رواية خادمة في قصر الفهد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صفاء حسني

رواية خادمة في قصر الفهد
الفصل الخامس والعشرون 25
بقلم صفاء حسني

التفتت ملك ووجدت يد الدكتور فارس قد امتدت نحوها. كان قد انتبه لخروجها من الغرفة واتجه نحوها سائلاً:

"رايحة فين يا ملك؟"  صوته هادئ،  عيونه تحمل نظرة فضول. لكن ملك كانت متوترة  فأجابته:

"دكتور فارس، أهلاً بيك، أقصد... عايز إيه؟ أقصد... ولا أقولك سلام؟"  عيناها تتجول  بشكل  عشوائي،  ووجهها  متوتر.

شعر فارس بحيرتها وسألها:

"أنتِ فاكراني صح؟ بقيتي بخير...؟"  ابتسامة خفيفة  تُزين  وجهه،  يحاول  طمأنتها.

تنهدت ملك وهزت رأسها:

"أه، بخير الحمد لله. ممكن توديني عند هبة وعمي؟"  وجهها  مُرهق،  لكنها  تُحاول  الظهور  قوية.

رد فارس وقال:

"هما عندي، بس عايز أفهم. أنتِ من شوية كنتِ بتتقمصي شخصية سهير، وفجأة أسماء اعترفت بكل حاجة، إيه اللي حصل...؟"  حاجبيه  مُرتفعة  بالتساؤل،  يريد  فهم  ما  حدث.

ابتسمت ملك بسخرية،  وجهها  يُظهر  مزيج  من  الاستياء  و  الاستهزاء:

"اسبراي الصراحة هو السبب."

استغرب فارس وابتسم وقال:

"اسبراي الصراحة رجعتي لدمك الخفيف يا ملك."  عيونه  تُعبر  عن  الدهشة  و  الاستغراب.

هزت رأسها ملك بالنفي،  وجهها  مُليء  بالجدية:

"أنا بقول الحقيقة. مامت الوسيم قالت إنها عندها شركة أدوية ومستحضرات تجميل، وقالت إن علاج ذاكرتي عندها في المقابل أن أقلد كل حاجة بتعملها، وأخلي أسماء تعترف. ولما قلت ليها: 'مادام أنتِ خبيرة، أكيد عندكم علاج الصراحة'، وده كان السبب لما رشت الاسبراي، بدأ مفعوله يفوح في المكان، والكل بقى يقول الصراحة."

استغرب فارس جداً من كلام ملك،  عيونه  تُعبر  عن  عدم  تصديقه:

"أنا عارف إنها في شركة أدوية، لكن إزاي علاج يرجع ذاكرتك بالسرعة دي؟ إلا لو..."

صمت فارس لدقيقة وهو يفكر،  وجهه  يتجهم  في  تفكير  عميق.

"إيه الحكمة في كل اللي حصل ده؟ أنا لازم أفهم."

تنهدت ملك وقالت:

"هاقولك بالمختصر المفيد. الوسيم اتوجع جداً لما خسر حبيبته وأمه في نفس اللحظة. وهو مكنش فاهم إيه اللي بيحصل في حياته. باع أمه واحتفظ بحبيبته، لكن خلاها خادمة عشان يكسرها ويحرق قلبها وهو بيجيب كل يوم واحدة معه. ولما سافر لأمه ورفضت جوازه من أسماء بعد كل اللي حصل، ولما رجع شاف حبيبته انخطبت لمحمود السواق، فقرر يتجوز بنت من بيت دعارة، عشان يكسرهم هما الاتنين."  صوتها  يُحمل  حزن  و  ألم.

نزلت ملك على الأرض وهي بتعيط،  دموعها  تُنهمر  بشكل  غزير،  و  وجهها  مُليء  بالألم  و  الحزن:

"لكن لسوء الحظ أنا اللي وقعت في طريقه. ما أنكرش إنه أنقذني من هناك، لكن في المقابل اتفق معايا نتجوز جواز على الورق مقابل أكمل تعليمي وينقذني من مستقبل ارتميت فيه غدر، وأمه اتفقت معايا مقابل علاج أمثل الدور ده كله. شوفت إزاي الكل معتبر ملك عبيطة وساذجة؟"

بدأ شك فارس يوضح وقال:

"علاج إيه؟ فاهمين في علاج يعالج من مرة واحدة؟"  وجهه  متعجب  من  كلام  ملك،  يُحاول  فهم  ما  تقوله.

اتكلمت ملك وهي بتشهق،  وجهها  مُليء  بالغضب  و  الألم:

"برافو عليك زي ما خمنت، أنا مجرد لعبة. استغلتني مدام سهير عشان تكشف أسماء. لما عرفت إني عملت الحادثة، أكيد هي اتفقت مع الدكتور يعطيني حاجة تمحى كل حاجة من ذكرياتي. ولما جت تتفق جابت العلاج المضاد ليه، لكن أنت عارف أنا اكتشفت إيه؟"

اتنهد فارس وهو يشعر بوجعها وقال:

"اكتشفتي إيه يا ملك؟"  وجهه  مُعبر  عن  القلق  و  الاهتمام.

صرخت ملك بوجع،  عيونها  تُعبّر  عن  الألم  و  الحزن:

"إني معرفش مين ملك اللي قدامك دي، عشان استحالة أكون ملك اللي كانت فاكر نفسها إنها قوية، وهاتحمي نفسها من كل خطر، ووعدت أهلها تكون بألف راجل. فجأة بقيت خادمة تحت رجل مرات عمها، وبعد كده ضحك عليها فهمي، ورماها في بيت مشبوه، وبعد كده وقعت في إيد ابن عمك. كل ده حصل معاها وهي فاكر نفسها ناصحة وطلعت أغبى خلق الله"

...

في الداخل، انسحب فهد وأمه خلفه وهي تتحدث معه:

"الحمد لله أن حقيقتها ظهرت قدامك. شوفت اللي أنت صدقتها وكسرتني طلعت عملت إيه؟ أنا حلفت إني مظلومة، لكن مصدقتنيش يا فهد، وكنت فاكرني بأضحك عليك."  وجهها  مُليء  بالغضب  و  الحزن،  عيونها  تُعبّر  عن  الألم.

كان فهد رافض يسمع أي كلمة وقال:

"أرجوكي يا أمي سيبيني شوية لوحدي، بالله عليكي عشان أنا مخنوق."  وجهه  مُتعب  و  مُحمر  من  الغضب.

رفضت إنها تخرج وقالت:

"للدرجة دي حبك لأسماء عم عيونك وأكتر من حبك لأمك؟"  عيونها  تُعبّر  عن  الغضب  و  الألم،  صوتها  مُرتفع  من  الغضب.

صرخ فيها فهد وقال:

"هي مش كذابة يا أمي، عشان أنا كمان سمعت كلامك مع إبراهيم اللي أنتِ كنتِ قاصدة تلعبى في بالالفاظ. أنتِ كنتِ عارفة إن أنا وأسماء بنحب بعض، ورغم كده بعدتيها. ومع الأيام لما كبرنا افتكرتِ إن الشباب كبرت وعقلت، لكن انصدمتي لما عرفتِ إنها بقت مراتي، قولت إزاي تفسخي الموضوع ده؟ بإنك تشككيها وتستغلي كلام الراجل الطيب عن زوجته بإنها تشك إنها أختي، صح يا أمي؟ أرجوكي سيبيني بقى."  وجهه  مُحمر  من  الغضب،  صوته  مُرتفع  من  الغضب  و  الألم.

هزت رأسها سهير وقالت:

"ما أنا سبتك سنتين، عملت إيه؟ من خادمة لعاهرة، خسرت شغلك، منصبك، وكيانك عشان أسماء. ولو عملت كده أه، عشان عارفة إنها متنفعش ليك، وأهو ظهرت الحقيقة قدامك إنها لعبت بسمعتي. لو ملك رفضت تساعدني، كنت فضلت دايما متهمة في نظرك."   عيونها  تُعبّر  عن  الغل  و  الانتقام،  صوتها  هادئ  لكن  مُليء  بالغضب.

أنصدم فهد وفهم حديثها خطأ، وأعتقد أن كل ما حدث من ملك مجرد تمثيل. وجهه اتغير وهو مصدوم وقال:

"نعم، هي كمان مشتركة في لعبة معاكي. اطلعي يا أمي وسيبيني، والا أقولك أنا سايب ليك المكان."  وجهه  مُليء  بالصدمة  و  الغضب.

...

تحت، كانت أسماء وليلى وإبراهيم يتحدثون.

عندما علمت ليلى أن أسماء ابنتها وأنها تحب صاحب البيت هذا وهو أيضا يحبها، مثلت أنها ضحية وأخدت بنتها في حضنها وقالت:

"أسماء بنتي حبيبتي، أنا مش مصدقة نفسي كل السنين دي بدور عليكي اللي حرمني منك منه لله."  وجهها  مُزيّن  بابتسامة  مُزيفة،  عيونها  تُعبّر  عن  الخديعة.

صرخ إبراهيم فيها وقال:

"بلاش تمثيل يا ليلي، أنتِ اللي رميتي بنتك وسبتيني. إيه رجعك دلوقتي؟ شايفه بنتك بقت نسخة تانية منك. يلعن اليوم اللي اتجوزتك فيه. حاولت المستحيل إنها تكون مختلفة عنك، لكن الغل والانتقام اتحفر في جيناتها، وللأسف ملك الغلبانة طلعت ضحية ليكم أنتوا الاثنين."  وجهه  مُحمر  من  الغضب،  عيونه  تُعبّر  عن  الاستياء  و  الغضب.

مرة واحدة الاثنين بصوت واحد:

"متجيبش سيرة الزفتة دي على لسانك، هي السبب."  وجههما  مُليء  بالغل  و  الانتقام،  صوتهما  مُرتفع  من  الغضب.

صفق إبراهيم كف على كف وقال:

"مفيش فايدة، فوضت أمري ليك يا رب."  وجهه  مُليء  باليأس  و  الحزن.

وخرج وتركهم.

اقتربت ليلي من بنتها وقالت:

"لازم ترجعي حبك ليكي يا بنتي. أنتِ اتسرعتي وغلطتي إنك عملتي كل ده."  عيونها  تُعبّر  عن  الخداع  و  الانتقام،  صوتها  هادئ  لكن  مُليء  بالغضب.

دفعتها أسماء بكل قوتها وقالت:

"ملكيش دعوة بيا عشان أنتِ السبب. أنا بكرهك كره العمى، أنتِ السبب في كل اللي أنا فيه من قبل ما تظهري في حياتي. وبعدين مش أنتِ اللي قولتي لي أخلق حريق في البيت عشان يتهمها بالإهمال، وكمان تنحجز في المستشفى وتعرفي توصلي ليها؟ وأهي النتيجة، سهير طلعت أذكى مني ومنك، واستغلت ملك ووقعتني في شر أعمالي منك لله. لما عرفت إنها مش أمي وإني اتسرعت كنت برسم إني أتجوز من فهد، وأرجع حبي وأنا عارفة إنه بيحبني، لكن دلوقتي صورتي اتغيرت في نظره. دورك في الانتقام لسه ما جاش."  وجهها  مُليء  بالغضب  و  الكراهية،  عيونها  تُعبّر  عن  الانتقام،  صوتها  مُرتفع  من  الغضب.

وتركتها وسابتها. شافت فهد خارج من غرفته متجه إلى المسبح، اتجهت نحوه وقربت منه ولمست كتفه بحنان. كان فهد يشعر بلمست يدها ونزلها من كتفه وقال:

"عايزة إيه يا أسماء؟"  وجهه  مُليء  بالملل  و  الاستياء.

اقتربت ووقفت أمام وجهه وقالت:

"عايزك تسامحني. الانتقام عمى أني أشوف الحقيقة، أنا كنت بموت لما عرفت إني أختك."  عيونها  تُعبّر  عن  الندم  و  التوسل،  صوتها  مُرتفع  من  البكاء.

ضحك بسخرية وقال:

"أنتِ لسه في نفس الأسطوانة يا أسماء. كفاية تمثيل بقى، وأظهري على حقيقتك."  وجهه  مُليء  بالسخرية  و  الاستهزاء.

بكت أسماء ورمت نفسها في حضنه وقالت:

"وحشتني، وحشنى حضنك أوي وصوتك. والكلام معاك سنتين وأنا بموت في البعد عنك، وأنت بتعاملني مجرد خادمة. كنت أموت وأنا شايفاك بتخسر كل حاجة بسبب..."  عيونها  تُعبّر  عن  البكاء  و  الحزن،  صوتها  مُرتفع  من  البكاء.

قاطع حديثها وزاحها من حضنه وقال:

"كملي بسبب مين؟ مش بسببك بعد ما شوهتي سمعة أمي."  وجهه  مُليء  بالغضب  و  الاستياء.

كانت تبرر مواقفها وقالت:

"أنا كنت بأدمر أمي اللي رمتني. كنت مصدومة، أنت لو كنت سمعت الحديث كنت هتشك زيّي."  عيونها  تُعبّر  عن  الندم  و  التوسل.

ضحك بسخرية وقال:

"ومين قال إن مسمعتش الحديث؟ لكن أنا فكرت بعقلي، لكن أنتِ لغيتي عقلك."  وجهه  مُليء  بالسخرية  و  الاستهزاء.

نظرت له أسماء وهي مصدومة وقالت:

"يعني مصدق إني ما كذبتش عليك؟"  عيونها  تُعبّر  عن  الصدمة  و  الخوف.

صرخ في وجهها وقال:

"لا كذبتي يا أسماء، وبدل المرة ألف، لكن حبي ليكي كان عميني. أه، ما أنكرش إنك كنتِ صح في شكك، لكن احنا اتعاهدنا إننا مانخبيش حاجة عن بعض من يوم ما بقينا روح واحدة وجسد واحد. فاكر؟ تعالى نرجع لليوم ده يا أسماء وشوفي عملت إيه في..."  وجهه  مُليء  بالغضب  و  الألم،  صوته  مُرتفع  من  الغضب.

تنهدت أسماء وقالت:

"وقتها كنت حاسة بالانتصار إنك بقيت معايا وفي حضني وبقيت ملكي، لكن ولدتك هي السبب."  عيونها  تُعبّر  عن  الحزن  و  الندم،  صوتها  هادئ  و  مُليء  بالحزن.




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة