
رواية جنة الظالم
الفصل السابع عشر 17
بقلم سوما العربي
جلست بسمله جاحظة العينان بلسان منعقد وفم مفتوح تنظر فقط لتهانى بصدمه.
وأخذ الأمر منها اكثر من دقيقه كامله الى ان استطاعت الحديث بزهول واستتنكار:انتى بتقولى ايه... هو انتى اتجننتى.
تهانى بنفاذ صبر وعصبيه:لا ما اتجننتش وهو ده الحل.. اعمل ايه مافيش قدامى حل غيره.
بسمله :قولتلك... قولتلك يا تهانى التمسليه بتاعتك هتقلب فى الآخر على دماغك ليه قولتى من الاول إنك حامل.
تهانى :وانا كنت هدبس زياد ازاى فى جوازه غير لما اقول انى حامل.
بسمله :غلطانه.. غلطانه وغلطك كبير.. قولتلك الى يبص لفوق يتعب.. ماسمعتيش الكلام.
تهانى بعصبيه وقلة حيله:يووووه انا جيباكى تقطمينى ولا عشان تشوفيلى حل... انا ربنا كرمنى وقدرت أكدله انى حامل بعد ما كان بدأ يشك فيا.
رمشت بسمله باهدابها تقول باستغراب شديد :وصدق إزاى؟!
تهانى بفخر:من الدكتوره.. ومش تبعى لا.. دى معرفته هو وهو الى اخد المعاد وانا روحت معاه عااادى وهى قالتله انى حامل ومن كذا شهر.
بسمله بجنون:ده إزاى.. وانتى مش حامل لا امبارح ولا النهاردة ولا من شهور حتى.
ضحكت تهانى تقول :حبيبتي انا مسيطره اوى وعارفه الباسورد بتاع موبايله ويوم ما كنا رايحين لها لما قالى بعد الفطار اجهز عشان اروح راح هو يغسل ايدو... فى ثانيه كنت فتحت الفون وجبت اخر رقم ارضى كلمه وبعت على طول واد حيطه يسد عين الشمس... ثبت الدكتوره وحفظها تقول ايه الا هيقفلها المكان ده فى خلال ساعتين ويقول انها بتعمل عمليات يعاقب عليها القانون يعنى اقل ما فيها شطب من النقابه مع فضيحه وتبقى تخلى زياد ولا اهله ينفعوها لو فكرت تستنجد بيهم ولا تلعب عليا... وقد كان... روحت اتمخطر زى الهانم وهى ماشاءالله قالت الى عايزاه بالحرف... لأ وكمان وصته انى لازم ماتعرضش لاى زعل ويسمع كلامى دايماً عشان سلامة وصحة البيبى.
انتهت من حديثها وبسمله قد تصنمت مكانها... لا ترمش حتى بعينها من شدة الزهول والصدمه.
تهانى تخطتت كل الحدود... شريره من الدرجه الاولى.. زكريا لديه كل الحق حين امرها بالابتعاد ونهائيا عنها.
اخذت ترمش بعينها وتهانى تناديها:انتى يابت.. مالك تنحتى كده... يالا كلميه.
وقفت بسمله ترتدى حقيبة كتفها تقول بتقزز:انا ماليش دعوة بأى حاجة انتى عايزه تعمليها وياريت ماتكلمنيش تانى انا بجد مش عايزه يبقى ليا صاحبه زيك ابدا.
اتسعت أعين تهانى تتمسك بها تقول برجاء :لأ بسمله... استنى انتى رايحه فين... انا ماليش صاحبه غيرك مين هيساعدنى.
بسمله :انا عشان الصحوبيه الى بتقولى عليها هسكت ومش هتكلم على الكارثه الى عايزه تعمليها وبكده لعلمك بردو ابقى مشاركاكى وعليا وزر... حلى مشكلتك بعيد عنى.. انا واحدة متجوزه وجوزى اصلاً حالف عليا اقطع علاقتي بيكى من عمايلك الى واضح انك مش ناويه تبطليها... بس قبل ما امشى عايزه اقولك حاجة... فاكره زمان واحنا عيال لما كانت امك تقولك روحى ربنا يحليلك دنيتك وانتى ماكنتش بتعجبك الدعوه دى... كنتى بترفضيها وتقولى لا ادعيلى يبقى عندى فلوس كتير... دعوة امك الى انتى رفضتيها هى كمان رفضتك... وربنا حرمك من أكبر نعمه... حرمك انك تشوفى الحلو اللي فى ايدك... مش شايفه انك معاكى شاب صغير.. أصغر منك اصلاً.. طيب وحنين وبيتمنالك الرضا.. مش شايفه انك معاكى صحتك وبتتمارضى.. الرسول قالك لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا.. وانتى مش شايفه كل ده.. زى ما تكوني ربنا مسلط عليكى نفسك... والحكايه هتخلص فى الآخر على انك هتخسرى كل حاجه ويمكن ساعتها تحسى وتشوفى كل ده.
قلبت تهانى عينها بملل.. اذنها مسدوده عن كل ماتقوله بسمله ثم قالت ببرود:من امتى يا بسبوسه الحكمه دى كلها.
هزت بسمله رأسها بأسى ثم قالت :واضح ان مافيش فايده... ساعات بزعل اوى انى فى فتره من عمرى كنت زيك وبفكر زيك بس الحمد لله ربنا بعتلى زكريا يوفقنى بيه ولما رضيت عرفت معنى الراحه والسعادة.. ربنا يهديكى.
ثم قالت وهى تغادر بنزق:او ياخدك ونرتاح.
غادرت سريعا تركت تهانى تفكر ماذا تفعل تنظر ناحية بسمله وهى تغادر باستنكار تردد:قال أرضا بزياد قال... معذوره.
تنهدت بحالميه وهى تتذكر سليمان مردده:ماهى ماجربتش تعيش كده جنب سليمان... وكاريزمة سليمان.. ولا دلعه للمزغوده الى اسمها زفته دى.
اخذت نفس عميق تفكر وهى تردد:لازم افكر دلوقتي هعمل ايه مافيش وقت... بس اكيد هلاقى حل مش هغلب.
فكرت قليلاً حتى وجدت الحل ترفع حاجب واحد قائله:انا إزاى مافكرتش فى كده... طب ما البسها لجنه... واقول وقعتنى وسقطتنى.
اخذت تصفق لنفسها تقول :برااافوووو.. برافو تهانى.
_________________________
فى المحطه الفضائيه التى يملكها فؤاد
جلس على مقعده بغضب... يوم بعد يوم يقترب منها اكثر حتى بات يعشقها.
وهى فقط تتعامل بحدود.. تخبره دائما بطريقه غير مباشره انه زميل لها ومالك القناه التى تعمل بها فقط.
حديثها دائما غير مباشر ولكنها توصل به هدفها ومغزى حديثها... كلما حاول الحديث بطريقه ودوده معها يجدها تتحدث بمهنيه فى ايحاء منها له الا يتعدى تلك الحدود التى تضعها هى.
لا ينكر ابدا انه قد زاد احترامه وتجليله لها كونها تضع تلك الحدود خصوصا وهى مازالت بعصمة رجل.
لكنه تعب من كل هذا ويريد إطلاق العنان لكل المشاعر التى يكنها لها.. لن يتحمل أكثر من هذا.
وقف عن كرسيه يخرج من مكتبه مندفع ناحية مكتبها يفتح الباب دون الدق عليه حتى فتقف عن مكتبها مصدومه من فعلته وطريقه دخوله الهجوميه.
لكنه شن عليها هجوم أعنف.. وهو يحدثها بضيق وكأنه نفذ صبره نهائيا واصبح بطور الا وعى يسأل وهو يشير بيده:انا عايز اعرف انتى هتطلقى امتى فى سنتك دى.
سقط فكها من هول صدمتها.... هل جن فؤاد. وهل يبدأ احدهم الحديث مع أى شخص هكذا؟!!!!
وجدها مصدومه.. متخشبه.. فمها وعينها مستعان تنظر له فقط عينها لا تتحرك فقال بضيق شديد :خلصى ردى عليا انا جبت أخرى خلاص ولا بقى فى عقل ولا صبر.
رمشت باهدابها تسأل :انت.. انت بتقول ايه... وازاى.. وش كده.
فؤاد :اه وش.. عشان انا زهقت.
حمحمت بحرج تقول :ومين قال اصلاً انى هتطلق.
فؤاد بضيق :وبعدين بقا فى اللف والدوران ده.. انا عارف ان سليمان اتجوز عليكى.
ابتلعت رمقها بحرج ثم حاولت الحديث تقول :اا.. حتى لو.. انا مش ناويه.... قاطعها يقول :بجد... امال ليه بقالك شهر كل يوم بتروحى شقة المعادى بتجهزى فيها.
صدمت اكثر... هل يراقبها.. تسمعه بزهول وهو يكمل:مره دهان جديد... مره عفش جديد... مره حد ينضف كفايه كده ولا اكمل.
نطقت مصعوقه:انت بتراقبنى.
ابتسم باتساع يجيب بسماجه:اه.
رددت خلفه باستنكار :اه!! ومين اداك الحق ده هو عشان انا شغاله ف... قاطعها بنفاذ صبر:اه عشان شغاله عندى.. فكك من جو الصعبنيات ده... انتى عارفه انا براقبك ليه
دارت فرحتها تسأل متصنعه الغضب:ليه؟
ابتسم بمكر يقول :مش هقولك... هسيبك كده... ياريت تمشى فى الاجراءات بسرعه وتسيبى البيت الى انتى فيه انا مش اوبن مايند خالص.
حمحمت بحرج تسأل بعصبيه :انت إزاى بتؤمرنى كده.
راقص لها حاجبيه يقول :بفلوووسى...عشان انتى شغاله عندى.
خرج سريعاً وهو سعيد جدا يبتسم تركها تحاول مدارت سعادتها لحين خروجه.
عاد يطل من خلف الباب يقول بمشاكسه:وياريت تجهزى نفسك عندك هوا كمان اسبوع... شوفتك وانتى بتضحكى على فكره.
ودت ضربه الآن لكنه اختفى سريعاً بنفس سرعات دقات قلبها التى تزايدت عند معدلها الطبيعي بسببه.
___________________________
جلس شوكت يهز قدميه بعصبيه ينتظر ابنه.
فوجده يدلف للحديقه البيت بسيارته ولجواره تلك التى أصبح لا يفارقها ابدا.
يترجل من سيارته ويذهب لها يفتح الباب يساعدها.
نظرا لارتفاع السياره عن الأرض قليلاً ولقصر قامتها كثيرا يحملها دوما وهى تخرج من السياره وهو يضحك عليها.
يضمها له يفرك شعرها بيده يدللها قائلاً :حبيبتى القصيره.
نظرت له بشراسه فابتسم قائلاً :خلاص خلصتى امتحانات اهو... سيبتك تنشغلى عنى كل ده عشان تعرفى انى اجمد من اجمد بطل فى مسلسل.
وأخيراً ابتسمت له قائله :صح.
سعد كثيرا برضاها عنه يقول :يبقى تفضلى بقا.
غمرها بحراره يكمل بمغزى غير برئ :انتى وحشتيني اوي.
اتسعت عينها تحذره بحرج:سليمااان.
ابتسم وهو مغمض عينه بسعادة يهمهم بتلذذ من أثر سماع اسمه وهى تنتطقه يردد:همممم... حلوه سليمان منك اوى.
فتستمر قى مناداته محذره:سليمااان... احنا في الجنينه.
فتح عينه يردد بعدما استدرك حاله :ايه ده احنا لسه هنا.
هزت رأسها بأسى وحرج تكمل :وباباك ورانا كمان وعمال يبصلك.
اغمض عين واحدة يحمحم بحرج قليلاً ثم قال :احمم.. طيب تعالى نروحله.
نفت بسرعه :لأ لأ هتحرج اروح عنده دلوقتي بعد ما شافنا كده.
سليمان :هو إيه الى كده هو انا كنت بعمل حاجه عيب.. عادى ياروحى وبعدين بابا ده ياما شاف.
جنه :ماشاء الله ومالك فخور كده... انا هطلع مش هقف.
غمز لها عابثا:احسن بردو... اجهزى واستنينى... انا مابحبش حد غيرى يشوفك اصلاً.
هزت رأسها بيأس منه تنوى المغادره.
لكنها عاودت الوقوف قائله :سليمانى.
ابتسم بسعادة يجيب :نعم يا حبيبتي.
تحدثت بدلال تنظر له باعين قطه لامعه :عايزه اروح النهاردة عند بابا.
سليمان :نعم.. بابا ايه ياحبيبتي بقولك وحشتينى... اقولك انا بابا.
جنه :عشان خاطرى بقالى كتير ماشوفتش حد فيهم وعايزه اروح.
سليمان :ياجنه بقولك انتى وحشانى.. هبقى ابعت عربيه تجيبهم كمان يومين.
صمتت تقول :طيب خلاص حاضر وهطلع كمان فوق استناك بس.. ممكن تسيبني اخرج بالليل مع صحابى.. رايحين شارع المعز وهيلفوا شويه عايزه اروح معاهم.
من شدة اشتياقه المجنون لها وافق.. يزيد عليها قائلاً :حاضر.. عشان تعرفى بس انى مش حابسك زى ما بتقولى.
قفزت من الفرحه تعطيه قبله سريعه على وجنته مردده:يا أحلى سولى انت.
خلعت قلبه من فعلتها وتحركت قدمه لا إرادياً خلفها يريد اللحاق بها وعدم تركها بعد فعلتها التى لاول مره تقدم عليها منذ رأسها ووقع لها.
ولكن صوت والده الحازم يناديه بغضب اوقفه.
حاول الثبات يرجع لرشده كى يستطيع التحدث مع والده ذهب اليه بخطوات رزينه يقف امامه قائلاً :نعم.
شوكت بنظرات قويه :والله عال.. ده ولا كأنى واقف اصلاً.. لا عامل اعتبار ليا ولا لأى حد... خلاص مابقاش فى خشى.
اغمض سليمان عينيه يبتسم بتهكم قائلاً :مابقاش فى خشى؟!
ضحك بسخريه يجيب :دى مراتى على فكره.
اعتدل اكثر يشد جسده وهو يقول لوالده :ده انا لما كنت بحضن وانا بسلم على اى بزنس ومن او مرات رجل أعمال مهم ولا بنت وزير ماكنتش بتقول كده...وياما فى حفلاتنا حصل الاكتر من كده دى.... بتبقى مليييطه... وجاى عند مراتى وتقولى مافيش خشى؟!!
سكت ثم نظر له يواجهه بقوه قائلاً :ولا عشان دى جنه... انا مش اعمى ولا عبيط وواخد بالى انك مش طايقها اصلاً.
شوكت بقوه هو الاخر :ايوه مش طايقها.
سليمان :غريبه والله مع انك انت بردو بنفسك الى قولت هجوزهالك حتى لو ايه.
شوكت :عشان شوفت ابنى هيموت على حاجه عايزها... انت عارف انى ماعنديش أغلى منك.
سليمان :ولما انا أغلى حاجه عندك مش عايزني ابقى فرحان ليه؟
شوكت :انا يا سليمان؟!
سليمان :انت عارف وشايف ان راحتى معاها ومصر تبعدها عنى.
شوكت :انت ابنى وعارفك كويس.... وعارف انك كنت عايز تتجوزها عشان عجباك ونفسك فيها بس زى اى حاجة بتبقى عايزها واما تملكها بتزهدها.. يعنى كنت عارف إنك شويه وهتطلقها... فأنا دلوقتي عايز معاد محدد تعرفنى فيه هتشبع امتى وتطلقها.
ابستم سليمان بحزن وقال :انا ابنك اه.. وانت الى مربينى.. وشربت طبعك كله.. وطلعت شاطر فى التجاره زيك... كل ده عندك حق فيه... بس طلعت انت الى مش عارفنى كويس... لو عارفنى بجد كنت هتعرف انى مش هطلقها... وأنى بحبها... و اووى.
صمت كلاهم ينظران لبعضهما طويلاً الى ان قال شوكت وهو لا يجد بد من ذلك:يبقى نجيب النهايه يا سليمان وهقولك الى عمرى ماكنت افكر انى أقولو.
نظر له سليمان بترقب يعلم والده جيدا.. تلك المقدمه الذهبيه سيعقبها قرار شديد.
لينطق شوكت قائلاً برزانه:يا أنا... ياهى فى البيت ده.. واختار.
صعق سليمان كليا... آخر شئ توقعه بل حتى لم يتوقعه من الأساس.
حل الصمت مجددا وشوكت ينتظر الاجابه ويراهن عليها.
ليتحدث سليمان بعد تفكير بهدوء حسم :لأ يبقى انت.
تهللت وجه شوكت يبتسم بسعادة وهو يردد بفخر :كنت عارف... كنت عارف انك هتختارنى انا.. انا وانت الى بنا اكتر من مجرد ابن وابوه... كنت عارف.
سليمان بتأكيد :طبعا... انت مش بس ابويا انت اكتر من كده.
شوكت بسعادة :طيب هتطلقها امتى؟
ابتسم سليمان يقول :اطلق مين؟
شوكت :البنت اللي اسمها جنه.
سليمان بعيون يتحدث العشق بدلاً عنها :انا ما اقدرش اطلق جنه...انا روحى فيها لو بعدت عنى مش بعرف اتنفس... طول مانا فى شغلى بعيد عنها بيبقى نفسى ضيق ومخنوق.
بهت وجه شوكت يقول :انت مش لسه مختارنى انا من شويه!!
سليمان :انت قولت ياناا يا هى فى البيت فخلاص لازم اختارك لأنك حاجة كبيره ومهمه عندى وقررت اخدها ونعيش فى بيت تانى لأنى مابقتش عارف استغني عنها... صدقنى انا حتى مش عارف.
هم ليغادر وشوكت مصدوم صدمة عمره يصرخ فى سليمان سريعاً :سليمااااااان... استنى... استنى يا سليمان
تحرك سريعا خلفه تسعفه قدميه بصعوبه يقف امامه يمنعه عن الحركه قائلاً :معقول يا سليمان... ممكن تهد كل حاجه عشانها وتسيب بيتك؟! تسيبنى؟! وكل ده عشان البت بنت امبارح دى... دى الذكريات الى بنا انا وانت اكتر من سنين عمرها احنا شوفنا مع بعض كتير اوى وشيلنا بعض كتير اوى... ماحدش بيشوف ضعفى غيرك ولا حد يشوفك ضعيف غيرى... تيجى البت الى لسه مفطومه من كام سنه وتعمل فيك كل ده... ليييه وعشان اييه...دى نهله بجلالة قدرها الاحلى والاشيك ماعرفتش تعمل فيك ربع الى البت دى عملته.... فيها ايه لكل ده.. انا عايز اعرف.
سليمان بضعف وقلة حيله:انا كمان عايز اعرف.... مش عارف.. بس انا مش بعرف اقعد حتى من غيرها وماعنديش استعداد انها تسيبنى او تبعد عني... ولو هى مضيقاك هاخدها ونعيش برا.
اوقفه شوكت سريعاً :استنى عندك.
وقف سليمان ينتظر حديثه فقال شوكت على مضض:خلاص.. تفضل.. لاعاش ولا كان الى يبعدك عني... انت ابنى انا ولا يمكن اسمح بكده ابدا.
سليمان :بس زى ما انت غالى عليا... هى كمان مش هقدر اشوفك بتعاملها بطريقه ماتجبنيش.
شوكت بغضب :والله عال مش فاضل غير انى اروح اتحايل عليها وادلعها هى كمان... كفايه دلعك الى عمال تدلعهولها قدام الى يسوى والى مايسواش.
ضحك سليمان أخيراً بسعادة بعدما سوى الأمر بينهم يقول :كنت عارف انك حبيبي... تموت فيا ماتقدرش تستغنى.
اغمض شوكت عينه بأسى وهو يرى مدى السعادة التى ظهرت على وجه ابنه بعدما وافق على وجود جنه يقول له بتحسر:ياااااه يابنى.. للدرجه دي بتحبها... حالك اتبدل لمجرد انى وافقت... وعشان كده انا مش طايقها... شايفك بتحبها اد ايه ومموت نفسك عليها وهى... هى بتكرهك.
القاها فى وجه ابنه كالطلقه ردت فى قلبه.
نظر لوالده بحزن كبير وعجز ثم غادر يذهب اليها بلا حيله.
يصعد الدرج سريعاً كى يصل لعندها يفتح الباب بشوق ليطير عقله وهو يجدها تنتظره بغلاله سوداء قصيره تتوسط الفراش بانتظاره تبتسم له بحرج.
اقترب منها وهو ينظر لها باشتياق غير مصدق عينيه انها فعلت وارتدت هكذا دون أن يطلب مثل كل مره.
جلس بجوارها على الفراش مزهول ينظر يريد لمسها كى يتأكد انها حقيقه.
سليمان بجنون واعين لامعه:ده بجد؟!!!
وضعت خصله خلف اذنها تحمحم بحرج وهى تفرك يدها تخفض عينها وهى تومئ برأسها ايجابا.
جعلته يجن جنونه ويفقد عقله تماما يفقد السيطره على كل حواسه معها.
مرت ايام وهو قد تهاود معها قليلا بعدما ذاق القليل من رضاها عنه.
يتركها تخرج احيانا... فى اضيق الحدود ولمده قليله جدا لكنه اصبح يتركها بعدما كان ممنوع نهائياً.
الى ان جاءت نهله تخبره برغبتها فى الطلاق.. وأنها قد جهزت كل امورها حتى احوالها الماديه.
وقد صعق الجميع من هذا الخبر وكيف ومتى فعلت كل هذه الترتيبات.
وهو صعد لعند جنه ينظر لها بهوس وهى تسأل بريبه:مالك يا سليمان فى ايه؟!
سليمان بنظرات مريبه :نهله عايزه تطلق.
لم يظهر عليها الدهشة حتى وهو يخبرها بعملها والشقه التى جهزتها.
نظر لها بجنون وهو يقترب منها قائلاً :انتى كنتى عارفه؟
جنه :انت زعلان عشانها؟ وان انا السبب؟
هز رأسه برفض قاطع يخبرها بهوس :لأ... بس فتحت عينى على الى ماكنتش واخد بالى منه...نهله قدرت تمشى عشان كانت بتدخل وتخرج وتعمل علاقات... علاقاتى كمان ساعدتها... لكن انتى لأ.
ازدردت لعابها بخوف من طريقة حديثه والإصرار بعينه يكمل كالمجنون وهو يضمها له:مش هسيبلك الباب اللي ممكن تخرجى منه ابدا... هقفل اى باب ممكن يدخلك اى هوا او يبعدك عني يا جنه.....
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا