
رواية دماء على ثوب الزفاف
الفصل التاسع والعشرون 29
والثلاثون 30
بقلم أمل الهلاوي
لحظات توقفت فيها الانفاس من الخوف حنين على الارض وعمر فوقها يحميها بنفسه ليتلقى عنها اى رصاصه ممكن ان تصيبها
أفكار تذهب وتجئ فى عقل حنين ذكرى اليمه تعاد من جديد
توقف دوى الرصاص رفع عمر رأسه المستنده على حنين
فيما ركض حازم باتجاههم
عمر:حنين انتى كويسه حاجه جت فيكى
حنين بقلق بادى وصوت متحشرج من الخوف:انت كويس ياعمر طمنى عليك وهنا شهقت حنين من الدم الذى ينزل من عمر على صدرها
عمر وقد تسطح ارضا متأوها من الالم
عمر:اااااااااه
حنين وهى تنحنى عليه وتأخذه فى حضنها:عمر قوم ياعمر انا بحبك ماتسبنيش بالله عليك انا مش حمل وجع والله هاموت المره دى مش هاقدر اعيش لو حصلك حاجه
لا اراديا اندفعت الكلمات من فمها وقلبها حتى حازم تعجب فالتزم الصمت لانه راى ان اصابة عمر سطحيه فهذه اعظم فرصه لكى تعترف
عمر بصوت خافت:انتى قولتى ايه
حنين والدموع تنهمر من عينيها:بحبك والله بحبك والله بحبك ماتسبنيش يارب ماتاخدوش يارب سيبهولى يارب
حازم وهو يتفحص عمر:ماتقلقيش ياحنين انا طلبت الاسعاف الاصابه سطحيه جت فى كتفه
حنين وهى تشدد على عمر فى احضانها:انت بتكدب عليا رد ياعمر كلمنى انت كويس
عمر:والله كويس ياحبيبتى اهدى انتى بس عشان خاطرى
بدأت حنين فى البكاء بشده والارتجاف
حنين:ماتسبنيش انا بحبك ماتضعيش منى
عمر متحاملا على نفسه:انا كويس ياعمرى اهدى انتى بس انتى بتترعشى اهدى طول مانا شايفك كده مش هابقى كويس
وهنا وصلت سيارة الاسعاف صعدت حنين بجوار عمر ممسكه بيديه بقوه غريبه بينما اخذ حازم سيارة عمر وسار ورائهم
وصلت السياره مشفى الطوارئ الجامعى بالمنصوره وسط اهتمام من الجميع فحازم طبيب معروف بكفاءته
دخل عمر الى غرفة الطوارئ بينما ظلت حنين بالخارج
خرج لها حازم بعد مايقرب من الساعه
حازم:اهدى بقى والله بقى كويس جرح سطحى واتخيط كام غرزه
حنين:والله كويس ياحازم
حازم:مااحنا طلعنا بنحب اهو كان لازم الرجل يضرب بالرصاص عشان تنطقى دا انتى جبله
حنين:انا هادخل اطمن عليه دا انت كلامك سم
حازم :ع العموم هو هايخلص المحلول ويخرج بس عارفه ده مش بيحبك ده بيموت فيكى دا رمى نفسه عليكى عشان مافيش رصاص يجى فيكى انا اخدت رقم الموتوسيكل اللى ضربوا منه النار وبلغت على الرقم ربنا يسهل ويقبضوا على اللى عمل كده
حنين:انا داخله لعمر
دخلت حنين الى عمر وجدته متسطح على الشيزلونج واضعا يده السليمه فوق عينيه
حنين وهى تمسك بيده وعيناها مليئتان بالدموع:انت كويس ياحبيبى طمنى
عمر وهو ينظر لها بحب:أخيرا ياحنين نطقتى وقولتيها كان لازم اموت عشان اسمعها
حنين:بعد الشر عليك ياحبيبى
عمر:ايه انتى قولتى ايه
حنين:قولت حبيبى وعمرى وروحى ودنيتى وجوزى
عمر:انا بحلم صح
حنين:لا ياقلبى كله مش بتحلم انتى نعمه فى حياتى وربنا يديمك نعمه ليا
عمر:انا بحبك اوى انا عاوز اشكر اللى ضرب عليا الرصاص وابوس ايده انه خلاكى تعترفى بحبك
حنين:كان لازم حاجه قويه تحصل تخلينى اعترف بس
هنا بكت حنين واستطردت قائله: ماكنتش حابه انى اقولك بالطريقه دى
عمر:المهم انك قولتى ياعمرى اى طريقه بقى مش مهم
حنين:انا كنت حاسه بمشاعر جوايا مش عارفه افسرها وبنكر وجودها ماكنتش مصدقه انى احب تانى فكرة انك كنت ممكن تضيع منى موتتنى ألف موته
عمر:بعد الشر عليكى ياعمرى انا اول ماسمعت صوت الرصاص كان كل همى انتى كنت خايف عليكى اوى
حنين:للدرجه دى بتحبنى ياعمر انك كنت ممكن تحمينى بنفسك
عمر:ياه لسه بتسألى ياحنين كل ده وماكنتيش حاسه بيا انا عمرى ماحسيت بحب الا ليكى قلبى ده مادقش الا عشانك انتى الوحيده اللى عاوز رضاها وعاوز قربها ومش بزعل منك رغم انك ساعات بتعصبينى بس بزعل من نفسى لو اتعصبت عليكى غصب عنى
حنين:عمرى ماعدت هاعصبك تانى ياه ياعمر لو كان حصلك حاجه ماكنتش هاستحمل والله ماكنتش هاقدر اعيش التجربه دى من تانى
عمر:الحمدلله ياعمرى احنا الاتنين كويسين الاصابه سطحيه
حنين:الحمدلله ياحبيبى
عمر:احلى حبيبى سمعتها والله ماتجيبى ماتجيبى بقى بوسه حلاوة الاعتراف
حنين بخجل:لا كده انا اطمنت انك كويس طب يالا قوم بقى المحلول خلص اهو
ضحك عمر من خجلها فهى تبهره تثير مشاعره بشده
أكمل عمر المحلول واتجهوا الى قسم الشرطه لاكمال المحضر وكل واحد منهم أدلى بالمعلومات التى لديه
......................
فى بيت عبدالسلام بالمنصوره
كان حازم قد أخبر والده بما حدث فى الصباح فقد كان والداه فى العمل ولم يسمعوا طلقات الرصاص واخبرهم ان الوضع مستقر واصابة عمر سطحيه
وصل كل من حازم وحنين وعمر وفتحت لهم صفيه الباب وحينما رأت عمر جريح احتضنته بشده وبكت بحرقه
صفيه:انت كويس يابنى طمنى ياحبيبى
عمر مندهشا من حنانها الطاغى:انا كويس ياماما ماتقلقيش
فرحت صفيه كثيرا من كلمة ماما
فاستطرد عمر قائلا تسمحى اقولك ياماما
صفيه:ياحبيبى يابنى انا كنت هاقولك اصلا تقولى ماما
عبدالسلام:ياصفيه ابعدى خلينى اسلم على عمر
عامل ايه يابنى
عمر:الحمدلله ياعمى
عبدالسلام:يعنى هى ماما وانا عمى ايه التفرقه العنصريه دى
عمر:ماتزعلش يابابا عبدالسلام
حازم:ايه ياحاج عبده انتو وصفصف ماسكين الرجل اسئله سيبوه يرتاح وانتى ياصفصف حضرى اكل لعمر
صفيه :من عنيا
فجاه صوت طرقات شديده على الباب فتح حازم تفاجأ بخالته ماجده التى ركضت الى الداخل سريعا
ماجده بلهفه بصرخه:فين عمر
تفاجأ الجميع مما يحدث الجميع مندهش الا حازم
نظرت له ماجده بحنو شديد:انت كويس يابنى
عمر بدهشه:حضرتك مين
ماجده:انا خالة حنين وسمعت عن اللى حصل وجيت اشوفك
حنين بشك:وانتى عرفتى ازاى ياخالتو عمر
ماجده بتلعثم:صفيه قالتلى انك اتجوزتيه
حازم:مافيش داعى تخبى ياخالتو ماجده أكتر من كده
ماجده:اخبى ايه ياحازم انت بتخرف
حازم:اللى انتى ماتعرفهوش ياخالتو انى عارف كل حاجه ومعتز اللى يرحمه كان عارف عمو سامى حكى لمعتز على كل حاجه هو اضطر يحكى له لما معتز اتقبل فى الجيش واستغرب هو ازاى اتقبل وقال انا ولد وحيد قالوا له انت ليك اخ من الام يومها اتصل بعمو سامى قاله ماتحكيش لمامتك اى حاجه وتعالى وانا هافهمك ومارضيش يعرفك انه عارف عشان مايفتحش جروحك واتفق مع عمو سامى انه يقول انه اتطوع بارادته فى الجيش وكلكوا اقتنعتوا
ماجده:اسكت ياحازم بالله عليك
عمر وقد بدا يتخلل شعور ما بداخله وكذلك الجميع:فيه ايه ياجماعه انا مش فاهم حاجه
حنين وقد بدا الشك يتسلل الى قلبها:احنا لازم نفهم فيه ايه
صفيه:قولى له ياماجده
حازم:فيه ان الست دى ام معتز ياعمر وتبقى أمك انت كمان وانت ومعتز توأم على فكره
كأن على رؤوسهم الطير مما يحدث الجميع يشعر بصدمه ماعدا حازم وصفيه اما حنين فكانت دائما ماتسأل عمر عن والدته وهاهى ترى والدته احساس بين الصدمه والفرحه انتابها
عمر بصدمه:ايه الكلام اللى بتقوله ده ايه اللى بيحصل
حازم:انت مااستغربتش انت شكل معتز ازاى تيبكال انتوا الاتنين توام ومعتز الله يرحمه اخوك وانتوا الاتنين ولاد محمد البنهاوى
حنين:وعمو سامى
حازم موجها كلامه لماجده التى كانت تبكى فى صمت :اتكلمى ياخالتو عرفيهم الحقيقه عرفيهم اد ايه اتظلمتى
ماجده :خايفه مايصدقنيش ويسيبنى اتعذب واندم انى جيت بس ماكنش ينفع اعرف ان ابنى ضنايا مضروب عليه رصاص ومااشفهوش ماعرفتش اتحكم فى نفسى
عمر:اتكلمى لو سمحتى انا لازم افهم وسيبى القرار ليا
بدأت ماجده فى سرد قصتها مع محمد البنهاوى وقصة حبهما التى لم تكتمل وكيف فرق بينهم والده وصمم على اخذ المولود وكيف تمكنت من أخذ معتز بمساعدة سامى واعطاء عمر للبنهاوى دون ان يعلم ان ماجده وضعت توأم
عمر:ايه اللى بسمعه ده
ماجده بكاء : والله يابنى كان نفسى اهرب بيكوا انتوا الاتنين بس هددونى بالفضيحه ماعرفتش اخدك انا كنت صغيره وطايشه والحب عمانى واتجوزت فى السر ورضيت الذل لنفسى وانى اعيش زوجه فى السر لو كان ينفع اخدكم انتوا الاتنين ماكنتش هاتردد بس جدك كان مش هايرحمنى كان جبروت شفنا ان اسلم حل يرضى جميع الاطراف هو انى اخبي معتز من غير ماحد يعرف وادىك لجدك وبكده استحاله يشك
عمر:يبقى انتى بقى اللى كان بيتكلم عنها على طول ويقول انه ماحبش الا مره واحده وان جدى فرق بينكم انا مش مصدق اللى بسمعه استنى هنا دا اسم امى فى شهادة الميلاد ماجده عبدالحميد رفعت
ماجده:انا ماعرفش انه كتبك باسمى لان جدك قالى انسى ان ليك عيل وانه هايكتبك باسم حد تانى وانا كتبت معتز بعد عشر شهور من ولادته وحتى معتز الله يرحمه ماجابشى ليا سيرة حوار الجيش خالص لسه عارفه من حازم ومصدومه
عمر:بس دول قالولى انك متى وانتى بتولدينى
ماجده :انا فعلا مت لما اخدوك منى وكنت بروح القاهره على طول استنى ادام الفيلا اشوفك او المحك على طول كنت باجى بس عمرك ماشفتنى ولو شفتنى ماكنتش هاتعرفنى
حنين بصدمه:يعنى عمر ابن خالتى ايه اللى بيحصل ده
ماجده:من بداية ماروحتى القريه ياحنين وانا عارفه انها بتاعة عمر كنت بدعى ربنا فى كل صلاه وفى القيام انكوا تتقابلوا وتتجوزوا
ماجده ببكاء وترجى والم جلى فى عينيها:هاتسامحنى يابنى
عمر والدموع فى عينيه:ابنك تعرفى انا عمرى ماعرفت يعنى ايه حنان ام عمرى ماحد حضنى وانا تعبان وقالى مالك عمرى مادقت حنان من حد حتى الست اللى اتجوزتها اول مره كانت قاسيه زى الحجر ماشفتش حنان الا فى البيت ده لما ماما صفيه خدتنى فى حضنها حسيت انى عاوز ابكى واقول كلمة ماما كتير
تأثر الجميع من كلام عمر بكت حنين وصفيه وماجده
ماجده:انا اسفه يابنى حقك عليا أبوس ايدك سامحنى
وهمت ان تمسك يده لتقبلها ولكنه جذب يده
عمر:انتى ماغلطيش اللى غلط اللى رماكى وماكنش رجل وانا عارف جدى رأفت كان جبروت اد ايه وعارف قساوته
ماجده :سامحنى يابنى ابوس ايديك ورجلك تسامحنى انا كنت ممكن انتحرت وقتها بس عمك سامى الله يرحمه وقف جمبى واتجوزنا بسرعه بس عشان الفضيحه انا غلط لما فكرت اصلا ان الجواز العرفى ده جواز لا وكمان قلت لابوك ارمى عليا اليمين قال يعنى ده جواز ولازم اطلق ووقتها بعد شهور العده اتجوزت عمك سامى بس عرفت بعدها كمان انه حرام الست الحامل تتجوز الا لما تولد عيشتى كلها كانت غلط كنت متحرره زياده عن اللزوم بس دفعت تمن غلطى من روحى ومن دمى يعلم الله انى كفرت عن كل غلطه غلطه وتوبت لربنا وابنى ضنايا مات غدر وظلم لانى عملت جريمه ربنا نهى عنها وانى كتبت طفل باسم واحد تانى وكان جزائى موته ظلم سنين وانا بتعذب وفى نار سامحنى يابنى ربنا غفور رحيم وبيقبل التوبه ابوس رجلك سامحنى
عمر:استغفر الله انتى ماعملتيش اى حاجه تستاهل انك تتأسفى الغلط على بابا اللى كان سلبى وأخويا ضاع بسبب سلبيته انتى غلطتى انك اتجوزتى فى السر بدافع الحب بس هو غلط انه اتخلى عنك ووافق على حرمانك من ابنك اللى مفروض يندم ويعتذر هو ابويا مش انتى
فجأه احتضنت ماجده عمر بحضن اموى انتظرته منذ خمسه وثلاثون عاما
احتضنت ماجده ابنها بشده وبكت بحرقه من الفراق جعلت الجميع يتأثر اما عمر فكان واجما مما يحدث هو شعر باحساس غريب ناحيتها احساس اول مره يشعره
ماجده وهى تبتعد عن حضنه وتنظر فى عينه: سامحنى يابنى سامحنى يانور عينى ياحته منى لو كان بايدى كنت عمرى مااسيبك
عبدالسلام:انت كنتى عارفه ياصفيه
صفيه:دى اسرار اختى ياعبده ماكنش ينفع اقول ثم ان حازم كان عارف ومخبى هوه كمان
حازم:لان معتز كان مأمنى على السر ده انتوا عارفين احنا كنا اصحاب اد ايه بس كان لازم يتكشف النهارده عشان كده يابابا كنت بشجعك على جوازة حنين من عمر لانه مهما كان من دمنا ولحمنا وكان حبه لحنين واضح
عبدالسلام:انت ياد ياحازم دكتور انت يابنى كان مفروض تبقى محقق
حازم:بابا معتز أمنى على سره
حنين:معتز عمره ماالمح لى انه له اخ
حازم:ماكنش ينفع يقولك ياحنين
عمر:ياااه على القدر اختار حنين من دون الدنيا كلها واحبها واتجوزها وكان كان فيه قوه خفيه بتدفعنى لحبها دفع
حازم:ربك ياعمر مدبر كل شئ سبحان الله حكايه فعلا عجيبه
ماجده:ممكن أقعد معاك لوحدك ياعمر فيه حاجات لازم تعرفها وحاجات عاوزه احكيهالك وانت ياحازم لو سمحت روح هات ايه من شقتى عشان تعرف الحقيقه وماتقلقش
عمر:ايه مين
ماجده:اختك ياحبيبى ليك اخت من الام بنت سامى وبنتى هاتعرفها وهاتحبها اوى
عمر:يعنى بسبب الرصاصه دى حنين اعترفت لى بحبها وعرفت ان ليا ام واخت ايه كرم ربنا عليا ده
حنين:وعسى ان تكرهوا شئ وهو خير لكم ياعمر ساعات ربنا بيعطينا المنحه فى شكل محنه بس اهم حاجه نرضى بقضاء الله وقدره انا كنت حاسه والله انك مش غريب عنى دى اقدار الله ياعمر
عمر:ونعم بالله
ماجده:ممكن نتكلم بقى ياعمر لوحدنا عاوزه احكى لك حاجات كتير
عمر:ممكن طبعا
عبدالسلام :اتفضلوا فى الصالون جوه اتكلموا براحتكم
ذهبت ماجده وعمر الى الصالون ليتحدثون كل وطال حديثهم كثيرا كل منهم يخبر الاخر بما حدث له فى السابق كما حدثت ماجده عمر عن معتز وعن صفاته وعن قصة حبه لحنين
كذلك سرد عمر لأمه كل شئ عنه وانه مازال علاقته بحنين على الورق
شعور غريب غزا قلبه وراحه غريبه فى كلامه معها وكانها يعرفها منذ زمن
شعور بالراحه والامان وهو يتحدث اليها كانه يعرفها منذ امد بعيد
........................................
كما ذهب حازم الى شقة ماجده لاصطحاب ايه
فى شقة ماجده
طرق حازم جرس الباب وفتحت له ايه
ايه:ازيك ياحازم ماما مش هنا مش هاينفع تدخل
حازم بنظرة اعجاب لها:يابت دا انتى بنت خالتى وبعدين مامتك عندنا وانا جاى اخدك ليها
ايه:خير ياحازم ماما تعبانه ياريت تعرفنى
حازم:بصى تعالى واما تيجى هاتعرف
ايه:طب استنى فى العربيه وانا هالبس وانزل
حازم:كبرتى ياايه اوى
ايه:انا فى تالته طب ياحازم مش هافضل صغيره انزل بقا وانا هاجى اهو
بعد قليل هبطت ايه مرتديه ملابسها عباره عن ملحفه واسعه ولكنها جميله عليها بشده فقد اضفت عليها جمالا فوق جمالها
نظر لها حازم من بعيد نظرة اعجاب فحقا قد كبرت واصبحت امراه ناضجه واعيه فهو لم يراها منذ فتره كبيره فهى نادرة الخروج
فتح لها حازم باب المقعد الامامى جلست ولكن على استحياء دون ان تنظر له
قاد حازم السياره فى صمت قطعه
حازم:انتى اتحجبتى امته ياايه
ايه :من زمان انت اول مره تشوفنى بالحجاب
حازم:لا اقصد لبستى الملحفه
ايه :السنه اللى فاتت
حازم:بس قمر عليكى
ايه:وانت عامل ايه فى شغل المستشفى
علم حازم انها تغير مجرى الحديث
حازم:تمام انتى ناويه تتخصصى ايه
ايه:انا عاوزه جلديه عيون اى تخصص ماياخدشى من وقتى كتير
حازم :ليه
ايه:يعنى عاوزه اكون كانى موظفه عاديه وطبعا بتوع الجلديه هما اللى مش بيسهروا عشان اكيد هاتجوز ويبقى عندى اسره ولازم اهتم بيها
حازم باعجاب شديد:طب والطموه وتحقيق الذات
ايه:انا مقتنعه ان الست رسالتها فى بيتها وتنشئة جيل صالح يخدم المجتمع وبرده هاشتغل وهاحقق نفسى وهاراعى ضميرى
حازم:دا انتى فله
ايه:نعم
حازم:لا ابدا احنا وصلنا اهو
صعدت ايه دون ان تنتظر حازم اللى ظل ينظر اليها وهى ذاهبه يقول فى عقله هذه هى التى يريد الارتباط بها كيف لم يلاحظها وهى تنضج بهذا الشكل ليس كل زواج لابد ان يبنى على قصه حب فهناك زواج العقل ايضا ورأى انها منجذب لها بشكل ما
#الفصل_٣٠
الفصل الثلاثون
طرقت ايه جرس الباب وفتحت لها حنين بعد السلام والتحيات ذهبت حنين لاخبار ماجده ان ايه قد جاءت خرجت ماجده وعمر من غرفة الصالون
شهقت ايه بصدمه حين رأت عمر
ايه بشهقه:معتز معتز اخويا
عمر:انتى ايه
الشكل شكل معتز ولكن نبرة الصوة ليست واحده
ماجده: هو اخوكى ياايه بس مش معتز
ايه:..................
ماجده :اقعدى يابنتى وانا هافهمك
قصت ماجده لابنتها ماحدث القصه كامله وانها اضطرت الى الاعتراف بسبب حادثة عمر وكانت ماجده حانيه رأسها ل الاسفل
ايه والدموع فى عينيها:ماتحنيش راسك ياماما انتى غلطتى وخير الخطائين التوابون وربنا بيعفو يبقى البشر مش هاتعفو
احتضنتها والدتها بشده:كنت صغيره وطايشه يابنتى وغلطت بس غلطتى كلفتنى كتير اوى
هنا نظرت ايه لعمر:انا مبسوطه بيك اوى انا ومعتز كنا اصحاب جدا على فكره مبسوطه انى شايفه نسخه تانيه لمعتز وسلامتك ان شاء الله هاتبقى كويس
عمر:ان شاء الله انا وانتى نكون اصحاب برده
ايه:معقول القدر ده ياحنين يشاء ربنا تقابلى عمر عشان نتجمع
صفيه:دعوات امك يابنتى دى من ساعة ماقولت لها ان حنين اشتغلت فى شرم وعرفت انها فى قرية عمر وهى بتدعى ليل ونهار عشان يتجمعوا سوا
حازم:اخبار الجرح ايه ياعمر بد يشد عليك
عمر:ايوه فعلا بس من كتر الفرحه اللى انا فيها ناسى الالم والله ياحازم
حازم انا هاعطيك حقنه مسكنه ونام بقى سيبوه ياجماعه يرتاح شويه دا جه من الدار للنار مااخدشى فرصه يستريح
ماجده:احنا هانمشى يابنى وهانيجى بكره
حازم:انتى فهمتى كده من كلامى ياخالتو نامى انتى وايه فى اوضتى فيها سريرين انا رايح المستشفى
عبدالسلام:ربنا يكملك بعقلك يابنى انا كنت هاقول كده برده
حازم همسا لايه فى اذنها:سريرى اللى جمب الحيطه نامى عليه انتى عشان تنورى السرير وياخد بركه منك ياجميل
شهقت ايه من كلام حازم
ولكن حازم استطرد قائلا :يالا ياعمر اعطيك الحقنه
نظر عمر الى والدته قائلا بحب:تصبحى على خير ياماما
ماجده بدموع الفرح:وانت من اهله ياقلب امك نام واستريح ياحبيبى روحى
.....................................
ذهب عمر بصحبة حازم ليعطيه الحقنه ثم غادر حازم الى عمله
ذهبت حنين الى غرفة حازم لتطى ايه ملابس مريحه للنوم
ايه:شوفتى القدر ياحنين
حنين:تعرفى على اد مانا مصدومه على اد مانا فرحانه انى وعمر ولاد خاله
ايه:انتى تستاهلى كل خير ياحنين
حنين:بقولك ياايه كنت عاوزه اسالك سؤال هو الكحل حرام ولا حلال اصلى سمعت شيخ بيقول مش حرام وان الرسول كان بيتكحل
ايه:انا فعلا لاحظت انك بتحطى كحل الكحل زينه ياحنين ولا يجوز للست انها تتزين الا لجوزها
حنين:ماعدتش هاحط بقى
ايه :انتى اصلا مش محتاجه كحل عينيكى متكحله لوحدها
حنين:ربنا يخليكى يايويو تصبحى على خير
ايه:وانتى من اهله ياحنون
.......................................
دلفت حنين الى الغرفه وجدت عمر جالس على طرف الفراش يحاول خلع ملابسه ليبدلها
حنين:استنى ياعمر انا هاساعدك
عمر:انا فعلا مش قادر ارفع ايدى خالص معلش لو هاتعبك
حنين:تعبك راحه ياحبيبى
ابتسم عمر من لفظ حبيبى الذى نطقت به للتو
ساعدته حنين فى ابدال ملابسه بطريقه لا تألمه وكانت تنظر اليه وهو عارى الصدر خجلا من الموقف برمته
عمر:ماكنتش اعرف انك بتحبينى كده يابنت خالتى
حنين:كنت حاسه والله من ساعة ماشوفتك بحاجه غريبه عشان كده كنت بسألك على طول عن اهلك ووالدتك بالخصوص
عمر:ماما ماجده طيبه اوى اتظلمت كتير من بابا وجدى
حنين:انت عارف انا اتفاجأت برد فعلك ماتوقعتش رد فعلك المتسامح بزياده ده
عمر:انا حسيتها صادقه جدا وحسيت انها قريبه منى وبعدين ياحنين حد يكون محروم من الحنان والعيله ولما تجيله يتمرد بالعكس انا فرحان اوى انا بس محتاج شوية وقت عشان أتأقلم على الوضع الجديد ده
حنين:ربنا يسعدك ياعمر يارب
عمر بمكر:هاتنيمينى على الارض ولا هاتنيمنى جمبك على السرير
حنين:نظرا لظروفك الصحيه قررت انك هتنام على السرير بس مش جمبى انا هنام على الارض
عمر بتعجب:مش خلاص طلعتى بتحبينى ليه بقى البعد ثم ان انا مش قادر اخلع الهدوم هاقدر على
هنا غمز له بطرف عينه فخجلت حنين
حنين:انا عاوزه اكون مراتك قدام ربنا بس بعد ماتعملى فرح ولا انا مااستحقش يتعملى فرح
عمر:بجد ياحنين موافقه نعمل فرح موافقه والله ياحبيبتى والبسك الدبله وكده بدل مااحنا اشترناها وانت رمياها فى الدولاب
حنين:وتلبسنى الدبله والبس كل حاجه ياحبيبى
عمر:لا الدبله بس احنا محتاجين القلع مش اللبس
حنين وقد احمر وجهها:قليل الادب حتى وانت تعبان
عمر:بموت فيكى والله
حنين:وانا بحبك والله
سعاده لاتوصف غمرت قلب عمر فى ليله واحده حصل على حبيبه وام واخت وماأحزنه هو انه لم يرى معتز ولو لمره واحده
عمر بحزن:كلمينى عن معتز ياحنين كان عامل ازاى
علمت حنين مدى حزنه
حنين:كان شبهك بالظبط مع اختلاف فى نبرة الصوت وكان بيلبس نظاره كان طيب وخجول اوى بعكسك طبعا
ابتسم عمر لها ولكنها استطردت قائله:كان دكتور شاطر الناس كلها كانت بتحبه
عمر:كنتى بتحبيه اوى
حنين:مش هاكدب عليك بس فعلا احنا كان بينا حاجات حلوة كتير وهو كان بيحبنى وانا كمان انا كنت فاكره ان الانسان مش بيحب الا مره واحده بس عشان كده كنت بنكر اى شعور جوايا ليك
عمر:الانسان طول ماهو عايش هايفضل يحب ياحنين مش معقول قلوبنا تقف على حب واحد عارفه اكتر حاجه كانت مخوفانى انك تحبينى على انى معتز
حنين:لا ياعمر انا بحبك على انك عمر مش معتز انا عشت معاك حاجات ماعشتهاش مع معتز احساسيس اول مره احس بيها دا غير اهتمامك بيا واى ست فى الدنيا بتحب الاهتمام وان اللى قدامها بيحبها بجد
عمر:انا مصدقك ياحنين انك بتحبينى كانى عمر عارفه ليه لانك مااتسرعتيش فى حبك ليا بالعكس اعطيتى نفسك فرصه انك تتأكدى من حبى فى قلبك
حنين:عارف لما لاقيتك بتتغير ل الاحسن فرحت اوى حسيت انك نقى جواك حاجات كويسه بس ل الاسف الوسط اللى انت فيه بيفرض عليك واقع معين تعيشه وكمان لما حكتلى انك ماشفتش حنان فى حياتك لا من ام ولا من زوجه حسيت بغصه فى قلبى وانى حزينه علشانك
عمر:عشان كده لاقيتك تانى يوم بتتكلمى معايا كويس وعاوزانا نفتح صفحه جديده
حنين: بالظبط كده
عمر وهو يمسك يديها بحنو:بحبك ياأجمل حاجه حصلتلى فى حياتى
حنين:وانا كمان
عمر:انتى كمان ايه
نهضت حنين من جواره:يالا بقى عشان ننام
ابتسم عمر من خجلها واكتفى بالصمت ساعدته حنين ان يتسطح على الفراش ولكن فجأه صرخ عمر متأوها
عمر:ااااااه
حنين بفزع:مالك ياحبيبى مالك
عمر وهو يجذبها اليه مقربا اياها منه بشده واضعا يده الغير مصابه على رأسها من الخلف مقبلا اياها قبله طويله قد ادمنها منذ المرة الاولى التى اخذها منها حين غره وبعد مااتنهى من قبلته وجد وجهها يشع احمرار
عمر:كان لازم اخد مسكن ل الالم قبل ماانام
قال ذلك ثم غمز لها بطرف عينه
حنين وهى تنهض من جواره
حنين:يعنى انت ماكنتش تعبان
عمر:لا والله كنت تعبان ودلوقتى ارتحت اينعم ماارتحتش اوى بس اهى تصبيره
حنين:ممكن تبطل الحركات دى بقى لبعد الفرح
عمر:مااقدرشى ياروحى بس هحاول اتحكم فى نفسى اكتر من كده بس بعد الفرح هاخد حقى منك
خجلت حنين من كلامه واكتفت بالصمت
عمر:اعملى حسابك اننا هنسافر بكره ياحنين لازم اشوف بابا واتكلم معاه
حنين:بس انت لسه تعبان هتقدر على السفر
عمر:انا كويس ياحبيبتى ماتقلقيش دا جرح بسيط
حنين وهى تتوجه لتنام على الارض:طب يالا ننام
عمر:مش هتنامى على الارض قومى تعالى جمبى
حنين:انا قلت ايه
عمر:انتى قلتى وانا ماردتش هاتيجى ولا انزل انا جمبك
حنين:عشان خاطرى ريحنى بعد الفرح انام جمبك
عمر :ماشى موافق بس انتى كمان ريحينى وتعالى انتى فوق السرير وانا هنام على الارض وماتناهديش كتير يالا
انصاعت حنين لامره ونهضت الى الفراش بينما نام عمر على الارض وغط فى النوم
............................................
فى شقة سمر
وليد:انتى مابتنزليش لامى ليه ياسمر
سمر :والله بنزل ياوليد دا انا لسه طاالعه قبل ماانت تيجى
وليد:بس هيا بتقول غير كده هيا يعنى هاتفترى عليكى
سمر:اه بتفترى عليا
صفعها وليد صفعه أدمت شفتيها اوقعتها على الارض
وليد:لما تيجى تتكلمى عن امى تتكلمى باحترام
سمر ببكاء:ليك حق تعمل اكتر من كده مانا اللى سكت على بخلك فى الخطوبه وسكت لما نزلت الاكل اللى اهلى جابوه ليا فى الصباحيه نزلته لامك وتقول مافيش اكل فوق الاكل تحت وسكت على معاملة اهلك اللى مابيرحموش وبقول عيشى يابت
وليد: صح يااختى عيشى بقى ولمى الدور
سمر:انا مش هاعيش فى البيت ده انتوا ناس مفتريه ماتعرفوش ربنا ياتجيب لى شقه بره ياطلقنى
وليد:بقى احنا مفتريين يابنت الكلب تعالى اما اربيكى
صفعه تلو الاخرى ضربه تلى الاخرى الى ان أغشى عليها من كثرة الضرب احضر وليد كوب من الماء ورماه فى وجهها لكى تفيق
شهقت سمر بشده
وليد:قومى يااختى حضرى لى العشا
سمر:مش قاعده لك فيها خلى امك تعملك
وليد:الباب اللى يودى بالسلامه بس خليكى عارفه لو طلعتى من هنا مش هاتدخلى الا لما تبوسى رجلى
سمر:ومين قالك انى عاوزه ارجعلك تانى اللى يضرب واحده ماينفعش يتعاش معاه
وليد:اعملى حسابك مالكيش حقوق عندى لو هاتطلقى والمحاكم قدامك كتير
سمر:حسبى الله ونعم الوكيل
..............................
حل الصباح اخبر عمر وحنين العائله انهم سيقيمون حفل زفاف من جديد وذلك بناء على طلب حنين حتى تبدأ معه بدايه جديده
اخبرهم عمر انه عليه الذهاب فورا الى القاهره
ودع عمر والدته وشقيقته وداعا حارا فقد نوى الذهاب الى القاهره فعليه التحدث مع والده ولن يطيق الانتظار طلب منها ان تذهب معه ولكنها رفضت بشده
...................................
نامت ايه فى فراش حازم و لا تدرى لما فعلت ذلك ولم تنم طيلة الليل ظلت تتذكر كلامه وتبتسم
................................
ذهبت سمر الى بيت والدتها تجر اذيال خيبتها وزيجتها البائسه تتحسر على حياتها نادمه على مافعلته مع حنين فحقا تلك الايام نداولها بين الناس
...............................
وصل حازم وحنين فيلا البنهاوى
محمد البنهاوى:اهلا اهلا ياعمر وحشتنى
سلم عمر على والده بفتور
عمر:بابا عاوزك فى المكتب شويه
محمد:طب استنى اسلم على حنين الاول
سلم محمد على حنين وذهب مع عمر الى المكتب
.............................
ذهبت حنين الى غرفة عمر وماان دخلت حتى سمعت صوت طرقات على الباب
سوزى:ممكن ادخل
حنين:اتفضلى
سوزى ايه الغيبه دى ماجتوش من زمان
حنين:شغل عمر بقى
سوزى :انا كنت عاوزاكى فى موضوع ياحنين
حنين:اتفضلى
سوزى :بصراحه كده عمر ورنا بيحبوا بعض ماعرفش هو اتجوزك ازاى بس انا عارفه انه بيحبها
حنين:نعم
سوزى:الصور دى تثبتلك انهم كانوا ايه فى حياة بعض
تركت لها سوزى الصور ثم ذهبت سريعا
..................
فى مكتب البنهاوى
قص عمر على والده ماحدث فى المنصوره بالتفصيل يلقى عليه اللوم موبخا اياه على موقفه الغير رجولى مع ماجده
محمد بصدمه:يعنى انا كان ليا ابن تانى واتقتل
عمر:اتقتل نتيجة سلبيتك
محمد:يابنى جدك هددنى انه هايفضحها وهو كانت دكتوره وخفت عليها من الفضيحه واجبرنى انى اخدك منها بس انا صممت انى اكتبك باسمها اه اتخليت عنها وقلت لها انسينى ووافقت انى اخدك منها بس جدك لو ماكنتش وافقت قالى انه هاياخدك ويربيك بعيد عننا احنا الاتنين خفت وبعدت عنها
عمر:وليه بعد مامات ماقلتش ليا الحقيقه انى ليا ام مش يمكن كنت دورت عليها ولاقيتها تعوضنى الحنان اللى افتقدته من صغرى ولا انت ماكنتش فاضى ليا كنت فاضى تتجوز دى وتسيب دى شوف يااخى القدر
محمد:سامحنى يابنى ماكنش ينفع اقولك كنت هاتتصدم
عمر:بالعكس دا انا فرحت بيها وبااختى فرحه ربنا وحده اللى يعلم بيها انت ظلمتنى وظلمتها وظلمت اخويا اللى مات
محمد بدموع:انا
عمر:ماتقولشى حاجه يابابا انا هاخد مراتى وامشى
ظل محمد يبكى ويتذكر ماضيه مع ماجده يتذكر خذلانه لها وسلبيته امام والده ولكن كان بغرض الدفاع عنها
............................
صعد عمر الى غرفته وجد حنين تنظر الى صور بيديها
عمر:ايه اللى فى ايدك ده ياحبيبتى
حنين:اتفضل شوف بنفسك....
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا