رواية جنة الظالم الفصل التاسع عشر 19بقلم سوما العربي

رواية جنة الظالم

الفصل التاسع عشر 19

بقلم سوما العربي 


فى موقف صعب يعم الصمت به على الجميع.


تهانى ملقاه اراضا تتصنع الألم وهى تصرخ.


وجنه ترتجف اوصالها وقلبها يكاد يقف وهو يدق بفزع هكذا وقد انسحبت الدماء من جسدها تعلم لن يسموا عليها.


فعائلة الظاهر لا ترحم من يمس أحدهم ولن يتركوها وشأنها.


بادر شوكت يتحدث بغضب يصرخ بها :ايه اللي حصل ده؟


وبدأ كل شخص يسلخ لحمها بعدما سقط العجل الذى جلبه سليمان وجعله على رأس الكل.

لتقول غاده :يانهار ابيض... انتى وحشه للدرجه دي.... من اول يوم دخلتى فيه هنا وانا كنت عارفه انك مش سهله.

وأضاف ماهر:ايوه طبعاً ما ايه الى يخلى عيله صغيره ترضى تتجوز واحد كبير بالشكل ده الا لو كانت ناويه على كتير.

تحدثت ابنة غاده وماهر:لأ دى ماينفعش تعيش معانا دى ممكن تقتلنا كلنا.


وقفت وقدميها تقريباً ذابت وتحللت ماعادت تحملها.


واوشكت على الشقوط... لقد قطع كل واحد منهم فيها وهى لا تعلم ماذا تفعل.


تقدم سليمان يصعد الدرج بهدوء يتخطى تهانى ويقف لجوارها بوجه غير محدد الملامح.


تحدث بثبات يقول :انتو حكمتوا عليها منين ان هى وقعتها عايز افهم ولا عشان دى جنه؟


كل ذلك وزياد يقف يغلى من الغضب يصرخ به:انتو واقفين تتعازموا وانا ابنى بيموت.


زم سليمان شفتيه بسخريه واضاف:بيموت؟! انا الى اعرفه ان الى بتبقى حامل وتقع واقعه زى دى بتبقى غرقانه دم... فين الدم انا مش شايف.


اتسعت أعين زياد لما توصل له عقله ولكن سليمان لم يكن يقصد هذا ابدا... إنما قصد انها لم تسقط من الأساس.


ولكن زياد وصل لشئ اخر بشك اكبر.


اما سليمان فتقدم من جنه يضمها وهو يمسح على كتفيها بذراعيها يقول بغضب:انتى بتترعشى كده ليه.


تركها يتقدم من تهاني يهبط لها بعض الدرجات يقول بحاجب مرفوع :يالا ياتوتو انا لازم اكشف عليكى... انتى عارفه غلاوتك عندى.


اتسعت عينها برعب تعلم سليمان جيدا لن يمرؤ عليه ما تفعله مع زياد.


تقول سريعاً برعب:لأ لأ انا.... قاطعها سليمان بصوت حاد وحاجب مرفوع:هو إيه الى لأ ده انتى حتى واقعه من على سلم عالى وبتسقطى مش خايفه على الى فى بطنك ولا انتى ماوقعتيش اصلاً. 


وزياد يراقب كل شئ من بعيد يتذكر بعض التفاصيل الخاصه والصغيره جدا جدا تؤكد له كل ظنونه.


فتحدث يفصل بينهم قائلاً بصوت رخيم:انا هوديها للدكتوره بتاعتنا.


اول ما ذكر اسم الذكتوره التى سبق وهددتها ارتاحت كثيرا وأخذت انفاسها بهدوء.


ابتعد سليمان يقول :يكون احسن... خدها من قدامى يالا.


صعد ثانيه لعند جنه يحتضنها قائلاً بحنان:وقعتيها يا حبيبتي... ماعلش فداكى.


اتسعت عينها وهى تراه يتحدث بصدق يقصد كل ماقاله وليس على سبيل السخريه خصوصا وهو يكمل بعدما ذهب زياد وتهانى:مالك بتترعشى كده... دى تهانى يعنى.


فتدخل شوكت بغضب:سليمان... هى وصلت بيك لكده... دى عملت جريمه وانت واقف تدلع فيها!


رفع سليمان كتفيه بتعجب واستغراب:فين الجريمه انا مش شايف جرايم.


شوكت بأنذار:سليمااااان.


سليمان :بكره تفهم كل حاجه يا والدى...سليمان ابنك مش بيريل.


كاد ان يتحرك لولا صوت غاده الذى صدح يقول:سليمان انت واخد بالك انت بتعمل ايه.


توقف سليمان يقول :تصدقى فكرتينى يا غاده انا إزاى كنت هنسى.


اخذت غاده انفاسها ترفع رأسها وهى تنظر لجنه بانتصار لتصعق من قول سليمان بحزم:اعتذريلها.


غاده وماهر بغضب:نعم؟!!


سليمان بصوت لا يقبل النقاش:اعتذرى لجنه هاانم ومش انتى وبس... انتى وماهر وبنتك دى الى شايفه انها هتموتكوا... والله لو هتموتكوا ماتقعدوش معاها فى نفس المكان.


شوكت :سليمان هى حصلت... هتفكك العيله الى بقالى عمر احافظ عليها.


سليمان :والعيله دى لازم يبقى ليها نظام وقوانين تمشى عليها... كله فجأه قام يتهم عيله صغيره بنت امبارح انها عايزه تقتل وانت بنفسك شوفت احنا عرضنا عليها وعلى اهلها إيه ورفضوا... بس ازاااى.. لااا.. العجل لما يقع تكتر سكاكينوا... كل واحد قعد يسلخ فيها شويه والى يسوى والى مايسواش وقف يحاكم فيها وناسيين انها ست البيت الى هما عايشين فيه ده... يعنى الكلام معاها يبقى بحساب.


ماهر بغضب:تانى هتقول ست البيت انت جرى لمخك حاجة يا باشا ولا ايه دى عيله اكبر من عيالى بكام سنه تبقى ست البيت إزاى وبتقولها كمان قدام ابوك... فى وجوده... خلاص مابقتش عامله حساب.


سليمان باستهزاء وتقزز:مش بتعرف تعمل غير كده... التسخين ده بتاع النسوان يا ماهر افهم مره بقا يمكن تفلح... مالكش دعوه بابويا مهما اعمل فيه هو راضى.. ده غير انى قولت هى ست البيت...مش راجل البيت... يعنى حتى ماحصلتش النسوان على الاقل بيبقوا ناصحين.


ضم كتفى جنه له يعززها قائلاً وهو ينظر لماهر بأمر:اعتذر انت ومراتك وبنتك بسرعه واتمنى.. اتمنى انها تقبل اعتذاركوا. 


نظر ماهر لشوكت بغضب ليقول شوكت بثبات :اعتذر يا ماهر. 


اتسعت أعين ماهر يدرك ان سليمان قد كيف وسيطر على عقل شوكت ككل مره ليضطر هو ان يعتذر قائلاً :انا اسف. 

غاده بفحيح:احنا اسفين ياجنه هانم 

ابنة ماهر :انا اسفه. 


سليمان بحيره :مش عارف قبلت اعتذاركوا ولا لأ. 


نظر لجنه قائلاً :ها ياروحى قبلتى.. اقولك تعالى نشوف الموضوع ده فى اوضتنا.


سحبها يغادر لغرفتهما وهو يقول :انا مش عارف انتى متلجه وبتترعشى كده ليه... دى تهانى! 


نظر ماهر لشوكت يقول :عجبك الى حصل ده ياعمى.. سليمان خلاص مخو فوت.. حتة عيله اكلته. 


شوكت :سبق وقولت بدل المره عشره... سليمان مش اهبل ولا عبيط دى مراته وكرامتها من كرامته وانت عارف انه هو الكبير الى شايل... طبيعى مراته تاخد نفس مكانته ودى حاجة انا مش معترض عليها بعد ما فكرت لاقيت انه صح جدا...العيله محتاجه القوه والشده وده الى هو بيعمله... بالنسبه بقا للى حصل لمرات زياد فاحنا لسه هنشوف...انا داخل مكتبى خليهم يجبولى قهوتى. 


غادر شوكت بخطى ثابته وبقى ماهر بحوار غاده يسمعها وهى تقول :ولسه ايه هيحصل تانى.... لسه هنتهان ويتقل مننا اكتر من كده ايه... لما أقف اعتذر لعيله من دور بناتى.. لأ ومافيش حاجة بتهز فيها ولا بتأثر... عامله زى دى كانت تتطرد فيها بس الى حصل العكس. 


ماهر :يظهر ان سليمان هو الى هيفضل مسيطر. 


غاده :ده الى انت شايفه... ده بدل ما تفكر هنعمل ايه... خلاص سلمت. 


ماهر:هنعمل ايه يعنى يا غاده سليمان شديد وماحدش يقدر عليه. 


ربطتت على كتفه تقول بوعيد:هنشوف... هنشوف يا ماهر. 


______________________________


وصل زياد لعند الطبيبه بوجه خالى من اى تعبير...لا حزن... لا غضب.. لا شئ. 


وهى لجواره تتأوه متصنعه الألم تصرخ به بتمثيل متقن:بسرعه... بسرعه يازياد ابنى... ابننا هيموت يا حبيبي. 


زياد بنبره عاديه:لا كله إلا ابننا يا حبيبتي... خلاص وصلنا. 


ترجل من السياره واستدار يذهب لعندها يساعدها وهو يسأل :بس الحمد لله مافيش دم يعنى. 


تهانى بتوتر:مااا.. ماانا لابسه هدوم قطن بتتشرب وبعدين إحنا في إيه ولا فى ايه يالااا. 


بلا اى تعبير او تعقيب سار بها للداخل لا يسأل او يستفسر عن شئ وكما توقع... قالت الطبيبه انها بالفعل فقدت الجنين. 


وتحتاج لراحه تامه بالإضافة لكونها بحاله نفسيه سيئه جدا جدا. 


فأخذها بصمت تام وعاد بها للبيت وهو فى تخبط شديد مابين الحزن... الغضب.. القهر.. يشعر ان الكل تلاعب به ولكن حزنه الأكبر على ولده رغم وجود شك كبير بداخله وقرر قطع الشك باليقين. 


فبعدما اوصل تهانى لسريرها ذهب سريعاً يستقل سيارته يقودها سريعاً. 


_________________________


بغرفة سليمان جلس على فراشه يحتضنها وهو يسأل بحنان يمسح على جسدها:بقيتى كويسه ياحبيبتي؟ 


أمأت برأسها التى يستند بذقنه عليها فضمها له أكثر يقول :بس تعرفى انى متضايق منك اوى. 


رفعت وجهها عن كتفه تنظر له باستغراب فأعاد رأسها لكتفه يقول :عشان متأكد إنك فعلاً ما وقعتيش... كنتى وقعتيها وخلصينا من وش امها الى يجيب الفقر ده. 


جنه:دى امها طيبه وغلبانه اوى. 


سليمان :امها بقا ياحبيبتي مش هى.

ضحكت بخفه فزاد من ضمها يقول :ايوه اضحكي ومالكيش دعوه بحد... اقولك على حاجه... انا هخرجك إيه رأيك... بمناسبه وقوع تهانى. 


ضحكت بشده فابستم بسعادة يقول :قمر يا روحى.. يالا قومى البسى... هخرجك خروجه.... تحفه. 


وقفت سريعاً تغتنم الفرصه... لها مده لم تخرج من البيت 

وهو تنهد بقوه يسأل الى اين سيصل به العشق اكثر من هذا فهو ذائب تمام الذوبان بها. 


ياخذ نفس عمييق وهو يسأل :هتعملى فيا ايه تانى اكتر من كده يا جنه. 


وقف سريعا يتذكر :ايه ده.. هروح اشوفها هتلبس ايه دى. 


ذهب لغرفة ثيابهم وجدها قد ارتدت بالفعل فستان ابيض بنقوش زهريه صغيره جدا يصل لركبتيها ومشطت شعرها بسرعه وعلى مايبدو قد انتهت وذهبت ترتدى حذاء رياضي ابيض.. كل ذلك وهو يتابعها باعجاب شديد لكنه تحدث قائلاً :بقولك ايه يا حبيبتي.. البسى حاجة بكعب بليز.. عشان انتى بجد قصيره اوى. 


جنه بعبوس وغضب تقول بجديه شديدة :قصيره... فى وشى كده... على فكره انت جرحتني بالكلمه دى. 


قهقه عليا وجلس لجوارها يحتضنها قائلاً وهو يغمر رأسه فى عنقها:طب بس ماتزعليش... بس انتى فعلاً قصيره.


تحدثت منذره اياه:سليمان. 


ضحك بسعادة يضمها له وهو يقبل وجنتها قائلاً :قلب سليمان. 


صمتت بهدوء... لن تنكر... كلماته وغزله يريحانها كثيرا. 


فتحدث بحب يقول :خلصتى لبس... اقفى كده اشوف. 


ذهب بها للمرأه يقف خلفها يقر:حلو... قمر... بس ناقص حاجة. 


نظرت له فى المرأه باستغراب فجلب من خزانه بجواره :ده. 


شهقت بزهول وهى ترى طقم ماسى رائع ياخذ قلادته ويلبسها إياه قبلما يستأذن منها حتى. 


وهى اخذت تتلمس العقد تنظر له فى المرأه بزهول تردد:ده الماظ؟! 


سليمان :ايوه طبعاً واتعمل مخصوص عشانك. 


اخذت تقلب عينها بزهول... شئ جديد عليها... لم تعتاد ارتداء الذهب لتجد نفسها دفعه واحده ترتدى الماس. 


ترمش بعينها لا تعلم ماذا تفعل هل ما هى به شئ جيد ام ماذا... لا تعلم. 


نطرت مره اخرى بالمرأه تقول بتردد:بس.. حاسهم مش لايقين على الفستان الى لابساه. 


ادار جسدها له فأصبحت بمواجهته وهو يبتسم يضع يده تحت ذقنها قائلاً :بالعكس ده حلو اوى عليكى... انتى اصلاً محلياه. 


ابتسمت بتذبذب  وهو اغتنم الفرصه يقبلها بعمق ثم يبتعد عنها وهو يقول :يالا؟


أمأت برأسها موافقه فشبك يدها بيده يسحبها معه حتى خرجا من البيت نهائياً تحت أنظار تهانى التى تقف فى غرفتها تراقب كل شئ. 


ظلا تحت انظارها تراه وهو يساعدها بحنان واهتمام مبالغ به يساعدها كى تصعد سيارته العاليه ويغادر بها. 


ظلت تزرع الغرفه ذهابا وإيابا تضرب قبضة كفها بالكف الآخر وهى تردد بغل:بقا بعد كل القصه دى ياخدها ويخرجوا ايه بيكافئها مثلاً.. لا وخلى الباقى يعتذر لجانبها كمان... دى ركبت ودلدلت بقا... ماشى... ماشى يا جنه... يانا يانتى واما نشوف. 


__________________________


جلس زياد أمام تلك الطبيبه يسمعها وهى تقول بتوتر:ايه الى رجع حضرتك تانى... احممم.. المدام حصلها حاجه؟! 


ابتسم زياد بسخريه ثم قال:لأ كويسه... انا الى عايز افهم حالتها كويس. 


قالها بتهديد مبطن كأنه يعطيها فرصه كى تنقذ حالها وتقول الحقيقة. 


لكنها لم تفعل واخذت تفتح القلم وتغلقه دليل على توترها وهى تقول :زى ما قولت لحضرتك المدام فقدت الجنين بعد ما وقعت فعلاً واقعه عنيفه من على السلم لأن الواقعه كانت شديدة. 


ابتسم زياد ووقف عن مقعده يستدير حول المكتب حتى وصل لعندها وابتسامته تزيد اكثر فيزيد رعب الأخرى حتى جلس على حافة المقعد مما جعل عينها تتسع تبلع رمقها بصعوبه .. ومد يده يعبث فى قصة شعرها من على جبهتها قائلاً بصوت بطئ مرعب:برافو عليكي... كنتى شغاله في الطب الشرعى قبل كده....عرفتى منين أنها وقعت وقعه عنيفه من على السلم؟! ولاااا بقيتوا باشخصوا الوقعات زى ما بتشخصوا التعب يا.... دكتوره. 


ابتلعت لعابها تقول بهلع:ماهو.. مااا الحاجات دى بتبان ان كانت واقعه ولا خبطه ولا حاجة تانيه وو.. احمم الخبره والشطاره بتفرق بردو.


زياد :صح حلو... اقنعتينى على فكره... الخبره بتفرق وانتى شكلك خبره... بس... 


قبض على مقدمة معطفها الطبى يقول بغضب:كل ده مادخلش زمتى بربع جنيه... انجدى نفسك وقولى الحقيقة احسن... بدل ماتشوفى وش مش بحب اوريه لحد. 


تحدثت سريعا برعب:ماقدرش... ماقدرش... مراتك شرانيه وبنت ستين كلب هتودينى فى داهيه. 


نظر لها بزهول... كان يشك فى الأمر ولكن ان يتأكد شئ اخر... تهانى بكل هذا الشر.


ابتعد عنها يقول :قولى وماتقلقيش انا الى مش عايز حد يعرف... إزاى قدرتى تعرفى كل التفاصيل دى وانا جيبهالك بنفسى وما سبتهاش لحظه. 


الطبيبه :مش محتاجه مجهود... بعتتلى رساله. 


اغمض عينه يتذكر رؤيتها وهى تبعث رساله لأحدهم وحين سألها قالت إنها تحادث والدتها تخبرها كى تلحق بهم... وهو لكونه مشغول بابنه لم يدقق ولكن لم تتصل والدتها ولم تلحق بهم حتى. 


بكل دقيقه يكتشف شئ جديد يجعله شخص غير سوى او متزن... من السئ ان يغدر بك شخص حاربت العالم لأجله وتقبلته رغم كل عيوبه بل راهنت عليه. 


وبالمقابل لم تأخذ منه سوى الخيانه والغدر والخداع... من الصعب اكثر على رجل ان يكتشف بكل دقيقه تفصيله اخرى غفلته فيها زوجته المصون...وانه رجل مهزء ومغفل. 


نظر لها يقول وهو بحاله غير عاديه :احكى من اول الحكايه واوعى تكدبى احسنلك... الى قدامك ده راجل مدبوح ومش باقى على حاجه. 


جاوبت بسرعه ورعب من هيئته :لأ لأ هقول كل حاجه والله هقول. 


اخذت تقص عليه كل ما حدث وهو يطعن كلما فتحت فمها اكثر واكثر حتى قتل زياد وتولد زياد آخر. 


_____________________________


فى احد المطاعم الفخمه المطله على النيل. 


جلس فؤاد يرتدى بذله انيقه جدا ينظر بهيام لنهله التى تجلس امامه ترتدى تنوره بالوان مزرقشه وفوقها قميص كت ابيض جعلها بهئيه  فتاه غجريه خصوصا وهى صنعت فى شعرها تمويجات جميله جدا. 


فانتفتضت على صوته وهو يضرب الطاوله بيده قائلاً :وبعدين يابت.. انتى هتتجوزينى امتى بقا. 


نهله بزهول :بت؟! انت بتقولى يابت؟! 


فؤاد بغزل راقص لها حاجبيه يقول :وست البنات كمان. 


نهله بثقه لا متناهيه وهى ترفع رأسها :طبعا. 


صفق فؤاد بكفيه بطريقه بوهيميه:اوعى الثقه. 


اتسعت عينها تضع يدها على فمها تقول :اييه الى بتعمله ده انت عارف احنا قاعدين فين. 


فؤاد:بفلوسى زى ما قولتلك. 


نهله :انت انت... انت ازاى كده... عندك انفصام في الشخصية ولا إيه حكايتك. 


فؤاد :ولا انفصام ولا حاجة بس اللبس والبدل ده عشان ظروف شغلى.


ضحكت قائله :اكل عيش يعنى. 


فؤاد وهو يرتشف قهوته:بالظبط.

نهله :ههههه ده انت طلعت مسخره. 


فؤاد :اوى... بس قوليلى ايه رأيك في الأكل. تحفه مش كده. 


نهله :اه اوى. 


فؤاد مباشرة:هنتجوز امتى بقا. 


وضعت ما بيدها تقول بجديه :انت عايز تتجوزنى بجد يا فؤاد. 


فؤاد :هو الجواز فيه هزار يانهله. 


حمحمت بحرج تقول:بس... ليه تاخد واحدة فى التلاتين الرجاله كلهم بيحبوا البنات فى العشرين كده... تبقى لسه صغيره. 


اتكئ بظهره يقول بثقه:هبل ما بيفهموش... مش خبره. 


اتسعت عينها تردد:خبره؟! 


فؤاد :ايوه. 

نهله :زيك كده؟! 


فؤاد :ايوه انا خبره ودى حاجة ماتقلش منى... شوفى هقولك... خدى الراجل الخبره يكون لاف وصاع وجايلك عينه شبعانة بلاش تاخدى الخام ده يفتح على ايدك ونفسه تتفتح بقا على الدنيا ويمشى يدوق كل الى ييجى قدامه. 


نهله :ايه اللي بتقولو ده. 

فؤاد :ماقتنعتيش صح؟ 

نهله :خالص. 

فؤاد:احممم... ما علينا... نرجع للمهم... بصى ياستى انا... الست بعد التلاتين دى بقا للراجل الرايق.. ليه تسأليني ليه هقولك عشان بتبقى خلاص استوت... رايقه بردو كده.. بقت خلاص عارفة هى ايه وعايزه ايه... مالهاش فى شغل دراما كوين زى بتوع العشرينات.. تحسى كده انها عايزه تلحق من الدنيا كل حاجه ومش ناويه تضيع دقيقه فى الزعل... حتى فى لبسها دايماً تلاقيها ليدى كده وشيك... لا زعل بقا ولا قمص ولا تقولك مانت لو مهتم كنت عرفت لأ.. خلاص دماغها كبرت على الهرى ده كله... هى عدت الليڤل ده وفهمت ان الراجل مابياخدش باله اصلاً.. الست بعد التلاتين باختصار كده بتبقى بنبونايه... فهمتى. 


نهله :ده انت طلعت خبره خبره يعنى مافيش كلام. 


فؤاد :ابهرتك صح؟

نهله :بصراحه اه ماقدرش انكر. 


فجأه توقف عن الضحك ينظر خلفه بصمت فسألت باستغراب :مالك؟! فى حاجة؟ 


تحدث بجديه :سليمان... هنا. 


استدارت تنظر بفضول وتأكد وعادوت النظر له  تقول :طب واحنا مالنا؟

فؤاد:مش فارقلك يعنى؟

نهله:خالص...ولو انى عايزه اروح اسلم على جنه... البنت دى هايله بصراحة وانا حبيتها. 


فؤاد :لو اتحركتى من مكانك انتى حره. 


نهله بتفاجئ:فؤاد ايه ال. قاطعها بحسم:مافيش فى الحاجات دي هزار يا نهله لو سمحتى قولتلك قبل كده انا مش اوبن مايند خالص... كملى الايس كريم بتاعك. 


تناولت المعلقه تكمل اكل الحلو من بعد الغداء. 


اما سليمان فقد دلف للداخل وهى لجواره يضمها له وهى قالت بفرحه:نهله هنا. 


سليمان :وانتى مالك بيها. 

جنه:هااا.. احمم لا ولا حاجه. 


سليمان :تعالى نقعد هناك. 


اخذها يجلس على طاوله بعيده يسحب لها مقعد ويتأكد من جلوسها ثم استدار يجلس مقابلها يبتسم قائلاً :عجبك المكان؟ 


جنه:حلو اوى. 

سليمان :عشان تعرفى انى مش حابسك ولا حاجة.


ابتسم يكمل بتمنى وشوق:على انتى تحنى عليا. 


حاولت مدارات ضحكاتها تنظر للجهه الآخرة فقطع كل ذلك صوت غريب يقول :سليمان باشا... عاش من شافك يا راجل. 


وقف سليمان مبتسما يرحب:وجدى باشا... إيه الأخبار؟ 


سليمان :الحمدلله. 


أشار وجدى على شاب لجواره يقول :اظن عمرك ما قابلت شريف ابنى... كان برا ولسه راجع. 


تجهم وجه سليمان وهو يجد ابنه ينطر لجنه بتفحص فقال :لأ حمدالله على السلامه.


شريف مبادرا:فرصه سعيده يا سليمان بيه انا سمعت عن حضرتك كتير. 


لم يتقبله فابتسم على مضض يود لو يرحلوا الآن. 


لكن وجدى تحدث بحفاوه:احنا كنا جايين نتعشى... إيه رأيك... بقول نتعشا كلنا سوى.


بحث سليمان فى عقله كثيرا كيف يجد طريقه للرفض ولكن وجدى بادر يجلس قائلاً لابنه:اقعد... اقعد يا شريف... نتعشى كلنا مع بعض. 


نظر لجنه قائلاً :ااااه دى المدام الجديدة صح؟ شوفت الخبر على انستا.


تجهم وجه سليمان وهو يسمعه يسأل ابنه:قموره اوى يا شريف مش كده؟! 


وسليمان يغلى من الغضب ينتظر إجابة الاخر كى يبرحه ضربا وينتهي. 


وجنه تتنمى لو تمر الليله بسلام. 


عادا للقصر وجنه تدب الأرض غيظ وغضب وهو خلفها يسير برواق شديد قائلاً :انا مش عارفة انتى متعصبه اوى كده ليه؟


جنه بصراخ :يعنى البس وأخرج وفى الآخر ترجعنا زى ماروحنا زى ما جينا... بتضرب الناس ليه. 


سليمان بغضب وهو يتذكر:بغير عليكى وانتى عارفه.... وانتى عارفه انى طولت بالى جدا جدا جدا جدا... يعنى قعد يوصف فى جمال سيادتك وسكت بالعافيه لكن كمان يقولك تشتغلى معاه مذيعه اهو ده بقا الى على جثتى. 


جنه:ومالهم المذيعات هو قالك انى هشتغل رقاصه. 

سليمان :شغل لأ يا جنه.. شغل لأ.. قولتلك مش هسيبلك الباب الى تقدرى تخرجى منه ابدا... ابدا ياجنه. 


دبت الارض بغيظ مجددا تتركه وتغادر وهو يبتسم عليها قائلاً :بطلى دبدبه يا اوزعه وغيرى بسرعه عشان تيجى نتغدى بدل ماعرفناش منهم. 


اما زياد فقد كان يقف فى شرفة الغرفه التى تقبع بها تهانى بعدما تغير حاله.. يشعر بالتيه والغضب من كل شئ... الكل خدعه وتلاعب به وأولهم سليمان. 


فى عز غضبه وجد جنه تخرج لشرفتها غاضبه جدا. 


لتلمع عينيه ويقترب منها يسأل بصوت حنون مراعى وقلق ايضا:مالك يا جنه... فى حاجة مزعلاكى؟! 


فتنظر له باستغراب وهو يبتسم بغموض شديد..


              الفصل العشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات