رواية خيوط الغرام الفصل الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19بقلم دينا إبراهيم


رواية خيوط الغرام 

الفصل الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19

بقلم دينا إبراهيم


استيقظ ظافر اولا ليجدها منكمشه بجانبه تطلب دفئه ابتسم وهو يحيطها بذراعه يقربها اليه يستنشق عطرها ويمرر اصابعه بحنان علي وجهها ...

شعرت به فرمشت بوخم ترمقه نظره قبل ان تغلق عينيها منزعجه من ضوء النهار.... 

ظل كلاهما مستلقيان في احضان بعضهم البعض بصمت مريح و ابتسامه صغيرة علي شفاه كلاهما قبل ينتفض ظافر بخضه والباب يدق بعنف و كذلك شروق التي كادت تعود الي النوم بين ذراعيه لتردف وقد هرب النوم من عينيها ..

-ايه ده الاولاد هيتفجعوا !!

انتفض كلاهما يلملمان ملابسهم المبعثرة بكل نواحي الغرفه و توجه ظافر شبه عاري وهو يرتدي سرواله نحو باب الغرفة صائحا ...

-جاي يالي بتخبط الله !!!! ... ده انا هخرب بيتك !!

اردف النصف الثاني بخفوت يلعن من يقطع عليهم ليلتهم الاولي سويا والتي شهدت ولادة حياتهم الجديدة سويا ....


(مش مكتوبالك يا بولين😂😂😂)


هرع و فتح الباب سريعا ليتفاجأ بيزيد يحاول جذب سلمي الباكيه بعيدا عنه ، اقترب يتوسطهم بقلق وفزع قائلا...

-في ايه يا جماعه وحدوا الله .... ايه الفضايح دي !!

-شوف البيه المحترم بيعمل ايه !!!!

-اخرسي خالص وادخلي الشقة بقولك !!

دفعه ظافر عنها بحده قائلا...

-في ايه يا يزيد انت اتجنينت اهدا شويه مش كده احنا علي السلم !!

دلفت سلمي راكضه الي شقه ظافر وتبعها ظافر وهو يجذب يزيد و يغلق الباب خلفهم ....

اتاهم صوت بكاء يحيي الصغير و خروج فريده الناعسة من غرفتها تردف بخوف ....

-مامي فين انا خايفه !!

-عاجبكم كده ، اهدوا سرعتوا العيال !! وانتي ادخلي اغسلي وشك عقبال مااجي وانت متقربلهاش خالص !!

اردف وهو ينقل اصبعه بتحذير بينهما ، خرجت شروق بسرعه ما ان انتهت من ارتداء ملابسها فواجهت يزيد الغاضب الذي تعجب لوجودها بغرفه ظافر ، احمرت وجنتيها لتهرع دون اي كلمه تجذب فريدة في طريقها الي داخل غرفتها و تتجه لإسكات صغيرها ....

التفت يزيد بابتسامه يتفحص ظافر وهو يرتدي سرواله البيتي لا يزال عاري الصدر و خصلاته مبعثره يسارا ويمينا فهز رأسه بغمزة قائلا...

-اسد يلا في ايه !!

ضيق ظافر عينيه بحنق وهو  يحاوط فكه بأصبعين واردف بغضب ...

-انت ليك عين تهزر ده انت بجح اوي !!

-لا بس انا فخور بيك !! 

-بس يا بابا بس عشان مخبطكش كف افوقك من الهبل اللي انت سايقه ده ! ممكن تفهمني في ايه بالظبط !!


-اسمعني بس خد منها الكلام ومش عايزك تتسرع وانا هفهمك كل حاجه وخليك متأكد ان عمري ما هخونك بس في حاجات كتيرة حصله معايا ، انت خليها تشكي وانا هطلع معاك لمروان افهمك كل حاجه !!

نظر له بعدم فهم ولكنه اردف بغضب...

-ماشي مع اني مش فاهم حاجه ولعلمك مروان اتجوز !

-نعم اتجوز ازاي يعني !!

لكزه ظافر بحده قائلا...

-ماهو البيه نايم علي ودنه انا اتصلت بيك ميه مره مردتش عليا ...

خرجت سلمي لهم فنظر لها يزيد منهي الحديث قائلا لمره اخيره بصوت يصل لظافر فقط..

-خليك واثق فيا !!

رمق جسده العاري فاردف بضيق ...

-و روح استر نفسك الله يسترك !!

-خليك بعيد عنها لحد مااجي !!

اردف ظافر بغيظ....

التفت يزيد يرمقها بحده بينما اتجه ظافر لارتداء قميصه ....

-عجبك اللي بتعمليه ده !!

اردف بحده لتجيب بغضب...

-انا اللي بعمل ولا انت اللي اكيد اتجننت !!

-مش دي كانت رغبتك من الاول !!

-انا مقولتش اتجوز مش تتجوز مني اللي راميه عيالها اصلا ، عيل ايه ده اللي هتجبهولك مفكرتش في ده و لا في صاحبك !!

-انا حر و ظافر موافق !!

جذت علي اسنانها وقد عادت دموع الغضب فأردفت ....

-انت كذاب ظافر ميعرفش !!

-ميعرفش ايه بالظبط !!

اردف ظافر بحنق من تشاحنهم الغير مبرر له ....

-يزيد عايز يتجوز مني !!

اردفت بغضب اعمي فجذ يزيد علي اسنانه وهو يلتفت لظافر يرجوه للهدوء بعينيه .....

بينما تسمر ظافر في مكانه وقد اتسعت عيناه ، رمش بقوة قبل ان يهز رأسه بعدم فهم قائلا....

-مني مين و يتجوز ازاي يعني ؟

اقتربت سلمي بانهيار تضرب بكلتا قبضتيها علي صدر يزيد منغمسه في حزنها و غضبها واردفت ....

-يزيد جوزي و صاحبك ده عايز يتجوز مني طلقتك !!!

اشتعل الغضب بعيني ظافر العسلية لتلمع كالنيران وهو يحاول السيطرة علي غضبه وعقله يذكره بما اخبره به يزيد ...

-الكلام ده بجد !

-ايوة ، انا عايز اكلمك فوق عند مىوان وهنحلها سوا ان شاء الله !!

خرج صوت ظافر بغضب رعد الجدران قائلا...

-هنحل ايه انت اتجننت   !!

اقترب منه يزيد ليبتعد عن مرمي اعين زوجته قائلا برجاء...

-اسمعني يا ظافر تعالي نطلع لمروان ...

دفعه ظافر بحده واتبعه نحو الباب وهو يردف بغضب...

-قدامي عند مروان !!!

خرجت شروق تتساءل ...

-في ايه يا جماعه !!

تنفس ظافر وهو يحاول الهدوء و يشعر كمن يوشك علي ارتكاب جريمة قتل ....

-غيري هدومك وهاتي سلمي والعيال و اطلعوا ورايا عند مروان ...مروان اتجوز امبارح !!

-اتجوز ؟؟؟؟؟!!!!!

قالت الفتاتان معا بذهول فهز رأسه قبل ان يدفع يزيد للخارج والي اعلي حيث شقه مروان .....


.....................


في شقه مروان ......


تململ مروان بضيق يشعر بشيء يجذب شعر ذقنه و صوت ضحكات خفيفة يحاول تجاهلها والعودة الي نومه .....


ضحكاااااات !!! اتسعت عيناه ليرى وجه صغير يتوسط شجرتين من الشعر فوق رأسه ...

ارفع نصف جسده بخضه فاصطدم رأسه برأسها !!

-اااااه !!

تأوهت منار متألمة ....لينظر لها بذهول وهو يفرك رأسه هو الاخر قائلا...

-ممكن افهم بتعملي ايه فوق راسي !!

نظرت له بحده قائله....

-هكون بعمل ايه يعني !!! كنت جايه اشوفك عايز حاجه مني !!

