رواية خطوبة بعقد إيجار الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17 والاخير بقلم صابرين شعبان


رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل السادس عشر 16 
والسابع عشر 17 والاخير 
بقلم صابرين شعبان 

منذ أخبره والده أنها  نائمة و أنها  ستتحدث معه حين تستفيق  و هو يبدو كالأسد الحبيس ينتظرها لتفيق من نومها ..زفر سيف بضيق ..« أوف عامر كف عن الحركة لقد أشعرتني بالدوار  أجلس و أنتظر قليلاً بعد و بعدها أذهب إليها »
نهره عامر بغيظ ..« هلا صمت و أغلقت فمك على لسانك هذا الذي كلما تحدثت به أذددت كرها لك حقا فأنت شخص مستفز »
ضحك سيف بمرح قائلاً ..« و هل تظن أني غارق في حبك يا رجل و لكني فقط سأحاول تقبلك من أجل هدية فقط لا أكثر »
قال حازم الجالس يراقب ما يحدث ..« هل هدئتما كلاكما و سأرسل شيماء لتراها و تطمئن إذا كانت أفاقت أم لا»
قال سيف و عامر بحنق ..« فلتصمت أنت و لا تتدخل بيننا فهمت »
فهبت شيماء قائلة بعضب ..« أيها الوغدان أن لم تحترما زوجي ألقيت بكما في الخارج و لن تروها مرة أخرى ثقا بذلك » 
ثم التفتت لحازم قائلة بقوة و جدية ..« حبيبي إذا بدر من أحدهما كلمة تسئ لك أريد قبضتك هذه أن تترك أثرها على وجهه و تعيد تكوينه من جديد أنت هنا سيد المنزل الذي يمكثان به و إذا لم يعجبهما فليرطما رأسيهما في أقرب حائط .. أنا ذاهبه لأرى هدية »
تركتهم و إبتسامة حنونه على وجه زوجها  و نظرة ذهول من عامر و سيف و هذا الأخير يهتف ..« يا إلهي  ما هذه المرأة أنها تخيف أكثر من زوجها الضخم هذا » 
أنفجر حازم ضاحكا فهى تعلم جيداً أنه لا يحتاج من يدافع عنه و لكنها أيضاً تعرف أن أخلاقة لن تسمح له بإهانة أحدا تحت سقف منزله و لذلك هى فقط  تحاول تأديبهم بطريقتها  قال حازم بحنان و فخر محب   ..« هذه  زوجتي يا سادة »

جلس بجوارها على الفراش بعد أن سمحت له بالدخول كان ينظر بحزن  لوجهها الشاحب و يدها  المتصلة بالمغذي بعلامتها الزرقاء   لم تتحدث و هى تستند برأسها على الوسادة مغمضة العينين هربا من نظراته تخشي أن ترى أحداها لائمة  أصدر صوت  خافتا و هو يقول برقة ..
«حبيبتي  » فتحت عيناها تنظر إليه و دموعها تجد طريقها في خطين مستقيمين نزولا لشفتيها  التى تجمعت عندها دموعها التي  تتذوق  ملوحتها داخل فمها  دنا منها بحنان يحتويها  يقبل شفتيها برقة  هامسا من بين قبلاته ..« حبيبتي ..زوجتي ..لا تبكي يا أحدى نبضات القلب الذي كاد يتوقف منذ  غادرته ..لا تبكي يا نفس من أنفاسي و التي أبت العودة لصدري بدونك ..اه اه هديتي لو تعلمين ماذا فعل بي فراقك  لقد كنت بلا روح بدونك »  تشبثت بعنقه و هى تبكي بحرقة و ضغط يديه يذداد  ليحتوي جسدها بقوة حانية  لبيعث في نفسه الطمئنينه أنها أخيرا أصبحت بين ذراعيه و عادت له حبيبته  هديته  أنتظرها لتهدء و تفرغ كل إنفعالاتها على صدره  حتى يستطيع محادثتها عن كل ما يضيق به صدرها  هدئت بعد وقت قليل و هو يقول  بهدوء.. «  حبيبتي أريد أن أخبرك عن كل ما سمعته و حقيقة الأمر كله  » أومات برأسها موافقة لسماعه   فتنهد براحة قائلاً ..« أنت تعلمين أني كنت مقيما في الخارج منذ عدة سنوات أليس كذلك »  هزت رأسها بصمت و هى مازالت متكئه على صدره فأكمل  ..« وقتها 

**
هتفت به تناديه بلهفة ..« سيد عامر  أنتظر »
وقف عامر ينظر بريبه للواقفة أمامه قائلاً بتساؤل ..« هل أعرفك »
أرتبكت رؤى بخجل قائلة ببعض القلق ..« لا سيدي لا تعرفني و لكني أعرفك لدينا صديق مشترك » صمتت قليلاً ثم أكملت بتردد ..« أنا أريد  مساعدتك في أمر هام سيد عامر أرجوك»
نظر لساعة يده  و قال ..« الآن فأنا لدي شئ هام يجب على فعله »
ردت بلهفة ..« هل يمكنني رؤيتك غداً إذا سمحت فالأمر هام و لا يحتمل التأخيل  »  قال عامر بهدوء ..« حسنا غداً في العاشرة صباحاً في مطعم الفندق  فأنا هنا للغد فقط ثم سأرحل » 
قالت براحة ..« حسنا سيدي هذا جيد و لكن هلا قابلتك في غرفتك أنا لا أستطيع الظهور معك في مكان عام كالمطعم فلي أصدقاء يعملون هنا رجاء سيدي »  تنهد عامر بضيق و لكن نظرة الرجاء في عينيها لم تجعله يخذلها فقال موافقا ..« حسنا رقم غرفتي هو .. سأنتظر في العاشرة  أتفقنا » هزت رأسها فرحة و كأنها ربحت الجائزة الكبرى مما ذاد من ريبته  تركها و رحل على وعد باللقاء ...

في اليوم التالي ..

طرقت باب غرفته في الموعد فدعاها للدخول  ..دلفت داخل الغرفة و عامر يشير لها بالجلوس تاركا باب الغرفة مفتوحا  جلست بهدوء تقول بإعتذار ..« أسفة سيدي لإزعاجك »
أبتسم عامر برقة مشيحا بيده ..« لا عليك  أخبريني كيف لي أن أساعدك»
قالت تجيبه ..« سيدي و حتى لا أطيل عليك أنا أريد منك معروفا »
قال بجدية ..« تفضلي أنا أسمع »
قالت بشئ من الحزن ..« أنا أريد منك أن توصلني لخالد صديقك و قبل أن تسألني أنه هو الصديق المشترك الذي أخبرتك عنه كل ما أريده منك هو فقط أيصالي به أو جعله يحادثني .. أنا معي رقمه الخاص و لكنه لا يجيب هو من أخبرني أنك تقيم هنا للوقت الحالي  منذ أسبوعين تقريباً و لكن من وقتها لا أستطيع الوصول إليه رجاءا سيد عامر »
قال عامر بريبه ..« إذا كان هاتفه لا يجيب ما أدراك أنه سيجيب اتصالاتي أنا »
قالت بحزن ..« سيدي أنا لم أقل أنه سيجيبك أنا أعلم أنك مقرب من عائلته هو أخبرني بذلك و أنا فقط أتمنى أن تساعدني لأصل إليه عن طريق أحدا من عائلته فقط أريد أن يحادثني مرة واحدة رجاء » 
لم تخبره ما علاقتها بخالد أو ماذا تريد منه  فقط تريد الوصول إليه  و  هذا ما حدث حاول الوصول إليه عن طريق منزله أو أحدا من أخوته و لكنه لم يستطع فقد كان على خلاف مع والده في ذلك الوقت لسبب ما لم يعرفه قابلها مرة أخرى  و قال إنه لم يستطع الوصول إليه  عن طريق أفراد العائلة واعدا إياها أن يحاول مرة أخرى ..

قالت هدية متسأله .. « و ما الذي حدث وقتها هل أستطعت مساعدتها »
رد بهدوء ..« لا لم  أستطع المرة الأخيرة التي رأيتها بها  كانت تبدو يأسه حزينه فطمئنتها أني سأستمر بالمحاولة و العثور عليه و أني سأذهب إليه عند رجوعي لمصر  فشكرتني و أنصرفت »

صمتت قليلاً فأكمل مؤكدا ..« أقسم لم أعرف عنها شئ آخر غير ما قالته لي وقتها أصيب والدي بوعكة صحية أضطرتني للعودة   عند عودتي بعد الإطمئنان على والدي تذكرت أمرها  فذهبت لخالد كان مازال مختفيا و عائلته لم تكن تعلم عنه شيئاً  فقلت سأنتظر لحين عودته  في ذلك الوقت سأت حالة والدي كنت قلقاً خائفا و لم أهتم بشئ  و حين تحسنت حالته أنشغلت بالشركة و لم أفكر وقتها في العودة للخارج مرة أخرى بعد  عدة أشهر رأيت خالد و عند رؤيته تذكرت أمر الفتاة فأخبرته وقتها تعجبت من أمره فهو لم يجيبني أو يقول هل كان على أتصال بها أم لا علمت وقتها أنه سافر مرة أخرى و عاد بعد بضعة أيام و لكنه لم يكن  خالد الذي أعرفه  كان حزينا غاضبا بعض الأحيان كان ينظر لي بإتهام كأني أذيته و لم أعرف منه وقتها  عندما سألته عنها لم يقل غير أنها قد.. أنها.. ماتت..لا أعلم شعرت بالذنب بعض الشئ لاني لم أستطع مساعدتها في ذلك الوقت » 
« و ما علاقة أخي بها و كيف عرف عنكما » سألته هدية بلهفة فأجاب ببعض القلق ..« لقد رأني معها في الفندق عندما كنت أحادثها  و رأها و هى تخرج من غرفتي في الفندق و ما أخبرني به أنه كان على معرفة بها من قبل و لذلك ظن أنه أنا من كنت على علاقة بها »
سألته بريبه .. « و خالد »
أكمل عامر ..« أبتعدنا لسنوات ثم ظهر مرة أخرى عندما بدأت تلك الشائعات تنتشر عني و هو من أخبرني عنك و ما قلته للفتيات في المعهد عنا و لكني أعلم أنه أخبرني عنك فقط بسوء  نية لأن ظهورك وقتها مع ما ينشر كان يخدم مصلحته ذلك الوقت كان فقط يضيف مشكلة جديدة لي » 
« هل تقول ما فهمته عامر أم أن عقلي يصور لي أشياء خاطئة »
أجاب بحزم ..« لا ما فهمته صحيح خالد هو وراء ما ينشر عني و فقط محاولته توريط سيف ما هي إلا طعنه إضافيه لي  حتى اظن أن الناس المقربين لي أيضاً يخدعوني » 
سألته بغيظ من هذا الوغد الذي لم ترتاح له منذ رأته ..« كيف ورط أخي في الأمر حتى تصدق أنه خلف ما يحدث » 
رد بلامبالاة ..« برشوة أحدهم ليجعلني لأصدق   أن سيف خلف ذلك » 
« و لما فعل معك كل هذا و هو صديقك » قالتها هدية بحزن
فزفر عامر بضيق ..« مثلما ظننت أن سيف فعل ذلك.. فقط لينتقم لموت رؤى فهو يلومني على ذلك رغم أني حاولت الوصول له كثيرا و لكنه يعتقد أني تخليت عنها و لذلك ماتت »
قالت بحنق ..« هذا الوغد و لما يورط أخي في الأمر »
أبتسم عامر ..« حتى أتركك »
نظرت إليه بتساؤل فقال بحنان ..« يوم خطبتنا رأى أني تعلقت بك و ظن أني سأتركك عندما أكتشف أمر سيف و لم يعلم أنه بدل تركي لك سإجبرك على الزواج بي   أعتقد أني لم أكن أعلم شيئاً لولا مشاجرتي مع سيف ذلك اليوم المشئوم »
سألته بقلق ..« هل واجهته بالأمر »
قال عامر بهدوء و بعض الحزن ..« أجل ..لقد ..لقد أبرحته ضربا  لقد كنت يأسا خائفا الا أجدك مما جعلني أصب جام غضبي عليه لم يكن يقلقني ما ينشره و ما يصدقه عني أني لم أساعدها و تخليت عنها  كل ما كان يهمني هو تصديقك أنت للأمر و أني حقا لم أكن على علاقة بأحداهن و هذا ذاد من رعبي أن تختفي للأبد و الا تعودي » 
دفنت رأسها بصدره و هى تبكي بحرقة بعد أن أنجلت كل  المشاكل  فشعر بالخوف ..« لم تبكي الآن حبيبتي الا زلت تشكين بي الا تصدقيني  »
هزت رأسها نافية  فسألها بحيره ..« لم البكاء إذا حبيبتي توقفي أنا لا أريدك أن تمرضي من الحزن »
قالت يأسه غاضبة من نفسها ..« أنظر ماذا فعلت بنا أنظر لما أوصلتنا إليه بغبائي عامر لقد ..لقد فقدت طفلي فقدته بغبائي و عنادي و عدم سماحي لك بالحديث معي من قبل لم اعطك فرصة لتخبرني بالأمر فقط تصرفت بطفوليه و تهور و تسببت في الأذى لكل من حولي و أقلقت الجميع .. أبي أخي حازم و زوجته و أنت كيف لك أن تسامحني و تقبلني بعد كل ما فعلت  كيف لك ..» وضع أصبعه على شفتيها يصمتها و قال بحنان ..« أصمتي أصمتي يا غبية  أنت لا تعرفين ما تفعلينه بي عندما تبكين هكذا أنت تقتلينني هكذا لتأكيدك أني أبكيك مجدداً حتى لو كان بكاءك مختلفا هذه المرة يظل يمزق قلبي حزنا لأجلك  حبيبتي أنسي ما حدث  تذكرى فقط حبي لك  أنت حياتي هدية أنت عمري كله هل تعلمين أنا لم يكن لي حبيبة من قبل أو صديقة مقربة أو حتى زميلة في الدراسة ..نعم أنا لم يكن لدي رغبة أو فضول تجاه الفتيات يوماً  سافرت للخارج و كان كل شئ مباح لديهم في مجتمعهم المفتوح و رغم ذلك لم أتأثر بذلك  لم أنظر لفتاة برغبة كما إليك عندما دخلت فتاة صغيرة بشعرها الأسود القصير و بنطالها الممزق  تنظر إلي بتحدي و تقول إنه ليس أنا  حبيبها المقصود ثم  و هى تنظر للبعيد و تصفني و تتغزل بي  ثم ترفع عينيها و تأكد لي أنه ليس أنا  و تسخر قائلة لي يا جدي »
ضحكت هدية بخجل متذمرة ذلك اليوم الذي رأته فيه لأول مرة ..
« هل تعرف أنا وقعت في حب صورتك عندما رأيتها  و لكن بعد أن رأيتك غرقت لأذني  و ما سخريتي  منك إلا  لحفظ ماء وجهى حتى لا أنطقها لك و أقول أني أحبك » أمسك وجهه بكفيها و عيناها تلمع بالدمع ..« أحبك عامر أحبك كثيرا أرجوك سامحني عامر سامحني »
ضمها بحنان مؤكدا ..« و أنا أعشقك هديتي أعشقك و لا شئ لأسامحك عليه حبيبتي »
صمت كلاهما و هما في أحضان بعضهما يشعران أخيراً بالأمان في وجودهما معا بعد إنجلاء كل العوالق بينهم   قال عامر بهدوء ..« حبيبتي هل تتحدثين مع سيف قليلاً  فهو قلق عليك و يريد أن يطمئن هلا سمحت له » 
هزت رأسها نافية ..« لا عامر أنا غاضبة منه  على ما فعله لقد أخفى عني شئ هام يتعلق بحياتي و لم يكن يجب عليه ذلك  كان يجب أن يخبرني بما يعرف عن تلك الفتاة و عنك» 
أجابها بمنطق  « و هل كنت ستصغين لا تنسي أنا كنت أهددك و أبتزك ذلك الوقت لتوافقي على الزواج بي من أين لك أن تعرفي أن معرفتك ستغير شئ و أنك كنت عندها سترفضين الزواج إذا علمتي و أخبرك شئ كهذا » 
قالت بحنق ..« لا أعرف  كل ما أعرفه أنه أخفى شئ هام و لم يكن عليه ذلك »
« لا تكوني قاسية هكذا حبيبتي أنه سيف و ليس أحدا أخر » 
قالها عامر و هو يسخر من نفسه  لمحاولته إقناعها بمسامحة أخيها و محادثته  فقالت تجيبه ..« حسنا عامر سأتحدث  معه و الآن أنا أريد الذهاب إلى البيت  أرجوك ليس شقتنا بل أريد الذهاب لبيت أبي رجاء »
أجابها ..« حسنا  كما تريدين حبيبتي كما تريدين»

**
نظرت لوجه حازم  بدهشة و هى تستند على جسد زوجها المحيط لها بذراعه و هى تقول ..« يا إلهي حازم من فعل بك هذا »
أبتسم حازم. بسخرية و لم يجب و شيماء تنظر لعامر بغضب تكتف يديها أمام صدرها كأعتراض منها على ما حدث لزوجها  التفتت إليها هدية متسأله ..« ماذا حدث لزوجك شيماء هل صدمته قاطرة سحقت وجهه» 
ردت شيماء بحنق ..« لا شئ حبيبتي  بل هو واحد غبي تكلم بيده عوضا عن لسانه  و حازم كان كريم الأخلاق  معه فلم يجيبه كما تمنيت أن يفعل »
كتم حازم ضحكته و عامر أحمر وجهه غضبا و لم يجب حتى لا يضايق هدية إذا علمت أنه هو من فعل ذلك ..أبتسمت شيماء قائلة ..« حبيبتي لا تقلقي المهم أن تهتمي بصحتك و أتي لترينا و لا تنقطعي عنا رجاءا »
أحتضنتها هدية قائلة ..« حسنا شيماء و أنت أيضاً لا تنسيني و تعالي لرؤيتي أنت و وحشيك »  وضعت يدها على بطن شيماء المنتفخة مكملة ..« سأشتاق إليك شيماء » 
أجابتها شيماء باكية ..« و أنا يا صغيرة سأشتاق إليك كثيرا يا حبيبتي »
تنحنح سيف قائلاً بحنان ..« حبيبتي الن تحادثيني » فهى لم تنظر لوجهه منذ خرجت من الغرفة مع عامر  لمعت عينيها بالدموع و هى تلتفت إليه صامته  فقال برجاء ..« أنا أسف سامحيني »
أندفعت تحتضنه بقوة فهى قد أشتاقت إليه كثيرا  تبكي مردده ..« أخي ..أخي » تذمر عامر بغيظ قائلاً ..« أوه ها قد عدنا » فضحك سيف قائلاً بمرح ..« أصمت أيها الوغد و كف عن حشر أنفك بيني و بين أختي الصغيرة »
قالت هدية تعاتبه ..« أخي لا تحادث زوجي هكذا  رجاء تذكر أنه يكبرك سنا فأحترمه أرجوك »
أتسعت عينى سيف بذهول و دهشة هاتفا بحنق ..« ماذا  تقولين» أبتسم حازم و شيماء بمرح للموقف و هما يشاهدان بأستمتاع الصراع الدائر على من المفضل لدي هدية و هما يريان نظرات الشماته في عين عامر الذي أنفجر بالضحك  شامتا في سيف فأخيرا  هديته  جهرت بمكانته لديها أمام الجميع  ردت عليه بتأكيد ..«  ما سمعت سيف إذا أغضبت عامر  غضبت أنا منك أيضاً » 
قال سيف حانقا و هو ينظر لعامر الناظر إليه بشماته  ..« ها قد بدأنا »

***
فتحت لهم نادرة باب المنزل بلهفة تستقبلها بشوق بعد أن أخبرها عامر بعودتهم بعد قليل ..« حبيبتي حبيبتي لقد أشتقت إليك يا فتاة » 
كانت تحتضن هدية برفق و هى ترى ملامح التعب على وجهها أكملت و هى تدخلها ..« هيا هيا إلى الفراش الآن فقط تشفي يا فتاة و ستجدي مني ما لا يسرك لإقلاقنا عليك هكذا »
قالت هدية بتعب ..« نعم خالتي أنتظري  لأشفي و عاقبيني أرجوك »
التفتت هدية يميناً و شمالا باحثة بعينيها ..« أين أبي خالتي»
كان عامر يقف يراقبها بحب و هو يرى أهتمامها بالجميع متقبله التوبيخ بصدر رحب  أجابتها نادرة ..« هنا حبيبتي أدخلي غرفتك حتى أبلغه »
خرج شهاب في ذلك الوقت و هو يرحب بفرح ..« ها قد جاء أبيك يا فتاة » أحتضنها بحنان و هو ينظر لعامر الصامت قائلاً ..« كيف حالك حبيبتي لقد أفتقدت وجودك حولي أعلمي أنك لن تذهبي لأي مكان و ستظلين هنا جواري أنت و ذلك الأرعن حتى تكوني تحت عيني »
تذمر عامر غاضبا ..« هلا كففت عن سبي والدي و تركت زوجتى لتذهب لتستريح فهى مازالت مريضة كما ترى »
كتم شهاب غيظه فهذا الأحمق لم يتعلم شيئاً مما حدث  معه بسبب غيرته المستفزة هذه  تركها غامزا بمرح قائلاً..« حبيبتي أذهبي مع زوجك لتستريحي حتى موعد العشاء فأنت لديك جدول غذائي مكثف يا فتاة حتى تعودي كما كنت »
أبتسمت بمرح ..« حسنا أبي أءذن لي »
هز رأسه موافقا و هى تذهب مع عامر لغرفتهم التي أقفل الباب خلفهم و دنا ليحملها بين ذراعيه و هى تضحك قائلة ..« عامر نحن داخل الغرفة و ها هو الفراش ليس بعيداً أنزلني »
أقترب يضعها على الفراش و يجلس بجوارها يمسد خصلاتها ..« هذا تعويضا عن ليلة زفافك  التي لم أحملك بها »
أسندت رأسها على صدره هاتفه ..« لا تذكرني بها أرجوك لقد كدت أموت رعبا منك »
قال بحنان و هو يقبلها بجوار أذنها ..« هل كنتي تظنين أني ساؤذيك حقا » 
قالت هدية تجيبه بحيره ..« لا أعرف فأنت وقتها كنت غاضبا جدا و كنت أخشي أن تكرر ما فعلته من قبل تحت تأثير الغضب»
طمئنها عامر ..« لا حبيبتي لم أكن لأفعل صدقيني أما ذلك الوقت  فأنا حقاً أسف سامحيني حبيبتي على إرعابك  لا أعرف ماذا كان سيحدث لولا إيقافك لي » أقترب يلثم شفتيها بشوق فقد أشتاقها كثيرا أبتعد قليلاً فقالت لطمئنته قائلة مغلقة الموضوع إلى الأبد ..« لم يكن ليحدث شيئاً  حبيبي لم يكن ليحدث شيئاً »
ضمها عامر برقة ..« أحبك  زوجتي أحبك هديتي  هدية عامر  »


الفصل السابع عشر والاخير 

(الخاتمة )
                                                بعد عامين

كان يسير مسرعا بعد إنتهاء دوامة في الجريدة  فهو قد رفض السفر  خارج المدينة هذه الفترة  حتى يبقى بجوار صغيرته  فهى تنتظر مولودتها الأولى ..نعم فهى  علمت أنها  ستنجب فتاة و لم تستطع صبرا حتى أخبرته في  طريقها للمنزل  عائدة من عند الطبيبة  كان يستمع لتذمرات زوجها و هو يخبرها أن تصبر لحين عودتهم للمنزل  أبتسم سيف فهذا الوغد لم يتعلم شيئاً مما حدث و مازال على غيرته المرضيه تلك من كل من يقترب من زوجته  نظر في ساعة يده   فلم يرى تلك الفتاة الأتيه أمامه  عندما أصتدم بها بقوة  كانت فتاة في العشرين من عمرها تقريباً  ترتدي بنطال واسع مع قميص طويل يصل لمنتصف قدمها و حجاب يخفى شعرها و جزء من جبينها يصل لكتفيها  كانت تمسك بيد مجموعة كبيرة من البالونات الملونة و بيدها الأخرى علبه من الحلوي سقطت من يدها عند أصتدامه بها تاركه البالونات تطير بعيداً في ردة فعل على سقوط العلبه  نظر للعلبه الساقطة على الأرض مسحوقة ليرى قالب من كيك الشوكولاته و الكريما قد أختلط بياضه بسواده  نظرت إليه بعينيها الخضراء  الحانقه قائلة بغضب شديد ..« أنظر ماذا فعلت أيها الغبي لقد دمرت قالب الكيك خاصتي  و رحلت البالونات بسببك ماذا سأفعل الآن لقد أفسدت كل شئ » 
رد سيف حانقا فهو لم يكن منتبها و لكنها هى أيضاً لم تكن منتبه و إلا لتخطته ..« أنا أسف لم أنتبه أمامي و لكن أنت أيضاً كان يجب أن تنتبهي حتى لا تصتدمي بأحد » كتفت يدها أمام صدرها ..« و هل إلقاء اللوم على يريح ضميرك لما أفسدته »
قال سيف بسخرية ..« بل ما أفسدته أنت  فواضح أنك لم تكوني منتبهه»
قالت بغيظ ..« بل كنت منتبهه أيها الغبي و لكن أنت هو المخطئ و الآن ستأتي لي بقالب من الكيك تعويضا لي غير الذي أفسدته و أيضاً بلونات بعدد التي طارت بعيداً  هل سمعت و إلا سأبلغ عنك الشرطة و أقول أنك تحرشت بي في الطريق  فهذا الذي أهدرته على الأرض و في السماء كان مصروف جامعتي لأسبوعين  هل فهمت »
رد غاضبا ..« يا لك من كاذبة هل ستدعين على بالباطل فقط من أجل قالب حلوى رخيصة »
ردت بحنق ..« أيها الوغد هو ليس رخيص هو مصروف أسبوعين أحتفظت بها لجلب قالب الكيك لولدي أختي في عيدهما  و أن لم تجلب لي آخر سأفعل ما قلت  لك ..هيا هيا فلتجلب لي الكيك الآن»  تلفتت حولها ثم قالت كمن وجد ضالته ..« ها هو متجر قريب لبيع الحلوى تعال معي لتدفع ثمنه » 
كان يقف مسمرا مكانه متعجبا من وقاحتها  عندما رأته مازال مكانه نهرته غاضبة ..« هيا تحرك »  تحرك سيف سائرا معها غاضبا  و بعد أن أحضر لها قالب الحلوى قالت ببرود ..« و البالونات » 
أخرج سيف من جيبه بعض النقود أعطاها لها ملقيا إياه  على علبة الحلوى  قائلاً بسخرية ..« أعتقد أن هذا سيفي بالغرض »
أنصرف غاضبا فهتفت بصوت عال لظهره ..« غبي »
التفت إليها حانقا ..« وقحة »

***

دلف عامر لغرفتهم سألا هدية ..« حبيبتي هل إنتهيتي  لقد مل والدي من الإنتظار خارجا فرحل وحده يسبقنا  الى هناك  »
التفتت إليه ببعض التعب تحاول إخفائه حتى لا يصمم على منعها من النزول و الذهاب ..« لا لقد أنتهيت حبيبي هلا رحلنا » 
نظر لفستانها الطويل بأكمامه الطويلة و قبته المغلقة فهو لم يدعها ترتدي تلك الملابس التي كانت ترفع ضغطه غيظا و غيرة  نظر لشعرها الذي أستطال ليتخطى كتفيها بنعوته التي أذهبت عقله  تماسك قليلاً حتى لا يدفن يديه فيه ليشعثه و يغرقها تقبيلا  تنحنح ليجلي عن عقله تلك الأفكار التي يود وضعها موضع التنفيذ ..« حبيبتي ألم تنسي شيئاً»
نظرت إليه بتساؤل فدنا منها غير قادر على الإبتعاد أكثر يضع أفكاره موضع التنفيذ  أمسك وجهها بين كفيه و هبط يلتهم شفتيها بلهفة وشوق  تنهدت بإستسلام و هى تلف يديها حول خصره و تبادله جنونه  غير أن ركله عنيفة في معدتها جعلتها تصرخ بخفوت و تنحني قليلاً لتتنفس بقوة قال عامر بقلق ..« حبيبتي ماذا هناك هل تشعرين بشئ هل نذهب للمشفى » 
عادت لتتنفس بعمق لتهدئه ..« لا شئ حبيبي أنا بخير فقط أبنتك تريد لعب الكرة الآن  ليس أكثر » 
أبتسم يحتضنها ..«  ستكون كوالدتها شقية » 
قالت هدية بمرح ..« لما لا تقول ستكون كوالدها غيورة فهى فعلت ذلك لتبعدك عني »
قال عامر مؤكدا ..« مستحيل أن يبعدني شئ عن هديتي حبيبتي زوجتي »
أسندت رأسها على صدره قائلة ..« أحبك »
ضمها بحنان ..« و أنا حبيبتي أعشقك »
أبعدها قليلاً قائلاً ..« هل نذهب الآن »
أومات برأسها و هى تهم لتخرج معه فأوقفها ثانياً ..« لا تقولي أنك نسيت مرة أخرى هديتي »
سألته بريبه ..« نسيت ماذا عامر أرجوك ذكرني فابنتك هذه قلبت حياتي رأسا على عقب لم أعد أعرف ليلي من نهاري »
زم شفتيه ..« حبيبتي أين غطاء رأسك لما دوماً أذكرك به »
قالت هدية تجيبه بخبث ..« لأنك من رغبت بذلك الا تذكر »
فقال بحزن ..« و أنت حبيبتي ألم تكوني تريدي ذلك »
أجابته لتطمئنه أنها حقاً أرادت ذلك هى أيضاً و لكنها تتعمد نسيانه حتى يذكرها به و يظهر غيرته عليها فهى تشعرها بأنها محبوبه و مرغوبة منه دوماً..« لا حبيبي أريده بالتأكيد و لكني فقط أمازحك »
أبتسم برقة يمر بإصبعه على وجنتها ..« أحبك هديتي »

***
طرق الباب منتظرا فُتح  و ظهرت أمامه تلك الوقحة التي سبته اليوم و جعلته يحضر لها قالب الكيك نظرت إليه بغضب ..« ماذا تفعل هنا هل تتبعني » 
كان قد بدل ملابسه ليرتدي قميص أخضر  ضيق يظهر عضلات صدره و بنطال جينز أسود  يصفف شعره الطويل للخلف ليظهر جبينه العريض  زم سيف شفتيه ...« أيتها الكاذبة كيف أتبعك و أنا تركتك على الطريق و رحلت أولاً »
جاء صوت شيماء من الداخل سأله ..« من بالباب هيام»
أجاب سيف ساخرا ينظر إليها بتحدي ..« أنه أنا شيماء سيف الدين » 
خرج حازم هاتفا به..« سيف تعال لما تقف أمام الباب هيا تفضل »
قال سيف بمكر ..« أحدهم يمنع دخولي » 
ألتيما حازم ..« لا لا أحد يمنع دخولك يا رجل  هيا هيام تحركي لما أنت مسمرة هكذا »
تنحت جانباً تشعر بالغضب من هذا الوقح  دلف للداخل فأشرق وجهه عندما وجد هدية جالسه بجوار زوجها فأقترب منها يقبلها على رأسها ..
« حبيبتي كيف حالك »
أبتسمت بحنان ..«  بخير حبيبي متعبه قليلاً أظن أن الوقت قد  أقترب كثيرا لتصبح خال يا سيفي »
أبتسم سيف بحب لصغيرته ..« و أنا في شوق لذلك يا شقية لأحمل هدية هديتنا الصغيرة كما حملت والدتها يوم مولدها » 
تنحنح عامر ..« الن تكف عن قلة ذوقك هذه سيف دوماً تتجاهل الجميع عندما ترى زوجتي » 
ضحك شهاب الجالس و على قدميه أحد تؤمي حازم و قال ..« و أنت عامر الن تكف عن غيرتك الحمقاء هذه عندما ترى سيف »
قال عامر حانقا ..« أنا لا أغار أبي »
تذمرت هدية بمرح ..« الا تغار على يا عمورى لماذا إذن كلما أتي أخي تجلس بيننا و لا تدعه حتى يقبل رأسي »
تذمر عامر ..« هل رأيت أبي أنت تضع في رأس زوجتي أفكارا غبية كالغيرة من أخيها الأحمق »
ضحك شهاب و قال ..« لا تصدقيه هدية فهو غيور ميؤس منه »
دلفت شيماء تحمل ولدها الآخر  مبتسمة و خلفها هيام و حازم الذي قال بمرح ..« ها قد تجمعنا مرة أخرى » 
سألت شيماء هدية ..« حبيبتي أين خالتي نادرة ألم تأتي معكم »
أجابتها هدية ..« أتيه حبيبتي أنتي تعرفينها لا تحب شراء شئ من الخارج  تفضل عمل كل شئ بيديها  خاصةً الكيك الخاصة بالولدين ..» 
سمعا طرقا على الباب فقالت هدية ..« ها قد أتت أذهبي هيام لتفتحى لها أسرعي »
خرجت هيام تحت نظرات سيف الحائرة فيبدو أن هدية تعرفها جيداً أين كان هو يا ترى وقتها  شاهدت هدية نظرات سيف فوكزت زوجها في جانبه لتنبهه فالتفت إليها بتساؤل فأشرت برأسها تجاه سيف  قائلة بهمس ..« أنتظر لترى »  بعد قليل دلفت هيام و نادرة محملتين بكثير من العلب الخاصة بمولد الصغيرين  فهب سيف من مجلسه و بدلا من مساعدة الخالة نادرة  تقدم من هيام يأخذ منها ما تحمل فأحمر وجهها خجلا و أبتعدت لتجلس على المقعد و حازم يساعد الخالة نادرة  أبتسم عامر بسخرية و قال بمرح ..« أحمق »
فوكزته هدية  قائلة ..« بل أنت هو الأحمق »  قال عامر بدهشة ..« أنا أحمق هدية » أجابته مرحه ..« بل سيد الحمقى »
زم شفتيه بضيق و قال ..« حسنا هدية لن أمرر لك سبي من أجل أخيك فقط أنتظرى لنعود للمنزل و سترين من سينجيك من تحت يدي » 
أبتسمت بمرح و هى تغمز لشهاب في حركة تفاهم بينهما ..
قامت السيدات بتحضير كل شئ  لمولد الصغيرين تاركين وراءهم هيام لتلاعبهم ..و سيف الناظر إليها بتفحص  ..أبتسم عامر ببرود مستفز قائلاً ..« ما بك سيف لم نسمع منك كلمة منذ قدومك هل أكلت القطة لسانك»
أجابه سيف فهو رغم أنه قد تقبل زوج أخته و تفاهما نوعا ما إلا  أنه يظن في بعض الأحيان أنه لا يطاق كالآن   ..« ليس من شأنك عامر فقط إبتعد عني و لا تضايقني  بحديثك و إلا شكوتك لأختي »
عقد عامر حاجبيه بضيق ..« هل أشتم في حديثك رائحة تهديد هل تهددني بأختك سيف الا تعلم أن أختك زوجتى و ولائها الأول لي أنا زوجها » قال سيف ساخرا ..« هل تحب أن ترى » 
رفع شهاب عينيه للسقف يأسا من هذان الإثنان فهما ميؤس منهما  أنفجر حازم ضاحكا و شهاب يهتف بهما ..« كفا عن حماقتكما و الا أقسم أن أصدم رأسيكما ببعضها عقابا »
صمت كلاهما بحنق و شهاب يقول بخبث فهو لاحظ نظرات سيف لشقيقة شيماء كما نبهته هدية ..« قل لي سيف ألم يحن الوقت لتتزوج أنت الآن أصبحت في الثانية و الثلاثون  بني »
أرتبك سيف قائلاً ..« تتحدث و كأنني عجوز أنا فقط في الثانية و الثلاثون عمي و لست في الأربعين » 
ضحك عامر بقوة متذكرا حديثاً مشابها له من والده منذ سنوات و كان رده كسيف تقريباً  نظر إليه سيف بحنق ..« ماذا يضحكك هكذا هل عمي قال مزحه  لتضحك » 
تنحنح عامر و قال بمرح ..« لا فقط تذكرت شئ و كأن التاريخ يعيد نفسه » ضحك شهاب متذكرا ثم التفت لسيف سائلا ..« ماذا قلت بني هل نبحث لك عن عروس » 
أجاب سيف بسرعة...« لا عمي شكراً لك لقد وجدتها فقط أريد بعض الوقت حتى أعرض عليها الأمر أولاً »
تنهد شهاب ..« حسنا لك ذلك و لكن أسرع و إلا وجدت لك واحدة »

***

أغلق الباب خلفه ينظر إليها متوعدا  قائلاً ..« من الآن سينجدك من يدي سيدتي » 
أبتسمت هدية بمكر و هى تدنو منه بإغواء ..« و من يريد لأحد أن ينقذه من يدك عامرى  هيا أنا أنتظر منذ وقت طويل حتى تمسك بي هاتين اليدين القويتين كما يفعلان دوماً يمسكان بي بحب و حنان و إحتواء »
نظر عامر لهدية الملتصقة بجسده بحنان ليقول ..« اه منك يا صغيرتي تلفيني على إصبعك الصغير بحديثك الحلو هذا » 
رفعت يديها تلفها على عنقه قائلة بشوق ..« أحبك »
أسكت حديث شفتيها بحديث من نوع آخر و هو يقبلها بلهفة و تملك و جنون ..

***

جلست على فراشها تتألم بصمت و لم تشأ أن توقظه ظنا منها أنه سيزول كما كل مرة مؤخراً و لكنها لم تعد تستطيع التحمل  صرخت بألم و هى تهز كتفه العاري ..« عامر أستيقظ عامر » 
هب فزعا و هو يرى وجهها المتألم تحت الضوء الخافت من المصباح المجاور لها سألها قلقاً ..«  ما بك هدية هل حان الوقت »
هزت رأسها بألم ..« أعتقد ذلك عامر فأنا أتألم منذ ساعات » 
نهض من الفراش يرتدي ملابسه مسرعا و قال بغضب ..« هل أنت غبية هدية تتألمين منذ ساعات و لم توقظيني أي حمقاء أنت » 
صرخت به ..« كفى أيها الأحمق أنا أتألم و أنت توبخني على عدم إيقاظك من نومك لقد ظننت أنه ألم مؤقت و سيزول و عندما تأكدت أيقظتك  و أنت أنت أيها الوغد توبخني »
أشفق عليها و قال بحنان ..« أسف حبيبتي سامحيني أنا فقط قلق عليك هيا تعالي لأساعدك حتى نذهب للمشفى »
قالت أمره ..« لا أذهب و أحضر خالتي لتساعدني و أنت أبلغ أبي حتى لا يقلق و لا تخبر سيف الآن حتى لا يقود ليلا و هو قلق أنتظر حتى الصباح و أخبره  » 
شعر بالحنق و هى تفكر في كل شئ و هى تتألم و تخبره ماذا يفعل و الا يفعل ذهب لينفذ أوامرها حتى لا تغضب و هى تتألم ...

***
كان يركض مسرعا شاعرا بالحنق من زوجها الأحمق هذا لعدم إخباره في وقتها  دلف إلى المشفى سأل عن غرفتها و أتجه إليها  وجدها تقف أمام غرفة حائرة  ثم أنحنت لتأخذ باقة من الورود شبيهه بكثير منها أمام الغرفة أتجهت لتسير مرة أخرى  فهتف بها بحنق ..« أيتها السارقة»
التفتت إليه بحنق من أين ظهر هذا ..« ماذا أيها الغبي أنا فقط أستعيرها لدقائق و ستعود مرة أخرى لتلقى أمام الغرفة  فوجودها ممنوع لصحة المرضى الا تعلم هذا »
سألها ساخرا ..« و لمن أتيه هنا »
قالت هيام ببرود ..« لهدية هل لديك مانع فقد أخبرتني شيماء صباحاً »
قال سيف بهدوء ..« حسنا أعيديها و خذي هذه » أعطاها ما بيده و قال عندما وجدها مسمرة ..« هيا تحركي فمنذ أن رأيتك و أنت لا تفعلين شئ صواب ..تكذبين و تبتزين و الآن تسرقين أيضاً ماذا أيضاً مخبئ لديك لم أعرف عنه»
لمعت عينيها بالدموع فأرتبك سيف و شعر بالندم ..« أنا أسف لم أقصد أن أضايقك هيا أعيديها و أقبلي هذه تكفيرا مني عن أخطائي معك »
أبتسمت  براحة و هى تذهب لتعيد الباقة و تعود لتأخذ ما بيده قال سيف بمرح ..« هل نذهب » دلفا معا للغرفة الممتلئه بالجميع  حازم و شيماء و شهاب و الخالة نادرة و وحشين حازم الصغيرين  كانت هدية تحمل بيدها  فتاة صغيرة حمراء البشرة بشعر أسود كثيف أبتسم بحنان و هو يتجه يحملها بين يديه قائلاً ..« ذكرتني بك يوم حملتك  بين يدي أنها تشبهك كثيرا حبيبتي »
أبتسمت هدية و سألته ..« ماذا ستسميها أخي » 
هنا أعترض عامر ..« حبيبتي لا تنسي هى ابنتي أنا لا هو  فلما يسميها هو أنا أبيها » 
ضحك شهاب ..« لا تكن متسلطا عامر هدية تريد أن يطلق خال الفتاة إسمها إذ لم يعجبك وقتها أعترض » 
زم عامر شفتيه بضيق وسط ضحكات الجميع و سيف يقول ..« سإسميها صدفة » 
قال عامر مستنكرا ..« ما هذا الإسم يا رجل صدفة من أين أتيت به »
قالت هدية و شهاب مؤكدين ..« بل هو جميل سيف و مميز لقد أحببناه جميعاً أليس كذلك أبي » 
شعر عامر بالحنق و قال أعلم أنها ستكون أبنتي الوحيدة التي ستطلق عليها إسمها فأنا لا أريد لباقي أولادي أن يعانوا مع أسماء كهذه »
ضحك سيف مستفزا ..« صدفة ..صدفتي .. ستكونين مميزه كأمك يا فتاة و أرجو أن تتزوجي رجلا مميزا يليق بك و ليس أحمق كأبيك » 
ضحك الجميع و عامر يذداد غضبا و يقول ببرود ..« هل تعلم ما ينجيك من  تحت يدي سيف أنها زوجتي فقط و الا كنت »
قالت هدية تقاطعه ..«  كنت ماذا عامر »
أجاب بهدوء ..« لا شئ حبيبتي لا شئ» 
ضحك شهاب و سيف و الأول يسأل الثاني ..« أخبرنا سيف هل وجدت عروس أم أبحث لك »
قال سيف ..« لقد وجدت عمي لقد وجدت فقط أنتظر لأخبرها لتوافق أو ترفض ..» 
سأله شهاب بخبث ..« و ماذا تنتظر إذن أذهب اليوم و أخبرها»
فأجاب سيف بمكر ..« و لم لا أسألها الآن »
أبتسم عامر بسخرية و شهاب و هدية بمكر و نظر إليه حازم بفهم و شيماء بحيره ..« هل هى هنا سيف »
نظر لشقيقتها و قال ..« هل أسأل هيام »
أرتبكت و قالت بخجل ..« و ما دخلي أنا بسؤالك »
رفعت شيماء حاجبها بفهم و أبتسمت بفرح قائلة ..« أسألها سيف لعلها توافق » 
فتقدم و هو مازال يحمل الصغيرة  قائلاً ..« هل تقبلين الزواج بي »
أصدر الجميع صوتاً فرحا و عامر يقول ..« أرجوكي أقبلي حتى أتخلص منه »
قالت هيام بحنق ..« و لكنه يقول أني وقحة و مبتزه و كاذبة و سارقة أيضاً كيف أتزوجه »
نظر الجميع لبعضهم بتعجب و سيف يجيب بحنق ..« و أنت ألم تقولي أني غبي و وغد أيضاً »
قالت حانقة ..« و لكنك نعتني بأربعة صفات سيئة بينما أنا دعوتك باثنان فقط »
قال سيف بهدوء ..« إذن أذيدي إثنين لنكون متعادلين ما رأيك »
أحمر وجهها و قالت ..« حسنا و لكن ليس الآن »
سألها بمرح ..« متى »
أجابته بخجل ..« عندما نتزوج »
صرخ الجميع فرحا و ..و تلك حكاية أخرى 

                                                                                 تمت بحمد الله 


وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 




وايضا زورو صفحتنا سما للروايات

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك


تعليقات