رواية سراج الثريا الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15

بقلم سعاد محمد سلامة


بعد مرور أكثر من ثلاث أسابيع 

صباحً بالمحكمة

بغرفة خاصة للمحامين كانت تجلس ثريا مع بعض زُملائها يتجاذبون بعد المعلومات القانونية فيما بينهم، تستمع أحيانًا وتشارك بتلك المعلومات أحيان أخرى، الى أن انسحبوا لمتابعة قضياهم،حتى هي نهضت رغم عدم وجود قضايا لها لكن لو ظلت بـ دار العوامري ستتضايق من سخافة تلميحات ولاء الصريحة واستقلالها من شآنها كذالك تنسب لها بعض أعمال المنزل كنوع من إثبات علوا شآنها وانها ذات كلمة مسموعه،تذهب الى المحكمة حتى تتجنبها،خرجت من الغرفة حاسمه أمرها ستغادر المحكمة لكن لن تعود الى دار العوامري،ستذهب الى منزل والدتها أو الى قطعة الأرض،اي منهما حتى تعود مساءًا كما أصبحت تفعل،لا تود سماع سخافات "وبااء"


كما تنعتها،زفرت نفسها تشعر كآن عودتها الى دار سراج ثقيلة على قلبها،ثقيله كوسع ذاك المنزل،  تفاجئت أثناء خروجها من مبني المحكمة بتلك السيدة التى سبق صفعتها قبل أيام، لم تهتم وأخفت بسمتها فعبوس وجه المرأة كفيل بتهدئة غيظ ثريا من صفعها بالتأكد لن ينفعها تبديل المحامي فتلك القواضي معلوم أحكامها،رغم أنها شبة ظالمة للمرأة المُطلقة، حاولت إحادتها وهي تستكمل سيرها، لكن تلك المرأة حين رأتها أخفضت وجهها  وشعرت بالغيظ، وحايدت النظر ومرت من جوارها دون النظر إليها، ضحكت ثريا على ذلك  رغُمًا عنها وأكملت سيرها لخطوات لكن الفضول جعلها تنظر خلفها لها وضحكت كما توقعت لقد قامت بتوكيل محامي آخر، بينما تلك المرأة وقفت مع محامي آخر تزفر أنفاسها غيظًا وهو يُخبرها عن خسارة إبنها لقضية أخرى خاصة بتدبير سكن لأطفال إبنها، سالته: 


كل جضية جصادها بنخسرها إكده مفيش حل؟. 


أجابها: 


يا ححة قواضي الشرع كلها للست المُطلقة الحاضنه هى اللى بتكسبها، القانون فى صفها. 


-والحل؟. 


هكذا سالته بإستياء مبالغ فأجابها: 


الحل تعطيها حقوقها، و.... 


قاطعته بإستياء: 


حقوقها إيه وأنا عاوزه حل كفاية إلزام النفقة اللى بدفعها لها مضاعفة بعقد قانوني. 


أخفى المحامي بسمته قائلًا: 


يا حجة سبق لما جيتي لى المكتب قولت لك ان القواضى دي معروف إنها فى صف الست، كل اللى أقدر أعمله ليكى هو المماطلة فى الوقت غير كده دي قوانين ثابته، ومفيش فيها ثغرات أقدر أدخل منها. 


ضجرت المرأة بغضب وتفوهت بلفظ نابي، تضايق منه المحامي قائلًا: 


يا حجة إنتِ حره انا عندي قضية تانيه دلوقتي، عن إذنك. 


غادر المحامي وترك تلك السيدة تشعر بغضب ساحق، وهي تنفخ أوداجها بإحتقان قائلة: 


كله من الغبية اللى مسكت الجضية من الأول،ياريت كنت خنقتها مش لطشاها بالقلم، بسببها  غصب عني هدفع النفقه مضاعفة بعد ما جوزها "سراج العوامري" هددني أنا وولدي،وحكم علينا ندفع النفقة مضاعفة غصب عنِنا. 


❈-❈-❈


بمركز الشباب 


كان جسار يتحدث عبر الهاتف الى أن إنتهت المكالمة، عاود الدخول الى قاعة التدريب،تفاجئ بـ مدير المركز يقف مع إيمان وسمعه يقول لها: 


ألف مبروك يا كابتن إيمان، ربنا يكتر أفراح عيلة العوامري. 


لوهله خفق قلبه بإحساس غير معلوم، شعر بفضول عن سبب لما يقول لها ذلك، إقترب منهم بترقب سائلًا: 


خير يا سيادة المدير بتبارك للـ الكابتن إيمان على إيه؟. 


أجابه المدير مُنشرحً بمدح:


الأستاذ آدم أخو الكابتن إيمان هيتجوز. 


إستغرب جسار لوهله وقال بلا إنتباة لرد حديثه: 


هو إنتم كل شهر حد بيتجوز عندكم.


تفوه المدير:


ربنا يزود الأفراح،ده هيتجوز بنت الحاج مجدي السعداوي، اللى متوقع يكون هو النايب بتاع الدايرة الفترة الجاية، أكابر عيلة العوامري نسبوا أكابر عيلة السعداوي،ربنا يتمم بخير يارب. 


اومأ جسار برأسه قائلًا  بنبرة سخرية مُبطنة : 


بِت الأكابر لـ ولد الأكابر... طبعًا هو ده النسب العالي،ألف مبروك يا كابتن إيمان. 


شعرت إيمان بسخريته تضايقت لكن عن عمد تحدثت بتعالي: 


طبعًا نسب عالي، وشكرًا، وكمان شكرًا لك يا سيادة المدير، ودي الدعوة بتاع حضرتك. 


توقفت إيمان وأخرجت بطاقة دعوة زفاف من حقيبتها الخاصة، وجهتها للمدير، وبطاقة أخرى وجهتها نحو جسار بتعالي قائله:


إتفضل دي دعوة زفاف وأتمني إنك تحضر هتنبسط أوي.


إلتقط جسار دعوة الزفاف منها ورسم بسمة باردة قائلًا:


أكيد هحضر،ده أول مره أحضر زفاف صعيدي،ومش أي زفاف ده زفاف أكابر العائلات هنا.


نظرت إيمان نحوه وأمأت ببسمة إستسخاف، رد عليها جسار ببسمة برود، لكن هنالك إنشراح غريب فى صدره بعد أن كان يشعر بشعور آخر  غير مفهوم السبب..بينما هي تشعر بإستياء مزدوج معلوم أسبابه 


الأول... سخافته


الآخير  ... اصطناعه بالبرود. 


❈-❈-❈


مساءً


منزل مجدي السعداوي 


نهض آدم يُصافح مجدي الذى تبسم له قائلًا: 


تمام كده إتفقنا على كل شئ يُخص كتب الكتاب بكره بعد الضهر هنا فى الدار. شراء الكتب الأكثر مبيعًا على الإنترنت


أومأ له آدم مُبتسمًا زادت بسمة حين رمق حنان بنظرة خاطفه وهو يتوجه مع مجدي نحو باب الدار كي يُغادر، نظرة كفيلة ببث تردُدات خاصة قوية المدى بقلب كل منهما للآخر... أيام قليلة ويجتمعان. 


خرج آدم من الدار يسير بلا إنتباة 


بالطريق


شعر  كآن هنالك من يتعقبهُ  يُراقبه، 


بالفعل كان هنالك من يتتبعه مثل الذئب الذي يُراقب فريسته، بمجرد أن خرج من منزل سار خلفه يترقب فرصه كي ينقض على آدم،وها هى الفرصه سنحت له بزاوية شبه مُظلمة  وضيقه بالطريق،لم يكن آدم غافلًا كان يتابع ذلك عبر خيال ظله أحيانًا،وقصدًا مر بذاك المكان الضيق،كي يعلم نوايا ذاك البغيض الذي تجرأ وقام بتسديد لكمة قويه،لإنتباة آدم تفادي تلك اللكمة بسهوله،لكن ذاك الاحمق لم يهتم وثار غباؤه وكرر اللكمه بعنفوان أكبر، ظنًا أن آدم ضعيف البُنيان، لكن آدم لم يكُن كذالك بل كان فارسًا بأخلاق، لكن ليس ضعيفًا، كذالك إعاقة قدمه ربما كانت عائقًا وذاك الوغد تذكر ذلك وسدد ركلة قوية بتلك الساق التى أضعفته مما سبب لذلك زهوًا، وهو يهزي بعفوان وأمر قائلًا: 


إنت تبعد عن سكة حنان بِت عمي وأنا أولى بها وعمرها ما هتكون لراجل غيري.


رغم آلم آدم،لكن تشجع بجسارة قائلًا:


بلاش أوهام يا حفظي وكمان بلاش تخلق عداوة إنت أكتر واحد هتخسر،حنان حتى لو أنا مكنتش إتقدمت لها،عمرها ما كانت هتوافق عليك،لأنك بالنسبة لها شخص وقح معندوش أخلاق بيستغل الأعراف القديمة لمصلحته.


إغتاظ حفظي وبدأ يثور بهزبان غاضب وهو يصيح كي يفتعل المشاكل وهو يلفت نظر الناس لذلك كي يكسب دعمهم بانه هو الأحق بإبنة عمه من ذاك العدو،حاول ركل،ولكم آدم،لكن كان غافلًا عن من حضر وبكلمة منه توقف حفظي عن ما كاد يفعله،وهو ينظر خلفه بعد ان إستمع الى نداء إسمه بنبرة تحذير:


حفظي!.