نظر لها بتوجس ليردف بهدوء..

-حاجه ازاي يعني ؟

ابتسمت قليلا لتردف برمشه من عينيها ...

-حاجه كده ولا كده يعني !!

فرك عينيه بتعب لا يعقل ان تكون قد اتت ل....اممممم كيف يصوره نعم لتتحرش به وهو نائم ...رفع عينيه الي اعلي ارجوك يا عظيم لا تجعلها بمثل هذه الوقاحة !!!!!!!

طرقعت اصابعها للفت انتباهه وهي تهز رأسها بتعجب قائله.. 

-انجز يا مسكر عايزة انزل !!!

جذ اسنانه وهو ينفض يدها من امام وجهه قائلا...

-بطلي الكلمة المستفزة دي انتي عارفه فرق السن ما بينا !!!

ضحكت بمرح لتردف..

-اصلك هادي كده وطيب تحس انك تتحط علي الجرح يطيب و زي السكر !!

عقد حاجبيه هل قالت انها ذاهبه لمكان ما ؟!

-تنزلي فين بالظبط !!!

-سلامه عقلك يا مسك.....

رفع يده يطبق وجهها بتحذير و حاجب مرفوع بحده قائلا...

-منار لاخر مره اسمع الكلمة دي انتي فاهمه !!

اتسعت عيناها بخضه وتوتر لتهز رأسها بالموافقة !!

تركها وهو يزفر مستغفرا ليردف قائلا...

-نازله فين ؟

-نازله افتح الفرن !!

قالتها وهي تصفع ظهر يدها بكفها الاخر بملل .....

طالعها بغضب يحاول تحليل هل تمزح ام انها تتحدث بجديه ليستشفي جديتها من ملامحها التي تنظر له و كأنه مجنون !!!

 هو المجنون !!!!!!!!!!

-لا طبعا مفيش نزول الفرن ؛ انتي خلاص مش هتشتغلي تاني !!

شهقت بغضب وهي تستقيم وتضع يدها علي خصرها ...

-نعم نعم لا انا متفقتش علي كده!! انا متعوده اجيب لقمتي بعرق جبيني و بعدين الحج ميقدرش يدير الفرن لوحده ....

قذف الغطاء بحنق ليستقيم هو الاخر ويقترب منها ..

-انتي بقيتي مراتي !! انتي مش واخده بالك انك متجوزة دلوقتي !!

-يعني ايه متجوزة ؟

-اه شكلك هتتعبيني !! بصي بقي مش معني اني هادي و مش بحب اتعصب عليكي او بمعني اصح بخدك علي قد عقلك انك تتوقعي اني هسيبك تشتغلي و في فرن !!

-وماله الفرن يا سي مروان مانت واخدني منه !!! وبعدين انا مضربتكش علي ايدك انت اللي كنت هتموت وتتجوزني !!

احمرت اذنه بغضب و حرج ليردف من بين اسنانه ...

-اسم الله عليكي ما انتي كنتي قطعاني في الرايحه والجايه !!

عقدت ذراعيها بعناد قائله باستنكار ....

-محصلش ده انا كنت بطمن عليك عشان بتصعب عليا مش اكتر !!

امسك بياقته فستانها الواسعة يقربها منه وهو يميل برأسه نحو رأسها لتتسع عينيها بذهول ... 

 تحب الحديث بجراءه و مشاكسته ولكن الحديث و كفي !!

تابع ارتباكها من قربه لها بحاجب مرفوع ، واحاط خصرها بذراعه يقربها اكثر الي جسده قائلا...

-بصعب عليكي ازاي طيب !!

حاولت دفع صدره للابتعاد و لكنه دفعها نحوه لتستقر يداها علي كتفيه وتنظر له بذعر و هلع وهو يشاهد احمرار وجنتيها بخجل لأول مره  ....

-ايه مالك احكيلي بقي كنتي بتشفقي عليا ازاي....

اردفت بتلعثم يشبه مواء الماعز ...

-ما ما ما ما ما قصدش كده !!

ضحك مروان واقترب يلامس انفه بأنفها فهبط جفنيها بتوتر واحمرت و جنتيها بشده ....ليردف بخفوت...

-بتمأمأي ليه !!

ارتفعت نظراتها بغضب نحوه وكادت تصيح به بغضب ولكنه سبقها وهو يغمز لها و ينهال علي ثغرها بشوق عارم يستكشف به كل جوانبه و مذاقها الذي سلب عقله....

وقد اعلن قلبيهما طبول الحرب لأسقاط الراء !!!!

احاطت رأسه بذراعيها وقد تاهت في اعماق شغف ينفتح امامها للمرة الاولي فبرغم نشأتها كفتاة صغيرة تنتقل من مكان الي اخر وانتهائها يتيمه في نهاية المطاف ....

الا انها استطاعت ان تنجو بنفسها والمحافظة علي كل ذره به مما هو محرم ، علي عكس بعض الفتيات في نفس وضعها و موقفها البائس التي قد تنهار حياتهم وسط ذئاب من البشر انا هي فهي تؤمن بقوتها علي المقاومه.....

لم ترغب في ان تبتعد عن شعور الأمان والحب الذي يحاوطها وهي بين ذراعيه وكأنها تستطيع نسيان هموم العالم و المضي قدما كأنسانه جديده لم تري اي مصاعب في حياتها السابقه !!

ولكن للقدر راي اخر عندما دق جرس الباب مرتين متتاليتين !!

ابتعد مروان يشعر بكل جسده يشع بذبذبات مشتعلة بينما مالت هي نحوه تسند جسدها الخامد.... 

احتضنها متجاهلا الباب ليردف بصوت غلب عليه بحه مشاعره....

-افتحي دولابي البسي اي ترنح من عندي عشان نستقبلهم ده اكيد ظافر و شروق !!

هزت رأسها بصمت غير مصدمه روعه تلك المشاعر و نظرت له بخجل مره قبل ان ترمش و تتركه لتتجه نحو خزانه الملابس !!!

تركها مروان وهو يبغض ظافر في هذه اللحظة ويسبه الي ما لا نهاية ، فتح الباب بملل ليتفاجأ بظافر الغاضب يمسك برقبه يزيد من الخلف ويدفعه للداخل بحده !!

-صبحيه مباركه يا عريس !

اردف يزيد غير مبالي انه كاد يسقط علي وجهه فاردف ظافر بحنق ...

-بس يالا انت متجننيش !!

رفع مروان كفيه في الهواء قائلا ...

-لا افهم بقي ايه اللي بيحصل بالظبط !

نظر لظافر وملابسه البيتية و يزيد المتوتر بخجل ليردف...

-طالع تباركلي ببنطلون بجامه وقميص خروج !!

ترك ظافر ليلتفت ليزيد يضيق عينيه باتهام .....

-انت هببت ايه بالظبط !!

رفع يزيد حاجبيه باستنكار لما عليه ان يكون المسبب للمواقف الغريبة والمشكلات من وجهه نظرهم !!

فرك خلف رقبته وهو ينظر لظافر قائلا...

-من غير مد ايد اقعد واسمعني للأخر !!

-قول يا يزيد قبل ما اخنقك انا ماسك نفسي بالعافية !

عقد مروان ذراعيه يستمع لهم في محاوله للفهم !!


الفصل التاسع عشر.....


############


فلاش باك بالامس !!!!


اغلق يزيد الباب واحكمه بالمفتاح لن يسمح لها بالانتقال من هنا او من امام عينيه هي من طلبت القسوة وهذا ما ستحصل عليه !!!

خرج من افكاره علي صوت صراخ مزعج ليس غريب عليه و يأتي من شقه ظافر امامه !

سمح لنفسه بالاقتراب و التنصت ليتأكد ان تلك من تصيح وترمي بتهديداتها هي مني زوجته السابقة !!

انكمشت ملامحه باشمئزاز لايزال يتذكر عندما تعمدت ملامسه اعلي ساقه وهو جالس بمكتب ظافر بينما الاخير يحضر غرض من الغرفة المجاورة ، كان يعلم بوجود خلافات حاده بينهم بسبب طباعها وابتعاد ظافر عنها ولكنه لم يتوقع جراءتها !!!!!!

ومن ذلك اليوم قرر هو وسلمي ان لا يجتمع وحيدا معها !!!!

سمع صوت صديقه يهدر بأفظع الشتائم التي تستحقها بالكامل واخذ عقله يدور سريعا بما يمكنه ان يفعل للمساعدة ....

فتلك الحقيرة ان تركت المكان ستذهب مباشرا لتستخدم نفوذ و اموال والدها و تقوم بأجراء اي خطوات قانونيه !!!

خبط بيده علي رأسه يناجي افكاره فلمعت عينيه بذكاء وابتعد الي منتصف الدرج عندما سمع اقترابها من الباب ....

اصطنع الصعود ليرتطم بها بحده !!!


انتهي الفلاش باك !!!


##################


-بس كده فانا فضلت معاها لحد ما اتأكدت انها روحت بيتها ومش هتعمل حاجه !!

اردف يزيد بتفسير و هو يرجو اصدقائه تصديقه بعينيه .....

ظل ظافر يطالعه بحده ليردف...

-و ايه اللي سلمي بتقوله وانك هتتجوزها !!

-ما هو ده بقي اللي انا عايزكم تسمعوني فيه عشان تساعدوني !!

وضع مروان يده علي وجهه قائلا بسخريه...

-نسعدك انك تتجوزها ولا ايه !!

اغلق يزيد شفتيه بقله صبر ليردف ....

-دلوقتي انت في مشكله كبيره ومن غير مساعدتي اتأكد انها هتاخد يوسف و فريده منك !! من غير ما تقاطعني هي امهم وهتقدر تاخدهم خصوصا انك متجوز حتي لو فيها اللي فيها مش هتقدر تثبت ده في المحكمه !!

-وبعدين ؟

اردف مروان يرغمه علي المتابعة ليردف يزيد قائلا بإصرار...

-انا عندي خطه نخلينا تهدا شويه وفي نفس الوقت ندور علي حاجه نساومها عليه بس في سبب تاني !!

-ايه هو ؟

-سلمي عايزة تطلق ؟

ابتسم مروان بسخريه قائلا...

-طيب ما ده طبيعي مش عايز تتجوز عليها ....

امسك بنظراتهم بحده قائلا...

-لا سلمي عايزة تتطلق من سنه !!

عقد ظافر حاجبيه بتساؤل ليردف...

-ليه ؟

-عشان مش بتخلف و عايزاني اتجوز عشان اخلف و اطلقها شايفه انها بتخدمني و شويه كلام متخلف زيها !!

وقف مروان و قد لمعت عينيه بفهم فاردف....

-اه يعني انت عايز ترسم علي مني عشان تساعد ظافر صاحبك و في نفس الوقت تبين لسلمي انك هتتجوز عليها طيب ليه ؟

نظر للأسفل يخترق الارض بغضب ليردف باختناق....

-عشان تحس باللي بتطلبه !! عشان انا مستحيل اطلقها عايزها تحس يعني ايه تسبني لوحده غيرها عايزها تعقل وتحس انها بتحبني انا وانها مش هتقدر تستحمل اني اكون لغيرها !!!

اقترب منه مروان يربت علي كتفه يشد من ازره ليردف بجديه....

-وانت مقولتش ليه حاجه من الاول ؟

-مكنتش حابب اتكلم كنت فاكر اني هقدر اعقلها !!

-عشان غبي !!

اتاهم صوت ظافر من الخلف ليستكمل ...

-اديك استنيت لحد ماتجبر نفسك انك تعذب مراتك كل ثانيه وهي عارفه انك هتتجوز عليها ومش اي حد ابشع ست علي وجه الارض واحده عديمة الأمومة اختارتها عشان تجبلك عيل !!!

اردف يزيد بحزم....

-هتساعدوني ولا لا !!

نظر مروان لظافر يتجاذبان الحديث بأعينهم

 ليلتفت ظافر قائلا...

-موافق بس لو حسيت انك افورت عليها اوي يبقي الاتفاق ملغي ، انا عايزك تفوقها بس مش تحطمها !!

-ولا انا صدقني ! بس هو ده الحل الوحيد قدامي !! انا هساعدك وانت ساعدني عشان خاطري يا ظافر !!!

-قفلوا بقي عشان الباب هيخبط !!

اردف مروان قبل ان يستمعوا لجرس الباب !

رفع يزيد حاجبه بتعجب وينظر له بتساؤل ليبتسم قائلا....

-الحته اللي قدام الباب بتزيق !!

وقف ظافر امام يزيد قائلا....

-يعني انا وانت هنعمل متقاطعين !

-اه

-يكون افضل مش هعرف اتعامل مع سلمي وانا بخدعها !!

ضيق يزيد عينيه بضيق فاردف....

-لا حنين !

اردف ظافر بملامحه الجدية....

-سلمي بجد زي اختي ؛ حاول تنجز في الموضوع ده !!

هز يزيد رأسه بالموافقة ليردف...

-اقعد هناك واعمل متعصب !!

التفت ظافر ليذهب ولكنه عاد بجسده مره اخري قائلا ...

-في امل اضربك عشان الحبكه ؟!

ابتسم له يزيد باصفرار قائلا...

-لا !!

ابتسم ظافر قبل ان يبتعد ليجلس بعيدا !!


ركض يوسف وتبعته فريده يبحثان عن والدهم ليتجهوا نحوه يحتضناه و يردف كلاهما...

-صباح الخير يا بابي !

قبل ظافر كلاهما بابتسامه حانيه وهو يضمهم لصدره لتدلف شروق و سلمي بملامحهم الواجمة خلف مروان !!

-لا مؤاخذه يا مروان بوظنا عليك الصباحيه !!

اردف ظافر بابتسامه...

ضحك مروان بمرح ليردف...

-عادي مش جديد عليكم !!

-مبروك يا استاذ مروان !!

اردفت شروق بابتسامه مهذبه وتلتها سلمي بخفوت وعيونها منتفخة ليردف مروان بابتسامه مرحبة....

-االه يبارك فيكم ، ثواني هناديها تسلم عليكم !

هزت شروق رأسها وهي تلتفت حولها فتنكمش ملامحها بغضب و اتهام عندما رأت يزيد ، ابعدت انظارها نحو ظافر بشفقه فتتجه تقف بجواره تلمس كتفه فلابد ان خيانة يزيد له تقتله .... 

تلتها سلمي التي نظرت لزوجها شزرا قبل ان تتجه للوقوف بجانب ظافر من الناحية الأخرى....

كان ليسعد ظافر بهذا التحول ويبتسم بانتصار ليزيد المنزعج ولكنه لا يرغب في افساد الامر من البداية واكتفي برفع حاجبه بشماته في مواجهه يزيد !!


دخل مروان لمناداة منار فانفجر ضاحكا ما ان رأها...

 نظرت له شزرا قائله...

-انا مكنش لازم اسمع كلامك من الاول !!! 

قالتها وهي تشير الي منامته الواسعة و الطويلة التي اخبرها بارتدائها وقد ثنت السيقان لتناسبها وامسكت الخصر برباط فستانها ....

هدأت ضحكاته ليردف بابتسامه ...

-متأسف اصلي متوقعتش !! بس جميله صدقيني !!

وضعت يدها علي خصرها وهي تميل للجانب قائله...

-جميله ولا بهلوان !!

-مش وقته بقي سلمي و شروق برا تعالي عشان تسلمي عليهم !!

نظر لخصلاتها العسلية الخلابة بأعجاب وتمني لو يرغمها علي ارتداء الحجاب ولكن الوقت ليس المناسب الان كما ان الخيار يجب ان يكون لها تأفف ليس تدين فقط بل لانه يغار عليها من العيون !!

تنفست بقوة وتوتر تري هل سينظران لها كأنها فتاة فقيرة خدعت الرجل الغني بعيد المنال ....

هزت رأسها برفض ، مستحيل ان تظن بها شروق صاحبه القلب الطيب هذا الظن لا داعي للخوف او الرهبة ....

عقد مروان حاجبيه وهو يرى عينيها تنتقل من شعور الي اخر ، و نظر لوجهها الشاحب قائلا بهدوء..

-انتي خايفه ؟

-لا و اخاف ليه !

هز اكتافه بموافقه واشار لها بالخروج ... خرجت لهم ففرغ فاه سلمي و شروق التي وقفت قائله ...

-منار !!!!!!

نظرت لظافر بذهول ثم لمنار فمروان الذي احاط ذراعه يعلن مساندته لزوجته في حال قرر احدهم التصرف بحمق ....

اتسعت ابتسامتها لتردف...

-مش معقول ايه المفاجأة الحلوة دي الف الف مبروك !!!

 اخرجت منار ذلك النفس المكبوت داخلها ورسمت ابتسامه مرتعشة ...

رغب مروان لو يضمها بقوة ليطمئنها فهذه الفتاه تكشف عن شخصيه داخليه تختلف تمام عن تلك القشرة التي ترميها حولها بانها تلك الجريئة القوية التي لا تهاب احد......

احتضنتها شروق بترحيب حار و بعدها سلمي التي غلب علي ملامحها الحزن برغم من ابتسامتها الضعيفة...

جلس الجميع يتعرف ولاحظت شروق ان ظافر يرسل نظرات غاضبه ليزيد ....

وقف يزيد بعدها وهو يتنحنح ليردف...

-يلا يا سلمي !!

نظرت له سلمي بغضب ثم نظرت لشروق التي ربتت علي يدها تواسيها بعينيها ....

لم ترغب بإفساد الامر علي مروان و منار فوقفت تعدل حجابها وهي تردف...

-مبروك ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة وتتهنوا سوا !!

غاب عنها مدي تأثير تلك الدعوة علي يزيد الذي يعلم مدي صدق تلك الدعوة وامنتيها بان ينولها الجميع من حولها .....

نظر لها بأسي وهي تخفض  بصرها وتبعد يدها عن مرماه حتي لا يلمسها واتجهت الي الخارج تهبط علي الدرج امامه ....

ما ان دلف الاثنان حتي اردفت بحده...

-طلقني !!

-لا !

قالها ببرود.....

-انا بكرهك يا بني ادم ايه مش بتفهم بقولك طلقني !!

-وانا بكرهك يا سلمي عشان كده مش هطلقك !!

خلعت حجابها بحده تشعر بالاختناق وتوجهت نحو غرفتها وقد اتخذت القرار بلملمه اشياءها والرحيل ....

تبعها يزيد وهي تجذب حقيبة تناسوا وجودها من تحت الفراش لتفتحها وتبدأ في لملمه بضع اشياء لها ، هتف بغضب....

-اللي في دماغك مش هيحصل !!

-لا هيحصل !! مش انت خلاص قررت تتجوز دي ، مش دي بردو اللي كانت وحشه وبتتلزق فيك ازاي تبقي عارف انها ممكن تعمل كده مع غيرك وهي علي ذمتك و توافق ....

نظر له بجمود قائلا...

-مش مهم المهم انها بتخلف و ده قراري انتي خدتي قرار و انا نفذته بطريقتي !!

قذفت زجاجه من العطر كانت في يدها عليه بغيظ وهي تصرخ ....

-اعمل اللي تعمله بس طلقني ووديني لاهلي !!

تأوه بغضب يمسك صدره حيث صدمته زجاجتها فتوجه نحوها قائلا بعنف....

-عايزة تروحي لاهلك !! تعالي و خلينا نشوف هيرضوا اصلا ولا لا !!!

نزلت دموعها بقهر وعناد فأردفت باختناق ...

-هيوافقوا !!!!...

-ماشي يا سلمي البسي طرحتك انا مستنيكي في العربيه تحت !

وبالفعل توجهت سلمي و يزيد نحو منزل والديها وجدت ابيها يؤدي صلاة الظهيرة  و والدتها المسنه رحبت بهم بسعادة برغم  انقباض قلبها لدي رؤيه سلمي بملامحها الباكية ودعت الله ان يكون ما جاء بهم هو الخير......

-خير يا ابني !!

اردفت بابتسامه قلقه و وجهه شاحب هل قرر التخلي عنها بسبب عدم انجابها هل سيحدث ما تخشاه و تدعو ضده هي و زوجها في كل وقت !!!


جلس يزيد بهدوء قائلا...

-أساليها يا حجه ؟

نظرت له سلمي بغضب و عيون حمراء لم تتوقف عن البكاء فقالت لوالدتها بخفوت...

-احنا قررنا اننا هنطلق !!

اردف بحده ....

-قرارك انتي مش انا !!!

نظرت لها والدتها بحنق و ذهول و لوم قائله...

-يا نهار ابيض عليكي يا  سلمي انتي اتجننتي يا بنتي !!

-يا ماما احترموا قراري !

-احترم ايه و هباب ايه انا مش هوافق علي الخيبه دي ابدا انتي عايزة تخربي بيتك بأيدك !!

سمعوا صوت سلام انتهاء الصلاة قبل ان يدلف والدها فيبتسم بترحيب..

-اهلا يا يزيد ايه الزيارة الحلوة دي؟

-الحمدلله يا ابو سلمي ، الله يخليك !!

نظر لزوجته العابسة و ابنته بعيونها الحمراء فاردف بقلق ....

-خير يا جماعه في ايه ؟

-بنتك المحترمه عايزة تطلق من جوزها !!

نظر لها والدها باعين متسعه بصدمه ليقول ...

-لبه يابنتي كده فال الله و لا فالك !!

فتح يزيد فمه ليروي لهم رغبتها لان يتزوج و رغبتها الثانية في ان يتخلى عنها واكد بحده انه لن يوافق علي طلاقها وانه فقط يلبي رغباتها !!!

وضعت سلمي يدها تسند وجهها بقهر و حزن ودموعها ترفض الجفاف ...

 استمعت الي توبيخ والدتها ووالدها في غرفتها بعد ان طلبا محادثتها واقناعها بالعدول عن هذا القرار بمفردها.....

و بعد توسلات كثيرة منها لوالدتها بان ترحمها وترغمه علي تطليقها الا انها رفضت بحده قائله بان ظل رجل و لا ظل حائط !!!

(مش هرد 😡😬)

خرج والدها عابس الوجه ليردف ليزيد بهدوء...

خلاص يابني هي هتروح معاك وان شاء الله الكلام الفارغ ده مش هتعيده تاني !!

هز يزيد رأسه وهو يتابعها  تسير نحوهم بخنوع منحنيه الرأس ....

شعر بطعم كسرتها وقهرها في حلقه و اردف باختناق خافت ....

-شكرا يا حج عن اذنكم !!

توجه نحوها يمسك يدها فتبعته باستسلام وتعب الخارج  و من ثم الي السيارة..

رفضت سلمي رفع رأسها او النظر له وقد تحطمت كل امالها بوجود سند لها في هذه الحياه ولكنها لن تلوم والدين مسنان يظنان انهما بذلك يمنحاها الحياه !!

ظل يزيد يسترق النظر لها طوال الطريق ، وغضب وضيق يتملكه ، قلبه يعتصر بألم يطوق لضمها ولكنها من حكمت عليهم بالعذاب  !!!


 الفصل العشرون والواحد والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات