها أحيانًا أنها تمتثل غصبً 


هل... وهل... وهل مازال هنالك ما لم تعترف به سابقًا تحتفظ به 


    كـ   « أسرار مخفيه»


يتبع....

🔥دمتم ساالمين 🔥...


الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة
تعليقات