جحظت عيناه حين رأي سراج يقف بتحفُز،شعر برجفة قويه فى جسده لكن لعدم  وجود أخلاق لديه تباجح قائلًا: 


جايب أخوك يدافع عنك يا ولد العوامري، طول عُمر العوامريه رچالتهم إكده يتحاموا ويتكاتروا على اللى جدامهم، لكن أنا مش هخاف زي غيري. 


لم يقف عند الحديث الفج بل بعصبية غضب، إستغل الموقف لصالحه وهو يصيح كي يستجمع الاهالي ويرون إفتراء ألاخوين عليه وهو يدافع عن حقه بإبنة عمه، بالفعل حاز على ما يُريد وبدأ بعض الأهالي يتجمعون بريبه، الثأر القديم سيعود الليلة، هنالك عراك دائر بين إثنين من عائلة العوامري، وفرد واحد من السعداوي، يستغلون قوتهم هكذا بدأ حفظي فى إستقطاب عطف الأهالي، لكن كان الثُنائي يتحلون بضبط النفس مما أخفق فى كفة حفظي الذى بدأ يتعصب ويهزي ويسب فى الأهالي، أنهم ضِعاف ويخشون بطش وخِسة عائلة العوامري، بغفلة من آدم لم ينتبه حين إقترب حفظي منه وقام بركله فى ساقه، ركلات متتاليه أضعفته بسبب ذاك الآلم، مما جعل سراج يتدخل فورًا، ولكم حفظي، لم ينتبة لوجود سلاح معه بعد أن لكمه ذهب نخو آدم يطمئن عليه، بينما أخرج حفظي السلاح ووجهه نحوهم سمع الإثنين صوت فتح حفظى لصمام أمان السلاح، نظرا نحوه بجسارة، بغباء أطلق حفظي رصاصه بالهواء مُحذرًا بتهديد مباشر: 


لو مش عاوز التار الجديم يرجع مره تانيه يبجي تنسي بِت عمي. 


لم يهتم آدم وإستقام بشجاعة بعد أن ساعده سراج، الذى حذر حفظي: 


حفظي بلاش تلعب بالنار هتكون إنت أول الخسرانين. 


إلتوي حفظي بشفتيه بسخط قائلًا: 


واد العوامريه اللى إتچوز أرملة واد عمه بعد ما رسم الشهامة، بَعِد عن طريقي ولا مراتك هتدور لها على راچل تالت تنام معاه من بعدك. 


تفوة حفظي ليس بحماقه وصلافة بل جباحة وعدم إحترام مبالغ فيه، فى لحظة كان مسجيًا على الأرض وألسلاح الذى كان بيده أصبح بيد سراج موجه لرأسه، إرتعب وجحظت عيناه لكن الجبان دائمًا يستغل كل الفرص ويصيح أن إبني العوامري يستقويان عليه، بنفس الوقت آتى مجدي بعد أن اخبره أحد الأهالى جاء مُسرعّا، ورأي سراج يوجهه السلاح نحو حفظي الراكع أمام ساقيه، مازال يحاول التحكم فى غضبه كي لا يفتعل المناوشات، كذالك صياح حفظي الذى تبدل من صفاقة الى تصعيب يُثير الإستصعاب، لكن كان فاشلًا، كذالك لم يهتم مجدي وإطمئن على آدم، مما سبب إنفلات لعقل حفظي، لكن كانت كلمة مجدي صارمة: 


سراج هات السلاح اللى بيدك، وخد آدم وإمشي من إهنه فى الحال وكفاية إكده. 


إمتثل سراج وقام بإعادة ضبط صمام  أمان السلاح بعد أن أخرج منه خزينة الرصاص، وأعطاه لـ مجدي، ثم إقترب من آدم ووضع يده على كتفه بمؤازرة وأخذه وغادر الإثنين، ليس خوفًا بل حفاظًا على دماء قد تُسفك الليلة دون سبب سوا تحقيقًا لغرض أحمق لا يهتم سوا بنيل ما يبغي غصبًا، بينما مجدي تحدث بصوت جهور للأهالى المُتجمعه: 


واجفين إكده ليه، إنفض كل شئ كل واحد يشوف طريقه منين. 


إنصرف الاهالي يتهامزون، بينما وضع مجدي السلاح بجيبه ونظر بغضب وسخط وإحتقان لـ حفظي الذي مازال راكعًا قائلًا: 


جوم إنفض عفرة التراب عنك، وكفاية إكده وبلاش تثير المشاكل، لو إتعرضت لـ آدم مره تانيه يمين بالله لأكون أنا اللى طخك بالنار فى وسط  راسك قبل ما تفتح بحر دم من تاني، جوم غور من وشي، وإحمد ربنا إنى راعيت مرض أخوي وصفحت عنِك، جوم وإياك المحك جدامي مره تانيه مش هتردد أطخك... ولا أجولك أنا ماشي وخليك راكع إكده إظهر مش بس خِستك... كمان إنك چبان يا عِرة شباب السعداووية. 


زادت عصبية حفظي، وما كان على مجدي ان يتركه حُر دون لجام فهو مازال ثائرًا بغضب صريع ولن يهدأ قبل أن يُثير الإعصار مره أخري، ولن يهتم سوا بإستحالة إتمام ذاك الزواج، فـ حنان حقه هو. 


بـ دار العوامري 


الأخبار لا تحتاج لوقت طويل كي تصل الى أصحابها 


وصل الى عُمران خبرًا بما حدث مع ولديه بالشارع لم يتواني ولم يهتم حتى بإراقة بحر دم الليلة مقابل خدش لأحد ولديه، وأخذ سلاحه بعد أن جمع بدقائق  معدوده  لفيف من عائلة العوامري، وكاد يخرج على رأسهم  من الدار لولا دخول آدم وخلفه سراج الى بهو الدار نظرا الإثنين الى الرجال، تحدث آدم بسؤال معلوم إجابته: 


على فين يا أبوي؟. 


أجابه وهو يتلهف يقترب منه يفحص تلك الكدمة  الظاهرة بوجهه بغضب ساحق، كذالك حركة قدمه الثقيلة هاتفًا بغلاظة ووعيد: 


اللى يتجرأ ويمد يده على واحد من ولاد عمران العوامري مش هيكفيني جطع (قطع)  يده..لاه هجتله. 


نظر له سراج مُهدئًا: 


مالوش داعي يا ابوي ده كان خلاف بسيط وإنتهي ومالوش لازمه تكبر وتصعد الموضوع تديه أكتر من حقه. 


تعصب عُمران قائلًا بلوم: 


كنت متوكد إن النسب ده هيجيب مشاكل كتير. 


أجابه آدم بهدوء عكس ذاك الآلم بساقه: 


خلاص يا أبوي كان خلاف بسيط وكيف ما قال سراج إنتهي مالوش داعي نكبر الموضوع أكتر من....


قاطعته ولاء التى دلفت الى الدار تقول بغيظ وغضب مُستعر:


خلاف إيه اللى بسيط،هنستني لما....


قاطعها سراج بأمر قائلًا:


كفايه إكده،الموضوع إنتهي ورانا بكره كتب كتاب لازمن نجهز عشانه يلا يا آدم أنا أتصلت بـ إسماعيل وهو فى الطريق.


اومأ آدم لا يود كثير من الشغب،يكفي هو كان متوقع ذلك والى الآن الامور غير مُستقرة،كذالك ليست عاصفة...صعد آدم مع سراج الذي يسنده، أثناء صعوده تقابلت عيناه بعيني ثريا  التى كانت تقف أعلى السلم،كان واضحًا علي ملامحها عدم المبالاة،حتى لم تُبالي من باب الفضول وسألت عن ما حدث،تدعي الإطمئنان عليه كأي زوجة،مر من جوارها دون حديث،كذالك هى لم تهتم 


وعادت نحو الغرفة


دخلت بعد مبالاة، خلعت ذاك الوشاح عن رأسها وجلست فوق الفراش لا شعور لديها،لو كان سابقًا ربما كانت خافت عن زوجها،فـ غيث قُتل  بمُشاجرة على الطريق بعد أن خرج عليه قُطاع طُرق،لامها قلبها سائلًا:


للدرجة دي قلبك مات يا ثريا مبقتيش تحسي ولا تهتمي بأي حد.


جاوبها عقلها:


سراج ميفرقش عن غيث،الإتنين أسوء من بعض....


سُرعان ما ضحكت بوجع قائله:


عالاقل غيث مكنش عنده تفاخُر إنه بطل،كان جبان مش بيستقوي غير عالضعيف.


نهضت واقفه تلوم ذاتها قائله:


أنا شاغلة دماغي ليه،الموضوع ميفرقش معايا،مش كفاية صحيت من النوم مفزوعه عالاصوات العالية كآن القيامه هتقوم،أما أقلع العبايه وأرجع أنام تاني وبلاش أشغل نفسى باللى ميخصنيش...ربنا يضرب الظالمين ببعض.


خلعت عبائتها وتمددت على الفراش 


سُرعان ما تبسمت بإعجاب قائله: 


بس بصراحة آدم طلع راجل شهم بصحيح وبطل عكس سراج،شكله واقع فى غرامها...يا بختها بيه.


سُرعان أيضًا ما ذمت عقلها قائله:


واقع فى العشق ولا مش واقع نامي يا ثريا وبلاش تفكير فى شئ مالكيش فيه،عشق وغرام إيه ده للناس الفاضية.


بالفعل أغمضت عيناها مُستسلمة لغفوة إرهاق بدني وذهني.


❈-❈-❈


بينما  بالاسفل مازال عُمران ثائرًا بفضل تحريض ولاء ان ما حدث إهانة لهم وما كان أن ينتهي ذلك بهذا الهدوء،هذا ضعفًا منهم،


تفوهت إيمان: 


بالعكس اللى عمله سراج  وآدم هو أفضل رد حكموا العقل. 


نظرت لها ولاء بغضب وإستهجان قائله: 


عقل! 


عقل إيه، وبعدين إنتِ إيه حشرك فى الحديت، إخرسي لما متعرفيش تقولى حديت له معني يبجي تنكتمي،مش ناجصين حديت عيله متفهمش فى حديت الكبار. 


إعترضت إيمان بغضب قائله: 


أنا مش عيله يا عمتي، وفى رايي يا أبوي بلاش تصرف فى الموضوع وتسمع لحديث مش هينفع وزي ما قال 


آدم وسراج  الموضوع خلاص إنتهي. 


لو كانت إيمان صنمًا لتفتتت الى رمال فى الحال من نظرة عين ولاء التى كادت تتحدث  لكن لاول مره يعقل عمران حديث برأسه ونظر لـ إيمان مُبتسمًا، تلك البسمة جعلتها تقترب منه وتضم رأسه بيدها بمحبة إبنة قائله: 


تصبح على خير يا أبوي. 


تبسم لها بأبوه قائلًا: 


وإنتِ من أهله. 


تبسمت وهي تغادر بصحبة والدتها التى رغم صمتها لكن واقفت إيمان فى حديثها وشعرت بسعادة من إمتثال عمران، تتمني ألا تستطيع ولاء التأثير عليه مره أخري، لكن لم يخيب أملها حين تعصبت ولاء وهي تهمس لنفسها بغضب ساحق: 


عمران نقطة ضعفه ولاده الأربعه ياريت وبا ياخدهم التلاته لاء الاربعه الغبية الصغيرة دي لها تأثير عليه.


نفضت ذلك وغادرت الدار... كذالك هؤلاء الرجال أشار لهم عمران بالإنصراف فلا داعي لوجودهم... غادروا، ذهب هو نحو غرفة المكتب الخاص به، فتح تلك الخزنة وأخرج تلك الصورة نظر لها بعيون دامعة، قرب الصوره لموضع قلبه، وأغمض عينيه، يشعر كآنه يحتضن جسد تلك التى بالصورة بين ضلوعه وهمس قائلًا: 


آدم دايمًا بيفكرني بيكِ يا رحمة، فى قلبه قوة تخضر الجدر الناشف،بس خايف عليه يهلك زيك بسرعة.


كآنها همست بأذنه بصوتها الناعم:


أنا كنت ضعيفة وإستسلمت من أول الطريق، 


آدم عكسي، قلبه مُغامر يا عمران،حارب العجز وقدر يرجع يمشي تاني على رِجله،زمان الدكاترة قالوا إنه لو قدر يقاوم مع الوقت الإعاقة هتختفي،وده اللى حصل.


أومأ لها يشعر بأنها تقبع بين يديه ويشعر بنفسها قريب من صفحة وجهه تضع قُبلة مؤازرة...لكن سُرعان ما إختفت حين فتح عيناه وبقي فقط تلك الصورة التى يضمها لصدره،أبعدها قليلًا ينظر لها بدموع سالت وندم قد فات آوانه،كانت مثل نسمة هواء ربيعية بقلبه الذي أهلكها فى حرارة جفاف قلبه، هي لم تكذب ولكن كان هنالك حقيقة مخفية أفسدت حياتهما 


كان عليه أن يتحرى جيدًا عنها ويعلم أنها كانت "آرملة" كانت تلك حقيقتها التي ظنت أنه يعلمها،لم تُخفيها عمدًا، لكن هو صُدم بتلك الحقيقة ليلة زواجهم، تلك الحقيقة لو كان يعلمها سابقًا ما كانت أصبحت عائق لعشقه لها، لكن تأخير معرفة تلك الحقيقة هي ما زرعت الشك بقلبه 


الشك الذي أهلكهما معًا، إن كانت هي سكنت الثري فهو بلا روح، أو يعيش فقط من أجل أن يرا أبناؤه سعداء حتى لو تنازل عن مُعتقدات هو مُقتنع بها من أجلهم،يكفي ما عاشه من بؤس ومازال يعيش به بعد رحمة كان هنالك بسمة واحدة هي "إيمان" كآنها هي من أرسلتها لتُضمد من جراح روحه. 


بغرفة آدم 


ساعده سراج أن يتمدد على الفراش، لكن قبل أن يسأله من أين علم بفخ حفظي،فُتح باب الغرفه ودخل إسماعيل بإندفاع سائلًا: 


آدم إنت بخير. 


أجابه آدم بآلم: 


لاء، عاوز حُقنة مُسكن آلم... رِجلي وجعاني أوي. 


شعر سراج وإسماعيل بالآسي على آدم لكن مزح إسماعيل كي يُخفف عنه قائلًا: 


عاوزها بقى حقنة وريد ولا عضل. 


نظر له آدم بسُحق قائلًا: 


إخلص الآلم بيزيد، ولو إتكلمت هقوم أفقع عينك بسن الحُقنه مش ناقص برود دكاترة التشريح ده. 


ضحك إسماعيل وهو يقوم بتحضير إبرة المُسكن قائلًا بإفتخار: 


بالك دكتور التشريح ده هو أكتر دكتور عنده خبرة فى كل التخصصات الطبية. 


إستهزئ آدم بآلم قائلًا: 


طبعًا، ما هو بيستلم الجثة بعد السر الالهي ما بيطلع، يقطع بقي على مزاجه. 


ضحك سراج أيضًا، بينما إنتهي إسماعيل من تحضير الإبرة قائلًا: 


طيب يلا يا سراج إمسك آدم عشان أشكهُ بالحقنه أصل عنده فوبيا الحُقن. 


ضحك سراج، بينما رسم آدم بسمة إستسخاف، قائلًا: 


ياريت تخف إيدك وإنت بتديني الحُقنة. 


إبتسم سراج وإسماعيل الذي بعد لحظات إنتهي من إعطاؤة الإبرة، نظر له قائلًا:


  قولى بقى إيه اللى حصل بالتفصيل، أنا بحب الافلام الأكشن أوي. 


نظر له آدم ثم أغمض عينيه يقاوم الآلم دون رد للحظات الى أن بدأ يشعر بزوال ألالم قليلًا فتح عينيه ونظر لـ سراج سائلًا:


قولى مين اللى وصلك خبر فخ حفظي؟.


قبل أن يُجيب  دق رنين هاتفه إبتسم  مجاوبًا: 


اللى قالت لى  هى اللي بتتصل دلوقتي، خد رد عليها طمنها بنفسك.


أخذ آدم الهاتف من يد سراج وقام بفتح الخط مباشرةً ليسمع لهفة حنان تسأل:


آدم إنت بخير؟.


رغم عدم زوال الآلم لكن رد عليها بهدوء يُطمئنها:


أيوة أنا بخير،إنت إزاي عرفتي بفخ حفظي؟.


أجابته بخجل:


إنت لما مشيت من دارنا أنا كنت ببص عليك من شباك الأوضة وشوفت حفظي وهو ماشي وراك،رنيت عليك عشان تاخد حذرك منه،بس موبايلك كان بيرن ومش بترد،قلقت عليك وفكرت إنك كنت إدتني رقم أخوك سراج عشان يكلم معارفه فى مركز الشرطة يخلصوا لـ  أبوي إجراءات فى المركز.


تنهد آدم بآلم قائلًا:


والله أبوكِ مش محتاج لوساطة سراج بس أنا فاهم دماغه،عالعموم أهو وجود رقم سراج معاكِ وقف نزيف دم كان ممكن يتفتح الليلة.


شعرت بآسف تلوم نفسها قائله:


كل ده بسببِ أنا....


قاطعها يقاوم الآلم:


لاء يا حنان مش بسببك،ده غباء من حفظي،والحمد لله الموضوع إنتهى على خير ومعتقدش حفظي هيفكر تاني يعترض طريقي.


تنهدت حنان بتمني قائله:


بتمني يفهم ويبطل نبرة العِند اللى هو فيها،هو عارف كويس إني عمري ما حسيت بأي شعور من ناحيته غير إنه إبن عمي وبس... 


قاطعها آدم الذي بدأ مفعول إبرة المُسكن يتوغل من جسده: 


بس هو كان عنده أمل، عالعموم حصل خير والموضوع كده إنتهي.


شعرت حنان بتغير نبرة آدم ظنت أنه يود إنهاء المكالمة حتى لا بتضايق أكثر،تنحنحت قائله:


الحمد لله،إنى إطمنت إنك بخير.


لم ينتظر آدم وأغلق الهاتف وقدم يده به نحو سراج ونظر له بإمتنان قائلًا:


شكرًا يا سراج،لولاك كان ممكن انام الليله فى المشرحه تحت إيد الحيوان ده.


ربت سراج على كتفه قائلًا:


بعيد الشر عنك،أنا كان نفسي أبعت له حفظي بس قولت نعدي الفرح اللى بعد تلات ليالى بخير وبعدها لو فكر بس يعترض طريقك أو طريق حنان هخليه يتمني الموت ومش هيطوله.


تبسم إسماعيل قائلًا:


طبعًا هتستخدم أساليب التعذيب بتاع ظباط الجيش. 


ضحك سراج ونهض قائلًا: 


آدم واضح الحقنه بدأت تأثر عليه، خلينا نسيبه يرتاح، كمان عشان يصحي فايق بكرة كتب كتابه ولازم يكون واعي. 


أومأ إسماعيل ضاحكًا يقول: 


عندك حق طبعًا أبو حنان هيكتب مهر ومؤخر ييستاهل نسب "آدم عُمران العوامري". 


بعد دقائق دخل سراج الى غرفته كان بها ضوء خافت، نظر نحو الفراش لتلك الغافية، تنفس بإحتقان منها لو زوجة أخري لكان حتى الفضول جعلها تظل مُستيقظة وتسأله عن ما حدث، لكن تلك المحتالة لم تهتم بذلك وغفت، تنهد وهو ينظر لها، برأسه سؤال بعد فترة صغيرة من زواجهم، إكتشف أنها مُتبلدة المشاعر،شعر كذالك بحيرة مالذي جذب غيث لها وكيف تحمل تبلُدها المستفز،


والجواب سهل 


هي لا تُجيد شؤون الإغراء بالجسد 


لكن التبلُد أيضًا له إغراء حين يلهث خلفها كي ينول الرضا،وقتها تصل الى هدفها 


لكن معه ذاك التبلُد لا يأتي بمفعول فهو لا يهتم الى الآن مازال زواجهم ناقص،مجرد أحضان وقُبلات،ولحظات خاصة تنقطع قبل أن تكتمل، سر تلك العلامة الذي مازال يود رؤيتها مره أخري وسؤالها عن سببها... 


زفر نفسه تلك المحتالة 


بدل من أن يكبح جماحها أصبح حائرًا بتحليل شخصيتها، شعر بغضب من تلك الحِيرة وهو يبغض مشاعر ثريا المُتبلدة.


لو ظل واقفًا قد ينشق قلبه الى طريق آخر ويقع هو الآخر أسير المُحتالة، ذهب نحو المرحاض أزال ذاك الغبار عن جسده وخرج يتمدد على الفراش جوارها عيناه مُنصبه عليها لوقت قبل أن يغفوا. 


❈-❈-❈


صباح اليوم التالى بـ دار العوامري


إستيفظت ثريا كعادتها باكرًا،نظرت الى سراج النائم جوارها لوهله تأملت ملامحه،رغم سمار بشرته لكن ملامحه تمزج بين الهدوء والشجاعة...


زمت نفسها على ذلك ونهضت توجهت نحو المرحاض لكن لعدم إنتباهها صفعت باب المرحاض بقوة قليلًا، مما جعل سراج فتح عينيه،نظر الى جوارة كان الفراش خاويًا،تنهد وعاود إغماض عينيه  


وتذكر بالأمس حين دخل الى الغرفه كانت ثريا نائمة لا تُبالي عكس حنان التى كانت قلقه بشدة  على آدم... زفر نفسه بغيظ من تلك المُبلدة، فتح عينيه حين سمع صوت فتح باب الحمام إعتدل نائمًا على ظهره ينظر لها كانت بثوب خروج ترفع ذيل الثوب لأعلى قليلًا، ظهر بنطال  قصير وضيق أسفله، لاحظ ذلك الفترة السابقة دائمًا ترتدي بنطال ضيق أسفل ملابسها، لم يهتم لذلك، لكن نظر لها قائلًا: 


على فين العزم بدري كده. 


أجابته وهي تجذب وشاح رأسها: 


عندي قضية فى المحكمة وبعدها... 


قاطعها بتهكم ساخر: 


وبعدها إيه، ناسيه النهارده كتب كتاب آدم. 


أجابته بسخريه وإستهتار: 


وإنت عاوزني أعمل إيه للآسف النسوان مش بتشهد علي كتب الكتاب. 


رغم ضيقه منها لكن إبتسم ونهض من فوق الفراش يقترب منها، وجذبها عليه 


ينظر لها بتحذير قائلًا: 


أوعي تفكرى إنى عشان غايب طول اليوم عن الدار مش عارف إنك معظم الوقت بره الدار.


لم تهتم بأنه يُحاصرها بين يديه وتهكمت بضحكة قائله:


طبعًا لازم يكون لك عيون جوه الدار تنقلك الحدث وقت وقوعه مباشرةً، وأكيد أهم حدث هو غيابي عن ساحة الدار، أعتقد غيابي مش مؤثر. 


ضيق حصار يديه حولها يود سحق ليس لسانه فقط، بل سحقها هي الأخرى، لكن شعرت بآلم طفيف من حصار يديه، زمت شفتاها التي رمقها سراج صدفه، أثارت بفضول أن يُعاقبها بقُبلة يسحق شفتيها، لم ينتظر وهجم على شفتيها يُقبلها بقسوة فى البداية للغرابة كالعادة رد فعلها بارد كآنها تتعمد ذلك، لكن اليوم سيُخرج تلك الأنثي المُتبلدة، أو التي تدعي التبلُد، جذبها للسير معه الى أن وصلا الى الفراش ترك  عراك شِفاها ودفعها بقوة تسطحت فوق الفراش وبلحظه كان يجثو فوقها ينظر لها وهي تلهث تلتقط أنفاسها المسلوبة وقبل أن تنتظم أنفاسها عاود الهجوم على شفتيها يُقبلها، لكن ليس بقسوة بل برغبة أخري، إزدادت حين شعر برجفة جسدها أسفله


بينما هي فى بداية تقبيله لها شعرت بالبُغض من قسوة القُبلة،هاودته للسير معه برغبتها حتى حين ترك  شِفاها ودفعها على الفراش لوهلة شعرت بإنسحاب روحها قبل أن تستعيد نفسها كان يعتليها أربكتها المفاجأة،وإرتجف جسدها وحين عاود تقبيلها كآنها فقدت الإدراك هذه المره تشعر بقُبلاته بإحساس آخر،شبه إختفي تبلُدها وشبه إندمجت مع قُبلاته،يخفق قلبيهما بنبضات مُتساوية بسرعة وتيرة واحدة 


كاد يُتمم زواجهما بإندماج جسديهم،لكن قطع غفوة اللحظة دقات على باب الغرفة أفاقت ثريا أولًا حين ترك شِفاها مره أخري لكن مازال فوقها ينظر لها وهي تلهث وهو كذالك،تلاقت عيناهم،كآنها تتحدث مع بعضها بحوار صامت


لاول مره لا تنفُر من اقتراب سراج منها بهذه الحميمية، رغم نفورها سابقًا من غيث وكذالك سراج قبل أيام قليلة،حتى حين ترك شِفاها شعرت بشعور غير مفهوم لديها 


كآن عينيها تُطالبه بأن يُقبلها مره أخري ربما تجد تفسير لذاك الشعور الغير مفهوم.


بينما عيني سراج تسألها أين ذاك التبلُد الذي، كنت أشعر به سابقًا، لما الآن أشعر أنكِ إمرأة  أخري، سر تلك الرجفة التى شعرت بها فى البدايه، حِيرة، ربما لو قبلها مره أخري يجد جواب لتلك المشاعر الغير معهود منها 


إستجاب لرغبته ورغبتها وكاد يعود لتقبيلها 


لكن عقب دقات باب الغرفه صوت الخادمة تقول:


سراج بيه آدم بيه مستني حضرتك فى أوضة السفره عشان تجهيزات كتب الكتاب.


فاق الإثنين من تلك التساؤلات ربما ليس لها أجوبه الآن،نهض سراج عنها وقف لحظات ينظر لها وهي تُحايد النظر له،وهي تدعي الإنشعال بإغلاق أزرار ثوبها التى كان فتحها بيديه قبل لحظات،تُخفي عُري صدرها الذي مازال يخفق بشدة مثل صدره،فكر أن يُتمم زواجهم فى هذه اللحظة الخاليه من التبلُد،لكن فكر بـ آدم أرجأ ذلك لوقت آخر،نفض عنه تلك الرغبة قائلًا بتعسُف:


إعملي حسابك بعد كده ممنوع تفضلي برا الدار طول اليوم،إنك تروحي الأرض فى القيالة ده ممنوع.


لملمت شتات نفسها واومأت برفض وقالت بنبرة تحدي:


إن شاء الله،في أوامر تانيه... ولا لسه هتسأل عمتك ولاء. 


نظر لها بغضب سحيق لكن كبت ذلك يعلم انها تستفزه كالعادة...ضيق عيناه قائلًا:


أنا عارف إن معندكيش أي قواضي النهارده فى المحكمة،فمهمتك بقى طبعًا النهاردة كتب كتاب آدم وهيجي للدار ضيوف،سواء ستات او رجاله،إنتِ بقى مهمتك تستقبلي الستات دي


طبعًا بصفتك 


مرات "سراج عمران العوامري"


أسلوب الإستفزاز اللى عندك ده ممنوع،والا متلوميش غير نفسك يا ثريا.


لم ينتظر ردها وذهب وصفع باب الحمام خلفه،بينما هي سخرت بإستهزاء للحظات ثم فكرت وضحكت بخباثه 


لما لا...فرصة لاثارة غضب وبااااااء.  


❈-❈-❈


مساءً


بمنزل مجدي العوامري 


رجفة قلب حنان تخشي حدوث سوء بعقد القران، الوقت يمُر سريعًا وهي تترقب بخوف، تتمني ان يخيب إحساسها السئ ويتم عقد القران بلا مشاكل. 


بغرفة الضيوف، جلس آدم مقابل مجدي 


لإتموم عقد القران، الذي  كان مُختصرًا 


على 


آدم وعمران الذى رغم رفضه لكن فقط يؤازر أحد أبناؤه مُراعاة منظر العائلة  كذالك سراج وإسماعيل الشاهدان على العقد، 


ووالد حنان وعمها الذى يجلس هزيلًا بسبب المرض، لا تُخفي ملامح وجهه غضبه ورفضه ذاك الزواج، لكن يفعل ذلك فقط كواجب بعد إفتعال حفظي لتلك المشكلة بالأمس عليه تهدئة وتلطيف ما حدث كي لا يتسبب فى أذي أكبر بعد أن أخبره مجدي بذلك،ڤإذا عاد الثأر لن يُرحم أحد وذكره بمساوئ الماضي وما حدث من خسائر للعائلتين على كافة المستويات سواء 


المالية وخسائر الأرواح التي أوزهقت دون سبب، كذالك إرتفاع شآن العائلة 


فلو نشب ثآر الآن مره أخري السطوة ستكون لعائلة العوامري كما كان بالماضي... تهديد صريح من أخيه الذي أختار مصلحته الشخصية غير مُبالي بمشاعر إبن أخيه... غصبٕ إمتثل لحضور عقد القران كتفويض موافقة منه كي لا يترك فرصة لإعتراض حفظي كما أخبره وأرغمه على تقبُل ذلك... والا يُثير شغب مرة أخري فالامر إنتهي حنان ليست من نصيبه... رغم أنه مازال ثائر ولم يتقبل لكن مع الوقت سيتقبل ذلك حين يجد نفسه وحيدًا دون دعم. 


بعد وقت مضى عقد القران


         بـ «سلام مؤقت» 

🔥🔥🔥

15🔥

مساءً بـ دار عمران العوامري 


ضاقت ثريا ذرعًا من أحاديث نساء العيلة عن أمور تافهه لا تعنيهن هن فقط مجرد ثرثرات، رغم أنها هي الأخري ثرثارة مثلهن لكن لا تهوي سماع الثرثرة التى تحمل بين طياتها الحقد والحسد والغلول، ذلك ما جعلها تبغض ثرثرتهن


كذالك تلامزهن عليها المُبطن ومنهم من أثارت عن قصد:


ربنا يكتر أفراح عيلة العوامري،عقبال ما نفرح بعوضك إنتِ وسراج زينة شباب العيلة. 


قوصت شفتيها ببسمة سخريه تومئ برأسها رغم عدم قبولها لحديث السيدة التى تمدح ذاك الـ سراج الذي يظهر للعلن عكس حقيقته هى الوحيدة التى تعري أمامها من صفات الشهامة التى التى تتحدث عنها فهي يظهر للآخرون كبطل، أما هي منذ البداية ظهر لها بحقيقته أنه مُجرد شخص يهوا إلقاء الأوامر كذالك يستقوي بقوته عليها.... تلميحات ولاء التى تحاول التقليل من شآنها، وإظهار أنها سيدة العائلة ذات الكلمة المسموعه وإلتفاف النساء حولها ليس حُبًا ولا وِد بل لصيتها بين أفراد العائلة أنها ذات ذكاء حاد، تهكمت ثريا 


فـ ولاء حقًا تُشبة الوباء الذي ينتشر بسهولة ويفرض أعراض الإصابة على الجميع عداها هي فقط، لديها مناعة تعلم حقيقة خُبثها هي ليست أكثر من مُتسلطة تهوا السُلطة ونالتها ليس لذكائها كما يمدح البعض فيها بل لأن الكذاب الآفاق له سطوة يستطيع بها الوصول الى مُبتغاة... 


كذالك ضعف نساء العائلة سبب حنكتها فى إختلاق الإفق والإدعاء أنها أكثر من  تود رفعة شآن راية العائلة... ضجرت من ذاك الرياء نهضت وتحججت برنين هاتفها الكاذب، خرجت وتركتهن لغبائهن، وقفت بالحديقة التى أمام المنزل اوقفت صوت الهاتف وسحبت أكبر كمية هواء


كآنها كانت تختنق بسبب قلة الأوكسجين بالداخل، تهكمت قائله: 


واه يا أبوي كنت هتخنق من رغيهم العبيط، لاء وشغالين تفخيم فى وباء، ناقص يعملوا لها تمثال ويحطوه فى الجنينة، منافقين وهما مش طيقنها أساسًا وهي ناقص تطق من كُتر النفخة اللى هي فيها، يارب أنا كان عقلي فين لما وافجت أرجع لشر العيلة دي من تاني. 


سارت خطوات قليلة


فجأة هبت نسمة خريفية هدأت قليلًا من ضجرها، لكن توقفت حين رفعت رأسها للسماء، رأت ذاك القمر الشبة مُكتمل كذالك تلك النجوم التى تسير بالسماء بحركة واضحة، تنهدت بهدوء قائلة: 


النجوم بدأت تمشي فى السما، الصيف خلاص إنتهي وبقينا فى الخريف والنجوم هتختفي ورا الغيوم والضباب، زي حياتي دايمًا غم وضياع. 


فجأة شهقت بخضة حين سمعت صوت من خلفها يقول: 


واجفه إهنه ليه مش جاعدة ويا الحريم...بالتوكيد رغيهم الكتير وجع راسك. 


كان صوت هادئًا جعلها تستدير تنظر له سُرعان ما عبست ملامحها فى مقابل بسمة الآخر السخيفة بنظرها، لاتعلم لما بداخلها دائمًا شعور بالنفور منه، رغم أنه ساعدها سابقًا، لكن


فسر عقلها بأنها تشعر أنه نسخة أخرى من "غيث" فهما كانا على وفاق، سمعت مديح إيناس به سابقًا بهيام وأنه مُغرمًا بها، فهي تُعطيه كُل السعادة وهما معًا بلحظات خاصة،فالرجال يهيمون بالمرأة التي تُشبع رغباتهم وتسير حسب مُتطلباتهم،لوهلة إشمئزت من نظرة عيناه التى ذكرتها بنظرة عين "غيث"حين كان يخدعها بمعسول كلامه قبل ليلة زواجهم التى كشف كم كانت حمقاء،فهنالك حقائق تكون واضحة لكن سكرة الإحتياج قد تطمسها،غيث علم ما كانت تحتاج إليه من شعور الدفئ فى قلبها وتلاعب بكل براعة لم يبخل من إطراء لها يُطرب قلبها البرئ، وهدايا كانت حين ترفضها يلومها أنها أصبحت مسؤولة منه،كانت تقبلها بعد مُحايلات، أغمضت عينيها لوهله تضغط عليهما، تشعر كم كانت بريئة بأحلام ورديه فاقت على حقيقة دموية 


" غيث" كان قاتلًا مثل الذئب يُثيرهُ لون الدم يجعله ينتشي، وأكبر إنتشاء شعر به منها وهو يلعق دمائها كآنه يتذوقها بإستمتاع  


وصدى صوته البارد  يتردد بأذنيها يقول بشماتة وهي مُمدة فوق الفراش تنزف بغزارة 


"لو كنتِ طاوعتيني كان زمانا بنستمتع سوا،لكن إنتِ اللى عصبتيني، بعد كده بلاش تعصبيني وأنا هبسطك". 


شعرت بإرتعاشه كآن برودة ثلجيه اصابت جسدها،بتلقائية منها لفت يديها حول جسدها، فتحت عينيها رأت نفس البسمة البغيضة...تُظهر أنيابه،خوف سيطر على قلبها،جعلها تتخذ القرار  وكادت تسير من أمامه بصمت لكن هو مد يده وكاد يلمسها لكن توقف حين سمع صوت ناهرًا يقول بغلظه:


ثريا إيه اللى موقفك هنا.


لأول مره تشعر بأمان ذهبت نحو سراج وقفت أمامه كآنها تود تحتمي به من نظرات ذاك البغيض، رغم نظرة عيني سراج الغاضبة بوضوح كذالك إعادته لنفس السؤال بطريقه أخري أكثر غلظه لكن لم يكُن السؤال لها بل كان لـ قابيل الذي أخفض يده يضغط على قبضة يده تكاد تنفر عروق يده من شدة الغيظ من سراج الذي سحب ثريا من أمامه وأصبحت خلف جسده كآنها يُخفيها عن عيناه: 


إيه اللى موقفك هنا، مش المفروض تكون قاعد وسط الرجال فى المندرة يا قابيل. 


بتوتر وغيظ أجابه قابيل بتبرير كاذب: 


أنا كنت طالع أشرب سيجارة فى الهوا، شوفت ثريا واجفه جولت يمكن محتاجة لحاجه. 


تهكم سراج بغيظ قائلًا: 


لاه كتر خيرك، ثريا ليها راجل لو محتاجه حاجه هتطلبها منه. 


أنهي سراج حديثه التعسفي وجذب ثريا من يدها بقوة وذهب من أمامه تركه ينظر فى آثرهم وثريا تسير معه بطواعية تحاول مُجراة سرعة جذبه لها وهو يسير يقبض على يدها 


قبضة يده، تلك كآنه يقبض على قلبه يشعر بحقد كفيل بزرع البُغض والغِل فى قلبه، هو الأحق بها، زفر نفسه الواهج وهمس من بين أسنانه بغيظ: 


كده كفايه جوي، مش هتحمل كتير، سراج لازمن يحصل غيث فى أقرب وجت. 


أخرج سيجارة أشعلها يُنفث دخانها بجمود يخترق الدخان عينيه يجعلها تتوهج بدموية، غافلًا عن تلك الحمقاء التى رأته عبر شباك تلك الردهه يقف مع ثريا، شعرت بحقد دفين، خرجت سريعًا تتوجه نحوهم لن تتواني في فى إيلام وتوبيخ تلك الحقيرة، ستضعها بمكانتها التى تستحقها، لكن رؤيتها لـ سراج الذي جذب تلك المُحتالة بهذه الطريقة العنيفه جعل قلبها يهدأ من الحقد وإمتثلت بالبرود وهي تتوجه نحوه،بمجرد ان إقتربت تبدلت طريقة سيرها الى غنج كذالك صوتها تبدل الى نبرة إشتياق وهي تسأله بخباثه كآنها لم ترا وقوفه مع ثريا:


قابيل واجف إكده هنا ليه؟.


وجد فرصه ليصب غضبه عليها قائلًا:


فى إيه هو حرام أقف بالجنينه إشرب سيجارة،وأنا ها ماشي من إهنه،لاه من الدار كلياتها،أنا مصدع وإن كان جلسة الحريم إنتهت خلينا نرجع لدارنا.


بغنج ظنت أن حديثه يحمل بين طياته الإشتياق لها عكس حقيقة غضبهُ...تبسمت قائلة:


وإن كان حتى الجلسة منتهتش إنت عِندي أهم يا حبيبي.


نظر لها بتمعن يشعر بضجر من طريقة حديثها الناعمة كآنها تنتظر منه إشارة فقط،لم يُخيب ذاك الرجاء السافر الذي بعينيها وأشار لها أن تلحقه الى منزلهم،سارت خلفه ترسم بقلبها شعور بالغرام،تغفل عن نيته التى يود سحقها ولن يتواني عن ذلك،يود التنفيث عن ذاك الحقد،مثلما يفعل سراج الآن مع ثريا،سيفعل مع تلك العَلقة التى إلتصقت به مثل اللعنة.  


❈-❈-❈


مازال يقبض بقوة فوق مِعصم يدها الى أن فتح باب غرفتهما، ودلف بها الى الداخل بقوة جذبها عليه ينظر الى وجهها بغضب سائلًا: 


إيه اللى وقفك مع قابيل فى الجنينة. 


رغم شعورها بالآلم من قبضة يده لكن لم تُبالي بذلك ولم تطلب منه أن يترك يدها،بل نظرت الى عينيه وأجابته ببرود:


السؤال ده تسأله له مش ليا،أنا أتخنقت من رغي النسوان الفارغ،قولت أطلع أشم شوية هوا فى الجنينة،محستش بيه غير لما إتحدت؟.


مازال يقبض بقوة على يدها بل وإزدادت الضغط بغضب وغِيرة يحاول كبتها سألها:


وكان بيتحدت وياكِ عن إيه بقي.


أجابته بنفس البرود:


معرفش مخدتش بالي من حديته. 


ترك معصمها وضم عضديها بين يديه بغضب سائلًا: 


وليه ممشتيش وسيبته زي أي ست محترمة. 


تجمرت عينيها بغضب قائله: 


أنا كنت لسه همشي، ومشوفتنيش واجفه معاه فى أوضه مقفولة علينا لوحدنا... الجنينة مفتوحه جدام الكل. 


قالت هذا ولم تحاول دفع يديه عنها بل ظلت واقفه بين يديه رغم شعورها بآلم، وعقبت مرة أخري : 


أنا مش محترمة يا سراج وإنت عارف بإكده من قبل ما تتجوزني وإفتكر إني مغصبتش عليك تجوزني. 


قالت ذلك بفظاظة منها ورفعت يديها بعد أن شعرت بتراخي يديه وقامت بدفعه بيديها بصدره كآنها تصفعه بغضب، بسبب تراخي يديه فكت من آسره وإبتعدت عنه بتعسف قائله بإستهزاء مُبطن: 


لازمن أرجع لمندرة الستات أجعد وياهم أنا برضك مرت راچل منيهم، ومش أي راچل ده كبيرهم البطل الشهم. 


لم تنظر وغادرت الغرفة مُسرعة قبل أن يقبض على يديها مره أخرى، خرجت تصفق خلفها الباب بقوة، ذهبت الى ذاك المرحاض الذى بالممر وقفت خلف الباب تضغط بيدها فوق موضع قلبها الذي يثور بداخلها تشعر كآنه قطعة مُلتهبة، تحجرت دموع عينيها بين مُقلتيها، ربما لو كانت بكت كانت شعرت براحة،لكن لن تنهزم مرة أخري،لو يعلم سراج أنها تمقت قابيل،ربما كانت أراحته لكن هي لا تود ذلك،تود إثارة غضبه دائمًا حتى تنتقم من خداعه،إستقوت وإتخذت قرار العودة للجلوس بين النساء،عليها الإستفادة بأحد مُكتسبات تلك الزيجة الكاذبة... وهي تجلس رأسها برأس ولاء كذالك تحرق قلب والدة غيث حين تراها أخذت مكانه أقوي بقلب عائلة العوامري... لها ثآر معهن وأقل شئ هي حرقة قلبهن بوجودها بينهن، دون أن يستطعن فرض هيمنتهن عليها...  يكفي إنهزام يا ثريا... مقدار ما فعلوا سيدفعون الثمن. 


  بينما سراج 


شعر بضجر، جلس يضع ساق فوق أخري،وإضجع بظهره يستريح على مِسند تلك  الآريكة التى بجانب الغرفة 


زفر نفسه بغصب لو لم يكبته لكان مزع قابيل إربً بسبب وقوفه مع ثريا هكذا بالحديقة أمام مرأى الجميع،بل من مجرد النظر لها ،كذالك كان صفع تلك الوقحة على ما تفوهت به من حماقة أثارت غضبه، هي مُستفزة لو كانت أجابته بطريقة أخري مُهذبة ما كان تعمد قول ذلك وإنتهي الآمر بسلام،لكن هي هكذا دائمًا عصِية... فكر أنه يستطيع ترويضها بالزواج، لكن....


لكن ماذا 


مازالت تُعلن العِصيان بتحدي


وكيف يخمد هذا التحدي 


بأي طريقة 


منذ قبل بداية زواجهم أعلنت العِصيان والتمرُد،منذ ليلة  عقد قرانهم   


تذكر ليلة عقد قرانه على تلك المحتالة المُستفزة 


بالعودة الى تلك الليلة 


بمنزل والدتها 


بغرفة الضيوف 


كان المأذون يجلس وجواره سراج ومعهم بالغرفة زوج خالتها كذالك وآدم وعُمران فقط كذالك أخيها الذي كان يجلس كالمُتفرج 


طلب المأذون حضور العروس لإتمام إجراءات عقد القران


نهض زوج خالتها ودقائق وعاد بها 


تدخل خلفه،رفع نظره ينظر لها 


وجهها كان هادئًا،بل ملامحها كانت باردة لا يوجد عليها أي تأثير بالخجل 


حقًا تزوجت سابقًا لكن أين الحياء 


تهكم فهي لا تمتلك أي حياء،لكن لن ينكر أنها بهية بذاك الرداء البسيط ذو اللون الأبيض المائل  للإصفرار الامع تُشبة زهرة برية لها رونق خاص 


بكل جرآة جلست على الناحية الاخري للمأذون، بعد أن قال لها بسؤال: 


توكلي مين عنك يا عروسة. 


أجابته: 


أنا وكيلة نفسي، أكيد حضرتك عارف إنى كنت متجوزه قبل إكده يعني "ثيب" مش بِكر. 


لم يستطيع آدم كتم ضحكته من جرآة تلك الحمقاء التى بالتأكيد تستفز سراج. 


نظر له سراج بزغر فتوقف عن الضحك، كذالك  ممدوح نظر لـ ثريا وضحك لاول مره نظرت له وإبتسمت، بينما تضايق عُمران ربما أكثر من سراج نفسه، تفهم المأذون قائلًا: 


تمام ضع يدك يا سيد سراج في يد السيدة ثريا.


لحظات فكرت،الأ تفعل ذلك وتمد يدها وتنهض واقفه تُنهي تلك المهزلة،نظرت نحو يد سراج المُمدوده ونظرة عيناه المُتوعدة بوضوح،مازالت تُفكر فى التراجُع وتنهض تخذله أمام الموجودين وسُرعان ما سينتشر ذلك


لحظة 


لحظات


ويد سراج ممدودة 


لو نهضت قد تكتسب نفسها لا داعي للعودة لبراثن عائلة العوامري


لو ظلت قد تخسر آخر فرصة لإظهار حقيقة ذاك الآفاق..وجعله يندم على محاولاته للضغط عليها،


زواجه منها أكبر عقوبة 


هي إمرأة بلا مشاعر 


أنثي 


وهو يستحق ذلك 


إمراة 


تجعله يبغض النساء من خلفها 


نظرة عين سراج المتوعدة لو تراجعت الآن ستكون نهايتها وهو كسب التحدي 


لكن مازالا الجولة الأولى 


وإيماءة رأسه لها كآنها آمر 


بالفعل رسمت بسمة ومدت يدها وضعتها بيده 


بمجرد أن تلامست يدها بيده قبض على يدها بقوة  لو بإرادته لحطمها الآن،نظر لوجهها رغم تألمها لكن لم تئن ورسمت بسمة عِناد وتحدي 


ليتم عقد القران 


وأول خاسر هو أنت يا سراج 


وضحكة تملُك من سراج 


لا تقلقي أنا مُحارب وتعودت على الإنتصار ولن أنهزم بمعركة سهلة.


