
الفصل الثالث والعشرون 23 ج2
بقلم ندى ممدوح
تتجوزيني يا سجى ؟
كلمه همهم بها دون وعي وتفكير ... فإرتعدت أوصالها وجف حلقها من هول الصدمة وأبعدت رأسها عن صدرة متسائلة بزهول جليّ :
- أنت بتقول أيه ؟
ثم تنهدت وهي تفرك ذراعيها من شدة البرد وملابسها المبلله وبضحكه ساخره أردفت :
- شفقه شفقت عليا عشان كدا عاوز تتجوزني صح .
صمتت شاهقه ببكاء مصحوباً بماء المطر الهاطل عليهن :
- أنا مش بحكيلك عشان تشفق عليا ... ولكني بحكيلك عشان أنت الوحيد اللي اعرفه في الدنيا من بعد زين وأسراء .
همت أن توليه ظهرها فأمسك معصمها مانعها عن السير وتمتم :
- استنى يا سجى .
ثم خطى بثبات واقفاً أمامها ودنا منها أكثر ثم ضم وجهها بين كفيه بعشقً جارف وبهجه تسري بعروقه وفرحه تغمده كلياً فقال بأعين تفيض بالدمع :
- ليه فهمتيني غلط ؟ مفيش حد في الدنيا هيتجوز شفقه أبداً ... أنا خايف تضيعي مني بعد ما لقيتك خلاص سنين وأنا بدور وبعد ما لقيتك مستحيل أسيبك تضيعي مني تاني أفهميني ... أنا حبيتك من أول مرة شفتك فيها من يوم ما أنقذتك وأنت ملكتي قلبي وكياني وكلي فمش هسمح تصيغي مني ؟
تسارعت أنفاسها ودق قلبها بعنف وذابت روحها من ملامسة كفيه على وجنتيها فرفعت كفها تتلامس كفيه وأناملها تسير بحركات دائريه على كفه الخشنه الغليظه وفتحت فاهها تود أن تقول أنها أيضًا أحبته لم تكن تدر ما معنى الحب وها هو يتسلل رويداً رويداً بداخلها .
لقد وجدت موطنها التى لطالما بحثت عنه عن أمان وأحتواءً وسكينه وظل يحميها من عواصف القدر ورياح الزمان ليكون سداً منيعاً لها .
أماااان وهل ترجوا غير ذلك ؟
أن تك مطمئنه دائماً بحضوره وغايبه ما دام روحه تحوطها .
ولكنه لا يستحقها هي لا تصح زوجها أنها عمياء لا ترى .
فأغلقت جفونها بالم على صوته وهو يقول بتسائل :
- مالك يا سجى بتفكري في أيه ؟
دفعت كفيه بإمتعاض ... فتعجب لا يدرك ما أصابها فجأه ... فغمغمت هي وهي تتراجع خطوتين :
- ياسين فوووق أنت خاطب وأنا مش ليك أبداً أنا عاميه أنت فاهم .
تبسم ما أن فهم وأدرك ما يدور بذهن تلك البلهاء لم تدر للآن أنه يهيم عشقاً بها ربما لم تدري بعد ولكنها حتماً ستدرك أنه قد يضحي بحياته بسبيل ضحكتها وحياتها .
أخترق صوت الرعد أذنيها فأرتجفت و وثب قلبها فزعاً ثم ألقت بذاتها بين يديه محتميه متواريه فاطمئنت فتبسم هو قائلاً حينما اذدادت زخات المطر :
- تعالي نقعد في العربيه بدل ما تأخدي برد .
ما كاد بنهي جملته حتى أبتعدت عنه وهي "تعطس" بوجهه فمال بجذعة على بغته وحملها دون حرفاً فأنتفضت صارخه :
- أنت هتعمل أيه ؟ ازاي تشلني كدا ؟ مين سمحلك ؟
لم ينبس ثم فتح باب ااسيارة وأجلسها وركض هو الناحية الآخر وصعد بجواره وهو يشعر بالأحياء اذداد الجو بروده فأنتفضت وهي تضم ذاتها لتستمد الدفئ من نفسها فزفر بضيق وهو لا يستطع فعل شيء .
تحير فكرها بأمرها وتردد بآخبارها ثم همس بترقب وهو يستدير لها :
- سجى أنتِ هترجعي لمنزل زين تاني ؟
شردة بتفكير ودموعها تهوى هوياً وجحافل من الزكريات أخترقت ذهنها لا تصدق أنها لست منهم أنهم ليسوا لها ليس بأخؤاتها ما يوجعها كذبهم عليها لا تصدق للآن أنها ليست أختً لهم .
فتلعثمت بأعين مفعمه بالحسرة والوجع :
- لا أنا مش هقدر أعيش معاهم هما استحملوني كتيررر فلازم أريحهم مني ؟
أغلق جفنيه بألم من كونه لن يستطع أخذ وجعها فهمس بصدق :
- لا يا سجى هتفضلي أختهم هما بيحبوكِ جداً وزين عمره ما فرق بينك وبين اسراء بلى على العكس أنتِ هتفضلي أختهم محدش يقدر يغير دا يا سجى عمر العلاقات والرابط كانت بالدم فكام من علاقات دم كانت منها الازى للأنسان في علاقات بالقلب القلوب لما بتتجمع عمرها ما بتفارق أبداً ودي أفضل العلاقات صدقيني واصدقهم لأن الروح والقلب بيبقوا واحد .
ثم استدرك بغيرة :
- بس مينفعش تقعدي مع زين في مكان واحد حتى ولو هو معتبرك أخته بس مينفعش !
هشت وبشت وهي تقول :
- فعلاً معاك حق هما هيفضلوا اخؤاتي وهيفضل زين الاب والأخ والسند والابن هيفضل دنيتي واسراء بردوا انا من غيرهم ولا حياه .
ومعاك حق بردوا مش هينفعل ارجع أعيش معاهم ولكن زين مش هيقبل.
تبسم ياسين واوشك على الحديث فرآى جرحاً برأسها فبقلق وهو يكور قبضة يده هتف :
- ايه الجرح دا ؟ من أاايه .
فزعت من صوته العال وتحسست جرحها وهي تتذكر ثم أستطردت هامسة :
- أصل أنهارده في نااس حاولت تخطفني من البيت بس زين قدر يساعدني فتخبط وأنا بقاومهم بس ؟
أتسعت عينيه وأقسم أن يقتل ما كان سبب جرحها ثم غمغم بنبره غليظه :
- مين اللي عايز يقتلك ؟
هزت رأسها نفياً وهي تهز منكبيها :
- معرفش مين !
فتبسم هو بفكره خطرت على باله :
- أنتِ كدا مش أمان في بيت زين لحد ما نعرف مين عايز يقتلك ؟
هزت رأسها أيجاباً فتبسم هو بسمة ماكرة وما لبث أن عاد لصمته بشرود وتفكير .
🌱((رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور))🌱
ضرب عثمان على عجلة القيادة بغضب حينما توقفت السيارة معلنه عن عطلاً بها فأرتفعت ضحكات مكه فنظر لها بغضباً سرعان ما تلاشي وهو يتأملها ويروي فؤاده الظمأن الجاف.
وراحت عينيه تمتلأ من النظر لها بلمعة العشق ثم تنبه لذاته حينما نظرت له بتعجب وقد هدأت نوبة ضحكها فتنحنح قائلاً بغضب :
- بتضحكِ ليه ... دا وقت ضحك ده.
ثم جال بعينه من نافذة السيارة للطريق الخالي وزخات المطر الذي يذادا بضيق من تلك الليلة الكئودة وود لو تنتهي بخير ثم عاد بصره لها قائلاً بغلاظه :
- هنعمل أيه دلوقتي شكلنا مش هنعرف نرجع البيت.
لم يأتيه رد فقد كانت تنظر للطريق والمطر من خلف النافذة لم تستمع إليه حتى فهم أن يهزها فـ على حين بغته فتحت باب السيارة وترجلت راكضه وهي باسطه ذراعيها تقفز وتصفقك وضحكاتها صاخبة ... فأتسعت عينيه بصدمة وتمتم وهو يترجل بدوره :
- المجنونه دي بتعمل أيه.
وجز على أسنانه يكاول كبح غضبه.
ظلت تدور حول ذاتها بينما كان يحاول هو بشتى الطرق التحامي من المطر الذي يذاد گ السيل الجارف وغمغم بغيظ:
- مش هتهد غير لو حصلت مصيبه انهارده.
وصل عن كثبً منها فجذب ذراعه فالتفت بسهوله لدورانها الذي لا يهدأ ثم تمسكت به قائله ببهجه أضئت روحه المنطفئه لتتوهج :
- يا بني المطره حلوه سيب الجاكت دا.
ثم جذبة الجاكت وألقته دون اكتراث وعادت لوهلها تحت المطر وراح هو يتأملها كأنها طفله صغيره وهو والدها سعيد لسعادتها ويضحك لضحكتها وراحت عينيه ترتوي منها وتتشبع وعينيه تشع بريقً خاص بعشقها كأن حبها يتسلل من جديد بحناياه ليمكث به فما لبث أن ظل يضحك معها لأول مرة من بعد وفاة والدته من سويداء قلبه تنبع.
أشتد البرق والرعد لتصرخ بفزع وهي ترتعش ثم تمسكت بكفت يده فهمهم قائلاً بإستمتاع :
- أحسن خافي كدا عشان تتهدي ... وكفايه تنطيط دا أنا بكره هينقلونا المستشفى.
زمت شفتيها قائله وهي تفرك ذراعها :
- أنا برداااانه.
جذبها من ذراعها قائلاً:
- يلا ياااختي ركبي العربيه.
جلسا بجانب بعضهما فهمهمت هي :
- هو احنا مش هنمشي.
أسند رأسه للخلف وأغلق جفنيه وهو بتمتم :
- لو هتقدري امشي امشي.
مدت كفيها تمثل خنقه ففتح جفنيه لترتد للخلف وهي تتصنع النوم فتبسم وأغلق جفنيه.
🌲((اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب))🌲
فتحت جفنيها متأوه من تلك الرقدة وهي تعتدل على المقعد تدلك رقبتها تمنعت النظر بجانبها فلم تبصره فجالت بعينيها من النافذه فلم يتبين له طيف ففزعت من كونه قد تركها وحيده فترجلت وهي تتلفت حولها فجأها صوته من وراءها قائلاً :
- أيه مالك بدوري على ايه ؟
ضربته على صدره بسخط وهي تصيح :
- كنت فين ازاي تسبني كدا لوحدي.
قلب كفيه ذات اليمين وذات الشمال قائلاً بتأفف :
- يا بنتي كنت بشوف اي نيله أمشي خلينا نرجع ما هو دا اخر اللي يتبعك ويخرج معاكِ.
فتح لها باب سيارة الأجرة وهو يتمتم :
- يلا ياااختي خليني اوصل واشوف شغلي.
_فتح ياسين باب شقته وهو يتنحى جانباً :-
أدخلي يا سجى أتفضلي
دلفت بوئيدة و وجل للداخل فـ أجلسها هو برفق وغمغمم :
- الشقه أعتبريها بتعتك وخدي راحتك و وقت ما تحسي أنك تمام وأرتحتي قوليلي أنا بس عندي مشوار هعمله وأجي تحبي ادخلك جوه ؟
هزت رأسها نفياً فتبسم هو قائلاً :
- ترني على أخؤاتك تطمنيهم عشان ميقلقوش أؤماءت أيجاباً فناولها هاتفه لترن هي على زين الذي رد متلهفاً لتخبره أنها بخير وستعود قريباً وأغلقت بعد ذلك تركها ياسين متجهاً لـ زين وقضى معه وقتاً لا بأس به ثم عاد للدار ولج للداخل مسرعاً وطلب رؤية سمر فجاءت على الفور وخرجا سوياً جالسون بالحديقه بمقعدين متقابلين تنهد ياسين بصوتاً عال وابتلع ريقه بنظرة مفعمه بالهموم :
- سمر أنا عايز اتكلم معاكي وياريت متفهمنيش غلط.
أحست من نبرته أن هناك شيئاً ما فتنبهت بكل حواسها بإهتمام جليّ وقالت :
- قول يا ياسين سمعاك!!
أطرفت بعينيها عليه تدقق بالنظر له عسى أن تكتشف شيئاً فقال ياسين بنبره أمتزجت بالحزن والصدق :
- سمر أحنا مش هينفع نكون لبعض ... أنا مش هقدر أسعدك حاولت صدقيني اتخيل حياتي ازاي هتكون معاكِ بس مش شايفك غير أخت ليا.
أطرفت بعينيها تحاول أن تخفى دموعها وتحدثت بمرارة لم تستطع أخفائها :
- بتحب البت اللي شوفتها معاك يوم الحفله صح ؟
أنا شفت نظرتك اللي كانت بتشع نوراً وكنت فرحان ومبسوط هي مش كدا ؟
برغم أن صوتها كان هادئاً ولكن لم بخفى عليه تلك المرارة ودموعها المتوارية فهز رأسه قائلاً :
- ايوة هي ... سمر أعذريني بس صدقيني لو كملت هظلمك واظلم نفسي وإلا الظلم ... أنا مقدر حبك ليا ولو مكنتش حبيت سجى كنت هحبك أكيد بس للأسفل من يوم عيني ما وقعت عليها وهي مش شايفه غيرها ... استقرت بقلبي وقفلته بعدها فمش هقدر أحب.
تنفس الصعداء كأن حملاً وأنزاح عن عاتقه.
فطرفت بعينيها وهي تتحاشى النظر له تحاول على كبت دموعها الكئودة ثم رفعت بصرها به باسمة :
- ربنا يسعدك.
قالتها وهي تنزع الدبله تناوله لها فتناوله منها قائلاً :
- أتأكدي بأني هفضل سندك وأمانك وأحتؤاك وأخوكِ اللي مستعد يهد الدنيا كلها عشانك مفيش حاجة هتتغير بينا.
تبسمت له بأعين تفيض بالدمع وبادرت قائله :
- وأنا متأكده من دا.
ثم نهضت متوجهه لحجرتها لماذا لم تشعر بالحزن؟
لماذا ما زالت كلمات أنس تتردد بأذنها مرارا وتكرارا فتقطع قلبها لأشلاءً.
بعد دقائق دلف ياسين براحه لم يعتادها من قبل داعياً الجميع بأمراً هم فحضر الجميع ما عدا لمار وأدهم وعمرو الذين لم يأتوا بعد.
وصب يوسف نظره عليه وتحدث بجديه وحسم :
- في أيه يا ياسين ليه طلبتنا خير؟؟!
جال بصر ياسين بينهما ثم صرف بصره لوالده وغمغم :
- بابا أنا وسمر أنفصلنا احنا مش مناسبين لبعض!!
أحتج يوسف وهاج وأتسعت عينيه على آخرهما و وثب صارخاً :
- هو أيه اللي هتنفصلوا دا ؟
ثم نظر لأسماء :
- في اااايه كل يوم واحد فيكم يجي يقولي هننفصل خلااااااص أنا مووت بالنسبالكم.
نظر ياسين لـ أسماء بعدم فهم ثم أستدرك أن هنالك مشكله بينها وهي وحذيفة فرد بلهفه على والده :
- بعد الشر عنك يا بابا متقولش كدا.
شوح له يوسف بغضب وأستدار ينوي المغادرة فأوقفه صوت ياسين الذي علا :
- بابا متزعلش بالله عليك بس الجوازه دي لو تمت أنا كدا هظلمها وأظلم نفسي صدقني لأني مش هقدر اديها الحب اللي عايزه واللي انا متأكده انه ملهوش مكان في قلبها من الأساس.
أستدار يوسف قائلاً بأسى :
- أعملوا اللي عايزنه براحتكم ... اللي يريحكم اعملوا.
ثم بنبره ساخره :
- وياريت متتعبوش نفسكم وتبلغوني...بما أنكم بتأخدوا قرارتكم من نفسكم ايه لزمت تقولولي بيها؟
تغاضى ياسين عن نبرته الساخرة وأقبل نحوه ممسكاً بكفه يقبله بود واحترام وهمهم بصدق :
- أبداً يا بابا وأنت عارف أنت مش بس اب ليل أنت صديق كمان بس صدقني لو كملنا هظلمها أنا هتجوز سجى.
حدجه يوسف بنظره ذات معني بعدم فهم فأستدرك ياسين قائلاً وهو ينظر للجميع :
- دي مهمه خاصه متكلف بيها وإني أتجوز سجى فـ دا لحمايتها وكمان علشان أعرف مين عايز يقتلها
تمتم يوسف بشرود :
- يقتلها ؟؟؟؟ ليه دا بنت وعاميه ملهاش أعداء يعني ؟
# مش عارف بقا
قالها ياسين ناظراً له فردد يوسف :
- تمام ؟
دقق يوسف النظر بـ أبنه :
- متأكد أنك هتتجوزها بس عشان تحميها ؟
زاغ بصر ياسين ناحية ورد التى اشرق وجهها فجأة.
شيئاً ما بداخله وجلاً عليها حقاً حتى ولو اتضح انها لست فاطمه فأنه أحبها ويخشى عليها من أي شيء قد يأزيها غادر يوسف متنهداً بثقل بينما نظر ياسين لورد نظره أدركت معنها وخرج وتعقبته بصمت فوقفا بعيداً بالحديقة وألتفت لها ياسين قائلاً :
- سجى مش أختهم فعلاً.
أبتسمت ورد متمتمه بشرود وهي تتذكر يوم الحفله حيث ما أن خرج ادهم وتبعته توجهت لياسين تخبره بما شعرته ليؤكد هو أيضًا ذات الشعور لدية:
- مش قولتلك هي دي فاطمه هي صدقني!
زفر ياسين بتواجش :
- خايف في الاخر تطلع مش هي ويكون مجرد أمل وراح.
هزت ورد رأسها بأصرار :-
أبداً مستحيل أحساسي يكون خايب هي أنا متأكده بس مش عايزين نعرف حد أبداً دلوقتي لحد ما نتأكد بذات لمار.
# أيه اللي سمعته دا ؟
قالها عثمان بصدمه وهو واقفاً خلفهم حيث كان والجاً للداخل فلمح طيفهم فتوجه لهم وسمع ما سمع.
اتسعت أعينهم بصدمة وهم يتناقلوا النظرات فيما بينهم بصمت وطفقا يقصاً عليه جل شيء من بداية رؤية ياسين لها وأنقاذه لوقتهم ذاك فنفي عثمان تلك الهواجس قائلاً ان فاطمه قد توفت وكيف للمن مات للعوده بالحياة ؟
جلست مكه مع سمر تحاول معرفة منها اي شيء ولكنها آبت ذلك حتى أسماء أبت أن تخبرها فرن هاتفها لتزم شفتيها قائلة بغيظ :
- عنكم ما تحكوا أنا غلطانة أصلاً إني حاولت أعرف حاجة!!
ثم خرجت من الحجرة وهي تجيب على الهاتف الذى أعلن عن اتصال من صديقتها التى بالخارج:
- الووو يا توتو.
صمتت حينما تناهى لها صوت على وهو يقول بعجل :
- أريد مقابلتك الان انا بالأسفل واقفاً عند الباب الخلفي!!
رددت مكه بزهول وخوف من أن يعلم عثمان بالأمر :
- على ؟! انت هنا لماذا؟ حسناً سأّتي حالاً.
أطمئنت من أن عثمان بغرفته وهبطت مسرعه بخطى سريعه للخارج متوجهه لرؤيته فما أن وصلت للباب الخلفي أشار لها على الذى لمحته يقف جانباً فأسرعت مقبله نحوه وغمغمت وهي تتلفت يمنى ويسر :
- ماذا أنت فاعل هنا ... إلا تخف ان راك عثمان!
هز رأسه نفياً وهو يقاطعها قائلاً :
- انصتي لي حبيبتي أنا لن أتركك لذاك الشاب المجنون سأفعل اي شيء لنكون سوياً.
طرفت بعينيها بصدمه وفركت يدها بتوتر شديد وتلجلج صدرها في بادئ الأمر ثم أردفت :
- ولكني سأتزوج عثمان قريباً جدًا وأنا أحبه وأريده....
قاطعها قائلاً بفزع وعدم تصديق :
- ماذا تقولين تحبينه ؟ متى وكيف لماذا وافقتي إذاً؟
إلا أنها أحست بالوجع بنبرته فتحاشت ذلك وتمتمت سريعاً :
- أنا لم أحبك فقط وافقت عليك لأني ظننت أنه لا يحبني أني اعتذر لذلك علي حقاً من كل قلبي أعتذر لك أرجو أن تسامحني ونظل اصدقاء سأحاول بكل جهدي أن أحسن علاقتك بـ عثمان أنا متيقنه أنكم ستحبون بعضكم كثيراً.
صمتت ملياً تدقق النظر بملامحه التى امتجزت بالضيق والغموض والكره في آنً واحد ثم اردفت بنبره هادئة :
- علي أرجوك لا تفهمني خطأ لم اقصد جرح قلبك وكنت انوي أخبارك بكل شيء ساغادر الآن حسناً.
أستدارت لتغادر فتوقفت على صوته قائلاً :
- متى العرس ؟
ألتفتت برأسها هامسه :
- بالكثير اسبوعين سأخبرك متى بالتحديد.
ثم لوحت بيدها وقالت باسمة :- سلام.
همت بالدخول للمنزل فأرتدت للخلف مصعوقه من اصطدامها بعثمان ليلحق بها ممسكاً بكفها لتنظر له وتبتلع ريقها بصعوبة وهي ترى عينيه تحيطها هاله مخيفه جداً وتمتم بلهجه ارعبتها :
- كنتِ فين ؟
ترددت كثيراً بأخبره عن علي ولكنها خشت غضبه وأن يفعل شيئاً ما به فتحير فكرها وهي تبتسم تارة بوجهه وتتهجم ملامحها تارة فغمغم هو بحسم :
- اتكلمي ومتكدبيش ؟
لم تريد أن تكذب عليه وأن تبدا معه بكذبه فتمتمت :
- أبداً مش بعمل حاجه كنت بتكلم في التلفون بس.
أؤمأ برأسه موافقاً واشار للأعلى بحزم :
- اطلعي أوضتك طيب.
اؤمأت برأسها وسارت خطوتين وهو توجه للخارج ولكنها نادت تستوقفه :
- عثمان استنى.
وقف مستديراً لها فأقتربت امامه متوتره وهي تطرف بعيناها بتردد وهمست:
- كنت عاوزه أقولك حاجه بس من غير متعصب ممكن ؟
تبسم بهدوء ابتسامه خفيفة وقال :
- قولي سامعك اتكلمى.
تحيرت بأخبره وبذات الوقت لا تريد أن تخبئ عنه شيء هو ليس بحبيبها فقط هو روحها ثم تبسمت بتوجس من تلك الهواجس التي أستقرت فؤادها فهمهمت وهي تهز رأسها ببسمة تيهه :
- لا لا خلاص مفيش حاجه!
رفع حاجبه مشيراً لها بعدم تصديق :
- متأكدة ؟!
أؤمأت برأسها بتوتر وأشارة له :
- ايوه لو في هقولك.
# مخبيه ايه اتكلمي ومتخافيش؟
غمغم بها عثمان وهو متيقن انها تخفى شيئاً ما استطاع ادراكه بسهولة.
فنفت ذلك قائلة وهي تتحاشى النظر له :
- مفيش حاجه يعني هخبي عنك ايه بس ؟
دقق النظر بها فأرتعشت وهي تغير مجرى الحديث :
- أنت رايح الشغل.
# اه اخرتيني سلام.
قالها وهو ينظر لساعة معصمه وغادر.
🌳"رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"🌳
زهدت من الحياة بعدم وجوده بجانبها لم يرقأ لدمع قلبها دمع وصورته قابعه أمام عيناها ترآها فكل الوجوة ... وصوته يتردد كأنه يحادثها تماماً ... جحافل من الزكريات أخترقت ذهنها وفؤادها ... كيف لليل أن يمر كيف لتلك الليالي الكالحه أن تولي وهو ليس بها ... كيف لعيناها أن تغفى ولم تكن تطمئن سوا على صوته ... مسكت هاتفها متصله به فلم بمض طويلاً وجاءها صوته قائلاً :
- السلام عليكم ايوة يا أسماء !
جاءه نشيجها الذي شطر قلبه لأشلاء كأنه حمم بركانيه تصهره ظلت تبكِ لوقتاً طويل وهو ينصت لبكاءها بدموعاً عالقه بمقلتيه ويتنهد بألم من الحين للآخر
هدأ نحيبها إلا من دموعها التى تهوى هوياً وقالت بنبره باكية :
- أنا بكرهك بكرهك اوي يا حذيفة يارتني ما حبتك أنا مش هقدره اقعد في البيت وأنت مش موجود مش حاسه بالامان فيه من غير صوتك.
زفر بألم وهو يميل بجذعه للأمام مستنداً على الطاولة بصمت فعادة هي متمتمه :
- متبعدش عني يا حذيفة مش هقدر أكرهك صدقني مفيش ام تكره ابنها مهما عمل مش قادره انام من غير ما اسمع صوتك زي كل يوم ليه تعلقت بيك كدا ليه أنا بحبك أوي.
تمتم هو بتوهان ودون تفكير :
- وانا بعشقك يا قلب حذيفه.
عادة لصمتها مرة آخرى مصحوباً بالبكاء الحاد ثم سرعان ما استمع لصوت غطيطها كأنها اطمئنت.
وها قد ولي الليل وبسطت الشمس بالسماء متلالئه فاقت أسماء بصداع حاد يفتك رأسها وأعتدلت مسنده ظهرها للخلف ودموعها الذابله ما زال أثر البكاء يحيطها كانت تفتح عينيها على رنين هاتفها معلناً عن أتصالاً منه يخبرها أن يومه لا يبدأ سوا بسماع صوتها تحن إليه وسرعان ما يعود الجفاء لقلبها فتتذكر ما كان سيحصل لها بسببه فتفيض عينيها بالدمع ويشهق فؤادها وجعاً
دوى رنين هاتفها ليقشعر فؤادها وهي تنتفض بلهفه لتجد أسمه مضيئاً لتتذكر اتصالها به ليلاً وكلامها وما قالته فردت قائله بإقتضاب عكس فؤادها المشتاق المتعطش لرؤياه :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... رانن ليه معلش إني رنيت وازعجتك بالليل.
تبسم وهو متوجهاً لمكتبه بشركة عمرو الذى عرض عليه الشغل كأي موظف فوافق بإمتنان :
- أزعاج ؟ أزعاج أيه ده أنا اصلاً قفلت على طول كان عندي ميعاد.
كان يدرك تماماً أنه يطرق على بيبان الغيره بقلبها فكتم ضحكته بأعجوبه حينما صاحت وهي تنهض بفزع :
- موعد ؟ موعد ايه دا ومع مين بنت صح أنت أنت أنت معندكش دم.
جلس خلف مكتبه مستمتعاً وهو يقول بمرح :
- أنت أنت انت هي أنت واحده كفايه ليه تلاته.
استشاطت غضبً وهي ترزع الغرفه ذهاباً ومجياً وقلبها يدك دكاً بالغيرة :
- أنت هتشلني كنننننت فين موعد أيه ده ؟
أبعد الهاتف وهو كاتماً فاهه حتى لا تستمع لصوت ضحكته وتمتم بنبره أعتياديه :
- كنت سهران يعني وكدا بنوته بقا قمر.
#طلقني طلقني طلقني طلقني يا حذيفة دلوقتي أنت فاهم ... وروح ياخويا للقمر.
صرخت بها بغيره واضحه فهمهم هو مازحاً :
- طيب غيرانه لييه طيب وبعدين مش قولت هطلقك بعد ما اتجوزك.
صمتت باسمة ثم صاحت بتذكر وجديه :
- انا مش بهزر زي كل مرة وبجد مش عاوزه أكمل معك.
جاءها صوتاً معلناً عن أغلاقه للهاتف فتمتمت وهي تنظر بالهاتف بزهول مصحوباً بصدمه :
- دااا قفل في وشي ااه والله قفل في وشي عاااااااا هموته بقا يقفل في وشي.
جلست على الفراش غاضبه.
🌴"رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ"🌴
أوصل ياسين سجى لمنزل زين الذى كان بإنتظارها بشغف ولكنها حادثته بنبره مختصره حزينه بعد الشيء ثم جلسا جميعاً سوياً وتحدث زين مخاطباً سجى:
- سجى أنتِ حياتك خطر هنا في البيت ... انا أمبارح وصلت في الوقت المناسب ... ممكن يرجعوا يعملولك حاجه ومش ألحق انقذك.
أنصتت له جيداً و وجهها ممزوجاً بالصدمة ثم غمغمت بأعين دامعه :
- أنت عايزني أمشي ؟
هز زين رأسه نافياً ذلك كأنها ترآه وقال بنبره صادقه :
- لا والله دا بيتك يا سجى وهيفضل بيتك دايماً مفيش حاجه هتتغير ولكن ياسين عاوز يعرف مين كل همه يأزيكِ وعشان يساعدنا أنت لازم تسكني معاه هتبقي في امان.
شرد زين متألماً فهو يدري من يريد الخلاص منها لكنه ليس معه اي أدله لا سيما كان يهدده لتخويفه فقط.
تمتمت سجى بزهول :
-بعني أيه أسكن معاه تقصد أيه أعيش معاه ازاي حد يفهمني.
خرج ياسين عن صمته مخاطباً لها :
- هتجوزك.
نهضت محتجه متسعت العينين فنهض زين ممسكاً بكفها مبادراً :
-يا حبيبتي أسمعيني هو هيتجوزك لحد ما يعرف مين له يد يأزيكِ وعشان كدا هيكتب كتابه عليكِ وهتسكني معاه و وقت القضيه ما تنتهي ويقبض على اللي عمل كدا هيطلقك ويبعد. طب انتِ مش عاوزه تعرفي مين.
ثم ضم وجهها بحنان جليّ وبنبره صادقه همهم :
- أنا ببقى خايف عليكِ طول الوقت عايز الكابوس دا ينتهي بقا بذمتك أنتِ مش عاوزه تعرفي مين دا ؟ وليه عايز يخلص منك ؟
اكيد عايزه وعشان كدا ياسبن فكرته صح تمام.
بعد وقتاً من إقناعها وافقت بمضض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رااااااايكم كلكم معزومين في الفرح الفصل الجاي هيييييح هجوزهم يا نااااس عندناااا فرح مين هيجي اكيد مش هحضر لوحدي.
بجد بعتذر عن التأخير وان الفصل صغير المره دي والله عندي ظروف ومحتاجه لدعواتكم جداً ادعولي.
وخلونا ندعوا كلنا أن ربنا يشفي كل مريض...
يا مَن أظهرَ الجميلَ ، وسَترَ القبيح ، يا مَنْ لا يُؤاخذُ بالجريرةِ ، ولا يَهتِكُ السترَ ، يا حَسنَ التجاوُز ، يا واسعَ المغفرة ، يا باسطَ اليدينِ بالرحمة ، يا صاحِبَ كُلِّ نجوى ، يا مُنتهَى كُلّ شَكوى ، يا كريمَ الصفحِ يا عَظيمَ المنِّ ، يا مُبْتدئ النعمِ قبلَ استحقاقِها ، يا ربَّنا ويا سيّدَنا ، ويا مَولانا ، ويا غايةَ رغبتِنا ، أسألُك يا الله ألاّ تَشوِيَ خَلقي بالنار .
إلهي أبعدَ الإيمانِ تُعذّبُني ، ومِنْ مُقطَّعاتِ النيرانِ تُلبِسُني ، وإلى جهنّمَ مع الأشقياءِ تحشُرُني ، وإلى مَالكٍ خازنِها تُسلِمُني ، وفيها يا ذا العفوِ والإحسانِ تُدخِلُني ، وعفوَك الذي كنتُ أرجُو تحرمني ! فيا مَن هُو غنِيٌّ عَن عَذابي وأنا مُفتقِرٌ إلى عفوِه ورحمتِه اغفِر لي ، وارحمني ، واقبلني
بقلم ندى ممدوح.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا