
الفصل الحادي عشر 11
بقلم صفاء حسني
نظر إليه فهد وهو يسأله:
"إيه اللي تعرفوه عن حادثة أهل ملك، وبسرعة ومن غير لف ودوران"
بلع فهمي ريقه وهو محتار يقول أم لا.
ضرب فهد المكتب بعصبية:
"انطق يلا وإلا هوديك وراء الشمس، أهل ملك ماتوا بفعل فاعل ولا لا؟ لأن لو طلعت كانت مقصودة وأنت مقولتش لي وحياتك لهوديك الشمس."
بدأ يشعر فهمي بالخوف لأنه لم يتصور أن في يومٍ ما سيكشف كلّ المستور.
وكان مرتبكًا.
صرخ فهد بدون صبر ونادى على أحدٍ من الخارج:
"الواد ده مينفعش معه الذوق، روّقه"
دخل شخصان طويلان وعريضان ومعهما الحزام وجاءوا لِيرفعوه.
صرخ فهمي من الخوف:
"هقول كل حاجة لكن محدش يعذبني"
شاور فهد بيده للخروج وعدّل الكرسي وجلس عكسه وسأله:
"قولي بقى مين اللي دبر قتلهم"
اتنهد فهمي:
"أنا مش مسؤول يا باشا، إن زي ما حكيت لك هي اللي دخلتني الطريق ده، وبقيت دايمًا أجي لها وقت ما تتصل بيا، كانت بتستغل الوقت إن يكون زوجها وأسرة ملك مش موجودين لكن في يوم رجعوا بدري.
اخو جوزها كان طالع، وأنا خارج من شقتها لم فتحت لي الباب، على حسب دقة الباب بالغلط.
لكن هو لم شاف لبسها، نظر لها نظرة احتقار وطلع.
ووقتها ومانع أخد دروس مع بنته، اتفقت أنا وهي يكون بعيد عن بيتها، عشان ده خطر، ومبقاش لي حجة بعد كده، ووقتها سبت الناس اللي ربتني بعد ما خلقت كذا مشكلة، واجرت أوضة زي العشة كده وبقينا نتقابل فيها، وبعد كده عرفت إن أهل ملك ماتوا في حادثة، وهو بيسوق العربية والسبب كان في مشكلة في الفرامل لكن هي كانت مبسوطة إنهم ماتوا وبشماتة قالت
الحمدلله إنهم ماتوا، وبعد ما جوزي كان بيشتغل عندهم دلوقتى كل حاجة هتكون تحت إيدينا، وكان كلامها شامتة وكان الموت ملوش حرمة عندها، ومن وقتها ضيعت مستقبل اثنين أنا بقي كل اهتمامي إن أكون في حضنها، ودخلت دبلوم، وملك رغم كانت جايبة ثانوي عامة لكن رفضت تروح المدرسة إلا في البلد إلا بعدينا، وقدمت ملك على تمريض سنتين، وكانت شايلة كل حاجة وبتعمل كل حاجة زي الخادمة، ورغم كده البت ملك لم تستلمي وكملت الدبلوم واشتغلت علشان يكون معها فلوس تقدر تقدم على معهد وبعد كده كلية تمريض، وكان لم حد يحتاج ياخد حقنة تجري جري حد محتاج يقيس ضغط أو تغيير على جرح كانت شاطرة، لكن هي استغلت فرصة وكانت بتلسن عليه كلام عشان تجوزها."
شهق فهد من الذي سمعه، كان يجنّ ويتمنى يطولها يموتها وسأله:
"تعرف اعتماد من فين؟"
اتنهد فهمي ورأسه في الأرض:
"يوم حكيت لواحد صديقي إنه دخلت سكة النسوان لكن اللي بعيش معها معندهش احساس، هي اللي بتطلبني وأنا بكون مشتاق للموضوع ده، فأخدني على بيت اعتماد، واتفقت معايا أنا وصحابي إنها مش هتاخد من أي حد فينا فلوس وبالعكس هي اللي هتديني فلوس، وكمان وقت ما نحتاج نروح ونختار اللي تعجبني بشرط نوقع كذا بنت ونجيبهم.
وعلمتني ازاي نوقعهم من خلال المواقع، بقينا ندخل على تطبيقات التيك توك، والفيس، ونتواصل مع البنات اللي تقبل خاص وتسمح تتكلمي معانا فيديو وتبعت صور وبعد كده كل ده بيكون تهديد ونطلب نقابلها ونسلمها لِاعتماد اللي هي اصلا متابعة الموضوع ده."
خادمة في قصر الفهد
الكاتبة: صفاء حسني
أعتذر عن ذلك! سأقوم بإعادة صياغة النص بالكامل مع تصحيح الأخطاء الإملائية، وإضافة علامات الترقيم، واستبدال الكلمات غير اللائقة، وتحويل السرد إلى لهجة فصحى. إليك النص المصحح:
خادمة في قصر الفهد
الكاتبة: صفاء حسني
اتنهد فهد وسأله:
"هل كانت ملك من البنات هؤلاء؟"
هز فهمي رأسه بالنفي:
"لا، بالتأكيد ملك بنت طيبة، وعمرها ما سمحت لنفسها حتى تتحدث مع أحد أصلاً."
سأله فهد بغيظ مكتوم:
"طيب لماذا ظهرت سمعة سيئة عن ملك؟"
اتنهد فهمي:
"من تخطيط زوجة عمها بعد أن طلبتني في يوم عندها، واستغربت لأنني لم أذهب إليها منذ سنوات، وكانت ابنتها ستشاهدني، وبعد ذلك هي حاورت الأمور وجعلت ابنتها تشهد أنها رأت شابًا خارجًا من عندها.
لكن ملك كانت ذكية وتجاهلت الموضوع حتى تعرف من هو، وطلبت مني زوجة عمها أن أعاكس ملك مرة، وبالفعل فعلت ذلك.
رأيتها خارجة من المصنع وسحبتها من يدي."
فلاش باك:
سحب فهمي يد ملك وقال:
"تعالي هقول لك على شيء."
مشيت ملك معه خطوتين وهي غير مقتنعة ووضعت يدها على وسطها:
"ماذا تريد؟ خلصني يا فتى، فهي ليست ناقصة عطلة."
اقتربت منها بالقوة
فصرخت وقالت:
"ماذا تفعل يا معفن، ابعد عني!"
سحبتها بالقوة بكل قوتي ودفعتها بشدة من خدها.
انصدمت ملك ودفعته بقوة:
"يا ابن الجزمة، ماذا تفعل يا واطي؟ هل لم تجد أحدًا يربيك؟ والله سأكسر عظمك."
ومسكت خشبة على الأرض وقامت بالضرب.
باك:
وقتها ضربتني بنت غير محترمة، وظللت شهرًا على السرير.
ولما حكيت لليلى ضحكت وقالت:
"إنها فعلت ذلك لتصويرها وكسر عينها."
ضحكت عليها وقلت:
"لو على كسر العين، أنا عندي طريقة، وحكيت لها عن عملي مع اعتماد، وعجبتها الفكرة، وطلبت مني أولاً أن أقابلها وأعتذر منها."
أنا انصدمت ورفضت.
طلبت أن أسمع كلامها وأقول لها كلام سيئ عن زوجة عمها، حتى تشك وترقبها وتذهب إلى العشة، وكانت تعرف أن ملك تصورها، وبعد ذلك بوقاحة قالت:
"خادمة الفهد، مش هتقدري تعملي حاجة، وهددتها أنها ستطرده من البيت، مش عارف ليه كانت عاوزة تكسرها كده."
وبالفعل عملت كل ما اتفقت عليه، وصدقتني ملك وقلت لها:
"ده الدار اللي كنت فيها وأنا صغيرة، والست اللي فيها طيبة، وهي اقتنعت عشان نفسها تكمل تعليمها وتشتغل في مستشفى."
اتعصب فهد وبكل غضب:
"يا أولاد الكلاب، والله تستاهل تروح في ستين داهية."
أمر فهد أن يأخذ فهمي من قدميه وقال:
"ممكن تطلع منها أو تأخذ حكمًا مخففًا لو شهدت ضد ليلى أنها قتلت أهل ملك."
هز رأسه فهمي:
"هقول كل اللي حضرتك عايزه، بس بالله عليك أنا بريء من قتل اعتماد."
اتعصب عليه وسأله:
"إيه اللي يضمن أنك بريء وأنت رحت كذا مرة، ومن المرات هددتها بالقتل؟"
انصدم فهمي لأنه يعرف كل شيء، وقال:
"لأنها منعتني من مقابلة ملك، وقالت ما عنديش حد بالاسم ده، ولم أقنعتها أن يأتي من ورائها صبوبة كبيرة، ولو عملت لي توكيل، هنبيع كل حاجة وليها النص، وشربنا ملك بالعافية، لكن أغشي عليها، وفي شابان طلعوا وضربوني وطردوني، في وقتها وقفت في الشارع وهددتهم أنني سأعود مرة أخرى، هو ده كل اللي حصل، أقسم بالله العظيم."
صرخ فهد وطلب من مأمور أن يمضي على كل الاعترافات هذه ويرميه في الحجز ويتم القبض على ليلى.
خادمة في قصر الفهد
الكاتبة: صفاء حسني
الفصل ١١
قامت ملك بعد أن نامت من البكاء، وقررت أنها ستمشي، لكن تذكرت أن هناك ورقة يجب أن تمضي عليها، واتفقت مع نفسها:
"أعمل إيه؟ وياترى ممكن يستغل ده؟ طيب لو اعتذرت له ممكن يسمح لي أرجع بلدي؟ آه، هو قلبه طيب كفاية أنقذني، أنا هروح عنده."
وخرجت وذهبت إلى المطبخ، بدأت تعمل الطعام، وهي تعجن الكيك، سمعت صوت سيارة فهد. نزل فهد من السيارة وهو داخل إلى البيت.
قابلته ملك وقالت:
"أنا آسفة، أرجوك متزعلش مني."
نظر لها فهد وهو محتار كيف أن هذه الفتاة قوية رغم كل ما حصل معها، وقال:
"طيب اهدي، امسحي العجين اللي في وشك."
رفعت يدها عشان تمسح وجهها، فأخذت العجين في جزء آخر. وهي تقول:
"صدقني أنا مش نكرة، معروفك، ولا أقصد أجرح فيك."
وبدموعها، وهي تمسح جزءًا آخر:
"أرجوك سامحيني."
نظر لها فهد وفجأة ضحك بهستيريا على شكلها، لدرجة أنها وقفت من الدموع واستغربت ضحكته.
سمع عم إبراهيم صوت الضحك، فتجه نحوهم، وكان مصدومًا لأنه رأى فهد يضحك، فهذا أول مرة تحدث منذ سنوات يضحك من قلبه هكذا. اقترب نحوهم، وعندما رأى ملك وهي مثل البلياتشو، ضحك هو أيضًا عليها.
كانت ملك مستغربة من ضحكهم عليها، ومع قدوم فارس وعم إبراهيم، وأيضًا فهد يضحكون بشكل غير عادي.
اقترب منهم، وعندما رأى وجه ملك، وهي على وجهها دقيقًا ومن الناحية الأخرى لون أحمر، ضحك هو أيضًا وسألها:
"هو أنتي ناوية تعملي لنا كيكة؟"
نظرت له ملك بلهفة، واندهاشت أنه عرف، وسألته:
"إزاي عرفك أني هعمل كيكة؟"
ابتسم فارس واقترب من وجهها:
"وهتعملي بالفراولة ولا حطيت لون أحمر؟"
هزت ملك رأسها وسألته بفضول:
"آه، فعلاً، مش هتقولي عرفت إزاي؟"
كان يقترب منها ليلمس وجهها، لكن سبقه فهد ومسك يدها وطلب منها أن تأتي معه.
ذهبت ملك معه بدون أي نقاش لأنها كانت تعرف أنه لو اعترضت ممكن يزعل منها.
اتجه فهد بها إلى الحمام ووقفها أمام الحوض وسألها:
"هو في طباخة شاطرة تعمل الكيك في وشها بدل ما في الصينية؟"
عندما رأت وجهها هكذا صرخت:
"يا إلهي، ماذا فعلت؟"
فتحت الماء عشان تغسل وجهها، وملأت يديها ماء ورمته على وجهها بدون أن تغسل يديها، فجأة صرخت.
اقترب منها فهد وهو يشعر بضيق:
"إيه اللي هببتي ده؟ يا نهار أسود، أنت يا طفلة!"
واقترب منها وبدأ يغسل يديها ويغسل عينيها كأنها ابنته، ثم وبخها:
"أنت مجنونة في كل حاجة يعني تخرج من المطبخ من غير ما تغسلي إيدك وتدعكي كل العجين على وشك، وبعد كده بدل ما تغسلي إيدك، تبدئي بغسيل وشك! بجد، أنت مفيش فيك عقل."
أخذت ملك المنشفة المعلقة على الشماعة بعنف وهي تقول:
"أوعي تشتمني، أنا مش مجنونة على فكرة!"
وفجأة....