تحدي وعِناد 


على من يكسب 


والإثنان أصبحا بعاصفة واحدة 


قطعة الأرض 


هي من ربطت بينهم بوثاق ظن كلاهما أنه لِجام يضعه حول رقبة الآخر 


[عودة]


على دقات هاتفة أنزل إحد ساقيه وإنحنى للأمام جالسًا وفتح الهاتف 


قرأ تلك الرسالة 


سُرعان ما نهض واقفًا ينفض عن رأسه لا داعي للتفكير بذلك كثيرًا... ليهدأ الآن ويترك العقاب لاحقًا.   


❈-❈-❈


باليوم التالى ظهرًا


أمام ذلك المشفى كان يجلس بالسيارة يراقب عن كثب الى أن رأي خروج  قسمت من المشفى، ترجل  اسماعيل وذهب نحوها قائلًا: قسمت.


توقفت تنظر له للحظات،ثم نظرت حولها بالمكان ترا إن كان أحدًا يلاحظ وقوفهم،ثم لم تهتم وكادت تسير بقصد منها،فهي تعمدت الفترة الماضيه تجاهل إسماعيل،رغم أنها تكن له مشاعر لكن هي لا تحب أن تغوص بمشاعر واهيه تُقلص نظرتها للحب على أنه مجرد إنجذاب وقتي،أو موعد غرامي،تريد الحب بمفهومه الشامل،أنه تكامل وإنسجام إثنين قادران خوض طريق واحد معًا...ربما دراستها العِلمية أثرت علي تكوين شخصيتها الواضحة 


هكذا، عقلانيه بعض الشئ لا تهوا أنصاف التجارب، لكن لن تدخل بتجربة لديها شكوك أنها ستفشل بنهايتها، إسماعيل أخطأ حين لم يجاوب عليها ذاك اليوم، لكن بعدها حاول الإتصال عليها وبعث رسائل، كذالك لقائهم بغرفة الأطباء الخاصه بالمشفى، تعمدت تجاهلهم، تختبر صبره وقوة إرادتة... رسائل يُرسلها وهي لا تهتم، تود قرار حاسم منه 


رغم مفاجئتها بوقوفه هكذا، لكن لوهله شعرت بالحياء...


تستمع له: 


قسمت كفاية تتهربي مني، لازم نقعد مع بعض مش هقبل إعتذار.


لوقوفهم هكذا بالشارع شعرت بالحياء من نظرات البعض لهم،أومأت رأسها موافقة 


إبتسم وهو يشير لها  بيده للسير ناحية السيارة، توقفت وكادت أن ترفض ذلك لكن إسماعيل تفوه بمزح: 


متخافيش أنا مش خُط الصعيد...بس هخطفك


لمكانا الراقي على ضفاف نيل مصر الخالد. 


إبتسمت وصعدت الى السيارة، بعد دقائق كانا يجلسان بذاك المقهي، بوضوح تحدثت قسمت:


قول اللى عاوز تقوله أنا مقولتش لأهلى إنى هتأخر بعد وردية شغلى فى المستشفى. 


نظر إسماعيل نحو مجري النيل، قائلًا: 


أنا كنت أصغر أخواتي، كان عندى حوالي خمس سنين وقت وفاة أمي،يعني ملحقتش أستوعب حتى ملامحها،عرفت ملامحها من الصور،أبوي قد ما هو متشدد بس لينا مكانه عنده،معرفش حنان الام شكله إيه،خالتي هي اللى كملت تربيتنا أنا وأخواتي،حاسس إن فى  قلبها حنان يشبه حنان أمي الحقيقيه ويمكن أكتر كمان،من فترة لما كبرنا وكل واحد فينا إختار له طريق،طلبت ترجع بيتها من تاني،خالتي كان ليها هيمنه كبيرة حتى أبوي مكنش بيقدر يتحداها،أوقات بحسها جبارة رغم حنيتها،كنت مُرتبط بها أكتر من أخواتي الإتنين،منكرش لما سابت الدار حسيت بفجوة،كنت بسيب دار أبوي واروح حداها معاها بحس براحه كبيرة وأنا نايم على رجليها وهي بتلعب لى فى شعري...


توقف للحظات...ثم عاد بنظره نحو قسمت وإستطرد حديثه:   


هتقوليلى بحكيلك الحكاية دي ليه، هقولك معرفش، أنا عندي هاجس جوايا بخاف أفقد حد بحبه، عشان كده فى دماغي هدف وبتمني أوصل له.


سألته بإستفسار:


وإيه هو الهدف ده؟.


أجابها بتوضيح:


الحياة 


أنا أختارت طب التشريح بإرادتى يا قسمت،كان سهل أختار أي تخصُص تاني،طب التشريح اللى معظم الدكاترة بتهرب منه لأن مالوش مستقبل هنا فى مصر،لكن بره مصر،دكتور التشريح ده له أهمية كبيرة،مش عشان يعرف أسباب الوفاة...لاء عشان يكتشف أسرار طبية ممكن تدي حياة،أنا راسلت أكتر من جامعه خارج مصر بابحاث طبية عملتها 


مستني منهم رد بإنضامي لأطباء اللى بيختاروهم لتنفيذ تجارب لهم،مش عارف طريقي هيوصل لفين؟.


فهمت قسمت جزء من حديثه أن لديه طموح طبي، لكن لم تفهم لما يُخبرها بذلك.، فسألته: 


مش فاهمه عاوز توصل لإيه. 


أجابها: 


أنا فى أي لحظة ممكن أسيب مصر وأستقر بالخارج، وقتها أكيد حياتي هتتبدل، أكيد مش هعيش فى بلد ومراتى فى بلد تانيه. 


-مش فاهمه برضوا تقصد إيه؟. 


أجابها بتوضيح: 


أنا فعلًا بحبك يا قسمت مش بتسلى ولا عاوز وبنت أخرج معاها فى الكافيهات، لكن كمان مش عاوز أظلم حد معايا... لما قولتلي إيه آخر خروجنا إرتبكت وأترددت، مش عارف أنا خطوة الإرتباط دي مش هكدب وأقولك كنت بفكر فيها، بالعكس كانت أبعد ما تكون عن راسي فى الوقت الحالي، قبل ما أعرف طريقي هياخدني لفين، لكن لما حسيت إنك هضيعي مني مقدرتش أتحمل، أنا دلوقتي حطيت أحلامي كلها قدامك، لو عندك إستعداد تشاركيني الأحلام دي ونكون سوا بطريق مش معروف ملامحه.


تهكمت ببسمه عن قصد منها تعمدت القول:


"إسماعيل العوامري"زينة شباب عيلة العوامري المعروفه بصيتها الواسع مش عارف ملامح مستقبله،لاء ده تواضع منك،ولا أعتبره تهرُب من المسئولية.


تبسم قائلًا:


عمري ما إتعاملت مع حد على إنى فرد من عيلة العوامري، بالعكس أنا حابب أفرض شخصيتي بعيد والدليل إنى الطير الشارد اللى أختار يسير بعيد عن السِرب،كمان 


عمري ما تهربت من المسئولية،لكن مش كمان حابب أفرض طريقي المجهول على غيري. 


إبتسمت قائله: 


ومنين جالك أنه طريق مجهول، ده عِلم معروف، إنت ليه مُتخيل إن الطريق ده صعب على أي حد يتحمله، والدليل إن معظم الأطباء دول معروفين ولهم عائلات كمان، يمكن إنت اللى بتدي لنفسك عذر عشان تتهرب من المسئولية، إن يكون معاك شريكة حياة تشاركك النجاح ده... ليه مش تجرب وأكيد مش هتلاقي مانع، لكن طول ما أنت مقرر إنك... 


قاطعها قائلًا: 


تتجوزيني يا قسمت. 


إبتسمت بمكر قائله: 


الطلب ده مينطلبش مني يا دكتور، أكيد إنت عارف الاصول كويس، البنت بتنطلب من أهلها الأول، بعدين بياخدوا قرارها 


يا توافق يا... 


توقفت ضاحكه حين عبس وجهه مثل الأطفال، وقالت: 


يا توافق يا إسماعيل. 


إنشرح قلبه وبتلقاىيه جذب يدها قائلًا: 


يعني موافقة إنك تربطي حياتك بـ... 


قاطعته بمرح: 


موافقة أربط حياتي بشخص مجنون. 


\بـ دار عمران العوامري 


كان آدم إنتهي من تجهيز شقته الذي سيتزوح بها، لكن مازال كُتب تلك المكتبه الخاصه به،ترك نقلها الى شقته الى آخر الوقت،كي لا تتلف من المنقولات الأخري،


ثريا رغم عدم هوايتها للقراءة لكن صدفة علمت أنه يهوا إقتناء كُتب بمجالات مختلفة،سألته عن أحد الكتب النادرة  التى تتحدث عن القانون، أجابها انه يمتلك نسخه منه... طلبت إستعارته منه، أجابها أنه بـ شقته الخاصة بين تلك الكتب الذي مازال يضعها بالصناديق قبل ان يضعها فوق رف المكتبه، بأخوة منه طلب منها أن تصعد معه كي يُعطيها ذاك الكتاب


لسوء الحظ، سمعت خادمة ذلك وأخبرت سيدتها بذلك... 


لمعت عينيها بدهاء قد تكون فرصتها.... 


حين رأت دخول سراج الى الدار بهذا الوقت 


لم تهتم بان سراج وآدم أخوة 


طالما قد تصل الى هدفها وهو التشكيك بأخلاق ثريا... 


تعمدت سؤال الخادمة: 


الست ثريا فين، روحي نادي عليها عشان تنزل تتغدا. 


نظرت الخادمة ناحية سراج وفهمت ولاء سارت معها على نفس الهدف قائله: 


الست ثريا من هبابه طلعت شفة آدم بيه. 


أومأت لها ولاء قائله: 


إطلعي لها وجولى كمان لـ آدم بيه إن الغدا جاهز... 


سمع سراج ذاك الحديث، إنتابه شعور بالغضب هكذا نفسر عقله، وتفوه بإنزعاج واضح: 


خليكِ إنت شوفى شغلك أنا هطلع أقول لهم. 


بالفعل توجه سراج الى أعلى بينما لمعت عين ولاء وتلك الخادمة التى سُرعان ما أومأت لها ولاء بالإنصراف، ووقفت تُتابع صعود سراج بقلب مُنشرح فما أسهل زراعة الشك. 


بينما صعد سراج الى شقة آدم، كان باب الشقة مفتوحًا دخل دون إستئذان سمع صوت حديث  هادي بين آدم وثريا حتى وصل الى تلك الغرفة دخل مباشرةً كان آدم يقوم بوضع بعض الكتب فوق الآرفف، بينما ثريا جالسه تبحث باحد الصناديق، الى أن وقفت قائله:


أهو أخيرًا لقيت الكتاب،بس قولى إنت قريت الكتب دي كلها.


تبسم آدم الذي يعطيها ظهره:


لاء مش كلها،بس أنا بحب أحتفظ بالكتب عمومًا. 


تبسمت قائله: 


أنا بصراحة معنديش هواية قراية الكتب،اكتر من كتب المدرسه وبعدها الجامعه،وكتب القانون عشان دراسة القواضي اللى بترافع فيها.


إبتسم آدم قائلًا:


القرايه فى حد ذاتها مُتعه كبيرة.


ضحكت ثريا قائله:


لاء رفاهيه،عالعموم شكرًا عالكتاب وأوعدك أقراه وارجعه تاني.


تبسم لها آدم،وقبل أن يسترسل الحديث معها،تنحنح سراج الذي دخل ونظر لهما 


لم يكن هنالك ما يُثير أي شئ،لكن شعر بغضب من طريقة حديث ثريا الهادئه مع آدم،كآنهما على توافق عكس حديثها معه دائمًا بنديه...


نظرا الإثنين نحوه،تبسم آدم قائلًا:.


كويس إنك جيت يا سراج تعالى شوف مراتك بتقول على قراية الكتب رفاهية.


نظر سراج نحو ثريا بغضب حاول كبته كي لا يلاحظ آدم،ثم قال:


خلينا نشوف الموضوع ده بعدين،دلوقتي خلينا ننزل الغدا جاهز.


تحدث آدم:


أنا مش جعان،هكمل رص الكتب عالرفوف خد مراتك.


أومأ سراج قائلًا:


تمام براحتك،يلا يا ثريا ننزل نتغدا مع العيلة.


كادت تعترض لكن جذب سراج يدها...سارت معه حتى لا تفتعل غضبه...


غادرا الشقه نظر فى إثرهما آدم وتبسم،فنبرة سراج واضحه أنه يغار عليها.


بينما سار سراج مع ثريا لكن لم ينزلا الى غرفة الطعام بل جذبها الى غرفتهم الخاصه حتى دخلا  ترك يدها


ثم جذذبها من عضد يدها بقوة قائلًا بنبرة قويه: 


إيه اللى طلعك شقة آدم. 


لم تستغرب من طريقة حديثه لها كذالك ضغطة يده القويه، أجابته ببساطه وهى تلوح بذاك الكتاب بيدها: 


كنت بجيب الكتاب ده منه. 


إستهزأ وهو ينظر الى الكتاب ثم لوجهها قائلًا: 


مكنتش أعرف إن ليكِ فى هواية  قراية الكتب. 


شعرت بأنه يستهزأ، تحدثت بتوضيح: 


أنا ماليش فى هواية القرايه،والقراية رفاهية بالنسبة لى، بس ده كتاب بيتكلم عن القانون والعدالة، يعني ممكن يفيدنى فى المحاماة.  


تهكم مُستهزئً: 


قانون وعدالة... محاماة... التلاتة دول أبعد ما يكونوا عنك... تمام ممنوع بعد كده تطلعي شقة آدم. 


بعقله يُبرر ذلك أن هذا ليس شعور بالغِيره بل وضع حد لها بالإقتراب من أي فرد من العائلة  حتى لاتطمع فى مكانه. 


شعرت أنه يستهزئ منها ليس هذا فقط بل أيضًا يُقلل من شآنها، أومأت رأسها بطواعية، تشعر بوجع فى قلبها مُستمر، حديثه يُعطي لها شعور بالندم يزداد وتتأكد مع الوقت تلك الزيجة كانت لحظة خطأ وغضب منها ولن تستمر، وليتها تنتهي  الآن قبل الغد.


لم تنتظر وغادرت الغرفة تشعر بغضب جم، كذالك سراج لام عقله كيف تحدث هكذا، وكيف دخلت الغِيرة فى عقله أعمت تفكيره


ثريا وآدم


إن كان لديه  شك بـ ثريا فلا يوجد لديه ذرة شك بـ آدم


ذم عقله ذاك الشعور وفسره أنه ليس غِيرة، لكنه ضحر من أفعال ثريا بالأمس كان قابيل واليوم آدم، كان عليه وضع حد لحديثها مع رجال العائله. 


❈-❈-❈


بعد مرور ثلاث أيام هادئة نسبيًا 


منزل مجدي العوامري


مازال هنالك شعور بالخوف فى قلب حنان رغم أن الليلة هي ليلة الحناء، لكن لديها توجس تخشي أن يفتعل حفظي مناوشات لكن آدم كان حذرًا، وطلب من مجدي تشديد أمن المكان تحسبًا لذلك،وطلب من سراج المجئ برجال خاصة للـ احراسة ،بالأخص بمنزل مجدي تشديدًا،تولى  سراج  تدبير رجال الحراسة بل وكان على رأسهم بمنزل مجدي،ولسوء الحظ كان يطمئن على أجراءات الامن بالمنزل  


 


بينما بداخل المنزل 


كانت تجلس ثريا بين النساء فقط تُصفق 


وهى تبتسم لـ حنان التى تبدوا ملامحها مُترقبه وخائفه، وضعت يدها على فخذ حنان التى رفعت نظرها لها تبسمت، أومأت ثريا لها برأسها ثم إقتربت من  أُذنها وهمست بتشجيع: 


حنان إطمني متوكده الحِنه مش هيحصُل فيها حاچه شينه، إبتسمي فى وش النسوان عيتحدتوا عليكِ كانك عتتجوزي غصب عنكِ مش


آدم ده اللى رايدهُ جلبك،إطمني متوكدة آدم راچل يستحق بعد  اللى عملهُ عشانك. 


تبسمت لها حنان وضعت يدها فوق يدها تستمد منها شجاعه تحتاجها. 


أثناء حديث ثُريا مع حنان لم تنتبه لتلك المرأة التى نهضت تتمايل بغنج وسط النساء الى أن وصلت أمامهن وإنحنت بقصد وسحبت ثُريا  من يدها جذبتها لتنهض واقفه، نهضت ظنًا أنها ربما تريد أن تجلس جوار العروس، لكن كانت لها نوايا أخري حين جذبت وشاح إحد النساء وإنحنت قليلًا وقامت بربط ذلك الوشاح حول خصرها ونظرت الى تلك المرأة التى كانت تُغني بعض الأغانى الفلكلوريه وهى تدق على الطبل، بدلت تلك الأغانى بنغمه راقصه، فى البدايه بدأت  تلك المرأة  بالتمايل والرقص تجذبها معها دون إرادتها للرقص، كادت تُمانع بإصرار، لكن كما يقولون


"العِند قد تُطاح مُقابله رِقاب" 


نظرة خطف بسببها رأت ذلك الذى كان يقف خلف تلك المشربية الفاصله بين الغرفه وتلك الرُدهه، رأته بوضوح ينظر نحوها،لم تُبالي  وعنادًا فيه إستجابت لرغبة تلك المرأة وبدأت تتمايل بخصرها تحصد إعجاب النساء يندمجون بالتصفيق لها وهى ترفع ذيل ردائها الى أعلى قليلًا تُظهر جزء صغير من ساقيها يندمج  تمايُل خصرها مع رنات ذلك السوار الذهبي الموضوع فوق كاحل إحد ساقيها. 


توغل شعور الغضب لديه فكر 


لوهله وإتخذ القرار وكان سيدلف الى غرفة النساء ويسحب تلك المُحتالة الوقحة من خُصلات شعرها تلك التى إنسدلت خلف ظهرها من أسفل ذلك  الوشاح، ويُعطيها درسً بالأخلاق، لكن تمالك جآشه بصعوبه،وأرجأ درس الأخلاق لفيما بعد فلن تمُر الليلة دون عقاب مناسب،بغضب رمقها بنظرة توعد رثم جذب تلك الستائر التى كانت حول  المشربية،وتوجه نحو باب المنزل وقف أمام ذلك الحارس قائلًا بآمر: 


ممنوع رچل أى راچل تدخل چوه الدار. 


........ 


هو ليس مُتلصصًا 


لكن صدفة دخوله الى المنزل  للإطمىنان من الحرس، كذالك فضول فقط أراد رؤية تلك المحتالة المستفزة ماذا تفعل.... 


توقف يستنشق الهواء بحُنق قبل أيام رفضت الرقص له خلوةً بينهم  والآن تتباهي بالرقص على مرئ النساء دون حياء لن يمُر ذلك بسهوله  لابد من

              «عقاب مُناسب» 

يتبع....

🔥دمتم ساالمين 🔥.


             الفصل السادس عشر من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات