
رواية جنة الظالم
الفصل الثاني عشر 12
بقلم سوما العربي
وقف شوكت فى ذروة غضبه.. فتاه صغيره تفعل بابنه الذى لقبه الجميع بالظالم هكذا.
يخرج عن كل القوانين التى سنها هو لهذه العائله وظل الجميع يسير عليها دون اى خطئ واحد.
المصيبه الاكبر انه لايرى من ابنه اى ندم او حتى مبالاه بما فعل... فقد أقدم على ذلك وفعله بل ويبدو على استعداد لفعل المزيد ربما ينال الرضا.
هم سليمان باللحاق بها لكنه اوقفه يناديه بغضب :سليمااااااان.
استدار وهو يقلب عينيه بملل ليقول شوكت بحده :انا عايزك اعرف إيه الى بيحصل بالظبط... ازاى البت دى تقف تزعق وتبهدل فيك بالشكل ده.
سليمان بغضب:بابا.... ماسمهاش بت.
لتتسع أعين شوكت ثم يزم شفتيه ويكتف يديه حول صدره يقول :والله... وايه كمان.
سليمان :اسمها جنه وتبقى مراتى يعنى ماينفعش حد يقول عليها بت.
اخذ شوكت يومئ برأسه يقول بهدوء خطر:حد... همممم.. والله عاال.
ليصرخ بعلو صوته قائلاً بغضب حارق:على آخر الزمن بقيت حد بالنسبة لك... جت البت دى خلتنى حد بالنسبه لك... انت بتغرق يابن الظاهر وهتغرقنا كلنا معاك.
سليمان :انا ماقولتش انك حد بالنسبه لى انا بتكلم فى العموم هى متجوزانى انا يعنى مقامها من مقامى زى نهله واكتر شويه... ومش شايف انى بغرق خالص انا بعيش... بعيش زى ما انا عايز وعمرى ماكنت فرحان زى دلوقتي ولو غرقت سبنى... هغرق لوحدى.
شوكت :انت مش لوحدك... انت شايل اسم ومستقبل عيله.
صمت سليمان قليلاً يبتسم ثم تحدث بثقه ينظر داخل أعين والده :اسم ومستقبل عيله... طب خلى حد غيرى يشيل.. هتشيل مين بقا... ماهر المهزوز ولا زياد ابقو قلب خسايه... وخايف على مين هاااا... هى جنه ممكن تأذيهم فى ايه... خبر جوازى يأذى في ايه ولا مشكلتك انها فين بالضبط؟!
وقف وقد لخص الحكايه كلها بجملتين..لا أحد يستطيع تحمل كل تلك الاشياء ولا إدارة كل املاكهم بمنتهى الحزم والشده... ومنذ متى ووالده يخشى على بقية افراد العائله... خوفه كله من تأثير جنه القوى عليه.
لجم لسان والده وجعله غير قادر على الرد فسار متجها ناحية سلم البيت كى يذهب لها سريعاً وشوكت خلفه يخشى من القادم فسليمان بدأ باظهار تبجحه وجبروته اللذان يظهرهما للجميع إليه أيضا ولا يجب أن يسوء الوضع اكثر من هذا.
فذهب لغرفته يطلب فنجان من القهوه ويبدأ فى التفكير من جديد ليحدد كيف سيتصرف مع كلاهما الفتره المقبله فيبدو ان القادم يحتاج لهدوء وحكمه.
بينما وقفت نهله بعدما غادرت غرفة جنه وشاهدت شوكت يسير وهو هكذا لغرفته لتتشفى به مردده:اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.
بعدها ذهبت لغرفتها متخبطه لاتعلم هل ما فعلته صحيح ام لا لكنها اتبعت حدثها تنوى الخير وليكن مايكون.
لتتمدد على فراشها تغلق عينها بسلام تود النوم قليلاً.
فى غرفة جنه.
كانت هى الأخرى جالسه على احد الارائك تفكر... تتذكر حديثها مع نهله والذى قلب لديها بعض الموازين وصحح بعض المفاهيم.
عوده بالزمن قليلا قبل نصف ساعه
دلفت لغرفتها تغلق الباب بقوه وعنف تجلس باكيه على ماوصلت اليه وكيف تدمر مستقبلها تشعر انها سجينه هذا الظالم.
دقات خفيفه على باب غرفتها ودلوف نهله تقول بتخبط:مش عارفة الى هعمله ده صح ولا غلط وانتى بنت كويسه ولا لأ بس... انا عايزه اساعدك قبل ما امشى.
اتسعت عينها لثواني ثم وقفت تحاول الخروج من صدمتها تسأل :هتساعدينى إزاى؟! ... وهتمشى إزاى وتروحى فين؟!
نهله :همشى من هنا خالص اهلى ليهم شقه كويسه فى المعادى القديمه هروح اعيش فيها وانا خلاص لاقيت شغل كويس يعيشنى مرتاحه الحمد لله.
جنه بخزى وهى تنظر أرضا :وطبعا كل ده بسببى..
صمتت نهله قليلاً تقول :مش بسببك اوى... ممكن كنتى دافع.. بس دافع ليا عشان افوق واعرف انى كنت غلط وان بجد من عاشر القوم ٤٠يوم صار منهم.
جنه:مش فاهمة؟!
اخذت نهله نفس عميق تقول :هفهمك... عشان مش عايزاكى تبقى زيى.
صمتت قليلاً ثم اكملت:انا اتجوزت سليمان ويوم بعد يوم غرقت فى العيشه الناعمه والفلوس وبقيت أنتخ يوم عن يوم لحد ما اتحولت من نهله شعلة النشاط لواحدة بتقول طب وهشتغل ليه مانا معايا أكتر من الى ممكن اقبضه من احسن شغلانه... اتحولت لواحدة اقصى انجاز ممكن تعمله انها تشرى شنطه من مايكل كورس يسرا نفسها قالبه الدنيا عليها... ههه لا واتصور بيها كمان واتفشخر اوى... شوفتى تفاهه اكبر من كده عمرك.
مسحت جنه دموعها تبتسم قائله :لأ بصراحة.
نهله بصدمه :ومالك بتقوليها كده وتزوديها عليا.
ضحكت جنه بوجهها الجميل فنظرت لها نهله بصمت متأمله وقالت :مش عارفه اغير منك ولا احبك المفروض اننا ضراير... بس عارفه انا مش غيرانه منك ليه رغم انك حلوه.
جنه بحيره:عشان مظلومه والله ومش بأيدى.
نهله:لأ... عشان انا سليمان فعلاً مش فارقلى... يتجوز.. يطلق.. يحج حتى مش فارق.
استغرقت جنه فى الضحك تقول:يحج مره واحده... ده تلاقيه مش بيركعها.
ابتسمت نهله عليها تقول وهى تنظر لجمالها :ليه حق سليمان يحبك.
تلاشت ابتسامتها تقول ببغض:يحبنى؟! هاه وهو الى زى ده يعرف يحب... ده اتجوزنى عشان عجبته مش اكتر.
نهله بثقه:لأ... انا كمان فى الأول كنت فاهمه زيك كده... لكن لأ... غيرت رأيى لما شفت بش نظرته ليكى عامله إزاى.. جنه سليمان بيموووت فيكى.
جنه برفض تاام:لأ.. الى زى ده مايعرفش يحب.
نهله :طيب جربى تديلو ريق كده هتشوفى.. لو ماقلبش معاكى عيل صغير يبقى انا غلطانه.
صمتت وهى تستمع لصوت شجار شوكت مع سليمان وبعدها عم الصمت لتقف سريعا قائله :خلصوا كلام واكيد جايلك على طول زى الى بيدور علي امه وسط الزحمه.. همشى مش عايزاه يعرف انى بساعدك.
وقفت بسرعه لتقف جنه تتمسك بها كأنها طوق النجاه تقول :هتشمى ليه خليكى معايا مش بحب اقعد معاه.
اشفقت عليها نهله كثيرا تنظر لها بصدمه وتعاطف قائله :ليه يا جنه ده بيحبك اوى.
جنه:انا مش بحبه ومش بحب حبسته ليا وبعدين انتى مش قولتى هتساعدينى... والنبى اعتبرينى زى اختك وقوليلى اعمل ايه؟!
تقطعت نياط قلب نهله وهى تجد تلك الفتاه بهذه الحاله لتربط على كتفها بحنو تقول:هقولك هساعدك ازاى ماتقلقيش... هجيلك مره تانيه يكون هو مش هنا.
ثم ابتسمت تحاول اضحاكها وهى تقول مازحه:والنبى انا ما عارفه ايه جو عائلة الحاج متولى الى احنا فيها دى.
بالفعل ابتسمت جنه فقالت نهله بسرعه وهى تغادر :ماتخافيش لينا قاعده... سلام.
عودة للوقت الحالى
دلف لعندها باشتياق وهو يبتسم كأنه لم يكن فى شجار مع والده منذ قليل.
جلس لجوارها يقول:جنه.. جنه.
ظل يناديها لكنها كانت شارده ليكرر مره اخرى باستغراب :جنه.
انتبهت على وجوده معها وانه جالس لجوراها.
لتشيح بعينها للجهه الأخرى وقد عادت للغرق فى دوامتها مجددا... تشعر انها سجينه له.
حاول الحديث معها بهدوء يقول :انتى لسه زعلانه مش كده.
جنه باقتضاب وقوه:ايوه.
ابتسم عليها يقول :طيب مش تسمعينى انا.... قاطعته وهى تقف ثائره تصرخ وقد طفح الكيل :اسمعك؟! وهو انت بتسمع لحد انت بتعمل الى انت عايزه وبس... وانا بقا عايزه اعرف نهاية كل ده امتى؟
وقف ينظر لها باستغراب يسأل :نهايه؟! نهاية إيه؟
تحدثت بصوت حاد:انت مش اتجوزتنى واخدت الى عايزه لحد ما شبعت... انا عايزه اعرف انت هتطلقنى امتى؟
اتسعت عينه يتغاضى عن صوتها العالى يردد :اطلقك؟! مين قال اني هطلقك ان كان دلوقتي ولا بعدين!!
جنه :بقولك ايه بقا عشان انت جبت اخر أخرى... انا زهقت وتعبت وعارفه اخرة كل ده ايه... دلوقتي ولا بعدين كده كده هتزهدنى ترمينى... اظن اسبوعين عسل حلو اوى ولو ناوى تكمل الشهر قول بس ابقى عارفه.
حدثها بغضب اكبر يقول :انتى سامعه انتى بتقولى إيه... ازاى تقولى على نفسك كده... انتى ولا الى ب.... صمت لا يود جرحها لتكمل هى:ماتكمل.. سكت ليه... بس على فكره بقا انا انيل منها كمان.. اسوء منها بكتير... وانت الى وصلتنى لكده.
تركها تتحدث ربما تهدأ لتكمل هى بغضب:انا... انا إزاى اقول على نفسي كده.. وازاى كلام زى ده ييجى على لسانى اصلاً.
نطرت له باتهام وغضب تقول :شوفت وصلت بيا لفين.
اقترب منها يود تهدئتها قائلاً وهو يمد يده كى يمسح بحنو على كتفها :طيب اهدى يا حبيبتي.. اهدى بس.
نفضت يده تصرخ به:ابعد ايدك عنى.. وماتقربليش تانى.. انت متخيل انت عملت إيه... خليت واحده فى سنى مدام... خلتنى اعرف واعيش حاجات ماكنش المفروض ابدا اعرفها دلوقتي وتقولى اهدى... عايزنى اهدى عشان تعمل الى بقالك اسبوعين بتعمله.
يعلم انه شخص سئ.. فى نظر الكل وحتى بنظر نفسه لكنه لم يكن يعلم انها تراه بصوره ابشع... ليصمت نهائياً عن الحديث وهى تكمل ثائره :انا خلاص مش هسكت.. واعمل اللي تعمله.. ضربوا الاعور على عينه وانت كده كده ضيعت مستقبلى.. ورينى بقا هتعمل معايا إيه.. انا بقا قضيالك ومعنديش الى اخسروا.
ظل مبهوت طوال ماهى تتحدث لينطق فقط بجمله واحدة :انا كنت عايزك تحبيني.
جنه :وانا مش بحبك ومش هحبك... انت ضيعتلى مستقبلى... ده انت مستفز يا اخى... عامل كل حاجه غلط ممكن تبوظ حياة اى بنت ومستنى انك تتحب انت بجد مستفز.. وانا مش هسكت.. وهرجع اذاكر تانى وهحضر كل دروسى وامتحاناتى... انا مش هسيبك تضيعنى فاهم.
صمتت وصدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال ليقترب منها قائلاً وهو يجذب جبهتها له يقبلها قائلاً :ورينى هتعملى كده إزاى؟
تركها مصدومه وغادر بخطى سريعه ثابته وهبط الدرج يجلس بحديقه البيت الكبيره.
وهى جلست مبهوته... حقا هو ظالم.. ظالم جدا.
مرت ساعه أخرى وهى تفكر وتفكر بما ستفعله.
وقفت امام الشرفه الزجاجيه تراه وهو يجلس حزين تسأل هل هو بالفعل حزين؟ وهل حزنه هذا بسبب ماحدث منها؟
نفضت راسها فهو وما يشعر آخر همها كل ما يشغلها الآن كيف ستنفذ ما أرادت بالفعل.
وقد شاهدت بأم عينها... الشده لم تجدى اى نفع معه... الظالم لن يتراجع أمامها بل سيظهر مدى قوته كما فعل منذ قليل.
ليقفز لرأسها سريعاً حديثها مع زكريا فى احد الأيام بعدما ذهبت إليه راكضه تشكو ملاحقه سليمان لها ووجدته يوبخ بسمله وقتها وحينما استغربت رد فعله العنيف.
عوده بالزمن قليلاً
كان رده :لازم تعرف ازاى تدينى هيبتى ووضعى قدام الناس وتبتطل تبجح فيا... بسمله شديدة وانا الشده دى ماتمشيش معايا.. ممكن يبقى ليها دلال عليا لكن حتى ده يبقى جوا البيت مش براه... لو مشيتي كلمتك على راجل هتضيعى هيبته قدام الناس وهيبقى شكله وحش حتى هو نفسه مش هيبقى واخد باله.
نظرت له جنه بشرود غير واضح تسأل باهتمام :يعنى دى حاجة ممكن تقتل صاحبها وتقل منه مهما كان ظالم وشديد ومفترى.
زكريا :ده هى دى اكتر حاجه تجيب مناخير اى راجل الأرض خصوصا لو كمان بيحب والحب عاميه.. بيلاقى نفسه عمال يتنازل عشان الحاجه الى مش طايلها وهيموت عليها شويه بشويه يبقى شوخشيخه فى ايدها وكل حاجه بناها تتهد... بس الفرق انى صاحى لبسمله وناويلها اصلاً من البداية.
الوقت الحالى
ترمش بعينها عدة مرات تفكر هل هذا ما كانت تقصده نهله؟!
ألقت نظره اخيره عليه تسأل كيف ستجعل شخص كهذا يفعل كل ما تريده.
خصوصا وهى غير مقتنعه تماما انه يعشقها.
قررت إعطاء اجازه لعقلها قليلاً.. ستطفئه كأى آله تحتاج للراحه وتذهب للنوم قليلا وبعدها ليكن ما يكون.
بعد مرور عدة ساعات... استيقظت من النوم على صوت دقات خفيفه على باب غرفتها.
تفاجئت به لجوارها غافى وقد استيقظ أيضا لتوه مثلها يسأل :مين ؟
الخادمه :العشا جاهز يا فندم.
سليمان :تمام.. روحى انتى.
نظر لها بجانب عينه ولم يقول او يعقب حتى... كأنه حزين منها... وغاضب عليها.. وايضا كأنه طفل عابس من امه.
وهى بداخلها حرب من الأفكار لا تعرف على اى فكره تستقر.
إلى أن ابتسمت بنعومه وصوت ناعم ودود:انت نمت جنبى امتى؟
دق قلبه لطريقتها الناعمه ينظر لها بجانب عينه لكنه لا يود وان ينجرف بالعشم.
ظل ينظر امامه قائلاً باقتضاب:مش فاكر.
ابتسمت اكثر تنوى زيادة جرعة السم قائله وهى تتمسك بكتفه:انت لسه زعلان مني؟
نظر لها باعين مسائله مصدومه عينه تنتقل من النظر لابتسامتها ولطافتها معه و ليديها المتشبسه بها.. فى اول مبادره منها للمسه بعد كل ما عاشه معها ومن مشاعر اى زوجين لكنه كان دائم الفاعل فقط.
رمش باهدابه ثلاث مرات ينظر لها باستغراب فاكملت:حقك عليا... انا كنت متعصبه شويه.
ابتعدت تقول عابثه:بس انت كمان عصبتنى وقولت كلام وحش كتير.
ليتحدث بحزن كطفل:مانتى الى قولتى كلام مافيش راجل يستحمله.
جنه بمكر الفتيات اكملت عليه:ومش اى راجل.. ده انت سليمان الظاهر حبيب قلب سيدات التجمع والشيخ زايد.
سليمان بثقه:ومدينتى.
ضحكت بدلال:ياواد يا واثق انت.
التمعت عينه يفتح فمه... جنه تمازحه... هل يحلم ام ماذا؟!
مزاحها لطيف ومحبب لقلبه يدفع نصف عمره ولتظل تتعامل معه هكذا فقط.
صمت ينظر مستغربا فسألت تضحك بشقاوه:ايه بتبصلى كده ليه؟
سليمان :لا بس..
اخذ نفس عميق يكمل:نفسى تفضلى كذه معايا.
اخفت ضيقها منه تبتسم قائله :مانا بحاول اهو... تيجى نفتح مع بعض صفحه جديده يا سولى.
تخشب جسده يسأل :يا ايه؟!!
تحدثت بدلال وشقاوه وهى تقضم ارنبة انفه:يا سولى.. بدلعك.. مش قولنا هفتح صفحه جديده.
سليمان بفرحه:قوليها بقا كده تانى.
جنه وهى تبتسم باتساع:يا سولى.
ضمها له بلهفه يقبلها ثم ابتعد عنها يقول :انا فرحان بيكى اووى.
اتسعت عينها من الطريقه التى يتحدث بها وكانت الصدمه الاكبر وهى تسمعه يكمل بحماس:انا من بكرا هبعت اجيبلك كل كتبك من بيت باباكى.
لا تكاد تصدق هذا التحول الغير طبيعي... فقد تحول تماماً.
كل هذا لمجرد إظهارها لاستجابة بسيطه من ناحيتها فعلت به كل هذا.
هل نهله محقه وهو حقا يعشقها... وان كان فما هو القادم؟!.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا