رواية مهرة والامبراطور
الفصل العاشر 10 والحادي عشر 11
بقلم مي مالك
"ماااازن ، يا مااااازن قوم بقى بطل كسل"
صرخت بها مهرة وهي تهز مازن بعنف ، أستيقظ مازن بفزع وما أن تدرك الأمر صرخ بها :
"في أيه على الصبح"
نهضت مهرة وهي تقول ببساطة :
"قوم يلا عشان نجري حوالين الكومباوند شوية"
رفع حاجبة وتمني لو ينهض يتأكد من سلامة قواها العقلية :
"روحي نامي يا مهرة ، ربنا يباركلك في عقلك إلى مش موجود أساساً ، غوري من هنا بدل ما أقوم أنفخك"
انهى جملته وغطى وجهه بالغطاء الخفيف ، لتجلس مهرة بجانبه وتمثلخ البكاء قائلة بحرقة :
"أنتم كدة على طول يا رجالة مفيش وعد بتوعده ألا وتخلفو فيه ، أه ياني على حظي الهباب ، يا حظك الهباب يا مهرة"
نهض مازن وهو يصرخ :
"أه يا حزني أنا ياختي ، أه يا حظك الهباب يا مازن على إلى بتعمله فيك مهرة"
ربتت على ظهره بشفقة :
"يا عيني لا معلش شدة وتزول أن شاء الله ، يلا أتلحلح وروح غير هدومك عشان ننزل نجري"
"لا وأطلعي برة ، أنا أجازة مش هروح الشغل ولا هتحرك من السرير ، أنا هنام ، وأنتي زي الشطرة تطلعي برة ، لأشرب من دمك"
انهي جملته بصراخ في وجهها ، ثم أشار إلى الخارج ، نظرت له قليلاً ثم تحركت بحزن وهي تجر أذيال الخيبة ، لم يطمئن مازن ألا عندما خرجت أخيراً من الغرفة ، ليفرد نفسه على الفراش أملاً طامحاً أن ينام ، لكن دقائق معدودة وفتح الباب فجأة ، أرتفع الفراش أثر قفز مهرة عليه لتستقر فوق قدم مازن الذي صرخ بغضب ورفع الغطاء من عليه وأمسك بيه مهرة يضربها في أي منطقة تأتي يده عليها ، وهي تصرخ بحنق نادماً على عملتها السوداء (وأدي أخرة إلى يلعب مع الأسد 😂 أو الجحش أيهما أقرب)
وبعد الكثير من المحاولات خرجت أخيراً من بين براثنه وفرت هاربة منه ، أعماه غضبه وركض ورائها كالمجانين ، صرخت مهرة بخوف يشوبه الفرح وظلت تركض إلى أن قابلتها ليان في وجهها ، نظرت الفتاتان لبعضهم بصدمة ، أختبأت مهرة ورائها وهي تصرخ بشقاوة :
"ألحقيني يا ليان مازن عايز يضربني"
حاول مازن أن يمسكها من شعرها لكنها تفادته بسرعة وضحكتهم تملئ المكان ، وللحق هي تزعج ليان ، ركضت مهرة مرة أخرى عائدة إلى غرفتهم وهو ورائها يتواعد بأمساكها من شعرها وتحويلها من مهرة إلى مكنسة _وفي روايه اخرى شرشوبة_
دلفت إلى الغرفة وظلت تدور هنا وهناك حتى قطعت نفس مازن المسكين ، وأخيراً أمسكها وبكل قوته ألقاها على الفراش وكبلها جيداً ، صرخت بمرح وهي ترى نفسه الذي يأخذه بالعافية ، ليضحك مازن على هيئتها ثم ألقا نفسه بجانبها وهو يردد :
"منك لله ، منك لله قطعتي نفسي"
نظروا الأثنان لبعضهم ثم ضحكو بجنون ، دقائق وهدئوا لتقول مهرة :
"يلا غير هدومك وتعالا نجري ، يلا"
وتركته وذهبت نظر مازن إلى الباب وهو مبتسم فمن الواضح أنه على مشارف الجنون
____________
ركضوا الأثنان كثيراً ، كان الموضوع محبب لدى مازن ، برغم من ضيق النفس الذي تسببت به مهرة وأفعالها المجنونة ، كانوا يركضون بهدوء حتي قال مازن من بين أنفاسه اللاهثة :
"ما كفاية كدة بقى ، أنا تعبت"
"لسة شوية كمان"
لم يتحدث لكن مد يده يطلب المياه ، لتعطيه الزجاجة البلاستيكية ، فتح الزجاجة وبكل عزيمة وأصرار ألقا المياه على وجه مهرة ، صرخت مهرة بتفاجئ وتوقفت عن الركض مسحت وجهها بصدمة ثم ركضت وراء مازن الذي ضحك بفرحة أنه أغاظها ، ظلت تركض وراءه حتى وصلوا للمنزل ، وما أن وصلوا حتى توقف أخيراً وهو يلهث من شدة أحتياجه للهواء ، ضربته مهرة في كتفه بغضب ، ليظهر ملامح الشماته بهيئتها الجميلة ....ماذا !! ....هل مازن يتغزل بأمرأه ....بركاتك يا مهرة
جاءت ليان الحانقة من أفعال شقيقها ثم قالت :
"ممكن تبطلوا دوشة ، قاعدين تجروا ورا بعض من صباح ربنا ، أيه أنتم مش عيال صغيرة"
نظروا الأثنان لها أحدهم بأمتعاض والأخر بحنق فهي ليس لها الحق لتعتب على أفعالهم ، قال لها مازن بمرح :
"في أيه يا ليلو ما تفكيها بقى ومتبقيش خنيقة"
"خنيقة !! ، ما تنقي ألفاظك ، وبعدين أنت مش وراك شغل ، قاعد تهزر وتدلع كدة ليه"
"لا ما أنهاردة أجازة مفيش شغل ، أنا هقعد في البيت أتدلع أنهاردة"
وأنهى جملته وهو يدغدغ خصرها بمشاكسة ، لتبتعد ليان بضيق وهي تقول :
"مالك يا مازن أنهاردة مش طبيعي ، أنتي شربتيه حاجة ولا أيه"
ونظرت إلى مهرة توجه لها الحديث ، قالت مهرة ضاحكة في محاولة أخيرة أن تجعل الأمور لطيفة بينها وبين ليان :
"لا هو شارب جاهز ، مش شايفة بيجري ويطنطت زي الكنغر قودامك"
نظر لها مازن وهو يقول بأستنكار :
"كنغر ، بس يا حيوانة بدل ما أجي أقلبك حمار بديلين"
لتقول ليان بسخرية :
"وليه تتعب نفسك ما هي حمار جاهز ، هو مش المهر ده أبن الحمار الصغير"
رفعت مهرة حاجبها وظهر الضيق على وجهها ، ولم تجيب بل نظرت لها من أسفلها إلى فوقها ثم قالت وهي تتحرك بغنج :
"ولله يا ليلو كل واحد أدرا بنوع الحيوان إلى شبه ، ولمعلوماتك المهر دي من أفخم أنواع الأحصنة ، وأنا فخورة بأسمي لأني شبه"
وتحركت تصعد إلى أعلى تاركا ليان تكاد تشد شعرها من فرط الغيظ ، ما أن صعدت مهرة ، وكز مازن ليان في معدتها وهو يقول بحدة :
"أيه حمار صغير دي ، نسيتي معنى أسمك أيه ، ليان جي من النعومة والطرواة والمرونة والأنوثة ، وأنتي مدب ودبش وحلوفة وكسولة ، بطلي تنمر على خلق الله بقى"
وتحرك ليذهب هو الأخر لتقول هي بغيظ :
"على فكرة أنا مليانة أنوثة ونعومة"
تمتم مازن بحنق :
"يا شيخة غوري ، ده أنتي شبه عربية الكبدة إلى عاملة حادثة"
"بتبرطم بتقول أيه !!!"
تحرك مازن للأعلى ولم يجيب عليها ، لتضرب ليان الأرض بقدمها بغضب وغيظ ، بينما تحرك مازن ذاهباً إلى غرفته
دلف إلى الغرفة وجد أن مهرة تستحم بالحمام الخاص به ، فوجدها فرصة ليجهز ملابسة ليذهب للعمل برغم من أنه لم ينم جيداً حتى الآن ف في النهاية كل ما نامه هو ساعتان ما أن تعمق في نومه حتى جاءت مهرة بجنونها لتسحبه معاها إلى الجنون وتخرجه خارج دائرة راحته
خرجت مهرة من الحمام وأخذت منشفة بيضاء وبدأت بتجفيف شعرها ، نظر لها مازن فهيئتها جميلة ، تقدم منها بلا وعي ومد يده يلمس شعرها ، صدمت مهرة من ردة فعله وتوقفت عن التجفيف ، ثوان وتطور الأمر وبدأ بلمس بشرتها ، صعقت مهرة من فعلته ، وحاولت البعد عنه ، لكنه أمسكها من خصرها وقربها منه حتى أصبح لا يفصل بينهم سوى سنتيمترات قليلة ، لمس شفتيها بأبهامه لتنظر له مهرة بقلق فهي قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها ، أقترب بوجه من أذنها ثم همس بخفوت مثير :
"عيني على الحلو وهو بيتكسف وخدوده فراولة"
دفعته عنها بقوة ليضحك هو بفرحة من هيئتها الخجوله الذي لم يراها من قبل ، نظرت له مهرة بضيق وتحدثت بحنق :
"خدوده فراولة ولله لولا أني عارفة أنك حلوف وبارد كنت أفتكرتك بتعاكسني"
ضحك بشماته عليها ، وأخذ منشفة ودلف إلى الحمام وهو متأكد مئة بالمئة أنها خجلت منه مثلما هو متأكد أنه لم يقترب منها عن قصد وأنما تحركت قدمه بلا وعي منه ، من الجيد أنه تدرك الأمر وحوله إلى موقف كوميدي ، وألا كانت العواقب ستكون وخيمة
___________
أرتدى ملابسه وهبط للأسفل وجد مهرة ليست موجوده وليان تتحدث في الهاتف ومن الواضح من نبرتها أنها غاضبة بشدة ، تقدم منها لتغلق الخط وتنفجر في وجهه :
"شوفت مراتك عملت أيه ، مشت كل الطباخين وقال أيه أديتهم أجازة لمدة أسبوع ، تقدر تقولي دلوقتي هنفطر أزاي ولا هنتغدا أزاي ، ده حتى مرفت أديتها أجازة عشان بنتها تعبانة"
"أيوة بنتها تعبانة وكانت محتاجة تقعد جمبها"
صرخت به بحدة :
"ما هي كل شوية بتتعب مش حوار يعني عشان كل ما تتعب تديها أجازة ، تعبانة تقعد جمبها في البيت ونجيب غيرها .....
"غريبة أنا أعرف أن الأم بتحس بالأم إلى زيها بس من الواضح أن الموضوع عندك عالى أوي لدرجة أنك مش بتحسي بحد خالص"
قالتها مهرة وهي تهبط على السلم وصوت كعبها المستفز يعصب ليان أكثر وأكثر
قالت ليان من بين أسنانها :
"أنتي دايماً بتتدخلي في شئون مش بتاعتك ، شكل الضرب إلى ضربتهولك المرة إلى فاتت مجبش نتيجة ، وحابة تتضربي تاني"
تقدمت مهرة ناوية سحق ليان ، ليفصل مازن بينهم وهو يصرخ بالهدوء :
"أنتم أتجننتو ، مهرة أمشي من هنا"
تحركت مهرة وذهبت إلى المطبخ ، أمسك مازن ليان من يدها بعنف وهو يصرخ بها :
"أنتي عايزة تضربي مراتي قودامي مكفكيش إلى عملتيه المرة إلى فاتت جاية دلوقتي وبكل بجاحة عايزة تضربيها وقودامي ، أنتي أيه جرا لعقلك حاجة"
"مش شايف عمايلها ، هي إلى مستفزة"
"أنتي إلى مغرورة وطيشك عميكي ، أنتي متخيلة لو كنت سبتها عليكي ، كانت هتكلك بحق كل عمايلك ومشاكلك إلى قاعده تعمليها من ساعت ما جت ، أوعي تفتكري أنك هتعرفي تضربيها زي المرة إلى فاتت ....بيتهألك ، هي مقدرتش عليكي عشان تعبانة مش أكتر ، غير كدة كان زمانك روحتي الأنعاش ، دي مهرة مش عاصم هتتعصبي عليه هيكش ، ولا خالتك إلى مجرد ما تحس أنك هتتعصبي تجري تتادي فيكي زي العيل الصغير ، ولا هي أنا هتستحملك مهما عملتي فوقي يا ليان ، أذا كان عليا فأنا مستحملك عشان أخوكي وأبوكي ، غير كدة أنتي عمايلك تخلي الواحد ينتحر ، وأبقى روحي قولي الكلام ده لأكتر واحد مستحمل نوبات جنانك هتلاقيه بيسمعك وهو مشلول وأكيد أنتي فاهمه أقصد مين "
قالت ليان بتوتر :
"قصدك على مين ....يونس أنا مش بكلمه من ساعت أخر مرة لما قولتلي مليش دعوة بيه ، بطل ظلم بقى يا أخي"
"ظلم !! ، ماشي يا ليان ، بس خلي بالك من تصرفاتك ، عشان أنا مش هفضل ساكت كتير"
وتحرك إلى المطبخ ، لتسأله بأستفسار :
"طب أنت رايح فين"
"رايح أعملك الفطار ، عشان تفطري يا هانم ، ياريت تهدي بقى"
وتحرك للمطبخ ، وجد مهرة تعطيه ظهرها وتقطع شئ ما ، نظر لها بضيق فهي الأخرى مخطئة ولكن هو خائف على نفسيتها حتى لا تعود لحالتها السابقة ....ماذا ! ....مازن يخاف على فتاة ....وعلى شعورها ونفسيتها ....هل هذا حقيقي
حمحم بقوة لتعلم بوجوده ، ظبطت هيئتها وألتفتت له ولكنها لم تتمكن من أخفاء نبرتها المختنقة :
"دقايق والأكل هيجهز"
"لا أطلعي أنا إلى هعمله ، أنتي نسيتي ده أنا طباخ قديم"
أبتسمت أبتسامه باهتة ، ثم هزت رأسها وعادت تكمل ما تقطعه ، أقترب منها وهو يستفسر :
"بتعملي أيه !"
"بقطع الخضار عشان أعمل فول"
"فول وده جبتيه منين ده"
مدت يدها بعلبه حديدة خفيفة :
"جبته من السوبر ماركت هو وشوية وحاجات تانيه وانا راجعة من الشغل"
"تسمحيلي أساعدك"
أبتسمت له ولم تجيب ، نزع عنه سترة البدلة ورفع كم قميصة ، وبدأ بجمع أشيائه من الثلاجة ،وبعد قليل كانت مهرة تقف تقلب الفول على النار وهو يخلط البيض بالزعتر ،
نظر لها ثم قال بهدوء :
"عايز أقولك على حاجة ، بس متزعليش أعتبريني بعاتبك"
نظرت له بهدوء متوقعه ما يقوله ، رمش عدة مرات ثم قال بعتاب :
"تعاملك مع ليان كل مرة بينحط ...والموضوع مش من ناحيتك بس أنا عارف ....هي ممكن تكون غلطانة بس أستحمليها ....ده أنتي مستحملاني أنا شخصياً مش هتقدري تستحملي أختي"
"ليان مش مجرد بتضايقني عشان غيرانه عليك ، صدقني لو كنت حسا بكدة كنت بعدت عنك على الأقل قودامها ، ليان بتعمل كدة لمجرد أنها حسا أني أحسن منها ، أو أني خدت مكان مش مكاني ، وفي حد مفهمها أنك المفروض متتجوزش وتخليها هيا تربي ملك"
تنهد مازن بضيق ثم قال :
"بس حتى لو أنا قولتلك قبل كدة ، هيا غاليه عندي أوي ومعنديش أستعداد أخسرها وأنتي بطريقتك معاها هتخليني أخسرها"
"يعني أيه يا مازن عايز تقول أنها هتضربني وأقعد أعيطلها ولا أيه ، الغلطان بياخد على دماغه ، وأنا سكت المرة إلى فاتت غصب عني عشان معملش مشكلة وعشان منفتحش الموضوع تاني ، مع أنك مجبتش ليا حقي"
أبعد نظره عن ما بيده ونظر لها وهو يقول بصدق :
"ولله هزقتها ومكنتش بكلمها خالص ....عشانك ، كنت كل ما أشوفك قلبي يوجعني عليكي وأبقى عايز أنفخ ليان"
"لكن منفختهاش ....عشان هيا ليان ومهما عملت هتفضل ليان بنتك ....فمتستغربش لما تلاقيها بتعمل كل ده فيا ....عشان هتلاقي إلى يحميلها ....أنما أنا لو عملت إلى هيا عملته كان زماني عند مريم دلوقتي صح ، مشكلتك أنك مش حقاني"
"يعني أنتي عايزاني أفضلك عنها"
"لا وبكل بساطة أنا بس عايزاك تاخد لي حقي ، مش لا انت ناصفني ولا سايبني انصف نفسي"
وتحركت للخارج تاركا أياه يقف في المطبخ حائرة بين طيش شقيقته وضعف مهرة الذي لا يراه أحد غيره
___________
أجتمعوا الجميع على السفرة دون مهرة ، رص مازن الأطباق بنفسه ثم صعد لمهرة تحت أنظار ليان الحانقة ، فتح الغرفة وجدها تتكور على نفسها في الفراش وتمثل النوم ، نادى عليها بهدوء ولكن لا مجيب ، أقترب منها وجلس بجانبها صامتاً ، كانت تغطي نفسها بالغطاء ، لا يظهر منها لا رأسها ولا حتى أطراف أقدامها ، تنهد مازن ثم قال :
"طبعا أنتي فاكرة أني طالع أتحايل عليكي عشان تاكلي"
أجابته من تحت غطائها :
"لا متتعبش نفسك أنا مش هنزل"
"ما أنا عارف عشان كدة مش هتعب نفسي ، أنا طالع أسأل عن حاجة تانيه ، وصلتلي أخبار أنك خبيتي القهوة بتاعتي أقدر أعرف ليه"
"عشان مضرة على الصبح كنت عايزة أشجع نفسي أني مشربش قهوة الصبح فقولت أنت تشجعني ومتشربش معايا"
"طب أنتي عندك فقر دم ونقص حديد أنا ذمبي أيه"
لم تجيبه ليقول حانقاً :
"أنتي يالي تنشكي خبيتي القهوة فين ، يا تقوليلي القهوة فين يا تنزلي تاكلي معايا ، أنما تخبي قهوتي ومتاكليش أنتي بتعاقبيني"
لم تجيب أيضاً لينطق مازن :
"طيب براحتك بس أفتكريها"
وهبط إلى الأسفل ، وترأس السفرة وبدأ الجميع في تناول الأفطار ، نظرت ملك لوالدها وهي تسأل بفضول :
"بابي هي مهرة مش هتنزل ولا أيه !"
"لا يا حببتي مهرة مش عايزة تنزل أصل في حد مزعلها عشان كدة مش عايزة تاكل"
صمتت ملك قليلاً ، ومازن وليان يتبادلون النظرات الحادة بينهما ، بينما يامن لا يفهم أي شئ ، لتفاجئة ملك بقولها :
"بابي هو أنت ليه دايماً بتزعل مهرة ، أنت مش بتحبها !!"
أجاب مازن سريعاً وكأنه يتفادى عقوبة ما :
"لا طبعا يا حبيتي أنا بحب مهرة ومش بحب أزعلها خالص"
تدرك ما قاله ، وسط نظرات ليان المصدومه الغاضبة ، ضحكت ملك بعفوية :
"طيب خلاص يبقى خليها تنزل تاكل معانا"
هز رأسه محبطاً بما جعلته ملك يفوح به دون قصد ....لكنه لا يحبها بهذه الطريقة ....هو يحبها من أجل ملك فقط ويحب أهتمامها
هكذا قال لنفسه وهو يصعد دراجات السلم ليعود إلى مهرة مرة أخرى وهذه المرة يا يقنعها أو يجبرها
"أنتي يا بت أنا مش همشي من هنا غير لما تنزلي في أيدي"
هكذا قال ما أن أقتحم الغرفة على مهرة التي كانت تجلس القرفصاء على الفراش ، نظرت له بلا أهتمام ثم عادت تغطى نفسها بالغطاء ، ليقول مازن بغضب :
"لا بقولك أيه يا شاطرة ولله لو أستخبيتي تحت السرير هتنزلي معايا برضو"
وأمسك بالغطاء بقوة يسحبه من عليها لتنهض بغضب وهي تقول بحدة :
"أنا مش هنزل ولا هفطر مع أختك ومفيش أي حاجة هتجمعني بيها أبداً"
"عشان خاطر ملك ، ملك مش عايزة تاكل تحت ومستنياكي ، معلش"
"لا يعني لا ، وبعد أذنك أمشي ، أنا مش هنزل"
رأى الأصرار في عيناها ، ليتنهد بضيق وهو يهمس :
"خلاص بقى أنتي حرة"
وفجأة حملها على كتفه كالطفل الصغير ، وهبط لها للأسفل وسط صراخها الذي أسمع كل من بالمنزل ، أجلسها على مقعدها على السفرة ، وما أن جلست على المقعد نهضت متذمرة على ما فعله الوقح مازن ، ليبتسم مازن بسماجة وقبل أن يلفظ أحدهم بأي شئ هدرت ليان بغضب :
"أيه إلى بتعملوه ده أنتم أتجننوتم ، كدة قودامي وقودام ملك ، طب العقل زينه ، شغل الهبل ده يبقى بينكم وبين نفسكم أنما مش كدة ، وبعدين ما كنت بعقلك يا مازن أيه إلى حصل !"
قال مازن ضاحكاً :
"بعيد عنك إلى يقعد مع مهرتي يتجنن ، مش كدة يا مهرة"
نظرت له بغرابة ثم جلست وبكل جنون وشماته أخرجت لها لسانها تحاول التأكيد لها أن كل شكوكها صحيحة وأن مازن لن يتمكن أحد من السيطرة عليه بعد الآن غيرها ، نهضت مهرة فجأة وذهت للمطبخ ثم عادت ومعها عصير برتقال فريش من أجل الجميع ، بدلاً من القهوة ، أكتفى مازن بالأبتسام لها ولم يعقب على العصير ، قالت مهرة وكأنها تزكرت شئ :
"أه صح يا مازن ، كنت عايزة أقولك حاجة"
أعطى لها مازن كامل تركيزة وهو ينتظر ما تقوله :
"أنا عايزة أشترك في جيم"
هز رأسها وهو يسأل :
"ليه !!"
فمهما كان الشخص الذي أمامه ، فهو يحتاج لأقناع لكل شئ يوافق عليه ، مهما كان تافهه وبسيط ، فهذا هو مازن
"أصلى حسا أني تخنت شوية من قعدة البيت وكمان أنا شغلي كله على مكتب ، ف محتاجة أروح الجيم"
زفرت ليان بغيرة وألقت الملعقة من يدها ونهضت تاركا مازن ومهرة ينظرون لها بغرابة وصعدت للأعلى ولم يعترض أحد طريقها ، نظرت مهرة لمازن منتظرة رده ، ليقول بصدق :
"أن جيت للحق أنتي مش محتاجة تخسي خالص ، بس وماله براحتك شوفي هتروحي أمتى بس وبلغيني عشان أبقى عارف أنتي فين ، ماشي يا ماما !"
هزت رأسها بهدوء ، ليقول مازن لملك :
"يلا يا حلوة خلصتي أكلك ، يلا عشان نروح المدرسة"
____________
"بقولك مازن مبقاش سمعلي كلمه !!"
قالتها ليان بحدة ليونس ، الذي يجلس يهز رأسه بضيق فهو يعلم أن ليان متملكه وكل ما تحبه تحب أمتلاكه ، وهو أكثر العالمين بهذا الشئ ، قال لها بحزن على حالهم :
"طيب أعمل أيه أنا يا ليان ، في أيدي أعمله"
"أديني حل ، مش أنت راجل قولي أزاي أرجعه يحبني تاني"
قال لها بملل :
"ليان يا حببتي هو مبطلش يحبك ، هو بس مهتم بمهرة شوية عشان هي مراته وده حقها عليه"
"لا مش حقها مش من حقه يهتم بحد ولا يحب حد غيري يا يونس ، أنا وبس إلى المفروض أكون حبيبته ، وكمان مهرة العقربه دي ، دي عايزة تاخده مني ، أنا شوفتها وهي بتطلع لي لسانها على السفرة لما زعقتلهم"
قال لها بأستنكار :
"طلعتلك لسانها ، أيه شغل العيال ده"
أضافت ليان بغضب :
"والمشكلة أنها حرقت دمي فعلا !! ، شغل عيال بس حرقت دمي"
"بجد البت دي جبارة ، برضو لما قالت لليلي أنها حرباية ليلي معرفتش تنام من حرقة الدم وكلنا فرحنا فيها صراحة"
"عشان معندكش دم !! ، كان المفروض تروح لمهرة وتجبها من شعرها وتاخد حق أختك"
"ليلي إلى غلطانه بتسأل أسئلة غبية ومحرجة ، وهي كسفتها ، صراحة أنا شايفها تستاهل"
"طب وأنا أستاهل برضو إلى بتعمله فيا يا يونس ، أقف معاها أنت كمان ، مهي مهرة دي بقت ساحرة وواخدة كل الرجالة في صفها"
"لا يا حببتي أنا عمري ما أكون في صف حد غيرك ، عشان أنا فاهمك يا هبلة ، ولولا أني عارف أنك بتعملي كدة من حبك في مازن ، كنت قولت أنك حقودة ومنفسنة ، بس أنا عارف أنك بتعملي كل دة من حبك في مازن"
نظرت له بعاطفة ثم قالت وهي تحاول عدم البكاء :
"طب أنا أعمل أيه دلوقتي مع مازن !! ، ده خلاص هيروح مني ، حسا أنه خلاص مبقاش بيحبني من مشاكلي مع الحيزبونة مراته"
"طيب خلاص يبقى أنتي متعمليش مشاكل معاهم ، يا تقربي منها وتحاولي تصاحبيها ، لو معرفتيش أبعدي عنها خالص ومتتدخليش في أي مناقشة معاها ، وأبقى حاولي تاخدي منها قصفات الجبهة إلى بتطير جبهتك بيها ورديهالها"
"يطير جبهتي !! ، أنا محدش يقدر يطير جبهتي ، تطير رقبتها البعيدة"
_____________
كانت مهرة على مشارف النوم ، فهي اليوم أجازة رسمية بسبب عيد ميلاد المدير ، وللحق المدير لو علم بأن خالد هو من أعطى الأجازة متحججاً بأتمام والده عامه الستين ، سوف يفعل من فخاده شاورما سوري
شعرت بأحدهم يلمس على ظهرها برقة ، فزعت مهرة ونهضت بسرعة وبيدها سكين حامي أخرجته من تحت الوسادة ، أخذته من المطبخ سابقاً أحتساباً لأي حركة مجنونة من أي شخص بالمنزل ، نظر لها مازن بفزع وهو يقول :
"سكينة يا مهرة ، مخبية تحت المخدة سكينه !!"
أنزلت السكين ثم نظرت له بشك وهي تقول :
"أنت كنت بتعمل أيه"
"كنت بعدلك التيشرت عشان كان مرفوع ، وبعدين يعني الموضوع مش مستاهل سكينة ، أنتي حد ضايقك قبل كدة !"
هزت رأسها بنفي وهي تقول :
"لا بس أنا مش هستني أما حد يعمل حاجة"
"بس مش لدرجة ان من حركة بسيطة زي دي ترفعي السكينة ، أفرض كانت ليان عايزة ترخم عليكي أو ملك ، تجيبي لهم سكته قلبية"
"أنا قولت أنت وملك مش موجودين وليان مش بتموت فيا وأنا صاحية عشان تيجي الأوضة وأنا نايمة ، فمحدش هيدخل غير لو كان غريب"
"صراحة مش قادر أفهم أيه إلى ممكن يكون حصلك مخليكي مش واثقة في حد بالطريقة دي ، مع أن عندي فضول رهيب أعرف ، لكن مش مهم ، قد ما مهم تعرفي أني عمري ما هسمح لحد يأذيكي طول ما أنا عايش"
ظلت تنظر له بمشاعر غريبة ، ثم أبتسمت له ، أدركت نفسها قليلاً :
"أنت أيه إلى رجعلك من الشغل !"
"أنا مروحتش الشغل أصلا ، صراحة زهقت فقولت أرجعلك نقعد سوا ، وأهو أنتي كمان أجازة"
أبتسمت له :
"طيب خلاص شوف لنا حاجة نعملها ، ولا هنقعد وشنا في وش بعض ، تيجي نتفرج على كرتون مولان !"
قال مازن بملل :
"يووه أنتي مش بتزهقي من الكارتون ، أنا عندي فكرة أحسن ، هغير هدومي وأقولك عليها"
___________
وضعت عصير الليمون بالنعناع على المنضدة منتظرة مازن ، الذي قال انه لديه فكرة ويريد منها الذهاب لعمل أي عصير فريش حتى يأتي ، جاء مازن وبيده كتاب ما ، أعطاه لمهرة تتأمله قليلاً وبدأ هو بسكب العصير بالأكواب ، نظرت له مهرة وهي تقول بضيق :
"نثرت أوراقي البيضاء ! ، ده رومانسي"
"أه لسة مقرأتهوش هقرأه أول مرة معاكي"
"بس أنا مبحبش الكتب"
"أنا هقرأهولك يمكني تحبيه ، أنا بحب القراءه جدا
ومتخافيش هي رواية حلوة"
تنهدت بقلة حيلة :
"طيب نجرب"
أمسك مازن الكتاب وبدأ بسرد أحداث الرواية وكأنه معتاد على هذا الشئ ، مر الوقت ولم يشعروا به وهم يعيشون حرفياً مع الرواية ، أراحت مهرة رأسها على فخذ مازن ، الذي رفع يده وظل يلمس على شعرها وكأنها طفلته الصغيرة ، وهي تغمض عيناها وتبتسم من وقت لأخر ، حتى قالت بنبرة دافئة :
"مازن"
توقف عن قراءه الرواية ونظر لها :
"أيه !"
"أنا عايزة أسافر"
🕺🏻💃🏻🕺🏻💃🏻🕺🏻💃🏻🕺🏻
(الفصل الحادي عشر)
"أنا عايزة أسافر"
لماذا توتر !....لماذا أنقبض قلبه بهذا الشكل ....لماذا ولماذا ولماذا !!
"ليه"
قالها ببرود برغم ما بداخله ، لتنهض من على فخذه وهي تقول :
"أنا زهقانة ، ومخنوقة ، حسا أن عندي كبت ، وهبقى أحسن لما أسافر ، ممكن أسافر يا مازن"
أغلق الكتاب ووضعه بجانبه وهو يقول بتوتر :
"طب وأنا !! ، هتسبيني"
وتغيرت نظرته ، وتحول من مازن ريان ، إلى طفل صغير يتوسل بنظراته لأمه حتى لا تتركه ، لكنها قالت بدهشة :
"أنت أيه !"
تدرك نفسه وهو ينطق :
"أقصد ملك يعني ، هتسبيها"
"لا عادي ممكن أخدها معايا ، لو موافق"
"أنتي عارفة رأي في موضوع أنك تسافري لوحدك"
نظرت له وهي تقول بترجي :
"مازن أنا مخنوقة ، ومحتاجة أمشي من هنا ، أنا أخر حاجة ممكن أعملها أني أخنق نفسي في وسط مكان أهله م ......
وضع يده على ثغرها يمنع ما تبقى من كلماتها ، ثم قال ببعض العنف :
"أهل أيه يا هبلة ، أهل البيت إلى هما أنا وأنتي وملك وبس ، وأذا كان على يامن وليان هيقعدوا مهما يقعدوا ويمشوا يرحوا بيتهم ، أحنا أهل البيت ده"
وضعت يده على وجهها وهي تقول بضيق :
"يووه أنت برضو مش فاهمني ، أنا مخنوقة حسا أن في حاجة كاتمه على قلبي ، أنا ....أنا
صمتت ولم تكمل ، لكنها بدأت بالبكاء ، لم يراها لكنه سمع صوتها ، أنتفض مازن كمن لدغته أفعى ، ليقترب منها وبكل هدوء يحاوطها كمن يحاوط أبنته ، وهي أنفجرت ....لا تدري ماذا تقول له ؟ ....تشعر بلعنة تقترب منها ....تشعر بالخوف يداهمها ....بدلاً من أن يحميها مازن ....بل أقلقها أكثر ....أصبحت قلقة من حدوث أي شئ له بسببها ....فهو شخص عزيز ...عزيز فقط ليس أكثر ...هكذا قالت لنفسها وهي تحاوط رقبته بيدها وتتمسك بشعره الناعم
"أحكيلي مالك ، أكيد كل زعلك ده مش من ليان بس"
قالها مازن وهو يربت على ظهرها ، تنهدت بحزن ثم أستعادت رابط جأشها وهي تقول :
"لا هو بس كمان الشغل وكدة ، لكن أنا بقيت تمام"
وخرجت من بين ذراعيه بحرج ، ثم نهضت وتركته يتابعها بنظره حتى ذهبت ، شرد قليلاً فما وراء تلك المهرة كبير إلى الحد الذي لا يمكنها الأفصاح عنه ولا نسيانه
___________
مر اليوم طبيعياً هادئاً ، قضت مهرة بقيت اليوم في غرفتها أفضل من غرفة مازن فهي مشتته ولا تريد رؤيته ، حاولت بقدر الأمكان معرفة ما الذي يشتتها ، لكن هي قررت التعامل مع نفسها وكأن لا يوجد أي شئ ، ظلت تعمل على الحاسب إلى فترة طويلة ، حتى تنهدت بثقل وهي تزيحه من على قدمها ، ومن درج الخزانة الصغيرة بجانبها أخرجت مذكراتها ، وفتحت أحدى الصفحات وبدأت تكتب كلمتها الحزينة
"في حاجة مش كويسة هتحصل ، من خبرتي السابقة كواحدة عاشت أسوء ما في الحياة ، فدايماً لما المشكلة بتقرب مني بحس بيها ، المشكلة أني مش عارفة المشكلة ممكن تيجي منين ، بتمني أنها تيجي من ليان أحسن ما تيجي من حد تاني ، حد أنا بتمني مشفهوش تاني ، كل يوم بندم أني هربت وسبته ياريتني كنت واجهته ، كنت أتجننت وضربته لحد ما يخلص في أيدي ، أنا هربت من ألم ووجع كبير ، لكني عيشت طول الوقت خايفة يرجع تاني ، خايفة من أي راجل من أي حد بيقرب مني ، خايفة من كل حاجة ، من كل نظرة ، وكأن الدنيا كاتبة لي أني ما أعيش حياة طبيعية أبداً ، وإلى زاد الموضوع حزن ، أني بدل ما أتحاما في مازن بقيت بخاف عليه وعلى بنته ليتئذو بسببي ، ياريتني كنت أقدر أمشي وأرجع من مكان ما جيت ، ياريتني ما جيت ولا شوفتهم"
وأنهت كتابه كلماتها ، مع سقوط أخر دموعها التي بللت ورق المذكرات كعادتها ، وفي نهاية الورقة كتبت بخطوط مرتعشة باللغة العربية الفصحى
"المشاعر هي لعنة ، أتمنى أن تختفى في يوم من الأيام ، فأنا لا أصلح للحب ، لا أصلح سوا للكره والشر"
وأغلقت المذكرات وأعادتها كما كانت ، ووضعت رأسها على الوسادة وبكت بحرقة على ماضيها وحاضرها وخوفاً من مستقبلها
___________
مرت الأيام على وتيرة هادئة وكلما كانت هادئة كلما قلقت مهرة أكثر وأكثر ، وهي صامته تنتظر القادم
كانت تنام على الفراش تفكر بأرهاق فقد أرهاقها الخوف والقلق من المستقبل القريب ، طرق خفيف على الباب جعلها تنهض من على الفراش وتعدل جلستها ، دلف مازن إلى الغرفة وهو يحمحم معلناً عن وجوده ، نظرت له مهرة وحاولت رسم أبتسامه هادئة
تمعن النظر بها جيداً ....باهته ....هيئتها مطفئة ....كانت محقة عندما قالت أنها مختنقة ....لم تكن تختلق أكاذيب لتسافر ....هيئتها محزنة هل هذه مهرة اللئيمة ....يستحيل
هيئتها أكدت له أنه أخذ القرار الصحيح
"أنا حجزت تذاكر السفر للعين السخنة زي ما طلبتي ، جهزي شنطتك يلا عشان الطيارة كمان يومين"
نهضت بسرعة برغم من أرهاقها وهي تسأل :
"طب وملك"
"ليان تطوعت وقالت هتاخدها عشان أنا أب غير مسؤل ومتهور وهي مش هتأمن على بنتي معايا"
"طب وأنت سبتها عادي كدة ، ما كنت تاخدها بالعافيه"
"بيني وبينك أنا قولت أسيبها مع ليان أسهل ، لأني مش متأكد أنا فعلا هاخد بالي منها ولالا ، بس قلقان عليها مع ليان"
"هات معاها مربية تخلي بالها من ملك ، أو وصي مرفت بعيد عن ليان أنها تاخد بالها من ملك"
هز رأسه بإيجاب ، لتبتسم مهرة بحزن ، ثم نهضت تقترب من مازن الذي ظل مكانه وعلى وجهه أبتسامه جميلة ، وقفت مهرة مقابلة له وظلت تنظر له ، حتى تقدم هو أولاً وفعل ما تريده ، عانقها بحنان ثم قبل رأسها ، ثوان وأبتعدت عنه وهي تقول :
"شكرا عشان وافقت على السفر"
______________
وبعد الكثير من الأحداث الغير مهمة ، وصلوا الأثنان إلى شرم الشيخ ، وللحق لقد تغيرت حالة مهرة إلى الأحسن بكثير ، وهذا أسعد مازن ، تحركوا للفندق الذي حجزه مازن سابقاً
بعد قليل
نظرت مهرة للفراش بفرحة وخلال ثوان كانت تغوص في النوم ، نظر لها مازن وهو يضحك على هيئتها الناعسه ، بدل ملابسه بملابس خفيفه ونام بجانب مهرة واضعاً ذراعه عليها
___________
(في المساء)
أستيقظت مهرة وهي تفرك عيناها بكسل ، نظرت حولها تستوعب أين هي ؟ ، ما أن أستوعبت تنهدت بتعب وهي تفرد جسدها بأرهاق ثم نهضت إلى الحمام تعدل هيئتها وتغسل أسنانها ، دقائق وخرجت من الحمام تبحث عن مازن الذي خرج من الشرفة ما أن شعر بحركتها
"مساء الخير على الناس الكسولة"
أبتسمت له بحرج وهي تقول :
"هو أنا نمت كتير للدرجة دي"
"فاضل ساعتين والصبح يطلع"
"أيه ده بجد !!!"
ضحك مازن بأستمتاع ، وتركها وعاد إلى الشرفة ، لتتبعه مهرة وتجد أن ملامح الليل بدأت في الظهور ، أبتسمت مهرة للمنظر الخلاب ، طلما عشقت هيئة البحر الممزوجة بالغروب ، فجأها مازن بمحاوطة خصرها ، أنتفضت مهرة تلقائياً ما أن لمسها ، وضع كفه على رقبتها يقربها منه وقبل وجنتيها بحنان كرد فعل على أنتفاضها ، توترت أبتسامتها وحاولت أن تفلت من بين ذراعيه ، ولكنه أمسك بها بقوة وكأنه يرفض تركها
"البيوت هنا شكلها حلو أوي"
تأملت في البيوت وهي تقول :
"تؤ أنا مش بحب البيوت الكبيرة ، بحب الشقق الصغيرة بحس فيها دفا أكتر ، بيت صغير فيه أوضتين ، أوضه لينا وأوضه لملك ، مفيش عمال ولا مربين ، بيت صغير فيه دفايه في الشتا كلنا نتجمع قودامها وأحنا بنتفرج على التليفزيون ، ولما ترجع من الشغل نجري عليك ولا كأنك راجع من السفر ، أنا عمري ما حبيت البيوت الكبيرة"
"مع أنك مخليا والدتك تعيش في بيت كبير"
ألتفتت له وهي تقول :
"أنا كنت بحاول أرد لها الجميل ، وبعدين أنا أشتريت البيت عشان الجنينة مش عشان البيت نفسه ، ماما بتحب الزرع وكان نفسها تزرع حاجات كتير زمان بس أحنا مكنش عندنا مساحه ، وحاليا أنا في أيدي أني أحقق لها حاجه بتحبها ، فاهمني الموضوع مختلف"
نظر لها بطريقة أربكتها ، أرجع خصله من شعرها وراء أذنها وهو يقول بنبرة غريبة :
"أنتي جميلة أوي يا مهرة ....مش عارف ليه عايزة تبعدي الناس كلها عنك وتبيني أنك وحشة مع أنك مش كدة"
"وأنت أيه عرفك ، ما يمكن أنا فعلا وحشة بس أنت إلى موهوم"
"أو ممكن أكون أنا الوحيد إلى شايفك كويس"
ظلت تتنفس بصعوبة وهي تراه يقترب منها اكثر فأكثر ، لكنه قاطع أقترابه وهو يقول :
"أه صحيح ، أزاي شقة بأوضتين بس !! ، أفرض خلفنا ولاد يقعدوا مع البنات في أوضه واحدة ، المفروض يبقى ٣ أوض بقى مش ٢"
أرتجفت مهرة وشعرت ببرودة تسري في جسدها ، ثم قالت بنبرة مهزوزة :
"ولاد ! ، مازن أحنا متفقين م...مينفعش ، وبعدين أنا مش بخلف أنت نسيت"
نظر لها بحزن ثم قال بمشاكسة :
"مش مهم ، هو أنا مقولتلكيش مش أنا بتكاثر ذاتيا"
أبتسمت له مهرة ولكن الحزن مازال على وجهها ، ليمسك مازن أرنبة أنفها وهو يقول بمزاح :
"لا والنبي بلاش زعل أنا جايبك هنا عشان أمسح البوز الزبالة ده من على وشك ، شكلك وحش أوي وأنتي زعلانه ، يلا قوليلي بقى عايزة تروحي فين ، إلى تطلبيه أوامر لأجلك يا ست البنات"
_____________
جلسوا على المنضدة في أحدى المطاعم الهادئة ، وظلوا يتحدثون في أشياء كثيرة حتى جاء النادل يأخذ طلباتهم ، نظرت مهرة لمازن بحيرة :
"أطلبلي أنت أحسن"
أبتسم لها ولم يعقب ، وطلب لهم معكرونة بالجمبري وسي فود كطبق مغذي وبه الكثير من الفيتامينات ، وبعدما أنصرف النادل ، قالت :
"أنا مش بحب السمك ، وأنت طلبتلي كل السمك إلى في المطعم"
"لالا لازم تحبيه ، أقصد يعني أن السمك مغذي جدا وفيه كمية حديد وفيتامينات رهيبة ، أنا قريت كدة على النت ، وكمان أكيد هنا بيعملوه حلو وأن شاء الله يعجبك ، ولو عجبك قوليلي وأنا أجبلك الطريقة إلى بيعملوه بيها ، أو أجيبك هنا كل ما تحبي تاكلي سمك"
تحولت نظراتها له إلى قلوب من فرط أهتمامه الذي ذابت به :
"بجد ده اهتمام جميل منك ، بس مكنش له لزوم كل ده"
وضع يده على يدها وهو يقول بحب :
"أومال أنتي عايزاني أستنى لما تتعبي تاني وتقعي من طولك ، وبعدين أنتي رجعتي تتعبي تاني أنا واخد بالي بتدوخي ، ودايما مصدعة ، بتتعصبي بسرعة ، بتنامي كتير ، ومش بتاكلي كويس"
"دا أنت مراقبني بقى"
"أيوة بس متكلمتش ، عشان عارفك عنيدة ولما أقولك هتعندي أكتر وهتعملي إلى في دماغك برضو ، عشان كدة من بعيد لبعيد غيرت أصناف الأكل وبقيت ببدل أغلب الغدا بأكل فيه حديد وفيتامينات عاليه عشان تتغذي"
"أنا مش فاهمه أنت بتعمل كل ده ليه ، مستفيد أيه من كدة"
"مستفيد أني مطمن ، أنا بطمن لما بشوفك قودامي كويسة وبتلعبي مع ملك وبتروحي شغلك وماشيه على رجلك ، مش تعبانة ونايمه في السرير ، أنا قلقان لتحصلك نكسه الدكتور قال أن الموضوع هيكون خطر ، وهيكون أنيل من إلى حصل ده بمليون مرة"
جاء النادل بالطعام ، لتنظر له مهرة بأبتسامه هادئة وهي تقول :
"أنت قرأت عن الحديد ، في حين أن الموضوع عندي بقاله 5 سنين وأنا عمري ما قرأت عنه"
"عشان مش مهتمة ، كلي يا ختي ، عشان نشوف هنتجنن أزاي المرة دي"
___________
كانوا يتمشون في الشوارع بلا هدف ، نظرت له مهرة وهي تقول :
"بذمتك مش اللبس إلى أنت لابسة دلوقتي أحلى بدل جو البدل إلى أنت كنت عايش فيه ده"
ابتسم لها مازن وهو ينظر لملابسه المكونة من بنطال جينز أسود وتيشرت أبيض يعلوه جاكت أسود بأكمام ، ثم عاد ينظر لها :
"بس ده مش أنا ، مش لبسي ، ومش أستايلي ، على رأي ليان أنا مش عيل صغير عشان ألبس اللبس الشبابي ده"
"أومال بتلبسه ليه !!"
"مش عارف ، بس أنا حابب نفسي بيه"
"أقولك أنا ليه ، عشان أنت عيل ، ودي مش أهانه ، ومش عيب أن الواحد يكون عيل في حاجه معينه ، زي لبسك ، علاقتك مع بنتك ، نظرتك للحياة ، في حاجات أنت مكنتش فاضي تعيشها زمان وأنت دلوقتي بتعيشها ، الناس إلى حواليك شيفينك عيل ، بس إلى يعرفوك كويس فاهمينك وعارفين أنها حاجة كويسة ، يعني دلوقتي أنت معندكش مسؤليات ، عادي شاب زي أي حد بتروح شغلك وبتاخد بالك من بنتك ، مش مطلوب منك أكتر من كدة لكن أتجاه نفسك مطلوب ، شوف نفسك عايزة أيه يا مازن ، شوف أنت من جواك نفسك في أيه وأعمله ، الوقت في أيدك وأنت معندكش 50 سنة عشان يبقى الوقت فات ، فكر في نفسك وأمشي ورا قلبك وشوفه هيوديك فين"
"أممم يعني أنا أشوف نفسي في ايه واعمله من غير تفكير"
هزت مهرة رأسها بإيجاب ليقول بجنون :
"طب أنا نفسي أروح للأوتيل جري"
نزعت مهرة كعبها العالي وأمسكته بيدها وهي تقول :
"يلا"
لم يكن يتوقع الأستجابة السريعة منها ، لكنه ركض بفرحة وضحكاته هو ومهرة تملئ المكان ، وكانهم مراهقين لا يوقفهم شئ
____________
(في اليوم التالي)
أستيقظ مازن وهو يحمحم ليخرج صوته ، نظر حوله ليجدها تجلس ترتشف عصير الليمون وبيدها أحدى رواياته تقرأ بها ، لم يعقب بينما دلف إلى الحمام ، دقائق معدودة وخرج من الحمام ، وجلس بجانبها ، أبتسم لها وهو يقول :
"طائف في رحلة أبدية ، ده أحنا تطورنا أوي"
أبتسمت مهرة :
"أصلي خلصت الجزء الأول من بعينك وعد أخيراً ، فقولت أقرأ في حاجة تانيه وأخد بريك وبعدين أرجع لها تاني ، أحسن أنا مرارتي أتفقعت من سيف ووعد"
ضحك مازن :
"في طائف بقى الموضوع مختلف هي بطلة واحدة بس إلى هتشلك وتجبلك جلطة"
"تيماء !! صح ، أنا مشلوله منها من دلوقتي"
ضحك الأثنان بمرح ، أمسك مازن بالكتاب وعلم الصفحة ثم أغلقه ، وعاد لها قائلاً :
"أنا بقول ننزل نتمشى على البحر شوية ، أيه رأيك"
أبتسمت بأشراق :
"ماشي"
__________
(بعد قليل)
أرتدت مهرة فستان طويل صيفي به الكثير من الورد ، أبتاعه مازن لها سابقاً معللاً بأنه جميل وسوف يليق بها ، وهي تعلم مبتغاه ....الخبيث يريد منها أن تكفي من أرتاء اللبس الضيق ....فهو قالها صريحة سابقاً أن ملابسها الذكورية لا تليق بها ....والأدهى أنها تسمع كلامه وتنفذه ....يبدوا أن مازن له حكم عليها ليس كزوجها فقط ....بل الأمر بينهم يبعد تماماً عن علاقة الرجل بزوجته ....بل شئ اعمق من ذلك بكثير وهو الشبه الذي يجعلهم يتقبلون تغير كل منهم للأخر
شعرت بأحدهم يضربها على رأسها لتخرج من دوامه أفكارها على صوته :
"شكلك تحفه بالفستان ده ، أنا متوقعتش أنه هيكون حلو عليكي كدة"
أكتفت بالأبتسام ، ليقول مازن :
"سرحانه في أيه !! ، شاركيني"
تنهدت بضيق ، ثم سألته بتوتر :
"نفسي أسألك سؤال بقالى فترة طويلة ، صراحه حسيت أن ملوش لازمة ، بس أنا مش قادرة أبطل تفكير فيه"
"أسالي عادي"
"هو أنت في أيه بينك وبين ليلي بنت عمك"
توتر !! ....معناها أنه يوجد شئ بينه وبين ليلي حقاً ....لم تكن تتوهم عندما رأت النظرات بينهم في العزومة وفي الخطوبة ....دائما كان يتهرب من نظراتها بينما ليلي .....لم تكن توجه نظراتها لأحد غيره ....كانت نظراتها تدل على العشق ....وذلك ما حير مهرة ....فنظرات مازن توحي أنه على درايه بما تكنه له ليلي من مشاعر ....ومع ذلك كان يتهرب
"أيوة كان في حاجة بينا زمان ، قبل ما أتجوز مريم"
لتسأله بحيرة أكبر :
"طب وليه متجوزتهاش بدل مريم"
لم يجيب لتسأل بضيق :
"نفس السبب إلى خلاك متجوزش ليان ليونس برغم انك عارف مشاعرهم"
رفع مازن نظره لها ....هل هي شديدة الملاحظة لهذه الدرجه ، أبتسمت مهرة بحزن :
"ياريت يكون في سبب كبير خلاك تقتل سعادتك وسعادة أختك"
"بالنسبالي أه ، ومحبش أقوله ، بس يكفي تعرفي أن الموضوع ده خلص من زمان"
"يعني ليلي فضلت تحبك كل ده ، وحتي بعد ما ماتت مريم مش عايزها"
"أنا اتجوزتك مش بس عشان ملك ، لا ده عشان مسبش أي فرصه لليلي تديها أمل في رجوعي عشان أنا مش هرجع لها مهما حصل ، لأني من الأول غلطت لما حبيتها وسيبت مشاعري تطور ناحيتها ، أما ليان ويونس ف موضوعهم خلصان ، عمي مش هيقبل يجوز يونس لليان مهما حصل بعد أخر مرة جه أتقدم فيها لليان"
"أنت متخلف ، يعني الراجل جه أتقدملك ، وليلي بتحبك وأنت حلوف"
"لا أنا عاقل عشان كدة مش عايز أبقى واقف على حاجه مش مسنوده كويس ، مش عايز أبقى عايش وخايف أقع ، خايف أصحى على كابوس ، خايف ملقيش أختي الوحيدة جمبي ، أو خايف أصحى من النوم ملقيش مراتي ، أنا خايف يا مهرة ، والخايف ممكن يعمل أي حاجه في سبيل أنه يحس بالأمان"
ظلت تنظر له مطولاً ، ثم تحركت عائدة إلى الغرفة ، أما هو فظل يتمشى على رمال البحر ، وهو يشعر أنه كشف بعض من أوراقه لمهرة ، البعض فقط فالحقيقة الكاملة لن تظهر أبداً فكل أطرافها موتى معاداه
___________
"ليان إلى بتعمليه ده غلط"
قالها يامن بضيق لليان التي تجلس أمام المرآه وتضع مكياج ولكن المفاجأة أنها تضع من المكياج الخاص بمهرة وترتدي فستان مهرة الذي جاء ضيق جداً عليها ، لكنها قررت أن تكون جميلة مثل مهرة فاليوم لقد عزمت عمها وعائلته على الغذاء ، نظرت له ليان بضيق وهي تقول :
"يوووة يا يامن أنت مالك رغاي كدة ليه ، عادي يعني هي مش هتعرف أني خدت من حاجتها"
"وأنت أيه عرفك ممكن تيجي ، يا ليان عيب عليكي إلى بتعمليه ده"
"يوووه بقولك أيه متوجعش دماغي أنا خلاص لبست الفستان والأكسسورات وحطيت الميك أب ، شوف بنت الأيه صارفه كل فلوس أخويا على الميك أب بتاعها ، جايبه كميه الروج وبلاشر وأيشادو وكريم أساس بتمن بيتنا كلو ، مش هتاخد بالها يعني من إلى حطيته ، وبعدين يلا روح ألبس عشان عمك جي في السكة"
"انتي برضو عزمتيهم ، ومازن ....أنا مش موافق على المهزله إلى أنتي بتعمليها دي ، مازن لو عرف هيخرب الدنيا فوق دماغك"
"بقولك أيه ومازن هيعرف منين ، أنت مش هتقول وهما أكيد مش هيقولوا"
"وأنتي أيه عرفك أني مش هقول ، عيب عليكي تبقي في بيته وهو مستأمنك عليه وأنتي تقلبي في حاجه مراته وتاخدي منها ، وتقلبي الأوضه فوقاني تحتاني كدة ، وكمان تعزمي يونس إلى هو أخر واحد ممكن يدخل البيت ده"
"يامن مش عاجبك أمشي ، بس شوف بقى هيبقى شكلك عامل أزاي وأنت سايب أختك لوحدها مع معاهم"
"ولله أنت ما في غير مازن يربيكي"
وتركها وذهب وهو يمسك هاتفه يرن على مازن ، وجد أمامه يونس وعلى وجهه ملامح الغضب :
"يونس انت عارف طيش ليان ، إلى بيحصل ده غلط"
قال يونس بضيق :
"عارف وأنا عمري ما هقبل أني أدخل بيت أخوك في غيابه ، أنا جيت أقول لليان حاجه وماشي على طول"
"براحتكم تولعوا في بعض بس أنا مش هسكت عن إلى بيحصل ده ، كدة كتيرر وليان خربت الدنيا ، ومفيش غير مازن إلى هيحلها"
"يامن يا تقعد يأدب يا تمشي"
قالتها ليان وهي تهبط على السلم وهي ترتدي كعب عالي أبتاعته قبل سفر مازن بيوم فهي كانت تنوي أن تعزم عمها ويونس ما أن علمت بنيه مازن في السفر ، وملك لقد اعطتها لنورا لتأخذ بالها منها ، نظر يونس لليان وهو يقول بغضب تلك المرة :
"أنتي إلى لما تكوني قاعده في بيوت الناس المفروض تحترمي نفسك ، خصوصاً لما تكوني ضيفه ، أول مرة أعرف انك بجحة كدة ، محدش جه ، بابا مرضيش يجي عشان عارف أنك كدابه وأن مازن مش موافق ، الراجل سافر ومأمنك على بيته وانتي تعملي كدة فيه ، تعزمي ناس هو مش عايزهم ، ليان كل حاجه بينا أنتهت وأنا مش عايز أعرفك تاني"
وذهب دون ان يضيف كلمه ، نظر لها يامن بحزن يشوبه الغضب ، وذهب هو الأخر دون أن يتكلم
___________
(بعد قليل)
كان يامن يقود السيارة وبيده الأخرى الهاتف يدق على مازن ولكن كل مرة يأتيه الهاتف مغلق ، لكنه لم يكف عن الرنين ، وبين حين والأخر ينظر للطريق ، سمع صوت قوي ، لينظر إلى الطريق من جانبه وجد دراجه ناريه ومن الواضح أن سائقها فلتت منه أعصابه فلم يتمكن من التحكم بها ، وصدمت به ، ثم أنتهى كل شئ وكان أخر ما يسمعه صوت صراخ من حوله وهم يصرخون
"أطلبوا الأسعااف"
____________
(في المساء)
دلف مازن إلى الغرفه ليجد مهرة تقف أمام المرآه تمشط شعرها ، نظرت له من خلال المرآه ولم تلتفت ثم عادت تكمل ما كانت تفعله ، أقترب منها مازن بحزن وهو يرى ملامحها الغاضبه ، لف يده حول خصرها ، ولاحظ تملصها منه
"أنتي عارفه أنا قولتلك ليه ، مش بجاحة ولا برود ، أنا عارف الموضوع يوجع ويضايق ، لكن أنا بحس بحاجه غريبة من ناحيتك ، أنا بحسك شبهي ، نصي التاني ، مش بتكسف أقولك حاجه زي دي أو أقلق من ردة فعلك"
"سوري يا مازن بس دي أسمها بجاحه"
"بجاحه لو أبقى مش خايف على مشاعرك ، بس أنا خايف عليها ، خايف على زعلك ومضايق أنك زعلانه ، أنا قولت إلى جوايا من غير تذويق"
"كويس أنك عارف انك دبش"
والتفتت له وملامحها مازالت غاضبه ، ليقول مازن :
"خلاص أنا مش هقولك على حاجه تاني"
"لا ياسيدي قول ، بس أبقى قول على طول مش لازم أكتشف بنفسي ، وأبقى نقي كلامك ، هاا"
"حاضر مش عايزة شكبون بالمرة"
ضربته في ذراعه ليرد لها الضربه بالمثل ، وتطور الأمر وألقاها على الفراش ، وأقترب منها ، لتضربه في قدمه وتخونه قدماه ويقع عليها ، صرخت مهرة من ألم بطنها الذي جاء ثقله عليها ، ضحك مازن عليها ، وتحول الضحك إلى أبتسامه خفيفه
ظل ينظر لها مطولاً لا يعرف ما يصيبه عندما يقترب منها ، وأقترب منها بدون تفكير يأخذ قبلته الأولى منها ، والأدهى تجاوبها معه
شعرت بيده تكبلها ، يد من حديد وكأن وضع فيها قوة مائة رجل ، حاولت التملص منه لتجد يدها تربط بأحكام ، حاولت ....وحاولت ....لكن عيناها معصوبه وفجأة سمعت صوت ضحكاته ....ضحكات شريرة تعرفها جيداً
شعر مازن بأنتفاضها ، ليتوقف ويبتعد عنها ، وهي نظرت ليدها ووجدت ان لا شئ يكبلها ، أنفجرت بالبكاء لينصدم مازن ...أليست تلك التي كانت تطاوعه منذ دقائق ماذا حدث ، بدأ يقترب منها بقلق وهو يربت على ذراعها يلتمس منها الهدوء ، لكنها أزاحت يده بعيداً عنها وهي تمسح دموعها بعصبيه ، ثم صرخت به :
"أنت حيوان وسافل وقليل الأدب"
ونهضت من على الفراش بغضب جامح وأمسكت المصباح الكهربي الموضوع على الخزانة الصغيرة وألقته عليه ، ثم دلفت إلى الحمام وأغلقت ورائها بالمفتاح وصوت بكائها يصل إلى مازن الذي نظر للمصباح الكهربي الذي ألقته عليه بصدمه ، ثم تحرك يطرق عليها الباب ولكن لا مجيب ، أمسك هاتفه يفتحه ليرن على الخالة بدور علها تعرف حالتها
___________
"أنت فين يا مازن ألحق يامن عمل حادثة"
(الفانز بعد فصل انهاردة :انا حاسس اني مش هشوف الفرحة تاني يا معتز 😂😂)
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا
