
رواية سراج الثريا
الفصل الخامس 5 والسادس 6
بقلم سعاد محمد سلامة
اثناء وضعه لأحد الملفات الخاصة بتلك الخزانه دون إنتباه منه سقط الملف أرضًا ومعه ملفات أخري إنحني يجذبها كي يضعها مره أخرى بالخزنه لكن لفت إنتباهه تلك الصورة التى سقطت من بين أحد الملفات، وضع الملفات بالخزنه وإنحني مره أخرى ينفخ بتذمر جذب تلك الصورة سُرعان ما شعر برعشة خاصة فى يده،لا برعشة قوية بقلبه حين رأي تلك التي بالصورة لوهله شعر بإختلال قبضة يداه على الصورة لكن تمسك بها وذهب يجلس على أحد المقاعد... جلس بالصورة بين يديه يتأملها بدمعة مُشتاقة، رفع إحد يديه أزال أثر تلك للدمعة التى سالت من إحد عينيه عادت يديه تتلمس ملامح صاحبة تلك الصورة يشعر بإفتقاد ، مازال رغم سنوات الفُراق يتذكرها قلبه يئن من عشقها الكامن بقلبه بسمة آلم شقت شفتاه يتذكر لقاؤه الأول بها
[ قبل خمس وثلاثون عام مرو عليه]
تذكر رفض عائلة العوامري لزواجه بإبنة تلك "القابلة"(الداية) الذى
رأها صدفه أمام أحد منحدرات إحد الترع النيلية... كانت تحمل بعض الآوانى بعد أن قامت بجليها، لكن لسبب إستعجاله ليعود بالماء كي يضعه جوار بطارية السيارة يُهدأ من حرارتها لم ينتبه وإصطتدم بفتاة وقعت الآواني منها، كانت هادئه لم تتفوه بشئ وإنحنت تُجمع الآواني فى صمت لم تستهجن عليه رغم تلوث الأواني شعر بالآسف وأنه هو المُخطئ، إنحني على غير عادته المغروره ساعدها فى جمع الأواني، الى أن إنتهت آخر قطعه وقف وهي الاخري وققت كآن الزمن هو الآخر توقف بين الإثنين دقائق مرت لحظات إنتبهت حين إقتربت منها إحد الفتيات تقول:
" رحمة"إيه اللى حصل المواعين بجيت كلها طين هترجعي للترعه مره تانيه تغسليها. أومأت لها بصمت،لا يعلم لما اراد سماع صوتها،هل هي خرساء لذلك لم تتفوه بلوم عليه،لكن حين إقترب من الماء سمع صوتها تتحدث مع تلك الفتاة التى عرضت مساعدتها فهم جائوا الى الترعه سويًا تبدوان صديقتان مُقربتان،إنصبت عيناه عليها وهو يملأ نلك الزجاجه بالمياة رمقته هي الاخري لوهله تبسمت كآنها كانت مثل حوريات الماء الذي يسمع عنهن بقصص حكاوي الموالد الشعبية الذي كان يهواها وهو صغيرًا،إنتبه على وقفته حين أدارت ظهرها له،خرج من المنحدر وذهب نحو سيارته وضع المياة بها وقف قليلًا بتعمد منه،الى أن خرجن الفتاتان من الترعة،ذهب بسيارته خلفهن لم يُبالي أنه بقرية صعيديه وكلمه من إحداهن أنه يسير خلفهن بغرض قد تنتهي حياته،وصلت الاولى لمنزلها لم تهتم ولم تلاحظ سيره خلفهن،لكن رحمة لاحظت سيره خلفهن شعور بداخلها لا يخشي منه دخلت إلى منزلها، تبسم وشعر بإنشراح عقله سريعًا حفظ المنطقة... مرت أيام وعقله مشغول بها اراد معرفة المزيد عنها، عاود لتلك القرية ومن بعض الجيران سأل عن هوية أصحاب ذاك المنزل، علم أنهن ثلاث نساء، أم وفتاتين، والأم لها شُهره كبيرة بالبلد، هي "الداية" هكذا تعيش مع إبنتيهل تنفق عليهن من توليد النساء، بعد وفاة زوجها قبل سنوات قليلة، لكن إحد الفتاتين بلسان لاذع وأخري هادئة كآنهن الثلج والغليان
مرت أيام وعقله وقلبه ينجذب يُرافبها من بعيد يقع فى عشقها، أصبح يعلم انها وصديقتها يذهبان بالاواني لجليها بالترعة فى وقت الظهيرة قصدًا منهن حتى لا تكون الترعة مُزدحمة بالنساء، الإبن الأكبر لعائلة العوامري والكبير القادم الذى كان من المفروض عليه الزواج بإحد بنات العائلة، أو حتى إحد بنات العائلات ذات الصيت العالي عشق إبنة" القابله"
لا حسب ولا نسب كما قيل له حين اراد الزواج بها، قوبل ذلك بالرفض القاطع، لكن روح العاشف بداخله تحكمت وأصر عليها، وافق والده آنذاك غصبًا، بإعتقاد أنها مجرد رغبة بمجرد ان تنطفئ ستخرج تلك الفتاة وقتها يختار له ما يشاء، لكن العشق بعد الزواج إزداد لاعوام وإزداد بوفود اول طفل "سراج" كان وهج العشق بينما يزداد والحقد من تلك الهادئة يزداد أضعاف من بعض نساء العائلة فهن أصحاب أصل عالى وصيت عنها وهي تزداد توهجًا عليهن بطفل خلف آخر أصبحوا ثلاث صِبية، وهنالك حقد فتاة إقتربت من السابعه والعشرون بعرف وقتها أصبحت عانسًا، وهى ليست قبيحة الشكل لكن قبيحة القلب والطباع كان يتوافد عليها العِرسان ليس لشآنها بل لانها سليلة عائلة العوامري، هذا هو المُميز عندها، لكن لسبب خاص تژوجت إبن عمها "حليم" الذي ترمل بوفاة زوجته التى تركت له طفيلن،صبي وفتاة كذالك كان شقيق زوج أختها الكبري،
مؤامرة تدبرت لها لم يعلم من الذى إفتعلها
شك بدأ يتسرب لعقله ناحيتها، تتحدث مع رجال، حين تذهب لزيارة والدتها بالبلدة، ما أسهل زرع الشك بالعقل، وتصديقة إذا كان المشكوك بها بلا نسب وكل ما تريده هو الستر فقط، لكن المؤامرات سهل تصديقها، صدق وبدات الحياة بينهم تزداد سوءًا، مُعيارات أنها بلا نسب يليق، ولو أرادت الرحيل سترحل دون اطفالها الثلاث،وكان الإختيار البقاء وتحمل ذُل عاشق مُتخاذل يُصدق وهو يرا الحقيقة أمامها،فجأة سقط قلبها بهوة المرض العُضال،الوردة ذبلت من الجفاء،حتى ماتت بمرض الشك الذي أصاب عقل عاشق جعله غافلًا،ماتت وتركته لعقلة وقلبه البائس الذي لم ينسي العشق
ندم وندم ولكن فات الوقت
الشك أفسد بل قتل العشق.
سالت دموعه فوق تلك الصورة التى كانت صورة تجمعه معها بليلة عُرسهما، كانت بهية الطلة إثني عشر عام قضتها معه بين العشق وعذاب الشك إنتهت وتركته لقلبه يتآكل من الندم ليس لانه ترك الشك يفسد حياتهم وهو كان الوحيد الشاهد على طهارتها، لكن الندم على أنه ترك قلبه يعشقها لآخر لحظة، بل الى الآن هي تسكن قلبه يرا صورتها بإبنه "آدم" رغم أنه القريب شبه الملامح منه لكنها يُشبه طباعها الودودة... جفف تلك الدموع بيديه ونهض يضع الصورة بداخل تلك الخزنه مره أخري يضبها كآنه يضب مآساته مع العشق.
❈-❈-❈
بمكتب ثريا
إشتدت قبضة يدي ثريا وإحتد عقلها شعرت بغضب واجل وقلب مثل الثلج يُعطي جسدها برودة تُشبة برودة الموتي،وذكري "غيث" البغيضة التى تكاد تجعلها تنهض وتقتل ذاك الوغد الذي يظنها عاهرة ،كادت تتحدث بغضب ساحق... لكن توقفت حين سمعت صوت خالتها التى دخلت الى المكتب عبر باب فاصل بين غرفة المكتب ورُدهة المنزل،تفاجئت حين رأت إنحناء سراج جوار ثريا الجالسه نظرت لوجهه ثريا ملامحها واضح بعينيها تلك الدمعة المُتحجرة بين أهدابها، ثريا ليست إبنتها لكنها الأقرب لقلبها، رغم انهن مثل القط والفأر دائمًا ما يتنازعان لاتفة الأسباب، لكن كانت هي السبب ببقاء ثريا حيه الى الآن لولاها لكانت ثريا سكنت الثري قبل مقتل زوجها، إقتربت بشرر هى ليس صعب عليها معرفة هاوية ذاك الذي إستقام واقفًا يشعر بتعالي، إنه "سراج العوامري" ولا داعي لسؤال لماذا هو هنا، بل السؤال لماذا كان مُنحيًا هكذا
والجواب واضح على ملامح وحركة يد ثريا، كذالك تلك الاوراق المقطوعة فوق مكتبها، إبتلعت ريقها وبقصد منها قالت:
ثريا بجالي ساعة جاعدة مع نجية چوا أنا وچوز خالتك كنت عاوزه أجولك إن فى كيماوي نزل الجمعية الزراعية خدي حُجة حيازة الارض وروحي إصرفي الحصه بتاعتها قبل ما يخلص من الجمعية.
كآن حديث سعديه أعطي لـ ثريا حافزًا وعادت الى طبيعتها التي أصبحت قاسية، ونهضت تحاول كبت ألمها المُضني قائله بعجرفة:
أنا خلاص خلصت وكنت هقفل المكتب، بس واضح سراج كان مستني نضايفه، هو من ريحة المرحوم غيث، بس للآسف خانه الوقت والدار مفيهاش راجل مش هينفع نستقبله دلوك.
نظر لها سراج بسُحق هي تقوم بطرده بشكل مباشر، كذالك وقوفها جوار تلك السيدة كآنها تُعلن أنها لن تخضع، وتتنازل عن تلك الأرض بسهوله، لكن لفت نظرهُ لاول مره يراها بعباءة مُهندمه ليست مُلتصقه على جسدها، إحتقنت عيناه بشرر وذهب نحو باب الخروج لكن توقف حين شعر بخطوات ثريا خلفه وإستدار ينظر لها بغضب ونظر نحو سعديه ثم عاد بنظره لها وأخفض صوته قائلًا بوعيد:
إنتِ اللى قولتيها يا ثريا
"الأرض زي العِرض"
وأنا جيتلك بالتفاهم لكن بعد كده إنتهى التفاهم والأرض هترجع للعوامريه قريب جدًا.
أومأت ثريا براسها بلا مبالاة ولا رد فعل غير انها تود ان يخرج من الغرفه، وهذا ما فعله وهي بمجرد ذلك أغلقت باب المكتب، نظر خلقه شعر بغضب ود عقله أن يُكسر ذاك الباب فوق رأسها قليلة الذوق، بينما هي أغلقت الباب ونظرت نحو سعديه التى سُرعان ما رسمت بسمة مؤازرة رغم رجفة قلبها، وجود سراج هنا نذير غضب قادم.
بعد وقت بغرفة ثريا، جلست على تلك الآريكه الموضوعه أسفل ذلك الشباك
وضعت رأسها فوق يديها على حد الشباك تنظر الى ذاك القمر الأحدب ذو الجانب المُظلم ذاك الجانب هو حياتها، تترغرغت الدموع بعينيها وذكريات مريره عاشتها ترا إنعكاسها بذاك الجزء الأسود من ذاك الأدحب الذى يتوسط النجوم الصغيرة، قديمًا كانت طفلة كانت تُحدث القمر ظنًا منها أنه يسمعها ويبتسم لها بوجهه المُستدير، لكن هي تمنت لو كانت إحد تلك الثُريات المُنيرة حوله، لكن فاقت من عقل طفولتها على حقيقة أن القمر ليس سوا نجم مُعتم معظم الليالي ينطفئ نوره،وهي لن تصل أبدًا الى إحد تلك الثُريات الامعة هي مُقيدة بمصير مُعتم من طين الأرض، وعليها القبول بذلك... وذكري ليلة شتوية طويلة تنزف،وجلمة سمعتها وهي بين سكرات الهزيان
"لو النزيف موقفش هنضطر نستئصل الرحم"
وجملة أخري من ذاك الوغد سراج
"مش أنا اللى أضعف قدام مفاتن إمرأة"
ضحكت بسخريه وإستهزاء من نفسها، عن أي مفاتن يتحدث، بل عن أي إمرأة حتى ذلك تشبية لها فقط، هي فقدت كل شئ كان قبل ليلة زفافها...
دموع تنزف من ضنين قلبها، هي إنهزمت منذ البداية رفعت الرايه البيضاء لقدرها البائس لم يعُد لديها أي شئ تخسره، جففت دموعها بيديها وبداخلها تصميم مرير
ليفعل ما يشاء ويقول ما يشاء لن أرفع له راية الإستسلام يكفني الإنهزامات السابقة.
بينما سراج منذ أن عاد ولم يجد أحدًا بانتظاره تنهد بآرتياح لا يود رؤية أي أحد الآن، يشعر بصعق فى عقلة من تلك المُحتالة، يشير عليه عقله العودة لمنزلها وإقتلاع لسانها، بل إقتلاع رأسها اليابس، ماذا تريد أكثر من ذلك ما سر تمسُكها بتلك الأرض، شعر بغضب مُستعر، ذهب الى حمام غرفته خلع ثيابه وقف عاريًا تحت المياة الباردة لوقت يحاول تهدئة غضبه، ظل وقتًا لا بأس به، ثم شعر بهدوء نسبي، جذب منشفه ولفها حول خصره وخرج الى الغرفه
ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي نظر نظرة خاطفة نحو ذاك القمر لم يهتم جذب تلك الستارة شبه أظلمت الغرفة، بنفس الوقت سمع صوت هاتفه ذهب نحوه كانت رسالة، لم يهتم لقرائتها وأغلق صوت الهاتف وضعه بمقبض الشاحن خلع تلك المنشفة وألقاهت على أحد مقاعد الغرفة، ذهب وتمدد فوق الفراش عقد ساعديه أسفل رأسه مازال شعور الغضب مُسيطرًا عليه
من تلك المُحتاله وردها الفج عليه، بنفس الوقت عاود وميض الهاتف يضوي زفر نفسًا طويلًا بضيق، وبعقله غضب وسخط من إثنتين
إحداهن مُدللة وأخري مُحتالة... لا يُريد التفرقه فمن الأسوء فيهن، سُرعان ما نفضهن عن رأسه وسقط غافيًا.
باليوم التالي
صباحً
شعور بالملل بل بعدم الرغبة فى فعل أي شئ، لكن لو إستسلمت لن تنهض مرة أخري
أكملت إرتداء ثوب مُلائم لها، حملت حقيبتها وخرجت من المنزل تسير نحو موقف السيارات الخاص بالبلدة، لكن أثناء سيرها رغم إنتباها توقفت فجأة جوار تلك السيارة الفخمة ولسوء حظها كانت وقفتها جوار باب السيارة وفجأة إنفتح زجاج شباك السيارة سئمت ملامحها وشعرت بضيق وعاودت السير تُحايد السيارة وأكملت طريقها ...
بينما قبل لحظات
كان قابيل يسير بسيارته تعمد الإقتراب من مكان منزل والدة ثريا، عل الحظ يحن عليه ويراها حتى لو من بعيد يُشبع نظره بنظرة خاطفة منها، وها هو الحظ آستجاب له كانت تسير تعمد رغم إتساع الطريق، لكن ضيق عليها بسيارته، جعلها رغُمًا عنها تتوقف للحظات فتح زجاج السيارة ونظر لها وقبل أن يتحدث تجاهلته وحايدت السيارة وإبتعدت عنه تشمئز منه كما كانت فى السابق... بينما هو تتبعها عبر مرآة السيارة الجانبية، يضع يده فوق صدره بآشتياق وأمل فى نيل قُبلة بل قُبلات من ثغرها وإحتواء لها بين يدية ورغبة حالمة.
بذاك الأثناء كان سراج يمتطي إحد الخيول يسير بها بالبلدة دون سبب، او ربما علم السبب هو رؤية ثريا تقف للحظات أمام تلك السيارة الفخمة ثم سارت من جوارها، لم يعلم هاوية صاحب تلك السيارة لكن شعر بغضب، وأطلق الفرس يسير بسرعة جنونية وأصبح برأسة هدف واحد سيضع حد لتلك المُحتالة.
❈-❈-❈
بالمركز الثقافي
بنفس المكان كان قرار آدم الأخير:
إكده مفيش غير حل واحد يا حنان أنا هتكلم مع سراج وأبوي الليلة ومتأكد إن محدش هيقدر يوقف قدام قراري، حتى إنتِ مش هستني تضيعي مني، مفيش شئ يمنعني عنك غير إنك تجولى مش ريداك.
سالت دموع خوفها قائله:
آدم إنت عارف مشاعري كويس ناحيتك، كل الحكاية إنى خايفة التار يرجع من تاني.
مد يده يشعر بغصه فى قلبه قبض بأصابع يده بقوة كان يود تجفيف تلك الدموع لكن منعته الاخلاق، بآسف نظر لها قائلًا:
لازم نجازف يا حنان لو إستسلمنا هنندم ونعيش مجروحين القلب، هسألك سؤال...
هتقدري تتحملي تعيشي مع حفظي.
رفعت وجهها ونظرت له بحياء وأجابته:
أنا مش هقدر أتحمل أعيش مع أي راجل غيرك يا آدم.
إبتسم بإنشراح صدر قائلًا:
يبقى كده آن آوان إننا نجازف ونتحمل النتايج.
❈-❈-❈
بأحد المقاهي
كان إسماعيل يتعمد مُغازلة قسمت التى رغم قبولها لتلك المغازلات لكن تدعي الضجر منها كي يكف عن ذلك حتى يتحدثا بجِديه، تود معرفة نهاية لتلك العلاقة، أو بداية طبيعية حقًا تعيش بالمدينة لكن بالنهاية مجتمع صعيدي صعب حتى فى تمدُنه، إنتهزت مجئ النادل الذي أخذ تلك الأكواب وغادر وصمت إسماعيل لدقائق، نظرت له ثم فجأته بقولها:
إنت إمتي هتتقدم ليا رسمي يا إسماعيل.
تفاجئ بذلك، وإدعي البلاهه قائلًا:
مش فاهم قصدك إيه؟.
كعادتها العصبية تتحكم بعقلها، نهضت واقفة تقول:
انت فاهم قصدي كويس،بس عشان شايفني بوافق اقابلك فى كافيهات فكرت انى رخيصة.
لم تنتظر جوابه عليها وجذبت حقيبة يدها من فوق المنضدة وغادرت سريعًا دون ان تلتفت لنداؤه عليها، بينما هو شعر بحِيرة وعاود الجلوس، ينظر امامه الى النيل، سؤالها المفاجئ لم يكُن فى حُسبانه عالأقل الآن، لا يعرف أي طريق يختار، وأمامه طريق للهجره يرا فيه النجاح كطبيب تشريح، أفضل من البقاء هنا ووئد طموحه كطبيب شرعي فقط يُعطي أسباب الوفاة،هناك قد ينجح أكثر ويكتشف أسباب للحياة.
❈-❈-❈
قبل العصر بقليل
بمنزل العوامري
دلف سراج بالفرس ترجل من عليه، وسار بالممر لفت نظره تلك السيارة التى تقف أمام منزل والده،دلف الى داخل المنزل،ذهب نحو غرفة السفرة مباشرةً ألقي عليهم السلام،جلس على أحد المقاعد لحظه جلس جوار قابيل،الذي رحب به أنه رغم وجوده هنا منذ أيام لكن هذا اللقاء الأول أو المباشر لهما،رغم عدم شعور تآلف مُتبادل بينهم منذ صِغرهم،لكن على مضض كل منها تقبل الآخر،لكن بفضول من سراج تسائل:
هى العربية اللى واقفة قدام الدار برة دى بتاع مين.
كان الجواب من إيناس بسؤال:
انهي عربية.
أجابها بلونها... نظرت نحو قابيل بعشق وتبسم وأجابته:
دي عربية قابيل.
تحكمت الظنون برأس سراج، يبدوا أن فهم ثريا، يبدوا انها تُلقي شباكها على آخر من عائلة العوامري، ولن تجد أفضل من ذاك الخبيث التافه قابيل... لكن لن يُعطيها الفرصة لذلك.
بعد وقت إنتهوا من تناول الطعام، نهض الجميع
ذهبوا الى غرفة المعيشه، لكن وقفت ولاء تقول بأمر لـ "فهيمة" الزوجة الثانية لـ عمران
هاتيلنا الشاي فى المندرة يا فهيمه.
إمتثلت فهيمة لامرها بينما نظرت ايمان نحوها وشعرت بضيق من ضعف والداتها وامتثالها لـ ولاء وقالت:
الدار فيها شغالين كتير، إطلبي من واحده منهم تعمل الشاي.
إعترضت فهيمة قائلة بتبرير تعلم أنه كاذب:
عمتك بتحب تشرب الشاي من إيدي، هروح أعمله.
نفخت إيمان بضجر وشعرت بآسف من إمتثال والدتها لـ ولاء تعيش بكنف طاعتها دون سبب لذلك، بل تشعر انه خنوع من والدتها التى لا تمتلك أي حق للإعتراض، وهي لم تعُد تلك الطفلة التى كانت تصمت على ذلك الخنوع أصبحت صبية وشابه وتعترض وتود من والدتها ذلك حفاظًا على مكانتها كزوجة لـ عمران العوامري،لا تابعه لـ ولاء
التى نظرت لها بتحدي نظرة تُخبرها أنها هي من تتحكم بهذا المنزل، ليست ضيفة، بادلتها إيمان بنفس نظرة التحدي أنها لن تمتثل لها وتخنع مثل والدتها، فهي تحمل دماء العوامري مثلها
ويبدوا أن هذا الدم الثائر إرث.
❈-❈-❈
أسفل تلك الشجره
خلع قميصه الأبيض أصبح عاري الجذع، تمدد بظهره على الأرض داعبت الشمس القاسيه عيناه أغمضها للحظات ثم عاود فتحها ينظر بإبتسامه وهو يسمع صوت ذلك النسر الذى يُحلق حول نفس الشجره
فتح عيناه كانت الشمس قاسية أغمصها لوهله وهو ينظر الى ذاك النسر بالسماء، فكر، ثم جذب هاتفه وقام بإتصال مُختصر:
عاوز إتنين ستات شُداد حالًا.
أغلق الهاتف وهو ينظر الى ذاك النسر الذي هبط أرضًا للحظات قبل أن يُحلق مره أخري وبمنقارة كان يتلوي ثُعبان صغير،تبسم ولمعت عيناه ونهض واقفًا ينظر أمامه الى مضمار الخيل تنهد يتردد برأسه جملة ثريا
"الارض زي العرض"
سحب نفس عميق وقال:
أما أشوف أنهي الأغلى عندها الأرض ولا العِرض
مع إن عندي شبة يقين هتختار إيه... بس متعرفش هي بتلعب مع مين؟.
أنهي قوله وعاد بنظره نحو النسر الذى إنخفض على الارض يلتهم الثُعبان بعد ان قضي على مقاومته... وأصبح وجبة دسمه له.
كانت كعادتها قبل إنكسار حرارة الشمس تتجول بتلك الأرض تنزع الحشائش
تفاجئت بإثنين من النساء تبدوان ضخام كذالك تبدوان ذوات عُنفوان، فى البداية ظنت أنهما ربما نساء يعملن بالحقل كأجريه، وربما أخطأوا بالأرض، وهن تقتربان منها تعاملت معهما بلا تحذير الى أن إقتربت منهن قائله:
أنتم مش من البلد إهنه، أكيد تايهين عاوزين أرض مين؟.
ردت إحداهن بغلظه:
عاوزينك يا حلوة.
مازالت لا تفرض السوء
تسائلت مره أخري قائله بود:
أنتم الأحلى بس دي أرضي...و....
كانت الصمت منها حين شعرت برذاذ فوق وجهها قبل أن تُكمل حديثها كانت تسقط بين أيديهن غائبه عن الوعي وبلخظة ظهرت سيارة من العدم،وضعنها بها.
❈-❈-❈
بإسطبل الخيل
أمام غرفة الاعلاف الخلفيه البعيدة قليلًا عن مضمار وغرف الخيول تحدث سراج بصرامه وامر:
إياك تقرب منها أو تلمسها،أنت بس هتخوفها فاهم.
أومأ له ذلك الضخم قائلًا:
أنا خدامك يا سراج باشا،هعمل اللى تقولى عليه.
حذره مره أخري بعينيه قائلًا:
تستني لما انادي عليك تدخل.
أومأ له مُمتثلًا...بينما سار سراج الى تلك الغرفة على شبة يقين بإختيار ثريا
لكن لا مانع من تجربة علها ترهب منه.
بعد وقت ليس بقليل
بدأت تفتح عبنيها تشعر بآلم طفيف برأسها، رفعت يدها تضعها حول رأسها، ثم نظرت حولها ، سأل عقلها أين هي آخر ما تتذكره هو أنها كانت بالحقل وحديثها مع هاتان المرأتان
ماذا حدث لها بعد حديثها معهن لا تتذكر شئ
حاولت النهوض واقفه،وكادت تسير،لكن كادت تتعرقل بعد أن إكتشفت أن ساقيها مربطان بأصفاد حديديه موصوله بسياج حديدي بأحد الحوائط،تيقنت ان تلك السيدتان كانت هي مهمتهن،لا تنكر شعورها ببعض من الخوف،لكن ماذا تريدن منها تلك السيدتان،سُرعان ما خفق قلبها،فكان لها مواجهه سابقة مع نساء من نفس النوعية المُجرمة،لن تخسر أكثر مما خسرت سابقًا ... بإرادة منها وتحدي
حاولت فك تلك الأصفاد الحديديه عن إحدي قدميها لكن حلقات تلك الأصفاد ضيقه وقويه
يأست أن تحرر، زفرت نفسها بإنهزام، ثم سرعان ما عاودت المحاولة مره أخرى، لكن بنفس اللحظه سمعت صوت صهيل خيل، دب الى قلبها شك بهوية من يحتجزها بهذا المكان،الواضح أنه غرفة تخزين الأعلاف بـ إستطبل خيل...
سُرعان ما تيقنت من صدق حدسها حين رفعت رأسها ونظرت نحو باب المكان ورأت من يدخل
يسير إليها بخطوات واثقه ومُتعاليه، أطلقت ضحكة إستهزاء وقالت بثقة واهيه:
-كيف ما توقعت، إن إنت اللى خطفتني.
تهكم وهو يدنو بجسده جوارها ينظر لها ببُغض قائلًا:
-عشان تعرفي إن محدش يقدر يتحدانى،قدامك فرصه
قولتِ الأرض زي العِرض،هتمضي عالمبايعه دلوك.
رمقته بسخط وتهكمت بإستهزاء قائله:
مش عارفه ايه سر الأرض بتاعتِ،دى تعتبر سِخله صُغيرة جنب الفدادين بتاعت "العوامري".
رمقها بكِبر وقال بإستقواء:
قولتيها سِلخه صُغيره فى وسط أرضي،والأرض فى الأساس مِلك العوامريه... كمان مش أنا اللى يتحداني بِت زيك عاوزه تعمل لنفسها قيمة وسِعر فى البلد، آخر فرصة ورق المُبايعه أهو تمضي عليه تحافظِ على عِرضك.
نظرت له بتحدي قالت بكِبر:
ولو رفضت...
لم تُواصل بقية جوابها، حين نهض واقفًا بغضب ونظر لها بتأكيد:
أنامش بخيرك يا ثريا، مفيش قدامك غير أمر واحد يتنفذ، تمضي عالمُبايعه لآن اللى هيحصل بعد إكده مش هبقى أنا المسؤول عنه.
عاد يدنو جوارها مره أخري للحظه تمعن النظر فى وجهها لأول مره تسلطت عينيه بعينيها... عينيها التى تفاجئ بلونها الذى يُشبه العُشب الأخضر قبل أن يجف، لون عينيها مُخالف لـ سمار ملامحها البسيطه لكن تحمل الرِقه فى نفس الوقت، نفض ذلك الشعور قبل أن يتوغل من عقله، وتذكر أنها مُحتالة
سُرعان ما قال بوعيد مباشر:
إنتِ اللى قولتِ من البدايه
الأرض زي العِرض
يبقى إختارتي بنفسك.
نظرت له بتحدي وإستبياع زائف:
هتعمل أيه يعني، هتغتصبني عشان رفضت أمضي عالمبايعه.
هز رأسه بتوافق على قولها ونظر لها بإنبساط ملامحه قائلًا:
-فعلًا... هو ده اللى هيحصل.
من نبرة صوته الحاده والمتوعده أيقنت أنه لا يُهدد، سأمت ملامحها وشعرت برجفة بجسدها، وقالت بمحاوله علها تُيقظ به نخوه وقالت:
-مش عارفه إزاي كنت ظابط فى الجيش وصون العِرض على راس مهماتك .
إنتفض واقفً بغضب تلك الحمقاء أيقظت مارد يحاول كبته ونزعت آخر فتيل كان يحاول التحكُم قبل أن ينفجر، رمقها بقسوة قائلًا:
-منين جالك إن أنا اللى هغتصبك، أنا عندي اللى ينفذ لى من غير ما ألوث نفسي بلمس...
توقف عن الحديث لكن نظراته كانت تتحدث بإشمئزاز، ثم إستطرد الحديث مُناديًا بجمود:
-"عصران".
إرتعب قلبها بهلع حين دخل الى المكان رجُل ضخم البُنيان، يبدوا مقُزز، نظرة عينياه التى تنضخ بشهوه نحوها لا تُنبئ سوا بأنها بين براثن أسوء الرِجال.
نظر لها بإستمتاع من ملامح وجهها المشدوه، وإنحنى وألقى أمامها ورقة المُبايعه، برجفة يد مدت يدها وجذبت تلك الورقة، للحظه شعر بزهو وإنتصار ظنًا أنها ستوقع على المُبايعة كما يُريد، مد يده لها
بـ قلمً... نظرت نحو القلم بإستهزاء وفاجئته بتمزيق تلك الورقة الى قطع وألقتها أرضًا
صوت تمزيق تلك الورقه كان كـ صرير إعصار هائج بأذنيه، نظر لها بغضب وتحولت عينياه الى حجريه وإعتدل واقفً بجمود غاضب ونظر نحو" عصران"
وأومأ له برأسه أن يقترب منها وهو بدأ بالسير مُغادرًا نحو باب المكان وخرج الى ذلك المِضمار الخاص بترويض الخيول،إستنشق بقوه يملأ رأتيه بنسمة الهواء، ينتظر أن تصرُخ وتستجيب لرغبته لكن فات حوالى عشر دقائق ولم يسمع أى صُراخ، ظن أن يكون ذلك الوغد عصران قد عاد لطبيعته الإجراميه وخالف أمرهُ، لو فعل ذلك سيقتله هو أمره بإرهابها فقط، بسرعه عاود الى المكان ودلف مباشرةً
توقف للحظة ينظر بهلع لتلك الراقدة التى تنزف دمً...
نظر نحو عطوان يزفر أنفاسه
كـ " إعصار غاضب"
يتبع....
🔥🔥🔥🔥
6 بقلم سعاد محمد سلامه
رواية سراج الثريا سراج وثريا الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سراج الثريا سراج وثريا الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سراج الثريا سراج وثريا الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سراج الثريا سراج وثريا الفصل السادس 6
رواية سراج الثريا سراج وثريا بقلم سعاد محمد سلامه
رواية سراج الثريا سراج وثريا الفصل السادس 6
الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام من هنا الرواية موجودة كاملة في جروب الواتساب من هنا الرواية موجودة كاملة في تطبيقنا من هنا
بمنزل ثريا
شعرت نجيه بالقلق بسبب تأخير ثريا
فالساعة إقتربت من التاسعة مساءً، وثريا لم تعُد للمنزل فكرت ربما عادت وجلست بالمكتب الخاص بها، فتحت ذاك الباب ونظرت بالمكتب كان مُظلمًا، إذن هى لم تعُد بعد، جذبت ذاك الهاتف الخيلوي القديم الطراز بحثت بين بعض الارقام حتى عثرت على رقم ثريا قامت بالإتصال عليه، لكن لم يأتيها رد، رنين فقط، شعرت بالحِيرة ربما ذهبت لمنزل سعدية، كادت تُهاتفها، لكن بنفس الوقت دق الهاتف بيدها وأظهرت الشاشه رقم سعدية، أجابتها سريعًا، لكن زاد القلق فى قلبها حين سألت عن ثريا وعاتبت أنها وعدتها بالذهاب لمنزلها ولم تأتي
لم تعرف نجية كيف تُبرر لها أتخبرها أن ثريا لم تعود للمنزل،لكن فى آخر لحظة تراجعت، ربما تعود ثريا بخير، ولا تكتسب سوا قلق سعدية هى الاخري.
ظلت لوقت أصبحت الساعة العاشرة مساء،إحتارت ماذا تفعل،لكن كأي أم يُحركها مشاعرها،تنهدت بحسم قائله:
هروح لـ ممدوح الجهوه اللى عيشتغل فيها وأجوله،ممدوح حنين وميستحملش الهوا على أخته.
بالفعل خرجت من دارها،لكن أثناء سيرها،تعثرت وكادت تقع،لكن تمسكت بأحد عواميد الإنارة بالشارع وقفت تلتقط نفسها، رأتها رغد التي كانت تقف بدكان البقالة الخاص بوالدها، خرجت مُسرعة نحوها... وسألتها بلهفه:
خالتي نجية خير بتجري كده ليه وكنتِ هتقعي.
إلتقطت نجية نفسها ونظرت الى رغد تدمع عينيها، لوهله أرادت الا تطلب منها مساعدة لكن إلحاح رغد، كذالك شعورها الطيب نحو رغد
تفوهت بقلق:
ثريا سرحت الغيط من قبل العصر ولساها مرجعتش لحد دلوك، وبتصل علي موبايلها بيرن ومش بترد، كنت رايحه لـ ممدوح الجهوه عشان يشوف أخته فين.
حين ذكرت إسم ممدوح خفق قلبها، وكذالك هى تشعر مع ثريا بالأُلفة وتحترمها عكس الكثير من بعض الأهالي، ترددت قبل أن تعرض عليها:
تعالي إقعدى مع أبوي فى الدكان، وأنا هروح له القهوه أنادي عليه.
نظرت لها نجية بإمتنان وكادت ترفض لكن نهضت تسير معها الى أن وصلن الى محل البقالة،جلب والد رغد مقعدًا جلست عليه،سردت رغد لوالدها،بينما عاودت نجية الرفض ونهضت كي تذهب الى ممدوح لكن والد رغد حثها قائلًا:
خليكِ جاعدة إرتاحي يا ست نجيه وأحمد هيروح مع رغد ينادوا لـ ممدوح.
نظرت نجيه نحو أحمد الصبي الصغير، وإقتنعت حين أكمل حديثه:
إحنا فى الصيف والدنيا ماشيه وإطمني إن شاء الله ثريا بخير يمكن هنا ولا هنا، إنتِ عارفة حصيرة الصيف واسعة وثريا ليها محبين كتير.
حاولت تهدئة قلبها وأومأت بتمني، أن يخيب حدس قلبها.
❈-❈-❈
بالإستطبل
قبل قليل
شعرت ثريا بالخوف من نظرات عصران القذرة وهو يقترب منها يخلع قميصه العلوي ومازال يرتدى سروال فوقه فانلة بنصف كُم، تُظهر ضخامة جسده، إزدردت ريقها، وذكرى سابقة تمر أمام عينيها
لكن بشخص آخر، أغمضت عينيها لوهله، تسمع صوت ضحكة تشفي، ورائحة فم تفوح منها رائحة كحول مقيتة، فتحت عينيها سريعًا كآنها ترا نفس الشخص لكن هنالك اختلاف بالحجم بين هذا وذاك الذي كان رغم جبروته وإحتساؤه للكحوليات، كان يهتم بجسدهُ الرياضي كي يتباهي بذلك ويخدع أنه شخص مثالي، لوهله توجست خوفًا من ذاك البغيض،نهضت واقفة دون شعور منها سارت للخلف بخطوات لكن كادت تتعرقل لولا تلك الأصفاد التى بقدميها موصوله بسلاسل حديدية مغروسه بالحائط، نظرت الى ذاك الحجر التى كادت تتعثر به
بسرعة فكر عقلها وإنحنت تجذب تلك القطعة، وإستقامت سريعًا، بينما عصران يقترب يضع يده فوق حزام بنطاله بحذر يخشي من تهديد سراج له، الى أصبح أمامها مباشرة ضحك ضحكة شر يقول:
بتعصي أمر سراج باشا، متعرفيش غلاوة سراج باشا عندى ده موصي عليكِ أوي.
تهكمت بسخريه وإستبياع رغم رجفة قلبها الذي ينتفض بداخلها، لكن لن تستسلم كما فعلت سابقًا بالنهاية ماذا جنت من خلف ذاك الضعف، قالت بتريقه:
سراج باشا عليك إنت، وبلاش تقرب مني بدل ما تبقي نهاية عمرك على إيد "مره" (إمرأة).
هو سابقًا كان مجرم لو مازال بنفس العقلية ما كان تركها تتحدث، كما أنه ربما كان مُجرمًا لكن لم يهتك عرض إمرأة سابقًا ولن يفعلها الآن هو يمارس تهديد فقط، لكن ثريا يدها ترتعش وهي تمسك ذاك الحجر، كما أنها مستبيعة لن تتنازل عن الأرض حتى لو أصبحت قاتلة وليتها فعلت ذلك من قبل....
يقترب بخطوات وئيدة الى أن أصبح خطوة أو إثنان بينهم، يستفزها بضحكته الشريرة
بينما هي كآنها ترا غيث عاريًا يتلذذ وهو يحاول فرض ساديته عليها، وذكرى أخري وهو يأخذها لشقة بالمدينة ويأتي بإمرأة عاهرة يغصبها أن تشاهدهم بعينيها وهما يُمارسان الغرام بتقزوز من أجل إذلالها، وهدر كرامتها كأنثي وزوجة
ذكريات بائسة تمُر وهي فقط تشاهد لا تُعطي رد فعل، لأول مره عليها إتخاذ قرار أنها لن تكون بدور ثانوي فى قصة هي بطلتها ليحدث ما يحدث، قبل أن يخطوا عصران آخر خطوة
أخذت القرار وتقدمت تلك الخطوة وفى لحظة جسارة منها ضربت عصران بذلك الحجر على رأسه بعد أن إستجمعت قوة شيطانية، فى الحال تلقى عصران الضربة برأسه لعدم إنتباهه، وعدم روؤيته لذاك الحجر،سقط مُمددًا أمام قدميها، تنزف دماء رأسه وهو شبه غائب عن الوعي، نظرت له بعلو وألقت ذاك الحجر من يدها تدمع عينيها بقسوة ما تشعر به لم تتوقع يومًا أن تكون قاتلة، من إتخذت طريق القانون بإختيارها أضحت قاتلة، كان دخولها لـ عائلة العوامري أكبر سوء مسها بحياتها، هم الجحيم بعينهُ، لكن شعرت بندم وهي ترا دماء عصران تسيل أسفل قدميها، كذالك كآنها توهمت أن عصران قد ينهض ويعاود ما بدأه، عادت بجسدها للخلف تبتعد عنه لعدم إنتباهها تعرقلت بسبب تلك السلاسل الموصولة بالأصفاد الذي بقدميها، إختل توازنها دون إنتباة منها لم تستطيع أن تحفظ توازنها فسقطت دون إنتباة للحائط وذاك الجزء الحاد البارز بها، خبطت رأسها بها، لم تشعر بشئ بعدها.
بسبب عدم سماعه لأي إستغاثة، دلف الى تلك الغرفة بغضب تحول الى فزع و
ذُهول من ما يراه أمامه، ذهب نحو عصران الجالس ارضًا يحاول إستعادة قُدرته يتآلم وهو يلف قميصه حول رأسه يضع يديه فوقها،لكنه يرتدي ببقية ثيابه ليس به عاريًا سوا ساعدي يديه، لكن شعر بالغضب الساحق منه وأمسكه من تلباب ثوبه بعنف، يسحبه بقوة عاصفة جعله ينهض واقفًا وهتف بهجوم شرس:
عملت فيها إيه يا حقير أنا قولتلك ترهبها وإياك تقرب منها حنيت للإجرام من تاني.
شعر عصران برهبة وبرر بخوف ودفاع عن نفسه:
والله ما لمستها زي ما قولتلى يا سراج بيه أرهبها بس...
توقف عصران عن إسترسال تبريره يشعر بدوخة...
قبض سراج على كتفيه بغضب سائلًا:
بس إيه إنطق.
أجابه عصران:
معرفش يا باشا،دي ضربتني بالحجر على رأسي وبعدها حسيت إني دايخ ومش حاسس باللى حواليا،ولسه جدامك أها بحاول أفهم أيه اللى حصل.
تركه وذهب نحوها مباشرةً رأي رأسها تنزف،لا يعلم لما شعر بالرفق عليها،هكذا فسر عقلة،رفع ذاك الوشاح عن رأسها تفاجي بإندفاع الدماء، سريعًا خلع قميصه وزال ذاك الوشاح عن رأسها حاول الضغط على رأسها يكتم إندفاع الدماء،وحملها ناهضّا يسير سريعًا نحو الخارج غير مُباليًا لـ عصران وإصابته الشبة خطيرة...
خرج من الغرفة ذهب سيارة نصف نقل كانت بالإستطبل، أمر سائقها بلهفة:
إفتح الباب بسرعة.
فعل السائق ما أمره به، فى ثواني وضعها بالسيارة، وتحدث للسائق:
فين مفاتيح العربية.
أخبرهُ:
المفاتيح فى كونتاكت العربية يا باشا.
إغلق باب السياره وإستدار سريعًا نحو الباب الآخر، صعد يقود السيارة بسرعه جنونية وهو يصرخ على حارس بوابة الإستطبل الخارجية أن يفتح له الباب سريعًا
قبل أن يصل الى الباب كان مفتوحًا سريعًا كان يقود السيارة فى ظرف دقائق صف السيارة بفناء الوحدة الصحية الخاصة بالبلدة وترجل سريعّا نحو الباب الآخر، حملها بين يديه، سمع بعض هزيان منها لم يستطيع تفسير منه سوا كلمات
"أنا بكره عيلة العوامري".
لم يهتم بما سمع ودخل بها سريعًا الى داخل الوحدة الصحية يصرخ عليهم بأن يساعدوه.
أرشده حارس الوحدة نحو غرفة الإستقبال بالوحدة،وضعها على فراش طبي،بنفس الوقت دخلت إحد الممرضات نظرت الى الدماء التى تنشع من ذاك القميص الملفوف حول رأسها،نزعته ورأت ذاك الجرح،ثم نظرت نحو سراج قائله:
الدكتور النبطشي هنا فى الوحدة بيمر على حالة فى الدور التاني،هطلع أنادي عليه.
لا يعلم سبب لقوله:
ومفيش هنا دكتورة ست.
نظرت له قائله:
للآسف مفيش غير الدكتور النبطشي.
أومأ لها قائلًا:
تمام ناديه بسرعة.
أومات رأسها بدهشه ثم غابت لدقائق،كان يشعر أنها ساعات،وهو يسمع هزيانها غير المفهوم وكلمات غاضبة بشآن"غيث"، لا يعلم لما أراد النظر لملامحها وهى نائمة، لولا تلك الدماء التى تُغطي جبينها وجزء من وجهها لكانت ملاكًا، كذالك لاحظ تلك الشُعيرات الرمادية التى تتخلل شعرها البنية المحروقه تقترب من السوداء، لحظات كآن عقله شارد وقلبه مشدوه نحو تلك المُصابة... أخرجه من ذاك التآمل نحنحة الطبيب الذى دلف ببطئ معه تلك الممرضة
لوهله أراد أن لا يدخل هذا الطبيب لكن أصبح الضماد الملفوف حول رأسها دمويًا، تنحى جانبًا، سعر بضيق خين نزع الطبيب عن رأسها ذاك الضماد،وقبل أن يبدأ يتعامل مع إصابتها،تحدث بمهنيه:
ياريت تطلع بره الاوضة لحد ما نخلص تضميد حرج المُصابة.
نظر له سراج قائلًا:
لاء مش هخرج وإتفضل شوف شغلك.
كاد الطبيب أن يعاود الطلب منه، لكن الممرضة تحدثت بتبجيل لـ سراج قائله:
ده سراج بيه العوامري، الوحدة مفتوحة بسبب تبرعات عيلته، وهو أكيد قلقان عالمصابة.
لمعت عين سراج بغرور من معرفة الممرضة السابقة له رغم أنها بالبلدة منذ فترة وجيزة، وسأل عقله هل تعلم هاوية ثريا أيضًا
لكن لم تُظهر ذلك، بدأ الطبيب يتعامل مع حالة ثريا
الى أن إنتهي، وضع ضماد طبي يلف رأس ثريا شبة كاملًا... ثم خلع قفازيه، وبالصدفه بسبب إنحصار جلباب ثريا، رغم أنها أيضًا ترتدي بنطالًا أسفل جلبابها، لكن وضح جزء من إحد ساقيها وظهر به جرح واضح... ذهب نحوه الطبيب وكاد يرفع البنطال، لكن توقف بعد أن قبض سراج على يده قائلًا بنبرة إحتقان:
إنت هتعمل إيه؟.
أجابه الطبيب:
مش شايف الجرح الظاهر فى رِجلها،هعالجه.
زفر سراج نفسه بضجر قائلًا:
لاء كفاية عليك إكده،الجرح ده واضح إنه صغير والممرضة هتتعامل معاه.
نظر له الطبيب بحده قائلًا:
أنا هنا دكتور فى المستشفى،وكمان المسؤول عن النبطشية،وواضح من الخبطة اللى فى راس المُصابه،كمان الجرح اللى واضح فى رِجلها أن فى إشتباة جريمة فى الموضوع،وهفتح تحقيق باللى شايفه ده.
تهكم سراج من نبرة الطبيب الحادة،وقال بآستهزاء:
واضح إنك مش من البلد إهنه ومتعرفش أنا مين...
قاطعه الطبيب بلا إهتمام:
حتى لو كنت من البلد وأعرف جنابك كنت هعمل اللى يمليه عليا ضميري،واضح وجود جنايه.
ضحك سراج مستهولًا ومُستكبرًا:
جنااايه!
أعتقد مهمتك خلصت وتقدر تعمل اللى إنت عاوزه إتفضل.
كاد الطبيب يحتد لولا أن جذبته الممرضة وخرجت خارج الغرفة،طاوعها الطبيب فقط لانه لا يُحبء الجدال مع ذاك المُتكبر،
خرج وهي خلفه
وقفت تقول له بذم:
إنت مش عارف مين الشخص اللى جوه ده
ده سراج بيه العوامري.
تهكم الطبيب سائلًا:
ومين بقى سراج بيه العوامري.
أجابته بمكانته وسط عائلة العوامري المعروفة،ثم أكملت:
أنا كنت زيك مكنتش أعرفة بس كان راكب حصانه وبيتمشى بيه فى البلد وكنت واجفة مع چوزي فى دكان العلف،واحد من الفلاحين عرفه،وجال ده سراج بيه العوامري.
تهكم الطبيب قائلًا:
مُتغطرس يعني.
طب والمصابة دي كمان تبقى مين؟.
أجابته:
لاه دي مهعرفهاش، يمكن جريبته (قريبته)..
أو تخصه، هنعرف هى مين لما يسجل إسمها فى المرضي، وكمان أنا هعاود أدخل الأوضه وهسأله هي مين، مع إن شكلها مش غريب علي.
غصبًا إمتثل الطبيب وغادر... بينما عاودت الممرضه الدخول الى الغرفة وعرض خدماتها عليه وسألته بإستفسار:
هي المريضة دي تقرب لجنابك.
تنفس وإحتار بماذا يُجيب عليها لكن بالنهايه قرر واجابها:
لاء دى لقيتها وانا ماشي عالطريق.
ذُهلت الممرضة وهي تشعر بإستغراب كيف هذا لم يعرفها وبهذه اللهفه الواضحة، هي ظنت أنها قريبته وربما تخُصهُ... لم تهتم وسألت:
طالما كده كان لازم تسمح للدكتور يقدم بلاغ فى النُجطة (قسم الشرطة) جنابك لاجيتها عالطريق يمكن اللى إتسبب فى إصابتها جاطع (قاطع)طريق ليه تحمل نفسك مسئوليه طالما متعرفش هي مين؟.
أجابها:
بس أنا أعرف هي مين كويس؟
تسألت بإستفسار:
حضرتك تعرفها منين؟.
بصعوبه لا يعلم سبب لما لم يكُن يريد أن يقول أنها كانت زوجة "غيث" إبن عمته لكن غصب أجابها :
تبقى آرملة إبن عمتي.
تبسمت الممرضه قائله دون إنتباة:
أنت جبتها إهنه شهامة منيك يعني،عشان خاطر إكده،لو كان حد غير چنابك مكنش جابها،انا مكنتش أعرف شكلها بس اللى أعرفه إنها مصانتش موت چوزها وسابت داره قبل الاربعين بتاعه...شابة وحلوه ولساها صغيرة أكيد مش...
قاطعها سراج بغضب قائلًا
أعتقد كفايه كلام فارغ، التحقيق بتاعك ده يخلص،ومش عاوز حد يعرف بانها موجودة إهنه بالوحدة،وإتفضلي شوفى شغلك،الجرح اللى فى رجلها داويه.
شعرت الممرضة بحرج من صد سراج لها،بدأت فى مداواة ساق ثريا،وخرجت وتركت سراج معها،يشعر بإستغراب من شعوره بالضيق والغضب والإستغراب الاكبر وجوده هنا، لما لا يطلب من احد العاملين الموجودين بالمشفى الإتصال بأحد ذويها.
زفر نفسه وهو ينظر لها وهي غافيه رغم ذاك الضماد على رأسها تبدوا كآنها صافية، وعلى وجهها بسمه لا يعلم إن كانت بسمه أم مجرد ملاحظة منه.
❈-❈-❈
بينما خرجت الممرضة وذهبت الى إحد الغرف كانت خاصه بالممرضات كان معها ممرضة أخري جلسن سويًا، سردت لها عن وجود سراج مع تلك الفتاة
لم تستغرب الاخري قائله:
وفيها إيه اللى أعرفه إهنه إن أرملة الأخ بيتجوزها أخوه، ويمكن هو عينه عليها.
فكرت الممرضه:
بس ده مش أخوه ده واد عمته، ومن عيلة العوامري، كمان اللى سمعته إن البت دي مسببه ناوشة لعيلة العوامري.
أجابتها الممرضه الاخري:
يمكن عامله الدوشه دي عشان إكده، إنها تتجوز واحد تاني منيهم،بس تفتكري مين اللى إتسبب فى اللى حصل لها.
أجابتها:
معرفش،بس لهفته عليها تجول أنه مش هو،من شكل إصابتها إكده إن حد ضربها على راسها،وكان فى جرح فى رِجلها،يمكن كان حد عاوز يغتصبها.
وضعت الممرضه الاخري يدها على فاهها بذهول قائله:
ربنا يحمي عرض ولايانا،هقوم أشوف الست اللى محجوزه فوق دي،والله حالتها متستاهل الحجز،بس الناس مفكره الوحده فيها عناية أكتر من الدار.
غادرت الممرضة الاخري،بنفس الوقت دق هاتفها،أخرجته من جيب مِعطفها ونظرت له،ثم قامت بالرد تسمع سؤال زوجها لها عن بعض الأغراض ومتي ستنتهي ورديتها بالوحدة،اجابته ثم سردت له عن ما حدث
قائله:
بس شكل سراج بيه ده راچل جوي،لو واحد غيره كان عالاقل سابها لما وصلها الوحدة،شكلها إكدة كان حد عاوز يأذيها وهو نجدها منيه.
❈-❈-❈
باحد مقاهي البلدة
وقفت رغد على جنب قريب منها، ودخل احمد نادي على ممدوح الذى خرج معه وتوجه ناحيتها يقول بلهفه وذم:
رغد إيه اللى جابك إهنه دلوك، القهوة كلها شباب...وممكن يعاكسوكِ وانا مكنتش هسكت ليهم.
شعرت رغد بسعادة أنها لا يود ان يُضايقها أحد،توترت قائله:
خالتي نجية عندنا فى الدكان،بتقول إن ثريا لحد دلوك مرجعتش الدار وهي قلقانه عليها أوي.
شعر ممدوح بقلق قائلًا:
إزاي مرجعتش للدار، إستني دقيقه وراجع لك.
لم يمر أكثر من دقيقة وعاد ممدوح يقول لها:
خلينا نروح للدار يارب تكون رجعت.
اومأت له ببسمه وهي تسير على الطرف الآخر جوار أخيها الذي يفصل بينهم،تحاول هى وأخيها مُجارات خطواته السريعه الى أن وصل الى ذاك الدكان وجد والدته جالسه...سألها بلهفه:
أمى.. ثريا رجعت.
أومأت رأسها بـ لا
أخرج ممدوح هاتفه يتصل على ثريا،ولا يآتيه رد شعر بزيادة القلق قائلًا:
موبايلها بيرن ومش بترد، هي مش متعودة متردش، معقول تكون لسه فى الغيط، هروح أشوفها وارجع.
تنهدت نجيه بدموع قائله:
وإيه اللى هيقعدها فى الغيط لحد دلوك، دي كانت بترجع للدار يادوب السمس تغيب.
ساور ممدوح القلق بشدة وفكر بـ عائلة العوامري، وكاد يتفوه، لكن قبل ذلك
صدح رنين هاتف صاحب البقالة، قام بالرد كان تاجر الاعلاف يسأله عن بعض المُنتجات لديه، وسمع بالصدفة قول ممدوح الذي لم يهتم:
أكيد اللى ورا إختفاء ثريا عيلة العوامري أنا رايح لهم.
نهضت نجيه بفزع وتمسكت به قائله:
إعقل يا ممدوح، وإهدي.
بضجر تفوه ممدوح:
عقلت كتير وصبرت مش كفايه...
قاطعه صاحب البقاله:.
إهدي يا ممدوح وإسمع لحديت أمك، بس اخلص من المكالمة.
غصبًا صمت ممدوح يتآكل قلبه القلق ويصور له الشيطان لما لا تذهب ويحدث ما يحدث.
بينما سريعًا أكمل البقال الحديث عبر الهاتف مع ذاك الشخص الذى سمع حديث ممدوح وذكر عائلة العوامري، بفضول منه سأله، حاول البقال عدم الإفصاح عن اختفاء ثريا، بينما تفوه الآخر:
مراتي ممرضة فى الوحدة وبتجول إن سراج العوامري هناك ومعاه ثريا اللى كانت متجوزه إبن عمته.
إندهش البقال قائلًا بإستفسار:
إنت متأكد من حديتك ده،ثريا مع سراج فى الوحدة،طب ليه؟.
أجابه الآخر:
معرفش مراتي من شويه كنت بسألها هتعاود أمتي،وجالت لى إكده وبس،وكمان طلبت مني شوية مستلزمات للدار وعشان إكدة بتصل عليك عشان إنت بتبيع أرخص.
أغلق البقال الهاتف...ونظر نحو ممدوح ونجية التى وقفت بإستغاثه تسأله:
مين اللى كان بيتحدت أمعاك،أنا سمعتك بتجول ثريا وسراج.
بهدوء قال لها ما أخبره له ذاك الشخص،سريعًا كاد يذهب ممدوح،لكن تشبثت به نجية قائله:
خدني معك يا ولدي.
برأفه منه إحتوي يدها وذهبا الإثنين الى الوحدة.
تنهد البقال قائلًا:
ربنا يطمن جلوبهم، والله نظرتي فى ممدوح إتغيرت، طلع راجل.
تبسمت رغد وهي تُأمن على دعاء والدها تشعر بمشاعر صافية نحو ممدوح الذي يظهر عكس شخصيته الحقيقيه،أنه غير مُبالي بما يحدث حوله.
بعد قليل
بالوحدة الصحية
مازال عقل سراج غير مستوعب لما حدث يلوم عقله كيف وصل به الدناءة لهذا الحد، لم يحسب ان يصل الى هذا المستوي ولا تلك النتيجة...
لا يعلم لما يظل معها بالغرفة لما لم يغادر ويخبر الوحدة بذويها وتنتهي الليلة
بالفعل وقف حين فُتح باب الغرفة ودخلت نجية خلفها ممدوح الذى نظر الى سراح بإستحقار ثم ذهب نحوه غير مُباليًا:
أختي فيها إيه يا سراج،متفكرش إنى هسكت على قذارة عيلة العوامري.
نفض سراج يدي ممدوح ونظر الى نجية التى إقتربت من فراش ثريا تبكي وهي تراها ممددة هكذا بوجهها الشاحب وضماد رأسها...
كاد أن يتواقح سراج ويُلقن ممدوح درسًا لا بأس به بسبب سبه لعائلة العوامري،لكن إرتأف قلبه حين سمع قول نجية بإستجداء وهي تُقبل وجنة ثريا بدون قصد منها:
إصحي يا روحي عملوا فيكِ إيه تاني منهم لله،ربنا ينتجم منيهم...جولت ليكِ تغور الأرض وإبعدي عن شرهم... كفايه اللى حصلك قبل إكده.
لم يفهم قول نجية ماذا ومن تقصد
هل تقصد عائلة العوامري،هو حقًا المسؤول عن ما حدث لها الليلة،لكن ماذا حدث سابقًا ولماذا قالت تلك السيدة ذلك.
مازال ممدوح يحاول التهجم على سراج لكن تدخل حارس الوحدة وعامل آخر وطلبوا من سراج المُغادرة منعًا للإشتباك وإثارة مشاكل فى غني عنها، إمتثل لذلك وغادر مُتعسفًا
يشعر بغضب عارم
❈-❈-❈
بعد قليل دخل الى دار والده... تقابل مع آدم الذى إنخص بسبب الدماء على ملابسه سائلًا بقلق:
سراج إيه الدم اللى على هدومك دم إنت كويس.
أجابه سراج:
أنا بخير، هطلع أخد دُوش واقلع الهدوم دي، تصبح على خير.
تنهد آدم بإرتياح، قائلًا:
الحمد لله، بس إيه سبب الدم ده.
أجابه بضجر:
بعدين.
إمتثل آدم قائلًا:
سراج فى موضوع خاص بيا كنت عاوز اكلمك فيه.
تركه سراج يصعد السلم قائلًا:
بعدين يا آدم، أنا مصدع ومحتاج أرتاح.
إمتثل آدم، رغم فضولة معرفة سبب تلك الدماء، بينما صعد سراج الى غرفته توجه نحو حمام الغرفة مباشرة خلع ثيابه وفتح صنبور المياة وقف أسفلها يُعيد عقله ماحدث منذ رؤيته لـ ثريا اليوم، الى قبل دقائق وحديث والدتها المُبهم، يشعر بتشتت فى عقله...
أغلق صنبور المياة وجذب منشفه لكن قبل ان يخرج من الحمام وقع بصره على ملابسه الملوثة بدماء ثريا
من تلك
ترك النظر للملابس،وخرج من الحمام ذهب نحو فراشه وإرتمي بجسده عليه يشعر كآنه بإعصار،أغمض عينيه سُرعان ما غفي.
❈-❈-❈
فجأة إنقشعت الغيوم وسطعت الشمس
ظهرت معها حورية مُضوية تجذبه لها بإشارة منها، إقترب منها يخفق قلبه أصبحت خطوة بينهم،عاودت بعض الغيوم تكاد تقترب منها،شعر بلهفة، جذبها عليه،ينظر لشفتيها يشعر بإحساس خاص لأول مره يتوغل منه يُريد تذوق شفتيها وتقبيلها إقترب بوجهه إختلطت أنفاسه معها أغمض عينيه لوهله ثم فتحهما وعاود النظر الى شِفاها بلا شعور منها رفع يده يجذب رأسها يحتوي شفتيها بين شفتيه بقُبلة شغف وإجتياح، ترك شِفاها وسارت رغبة أخري تؤرق جسده لأول مره يتملكه ذاك الشعور الخاص، ضمها قويًا يديه تكاد تخترقها للحظات يحتويها، عاود يُقبلها مرة ومرات بإحساس مُتملك منه،ترك شفاها وأغمض عيناه مُنتشيًا ثم فتحهما يود رؤية بقية ملامحها،لكن فجأة حجظت عيناه حين وقع بصره على ملامح وجهها،وكآن عُقد لسانه عن الحديث،بصعوبه نطق
"ثريا"
-مستحيل!.
رفض عقله ذلك وفتح عينيه بسرعة رافضًا عقله ذلك،نظر حوله كانت الغرفة مُظلمة لا يوجد بها أي آثر لضوء نهض من فوق الفراش مثل الملسوع، ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي الذى بالغرفة أزاح الستائر ونظر للخارج كانت الشمس تبعث نورها الأول... فتح ذاك الزجاج كي يشعر بنسمة هواء تُرطب حرارة جسده فعمله السابق بالصحاري جعله لا يستهوي تكييفات ومبردات الهواء، صدمت نسمة لطيفة صدره، لكن مازال عقله شبه تائه ولائم.
❈-❈-❈
صباحً
ما أسهل أن تتنقل كلمات تشتعل بأقاويل تنتشر سريعًا بين الآلسنه تزداد لهيبً فوق لهيبها
إخبار الممرضه لزوجها صاحب دكان الاعلاف زاد فى نشر ما حقيقة زائفة لما حدث بالأمس، أظهر سراج أنه البطل الذي حمي عِرض أرملة إبن عمته، كذالك غِيرته عليها من الطبيب كما فسرت الممرضة وتوقعت أن هذا السراج يحمل مشاعر لـ ثريا وأنها من حقه والأولى بها
أكاذيب، وأكاذيب، وما أسهل إنطلاق أكاذيب يُصدقها الناس ويفسرها حسب أهوائهم.
......... ...
بالوحدة الصحيه
فتحت ثريا عينيها تشعر بآلم طفيف برأسها، نظرت حولها، تفاجئت بوالدتها كذالك خالتها اللتان إقتربا منها بلهفه سألتان:
ثريا إنت فوجتي أخيرًا.
تحدثت بخفوت:
أنا فين؟.
اجابتها نجيه:
إنتِ فى الوحدة الصحية.
شعرت ثريا بصداع وهي تتذكر آخر ما فعلته هو ضرب ذاك المجرم،ماذا حدث لها بعد ذلك لا تتذكر.
سألتها سعديه:
مين اللى ضربك على راسك.
ضيقت ثريا عينيها تحاول تذكر لكن صمتت،إقترب منها ممدوح،رغم تلك الثورة بقلبه لكن إدعي البرود قائلًا بقصد:
-البلد كلياتها ملهاش سيرة غير عن شهامة سراج العوامري هو اللى أنقذك من اللى كان بيعترض طريجك وكان هيغتصبك.
إتسعت عين ثريا غير مُصدقة لذلك.
❈-❈-❈
بدار العوامري
طرقت إحد الخادمات على باب غرفة سراج، وإنتظرت حتى فتح لها وقفت امامه بإحترام قائله:
سراج بيه الملف ده بعته المحامي، وجال إن ده المستندات اللى كنت طلبتها منيه.
أخذ منها الملف واومأ لها بالمغادرة
أغلق خلفها الباب، وذهب يجلس على أحد المقاعد يضع ساق فوق أخري، يقرأ تلك الوثائق الموجودة بالملف
ذُهل من محتواها فى البداية، لكن سُرعان ما تهكم، جذب هاتفه وقام بإتصال أجابه الآخر سريعًا سأله:
إنت متأكد من كشف الحساب اللى إنت بعته ليا ده، معقول ثريا معاها المبلغ ده كله فى البنك.
أجابه المحامي:
أيوه المرحوم غيث كان فتح الحساب ده لـ مدام ثريا قبل ما يتجوز منها، وحول لها مبلغ قبل الجواز، ومبلغ تاني تم تحويله بعد الجواز، عندك تواريخ الإيداع.
تفهم سراج وسأله وإنت متأكد إن ثريا عندها عِلم بالحساب ده.
أجابه بتوضيح:
أيوه عندها عِلم لأن مذكور عندك إن اللى فتح الحساب ده فى البنك هي بنفسها، واللى حول الاموال عالحساب كان غيث بيه الله يرحمه وأكيد كان بيعرفها بده.
شعر سراج بضيق قائلًا:
تمام، لو إحتاجت لمعلومات تانيه هكلمك.
أغلق سراج الهاتف، وتنهد بقوة غاضبًا يقرأ قيمة ذاك المبلغ الضخم الموجود برصيدها
يبدوا أنه أمام مُحتالة كما وصفتها عمته ولاء
ثريا بهذا المبلغ المثبوت بالمستندات أخذت ميراثً
" أضعاف حقها الشرعي"
يتبع
🔥دمتم ساالمين 🔥.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا