
الفصل الرابع 4 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
كان فهد في السيارة منتظر تحديد المكان، جاء له اتصال فرفع الهاتف ورد. "في حاجة جديدة وصلت للمكان واتصلت بالشرطة."
تنهد المتصل وقال: "في مفاجأة عرفتها وانا يحقق في قضية موت اهل ملك."
استغرب فهد وقال: "مش وقته يا ابنى المهم ننقذ ملك."
رفض المتصل ينهى الحديث وطلب منه يسمعه: "اسمعنى الاول قبل ما تقفل. انا بعتلك رساله على الواتس افتحها وانت معايا وانت تفهم اقصد ايه."
نفخ فهد وهو مستغرب أسراره وقال: "حاضر لكن اقسم بالله لو طلعت حاجه تافهه و عطلتنى لحسبك." وفتح الوتس وهو معه راء صورة لشخص وزوجته وابنته في الاول لم ينتبه وسأله: "مالهم الا فى الصورة؟"
بلع ريقه المتصل وقال: "حضرتك مشفتش الأشخاص إلا فى الصورة ده ولا مره. ضرورى حضرتك تقولي."
دق النظر عليهم فهد وكبر الصورة وهنا أنصدم وقال: "ده صورة المحامي إلا كان بابا بيثق في والا جانبه دول مراته وبنته الا ماتوا في الحادثة. لكن ايه علاقتهم ب اهل ملك؟"
سأله مرة أخرى: "حضرتك متأكد من المعلومة دي؟"
هز راسه فهد وهو متاكد وقال: "طبعا انا عمرى ما انسى اخر يوم قضيته مع والدى. كان اهم يوم وأصعب يوم فى حياتى."
وتذكر كل حاجه حصلت معه.
❈-❈-❈❈-❈-❈
فلاش باك
اتجه فهد الى غرفة عز وهو يعكسه لكى يدخل في حديثاسماء وقال: "عز باشا كنت عايز اتكلم معاك شويه."
ابتسم عز وقال: "حقك طبعا. انت خلاص اتخرجت من الشرطة بجدارة وهتروح تستلم أول يوم في شغلك النهارده. لكن مستغرب ليه اختارت البلد دي بالتحديد. فى سر ورها."
ابتسم فهد بلع ريقه وقال: "فعلا فى سر. دى البلد اللى فيها أسماء وما دام امي رافضه اتجوزها وكمان بعدتها عني يبقي الاحسن اكون جانبها."
انصدم عز وسأله: "انت ليه مصمم على البت دي رغم ولدتك مانعة الموضوع؟"
تنهد فهد وقال: "بحبها يا عز باشا. هو انتم ليه محرمين الحب؟ وليه نظرتكم للحب مستوى وطبقي؟"
استغرب عز حديث فهد وأسراره وخاف ل يتجوزها من وراهم لو الكل وقف ضده وقال: "طيب يا باشا فهد عايز اشوفها وانت عارف انى نظرت في الناس مش بتخيب يبقى اجي معاك تستلم شغلك وبعد كده نعدى عليها وبالمرة اقابل واحد بس فين البلد؟"
نطق فهد اسم البلد. ابتسم عز وقال: "سبحان الله هقابل واحد في بلد جانبها. روح نفذ المأمورية وتستلم وظيفتك وبعد كده اروح معاك عند سمسم بتاعتك لو عجبتني هوافق على نقلك."
ابتسم فهد بفرحة وحرك يده: "Yes yes انت احل باشا فى الداخلية كلها. ياريت امى تاخد شوية من حنيتك. اكيد لو عجبتك كل حاجه يكون تمام يا فندم."
ابتسم الأب وقال: "طيب اجهز قبل ما تشوفنا وتعلقنا أنا وأنت."
وبالفعل جهز نفسه ولبس ملابس الشرطة واخد ورقه وركبوا السيارة وهما في الطريق.
ساله فهد وقال: "عندى سؤال محيرنى."
ابتسم الأب وقال: "قول يا فهد باشا."
ابتسم فهد وقال: "باشا ايه؟ انا جانبك لسه تلميذ."
ضحك الاب بصوت عالي وقال: "اوكى نسيمك الباشا تلميذ."
ابتسم فهد وقال: "ازى انت وماما اتجوزت فى اختلاف جدا ما بينكم؟ بحس أن مشاعرها جامدة، مش بتعرف الحب أو تحسه حتى لسه من قريب حتى اختي الكبيره فصلها عنى وسايبها في مدرسة داخلية وبعد كده سافرتها تدرس في جامعه تاني بدل ما تعيش معانا."
تنهدت الاب وقال: "عشان امك اتعرضت ل ابشع ظلم اي بنت تتعرض ومن وقتها قلبها أصبح حجر، هى بتحب بنتها لكن بتفكرها ب الا حصل معها وعشان كده سايبها هناك."
انصدم فهد وسأله: "ازاى اتظلمت؟ ومن مين؟"
اتنهد عز الدين وهو متأثر وقال: "اتعرضت ل اغتصاب وهى صغيرة."
شهق فهد وهو مش مصدق: "انت بتقول ايه؟ ازاى؟ ومين عمل فيها كدة؟"
بدأ يحكى عز الدين ل ابنه. كان اول مره يقول السر لحد ووصاه يفضل سر ما بين ولا حتى أسماء تعرفه. "مفهوم؟"
هز راسه فهد وقال: "طبعا متقلقش."
تنهدت الأب وبدأ يحكي: "أنا اتعرفت على ولدتك في شركة أدوية كان عرض عليا صديق لي أشارك معاه في الباطن عشان مياثرش علي شغلي، ووافقت وكنت بتابع الشغل ب الايميل وفى يوم حدد ميعاد لنقاش شغل مهم وسافرت هناك. كانت والدتك وقتها سكرتيرة، وشاطرة جدا لكن حامل ومحدش كان يعرف أن كانت متزوجة أو لا. انت عارف الناس هناك مش بيفرق معاهم الكلام ده، وفى يوم بعد ما خلصنا شغلنا، جالها وجع الحمل محدش اطوع يساعدها غيري وبالفعل نقلتها على مستشفى وكنت واقف معها لحد ما ولدت. بعد الولادة كان لازم يتسجل الطفلة ب اسم اب يكون ليه الجنسية الإيطالية، ورفضوا يسجلوها ب اسمها وكان ياخدو البنت منها وهي كانت لا مبالاة مش فارق معاها وقتها افتكرت الممرضه انى جوزها لكن لما عرفت انى مش زوجها فهمتنى الإجراءات التي يتم تنفيذها واقترحت اكتبها ب اسمى لو المريضة غاليه عليا انا وقتها استغربت
فهمتنى الممرضة أن حالتها النفسية تعبانة ورفضة تتكلم وممكن بنتها تضيع منها لو مجبتش اب. انا اتاثرت وقدمت كل ورقي ألا يدل أن عندى جنسية ايطاليا وانكتبت البنت ب أسمى. هى كانت رافضة تشوفها أو تضمها ل حضنها. استغربت وقتها أي الجحود الا هى فيه. المهم خرجت من المستشفى واخدها علي بيتى. البنت كانت بتبكى وهى مش بتسال عنها."
خادتها للمستشفى وطلبت لبن الأم، وقالت: "لو ما جبتوش، البنت هتموت!" رحت لها، صرخت في وشها وضربتها بالقلم، وقلت: "ليه مادام انتي ست معقدة كده، وبتكرهي نفسك، ليه جيبتيها للحياة؟! البنت بقت باسمى، وهشوف لها مرضعة أو أم تانية، وانسيها وانسي إنك عندك بنت!"
في اللحظة دي، انهارت صفاء وطلعت كل اللي جواها وقالت: "أنا اتعرضت للاغتصاب من زوج مرات أبويا. ولما اشتكيت لأمي، ما صدقتنيش، وطلبت مني أتكتم على الخبر. وقتها، مكنتش عارفة أعمل إيه. اقنعتها تتجوز الولد اللي بتحبه، وفعلًا جهزوا كل حاجة، واتفقوا إنهم يتجوزوا. هو كان فرحان وسعيد عشان وافقوا على كل شروط أهله.
لكن بعد ما دخل عليها، اكتشف إنها مش بنت، وفهم ليه السر. اتهمها إنها خدعته، وقام يضربها ويهينها. وهي فضلت تشرح له إنها تعرضت لاغتصاب، لكن هو رفض يسمع لها وخرجها من حياته. عرفت من واحدة إن في شغل في شركة تابعة لاختصاصها، لكن عشان الفيزا لازم جوزها يكون معاها. طلبت منه يسافر معاه، لكنه رفض وطردها من حياته.
قررت تسافر ومش هترجع تاني لمصر، وهربت على مركب وكانت مشحونة وسط كتير من الناس. كانت شايفة مامتك حلوة وجميلة جدًا، لكن الكل استغل جمالها، ومحدش راعى مشاعرها أول ما عرفوا إنها لوحدها، خصوصًا المسؤول عن المركب وبعض الشباب.
استغلها صاحب السفينة وطلب منها تيجي عنده عشان يسألها كذا سؤال، وبالفعل راحت، لكن هو كان متوحش زي غيره. قفل باب الكبينة وسحبها عنده، وأخدها بالعافية وهي كانت مسلوبة الإرادة، تتمنى الموت.
أصبحت تسلية السفينة لحد ما وصلت لإيطاليا. أخدها صاحب السفينة لشاب قواد وضحك عليها وقال لها إنها بنت سهلة، وخدها تشتغل عنده في البار. لما رفضت، هددوها إنهم يسلموها للسفارة المصرية، وإنها كانت عايشة على المركب.
طاعتهم لحد ما غفلتهم وهربت لولاية تانية، وقدمت ورقها في شركة الأدوية لأنها خريجة صيدلة ومعاها الشهادة. فعلًا، اتعينت سكرتيرة، لكن المدير كان عينه عليها. وافق على تعيينها، لكن بشروط. وبعد ما أخذ اللي عايزه، وقتها اغمى عليها وعرفت إنها حامل، ومكنتش عارفة البنت دي بنت مين.
فضلت تشتغل وتحت طوع المدير، وكل ما يطلبها تلبي عشان محدش يرحلها. في نفس الوقت، كانت شاطرة في شغلها وبتنجح.
لحد ما جبتها على بيتي، افتكرت إني زيهم واستغلتها. في الوقت ده، صعبت عليا جدًا ومسحت دموعها وضمتها في حضني وساعدتها ترضع بنتها. اتفقت معها إني وهى نتجوز، وهي تستلم شغلي في إيطاليا، وأنا أتابع معها.
بالفعل، استمر الاتفاق سنتين، وهي مشاعرها أصبحت جامدة، ومبقاش حد يقدر يستغلها. استقرت معايا ومع شغلي، وبعد سنتين اتفقنا على إنها تكون زوجتي بالفعل، لأني وقعت في حبها. حضنها في لحظة ضعف ما نسيتهوش.
اتجوزنا، وربنا رزقنا بيك. لكن وهي حامل فيك، جالها حالة صدمة وافتكرت كل اللي حصل معها، وطلبت من دكتورة تعالجها. لحد ما بدأت تبقى أحسن، كنت نفسي أمحي كل اللي حصل معها زمان.
بعد ما كانت هي اللي ترعى بنتها، أصبحت تمر عليها وتقف تشوفها، لكن خايفة تقرب منها ومنك. ومع الأيام، بنتها كبرت، قدمت لها في مدرسة داخلية، لكن أنا لقيت مفيش أمل في علاجها. أخدتك ونزلت مصر وطلبت من مرات عمك تهتم بيك مع فارس.
اتنهد فهد والدموع تنهمر من عيونه. عشان كده مشاعرها جامدة، عمرها ما حسيت معها بالحب أو أخدتني في حضنها.
هز رأسه عز الدين وقال: "فعلاً، وعشان كده أنا طلبت منك أقابل أسماء، عشان ممكن احتياجك للاهتمام. خلاك انجرفت عاطفيًا لأسماء، وهي مش عاوزة تشوفك ضعيف، لأنها شايفة الحب ضعف، وخصوصًا لو مش من مستواك. فكر في كلامي لحد ما نوصل."
وبالفعل، تركه يفكر واتصل بالمحامي.
"ا ازيك اخبارك ايه؟ انا عايز اقابلك ضروري في أوراق مهمة لازم تقدمها في المحكمة الدستورية بكرة. أنا عايز افضل برا الصورة ولازم نكشفهم."
اتنهد المحامي، "تمام يا باشا حدد ميعاد."
ابتسم عز الدين، "أنا جاي ليك انت فين؟"
انصدم المحامي وقال، "أنا خارج من البيت أنا ومراتي وفى الطريق رايح اجيب بنتى من الامتحان وكنت جاي على القاهرة أنا وهما. ليه تعبت نفسك؟"
ابتسم عز الدين وقال، "يلا مش مشكلة كنت طالع مهمة وقلت اقابلك ونتكلم."
هز رأسه المحامي، "تمام." واغلق معه.
❈-❈-❈
وبالفعل ركب السيارة هو وزوجته وكان فرحان وكان بيسوق براحة. "أنا مش مصدق نفسي إن يكون عندى طفل تانى. ملك هتفرح جدا."
ابتسمت الزوجة، "سبحان الله أنا كنت قطعت الامل واكتفيت ب ملك."
ابتسم المحامى وقال، "من النهاردة لحد ما تولدي هنقعد في القاهرة في القناطر. مشتري بيت كبيرة وعندى حديقة من الزهور هناك. هتستمتع هناك انتى وملك."
كان ملاحظة الأب أن العربية فيها خلل، لكن ستر ربنا المسافة كانت بسيطة ووصل إماما مدرسة ملك وودي السيارة الميكانيكى.
انتظر ملك وبعت المكان اللواء عز الدين.
وصل عز وفهد إمام المدرسة. رحب بيه المحامى وعرفه ب بنته وب زوجته. كان فهد بيتوصل مع اسماء الا بعتت ليه رساله.
شافته ملك سرحان، اقتربت منه. "أنا اسمى ملك وانت اسمك ايه؟"
نظر له من فوق لتحت وقال، "ملكيش دعوة روحى يا شاطرة."
غضبت ملك واقتربت منه، "يا طويل ما دام مش بترد علي. وهي البدلة الا انت لبسها ده بتاعت شرطة بجد والا انت سارقيها؟"
شهق فهد وترك الهاتف ونظر عليها وهى قصيرة ومش ظاهرة من الأرض وقال، "عاوزة ايه يا اوزعه؟"
ضحكت ملك وقالت، "انت الا طويل اوى أنا مش اوزعه. المهم مش قلت لي انت سرقت البدلة دى؟"
نفخ فهد بقلة صبر وقال، "اللهم طولك يا روح. لا يا اوزعه بتاعتي مش سرقها."
ابتسمت ملك، "يعنى انت ظابط شرطه وتقدر تقبض على اي حد؟"
خفض رأسه نحوها وقال، "اي حد ازاى؟ هو انتى شايفانى بلطجى؟ أنا ظابط شرطه."
نفخت ملك وقالت، "واضح عليك طويل وبس ومش بتعرف تعمل حاجه ومش هتجبلي حقي. خلي التليفون ينفعك."
استفزز فهد ومسكها من هدومها وقربها عنده وقال، "انتى يا بت بطل استفزاز في قولي عاوزة ايه خلصنى."
ابتسمت ملك وقالت، "عاوزك تيجى معايا المدرسة جوى عشان اصحابي يشوفك وخصوصا الود الرخم فهمى ومحمود كمان. وفضلت تعدى فى اسماء اصحابها."
"وتقبض عليهم انهم يضايقونى."
انصدم فهد من كلامها وقال، "يخربيت سنينك! هو انتى سبتى مين في المدرسه؟ مقولتش اسمه."
"هما بردوا اللي مضايقينك. أنا شاكك انك الا بيطلع عينهم مش فى مثل بيقول احذر كل قصيرة مكير."
ربطت أيدها ملك على صدرها، "هتيجى والا هتفضل تلوك مع نفسك تقولهم انك قريبى وتهديدهم انك تاخذهم السجن؟ أنا اكتفي انك تحذرهم."
كان ملاحظ حديثهم اللواء عز الدين وضحك، "ربنا يخليها ليك. واضح انها مسيطرة وشخصيتها قوية."
ضحك الاب، "فعلا أنا كبرتها علي كدة متخفش الا من الا خلقها."
طلب عز من فهد، "ادخل معها ونفذ الا طلبته."
❈-❈-❈
دخل فهد وهو مفروض منها وبالفعل شافه محمود وكمان فهمى. اقتربت منهم ملك وقالت، "أنا جيبت ليكم الظابط الطويل ده عشان يقبض عليكم وايك حد يتعرض لي تانى أو يتحرش بي والا اقسم بالله العظيم اخليه يوديكم السجن."
ولما سمع فهد كلمة "تحرش"، افتكر قصة أمه. نزل علي كل واحد بالضرب واقترب الناظر وسأله، "فى ايه يا باشا بتضرب الاولاد ليه؟"
صرخ في فهد وقال، "ده شكل مدرسة نموذجية؟ ده لو مش عارف تحافظ على البنات الا عندك افصلهم عن بعض."
هز رأسه الناظر وقال، "احنا مدرسة تجريبى حكومة وبيكون مع بعض ابتدائى واعدادى وثانوى وكل الاطفال بتكبر على أنهم يحترمون اخواتهم البنات ويعزلهم في الفصول."
لم يقتنع فهد وقال، "طيب ازى وهما بيتحرشوا ب ملك واكيد ببنات تانى."
انصدم الناظر وسألها، "هو دي حصل يا ملك؟"
هزت رأسها ملك وقالت، "اه كل ما يشوفنى يفضل يضيق فى ويكون عايز يلمسنى وبابا مانع يجى الدرس عندنا. ورغم كدة عمال يرخم عليا في المدرسة. هو انا مسكتش ليه وضربته بالكاوتش."
ضحك فهد والناظر ورد الناظر، "خلاص يا ملك اي حد يتعرض ليكى تانى بلغينى."
هزت رأسها ملك وقالت، "لا طبعا أنا هبلغ الضابط الطويل ده وهو يجبلي حقي."
قطع حديثهم اللواء عز وهو بينادى.
خرجوا من المدرسة وهو يضحك على ملك.
أخذ الأب الورق واعطاها ل ملك، "خدى شيل الورق ده معاكى وحافظي عليه يا ملك. حطه في عيونك اوعى يضيع منك لحد ما نوصلا."
خدته ملك وهى تبتسم، "متخفش يا بابا انت ناسي أن أكون مساعدتك." وفتحت سوست مدفونة داخل الحقيبة ووضعتهم فيهم.
اتجه فهد وهو ينظر علي ملك وهى كمان تلوح بيدها وقالت، "مع السلامة يا باشا يا طويل."
ابتسم الأب وقال، "حلوه دي الباشا الطويل."
ذهب الأب معه قدم نفسه فى القسم واتفرج عليه. وبعد كده راحوا على بيت اسماء وخرجت اسماء وسلمت على فهد بكل جرائه وحضنتها.
استمر واقف يشوف تصرفاتها واقتناع من كلام سهير أن البنت ده مش مناسبة ليه. وهو واقف افتكر تصرفت ملك الطفلة الصغيرة وازى قدرت تدفع عن نفسها وشخصيتها قوية رغم صغرها.
وقرر يكتب وصية بمواصفات ملك وبعتها على الشركة وطلب منهم ان لازم تتطبق وان ابنه مش يستلم اي فلوس الا لم يكون متجوز بنت بنفس المواصفات. وكانه عايش على أمل أن يحدث لقاءات كثيرة مع أهل ملك.
وهو راجع بعد الانتهاء وبعد سلام اسماء الباهت بدون خجل شاف المحامى وملك بعد ما زروا دكتورة نساء وكشفت على زوجته واكدت انها حامل فى الشهر الثالث.
كانوا واقفين على الطريق منتظرين موصلة. وقف ليهم وسأله، "خير واقف ليها؟"
ابتسم ابو ملك وقال، "للاسف العربية الفرامل بتاعتها مقطوعة ومنتظر اى عربية تودينى ل محطة الاتوبيس عشان ننزل على القاهرة."
ابتسم عز وقال، "وليه أتوبيس؟ تعال معايا أوصلك ونروح."
كانت السيارة سود وكبيرة وفى عازل عن السواق والكاتب أقدم بعضوسترة سوداء هما يشوف الا فى الخارج لكن محدش يشوفهم. ركب بجوار واستمرو في الحديث.
والأم كانت تجلس تنظر على بنتها وهى بضيق في فهد وتسأله، "مش ناوى تقولي اسمك ايه؟ مش ينفع افضل اقولك يا طويل كدة؟"
نظر لها فهد وقال، "يعنى هتطلعى من دماغي لو قلت ليكى؟"
ابتسمت ملك وقالت، "اه طبعا عشان لما حد يضايقنى اقولهم أنا بنت المحامى المشهور حسين السيد سليم واعرف الضابط."
ضحك فهد ولعبها وقال، "عز الدين عزيز. أي خدمة؟"
فرحت ملك وقالت، "اسمك عز الدين وإلا علاء الدين؟ وفين المصباح؟"
وفضلت تهرج وتضحك ونجحت تخلي يسيب التليفون. وكان مراقب الموقف عز الدين واستغرب أن ابنه رفض يقول اسمه وليه بيكيد فيها بس كفايه نسي أسماء ولو دقايق.
وفجأة سمعوا صوت في السيارة. كان صوت قنبلة.
انصدم عز وطلب من السواق يفتح الباب ويحول يقوف السيارة.
طلب حسين من ملك، "ارمي نفسك يا ملك من السيارة."
كانت ملك خايفة وسألته، "وانت ومام؟"
مسحها على رأسها وقال، "متخفش يا ملك اخرجى انتى الاول."
وبالفعل فتحت ملك الباب وجي ترمى نفسها.
اخذها فهد فى حضنه ورمى نفسه معها عشان مش تيذي لانه مدرب على ده فى الشرطة وبالفعل خرج الأب والأم والسواقبصعوبة. وبعد كده حصل انفجار شديد.
من شدد الانفجار طير حسين وزوجته وعز على ترعة كانت قريبة من الطريق. ام فهد وملك طيرهم الناحية التانية كانت ارض زراعية وبعض من المارينا ذو والسواق مات.
❈-❈-❈
فاق فهد وملك بعد شوية وجود نفسهم في الأرض الزراعية وناس بتساعدهم يقومى. وراحوا على المستشفى. كان أهل ملك تم نقلهم من الترعة ميتين لكن عز كان على طرف الترعة وفى لحظته الأخيرة كان فهد جانبه سأله عن ملك وعن حسين.
اتنهد فهد وقال، "حسين مين؟"
رد الاب، "المحامي وزوجته وابنته."
نظر له فهد بحزن، "للأسف الشديد طلعوهم من الترعة ميتين."
سأله، "طيب البنت المسكينه فين؟ متسيبهاش يا فهد بالله عليك خالي بالك منها. أهلها ماتوا بسبب..."
استغرب فهد وسأله، "ليه بسببك؟ بالعكس وشهم شوم علينا."
رفض الاب وقال، "لا يا ابنى المقصود والمستهدف أنا عشان معايا اورق توديهم ورق الشمس وهما كانوا عارفين انى اسلمهم المحامى حسين وكانوا مراقبين ازى مخدش بالي. خلى بالك من البنت اكيد عارفة الورق فين الا يوديهم كلهم في داهية. حق ابوك اوعى تتنازل عنه ولازم تخلي بالك من البنت."
وبعد كده مات عز وفهد كان مصدوم. ومن اللحظة ده فقدت ملك أهلها وفقد فهد عز.
❈-❈-❈
رجع فهد إلى الواقع وهو مصدوم ومش مستوعب. يعنى ملك بنت المحامى حسين الا كنت طلب منك تدور علي بنته بعد الحادثة ودورت على مكانها. قلت ان كأن مسجل عنوانه في بيت فى مدينة المحافظة.
هز راسه المتصل، "لكن انصدمت مع التحريات عن مين قتل أهل ملك أن ملك بتكون هى البنت الا كنت بدور عليه. ومش هتصدق مين الا اشتري البيت والورشة من محمد اخوه."
انصدم فهد وقال، "اوعى تقول ممدوح؟"
هز رأسه المتصله، "هو اشترهم هو والمكتب عشان يدور على الورق."
صرخ فهد، "يعنى ممدوح طلع بيعرف ليلي من زمان؟ ولم عرف أن احنا بندور علي ملك اتفق ترميها في بيت اعتماد وافتكر انى مش هعرف اوصلها."
ثم انتظر شويه وسأله، "انت كنت عارف انها موجود هناك صح؟ وابوية كان كاتب المواصفات كلها تخص ملك."
اتنهد، "يعني انت كنت وصلت ليها ومتابعة ومقولتش لي؟ وانت الا طلبت موضوع الوصي ينفتحه."
هز راسه المتصلك، "كان لازم اتابع البنت من غير ما حد ياخد باله. لحد ما عرفت انه وصل ليها وطلبت منهم يوديه المكان ده. وانت وقتها مكنتش معايا كنت كل ما اتكلم عنها مش تركز معايا. مينفعش اظهر فى الصورة. ولم عرفت انها اترمت هناك طلبت من شاب هناك يحميها."
انصدم فهد وقال، "بهاء صح؟"
وضح المتصل وقال، "نعم. لكن لم جيه ممدوح عشان يعرف مكان الورق فين، وبلغنى بهاء وقتها كان لازم انت الا تتصرف عشان كنت تحت ايد ممدوح، وكان مسيطر عليك ونجح يكرهك فى امك؛ وطبعا عشان انت عارف ماضي امك صدقت على طول، انها ممكن تبيع نفسها وحبيت تفكرها بمضيها وتكسرها زى ما حرمتك من أسماء، فطلبت منى اشوفلك واحده في بيت مشبوه."
شعر فهد اقد ايه كان مغمى عينه وقد ايه ضياع سنين فى الوهم وتذكر ملك وقال: "انا لازم انقذها فورا اكيد يحاول يعرفوا منها مكان الورق."
في الوقت ده بالفعل اتصلت اسماء ب الرجال وطلبت منهم ينقلو نورسان من المكان ويتركوا ملك. بلغوا الكلام للممدوح. ابتسم ووافق. اقتربوا الشباب ياخدو نورسان. صرخت ملك وقالت، "رايحين فين؟ سيبوا نورسان." اغموا عينها واخدوا نورسان وهى تصرخ، "سيبوها والله لتدفعوا التمن." اقترب ممدوح منها وقال: "انتى فاكرة احنا خطفنا نورسان عشان نجبر فهد يتجوز من اسماء." ركزت ملك من الصوت وتذكرت انها سمعته قبل كده وسالته: "انت مين وعايز ايه؟ انا فاكرة سمعت الصوت." تابع.....