رواية روحي تعاني الفصل التاسع 9 الجزء الثاني بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل التاسع 9 الجزء الثاني 

بقلم أية شاكر


-والله العظيم أخوك متجوز على أختي ومخبي عليها وعلينا... ولما أنا عرفت اتلغبطت واتوترت واللي طلع معايا إني متجوزش خالص... فسيبتك من غير ما أقولكوا أي حاجه...


سكت ياسين وبص للأرض وهو بيفكر، فقلتله بسخرية:

-أومال إنت متخيل إنه مسك مدير شركه مره واحده ازاي! ما هو اتجوز صاحبة الشركه.


بصلي ياسين وسألني بأعين متسعة وبصدمة وذهول:

-ياسر اتجوز مرات أشرف! اتجوز آلاء؟


قلت:

-إنت تعرفها؟! ست بتلبس دائما عباية سوده وطرحه سوده برده.


فرك ذقنه بتفكير وبصلي وقال:

-أكيد إنتِ فاهمه غلط... ياسر بيحب نسمه أكتر من نفسه ومستحيل يتجوز عليها...


ضحكت بسخرية وقلت:

-اسكت عشان أنا متأكده... أخوك متجوز على أختي وبيروح شقة مراته التانيه كل يوم وبيخرج معاها وهو ماسك إيديها وبيضحك معاها وعايش حياته وأختي نايمه على ودانها... 


-يا بت يا سمر لا... إنتِ أكيد فاهمه غلط... آلاء دي كانت بتحب جوزها وهو كمان كان بيعشقها بس توفى من حوالي سنتين فجأة وهي أصلًا مريضة كانسر فأكيد ياسر بيساعدها...


قلت بانفعال:

-بقولك بيمسك ايديها وبيدخل شقتها لوحده يعني أكيد جوزها... أقولك الكبيره... دا مخلف منها ولدين...


هز رأسه بالنفي وقال:

-لو قصدك على مروان ومصطفى دول ولاد أشرف...


بصيت له شويه وأنا ساكته وبقلب الكلام في دماغي وبعدين قلت:

-كل الرجاله خاينين...


بصلي بطرف عينه وقال بمرح:

-لاحظي إن كلامك جارح...


بصتله بقرف وسكتنا فتره وكل واحد فينا بيفكر في الكلام، اتنهد ياسين بعمق وقال:

-يعني فرضنا إن أخويا اتجوز على أختك تسيبيني أنا ليه... الله! وأنا مالي! أنا أصلًا مكنتش أعرف... تعاقبيني أنا ليه!!


قلت بنبرة مهزوزة:

-مش عارفه بقا كنت متلغبطه ومحتاره و... وكده...


قال بسخرية:

-وكده!! روحي يا شيخه الله يسامحك... 


سكتنا تاني كنت بفكر في كلامه وهو ماله فعلًا! أسيبه ليه! بصيتله لقيته بيبصلي بتركيز فقلت بضيق:

-إنت بتبصلي كدا ليه؟!


قال بابتسامة:

-بحاول أفهمك يا ست سمر...


بصيت له بطرف عيني اكتر من مره وبعدين قلت:

-لو سمحت متبصليش كده! 


دير وشه للناحية التانيه وقال وهو بيضحك:

-حاضر أهوه...


بصيت له أنا بتركيز ولما حس إني ببص عليه لف راسه ناحيتي تاني ببطئ وهو مبتسم، ولما اتقابلت نظراتنا ضحكنا احنا الاتنين، كنا ما بنصدق نلاقي اي حاجه نضحك عليها وأي سبب حتى لو مش مضحك!


بص ياسين للأرض حمحم وقال بابتسامة:

-يعني لو كتبتلك تعهد على نفسي إني مبصش لغيرك طول ما أنا عايش توافقي؟


حمحمت وقلت:

-من غير تعهد يا ياسين أنا...


وقبل ما أكمل فتح حد باب الأوضه فوقفنا بسرعه وكنت همسك ذراعه من الخوف، لكنه رفع إيده وقال بخفوت:

-لأ يا ست الكل من غير لمس... كفايه المره اللي فاتت سكتلك...


مفهمتش قصده، ووقفت وراه نبص احنا الاتنين للي دخل الأوضه بقلق فرمى شنطتي على الأرض وحط صنيه على الكرسي وقال:

-شنطتك... والأكل... 


قال كده وخرج تاني ووقف ياسين يلعن ويسب فيهم بهمس...

جريت وأخدت شنطتي لأن كان فيها الدفتر بتاع ياسين اللي قررت أقراه وأتسلى فيه بدل الملل ده...


ضحكت بحماس وطلعته من الشنطة، قلت:

-أخيرًا لقيت حاجه أتسلى فيها...


ولما شافه ياسين ورفع سبابته وقال بأعين متسعة:

-إياكِ تفكري تعملي كده.


ضحكت وقلت بتصميم:

-بص بقا ما أنا هقرأه يعني هقرأه...


قال وهو بيحرك ايديه:

-وأنا مش هسيبك تقرأيه يعني مش هسيبك تقرأيه.


حاول ياخده مني فخبيته ورا ظهري قال بنفاذ صبر:

-سمر... يا سمر متخلنيش أعمل حاجه تزعلك مني... أنا صحيح قولت مفيش لمس بس لو اضطريت هلمسك.


-مش فاهمه! خايف تلمسني ليه هو حد قالك إني جربانه


قال بسخرية:

-جربانه!!! هو إنتِ حلالي عشان ألمسك! 


اتنفس بعمق وكمل:

-أنا ضعفت مره ومسكت ايدك وبعدها إنتِ سيبتيني... حسيت إن دا عقاب من ربنا... عشان كده مش هتجاوز حدودي تاني لحد ما تبقي حلالي.


هزيت راسي بتفهم، وغيرت الموضوع وقلت وأنا باصه للدفتر:

-هو إنت مش عايزني أقرأه ليه! فيه ايه مخوفك كده؟!


رد بسرعه:

-بلاوي فيه بلاوي زرقه...


قعدت على الأرض وفتحته أقراه، تخيلت إنه هيهجم عليا عشان ياخده مني لكنه قعد على الأرض وقال بابتسامة:

-يلا سمعينا بقا بما إنك مُصره... بس افتكري إني قولتلك بلاش...


صلوا على خير الأنام ❤️ 

★★★★★★★

فتح ياسر عنيه على رنة موبايله، بص على نسمه اللي كانت نايمه وخرج من الأوضه يمشي براحه ويرد، سمع صوت بنت:

-هالووو ياسر باشا بما انك شطور ومطيع ونفذت الكلام بالحرف واتنازلت عن المحضر فهقولك طلباتي...


-إنتِ مين؟!


قالت بسخرية:

-إنت شاغل نفسك بأنا مين ليه!! يا سيدي أنا اللي معايا سمر وياسين...


نفخ وقال بضيق:

-عايزة إيه؟!


قالت بدلع:

-٢مليون جنيه... واحد عشان أسيب سمر والتاني عشان أسيب ياسين.


قال بانفعال:

-هجيب المبلغ ده منين؟!


قالت باستخفاف:

-معرفش إتصرف وعلى فكره ممنوع الفصال... يلا يا حبيبي أسيبك لبكره تجهز المبلغ ده وإلا هيوصلك الاتنين حتت متعبين في أكياس...


قال ياسر بلجلجة:

-بس صعب أجهز المبلغ ده بكره! 


-ليه! دا إنت عندك شركه وبرج وڤيلتين مأجرهم وفلوس في البنك وأكيد فلوس في الخزنه...


-والله ما هي فلوسي إنتِ فاهمه غلط...


ضحكت وقالت بسخرية:

-فلوس مراتك! طيب قولها أكيد هتساعدك... وابقى افتح الواتساب بعتلك فيديو هيعجبك أوي.


قفلت الخط وقعد يزعق وبقول:

-الو... ألو... يا ولا ال***


قعد على الكرسي مهموم مش عارف يعمل ايه! ملقاش قدامه غير إنه يكلم هيثم اللي طمنه وقاله:

-متقلقش أنا هتصرف.


قام ياسر عشان يدخل الحمام فلقى نسمه واقفه قدام باب أوضتها مكنتش سمعت المكالمه لكن كان باين في عينيها أثر البكاء، قرب منها وقال بلهفة:

-مالك يا حبيبتي؟!


ردت باقتضاب:

-مفيش...


-مفيش ازاي دا إنتِ عنيكِ حمرا من العياط...


انفـ ـجرت في البكاء فحضنها وسألها بحنان:

-إيه بس يا روحي؟!


قالت ببكاء:

-ليه كده يا ياسر ليه؟


-فيه إيه يا نسمه متقلقنيش؟! 


قالت بضعف وهي في حضنه:

-شوفت مني إيه وحش! عملتلك إيه عشان تكسرني كده! هو أنا مش مكفياك يا ياسر؟


خرجها من حضنه لما حس إنه اتكشف، قال:

-يا حبيبتي أنا عمري ما اقدر أكـ ـسرك... إنتِ جزء مني يا ألاء...


سكت لما انتبه لإسم ألاء اللي خرج من بين شفايفه بالغلط واللي هي سمعته.


شهقت نسمه بالبكاء وصرخت فيه بانفعال:

-أنا نسمه... مش آلاء... أنا نسمه يا ياسر... للدرجة دي مأثره عليك؟!


بلع ريقه بخجل أول مره يغلط في اسمها، مكنش عارف يرد يقول ايه، مسحت نسمه دموعها وقالت بقـ ـوة زائفة:

-طلقني وروحلها يا ياسر...


حس ياسر ان الأرض اتهزت من تحته، مش متخيل إنها ممكن تبعد عنه، هز رأسه يمين وشمال وقال برجاء:

-لأ يا نسمه اوعي تسيبيني... اوعي تفكري كده...


قرب منها وحاول يحضنها فزقته بعنـ ـف وقالت بانهيار:

-يا خساره يا ياسر... يا خساره...


ديرت ضهرها عشان تمشي، فوقف ياسر قدامها وقال:

-استني هفهمك كل حاجه...


مستنش وتخطته ودخلت الاوضه وقفلت الباب فوقف ياسر قدام الباب يخبط عليها ويقول:

-يا نسمه ألاء دي تبقى مراتي لكن والله ما لمستها دي كانت مرات أشرف صاحبي ما إنتِ عارفاها... مريضة كانسر وتعتبر في أيامها الأخيره وأشرف وصاني أتجوزها عشان أولاده...


قالت ببكاء وانهيار من ورا الباب:

-أنا اللي قاهرني إني كنت واثقه فيك زي الهطله...


كملت بعد شهقة طويلة:

-ليه خبيت عليا وسيبتني أعرف من حد غيرك... كنت تعالى قولي وأنا أول واحده هقف جنبها.


قعد ياسر قدام الباب وسند ظهره وهو بيردد:

-مكنتش عايز أكسرك... مكنتش عايز اوجعك يا نسمه... 


قالت بحسرة ونبرة مرتفعة:

-وإنت كده مكسرتنيش! كده موجعتنيش! 


حاول يبرر:

-يمكن حسبتها غلط بس والله ما كان قصدي.


سكتت فتره فخبط ياسر على الباب وقال:

-طيب افتحي نتكلم...


قالت نسمه ببكاء:

-سيبني يا ياسر دلوقتي بالله عليك سيبني...


-حاضر يا حبيبتي بس قبل ما أمشي عايز أقولك إن إنتِ مكفياني مش بس عن أي ست إنتِ مكفياني عن الدنيا كلها... أنا بحبك يا نسمه ومقدرش أعيش يوم واحد من غيرك... 


وقف ياسر ينتظر ردها لكنها مردتش فمشي بقلة حيلة، وقعدت نسمه تبكي بحرقة، ولما سمعت باب الشقه بيتقفل عرفت إنه خرج فخرجت من الأوضه تتوضى وتصلي عشان تهدى ومتاخدش أي قرار وهي غضبانه...

استغفروا♥️

★★★★

«ياسين»

-يلا اقري بصوت عالي أول كام صفحه من ذكريات الطفوله سمعيني...


قلت كده وأنا مغمض عيني وساند راسي للحيطه مكنتش عايز أجادلها لأني مطمن إن أول كام صفحه ذكريات عاديه، وبدأت هي تقرأ:

-العنوان ذكريات طفولتي المهببه...


بصتلي وقالت بابتسامة:

-مهببه!!!

-وبلاوي زرقه كمان...


ضحكت وبدأت تقرأ بصوت:

-بابا كان دائمًا لما نكون نايمين ينادي ويقول يا أهل الكهف اصحوا بقا... كان عمري وقتها اربع أو خمس سنين وفي يوم صحيت من النوم بدري وماما وبابا لسه نايمين فخبطت على أوضتهم وأنا بقول يا أهل الكلب اصحوا بقا...


قالتها سمر وانفـ ـجرت بالضحك وضحكت أنا كمان على ذكريات كتبتها لكن مش فاكرها ياسر اللي كان بيحكيلي عنها، بصتلي سمر وقالت:

-أهل الكلب!!! بتشتم أبوك وأمك!


قلت بضحك:

-مكنتش فاهم فاكر نفسي كده بقلد بابا... بيقولولي إني كنت شقي أوي.


بصتلي سمر وقالت:

-بس ميبانش عليك...


شاورت على الدفتر وقلت:

-كملي... كملي...


-العنوان الثاني ذكرى ملونه...


ابتسمت سمر وكملت:

-أمي كانت بتكلم خالتي في التلفون بيتفقوا إنها هتروح تكشف على الشريط... كانوا بيقولوا على لولب منع الحمل شريط ودائما كنت أسمع أمي تشتكي من الشريط... في اليوم ده كنت زعلان ومتأثر عشان مش هتاخدني معاها نزلت قعدت عند جدتي وكان فيه رجاله قاعدين ولما سألوني مالي؟ قلت أصل ماما تعبانه... ولما سألوني مالها قلت المسجل تاعبها أوي ورايحه تكشف عليه... 


قفلت سمر الدفتر وقعدت تضحك وأنا كمان ضحكت، قالت سمر من ورا ضحكاتها:

-لأ مش قادره بجد... هو الدفتر ده كله كده؟


قلت بضحك:

-حاجه زي كده!


قمت من مكاني وجبت الأكل حطيته قدامنا وقلت:

-يلا ناكل وبعدين نكمل قرايه...


هزت سمر راسها موافقة وبدأنا ناكل، وفي نص الأكل حسيت دماغي تقلت وجسمي كله نمل، حاولت أفتح عيني مقدرتش وأخر حاجه شوفتها سمر لما غابت عن الوعي ووقعت لورا، ومقدرتش أنا كمان أقاوم واستسلمت للنوم، قبلها قلت في نفسي إن غالبًا كده دي آخرة الضحك الكثير، وتقريبًا حاطين لنا منوم والله أعلم ناوين لنا على إيه!!!


            الفصل العاشر من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات