فكاهة زوجين
اسكريبت
بقلم إيسو إبراهيم
كان يشرب قهوته وهي تنظر من الشباك، فكان الجو جميلا، السماء تمطر وريحة الشوارع جميلة فقالت فجأة: بقولك يا مهدي
مهدي بتركيز: قولي يا نونو
نوال بحماس: عايزين نعمل أي مشروع كدا، هتدخل بمليون جنيه ونسميه نوال لكسب الأموال
مهدي برفعة حاجب: وأنتِ هتدخلي بإيه؟
نوال بدون تفكير: هدخل برجلي اليمين
مهدي بقرف: قومي من وشي يا نوال، داخلة من باب شقتكم ولا إيه، بقولك قومي اعملي شوية فشار
نوال بصعبنة: مش قادرة أقوم ادعيلي ربنا يديني الصحة، دا أنا مش قادرة أعمل حاجة سخنة في الجو دا، هات شوية القهوة اللي باقيين دول كفاية عليك اللي شربته
أخذت الكوب من يديه، ولكن نظر لها بضيق فقالت بسرعة: أنا قصدي خايفة عليك ليجيلك أملاح ويظهرلك هالات سودا تحت العين وأنت اصلا مابتغسلش وشك غير وقت الوضوء
بعد دقيقتين عادت للحديث مرة أخرى وقالت: تعرف أنا نفسي في إيه؟
مهدي بنفاذ صبر: إيه يا آخرة صبري
نوال بضحك: صبري ولا حمدي
أمسك الموبايل وقال: أنا أقوم أنام أحسن
نوال بسرعة: خلاص اهدى ونتكلم بجد، بص أنا نفسي في غوايش
مهدي برفعة حاجب: يا بنتي المرتب بيكفي لحد آخر الشهر بالعافية، وأنتِ بتقوليلي غوايش هو احنا لاقيين ناكل، هتعملي بيهم إيه يعني أهم هيترموا في الدولاب
نوال بسرعة: لأ أصل نفسي في غوايش عشان أشخشخ بيهم وأنا بقسم البطة نصين ليك
مهدي بتريقة: بس أنا ماباكلش البط أصلا، واتمسي وقولي يا مسا
نوال: فرخة يا عم، سيبك من الأكل وأنا بغسل المواعين
مهدي: أنا بقول أقوم أنام أحسن، وابقي هاتيهم دهب صيني وحققي حلمك
وتركها مصدومة من رده، ولكنه دخل لينام بالفعل ليريح رأسه من كل هذا الضجيج الذي سمعه
في اليوم التالي استيقظت نوال، وخرجت تبحث عن زوجها لكنها لم تجده فقالت باستغراب: إيه الراجل الغريب دا، يعني ماستناش يقولي صباح الخير عشان نفسية البيبي، أنا خايفة يطلع نكدي زي أبوه وقتها هسيب لهم البيت وأهرب ولا حد يعرفلي طريق
دخلت المطبخ لتعد فطار لها، ولكن وقفت بسرعة وقالت: بيبي إيه وأنا مش حامل أصلا، يلا إن شاء الله يبقى قريب ووقتها هبقى الملكة وهزهقه في عيشته وكل حاجة هيعملها ليا وشغل صعبنيات بقى
فتحت الثلاجة لتخرج جبنة وبيض ولانشون، وبعدها فتحت درفة المطبخ لتخرج كيس شيبسي كانت تخبئه من زوجها، ولكن وقفت بصدمة
قالت بخضة: الكيس راح فين، دا أنا مخبياه ورا الأطباق عشان مايشوفهوش
نظرت في السلة وجدت الكيس فارغ فقالت بغضب: بقى تاكلي كيس الشيبسي بتاعي يا مهدي ماشي إما وريتك
اتصلت عليها فأتاها الرد فقالت بعصبية: أنت إزاي تتجرأ وتاكل كيس الشيبسي بتاعي يا مهدي، أنت بتفضل نفسك عليا كمان يعني عمرك ما دخلت عليا بشوية لب كل حاجة أنا اللي بجيبها بنفسي
مهدي ببرود: والفلوس اللي بتجيبي بيها دي من فلوس مين، مش فلوسي ولا إيه، يعني كمان هجيبلك فلوس وطلبات ليكي
نوال بعصبية: مش عايزه منك حاجة أنا من بكرة هنزل أشتغل وأجيب فلوس ولا حد يعايرني وهشتري كل اللي عايزاه وابقى قابلني لو لمست حاجة منهم
مهدي بنفس البرود: ماشي يا نونو بتمنالك التوفيق يلا سلام عشان أشوف شغلي
بقلم إيسو إبراهيم
وأنهى الاتصال دون أن يسمع منها رد، فنظرت للموبايل بغضب وقالت: ماشي يا مهدي أنا مش هطبخ النهارده وابقى خلي فلوسك اللي بتجيبها تطبخلك
قضت وقتها على الفيسبوك والواتساب مع أصدقائها، وفات الوقت وأتى زوجها من عمله متعب فقال: السلام عليكم
نوال ببرود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مهدي: جهزيلي الغدا لغاية ما أغير هدومي
نوال ببرود: سوري ماطبختش
مهدي باستغراب: ليه؟ تعبانة ولا إيه؟
نوال: لأ، الحمد لله كويسة، بس ماليش نفس أطبخ ابقى خلي فلوسك تطبخلك وتأكلك
فهم ما تقصده فقال بضيق: ماشي
دخل غرفة النوم وأغلق الباب بعصبية، ضحكت نوال لأنها استفزته وعصبته، وجلست تتصفح الإنترنت
بعد نصف ساعة رن الجرس، خرج من الغرفة فتح الباب واستلم الطلب ودخل، نظرت له نوال باستغراب وكان يحمل كيس به كريب وبيتزا، وأخذ كيس كان أتى به من العمل فيه شيبسي ولب ولم تأخذ نوال بالها منه عندما دخل به حين أتى من عمله فكان يريد أن يراضيها
نظر لها بسخرية واستفزاز ودخل غرفة النوم وأغلق الباب خلفه وهو يغني، ولكن كانت هي تستشيط غضبًا من نفسها ومن ما فعلته
جلست تنتظره أن ينادي عليها ولكن خرج بعد نصف ساعة ومعه الأكياس فارغة وألقاها في السلة، غسل يديه وقال: الحمد لله فلوسي طبختلي وأكلتني خدت بنصيحتك أهو مستغنين عن خدماتك يا ست نوال
ودخل غرفته لينام، ولكن هي كانت تعض أصابعها من الندم وقالت بغيظ: كان لازم يعني أطول لساني عليه أهو أكل وشرب وراح ينام، وأنا هنا بفرك وباكل في نفسي أستاهل أنا اللي جبته لنفسي
تمت بحمد الله