
رواية جنة الظالم
الفصل الثالث 3
بقلم سوما العربي
كان يضمها لاحضانه لا اراديا مُسير وليس بمُخير.
وهى تحاول استيعاب هذا الهراء.. مالذى يقوله وما هذا الذى يحدث.
دفعته عنها تستدعى كل قوتها كيف له ان يفكر بالاقتراب بل ولمسها أيضا.
لتصرخ به بعنف:انت اتجننت ياجدع انت.. عيب على سنك إيه الى انت عامله ده؟
اتسعت عينه لاول مره يفعل احدهم معه كما فعلت... لم يذق للرفض طعماَ من قبل.. ماذا تقصد بجملتها الاخيره تلك.
تقدم ينظر لها بمزيج من الغضب المكبوت والاستغراب متسائلا:ايه عملت ايه؟ وايه عيب على سنك دى انتى شايفانى كبير ولا ايه؟
جنه:عملت ايه؟! مش عارف ماشاءالله... واه شايفاك كبير وعجوز ومش لايق لك الى بتعمله ده... ازاى تمد إيدك عليا مين سمحلك اصلاً.
صدم كليا من فارق العمر وانه بالفعل ملحوظ لها وغير مرحب به.
تقدم خطوه يقول باصرار وعنجهيه:انا الى سمحت لنفسى...وفرق السن الى بينا عادي على فكره وبتحصل كتير.
شدت شعرها غيظها منه ومن كلامه ومن عجرفته تحاول تفاديه وفقط الوصول للبيت تقبض راحة يدها تحاول تهدئة اعصابها مردده:طيب ماشى وماله.. ممكن ترجعنى بقا لو تكرمت.
استدار بهدوء يشعله سيجاره الفخم ثم يتكى على الاريكه ببرود شديد وهو يردد بعدما نفس دخان سيجاره:نرجع فين يا حبيبتي.
صرخت بجنون :حبيبة مين ياجدع انت... انت عايز تموتنى.
سليمان :بعد الشر عليكى يا روحى.
بروده سيجلب لها جلطه بالتأكيد جعلها تصرخ مجددا :رجعنى بقولك.
صمته هو المقابل فقالت من جديد ولكن بنبره حاولت صبغها باللين:لو سمحت رجعنى دلوقتي انا عندى درس تانى كمان نص ساعه ويادوب الحق اروح.
بمنتهى الهدوء رفع رأسه يخرج الدخان من انفه يقول :مش ضروري.
جنه بجنون:هو إيه ده الى مش مهم ياجدع انت؟!
سليمان :الدرس او الدراسه عموما.
جنه:يامثبت العقل والدين يارب... ده الى هو ازاى يعنى؟
رفع كتفيه ببساطه كانه يخبرها بطقس اليوم ليس بقرار يقلب حياة اى شخص:انتى هتبقى مرات ملياردير هتحتاجى الدراسه فى ايه؟!
يتحدث بجديه تثير الجنون... فقدت بالفعل كل اعصابها صارخه فى وجهه :إيه الجنان الى بتقولو ده... بتقرا الكف مثلاً وملياردير مين الى انا هتجوزوا؟
وقف وقد حانت اللحظه... اقترب منها.. ضمها له مبتسما بثقه مستفزه يخبرها:انا يا حبيبتي.. انا ملياردير وقررت اتجوزك.
ابعدته عنها فابتعد ونظرت له كأنه انسان باربع اذرع تردد:يا حليله.. قررت خلاص يعنى... ياما شاء الله ياما شاء الله.. وماله ياخويا... يالا بقا نرجع للبر بس وبكرا هنتجوز انا وانت وبابا وناهد وكلنا... يالا.
ابتسم يعلم انها تستهزء به.. فجلس مجددا يقول :مش قبل مايحصل كل الى خططله.
جنه:الى هو؟
سليمان :نقعد مع بعض هنا شويه... ونتغدى.. انا محضرلك غدا هايل على زوقى.
كتفت ذراعيها حول صدرها تردد:شكراً مش عايزه.
وقف يمسك يدها وهو يقشعر لاحساس يدها بيده ثم يبتسم أثر ذلك ويسحبها خلفه حتى جلسوا على حافة اليخت على مائده معده بإتقان بها اصناف شهيه من الطعام.
سحب لها مقعد يجلسها بحب وعنايه:اقعدى ياروحى.
نظرت له بضيق تنفذ أمره مرغمه تحاول مسايرته لحين الخروج من هذا الوضع.
ابتسم عليها مقررا الاستمتاع مهما كان فهى معه وانتهى.
جلس لجوارها يبدأ فى طعامه يلاحظ انها لا تأكل هى فقط تنفذ الأوامر.
وضع قطعة لحم بفمه يمضغها باستمتاع ثم قال لها:كلى ياجنه لو عايزة فعلاً ترجعى والا هنبات هنا وانا برجح الحته دى اكتر بصراحة.
على مضض بدأت بتناول الطعام تدعو ان ينتهى سريعاً كل هذا.
كان يجلس يراقبها بحب كبير... يشعر لاول مره بطعم سعاده جديد ومختلف لا يضاهيه اى شعور شعر به مسبقاً.
يعلم انها تجاريه فقط كى تخرج من هذا الوضع.
يمضغ طعامه وهو ينظر لها وهى لجواره.. يأخذ نفس عميييق بزفره براحه يستمتع بالنظر لها وهى معه.. مد يده يمررها بخصلاتها البنيه الرائعه... متعه مابعدها متعه رغم معرفته انها لجواره مرغمه.
وضعت الطعام من يدها تزيح يده عن شعرها بسماجه وضيق قائله :ايدك ملحوسه على فكره ماتقرفوناش بقا.
ضحك بشده وهى نظرت له تتأكد انه ابله قائله :ايه الفاّنى فى الى قولتوا عشان تكركر كده يعنى.
نظر لها بهيام يعض شفته قائلاً وهو يستمتع بكل وقته معها بطريقه غير عاديه.
تحسس وجنتها وهو يقشعر لاحساسه بها يخبرها:اى حاجة منك مختلفه وبتبسطنى ياجنتى.
ازاحت كفه السارحه بحريه من على وجنتها تقول بضيق:يامثبت العقل والدين يارب.. شيل ايدك يا ابا لأ توحشك.. وايه جنتى جنتى.. بأمارة ايه يعنى ولا بتاع ايه.
سليمان وهو يبتسم على شراسته التى اعجبته :شكلك بتنسى ياروحى.. انا من شويه صغيرين زيك كده قولتك انك بقيتى حبيبتي.. وانك بردو هتبقى مراتى... يبقى اعمل واقول الى انا عايزه.
رفعت شفتها العليا مستنكره تردد:والنبى صحيح... بقولك ايه.. انا شبعت مايلا بينا عشان انا عندى مراره واحده.
رفع حاجب واحد بضيق منها.. حديثها لا يعجبه... يتغزل بها وبالمقابل يتلقى الصد.
اخذ نفس عمييق يهدئ حاله فليمتلكها اولا وبعدها يتصرف.
حاول رسم ابتسامة على وجهه وقال :اوكى يالا بينا.
وقفت تشعر انه واخيرا سيفرج عنها.. تقف سريعاً وهى تشعر باليخت يقف على احدى الضفاف.
وأخيراً تستطيع التقاط انفاسها تهم بالتحرك سريعاً لكنه نادى عليها يوقفها :جنننه.
التفتت له وجدته يجذبها بقوه لاحضانه يخرج هاتفه قائلاً :مش هنمشى غير لما نتصور مع بعض الأول هنا.
لم يترك لها خيار او جواب إنما ضمها له بقوه يبتسم باتساع وفرحه كبيره مستمتع جدا.
يلتقط عدة صور لهم سوياً وهى تنظر له بزهول.
انتهى يتنهد براحه قائلاً وهو يضع الهاتف فى جيب بذلته :يالا بينا.
زفرت بضيق.. لو تصل فقط للبيت.. لو تصل.. ساعتها ستفرغ غضبها به وتريه لسانها السليط على حق.
تقدم وهو يتنهد بعشق يشبك يده بيدها.
وهى تجاريه اول ماخطتت بقدمها خارج اليخت همت لتركض بسرعة البرق تفض يدها عن يده لكنه الاقوى.. جذبها ناحيته يتحدث من بين أسنانه :بتجرى منى من اولها يا جنتى... كنت حاسس والله ان مالكيش أمان.. سو تعالى بقا.
جذبها يلصقها به يضمها من خصرها بتملك.
وهى اعانها الله عقلها سينفجر.. تحملته بكل طاقه لديها لكنه يزيد الأمر سوء.. كأنه يختبر طاقتها التى نفدت فعليا فاخذت تتحرك بعنف من تحت قبضته التى تضمها وتجذبها له لكنه احكم قبضته أكثر يقول:بس ياروحى بطلى حركه عشان الى بتعمليه ده انيل، مش عايز افسرلك.
صكت أسنانها بغيظ وهو اكمل يشير للسياره:خلاص وصلنا عربيتى اهى... تحفه مش كده.
جنه:ماتخلص بقا مش قولت هتروحنى ولا كان كلام عيال.
علم انها تخبره... لم انبهر واريد التخلص منك.
رفع حاجب واحد بعدم رضا ثم قال بجديه:انا الى عايز نروح بيتك اكتر منك.. يالا يا حبيبي.
مازال يسحبها معه كأنها قطعه منه وهى بالفعل له كذلك.
اما بالنسبة لها فالوضع مستفز لدرجة تتمنى لو لديها القدره الجسديه على سحقه ضربا... تندم بشده كونها لم تصغى لنصيحة والدتها حين نصحتها بتعلم اى فنون قتاليه.
فتح لها باب السيارة يجلسها بها وهو يطمئن عليها يناظرها بحب واهتمام لم يسبق ووجهه لأحد ولا حتى والده الحبيب.
استدار يجلس لجوراها سعيد لاقصى درجه يقود السياره قائلاً :بصى ياحبيبي واحنا قدام بابا ماتقلقيش وسبينى انا هتكلم وهخلص كل حاجه معاه.
رفعت وجهها تدعو الله :يارب يارب انا لا عايزه جاه ولا مال... يارب ربع ثقته بنفسه يارب.
قهقه بقوه عليها يحاول التحدث من وسط نوبة ضحكه:ههههههه..مش هتحتاجى جاه ولا مال ياحبيبتي ههههههههه.
مد كف يده يجذب يدها يقبلها مرددا:انتى هيبقى عندك فلوس لو فضلتى تاكلى فيها لحد ما تشيبى مش هتخلص.
نظر لها ينتظر الانبهار وهو يكمل عليها :انا عندى فلوس كتير اووى.
تهللت اساريره وهو يراها بالفعل بدأت تنبهر تستدير بجسدها تنظر له بفضول :يعنى عندك فلوس كتير اووى؟!
اخذ يؤكد لها بقوه ربما تقترب :اوى اوى ياروحى.
فاجأته تقول:طب مابتروحش تتعالج ليه بدل ما تطلع جنانك على بنات الناس.
سددت ضربتها فى الصميم جعلته ينظر لها بزهول لدقيقه ثم زم شفتيه يبتسم باعجاب يخبرها:اووووه.. انا هسميكى بطلة قصف الجبهات... انتى طيرتى الجبهه خالص ياروحى.
جنه:على فكره قديمه.
ضم كفها له يبتسم بسعادة وأمل ويتنهد براحه :مش مهم.. انا مبسوط انك معايا.
جنه:صبرنى ياصبر.
ابتسم عليها وصمت قليلا حتى تحدثت هى بهلع وهى تراه يقترب بسيارته من منطقتها قائله بتوسل:خلاص بقا والنبى نزلنى هنا انشالله يخليك ماينفعش انزل من عربيتك قدام الحته.
سليمان باعتراض:نعم لأ طبعاً واتعودى على كده قولتلك.. بقولك هتبقى مراتى.
جنه مسايره إياه :ايوه ماشى حاضر هبقى مراتك وماله بس والنبى نزلنى هنا الناس هتمسك سيرتى وهياكلوا وش بابا يقولوا على بنته إيه؟
سليمان :بس يا حبيبي... اهدى خالص وانا اصلاً طالع معاكى عشان اتكلم مع بابا فى الى اتفقنا عليه.
نفذت طاقتها... كونها ستدخل للحاره معه وبسيارته لاهى كارثه كبيره بالنسبة لها ولاهلها ولمجتمعها كله.
انفجرت به دفعه واحده :اسمع بقا ياجدع انت انا سايرتك كتير واخدتك على اد عقلك كتير لكن لحد كده وكفايه اوى انا... قاطعها هو بقوه يخبرها فقط بما قرر:انا الى عايزك تعرفى انى بتكلم جد وقررت فعلاً يا جنه وعارف انك كنتى بتسايرينى... انزلى معايا من غير ما نلم الناس حوالينا.
اغضمت عينها تستغفر الله تسأل عن ذلك الذنب الذى اقترفته كى يفعل بها الله هكذا.
دلف بسيارته داخل الحاره بالفعل وبعض الماره يركز بانظاره على جنه ابنة منطقتهم وهى تخرج مع رجل من سياره فارهه.
وزاد الأمر سوء وبجاحه وهو يتقدم لجوارها ويضمها له كأنه يتمشى بالشانزلزيه وليس بمنطقه شعبيه فى احد حارات مصر القديمه.
هنا ولم تتحمل دفعته بعزم قوتها تقول :ماتبس بقا.. ماتبس بقا وتتلم.. حط فى عينك حصوة ملح انت مفكر نفسك في مدينتى... ماتقرفوناش بقا.
ضحك مجددا يحب حتى دفعتها فى الحديث ويخبرها بذلك:عنيفه انتى اوووى.
نظرت له بنفور تتقدم معه لداخل بيتها همت لتصعد السلم ولكن شكت بأمره فالتفتت له وقد كان شكها بمحلٍه فقد ضبطه ينظر لجسدها من اسفل هنهرته بغيظ ونفور :مش عيب عليك.. بتبص على ايه؟
سليمان :واحد وبيبص على مراته عادى جدا.
جنه:لسانى عاجز عن الشتيمه... اطلع انت قدامى.. اتفضل خلينا نخلص.. او روح احسن والله.
تقدم امامها يقول ببرود وثقه فعلاً مستفزه :لما نتجوز هروح يا حبيبي.
حاولت كبت اعصابها قدر المستطاع حتى تصل فقط لاحضان والدها.
توقفت عند باب شقتها تدق الباب فعرف ان هذه شقتهم فعاد وتوقف لجوارها يبتسم بسعادة.. يضم يدها له كى يصدم والدها
فتح الباب وكان والدها الذى ابتسم لها بترحاب مالبس وتجهم وهو ينظر لكف يد ابنته التى بيد رجل كبير وامامه.
تملصت من يد سليمان عنوه وتحامت باحضان والدها الذى رغم احتواءه لها باحضانه لكنه مازال متعصب بشده يسأل بغضب :مين الراجل ده يا جنه وماسك ايدك كده ليه.
همت لتتحدث بسرعه تستنجد به من أفعال ذاك المعتوه ولكن سليمان يسبق دائمآ.
حيث اسكتها يمثل بمهاره:استنى انتى يا حبيبتي انا هفهم بابا كل حاجه.
اتسعت أعين محمود بغضب يردد :حبيبتو؟!
نفت جنه سريعاً :لأ والله يا بابا.. ده راجل معتوه وشاكله عنده مشكله في مخه... ده.. قاطعها سليمان :ماتخافيش من بابا يا حبيبي هو اكيد هيفهم ان الحب مالوش كبير وهيوافق على جوازنا زى مابنحلم بقالنا كتير.
محمود بصدمه لابنته :بقالكوا كتير؟!
رفعت جنه اصبعها تحلف مئه يمين:واقسملك بالله ماشفتو فى حياتى غير مرتين مره امبارح ومره من ساعه.. بس هو الى معتوه اقسم بالله.
سليمان :جنه حبيبتي انا معاكى ماتخافيش من حد طول مانا موجود.
غار محمود كثيرا علاوه على كونه مستفز يقول :ماتيجى تقف مكانى انا الى اقولها كده انا الى ابوها.
سليمان :اوعدك انى ابقى ابوها زى ما بقيت حبيبها.
جنه :والله يا بابا مافى حاجة من دى.
اخذ محمود نفس عميييق يتحكم فى غضبه يقول من بين أسنانه :استنى انتى دلوقتي.
وضعها خلف ظهره يقف مقابل سليمان يكتف ذراعيه حول صدره قائلاً :اؤمر.
نوى سليمان تحمله حتى يصل لها وابتسم بتحمل يقول :طب هنتكلم من على الباب دى مش أصول ولاد البلد ابدا.
محمود :لا طبعا... اتفضل.
دلف وجذب ابنته لحضنه حتى يفهم مايحدث سيحميها خصوصا وهو يشعر فعلاً بخوفها.
أشار له على احد الارائك قائلاً :اتفضل.
نظر لجنه وقال :خلى ماما تعملنا حاجة نشربها ياحبيبتي.
سليمان :لا شكرا.
محمود بكبر :براحتك.
ابتسم سليمان عليه يعلم ممن اخذت صغيرته خصالها ثم قال :انا سليمان الظاهر... قاطعه محمود بنفور :سليمان الظالم؟
همهم سليمان... وصل لوالدها ذلك اللقب إذا مهمته صعبه بعض الشئ.
صمت لبرهه ثم قال :دى كلها القاب مالهاش لازمه طلعوها عليا عشان انا فى الشغل مابرحمش.
محمود بعدم اقتناع:مفهوم مفهوم... اؤمر بردو.
رغم نبرة محمود الهجومية الا ان سليمان لم يرتبك.. كيف لرجل ظالم ومتجبر ان يرتبك.. هو معتاد على الجبروت والتبجح.
تحدث بهدوء لكنه لم يظهر الجانب المغتر داخله حتى الآن فقط ليظفر بها أولا وبعدها تظهر شخصية الظالم.
سليمان :طيب كده مش محتاج اعرفك بنفسى كتير... كده انت عارف انا مين وابن مين فندخل فى الموضوع على طول.
محمود بكبر يجيب بالقطارة :الى هو؟
صك سليمان أسنانه يحاول التماسك وتقبل كبر احدهم عليه فقط كونه ولى امر الفتاه الوحيده التى وقع لها.
حاول رسم ابتسامة متقبله يقول :انا عايز اتجوز جنه بنتك.
اتسعت اعين جنه... اصراره غريب ومريب بالنسبة لها.
رغم صدمة محمود الداخليه إلا أن العضب كان أكبر فصرخ به وهو ينتفض:انت اتجننت ياجدع انت.. ولا رافع حاجة وجاى تعمل دماغ عندنا.
وقف سليمان يرفض اى إهانه يقول بغضب:استاذ محمود انا ماسك اعصابى بالعافيه بس مش هسمح... قاطعه محمود :بلا تسمح بلا ماتسمحش... جاى وماسك فى البت وعمال تكدب وعايز تفهمني انكو مترافقين بس انا مربى بنتى كويس وحافظها وغير ده وده هى اصلاً لو عايزه وموافقه تتجوزك انا بردو مش هجوزهالك ولو على جثتى.
سليمان بدأت تظهر عليه إمارات الغضب... الوجه الحليم الذى ارتداه لا يلائمه ولا يدوم معه كثيرا.
خرج صوته غاضب :ليه بس يا استاذ محمود.. انا داخل البيت من بابه إيه المشكله؟
محمود :لأ هى مش مشكله دى مشاكل وانا حتى مش مجبر اقولها... واتفضل من غير مطرود وإياك تتعرض لبنتى تانى.
هاجت اعصاب سليمان اعتقد انه سيتزوجها بأقرب وقت.
فلتت اعصابه يقول :وانا مش ماشى من هنا إلا اما اعرف لأ ليه.... ايه الى يمنع.
محمود :ماهو بعيد عن سمعتك الى زى البلاك.. انت مش شايف انك من سن ابوها.
سليمان بحرج:ااا. لأ.. انا أصغر منك بكام سنه.. ووو.. دى مش مشكله اوى.. عادى بتحصل.. انا بحبها وهوفرلها العيشه الى اى بنت تتمناها.
محمود :اهى دى بقى نمره اتنين... فى حاجات انت مش هتعرف تشتريهالها حتى لو انت عايز... لو سمحت وبهدوء امشى انا مش حابب اهينك.
سليمان :حاجات الى الى مش هعرف اشتريها... هى تشاور بس وانا نفسى تحت أمرها.
محمود بحزم:الكلام خلص لو سمحت اطلع برا.
سليمان بصدمه :نعم؟
محمود :ايه؟ بطردك.. هتطلع انت برا ولا ازقك اطلعك؟
وقف سليمان باعين متسعه مصدوم يتنقل بنظره بين محمود وجنته المنكمشه بوالدها تستنجد منه به.
تحدث بغضب :همشى... بس ورب السما والأرض ماحد هيلمس شعره ولا هيقرب منها غيرى.
وقف محمود غاضب :انت بتحلف عليا وعلى بنتى وف بيتى.. طب نجوم السما اقربلك منها وابقى روح اتعالج عشان انت مش مظبوط.
سليمان بتوعد:ماشى... تمام اووى.
القى نظره عليها ليزداد وهج عينه وهو يراها موافقه على كل ماقاله والدها وتحتمى بظهره أيضا.
خرج من البيت كله ليستدير محمود لابنته التى ابتلعت رمقها بصعوبه تقول :بص... انا والله هحكيلك كل حاجه حصلت واقسم بالله ما هكدب بحرف.
محمود بجمود:قولى.
عاودت بلع رمقها تقص عليه كل شئ حدث وهو يتسمع بانتباه شديد
_____________________________
ايام مرت وهو بحال غير الحال.. تقريبا جن وفقد اعصابه... حتى بالبيت انتبه الكل لذلك.
وجلست نهله مع شوكت بعدما فاض بها الكيل تشتكيه:بقى مش طبيعي خالص ياعمى.. يعنى انا عارفه انه عصبى وغامض وشديد بس الفتره دي هو فعلاً مش طبيعي.
كان يصغى لها وهو صامت.. بالفعل قد لاحظ تغير غير عادي على ابنه.
تحدث بتروى وقال :طب روحى انتى يا بنتى وانا كده كده كنت رايح الشركه وهتكلم معاه.
نهله بتوتر:بس ياعمى... قاطعها يومئ برأسه مؤكدا :مش هيعرف إنك اتكلمتى معايا في حاجة.. ابنى وعارفه.
نهله :شكرا ياعمى.. عنئذنك.
هز رأسه بصمت وهى وقفت تغادر.. وبعدها وقف يستند لعكازه وأمر سائقه ان يذهب به لعند سليمان.
_____________________________
وصل محمود بيته فى اول النهار على غير عادته.
فذهبت له داليا سريعاً مستغربه تسأل :مالك يا محمود.. فيك إيه... انت تعبان ولا ايه كفالله الشر.
محمود :ماتقلقيش يا داليا انا كويس.
داليا :امال فيك ايه بس... اوعى تكون لسه زعلان من جنه مش اتكلمنا معاها وعرفت غلتطها إيه وقالت مش هتسكتله تانى.. وهو كمان الى بجح وفرض نفسه عليها.. البت كانت بطولها ماعرفتش تتصرف.
محمود :لأ مش زعلان منها.
داليا بحيره وقلق :امال بيك ايه بس.
محمود بتعب وهم:رفدونى من الشغل.
صدمت داليا تضرب مقدمة صدرها:إيه؟ ازاى؟ وليه؟ ده انت من احسن وأقدم الموظفين هناك وصاحب الشغل راجل محترم.
محمود :الراجل زى ما يكون مجبور يرفدنى يا داليا.
اتسعت عينها تقول :يعنىى..
هز رأسه يؤكد :ايوه مافيش غيره... عايز يلوى رقبتى.
صمتت داليا تأخذ نفس عميق تقول بغضب وإصرار :ولا يهمك ياخويا.. سلمها لله ده هو الى بيرزق... خلينا نعيش اليوم بيومه لحد ما ربنا يسهل.
هز رأسه يردد:ونعم بالله... ونعم بالله.
_____________________________
وصل شوكت للشركه يمشى فى اركانها وهو يشعر بتوتر ف الأجواء.. بالتأكيد كل ذلك بسبب مزاجية ابنه.
صعد لمكتبه حتى وصل ودلف للداخل دفعه واحده وجده يصرخ بمساعدته :مش قولت أجلى... يبقى يتأجل،وخدى القهوه دى.. عايزها ساده وبوش... غورى من خلقتى... غوووورى.
صمت وهو يرى والده امامه واستدار يحاول مداراة غضبه.
نطرت السكرتيرة لشوكت بعجز فأمرها بعينه ان تنصرف.
كان مازال موليه ظهره يبتعد بعينه عن مواجهته.
ولكن شوكت ذهب ووقف مقابله يقول :فيك ايه.✨✨
لم يجيب... فصرخ به :انطق... فيك اييه.. بقالك كام يوم عمال تلغى وتأجل فى مواعيد مع اهم ناس فى البلد... سليمان الى عمره ماغلط غلطه واحدة فى شغله بدأ يعك.. حتى فى البيت كله واخد باله انك فيك حاجه..
إيه الى حاصل؟
سليمان بغضب:اديك قولت... عمرى ماغلط.. طول عمرى شايل وساكت.. مافيهاش حاجة لو... قاطعه سليمان باصرار:الحكايه دى فيها ست.. قولى هى مين وتجيلك تحت رجلك وقتى.
اغمض عينيه يصك اسنانه ويضم قبضة يده بعجز.
نظر شوكت لحركاته بغضب يقول :قولى هى مين وانا مابقاش شوكت ان ما جبتها تركع ليلاتى عند رجلك... هى مين ولا بنت مين حتى لو متجوزه وعندها اورطة عيال هجيبهالك.
تحدث بعدما فاض الكيل بوالده:مش ست... مش ست... دى عيله... ابنك سليمان بص لعيله... وبنت موظف عادى خالص بكلمه منى قطعت عيشه... بس رفض... وكل يوم بيرفض.
شوكت:قوم تعالى معايا... والليله... شوف الليله هجوزهالك.. خليك تروق وتفضى لشغلنا..
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا