رواية خادمة في قصر الفهد الفصل السابع والعشرون 27 بقلم صفاء حسني

رواية خادمة في قصر الفهد
الفصل السابع والعشرون 27
بقلم صفاء حسني
 
سحبت ملك إيدها من فهد وهو بيسحبها وصرخت:
"هو إنت بتطبق المثل ولا إيه يا باشا؟  "اضرب المربوط يخاف السايب"  أصحى كده فوق اتفاقنا إنت تنقذني مش تحبسني وتخليني أسير عندك عشان تحرق حبيبتك بيا أنا مش عبده تشتريها إنت ولا والدتك."
 
وقف فهد وقال:
"الله ينور عليكي عرفتِ أهو إنك أخليتي ببنود الاتفاق لما مشيتي ورا أمي واتفقتي معاها عليا ومثلتِ إنك فاقدة الذاكرة  مرة واحد بيتحرش بيا ومرة زوجي وحبيبي ودلوقتي فجأة افتكرتِ كل حاجة."
 
عيون ملك اتسعت ووشها اتملّى غضب،  صرخت فيه وقالت:
"فهد باشا أنا عذراك إنك مدبوح وإنك بتفتكر كل ذكرياتك مرة واحدة والدفاتر القديمة انفتحت قدامك، لكن مش في المقابل إنك تظلمني لأن ربنا يعلم إن مليش دخل في حاجة."
 
"ولدتك أعطتني علاج يخلني أفقد الذاكرة أو أهلوص مش ذنبي إن ولدتك بتستغل تعليمها  إنها تعمل الناس الفقيرة حقن تجارب وكانت بتجرب فيا علاج، وأكيد واحد زيك في مكان حساس وواضع كاميرات في كل مكان، و بيده ويعرف يكشف الحقيقة من الكذب، وأقسم بالله العظيم إن اتفاجئت بوالدتك قدام عيوني في الغرفة وهي بتذكرني بكل شيء بعد أن طلبت أتناول علاج يجعلني أتذكر كل شيء وكل اللي عملته نفذت تعليمات زى من يوم ما عرفت حضرتك وأنا على الحال ده بنفذ تعليمات وبس، وأنا مليش علاقة بحربك مع والدتك سهير هانم أو مع حبيبتك أسماء ف بالله عليك سيبني أرجع عند عمي وبنت عمي وأشوف حياتي الجاية هتمشي إزاي."
 
فهد اتصدم من هجومها وجرئتها في كلمة الحق،  ووشه اتسمّر،  قال:
"خلصتي رغي يلا بقى على الأوضة كده من غير نقاش."
 
صفقت ملك يد على يد وقالت:
"هو نقول تور يقول احلبوه، ولا إنت مش عايز تسمع غير نفسك بس أنا مليش مكان في بيتك ف أرجوك ارحمني وحررني."
 
فهد ما سمعهاش،  اقترب منها وحملها وقال:
"لما أقولك تعالي على الأوضة تيجي من غير كلام احنا لينا غرفة نتناقش فيها."
 
كانت ملك ترفس برجليها وتحاول تفك نفسها من بين إيديه لكن ما قدرتش هو طويل بعرض وهي جسمها قليل بالنسبة له.
 
كان فارس عايز يدخل، لكن حس إن ما عندوش الحق فسابهم ورجع لبيته عند هبة ووالدها، اللي سابهم في بيته لوحدهم وهو عارف إن ملك تقدر تتصرف.
 
كان فهد شايل ملك قدام الكل أسماء وأمه، وليلي كمان كانت أسماء جواها نار لأنها ما قدرتش ترجع حبه مرة تانية.
 
...
 
عند هدير كانت بتهتم بالسيدة ومعاها في كل خطوة لحد ما وليد خلص شغله وكان المفروض عايز يجهز باسبور للبنات عشان يسافروا بيه.
 
فدق الباب يسألهم لكن الباب كان شبه مفتوح وما سمعش صوت وبعد كده سمع صوت أنين.
 
كانت هدير ساجدة على المصلى وبتصلي وهي حزينة وبتطلب من ربنا السماح كانت بتتوسل لربنا إنه يسامحها يمحى كل أخطائها ويغفر لها، وأنها ما ترجعش للطريق ده تاني عشان وقتها ما تعرفش مصيرها هيكون إزاي كانت بتعيط بوجع لحد ما سمعت صوت السيدة وهي قريبة منها وضمتها وقالت:
 
"بتعيطي ليه يا بنتي؟"
 
اترمت هدير في حضنها واستمرت في البكاء بقهر وقالت:
"عشان محدش بيحبني يا أمي أولهم ربنا وأبي وأمي أنا كنت ضائعة يا أمي لحد ما إنتِ مسكتِ في إيدي في المستشفى ووقتها حسيت إن ربنا بعتك لي إنتِ الفرصة اللي هتطهرنا من كل غلط عملته."
 
كانت السيدة ما بتفهمش هدير، لكن كانت بتلمس شعرها وتربط عليها بكل حنان.
 
وقتها قلب وليد دق وقرار إن دي اللي هتكون شريكة حياته لكن في الأول عايز يعرف إيه سرها.
 
.....
 
في مشهد تاني عند ليلي، كانت حاسسة بالغضب الشديد من اتجاه ملك اللي دايماً منتصر، لكن وعدت نفسها إن المرة دي لا وعدت إن هتساعد بنتها ترجع حبها وترجع ثقتها بيها وتعيش معاها في العز ده.
 
وصل فهد للغرفة وهو شايل ملك وهي ترفس وبتطلب تنزل لحد ما وصل وفتح الغرفة ودخل ونزلها وقفل الباب.
 
كانت ملك مصدومة وسألته:
"إنت عايز مني إيه؟ أنا مش هقدر أكمل اتفاقي معاك ف أرجوك اتركني أمشي."
 
ما ردش عليها وعم الصمت لبعض الوقت، ثم جلس على الأرض جنبها، مثل الطفل الصغير اللي حاسس بالضياع وحزين وكانت عيونه حمراء ويوجد فيها دموع بترفض تنزل وقال:
"ممكن نتكلم وبعد كده أعمل اللي إنتِ عايزاه."
 
اتنهدت ملك واستغربت حاله والهدوء ده اللي أول مرة تشوفه فيه وقالت:
"اتفضل لكن صدقني أنا ما كذبتش عليك ولا مثلت دور زي ما إنت متصور."
 
اتنهد فهد وهو بيبلع ريقه وقال:
"عارف يا ملك مصدقك وأنا هقولك أنا ليه إختارتِ إنتِ الوحيدة من عند اعتماد ليه، وبكل صراحة وهقولك مهمتك إيه لكن اسمعني بدون ما تقطعي وبعد إذنك تعالي جنبي عشان أنا عارف أسماء وأمي سوف يأتوا لكى يستمعوا حديثنا" وفتح لها لاب توب.
 
فانصدمت فعلاً لما لقت أسماء واقفة قدام باب الغرفة وأمه جوا المكتب السري، وبتقرب عشان تسمع الحديث.  أسماء كانت وشها متوتر وعيونها متلألعة،  وأمها كانت بتحاول تخفي غضبها وراء ابتسامة باردة.
 
اقتربت فعلاً منه وجلست جنبه وطلبت منه يتكلم.
 
فهد أغلق الكاميرا وقال: "أنا عارف إنك عندك حق في كل كلمة قولتلها أنا فعلاً وقع ما بين نارين أمي واسماء ومن زمان الاثنين تحسي نسخة من بعض ووممكن ده الا شدني ل اسماء لأنها وهى طفلة واحنا بنلعب كانت دايماً تقلد أمي،  في عصبيتها ومشيتها، وابتسم مثل ما فعلت إنتِ النهارده،وقتها كن اطفال ومشاعرا صداقة وكانت اسماء مختلفة عن دلوقتي أهو منكرش كان فيها عيوب لكن للاسف مكنتش بشوفها، عشان اهتممها بي وقت ما كنت بذكر كانت بتسهر جنبي وتحضر لي القهوة و سندوتشات رغم سنها الصغير الفرق بين وبينها هو في ٣ سنوات كانت هى في ثانية اعدادى وانا في الثانوية في الوقت الا أمي فيه نايمة أو مسافرة أو في شركاتها،دايما مش موجود، هى الا كانت جنبي أنا وفارس وتحضر كل شي كان فارس ل يحب تتطفله وجلوسها في وسطنا وكان ينسحب إلى غرفته وكنت بشفوها بتعيط لم يزعلها كنت اقترب منها وامسح دموعها، واطلب منها أن تساعدني كانت بتكون في قمة السعادة مع الوقت اتعلقت بيه أصعب احساس هو التعلق أشد من الحب الحب حالة تاتى في لحظة تشعر أن قلبك يدق. لكن حب التعلق هو أصعب أنواعه وبالفعل بعد ما اتعوض على وجود اسماء ولحظة أمي وجوده دايما معايا وتخدمني شعرت بالخوف عليا، منكرش من حقها ابنها في سن مراهقه وأمام فتاة صغيرة في أول نضوجها صعب تترك البنزين جنب النار، وبالفعل بعد أن انتهيت من امتحانات الثانوية وربنا رزقني بتقدير جيد جدا وكان لي من امكن أقدم في كلية الشرطة طلبت من عمي ابراهيم يرسل أسماء عند أهله لأنهم كبروا، تكون مع بنات عمها أفضل أن تكون جنب شباب وفي اليوم ده جات اسماء وعيطت وطلبت مني إنها تفضل جنبي وأنها فعلاً بتحبنيكنت أول مرة اسمع كلمة حب عارفة احساس أو كلمة وأول همسة حب كانوا من اسماء، ممكن كانت وقتها طفلة وقالتها بعفوى لكن غرست جوى قلبي ووقتها قولت ليها، إنى تقريبا مش هكون في البيت وأن الا يكون موجود فارس بس لان مجموعه كان أعلى مني وسوف يدخل طب وكانت متصورة أمي إن السبب المجموع القليل وجود اسماء وابتسم وقالمنكرش إنها عندها حق في ده المهم سافرت أسماء ووقتها حسيت روحي بتنسحب مني حرفين وقتها سمعت أغنيه بتعبر عن كل الا حسه وبدأ يتندنى الاغنية بصوته وقال حافظ كل كلمة فيها وكأن روحي بتتسحب مني والدنيا ليه وقفت خلاص بياضاعت خلاص اللي عشانها بغني سابتني ليه ودموعي في عنياراحت وسابت قلبي خايف موت وسابتني عايش كل ثانية بموتتمثال ملامح فاضي من جواه مجروح وبصرخ بس من غير صوتوكأن شئ جوايا مات فيا مابقاش فيه طعم لحاجة حولياانا بس عايز اعرف انا هعيش إزاي دنا كنت عايش ليها مش لياقلبي عليها تعب وجاب أخره من كتر ما تملا شوق علي اخرهلقتني تايه جوه بحر عذاب يوماتي فيه بغرق ميتين مرهجوايا نار متبنش من بره وبداري فيها لحد ما قلبي دابراحت وسابت قلبي خايف موت وسابتني عايش كل ثانية بموتتمثال ملامح فاضي من جواه مجروح وبصرح بس من غير صوتوكأن شئ جوايا مات فيا مابقاش فيه طعم لحاجة حولياانا مش عايز اعرف انا هعيش إزاي دنا كنت عايش ليها مش لياانتهاء فهد من تندنتى الاغنية وقال وقتها حسيت بكل كلمة في الاغنية ومقطعتش علاقتي بيها وبدنا نتوصل مع بعض صوت ورسائل كنت بشحن ليها عشان نعرف نبعت رسايل لبعض وأنا في الكلية كانت كل كبيرة وصغيرة تقولها لي حياتها هناك إزاي ولم كنت باخد إجازة كنت بتصل بيها عشان كان بيوحشنى صوتها أربع سنين اتحول حب مراهقة إلى ادمن فعلاً ادمنتها لدرجة مكنتش بشوف حد غيرها وخصوصاً أول ما سافرت عشان أزورها وقتها كان عودها فرد وبقيت تجنني مقدرتش أستحمل أن أبعد عنها وبالفعل قرارت اتجوزها، خصوصاً وقتها كان أبوي جالها أزمة قلبية واحنا في العربية وعمل حادثة ومات وأمي كانت حزينه وبعد مات، مكنش ينفع أطلب منها الطلب ده وكمان عرفت من عم ابراهيم إن جيه عريس ل اسماء من طرف أمها وهي رفضه ومنهارة، ولم كلامتها كانت صوتها حزين موتني فقرارت اتجوزها، وبعد كده أبلغ أمي، وأنا خلصت واتعينت في قسم قريب من بلدها وده سهل عليا وجودي جنبها، وهي خلصت معهد سنتين ووقتها لم عرفت إن جيه ليها، عريس كان عقلي راح مني وبالفعل أخدتها وروحت عند مأذون وبالفلوس جاب الشهود واتجوزني حد من غير ولي أمرها، وهي خلقت مشكلة مع بنت عمها وأبوها أنطر يجيبها لم شفوتها في الحفلة كنت مشتاق ليها، وهي كمان ورغم كنت وعدها إن مجرد عقد زواج لحد ما أطلب إيدها، لكن غصب عني اليوم ده دخلت عليها وبعد كده أمي عرفت واتحاولت حياتي ل جحيم، فعلاً ملحقتيش اشبع من حبيبتي ولقيت الطفلة الا ربيتها على إيدي، إلا كانت ادمن لي بتقولي إن مش رجل، انتهد فهد بوجع شعرت ملك بيه ونزلت دموعها أكمل فهد انكسرت حرفياً ونزلت دمعة خدعته وقتها دبحتني بسكينة وزى ما إنتِ سمعتي كانت حجيتها إن كانت فاكرة أمي أمها أمي بالفعل كانت عندها قبل ما تتجوز أبوي عشان أمي أصّلها من إيطاليا وهناك عادي يعملوا علاقات قبل الزواج كانت وقعت في حبه لكن غدر بيها وسأبها في هي كرهت مشاعر الحب وسافرت ولاية تانية وعاشت لوحدها بحجة الدراسة وبالفعل أكملت دراستها في واشتغلت وخلفت بنتها وبعد بيت راعية وبعد ما كملت ستة سنين دخلتها مدرسة داخلية عشان تعرف توافق ما بين شغلها ووقتها قابلت بابا عشان كان شريك في الشركة من الباطن لأن عمل ظابط الشرطة لا يسمح ليه إن يعمل عمل آخر خصوصاً في نفس بلدنا اشترك مع صديقها وقابل ماما وحصل تفاهم ما بينهم وكان يعرف بموضوع بنتها لكن هي فضلت إنها تكمل دراستها في إيطاليا عشان أختي تمتلك الجنسية هناك وبالفعل اتجوزت أبي وجيت على الحياة كانت كل فترة أسافر معاها وأشوف أختي الكبيرة لكن محدش كان يعرف بموضوع أختي خالص حتى أسماء وأمي استغلت ده إنها كانت تتكلم عن بنتها الا سبيتها وكل ده شكك أسماء، وبدون عقل دبحتني بسكينة طلمي وبالفعل نجحت تسوي سمعت أمي ب الاتفاق مع واحد كان بيكره أبي جدا وسافرت أمي عندي أختي وأنا مقدرتش أبعد عن أسماء مجرد وجوده في البيت وإن اسمع صوتها وأشوفها وهي بتضحك كان بيسعدني وبعد كده هي انخطبت ل محمود السواق الخاص بي وقتها اتجننت ده كانت ملكي أنا إزاي غير ياخدها مني كنت مكسور وكنت كل ما أضعف أشتاق ليها أجيب بنت تقضي لليلة تنسينى احتياجي ليه انصدمت ملك وقالتيعني أنا كنت مجرد كنت عايزين ليلة تقضيها وتتخيل إنك عايش مع حبك تتنهد فهد وقاللا طبعا إنتِ مختلفة من أول يوم شفوتك فيه في البداية صعبت عليا ولم سالت عنك عرفت إنك صادقه في كل كلمة قامت ملك من جواره وهي بتساله إنت اتجوزتني ليه أو كتبت عقد مدني ليه عشان تكسر من فيهم ولا عشان تزليني أنا
 
 
فهد كان بيبص لملك بعيون حزينة،  وشه كان باهت،  وكأن كل ذكرياته كانت بتمر قدامه مرة تانية.  ملك كانت بتبصله بفضول،  عيونها مليانة أسئلة،  ووشها مليان حيرة...




تعليقات