
الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30
بقلم ياسمين عزيز
قهقهت هبة بصخب بعد أن رماها عمر على السرير بقوة و هو يمسك ظهره بتمثيل قائلا : اه ياني يا ظهري تكسر ..... إضحكي ياختي إضحكي ماهو كله حيطلع عليكي في الاخر.....
هبة من بين ضحكاتها :" و انا مالي مش إنت اللي أصريت إنك تشيلني و تطلع بيا الدرج .... إشرب بقى....
عمر بخبث و هو يقترب منها ببطئ كفهد يتربص بفريسته: "طبعا... دا انا حشرب و حاكل و احلي كمان....
تراجعت هبة بجسدها إلى الوراء و هي ترفع سبابتها أمامه بتهديد مزيف : "عمر.....
نزع عمر جاكيت البدلة ببطئ مستفز ثم رماه جانبا و هو لا يبعد عيناه من عليها مجيبا بتسلية : "يا عيون عمر.....
جالت هبة بعينيها يمينا ويسارا تبحث عن مخرج ما قبل أن تلين نظراتها بعد أن يئست من الهروب فعمر كان يقف أمامها حائلا بينها و بين الباب لتنظر
له بوداعة و هي تقول له برجاء: " عمر... حبيبي.... ارجوك
إهدى.....
عمر بتسلية : "مش كنتي بتضحكي
عليا من شوية ".
هبة بخبث : " طب نتفاهم... إهدى بس و انا حقوم اجيبلك اكل عشان تتعشى زمانك زيي مكلتش حاجة من امبارح ...... تحولت ملامح عمر الهادئة إلى أخرى مهتمة و قلقة ليقترب منها بسرعة قائلا باهتمام :" يعني إنت مكلتيش حاجة النهاردة.... للدرجة دي مهملة في نفسك طيب ليه مقلتيليش هبة بكذب :" لا عادي انا اصلا مليش نفس و محسيتش بالجوع غير دلوقتي.. "
هز عمر حاجبه بعدم تصديق ليقول لها و هو يقف من مكانه : دلوقتي بس جعتي.... ماشي إدلعي براحتك يا قلبي... ادخلي غيري هدومك
و خدي شاور خفیف و انا حنزل أجيبلك أكل". ارسلت له قبلة في الهواء و هي تنزل بسرعة من السرير ممسكة بثوبها الأبيض الذي كان يعيق حركتها ... ليضحك عمر بخفوت و هو يغلق الباب ورائه....... في فيلا البحيري.......
أنهت ليليان إستحمامها لتجلس
أمام التسريحة تجفف شعرها بشرود
منتظرة قدوم أيهم الذي تأخر في المجيئ لا تعلم أين ذهب بعد أن اوصلها منذ ساعة
إلى الفيلا ثم إختفى بعدها دون
تبرير...
نظرت بحزن إلى صورتها التي إنعكست أمامها على المرآة لتمسك أحدي خصلات شعرها المبللة التي ظهرت من تحت المنشفة جذبتها بين أصابعها بقوة لكنها لم تكن تشعر بالالم......
تنفست بعمق لتمنع دموعها المتراكمة في عينيها من النزول... مدت يدها لتمسك بعلبة المرطب لتفتحها ببطئ و تأخذ منها قليلا لتمرره على وجهها ورقبتها و ذراعيها... فتح الباب فجأة ويطل من ورائه أيهم يسبقه عطره الذي تسللت إليها لتتجعد ملامح وجهها بقرف..... وضعت ليليان يدها على أنفها و
هي تشعر بتقلب
معدتها و رغبتها الشديدة في التقيئ اخذت أقرب زجاجة عطر إليها لترش
بعضا منها في الهواء و تبدأ في تنفس رذاذه بقوة..... التفتت ورائها لترى أيهم على
وشك
أن يدخل إلى غرفة الملابس... تنهدت
بارتياح لانه لم ينظر زليها عندما دخل
و إلا لكان لاحظ حالتها المتقلبة....
تمددت على السرير ثم دثرت نفسها
بالغطاء محاولة
النوم...
دقيقة.... ثلاثة.. خمس دقائق مرت
ليخرج أيهم من غرفة الملابس بعد أن غير ثيابه... تمدد بجانبها قبل أن يهمس بصوت خافت : "لولو إنت نمتي ؟؟
تأففت ليليان قبل أن تجيبه : " لا لسه.... عاوز حاجة ؟؟
ايهم بضيق : " على فكرة انا جوزك مش واحد معدي من الشارع عشان كل اما آجي أكلمك تتأففي في وشي .... مش عاوز حاجة نامي... تصبحي على خير
أنهى كلامه و هو يطفئ النور بجانبه لتلتفت له ليليان هامسة بغرابة :" بتحبها ؟؟؟؟؟ :" قصدك مين؟؟ إنت بتتكلمي عن إيه؟؟ تمتم أيهم بفزع و هو يضغط على الزر مرة أخرى ليعيد إشعال النور... نظر إليها ليجدها تحدق في سقف الغرفة بهدوء وكأنها لم تفجر قنبلة منذ قليل
عاد أيهم ليسالها بحيرة ودقات قلبه بدأت بالتسارع : "ليليان انا بكلمك ؟؟
ليليان بقهر : " الدكتورة هند انا عارفة كل حاجة على فكرة ... مش انا بس... كل اللي المستشفى
عارفين.... الممرضات.. الدكاترة حتى اللي بیشتغلوا في البوفيه عارفين اللي بينكم...... تصنم أيهم مكانه و هو يبتلع ريقه بصعوبة لتتجلس ليليان على السرير أمامه و هي
تتمالك نفسها حتى لا تنهار وتتحدث بصوت هادئ" أنا مش عارفة الصراحة
حقلك إيه ؟ عشان مبقاش في كلام ينفع يتقال.....
أنا و إنت مكناش لبعض من البداية بس إنت إللي
أصريت و أخدت الحكاية عند وخلاص مفكرتش
حيحصل إيه بعد ما نتجوز و آدي النتيجة... خنتني و إحنا في أول شهر من جوازنا و يمكن من قبل مين عارف؟؟ قاطعها أيهم بصوت ضعيف : "ليليان انا .....
أشارت له بيدها أن يتوقف عن التحدث و هي تبتسم بألم قبل أن تتحدث بنبرة مهزوزة صدقني مش زعلانة... اصلا انا كنت عارفة إن داه حيحصل يعني محضرة نفسي لليوم داه كويس..... إنت كنت بتخني و إحنا مخطوبين.... صورك كانت بتوصلني كل أسبوع مع واحدة جديدة ... كنت كل ما بروح مكان بلاقي الناس بتبصلي و بيشاوروا عليا.... و لحد دلوقتي في المستشفى حتى عيلتك عارفين بس كلهم... ساكتين مفيش حد فيهم بيتكلم مفيش حد وقف جنبي و اخذلي حقي منك مفيش حد انقذني منك لما كنت بتدمرني..... حياتي، صحابي جامعتي شغلي.... مكانش عندي حق أختار أي حاجة حتى جوازي منك كنت مجبورة عليه حياتي كانت عبارة عن لعبة في إيديك بتتحكم فيها على مزاجك بس خلاص زي ما إنت شايف كل حاجة و ليها نهاية... و اللعبة خلاص إتدمرت و مبقاش فيها حاجة سليمة عشان إنت المرة دي وقعتها من إيدك و دست عليها جامد..... طلقني يا أيهم و انا مش حقول لحد و لا حتكلم..... طلقني عشان بجد تعبت... تعبت أوي ...... مسحت ليليان دموعها المنهمرة بكفيها قبل أن تتابع بصوت مخنوق :" إطمن انا مش حتكلم ولا حقول الحقيقة لحد.... كالعادة... و حنلاقي سبب مقنع عشان نقوله لعيلتك و هما حيقتنعوا ... انا حلم هدومي كلها و حسيب البيت حعد في أوتيل يومين لحد ما أشوف شقة أجرها..... تنحنح أيهم حتى ينظف حلقه قبل أن يتكلم : " يعني إنت خلاص رتبتي كل حاجة على أساس إني خلاص حسيبك تمشي و حطلقك....... حدقت به بعيون دامعة قبل أن تتحدث :" قصدك إيه ؟؟ إبتسم لها إبتسامة صفراء قبل أن يجيبها بغطرسة : " يعني مفيش طلاق یا لولو و مفيش خروج من البيت داه .... إلا لو عايزة نطلع نسكن في شقتنا.....
شعرت ليليان بالاشمئزاز منه و من بروده لتهتف بحقد : " يعني إنت بتعترف إنك بتخوني.... مممم بس انا عاوزة أفهم إنت ليه عاوزنا نروح نسكن في الشقة... عشان تتأخر و تبات برا براحتك طيب ما إنت بتعمل كده ومفيش حد مانعك... أيهم هو إنت بتكرهني ليه ؟؟ جذب أيهم الغطاء فوقه قائلا بجمود:" أنا مش بكرهك بس إنت مراتي و حتى لو عرفت ستات ثانية فأنا في الآخر برجعلك إنت...
إنتفضت ليليان من مكانها و قد تملك منها غضب أعمى لتصرخ بغضب شديد :" طول عمرك حقير وواطي و كلب ..... انا بكرهك و كل يوم بكرهك اكثر يبقى شايفاك كإني شايفة شيطان قدامي..... جذبت الفازة البلورية لترميها على الأرضية لتتحطم إلى أشلاء محدثة صوتا عال... ليصرخ أيهم بدوره :" بتعملي إيه يا مجنونة... إعقلي..... أمسكت الوسادة لتحاول تمزيقها و هي تصرخ بأعلى صوتها : " مجنونة.. فعلا مجنونة عشان رضيت أتجوز رمت الوسادة من يديها بعد أن فشلت في إفسادها لتجذب الغطاء و ترميه على الأرض بجنون قبل أن تسير نحو بقية المزهريات و تکسرها واحدة تلو الأخرى... و هي تتنفس بصوت عال سمعت صوت طرقات عنيفة على باب الغرفة لكنها لم تبال و هي تواصل تحطيمها لكل ما تطأ عليه عيناها التلفاز... باب الشرفة البلوري الذي احدثت به بعض الخدوش.... مرآة التسريحة......
واحد حقير زيك.......
اسرع أيهم نحو الباب ليفتحه بعد أن فشل في تهدئتها و قد أصابه القليل من عنفها..... ليجد والده ووالدته وإخوته يقفون خارجا.....
إندفع الجميع إلى الداخل ليروا ليليان أمامهم و هي تبدو في اوج غضبها...
رمقتهم بحقد و كره لتندفع نحوها كاريمان و هي تحاول
تفادي الزجاج الذي كان يغطي الأرضية قائلة بقلق : "ليليان يا
حبيتي في إيه مالك.......
تراجعت ليليان إلى الوراء و هي تحدق
فيهم جميعا قبل أن تصيح : قولي لابنك يطلقني... قوليله
يسبني في حالي بقى.....
انا زهقت..... زهقت و كرهت حياتي
..... معدتش طايقاه و لا طايقة البيت داه بكرهه بكرهكم كلكم......
كانت تصرخ بعنف و تجذب خصلات
شعرها بجنون ليتدخل والد أيهم قائلا بحدة :" ... في إيه إنت
عملتها إيه يا أيهم... ليليان بصراخ :" قله... جاوبه إنت
عملتلي إيه ؟؟؟ و إلا أقلك إنت الاسهل
تقله معملتش إيه عشان للأسف عمايلك كثير...... بيخوني ياعمي
كان مع ست
ثانية الدكتورة هند اللي كانت في
الفرح من شوية... عرفتها يا محمد...
تجهم وجه أيهم و إكفهرت ملامحه
ليهتف بصوت مهدد ليليان..... إخرسي إنت تجننتي....
لیلیان بانكسار : كل الناس عارفة إنك بتاع
ستات و كل يوم مع بنت ميرهان.......
و شيري و أمل بتاعة لبنان اللي كنت
معاها من شهرين فاكرها صح و دلوقتي
هند تخبي ليه اصلا ما كل الناس عارفة حتى مامتك.... مش کده یا طنط كاريمان......
كاريمان بنفي :" لا و الله العظيم ما
اعرف حاجة.... أيهم إيه الكلام اللي مراتك بتقوله داه.....
ليليان :" متقوليش مراته عشان هو حيطلقني..... نظرت إلى عمها بضعف
قبل أن تهتف بصوت مهزوز : "عمي
أرجوك ابوس زي ما جوزتني ليه
طلقني منه والله بيخوني..... و مش کده و بس
داه بيضربني و بيهني في الرايحة و الجاية لو مش مصدقيني إسالوا نعمات الشغالة و عم أيوب الجنايني هوما كذا مرة شافوه...... إنهارت ليليان على الأرض بعد أن تعبت من الصراخ والمقاومة لتسرع نحوها کاریمان تسندها قائلة بشفقة : "إهدي يا بنتي.... إهدي يا حبيبيي و كل حاجة حتتصلح .... ليليان ببكاء: لو كانت ماما موجودة مكانش حيحصل فيا كل داه.... أنا مشفتش يوم حلو من بعد ما ماما توفت الله يرحمها .. يا ريتني كنت مت معاها على الاقل كنت إرتحت..... أنا مش عاوزة حاجة غير إني اروح من هنا
أرجوكي يا طنط و حياة أغلي حاجة عندك ساعديني انا بجد حموت و لو فضلت هنا... خليه يطلقني و انا مش عايزة حاجة لو كانت أميرة بنتك مكاني اکيد مكنتيش حترضي يحصل فيها كده....
رمق محمد أيهم باحتقار و إشمئزاز و هو يمسك قبضته بصعوبة حتى لا ينقض عليه و يكسر عظامه.....
قاطع تفكيره صوت والده الصارم و هو يقول : "كاريمان خرجي ليليان من
الأوضة دي و إنت تعالي ورايا على المكتب....بعد دقائق... داخل المكتب
رمق أيهم والده بحنق بعد أن إستقبله الآخر بصفعة قوية على خده قائلا باشمئزاز : " مش مكسوف من نفسك و إنت عامل فيها دكتور و محترم .. كل القرف و البلاوي السودة دي
تطلع منك إنت.. انا إزاي كنت أعمى للدرجة دي إزاي ملاحظتش اي حاجة و إنتم كنتم ساکنین معانا في نفس البيت... انا إزاي عملت كده انا ضيعت الأمانة اللي إستأمنتني عليها سمية الله يرحمها قبل ما تموت..... عشان إدتها لواحد حقير زيك..... كنت فاكرك بني آدم بس للاسف طلعت......
زفر أيهم بقلة حيلة قبل أن يتحدث : " يا بابا......
أشار له الاخر بيده ليتوقف عن
الكلام صارخا في وجهه بعنف : " إخرس مش عاوز أسمع نفسك حتى...
إنت حتطلقها و دلوقتي حالا
و مین غیر نقاش.... انا زي ما
غلطت حصلح غلطتي مش حظلم
بنت أخويا ثاني..... أيهم بحدة : "إنت إيه اللي
بتقوله داه يا بابا.. انا مستحيل
اطلق ليليان... دي مراتي و انا لسه بحبها....
الاب باستهزاء و هو يضرب سطح مكتبه منفسا عن غضبه:" يا
بجاحتك.... بتحبها.. امال
لو كنت بتكرها حتعمل إيه... مش
مكسوف من نفسك بتكذب الكذبة و تصدقها لما إنت
إنت مقرف کده و بتاع بنات
إتجوزتها ليه... كنت بتكذب
عليا كنت بستغفلني و إنت بتحكيلي كل مرة عن حبك و عشقك ليها... ها..... مش عاوز كلمة زيادة حتطلقها يعني حتطلقها...... إنت متستهلش واحدة زي ليليان جمال و ادب و أخلاق... إنت تستاهل واحدة خاينة زيك من نفس العينة.....
عند ليليان...... أخذتها كاريمان إلى غرفة الضيوف هي و أميرة بعد أن ساعداها في تغيير ملابسها و ترتيب مظهرها...... تمددت كاريمان بجانبها ثم احتضنها بحنان و هي تتمتم بهمس : سامحيني يا بنتي و الله مكنتش عارفة حاجة .... كنت باجي عليكي و بلومك إنت بالرغم من إبني هو اللي غلطان بس انت كنتي دايما ساكتة و مش بتدافعي على نفسك... ليه سكتي ليه رضيتي يحصل فيكي كده....
مسحت ليليان دموعها قبل أن تجيبها بصوت ضعيف :" كنت مكسوفة منكم... و مش عاوزة أثقل عليكم كفاية إنكوا إستقبلتوني في بيتكوا و ربيتوني و مارميتونيش في أي ملجأ او في الشارع. انا... شهقت کاريمان بدهشة قبل إن تهتف بلوم :" إخصى عليكي يا بنتي إنت إزاي تقولي كده... في حد يرمي إنت إزاي تقولي كده... في حد يرمي ضناه في الشارع..... إنت بنتي زيك زي أميرة و قاعدة في بيت عمك مش عند حد غريب أنا مش عارفة إنت ليه بتفكري كده..... انا قصرت معاكي في حاجة او حد من الأولاد
ضايقك في حاجة.....
ليليان ببكاء:" أيهم كان بيقولي كده عشان ابويا بنفسه رماني و كان
بيقلي إني لازم اتجوزه عشان ارد جميلكم ليا و عشان إنتوا تعبتوا مني و عاوزين تتخلصوا من مسؤوليتي
مسحت كاريمان على كتفها بحنان و هي تقبل رأسها قبل أن تهتف بهدوء:" شششش إهدي يا حبيبتي و كل حاجة حتتصلح ... الساعة دلوقتي إثنين الصبح و إنت أكيد تعبانة.. نامي و متفكريش
و انا أوعدك مش حسيبك لوحدك أبدا ... إنت بنتي حبيبتي و مش حخلي حاجة تأذيكي طول ما انا عايشة......
تعالت أصوات أيهم ووالده داخل المكتب و لكن من حسن الحظ انه يقع في الدور الأرضي و إلا لكانت سمعتهما ليليان........
ايهم بصراخ : عاوزني أطلق مراتي غصب عني يا بابا.....
تدخل محمد الذي كان يجلس منذ وقت طويل معهما دون أن يتكلم :" و لسه ليك عين تتكلم و تقول مراتي... ما تروح ترجع للزبالة اللي كنت معاها خليها تنفعك دلوقتي....
إندفع نحوه أيهم ليلكمه بغضب صارخا في وجهه :"ملكش دعوة إنت فاهم..... ملكش دعوة...
ابعده والده و سيف عن محمد الذي لم يقاومه
رغم قدرته البدنية الكبيرة و الذي كان قادرا على إبعاده منذ الدقيقة الأولى.. مسح محمد شفتيه النازفة و هو ينظر لاخيه باستخفاف ليزمجر أيهم بغضب و هو يبعد يدي والده و
أخيه عنه ثم يغادر و هو يرى شياطين الأرض تتراقص أمام عينيه ..... في فيلا الألفي...
تقف كاميليا أمام المرآة تزيل زينة وجهها بعد أن غيرت فستانها إلى بيجاما قطنية....
إقترب منها شاهين الذي خرج من الحمام للتو ليقف وراءها مباشرة ليتكئ بذقنه بخفة على كتفها
قائلا بمشاكسة : " أخيرا ظهر وشك الطبيعي عارفة إنك كده أحلى بكثير.....
ضحكت كاميليا باستهزاء قبل أن تجيبه دون أن
تتوقف عما تفعله :" إيش فهمك إنت بالميكاب و الموضة......
ضغط شاهين على خصرها فجأة لتتأوه
كاميليا ليكمل كلامه و هو يغمزها بمداعبة: "لسانك طول يا حبيبتي.....
قبلها من عنقها قبلة خاطفة لتمتعض ملامح كاميليا
و تتململ محاولة إبعاده هاتفة
بغيض : " مش وقت هزار دلوقتي انا تعبانة و عايزة أخلص بسرعة عشان انام.....
همهم شاهين قليلا قبل أن يديرها إليه و هو يجذب إحدى المناديل المبللة
من العلبة و يبدأ بمسح وجهها و عينيها
بلطف لتصرخ كاميليا بأعتراض :" بتعمل إيه يا مجنون مش دي اللي بيشيلوا بيها الميكاب....
تجاهلها شاهین و قد ارتسمت على
>وجهه ملامح الجدية حيث بدا و كأنه يقوم بعمل مهم.... جذبها إليه محاوطا ظهرها بذراعه ليثبت حرکتها و هو يقول بصوت هادئ شششش إستني بس شوية و حخلص و بعدين كلها مناديل زي بعض..... إثبتي بقى يا قلبي... متتحركيش لسه العين دي......... مممم شوية من هنا..... قهقهت كاميليا بنعومة عليه هاتفة من بين ضحكاتها:" و الله ... اللي يشوفك... دلوقتي ميقولش إنك إنت نفسك... شاهين الألفي..... رمى المنديل فوق الطاولة ليشرد في وجهها الفاتن و ملامحها الضاحكة السعيدة بنظرات عاشقة... من النادر رؤيتها و هي تضحك هو تعود فقط بملامحها الحزينة الباكية و نظراتها الخائفة منه لكنها الآن على طبيعتها وقد إنتقلت سعادتها تدريجيا إليه لتنفرج شفتيه بابتسامة ساحرة قائلا : " المهم إنت تشوفيني مش مهم اي حد ثاني....... إنكمشت تعابير وجهها و كأنها وعت الان على نفسها لتكتسي ملامحها الجمود من جديد و هي تدفعه بلطف عنها ليزفر شاهين بضيق قبل أن يتحدث :" رجعنا للتكشير و الزعل... يلا تعالي حنيمك الليلية زي ما بعمل مع فادي و ححكيلك قصة كمان......
دفعها بلطف لتسير بجانبه متجهين إلى الفراش ليبعد شاهين الغطاء ويلتفت إلى كاميليا ويحملها بين ذراعيه و هي مازالت
تنظر له بدهشة ليقاطعها هو مفسرا :" مش قلتلك حنيمك زي ما بعمل مع فادي..... انا كده بشیله و بحطه على السرير..... وضعها بلطف على السرير ثم غطاها ليتسطح بجانبها هو الآخر و يغطي نفسه متمتما بتساؤل :" كباية اللبن..... فادي بيشرب لبن قبل ما ينام..... بس مفيش مشكلة بكرة الصبح تشربيه..... امتعضت ملامحها باشمئزاز قبل أن تهتف :" مش بحب اللبن...... جذبها شاهين إليه ليقبل جبينها ثم يضع
رأسها على ذراعه قائلا : " فادي كمان بيكره
اللبن بس انا بخليه يشربه غصب عنه .. كاميليا بسخرية : " هو انا عيلة عشان اشرب اللبن.....
شاهين بتجاهل :" عاوزة احكيليك قصة إيه...
الأميرة النائمة و إلا سندريلا.....
كاميليا : " دي روايات قديمة على فكرة ... دلوقتي بقى في رابونزل و فروزن
شاهين بتأكيد : " الروايات القديمة احلى اكيد......
كاميليا ضاحكة : بتقول كده عشان إنت
متعرفش الروايات الجديدة... غشاش.....
شاهين بتحدي :" أنا ممكن أؤلفلك من دماغي على فكرة... او ممكن اشرحلك حاجة في الهندسة
كاميليا بنبرة تخللها بعض الوجع : " لا مش عاوزة أنا أصلا بقيت بكره الهندسة......
توقف شاهين عن مداعبة شعرها و وجنتها متسائلا : "بقيتي
بتكرهيها بعد ما بقيتي في سنة رابعة...... داه فاضلك سنتين بس و تتخرجي ؟؟؟
هزت كاميليا رأسها من فوق ذراعه لتحدق في وجهه بتعجب قبل أن تتشدق قائلة : "اتخرج إزاي و انا سبت الكلية...... رفع يده الحرة ليقرص أنفها بمداعبة هاتفا بمداعبة : " و مين قال كده..... ضربت يده بكفها و هي تجيبه بحنق : "حضرتك إللي منعتني إني أروح الكلية.... و إلا نسيت شاهين ببراءة مصطنعة :" حضرتي بقيت بيتراجع على قرارات كثير بعد ما تجوزتك.......
تنهدت كاميليا بقوة قبل أن تضع رأسها على ذراعه مرة أخرى قائلة بضعف :" أنا تعبانة و عاوزة انام......
التفت لها حتى أصبحا وجهيهما متقابلين يفصل بينهما إنشات قليلة.....
شاهين بجدية و هو يداعب وجهها بأبهامه :" اول الاسبوع اللي جاي حترجعي تروحي الكلية
كل المحاضرات اللي فاتاتك الشهر اللي فات أنا جمعتهالك كلها و بكرة الصبح حبقى اديها لك .....
فتحت كاميليا عينيها على وسعها قائلة بعدم تصديق :" بتتكلم بجد.... حتسمحلي أرجع الكلية....
أومأ لها بالايجاب لتصرخ بفرح و هي تتعلق بعنقه و تنخرط ببكاء فجئي.........
شاهين بضحك : " متجوز طفلة يا ناس..... طب إهدي لأحسن ارجع في كلامي....
إبتعدت عنه و هي تفرك وجنتيها بعنف قائلة : "لالا... انا مش بعيط.... و بعدين
شاهين الألفي مش بيرجع في كلامه.......
إحتضنها بقوة من جديد و هو يقهقه على
تصرفاتها الطفولية ليتأكد بأنه بدأ باكتشافها
يوما بعد يوم..... متمنيا بداخله
بأن ينجح يوما ما في جعلها تنسى الماضي و تتقبل البداية الجديدة التي يريدها...... الساعة السابعة صباحا توقف أيهم بسيارته أمام مبنى شقته بعد أن أمضى الساعات الماضية و هو يجوب الشوارع بلا هدف...... نزل بخطوات متعبة ليصعد الدرجات الامامية للعمارة الفخمة..... دلف إلى الشقة ليرتمي أمام أول كرسي قابله... فرك جبينه بتعب و هو يخرج هاتفه من جيب سترته ليهاتف أحدا ما....... بعد عدة محاولات جاءه صوت شاهين الناعس :" عاوز إيه عالصبح يا رخم........ أيهم بصوت مهزوز : " شاهين انا محتاجلك... انا في مصيبة و مش عارف حعمل إيه........ حكي له ما حصل معه باختصار لينصت له الاخر باهتمام..... قبل أن يجيبه بحنق : تستاهل اكثر من كده... و حبقى اوصي محمد عليك... انا ياما نصحتك و فهمتك بس انت اللي كنت راكب دماغك.. إشرب بقى. فصل الخط في وجهه فجاة بعد أن لاحظ تململ كاميليا بانزعاج بصوت صوته العالي .... لينفلت منه سباب
لاذع لا يهم قبل أن يغلق هاتفه نهائيا و يعود لإحتضان زوجته من جديد و الاستسلام للنوم.
❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥
الفصل الثلاثون
الساعة التاسعة صباحا كانت السيدة
ثريا تجلس في الصالون تلاعب فادي و معها
خديجة.....
فادي بضجر :"هو بابي و مامي فين..... انا عاوز
ألعب معاهم"؟؟؟
ثريا بضحك :" لسه نايمين يا حبيبي إستني
لما يصحوا و يفطروا و بعدها حيبقوا يلبعوا
معاك زي ما إنت عاوز....
فادي ببراءة :" اووف بابي كان دايما يصحى بدري و يلعب
معايا قبل ما أروح الحضانة ".
ثريا :" طب ماتروح الحضانة دلوقتي و بعدين.....
فادي بانزعاج :" لا انا مش حروح غير ما أشوف بابي... انا عاوز بابي.. "
إنفجرت ثريا بالضحك قبل أن تنظر لخديجة التي كانت تخفي ضحكتها لتقول :" يا حبيبي بابي دلوقتي نايم....مش حنقدر نصحيه إيه رأيك تكمل
الرسمة لي في إيدك عشان توريهاله لما ينزل".
أومأ الصغير لها بالايجاب ليلتفت إلى
ورقة التصويرالكبيرة التي كان يضعها
على الطاولة الصغيرة أمامه ليلونها....
نظرت ثريا لفادي المنشغل برسمته ثم إلتفتت إلى
خديجة لتسألها :" هي الساعة كام دلوقتي؟؟؟؟
خديجة :"حوالي تسعة و ربع يا هانم".
ثريا بتعجب :" غريبة....شاهين عمره ما أهمل شغله بالشكل داه....من لما رجع الشغل من أسبوع بقى بيروح متأخر...
خديجة :"أكيد البيه تعبان من حفلة إمبارح....
ثريا :" إمبارح حفلة جواز صاحبه طب و
الايام اللي قبلها... لا يا خديجة أكيد في حاجة
هو عمره ما أهمل الشغل و الشركات بالشكل داه
حتى لما كان متجوز مها..أنا متأكدة إن في حاجة. مهمة بتحصل معاه "..
خديجة بخبث :"باين إن البيه بقى.... عاشق يا ست هانم...حضرتك مش ملاحظة حالته متغيرة إزاي ".
ثريا بابتسامة فرحة :" الحمد لله كل الكره و القسوة إللي كانت مالية قلبه تحولت لحب و عشق...
خديجة بصدق :"ربنا يفرحه كمان و كمان
و يرزقهم الذرية الصالحة و الله كاميليا هانم بنت
طيبة و بنت حلال مش زي اللي ماتتسمى و إلا بلاش...
ثريا :" آمين يا خديجة آمين...".
في الاعلى...
خرج شاهين من غرفة الملابس بعد أن إرتدى
إحدى بدله الفاخرة ذات اللون الاسود ليجد كاميليا قد إنتهت من إرتداء ملابسها و تقف
مستندة بيديها على طاولة التسريحة عينيها مغلقتين و هي تتثاءب بنعاس...
إقترب منها بخفة من الخلف حتى لاتسمع خطواته و على وجهه إبتسامة ضاحكة ليحاوط خصرها و يصرخ في أذنها في نفس الوقت :"بتعملي إيه.....
صرخت و هي تفتح عينيها بفزع لتجد شاهين
يضحك عليها.... تأملته قليلا من خلال المرآة
كم يبدو وسيمابل شديد الوسامة ببشرته
الحنطية و شعره الأسود كسواد ليل الشتاء...عيناه الخضراء الداكنه كلون الغابات الاستوائية
أنفه المرفوع بشموخ و فكه المستقيم و شفتيه
الغليضتين الشهوانيتين التين لا طالما أشبعتاها تقبيلا....+
أفاقت من شرودها لتجد شاهين ينظر إليها
و على شفتيه إبتسامة خبيثة قبل أن يهتف:" حلو
مش كده...عجبتك ؟؟؟
صعقت كاميليا من إعترافه لتحرك رأسها يمينا
و يسارا و هي تكاد تبكي من فرط خجلها... إحمر وجهها بشدة حتى كاد ينفجر من شدة الحرارة
أداره نحوه بلطف ليقبل جبينها قائلا بنبرة عاشقة:" مكسوفة ليه؟؟ داه من حقك علي فكرة؟؟
فتحت عينيها ببطئ و قد بدأت أنفاسها بالتسارع
و هي تشعر باقتراب إغمائها ككل مرة عندما يقترب فيها منها.
تحدث شاهين بهمس و هو يجوب وجهها الفاتن بعينيه الهائمتين :" انا كلي ملكك زي ما إنت ملكي صح ".
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة و هي مازالت
تحت تأثير سحرعينيه الخضراء ليبتسم شاهين بفرح لنجاحه في التأثير عليها قبل أن يضيف :"يلا ننزل نفطر عشان انا تأخرت على الشغل..عمر إتجوز و ساب الشغل كله عليا...".
قادها بلطف أمامه ليتجها نحو الاسفل...ليجدا
خديجة و ثريا تتحدثان.....
صرخ فادي بفرح و هو يهرول نحو والده الذي
إلتقفه بخفة بين ذراعيه :"باااااابي...
وقفت خديجة من مكانها بسرعة لتقف بجانب كرسي ثريا التي طلبت منها تحضير طاولة الفطور...
شاهين و هو يتجه نحو والدته ليقبل جبينها :" صباح الخير يا ست الكل..
ثريا بابتسامة واسعة :"صباح الخير يا حبيبي... صباح الخير يا بنتي".
إتجهت نحوها كاميليا لتقبل يدها باحترام و هي تهمس :" صباح الخير يا طنط....
توجهوا جميعا نحو طاولة الإفطار ليتحدث فادي بتذمر و هو يحاول الصعود على الكرسي :"بابي انا مش رحت الحضانة النهاردة....
نظر له شاهين بهدوء و هو يكمل ترشف قهوته :" و السبب؟؟
فادي بضجر :" مش عاوز اروح يا بابي انا عاوز العب مع مامي عشان واحشاني...مامي مبقتش تلعب معايا
زي زمان...إنت أخذت مامي لوحدك هي بقت على طول معاك ".
تصنمت كاميليا مكانها بصدمة من كلام الصغير و قد تلون وجهها بالوان الطيف تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية الاخفاء حتى تختفي من أمامهم من شدة الاحراج او تنشق الأرض و تبتلعها ...
بينما تعالت قهقهات شاهين و ثريا و هما يمرران نظرهما بين فادي و كاميليا....
ليتحدث شاهين بصعوبة من بين ضحكاته :" إنت متأكد إن عمرك اربع سنين...
اطبق فادي ذراعيه و هو يطالع والده بحنق ليزداد ضحك شاهين عليه أكثر :" و الله معاك حق انا بقيت مستحوذ على مامي كثير الايام دي عشان كده انا
حسيبهالك النهاردة بس متاخدش على كده...عشان حرجع و آخدها....فادي ببراءة :"اوووف يا بابي...انا عاوز مامي تلعب معايا بالنهار و إنت خدها بالليل....+
شاهين بصرامة :"لا..... طول ما انا بالبيت مامي ليا انا لوحدي...كفاية إنها حتكون معاك و انا برا...
همهم فادي بضيق ثم رمى شطيرته في الصحن بقوة قبل أن ينزل من كرسيه و يهرول إلى الأعلى َمتجها نحو غرفته لتنطر له ثريا بعتاب قائلة :"ليه كده يا إبني...حاطط دماغك من دماغ طفل عنده اربع سنين
و بتعانده ".
شاهين بلامبالاة :"داه دلع أطفال بعد شوية حيهدى....
وقفت كاميليا من كرسيها قائلة :" أنا حروح أشوفه...زمانه قاعد بيبكي دلوقتي ".
قبض شاهين على يدها قبل أن تتحرك ليخاطبها
بنبرة آمرة :"لا... سيبيه و تعالي انا خارج دلوقتي...
وقف من مكانه ليجرها ورائه نحو باب الفيلا....
كاميليا بعتاب :" مينفعش اللي بتعمله داه.. كل اللي في البيت بيضحكوا علينا......
اوقفها شاهين أمامه ليحاوط وجهها بيديه قائلا :"محدش له عندي حاجة... داه بيتي و انا حر أعمل إللي أنا عاوزه"...
كاميليا و هي تتجرأ لتنظر في عينيه لأول مرة :" طيب و فادي...داه ولد صغير و مينفعش....
شاهين بطفوليه :"عاوز ياخذك مني... "
كاميليا بعتاب :" داه طفل...
شاهين مقاطعة :"مش بإيدي بقيت بغير عليكي حتى من فادي عاوزك ليا لوحدي...
سكتت كاميليا و هي تشعر باحراج كبير ليقترب منها شاهين و يقبل جانب فكها بنعومة هامسا لها بصوت مغري :"مش حتأخر الليلة إستنيني و متفكريش في فادي حبقى اصالحه بطريقتي لما أرجع ...
أومأت له بطاعة ليتركها على مضض و يغادر..
عادت كاميليا إلى الداخل و هي تتحاشى النظر
إلى ثريا و خديجة التي كانت تنظف طاولة الفطور
و تأخذ الصحون إلى داخل المطبخ...
صعدت إلى الأعلى حيث وجدت فادي
يجلس على سريره و هو يمسك بالايباد الخاص
به...
نظر نحوها قليلا قبل أن يعود لينشغل بلعبته
مدعيا عدم الاهتمام بها.
إقتربت منه لتجلس بجانبه و تحيط كتفيه
بيديها و هي تنظر إلى الايباد :"بتعمل إيه؟؟؟
فادي بلامبالاة مزيفة :" و لا حاجة.... بلعب ".
أخذت كاميليا الجهاز من يده ثم أغلقته
ووضعته بجانبها على السرير قائلة بهدوء :" حبيبي
إيه رأيك تقضي اليوم مع مامي...عشان إنت وحشتها جدا...
فادي بنبرة حزينة :"أنا بقيت بقعد كثير لوحدي
َ مفيش حد بيهتم بيا رجعت لوحدي من ثاني ".
كاميليا بشفة. هي تشتم شاهين في سرها :" لا يا حبيبي متقولش كده...انا دايما معاك و حفضل على طول معاك و تيتة و بابي كمان..فادي برفض :" لا بابي مش بيحبني...عشان أخذك مني....+
كاميليا بقلة حيلة :" لا يا فادي متقولش كده داه بابي أكثر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها.. داه حتى قلي من شوية إنه حجيبلك هدية لما يرجع عشان يصالحك.. هو بس خرج عشان مستعجل عنده شغل كثير و وصاني كمان أعملك كل حاجة إنت عاوزها...
أشرقت عيني الصغير بابتسامة فرحة ليقفر بين ذراعيها محتضنا إياها بلهفة و هو يصرخ :"بجد يا مامي بجد....
ضحكت كاميليا بمرح و هي تحتضن جسده الصغير مقلدة إياه بصوت طفولي شبيه بصوته :" بجد يا روح مامي....
تعالت ضحكات فادي و هو يخبرها بكل مايريد فعله لهذا اليوم و كاميليا تستمع له بانتباه.
في فيلا عمر الشناوى..
صاح عم للمرة الالف و ه. يصرخ على هبة النائمة
بهدوء كطفل صغير..
:" هبببة بييييبة حبيبتي قومي الساعة
بقت تسعة و نص إتأخرنا على معاد الطيارة".
تململت هبة على السرير قليلا قبل أن تتحدث
بصوت يغلبه النعاس :"خمس دقايق و حصحى".
إلتفت نحوها عمر و هو يربط كرافتته ليجيبها
بانزعاج:"بقالك ساعة بتقولي خمس دقائق
و بترجعي تنامي... يا قلبي مينفعش كده ورانا طيارة..
هبة بانزعاج مماثل :"مش عايزة أسافر خلينا هنا. ".
عمر بلين :" طيب قومي خوذي دوش و غيري هدومك و لما تطلع الطيارة إبقي إرجعي نامي...
أشارت له بيدها بلامبالاة قبل أن تأخذ إحدى
الوسائد و تضعها على رأسها لتعود للنوم
من جديد....
زفر عمر بضيق من فعلتها لينحني فوق السرير
و يجذب الغطاء بقوة قائلا :"إصحي يا كسولة
و إلا حشيلك و أرميكي في البانيو....
صرخت هبة بفزع و هي تقفز لتجذب الغطاء
و تلفه بحرص على جسدها العاري :" بتعمل
إيه يا مجنون..إنت ناسي إني أنا مش لابسة هدومي و عر.....
نفخت وجنتيها بانزعاج كطفل صغير و هي تتحاشى
النظر له و قد إحمرت عيناها من شدة الحرج....
كتم عمر ضحكته و هو يتأمل ملامحها المضطربة
و هي تلعب بطرف الغطاء بأصابعها...
ليقول بنبرة عادية راحما خجلها الذي تحاول إخفائه وراء نوبة غضب مزيفة :"طيب قومي غيري
هدومك عشان نلحق معاد الطيارة الساعة إحداشر
و نص".
رفعت هبة إحدى يديها لترجع إحدى خصلات
شعرها الشاردة وراء أذنها و هي مازالت تنظر أمامها
بحرج متصنعة عدم الإهتمام و هي تجيبه :" يعني
فاضل ساعة و نص و بعدين... مش الطيارة
خاصة يعني نسافر وقت ما إحنا عاوزين ".
إبتسم عمر بتلقائية و هو يرتمي بحانبها
على الفراش قائلا بمرح :"يا حبيبتي الطيارة
صحيح إنها خاصة بس في حاجة إسمها إحترام
للمواعيد و انا رتبت مواعيدي على الساعة
إحداشر و نص يعني لازم دلوقتي تقومي
تجهزي نفسك يا دوب نلحق ".أومأت له بالايجاب قبل أن تضيف :"طب ممكن
تستناني برا....+
داعب عمر وجنتها الحمراء باصبعه لتبعده
عنها مصطنعة الضيق ليقهقه عمر بصوت عال...
قبل أن يهتف بعبث :"مستحيل... عاوزة تبعديني
عنك من يوم صبحيتنا...
اجابته هبة بضجر و هي تجذب الغطاء
فوقها جيدا :"لو مش حتطلع مش حقوم من السرير
و إبعد دلوقتي عشان اكمل نوم.... ".
عمر :" حبيبتي ارجوكي إرحميني بقالي ساعتين
و انا بصحيكي...
رفعت كتفيها بعدم إهتمام و هي تلتفت نحوها
باحثة عن أي شيئ ترتديه...لتصرخ فجأة
إثر حمل عمر لها :" ااااه عمر بتعمل إيه.... نزلني".
عمر برفض :"تؤ...حعرفك إزاي تتجاهليني ....
هبة بخوف :" حتعمل إيه؟؟؟
عمر بخبث:"حساعد بنوتي الحلوة عشان تاخذ
شاور.... اصلي عارف تعبانة بعد مجهود إمبارح....".
خبأت وجهها بيديها و هي تصرخ بصوت باكي:"و الله قليل الأدب..... بكرهك ".
قهقه عمر بصوت رجولي و هو يفتح باب الحمام
و يستمع لهمهات هبة الباكية لينزلها بهدوء
على الأرض وهو مازال يضحك عليها....دثر جسدها جيدا بالغطاء ثم إنتقل ليقبلها من جبينها هامسا
بنبرة عاشقة :"نسيت اقلك مبروك يا حبيبتي".
حاوط وجهها بكفيه ليمسح دموعها مضيفا
بنفس النبرة :"حسيبك دلوقتي عشان لسه
متعودتيش عليا بس يكون في علمك دي
آخر مرة...
غمزها في آخر الجملة ثم خرج تاركا
هبة في عالم آخر غير واعية بنفسها حتى
انها كانت تقع على الأرض مكانها.
الساعة الثالثة عصرا......
تنفس شاهين الصعداء بعد أن أنهى آخر ملف أمامه ليمسح وجهه بتعب
تراجع قليلا ليستند بظهره على كرسي مكتبه
الجلدي و هو يفك قليلا ربطة عنقه المزعجة....
ثم نظر إلى ساعة معصمه و هو يبتسم تلقائيا
عندما تذكر زوجته الصغيرة التي تركها صباحا
على مضض ليتمتم في داخله :" وحشاني
اوي.... يا ترى عملتلي إيه عشان تخليني ملهوف
عليها بالشكل داه...اااااوف نسيت الزفت التاني".
أكمل شتمه في شره و هو يتفقد مفاتيحه و هاتفه و بقية أغراضه الشخصية ليلتقطها جميعا ثم يغادر المكتب.....
بعد حوالي نصف ساعة توقفت سيارته أمام مبنى فاخر تقع فيه شقة أيهم...طرق باب الشقة لتفتح
له أميرة...
:" إزيك يا أبيه عامل إيه؟؟
إحتضنها شاهين بمحبة و هو يجيبها :" أنا كويس إزيك إنت و عاملة إيه في المذاكرة...
أخذت منه معطفه لتعلقه في مدخل الباب قائلة :"كله تمام بس السنة دي صعبة شوية و محتاجة حضور".
أومأ لها شاهين بتفهم قبل أن يقاطعهما صوت أيهم الذي ناداه من الداخل :" أخيرا إفتكرت إن ليك صاحب و جاي تسأل عليه....ضحك شاهين قبل أن يتحدث :" كنت مضطر أروح الشركة... في حاجات مستعجلة و لازم اكون موجود بنفسي خاصة إن عمر مش موجود".+
جلس بجانبه ليتمتم أيهم بتذمر :" إبن المحظوظة
هو الوحيد اللي مرتاح فينا....
شاهين بمقاطعة:" إتكلم على نفسك... انا الحمد لله
كل أموري بقت تمام....
أيهم :"يعني مفضلش غيري...توقف عن الحديث عندما وجد أميرة تجلس معهم... حك طرف ذقته
باصبعه قبل أن يستأنف حديثة :" ميرا حبيبتي ممكن
تعمليلنا فنجانين قهوة مضبوط.....
قاطعه شاهين :" أنا عاوزها سادة..
أميرة و هي تتجه إلى المطبخ :" حاضر....
نظر شاهين في أثرها قبل أن يشير لصديقه
بمعنى ماذا تفعل شقيقته هنا.... ليزفر أيهم بملل
قبل أن ينتقل إلى كرسي أخر ليكون أقرب
منه قائلا بصوت منخفض :"ماما بعثاها
قال إيه عشان تتطمن عليا"
شاهين بهمس :" تطمن عليك؟؟ على أساس إنك
تلميذ في إبتدائي و مامتك قلقانة عليك....
أشار له أيهم بأن يسكت ليستأنف هو حديثه
بتفسير :" اوووف من الاخر ياعم مراتي عرفت
إني بخونها و حصلت خناقة كبيرة في البيت
و عاوزيني أطلقها".
هز شاهين حاحبيه بتعجب و هو يهمهم بتفكير :" مممم فهمت... و أميرة دي أول مرة أشوفها هنا ؟؟
ايهم بلامبالاة :" مش عارف يمكن عشان تنظف
الشقة او بالأحرى تفتش...
كركر ضاحكا ليرمقه أيهم بانزعاج ثم إلتقط
إحدى السجائر ليشعلها و يدخنها بشراهة...
أحضرت لهما أميرة فناجين القهوة ثم غادرت
تنهد أيهم بصوت عال قبل أن يتحدث بصوت
هادئ مسترسل و هو يتكئ بجذعه إلى الأمام واضعا ذراعيه على فخذيه ناظر إلى نقطة وهمية أمامه:" مستحيل...انا و ليليان مش حيفرق بينا غير الموت
أهينها، اضربها، أخونها... أقتلها بس مستحيل
إني أطلقها...
شاهين بنبرة مؤكدة:" بس دي بنى آدمة...مش لعبة
في إيدك عشان تعمل فيها اللي إنت عايزه... دي إنسانة و من حقها تعيش....لو مش عايزها
سيبها هي حتلاقي حد غيرك يقدرها و.....
رمقه أيهم بنظرة نارية و هو يصر على أسنانه
بغضب هادرا بنبرة غاضبة:" شاهين...
رفع الاخر يديه باستلام هاتفا بهدوء:" داه رأيي
الشخصي و إنت حر...البنت مرمطتها معاك بما
فيه الكفاية سيبها تاخذ نفس هي مش حمل
عمايلك....
دهس أيهم بقايا سيجاره داخل المنفضة قبل أن يلتفت إليه و يحدثه بصوت منفعل :" هو انا جايبك
هنا عشان تلاقيلي حل وإلا عشان تزيد همي.... يا تتكلم عدل يا تسكت انا مش ناقصك..كفاية اللي أنا
فيه".
شاهين بسخرية :" عاوز تقلي إنك نادم...
أيهم بصوت عال :" لا مش نادم و مش متأسف... اللي حصل حصل هي يومين و حتهدا و نرجع زي ما كنا انا عارف ليليان كويس ...شاهين ببرود مستفز:" إنت مجنون يا إبني.... مين دي اللي تهدأ.. إنت واعي بنفسك و بالكلام اللي بتقوله
إوعي تكون شارب حاجة ثقيلة....
ايهم بتأفف:" شاهين أسكت... صوتك بقى بيوترني.
شاهين بضحك :"ما إنت اللي عمال بتقول في حاجات غريبة و مش منطقية الصراحة.... يعني
عاوز من مراتك اللي مسبتش حاجة وحشة و معملتهاش فيها إنها تهدأ و تسامحك....
رمقه بسخرية قبل أن يتحدث بانفعال:" عاملي نفسك الملاك البريئ ما إنت ألعن مني...دا انا مجيش نقطة في بحرك..
زفر شاهين الهواء بقلة صبر و هو يكور قبضة يده
بعنف يحاول تهدأة نفسه لكي لا يفتك بصديقه قبل أن يتحدث بنبرة اكثر هدوء و عقلانية :" أنا فعلا
غلطت كثير في حياتي و عملت حاجات كثير
و يمكن حتى أسوأ منك بس مع اللي يستاهل....و الانسانة الوحيدة اللي ظلمتها هي مراتي..
انا أذيتها كثير و عذبتها كثير بس مخنتهاش...
و إنت عارف إن أنا أكثر إنسان إتوجع من الخيانة...عارف لما توصل تحب إنسان لدرجة إنك تأمنه على بيتك و شرفك .. و شغلك و حياتك كلها بس تتفاجئ إنه غدر بيك
و خلاك تفقد الثقة في كل اللي حوالك و حتى
في نفسك...عشان كده انا تغيرت و تهت عن
نفسي شوية بس خلاص الحمد لله أديني
بحاول ارجع واحدة واحدة...و الفضل كله لمراتي
انا ندمان على كل حاجة عملتها معاها و
حفضل لآخر لحظة في عمري أحاول أرجعها ليا و أخليها تحبني....
بالمختصر المفيد انا لا عايز ألومك و لا اعاتبك
على اللي إنت عملته عشان اكيد في غيري
كثير عملوا كده بس عاوز اقلك حاجة واحدة
إن إنت لسه مش معتبر نفسك غلطان لكن لو حطيت
نفسك مكان مراتك و قبلت إنها تعمل معاك نفس اللي عملته معاها و ترجع تسامحها و تقبل تكمل حياتك
معاها فكده انا اقلك عداك العيب و إنت صح....
قاطع كلامه حضور أميرة التي كانت تحمل حقيبة يدها قائلة :"عاوزين حاجة قبل ما اروح.
أومأ لها أيهم و قد كان تائها في عالم آخر يفكر في كلام صديقه الذي لا يعني سوى حقيقة واحدة و هي
إن ليليانه قد ضاعت منه إلى الأبد....
أما شاهين فقد اجابها :" إستني حوصلك في طريقي...
رمقته أميرة و قد إرتسمت على وجهها إبتسامة
عريضة :" مفيش داعي انا معايا العربية....
هز شاهين حاجبه بتعجب قبل أن يهتف بمداعبة :"كبرتي يا مرمر و بقى عندك عربية...
الظاهر إن انا فاتني كثير....
أميرة بضحك :" أنا بقى عندي سعتاشر سنة....إنت بس مبقتش تحضر حفلات عيد ميلادي عشان
كده لسه معتبرني صغيرة.....
شاهين بضحك :"طب متزعلش عيد ميلادك
اللي جاي حبقى آجي و معايا العيلة كلها....
صرخت أميرة بحماس و هي تتقدم لتجلس
معهم :"بجد يا أبيه يعني حتجيب مراتك معاك لعيد ميلادي.أومأ لها بالايجاب لتهتف هي بثرثرة :"على فكرة يا أبيه إنت ذوقك تحفة.. مراتك قمر آخر حاجة كل الناس فاكراها اجنبية....انا حبيتها جدا عشان
باين عليها طيبة جدا دي إمبارح طول الحفلة و هي
قاعدة مهتمة بفادي كأنه إبنها بجد.....
إبتسم شاهين و قد لمعت عيناه باشتياق و لهفة
لمجرد ذكر إسمها لينتبه لصوت صديقه المزعج
الذي هتف بنبرة حادة:"مش كنتي مروحة.... قاعدة ليه و إلا مصدقتي لقيتي موضوع تتكلمي فيه...
رمقته أميرة بانزعاج و هي تتمتم بداخلها :" يا ساتر على البوز... عندها حق ليليان و حتستحملك على إيه..
اردفت بصوت عال. هي تتجه نحو باب الخروج :"بليز يا ابيه سلملي على مراتك و إبقى
إسالهالي هي بتستعمل وصفات لشعرها عشان
يبقى حلو بالشكل ده و كمان بشرتها.... بليز متنساش
شاهين بقهقهة :"طيب حبقى أسألها و اقلك...
أيهم بغل :"أنا نفسي اقوم أخنقك بإيدي إنت
و هي و أخلص البشرية منكم بقى انا واقع في مصيبة سودا ميعلم بيها إلا ربنا و إنت عمالين
بتتكلموا على وصفات شعر و اضافر...
شاهين بضحك :"كده مراتك حترتاح منك للأبد....
تعالى رنين هاتفه ليخرجه من جيب سترته
و هو يواصل ضحكه... ليزداد إشراق وجهه و
تلمع عيناه بعشق عندما قرأ إسمها الذي يزين
شاشة هاتفه....
تافف أيهم بصوت عال قبل أن يتجه إحدى
الغرف تاركا صديقه يتكلم على راحته...
أغمض شاهين عينيه ببطئ مستمتعا بنبرة صوتها
المميزة عندما تحدثت :"الو...
شاهين بلهفة :" وحشتيني..
كاميليا بخجل :"أنا كنت عاوزة افكرك بهدية
فادي عشان هو مستنيك من بدري...
شاهين بتسلية :" هو بس اللي مستنيني.....
طال سكوتها و لم يصدر منها سوى انفاسها
المتلاحقة التي تدل على توترها ليستانف شاهين
حديثه من جديد و قد لمعت في رأسه فكرة ما
:" أنا مضطر اتأخر النهاردة... عشان عندي شغل
كثير
يمكن اخلص الساعة تسعة او عشرة بالليل....
كامليا بصوت رقيق :" بس إنت كده حتتعب يعني. اقصد ممكن تقسم الشغل شوية النهاردة و تكمل الباقي بكرة..
شاهين بتأسف مزيف :"مينفعش انا اصلا يدوب
لقيت شوية وقت عشان اتغدى انا و السكرتيرة...قبل ما نكمل الشغل
كاميليا بتردد:"يعني هي... اقصد السكرتيرة
حتفضل معاك للساعة عشرة؟؟؟
إبتسم شاهين بخبث و هو يتراجع بجسده إلى الوراء
قبل أن يجيبها بتأكيد :"طبعا...حتفضل معايا للساعة عشرة بالليل.... بتسالي ليه؟؟
سالها و هو يترقب إجابتها بفارغ الصبر
كاميليا :"أنا بس كنت بسأل عشان هي بنت
و الشوارع بتبقى خطر بالليل...و هي يمكن حتروح لوحدها....
لوي ثغره بخيبة امل على فشل خطته ليردف بنبرة جافة و هو يتمنى بداخله لو كانت الان أمامه حتى يعاقبها على غبائها :" يعني انا بقلك إني حفضل للساعة عشرة بالليل في المكتب مع السكرتيرة
و حضرتك مفكرتيش غير في إنها حتروح لوحدها.... يا برودك يا شيخة إقفلي يلا... إقفلي و انا حبقى
اشوف شغلي معاكي لما اروح بعدين....
أعاد هاتفه إلى جيب سترته و هو يبرطم بشتائم
كثيرة قبل أن ينتبه لايهم الذي كان يقف مستندا
على باب الغرفة و يرمقه بنظرات خبيثة قبل أن ينفجر ضاحكا و هو يقول :"كنت عاوزها تغير عليك صح...يلا إعترف...
شاهين بضجر :" يا شيخ إتلهى....
ايهم بسخرية :"دا إنت حالتك صعبة جدا و لازمك حل في أقرب فرصة....
شاهين :" خليك في حالك انا مبسوط كده.... بقلك
أنا رايح دلوقتي و متنساش تفكر في كلامي.... و أي حاجة جديدة تحصل بلغني...
أيهم بتهكم :" عشان تقفل السكة في وشي زي ما عملت النهاردة الصبح ...
شاهين بضحك و هو يتذكر ما حصل صباحا :"غصب عني و الله... قلبك أبيض....
❤️🔥دمتم ساالمين ❤️🔥...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا