رواية دموع العاشقين الفصل التاسع والعشرون 29 ج1بقلم ندى ممدوح

رواية دموع العاشقين

الفصل التاسع والعشرون 29 ج1

بقلم ندى ممدوح


بسم الله  ،  الحمد لله  ،  والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

مولاي لا تأخذني بذنوبي ولا تبتليني بـ أحب الأشياء إليّ  ،  إلهي إن كان ذنبٍ فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وإني أطمع بعفوك ورضاك  ،  وأن كان ابتلاءٍ فذدني فإن شوقي يذداد إليه ستجدني صابره لا أعصي لك أمراً ذد من بلائي يا رحممممممن  ان كان بلاءٍ ستجدني ضاحكه مبتسمه راضيه مرضيه  ،  أن كان ذنبٍ قد أذنبته دون علم فـ انت ادري به مني إني أطهر فؤادي يا رحمن وانت اعلم فلا تبتليني بقيام ليالي و وردي اليومي وأداء فروضي وصيام يومي فهذا ما لا استطع عليه صبراً  ،  أنه شاق على قلبي يا رب العالمين شاقٍ للغاية  ،  أشق من ألالام جسدي التى لا تحتمل.... 


جلس زين على مقعد أمام غرفة العمليات  ،  يضع رأسه بين يديه  ،  الخوف والقلق يأكل شغاف فؤاده  ،  لا يدرك متى وكيف تسللت إلى سويداء فؤادة لتحتل كل ما به بتلك السرعه، متى حبها؟  منذ متى يهواها ولا يريد من الحياة إلا هي  ؟  

ها هي بين الحياة والموت و هو مجرد جثه بإنتظار رجوع روحه ليرتد للحياة  ؟  روحه التى طارت بعيداً مغادره حتى نبضه  ،  ما هذة الحياة لماذا تتلاعب بنا هكذا  ،  لماذا تداهمنا بأوجاع الفراق وتسلب منا فجأة أرواحنا دون ان يرف لها جفن  ،  صعب صعبٍ للغايه الفراق موجع مؤلم قاسي لا نستطع عليه صبراً. 

يا ليتها تنذرنا قبل ذهابهم حتى نستعد لتلك النكبه لنتحمل ونستقبل الأوجاع دون ان نتزحزح  ،  ونترك لدموعنا أن تعبر وكيف لها ان تعبر ما يكنه القلب  ،  فهناك أوجاع تميت كل ما بداخلنا لنصبح شظايا بإنتظار من يلمم بقايانا  ،  نصبح نضحك بوجع يليه سيلاً من الدموع وأنفجار من الآهات بافئدتنا  ،  وتبقى أروحنا مجرد روح منتظره قبر يضمها. 

صورتها واااه من صورتها التى تتجسد أمام عينيه وعيناها التى تذيب فؤاده ألمٍ يود لو كان مكانها لو كان بإمكانه اخذ الألم عنها وتبقى هي بخير  ،  كان يدرك تماماً أنه المقصود وهي من أضحت بسبيل أن يكون بخير  ،  ضحت له للذى أذاقها مرارة الجرح دون رحمه وأزهق كرمتها هباءً  ،  كيف بعد جل ما فعله تضحى لسبيله كيف  ؟ مما مصنوعه هي،  لو فقط تعود فيخبرها أنه يهواها وأنه لا يستطع أن يكمل تلك الحياه بدون بسمتها وضحكتها التى تشرح روحه وتشرق نفسه وتنير فؤاده. 

تذكر حينما غاب ذات يوم في الشركه  ،  وإذ به يعود ليجدها مستيقظه بإنتظاره.،  بلهفه ركضت لتعانقه  ،  كانت راضيه بكل أهانته ومعاملته تستقبلها بصدرٍ رحب محب  . 

# بنتي فين يا ياسين حصلها ايه. 

نطقت بها لمار الآتيه ركضاً من بداية الرواق  ،  بلهفه أستدار ياسين الذى كان يزرع الطرقه ذهاباً وأياباً  ،  توجه لها يحاول طمئنتها لكن كيف يطمئن هو  ؟  

# اهدي يا عمتو عائشة هتكون كويسه ان شاء الله. 

همست لمار بوهن وهي تطرف بعينيها  :-

حصلها ايه  ،  أنا مش حمل فراق تاني كفايه اللي راحوا لحد كدا  مش هخسر بناتي كمان. 

# على حين غره صمت الجميع وخيم الهدوء المكان إلا من صوت يوسف الذى جاء بلمح البصر منقض على زين يلكمه دون هواده والآخر مسالم تماماً له  ،  بلحظه جذبه يوسف هائجاً بعبرات هزت أفئدتهم هزاً  :-

أنت عملت فيها أيه  ؟  مووووتها ليييه أنا هشرب من دمك دلوقتي. 

توالي علية بالضرب مرة آخرى حتى خارت قوه زين ولولا أمساك يوسف له لكان ساقطاً ارضٍ لا محاله  ، يترنح بين يديه  ، تسيل الدماء من فاهه وأنفه ولكنه لا يبدي اي ردة فعل تحدث يوسف وهو يمسك من مؤخرة رأسه ويدفعه بالحائط  :-

أنت دخلت حياتنا ليييه  ؟  قولت اشوف وراك ايه بس أنك تموت بنت اختي ددددددي بنتي. 

أطرحه ارضٍ وركله بقوة بقدمه وصااااح  :-

اتجوزتها عشان تقتلها.،  ارتحت دلوقتي خلصت اللي عايزة مين ورااااك يا كلب أنت بسببك دمرت عيلتي كنت مفكررر ااايه هنفترق محدش يقدر يبعدنا عن بعض أبداً. 

ثم بنبره مرتجفه وهنه أردف بتحشرج  :-

كنت عارف أن وراك حاجه  ،  وسيبتك بس لأني حسيت جواك قلب طيب وكويس  ،  ماهو اللي يساعد طفله غريبه مستحيل يأزي  ،  حرضتني عل اختي و ابني وعملت اللي انت عايزه بس عشان اعرف أنت عايز توصل لأيه وعشان خوفت على عائشة أنما تقتل بنتي لا. 

قالها وهو يدفعه مرة آخرى  ،  وإذ بـسجى تجثى حائل بينهما وهي تضم رأس زين وتهمس بيكاءٍ مرير  :-

لا زين اخويا مستحيل يقتل أبداً  أنت اكيد غلطان أبعد عنه محدش يقربله. 

ابتسم يوسف ساخراً  :-

اخوووكي ايه فوقي اخوكِ جه امبارح فضل يقولي ازاي تسمح لأبنك يتجوز وحده عامية كلام كتيررر متعديش اخ اااايه دا  ؟ 

بجنون هزت سجى رأسها وهي تتحسس وجه زين وتمسح بكفيها دماءه السائله ليردد زين وهو يمسك بكفها  :-

عائشه هتروح مني يا سجى. 

- لا يا حبيبي مش هترو....... 

قاطعها حينما جذبها ياسين ودفعها بعيداً بحده وهو يقول بغضب  :- اوووووعي 

وتابع بفحيح  :-

أنا كنت حاسس أنك مش بتحبها  ،  وان في وراك حاجه مرتحتلكش أبداً  ،  هخليك تتمنى الموت ومطلوش.

هجم ياسين عليه بكل قسوة  ، يذيد من ضربه كلما لاح له صورتها اتى غمرها الدم  ، وهي بين يديه جثه فقط.

أمسكه ياسين وخرج به من المستشفى وألقاه بالخارج وهو يشير له محذراً  :- 

أياك ألمحك قريب منها لحد ما تفوق أنت فاااااهم.

حدجه بنظره غاضبه بها هلاكه ثم عاد أدراجه للداخل بشموخ!

فرفع عينيه وأعتدل بوقفته ثم نظر بتوهان حوله  ، فرأى كل شيء خالي حوله گ حال قلبه تماماً. 

وجد ياسين سجى تتلامس طريقها للخارج  ، فتابع سيره حتى وصل أمامها ومر من جانبها وهو يسحبها من ذراعها قائلاً  :-

رايحه فين  ؟

بكت بمرارة وهي تحاول نزع يدها قائله  :-

سبني يا ياسين هشوف اخويا هو مستحيل يقتل حد.

أعماه غضبه لذا ضغط على معصمها حادثها بنبره أرتعش لها بدنها وهو يقول  :-

أنسى أن ليكِ أخ عشان مأخلصشي عليه وعليكِ دلوقتي وتقعدي بسكوتك مسمعش نفسك فاهمه.

تسمرت مكانها خوفاً  ، لا تستوعب من هذا الذي يحادثها  ، هوت دموعها بحرقها وهي تردد  :-

عايز تخلص مني  ؟

لجمته الكلمه  ، لا يدرك كيف تفوه بها من الأساس  ، فبخوف سحبت ذراعها الداكن من اثر قبضته وهي تقول بألم  :-

أنا هشوف زين.

وانصرفت للخارج تتعثر بخطاها ولكنها تتابع حتى أقترب منها زين و وضع كفه على منكبها قائلاً  :-

أنا مش قاتل يا سجى!

ضمت سجى وجهه بكفيها وهي تقول بأعين غشاها الدمع  :-

أنا عارفه يا زين ومتأكده كمان متبررليش أنا اكتر وحده عارفاك.

تحسست جروح وجهه فأنتفضت بفزغ صائحه:-

زين أنت بتنزف تعالى ندخل نشوف دكتور.

قالتها وهي تجذبه للداخل  ، إلا أنه أمسك ذراعها قائلاً بنبره تقطر وجعاً  :-

لا يا سجى مش مهم أنا أنا عايز أطمن على عائشة  ، ومعاهم حق يبعدوني.

- يعني كل اللي قالوه صح  ؟

نطقت بها سجى بإستفسار  ، فأستدعى هدوء قلبه وهو يطرف قائلاً  :- 

ايوة.

تبسمت بهدوء وهي تقول  :-

انا متأكده ان في سبب عشان تتصرف كدا بس انت مشيت في طريق غلط.

أمسكت بكفه قائله  :-

تعالى نرجع البيت غير هدومك وضمد جروحك ونرجع تاني.

أغلق عينيه بعنف وبإستنكار هتف  :-

اسيب قلبي هنا وامشي ازاي مش هقدر لازم أطمن عليها.. 

تجمع الجميع بقلق أمام غرفة العمليات  ، لا وقت للتفكير فقط الوقت يلتهم أرواحهم من مشقة الأنتظار.، تهوى دموع لمار بصمت  ، بجوارها الفتيات يدعون لها. والشباب واقفون بقرب الباب.، يا ليت الوقت يمر دون أن نشعر به.، او يأخذ من أرواحنا  ، أخيراً رق لهم القدر ليخرج الطبيب فهرعوا إليه جميعاً  ، وقف الجميع امامه بصمت تنطق أعينهم  ، فبتفهم قال الطبيب مطمئنً أياهم  :-

مفيش قلق على الحاله الحمد لله هي عدت مرحلة الخطر بس هتفضل تحت الملاحظه.

أخبرهم عن حالتها وانصرف فتنفسوا جميعاً الصعداء.

علم زين بحالتها واطمئن فعاد برفقة سجى للمنزل  ، فما أن اوشك على دخوله.، حتى شعر بإنقباص قلبه  ، كان الدار كآيب للغايه خالي ليس به حياة  ، عاد فلم يجدها تنتظره كما كان قبلاً  لم تطالعه على الباب ببسمتها المشرقه التى تبث الراحه لفؤاده  ، شعر أن المكان يضيق  .. يضيق دون رحمه رغم أتساعه  .. حتى جدارنه شعر أنها أنهدمت فجأة.

ضمد جروحه بمساعدة سجى وأبدل ملابسه وأخذها وعادوا مرة آخرى للمستشفى. 

رآه ياسين مقبل فتأججت النيران بعينيه  ، وهم أن يخطوا تجاهه  ، إلا أن أمسك عثمان بذراعه قائلاً بتأني  :-

ياسين احنا في المشتشفي سيبه دلوقتي.

كور قبضة يده يحاول تهدأت هيجانه وحدجه بنظرات توعد مغلفه بالكره والحقد وساد الصمت المكان.


مرت ساعات ينتظرون على شوقٍ وشغف  ،  حتى خرجت ممرضه وأخبرتهم أنها استعادة وعيها  ،  أجل مجرد كلمه لكنها أحييت الأفئده وشقت ظلمتها بنور الحياة  ،  لتبتسم الأفئده.،  وتجفل الجفون حامده المولى بأعين غائرة بالدمع. 

ولج الجميع للاطمئنان عليها ما عدا زين وسجى. 

قالت لمار وهي على وشك البكاء بنبره عاتبه  :-

كدا بردوا تخضيني عليكِ يا عائشة. 

ربتت عائشة على كفها بوهن  ،  بعينين باسمتين تبث لها الأمان تخبرها انها بخير  ،  دارت عيناها بالوجوه جميعاً فلم تجده  ،  فضاق قلبها  وياست وأدمعت عينيها حزناً. 

همس ياسين بأعين متلهفه متسائله  :-

مين اللي عمل كدا يا عائشة وليه  ؟ 

حاولت الرد لكنها لم تسعفها قواها فأنقطعت أنفاسها وأجفلت عينيها تطلب الأمن والأمان والراحه. 

بنظره عاتبه قالت لمار بلوم  :-

مش وقته الكلام دا يا ياسين  خليها تخف الاول. 

قبلت وعد جبينها وهي تقف بالجانب الآخر هامسه بنبره حزينه  :-

الف سلامة عليكي يا حبيبتي يارتني كنت مكانك  ،  بس ورحمة فاطمه لهرجعلك حقك  .. واللي عمل كدا هيدفع التمن غالي أوي  .

"اتسعت أعين ياسين بدهش وهم أن يقول شيءٍ لكنه تراجع"  

أكتفت عائشة ببسمه من عينيها وهي تطرف. 

بعد خروج الجميع دلف زين بخطواتٍ بطيئه  ،  وسحب مقعد عن كثبٍ منها وصمت لبرهة من الوقت  ،  ثم ضم كفها بين راحتيه هامساً بكل صدقه ونبره مفعمه بالندم  :-

أنا آسف سامحيني. 

أطرق برأسه ولم ينبس وهوت دموعه بقهرٍ وندم شديد. 

ثم تابع بهدوء وهو يكفكف دموعه التى لأول مرة تهوى من مقلتيه  :-

حقك عليا يا عائشة الانتقام كان عاميني  ،  بس أنا والله بحبك  ،  بحبك جداً كمان  ، "بسخرية تحدث"  اااه عرفت متأخر انا غبي انا عارف  ؛  ثم تابع بصدق وأنسدلت دموعه تهوى هوياً مرة آخرى كأنها سيلٍ جارف  :-

أنا مش عارف امتى حبيتك، امتى حبك استحوذ قلبي بالصورة دي  ؟  لما حسيت إني هخسرك عرفت بقيمتك وقتها  ،  كنت حاسس إني ميت  ؛  وعند تلك الفكره الموحشه لم يتمالك ذاته فأنفجر باكياً بنشيج  ؛  بيقولوا الشخص مش بيعرف قيمة اللي ليه غير لما تضيع وانا مليش غيرك  وعرفت قيمتك متأخر  ،  متبعديش عني وارجعي نوري حياتي من تاني وبيتنا.،  واعملي فيا اللي عايزة  "قبل جبهتها قائلاً وهي مغمضة العينين أو كما تمثل"  سامحيني على كل مره جرحتك فيها وازيتك وهنتك ارجعي ورديلي كل دا اضعاف وهقبل منك بس ترجعيلي ومتسبنيش  ،  أنا عارف إني مستهلش فرصه تاني  ،  انا خليت قلبك ينبض بس بالأوجاع دقات مؤلمة ورغب ذلك كنتِ ونعمه السند والأمان وفي قمة رضاكِ  ،  هو انا كويس كدا عشان ربنا يرزقني بزوجه صالحه  ؟  

أنكفأ مسنداً جبهته على جبهتها وبصوتِ منذر بالبكاء همس بصدق  :-

يا أجمل نعمه وأحلى عوض جالي بعد صبر سنين يا عوض ايامي وسنيتي  ،  أفضل رزق وهبة  رزقني بيهم ربنا  ،  دومتي ليا فرحة لا تقدر بثمن  ،  ارجعي يلا عشان تتخانقي معايا  ،  بيتك وحش اوي من غيرك صدقيني حاسس انه بيصرخ متفقدلك جداً زيي فارجعي وخفي بسرعه لينا وضيئ قلبي ودنيتي لأن نورهم انطفأ بغيابك. 


💦‏" شمْسُ الخميسِ إذا تغيب، زِد في الصّلاةِ على الحبيب"🌿.ﷺ 💦


بعد عدت أيام تعافت عائشة تماماً وخرجت من المستشفى  ،  آبت أن تعود مع والديها وأثرت العودة لمنزله الحقيقي حيث مسكنها وأمانها وهي تقسم بداخلها على ترويده من جديد  ،  

وضع زين عائشة على الفراش ببطءٍ شديد  ،  ثم عدل الوسادة خلفها ودثرها جيداً وهو يتحاشى النظر لها تماماً أو أن يتقابل مع عيناها عيناه  ،  دفعته لمار بعيداً بقسوة وهي تحدجه بنظره قاتله وتنهدت بضيق ثم وجهت خطابها لـ عائشة بسخط  :-

أنا عملت اللي عايزه وسبتك معاه بس عشان قولتي انه ملوش دخل بموتك. "ثم ألتفتت بغضب لـ زين ورمته بنظرت توعد وتابعت"  مع إنى أشك فيه ومع ذلك سيبتك تيجي معاه...  أنا ماشيه مش هبقى في مكان فيه قاتل. 

كنت تود أغاظته أنفجاره عسى أن ينبثق بمكنون قلبه الكامن وتعلم سر ما يعتمل فؤادة من كره. 

همت بالخروج فؤقفها زين قائلاً بحدة وهو يستدير  :-

استنى. 

وقفت لثوانٍ ثم ألتفتت ولم تنبس  ،  ولكن بادرت عيناها تحثه على الحديث. 

تقدم زين حتى وقف أمامها ولم تحيد عيناه عن عيناها  ثم وضع يديه بجيبه وتنهد تنهيدة طويله من رئتيه  ،  لقد آن الاوان للمواجهه سيعلم لما قتلت والده وما الدافع لذالك  ،  لعل عائشة صادقه لماذا لمار ستقتله  ؟  وإذا كان عمه يحبه لما اراد قتله  ؟  هناك حلقه مخفية عليه أكتشافها قبل الغرق بالوحل  ..  

أنتشله من حبل أفكاره لمار وهي تقول بنفاذ صبر  :-

ما تنطق عايز تقول ايه أنت وقفتني كدا وخلاص. 

هم بتحريك شفتيه فقاطعه ولوج ياسين الذي قال بإقتضاب غافلاً عما يدور  :-

سجى فين  ؟ 

لقد غلبه الشوق إليها ولم يستطع الإنتظار  ، فمنذ أن دخلت عائشةالمشفى لم تعود معه للبيت تجنبته كلياً.

هتف زين بإمتعاض  :-

سجى راحت اوضتها اول اوضه على أيدك اليمين.

أشار له زين للأتجاه فخرج على الفور  ، رفعت لمار بصرها به قائلة بحزم  :-  أتكلم سمعاك.

اعملت الحيرة صدره وكاد ان يتكعكع بإخبارها  ، زاغ بصرها بتردد شديد وحيرة فتكت به ولكنه طمس حيرته وقال بجمود وهو يمعن النظر بها  :-

أنا اتجوزت عائشه عشان انتقم منك  ؟

أتسعت عينيها بزهول وبدهش رددت  :-

تنتقم مني أنا  ؟ طيب ليه  ؟ ايه السبب وايه ذنب بنتي  ؟

رنا ببصرها نحوها  ، ثم تحرك ليدور حولها بصمت ثوانٍ وصدح صوته قائلاً بهدوء عكس النيران التى توقدت بفؤاده.، وجروحاً غائرة أهتاجت بسويداءه  :-

كنت عايز أحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي بموت أبويا "ضيقت لمار عينيها بقوة وهي تنظر له بدهش بينما تابع هو بألم" تخيلي يرن عليا وأروحلوا ألقيكِ قتلتيه و واقفه جنبه ببرود  ، لولا عمي كنت في اليوم دا هقتلك وأخد حقي  ،  بس ليه قتلتيه بابا عملك ايه؟ كان ظابط بحترم وبيعمل واجبه على احسن وجه.

# مصطفي  ، أنت ابن مصطفى القاضي صح  ؟

قالتها لمار بلهفه وهي تشير له بمحبة  ، ثم تبسمت ضاحكه وبدت كأنها تتذكر شيء   ، لذا جز زين على اسنانه قائلاً بحقد  :-

ايوه أنا بن مصطفى  ؟.

اومأت لمار بمحبه وقالت وهي تضع يدها على كتفه ببسمه غامضه  :-

اول ما أبعتلك رساله تقابلني في المكان اللي هبعتهولك  ، واطمن أنا مقتلتش أبوك بس انا اللي اللي هرجع حقه.

ثم ألتفتت لـ عائشة فوجدتها ذهبت في ثباتٍ عميق من أثر العقاقير التى تتناولها.


في آوان ذلك كان ياسين بعد تردد وحيره سلبت لبه طرق على الباب بخفوت  ،  ليأتيه صوتها الذى أضاء قلبه هامساً  :-

ادخل. 

فتح الباب و وقف متأملاها بإشتياق شديد  ، گ محب يستقبل حبيب طال انتظاره لأبد الدهر  ،  دلف غالقاً الباب خلفه  . 

# ياسين. 

قالتها وهي تعتدل بجلستها بإرتباك جليّ. 

جلس القرفصاء بجوارها وهو يقول بلوم  :-

هاااان عليكِ متشفنيش كل دا وتبعدي  ؟ 

قالت بنبره على وشك البكاء ولم تخلو من صوتها الناعم الرقيق  :-

ما أنت أتغيرت جداً معايا  ،  بقيت مشغول عنى حتى وأنت معايا  ،  وقولتلي هخلص منك  ،  ودفعتني جامد  ،  أنت بقيت واحد تاني يا ياسين  ،  حسيت أنك مش عاوزني. 

رعشه طفيفه سرت بجسده من قربها المهلك وصوتها العذب وثم هتف بتلقائية وهو يضع سبابته على فمها  :-

هششش عايز اخلص منك ايه يا عبيطه.،  هو ياسين من غير سجى ايه  ؟  انا مكملش غير بيكِ  . 

ضم كتفها بتملك  ،  وعيناه تحوط ملامحها بإشتياق  :-

أنا كنت تايهه ومضايق بخصوص عائشة  يا سجى عائشة مش بنت عمتي بس احنا متربين سوا دي أختي واللي يلازيها يأزيني انا عمري ما فرقت بين اي وحده فيهم وبين اسماء  ،  فمتزعليش مني غصب عني كل اللي حصل في لحظة غضب. 

عبثت بأناملها بخصلاتها بإرتباك مفكرة ثم غمغمت بضيق  ونبرة طفوليه  :-

وقبل حدثت عائشة  ،  كنت متغير بردوا وشارد على طول وبتبعد عني ليييه  ؟ 

تهدلت أكتافه وأجفل جفنيه بضيق  ،  لم يدرك ما يقولة  ،  وكيف يشرح لها ما يكمن قلبه  ،  يشعر أنه خائن لقد تزوج بأخرى دون علمها ألبته  ،  ما أوحشه من شعور قاسي شاق صعب للغايه يحاصر الأنسان ويتلاعب به.،  زفر بضيق وهمس بأسف  :-

أحياناً بتجبرنا الحياة على فعل حاجه مش بإرادتنا ولا عايزينها وبنخع لها ونفذ رغماً عننا. 

زمت شفتيها بضيق قائله  :-

قولي في ايه  ،  ومش تكلمني بالألغاز. 

# مفيش حاجه. 

# براحتك. 

همست بها بعبوس  ،  فدارت عيناه بالغرفه بإنبهار وهو يقول  :-

اوضتك جميله جداً يا سجى وألوانها هاديه. 

أبتسمت بإمتنان  ثم تحدث متسائلاً  :-

أومال كنتِ بتعملي ايه قبل ما أجي  ؟ 

تبسمت بحماس وهي تقول متهلله  :-

كنت بسمع مجالس علم لشيخ سمير مصطفي قالتلي عليهم وعد. 

غمرة فؤادة سعادة عارمة لا توصف، ومسد على خصلات شعرها گ طفله حقاً مستبشراً وهمس وهو يقبل جبهتها  :-

ما شآء الله يا حبيبتي  وان شآء الله هبقى اجيبلك كتب وأقرهالك. 

أنشرح صدرها وغمرت السعادة جوانبها فرحه عارمه قد هزتها وهزت فؤادها بسكينه. 

وقبلت وجنته قائلة دون وعيّ من شدة البهجه  :-

أنا بحبك أوووي يا ياسين. 

تجمد بمكانه يحاول أستيعاب ما فعلته وبلحظه أنبلجت بسمه رائعه مشرقه على محياه ثم ألتفت لها مغمغماً  :-

أنا عايز أعرف قضيتي الأيام دي وأنا مش جنبك ازاي كنتِ بتعملي أيه  ؟ 

بعبوس قالت وهي تضيق عيناها وقد توردت وجنتيها  :-

زي أنت ما قضتهم من غيري! 

تبسم وهو يستلقي ثم جذبها ليريح رأسها على صدره وطوق كتفها بذراعه قائلاً بهمسٍ عاشق  :-

مكنتش بنام ولا بعرف انام ولا أغمض وأنتِ بعيده عن عيني. 

تبسمت بحياء وهي تقول بصدقٍ حقيقي  :-

ولا أنا كنت ببقى خايفه فمش بعرف أنام غير قليل. 

قالتها وهي تضع كفها صدره وجفلت جفونها ذاهبة بسباتٍ عميق  ،  شدد من ضمها وأسند رأسه على رأسها  ،  ثم رن هاتفه ليجيب فطلب منه يوسف أن يأتي في الحال لأمراً ضروري بخصوص أنجي. 

أغلق معه وغرق بتفكيره  ،  ولم يدرك كيف يبعدها ليذهب دون أن تشعر  ،  وعلى بغته أنتفضت مفزعٍ معتدله عنه وهي تصرخ بصوتاً عال وأنفاسٍ متلاحقه. 

ناولها كوباً من الماء وهو يمسد على ظهرها قائلاً  :-

مفيش حاجه يا حبيبتي أنا جنبك؟ 

أرتفشت القليل وهي تحاول تنظيم أنفاسها وتهدأت ضربات قلبها  ،  فأستشعرت أبتعاده لتهمس وهي تمسك بكف يده بخوف  :-

ياسين  انت رايح فين  ؟ 

ربت على كفها قائلاً بإطمئنان:-

راااجع عندي مشوار ب...... 

قاطع كلماته رنين هاتفه مرة آخرى معلناً عن اتصال من زوجته الأخرى فدفع يدها مبتعداً للشرفه وأجاب. 

لحظه وخرج على عجل قائلاً بعجاله  :-

سجى عندي مشوار وراجع خليكِ هنا لحد ما ارجعلك. 

بكت بخوفاً وهي تردد  :-

رااايح فين بقولك انا خايفه  ، هتسبني؟ 

# عاد ياسين للمنزل بسرعة البرق  ،  ليجد أنجي هنالك  ،  وقد أمره يوسف بإنها ستمكث معهم  ، أعترض ولكن أصرار والده جعله يخضع لطلبه  ،  فـ استحوذ الخوف ثنايا فؤاده  ،  ماذا عليه أن يفعل الآن  ،  وكيف ستتقبل سجى الأمر  ، هل سيخسرها مرة آخرى  ،  كان الوجع بادي على وجهه فربتت حبيبه بألم على كتفه فزفر بضيق  ،  ورمق أنجي بنظره خاليه وغادر  ، استقل سيارته وجلس بصمت مسنداً رأسه للخلف  ،  ودموعٍ طلت من شرفة عينيه آبت النزول  ،  ضاقت به الدنيا وكسف باله  ،  وجثم الحزن قلبه فأنفتحت ابوابه مرحبه بإحتفالٍ حافل مبهج لأحزانه  ،  أنقبض قلبه فجأة بوخزه غريبه اول مرة تنتابه ففتح باب السيارة مترجلاً منها  ،  وسار بالطرقات دون وجهه  ،  فما أقسى ألم لا نستطع التعبير عنه يلتهم ارواحنا ألتهامٍ  ،  كان يريد ان يخلو بذاته فسار شارداً  ،  تفرقت به السبل حيرة واضطرابٍ  ،  بسكون الدجى على مرآى من النجوم الساهره بنسمات تلفح روحه يبحث عن السكينه فهل يجدها  ؟ 


بجنح الليل كان بتسلل عثمان موازيته وعد تحذو حذوه وهم يصددون أسلحتهم بالمواجهه  ،  داخل احدى الأبنيه التى لم يكتمل تشيّدها بعد. 

نظر عثمان من خلف احد النوافذ  ،  ليتراءي له رجالاً كثيرة بالداخل يقفون "بكراتين"  يغلفوها جيداً  مراد  برفقتهم. 

أقتحموا المكان على حين بغته وتحدث عثمان موجهاً سلاحه نحو الجميع  :-

كله يثبت الشرطه محاصره المكان. 

تسمروا جميعاً ناظرين لهم بزهول ورفعوا أيديهم بأستسلام  ،  توجهت وعد ناحية الكراتين المغلقه  ،  بينما اشار عثمان للرجال بالتنحى جانباً وأن يصتفوا بجانب بعضهم البعض. 

# نزل سلاحك وإلا هفجر المسدس دا في دماغها! 

أستدار عثمان للخلف وجحظت عينيه وهو يرى سليم ممسك بـ وعد موجهاً فوهت السلاح لرأسها. 

# مفيش حد يا فندم بره  ،  أنا دورت كويس بس مفيش غير الأتنيين دول. 

قالها احد الشباب فور ولوجه بعجاله ليقول سليم بنظره ماكره  :-

ودلوقتى أرمى سلاحك يا أستاذ عثمان ومتقلقش هخلص عليكم بس بمزاجي. 

هجم مراد عليه ولكمه بقوة وهو يقول   :-

كنت مفكر أنك زكي وجي للموت برجليك دلوقتي هتترحم على روحك  . 

تقلب بصرها بينهما وهو يتحدث بغبطة وسرور :-

نفدتوا مني وأحنا في الخارج بسبب اللي اسمه رحيم دا و وقعت بينكم وبردوا رجعتوا تاني ومحصلش فراق وياسين نجى "ضحك عالياً ثم تابع"  بس بلال مااااات ايوه أنا السبب  ،  بس انتوا ايه ازاي بتنجوا من أي خطه بعملها بس دلوقتي لازم أخلص عليكم. 

أشار له عثمان بالاقتراب  ،  فـ دنا منه وهمس له بشيء  ،  ثم ألتفت ناظراً لـ وعد وهو يقول  :-

مش مصدق؟ طب هتشوف دلوقتي. 

وأطلق رصاصه بجسد وعد ببسمه  ،  حدقت به بصدمة وعدم تصديق وبعينان يترقرق بها الدمع  ،  وسقطت غائبة عن نفسها فضحك عثمان قائلاً  :-

خلصت على اول حد في طريق أنتقامي فاضل بس لمار وباقي العيله. 

نظر له سليم بعمق وهو يقترب وبعدم تصديق واستيعاب تحدث  :-

وانت ليه عايز تنتقم من عمتك؟ 

# كانت للسبب في مووت أمي. 

قالها بغل فتبسم سليم بغموض وهو يقول  :-

كان فينك من زمان كنا قدرنا نخلص عليهم واحد واحد. 

تجاذبا أطراف الحديث وظل عثمان يستدرجه رويداً رويداً. 

حتى صدح صوت ضحكات صاخبة من وعد وهي تعتدل بوقفتها بثباتٍ رهيب وتنفض كفيها ببعضهما من الغبار. 

ثم أقتحمت لمار المكان ومعها ياسين وزين وقوة آخرى من العساكر. 

دار سليم بينهما بنظراتٍ ثابته ماكرة  ،  فهمست لمار ببسمه خبيثه وهي تقترب منه  :-

أبداً مشكتش فيك أبداً أنك تكون ورا كل ده  ؟ 

ضيق ياسين عينيه بغضبٍ شديد وبلحظه كان يهجم على مراد بكل قسوة وهو يصيح بصوتاً عال مفعم بالأوجاع  :-

لييييه عملنالك ايه بلال عملك أيه اعتبارناك واحد مننا يبقى دا جزاتنا  ؟  عشاان الفلوس ياخي ملعون ابو الفلوس اللي تخليك تبيع بلدك كدا!. 

جذبت لمار سليم من ياقة ملابسه وهي تهتف بفحيح  :-

أنت اللي قتلت مصطفى مش كدا. 

أومأ برأسه وهو يبعد كفيها  ،  ثم حاد ببصره ناحية زين وقال بغصب  :-

ايوة انا قتلته كان اكتشف كل أعمالي فخلصت علية  ،  ولحسن حظي وصلتي بعد فوات الاوان بعد مكلمك عشان يحكيلك كل حاجه بس نهيت حياته  ،  والغبي دا. 

قالها وهو يشير بسبابته لزين  :- 

صدق كل حرف قولته عنك  ،  بس انا كمان كنت بزن على ودانه. 

ضحك ضحكه ساخرة  ،  فأنقض عليه زين بعدما فاق من صدمته  ،  صدد له عدت للكمات لتبعده لمار بحدة  ،  وبتوعد صاحت  :- 

دا أنا هندمك على اليوم اللي تولدت فيه بتتتتقتل أخوووك  ؟

أمسكته بقوة ودفعته على الحائط  ،  ولكنه ضحك بصخب مستهزاءٍ وقال وهو ينظر لها بتشفى  :-

مش كدا وبس  ،  وأنا اللي حرمتك من أخوكِ أياد وأمك وبسنت وحماااااتك "نظر لها بتمعن متمتعاً بصدمتها و وجعها الذي ظهر بمقلتيها وتحدث بغل"  فاااكرة انتِ اليوم دا  ،  كان راجع بعد ما خف خاااالص وحرمتك منه وخطفته  ، فاكره انفجار العربيه  طيب وهو بيتحرق شعور لذيد. 

عاد لوصلت ضحكه مرة آخرى وهو يردد بجنون  :-

كنتِ مستنيه فجالك متفحم وبقى رماد قدام عينك.،  كنتِ فرحااانه بشفاءه فموتك عايشه بموته. 

خيم السكون المكانه  ،  كان غضبها يتفاقم وهي تتذكر ذاك اليوم ليضيء امام عينيها بكل أحداثه  ،  أستيقظت بالصباح الباكر.، اول شيء فعله هو مهاتفته صوته الثابت الراسي وهو يقول بلطف  :- السلام عليكم يا أمي  ،  وحشتيني كلها ساعات وأشوفك.،  اول حاجه عايز اشوفها أنتِ  ،  يلا سلام يا حبيبتي. 

ظلت باقية اليوم تنتظره وهي تعد الدقائق والثوانٍ حتى حتى خرجت حينما علمت بإقترابه فقد كانت كل لحظاتٍ تحادثه بإشتياق  ،  وإذ بها تركض للخارج والبهجه تغمر جوانبها  ،  قلبها يرفرف من شدت سعادته  ،  البسمه تعلو وجهها المضيء بإشتياقٍ وحنين  ،  وبلحظه  ،  لحظه فقط تحول كل ذلك لحلمٍ جميل تتمنى تحقيقه  ،  والسيارة تنفجر بكل من بها. 

حاله من الصمت خيمت المكان.،  انظار الجميع معلقه بـ لمار التى أتسعت عينيها مترقرقه بالدمع  ،  وفجأة تحولت للأحمرار وظهر بهم غضبٍ قد يهد جبالاً  ،  وبخطوات وائيدة أقتربت منه مرعبٍ مريب وهمست بهدوء  :-

ليه  ؟  قتلتهم ليه  ،  جااااااااوبني. 

صرخت بها بصوتاً عال  ،  وهمت أن تبطش به وإذ به يمسك بكفيها بجمود محذراً بخبث  :-

تؤ تؤ تؤ متلعبيش بعدد عمر بنتك اللي معايا عشان مخلصشي عليها هي كمان. 

صدمت احتلت ملامحها لتقول بإقتضاب  :-

بنت مييين  ؟  أنا بناتي معايا متحلمش إني أرحمك  ؟ 

# قالت اهدي عشان بإشارة مني هيخلصوا عليها؟ 

همس ياسين بجنون وهو متسع العينين  :-

سجى. 

هم أن يهجم عليه فنبهه سليم مؤكداً  :-

خليك عندك عشان متخسرهاش. 

قطبت لمار حاجبيها بتعجب وحادثت ياسين بزهول  :-

ماااال سجى  ؟

قلبها النابض الذى لا تدري متى سار ينبض هكذا.،  يخبرها بشيءٍ عجيب  

# فاااطمه عايشة هي هي سجى أنا خطفتهابس اللي افندي دا انقذها و وقع في حبها. 

قالها سليم وهو جالس بكبرياء على احد المقاعد وأشار لزين بغضب  ،  توقدت النيران بعينين زين وهجم عليه صائحاً  :-

هي فين عملت فيهااا أيه وربنا لو حصلها حاجه اموتك أنت فاهم. 

صدمة  توغلت فؤادها  ،  أمن ظنتها قد توفت تعود للحياة بعد تلك السنين  ؟  كانت أمام عيناها وهي تتعذب على ذكراها  ،  سحقاً لم تتعرف عليها قد  ؟  مهلاً أيتها الحياة لا تداهمي بمفجأتك جمله واحدة تمهلي قليلاً.

_ أدمعت عيني وعد بحنين وهي تتخيلها، أبعد ان وجدتها تخسرها  ؟  

ألتفتت لـ ياسين الواقف بوهن كمن سلب روحه.


دلف ياسين تائهاً لمنزل زين ينادى بقلبٍ متلهف شغوفٍ عن نصفه الآخر بجنون لا يصدق أنه فقدها مره آخرى ، بكاءها وهي تخبرها أنها خائفه وتطلب منه أن يبقى ، لكنه رحل ، رحل دون أن يعبئ بدموعها ، دون ان يحتويها.، وأضاعها مرة آخرى . 

خرجت عائشة بلهفه من الغرفه وهي تسائله بقلق :-

مالك يا ياسين في ايه ؟ 

بأعين دامعه مترجيه أن تطمئن فؤاده سائلها بلهفه :-

سجى فيين يا عائشة ، أنتِ مش كنتِ هنا طيب ازاي خدوها اززززاي ؟ 

هوت دموع عائشة بصمت وأنهدل جسدها وهي تقترب منه رابته على كتفه :-


مالك يا ياسين سجى أكيد هنا ؟ 

# لا يا عائشة مش هنا أختك ضيعناها تاني وأنا السبب بردوا. 

قالها وهو يجلس بهم على درجة الدرج ، لتنزل عائشة بمستواه سائله بعدم فهم :-

أخت مين ، وعد اهي يا حبببي صلى على النبى. 

نظر لها بأعين غائرة ضائعه وهمس وقد ارتسم الألم على ملامحه وغزا الوجع فؤاده :-

سجى تبقى أختك فاطمه ، هي مامتتش عايشه ، زين اللي لقاها.

صدمة سلبت تفكيرها وهي ترتد للخلف بتيهه :-

سجى فاطمه ازززاي ؟ أنت بتهزر !

# لا مش بيهزر.

قالها زين بموجه من الألم ، وأومأ برأسه مؤكداً :-

سجى مش أختي أنا لقيتها زماااان وانهارده ظهرت كل الحقيقة.

قلبت بصرها بهم وهوت دموعها بصمت لثوانٍ ثم تبسمت ضاحكه ببكاء ، إذ انهم لم يدركوا أهي تضحك أم تبكِ ، هبت واقفه وركضت للأعلى ببسمة على ثغرها ، مشرقة المحيا ، تناجى باسم "سجى" بلهفه وأشتياق ، لم تدم كثيراً وعادت لهم متهجمت الوجه وبقلق هتفت :-

سجى مفيش مفيش في الأوضه. فاااطمه حبيبتك مفيش يا ياسين هي سجى راحت فين.

لم تلبث وأن نزلت للأسفل ركضاً ما أن لمحت والدتها و مضت نحوها قائله ببكاءٍ مرير :-

سجى أختي يا ماما، فاطمه عايشه ممتتش.

أعلن هاتف "زين" عن أتصالاً هاتفياً متزامناً مع كلمات "عائشة" فنسله سريعاً وأجاب بعجاله :-

اااايه عرفت حاجه يا محمود 

أجاب الطرف الآخر بصوتاً منخفض :-

ايوووه يا زين هو دلوقتي فـ**********. 

أشرق وجهه مستبشراً بسرور بدا على ملامحه التى ارتخت بسكينه ، فما لبث ان اغلق وقلب بصره بـ للمار وياسين وهلّ قائلاً :-

أنا عرفت سجى فين ؟ بعدم ما سليم سبنا نمشي وهددنا راح للبيت القديم هو بعيد شويه بس لو اسرعنا هنوصل. 

بـ أمل حدقت به لمار ، بينما ياسين لا زال على صمته وتفكيرة ، لا يدري كيف يعيش حياته بدونه أن رحلت ؟ 

لوهله أحس أنه قد أختفت كل النجوم والأقمار ، واختفت الشمس من الحياة.، أصبح السواد يحيط به بدرجة مخيفة للغاية ، هي فؤاده ، وروحه ، وكيانه ، ونفسه ، روح الروح وقلب القلب وقمره الساطع بسماء قلبه الحالك فماذا لو أختفت ؟ كيف يعيش ؟ 

تنبه لـ زين الذي يهزه بعنف ليفوق من دوامت تفكيره. 


أدلج ليلاً كلاً من "لمار ، وعد ، زين ، ياسين" بهزيعاً من ثلث الليل الأخير ، حيث مكان سليم ، توقفا بالسيارة بعيداً نسبياً عن المكان ، ثم ساروا بوئيدة لناحية البناية ، و وقفوا اربعتهم يفحصون المكان بأعين كعين الصقر ، تخضبت وجوههم بحمرة الغضب ، واعتملت صدورهم بحقداً دفين لا مثيل له ، شحذت همت لمار وقالت وما زال ناظريها منصوبٍ بجل همه يطالع المكان بدقه :-

ياسين زين انا هدخل انا وعد هنشتت انتباهم وانتوا عليكم أنكم تلاقوا فاطمة ، سليم اول ما هيسمع الحرب اللي هتشتعل هيطلع عشان يعرف في ايه وأنتوا تكونوا لقتوها يلاااا. 

ألتفتت لوعد هامسه بنبره جادة صارمة :-

جاهزة ؟ 

أكتفت وعد بهزه بسيطه من رأسها ، وبدا التوعد والغضب بمقلتيها. 

لحظه وكانوا يتسللوا للداخل گالأسد لا يشبعوا من دمائهم وطفقا يطلقوا الرصاص على كل من يقابلهم أو يقاتلوا بالأيدي ، اشتعل لهيب المعركه بالداخل ولمار و وعد صامدون يقاتلون دون رحمه لمن لا يرحم فهؤلاء ابعد ما يكونوا عن صفة البشر ، لكنهم لا يسفكون دماء الموت.، لا سيما يصيبوا فقط الأقدام او الأذرع أو الكسر وكفى. 

بينما استغل ياسين فرصة أنشغال الجميع بالقتل ، وعلى غفله تسلل للداخل ، وبآوان ذلك تسلق زين أحدى الأعمدة بخفه ومرونه وعينيه تنتقل من غرفة لأخرى. 

وقع بصر زين أخيراً عليها ، مطروحه أرضٍ معصومة العينين، مكبلة يديها وقدميها بحاله لا يرثى لها جسدها يرتجف بقوة ، صعقته تلك الجروح التى رآها بوجهها ، ملابسها الممزقه ، رياح شديدة هبت فجأة حتى كادت بسقوطه ارضٍ ، مخافتٍ أن يكون أحد قد أعتدى عليها ، هل هناك من اعتدى حقاً على براءة طفلته ؟ يا الله يكاد قلبه بالتوقف ، كانت النافذة مغلقه ، بلى محكمة الأغلاق ، تعلق بيد بأحد الاعمدة وبيده الآخر أخذ يلكم على الزجاج بقوة وعنف ، بتلك اللحظه لم يفكر بذاته ألبته ، كل همه هي أبنته التى ترعرعت على يديها من صغرها فأصبح لها ابٍ وليس اخاّ فقط أنها قطعه منه ، فكرة أن قد يكون احدٍ أزاها تجعله يذداد اكثر من لكم الزجاج بقبضته غير عابئ بدماءه التى سالت حتى تهشم الزجاج لشظايا متناثرة ورفع قدمه وهوى للداخل ، يركض قلبه متوجه لها قبله. 

سبقت عبراته كلماته وهو يقترب منها. :-

سجى حبيبتي أنتِ كويسه فيكِ حاجه. 

تزامنت كلماته ولوج ياسين ركضاً ولكنه وقف ثابتاً بمحله يطالعها بأعين دامعه ، حينما انتفضت مبتعده تحرك رأسها يمنى ويسر وهي تحيط جسدها بذراعيه :-



      الفصل التاسع والعشرون ج2 من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة